تمهيد
منذ دخول المشهد السوري سيناريو "تمترس الجغرافية" وهو يشهد تفاعلات وتطورات متعددة؛ سواء على مستوى إعادة التشكل البنيوي للفواعل المحلية، أو على مستوى خارطة المواقف والمصالح الدولية أمنياً وسياسياً؛ ويشكل قياس أثر هذه التفاعلات والتطورات على الاتجاهات العامة للمشهد السوري محل اختبار دائم؛ فهو إما: سيثبت ديناميات التجميد ويفرض جملة من الاستحقاقات السياسية والأمنية "والتنموية"على المستوى الوطني أو المحلياتي وستكون هنا فرضية "مركز لا يتحكم بأطرافه" أو فرضية "لامركزية أمر واقع" مقياساً لمدى تطور هذا السيناريو من عدمه، أو: سيراكم مؤشرات أمنية تفضي لانزلاقات تختبر الحدود المتشكلة سواء تقليصاً أو زيادة بمساحة مناطق النفوذ، وسيكون للجهة المتمددة فرصاً لزيادة شروط تفاوضها في إطار "التسوية السياسية". وفي كلا الأمرين سيكون المآل السياسي للمشهد إطاراً للمتابعة والترقب، لا سيما في ظل تأثره بالتطورات والمتغيرات الدولية وعلى رأسها زلزال شباط والعدوان الاسرائيلي على غزة.
وانطلاقاً من إدراك المؤشرات الدالة على تطور الاتجاهات العامة وما ستحدثه من تحولات دافعة لسياسات محلياتية وعلى مختلف الصعد؛ يركز التقرير أدناه على مؤشرات الحركة السياسية والامنية والاقتصادية في سورية وتبين سياسات الفواعل المحلية والخارجية من خلالها، وسيستند التقرير على إحاطات مركز عمران للدراسات الاستراتيجية للمشهد السوري الشهرية(1).
لقراءة هذه الإحاطة السنوية وتحميلها: https://bit.ly/43JBDft
([1] ) للاطلاع على أحاطات المركز الشهرية خلال عام 2023 ، انظر الرابط: https://bit.ly/2RY3V4j