الفعاليات

ملخص تنفيذي

  • شهدت الإدارة الذاتية منذ إعلانها عدة قراراتٍ قلصت ودمجت بموجبها العديد من هيئات للمجالس التنفيذية للمقاطعات، لأسباب عدة أهمها تقليل عدد الهيئات المتقاربة في العمل.
  • يتمثل التطور الأبرز والأكثر استراتيجياً فيما يخص القرار الأخير بأن التقليص شمل هيئات " نوعية " بالنسبة للإدارة الذاتية، متمثلا بهيئة " الدفاع والحماية الذاتية "، وهيئة "العلاقات الخارجية"، وهيئة الطاقة.
  • إن التنبؤ بمدلولات وماهية هذه الخطوة وحصرها بإعادة ترتيب البنية الداخلية يكون غير متسقاً لأنه يتجاهل السياق العسكري والسياسي.
  • يمكن حصر وتلخيص الاستقراءات الأولية لإلغاء هذه الهيئات بمجموعة أهمها؛ إعادة هيكلة "الإدارة الذاتية" بما يتوافق مع قانون الإدارة المحلية؛ وجود اتفاق بين الولايات المتحدة وأطراف إقليمية خصوصاً تركيا، وفشل طرح اللامركزية في التطبيق والعودة للمركزية الضيقة (مركزية إقليم الجزيرة).

مدخل

منذ نشأتها بداية العام 2014 إلى الآن قامت "الإدارة الذاتية" بتقليص مستمر لتعداد هيئاتها التابعة للهيئة التنفيذية، وفي حين أنها بدأت ب22، تم تخفيضها إلى 16 هيئة، عبر إلغاء بعضها ودمج بعضها الآخر بتاريخ 01/03/2016([1])، ومؤخراً وبتاريخ 26/03/2019، منح المجلس التشريعي في إدارة " إقليم الجزيرة" الثقة للمجلس التنفيذي الجديد للإقليم والذي تضمن 10 هيئات بعد إلغاء هيئات عدة وأهمها هيئتي الدفاع والحماية الذاتية والعلاقات الخارجية، بالإضافة لإلغاء كل من هيئتي الطاقة والسياحة، والقيام بعملية دمج لهيئة العمل والشؤون الاجتماعية مع هيئة شؤون الشهداء تحت مسمى" هيئة العمل وشؤون الشهداء([2])". وعليه؛ سيتبع تقدير الموقف هذا حركية التقليص تلك واستعراض سياق الخطوة الأخيرة ومدلولاتها واتجاهاتها العامة.

حركية التعديل والتغيير البنيوي

تتكون بُنية "الإدارة الذاتية" وفق "ميثاق العقد الاجتماعي" من: المجلس التنفيذي؛ المجلس التشريعي؛ المجلس القضائي؛ المفوضية العليا للانتخابات: المحكمة الدستورية العليا؛ المجالس المحلية. وشملت "الإدارة الذاتية" وقت إعلانها 3 مقاطعات (كانتونات): الجزيرة وكوباني وعفرين، وتم تغييرها لاحقاً "بموجب قانون التقسيمات الإدارية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا"، الذي تمت المصادقة عليه خلال الجلسة العامة لمجلس الفيدرالية الديمقراطية الذي عقد ما بين 27/28 تموز 2017.

وفيما يخص المجلس التنفيذي فقد تم تشكيله تنفيذاً لقرارات "المجلس العام التأسيسي للإدارة المرحلية" لتشكيلها في المقاطعات (الكانتونات) الثلاث: الجزيرة، وعفرين وكوباني/ عين العرب، وكانت البداية بدايةً بمقاطعة الجزيرة: في 12/01، وكوباني في 27/01، وعفرين في 29/01، ليُعلن عن الإدارة الذاتية من قبل "مجلس غرب كردستان" بتاريخ 21/01/2014.

بلغ عدد هيئات المجلس التنفيذ عند اعلان الإدارة الذاتية 22 هيئة، وهي أشبه بحكومة بوزارات كاملة، ووفق العقد الاجتماعي من المفترض ان تتم تسمية رئيس المجلس التنفيذي من قبل حاكم المقاطعة (الكانتون) الذي يقوم بتكليف الحزب أو الكتلة الحاصلة على أكثرية أصوات المجلس التشريعي بتشكيل المجلس التنفيذي على أن ينال ثقة ما لا يقل عن (50+1) من المجلس التشريعي وتكون مسؤولة أمامه.

تم تقليص عدد هيئات المجلس التنفيذي خلال جلسة استثنائية للمجلس التشريعي بتاريخ 01/03/2016، إلى 16، هيئة، وذلك عبر تحويل هيئتي الشؤون الدينية وحقوق الإنسان إلى مكاتب وربطها بشكل مباشر برئاسة المجلس التنفيذي، ودمج هيئتي الزراعة والاقتصاد، وهيئتَي البيئة مع هيئة البلديات لتُصبح هيئة البيئة والبلديات. كما تم توزيع مهام هيئة النقل (المواصلات) بين هيئتَي البلديات والداخلية، ودمج هيئة التموين مع هيئة البلديات. وارتأت الإدارة الذاتية القيام بعملية الدمج بين الهيئات بسبب تداخل وظائف البعض منها. كما تم الإقرار بتحويل الرئاسة في الهيئات إلى النظام المشترك -رجل وامرأة-مع إضافة 3 نواب، واستثناء منصب رئيس المجلس التنفيذي من هذا التعديل في الهيكلية([3]). يوضح الجدول أدناه تغير عدد الهيئات التابعة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية منذ تشكله إلى الآن([4]).

 

إلغاء هيئتي الدفاع والخارجية: المدلولات والاتجاهات المتوقعة

توافقت هذه الخطوة مع مقترحٍ ظهر في 10/09/2018 أثناء زيارة وفد من "الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال و شرق سوريا" إلى مقرّ المجلس التنفيذي "للإدارة الذاتية" في إقليم الجزيرة، وخلال اللقاء تباحث الطرفان "ضرورة إيجاد صيغة إدارية توافقية بين "الإدارة الذاتية لشمال و شرق سوريا" و "الإدارات الذاتية المحلية" لتشكيل نظام سياسي موحد في مناطق شمال و شرق سوريا، وعقب هذا الاجتماع وبتاريخ 04/10/2018 أعلنت "الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا “؛عن  مجلسها التنفيذي الأول بـ 9 هيئاتٍ فقط، أي بهيئة أقل من المجلس المشكل مؤخراً والخاص بإقليم الجزيرة، وتشمل الفوارق بين الهيئتين وجود الزراعة ضمن هيئة مشتركة مع الاقتصاد في مجلس "الإدارة الذاتية"، كما تم الغاء هيئة " عوائل الشهداء " بالكامل، والغيت أيضاً هيئة الشباب([5])".

لا يمكن اعتبار التقليص الأخير ضمن الهيئات في " إقليم الجزيرة" أو المجلس التنفيذي للإدارة والمشكل عام 2018، خطوات في اتجاه توحيد شكل الإدارات وتقليص عدد الهيئات غير الفعالة كما حدث في حالات سابقة، فالإعلان الأخير شمل إلغاء ما يمكن اعتبارهما أهم هيئتين والمتمثلتين بـ هيئة الدفاع و الحماية الذاتية، وهي الجهة المسؤولة عن سوق ما يقارب 30 ألف مجند للخدمة الالزامية للإدارة الذاتية/ ولايزالون منتشرين في بقع المواجهة الاخيرة مع " تنظيم الدولة"، كما أن هيئة الخارجية هي الجهة المسؤولة عن تنظيم العلاقات الخارجية للحزب سواءً مع الشخصيات والأطراف الأجنبية القادمة إلى مناطق الإدارة أو عبر ممثلياتها التي تم فتحها في عدد من الدول الأوروبية واقليم "كردستان العراق"، كما يأتي الغاء هذه الهيئات في وقتٍ يمكن اعتبار السيطرة الجغرافية للإدارة الذاتية حالياً في اوسع مراحلها منذ نشأتها عام 2014، ومن الناحية الوظيفية ورغم اقدام "الإدارة الذاتية" على إلغاء بعض الهيئات ودمج بعضها الآخر، إلا أنها لن تكون علاجاً لداء " البيروقراطية" المستشري في جسد الإدارة الذاتية، فوفقاَ للمصادر بلغ عدد الأشخاص الذي يحصلون على رواتبهم من الإدارة سواءً ضمن مؤسساتها الإدارية أو العسكرية أو الأمنية لأكثر من مائتان وعشرة آلاف شخص، وهو رقم ضخم جداً مقارنةٍ بالحجم الجغرافي والأداء الفعلي للإدارة، ويندرج ضمن محاولاتها القيام قدر الامكان بعملية ربط للمجتمع بالمشروع السياسي لها عبر الوظائف، كما أن هذا العدد الضخم من الموظفين خلقوا مجتمعاً مرتبطاً امنياً ومعيشياً بالإدارة من ادنى الهرم الوظيفي والإداري، إلى أعلاه.

ترافقت عملية التقليص والدمج هذه مع إعلان هيئة الحماية والدفاع الذاتي تأسيس " وحدات فوج الغواصين “للضرورة العسكرية وفق بيان التشكيل([6])، وهذا الإعلان يشير إلى عدم وجود نية قريبة التحقق لدى الإدارة في اتجاه الإلغاء الكامل لهيئة الدفاع، بل ستقوم هيئات أخرى بعملية إدارة هذا الملف، ووفق طبيعة الهيئات المتبقية ضمن بنية المجلس التنفيذي فيرجح قيام هيئة الداخلية بإدارة ملف قوات " الدفاع والحماية الذاتية"، وكون أن القرار لا يزال قيد التفاعل والتشكل فإن هذا الأمر يفتح الباب أمام احتمالات عدة منها:

  1. إعادة هيكلة "الإدارة الذاتية" بما يتوافق مع قانون الإدارة المحلية الذي يمكن أن يتم تعديله بصورة تبقي على مركزية الدولة مع إعطاء بعض الصلاحيات الإدارية للأطراف؛
  2. تعديل الطبيعة الوظيفية لهذه القوات من تشكيل عسكري ذو مهام هجومية، بالتوجه نحو جعلها قوات شرطية ذو مهام أمنية ودفاعية.
  3. وجود اتفاق بين الولايات المتحدة وأطراف إقليمية خصوصاً تركيا، في اتجاه عملية ضبط لحجم الادارة الذاتية سواءً ادارياً وربما جغرافياً بحيث يتم التقليل من المخاوف التي تسوقها تركيا للتدخل العسكري في المنطقة، وهذا ما يمكن استقراءه من إلغاء هيئتي "الدفاع والخارجية"؛
  4. فشل طرح اللامركزية في التطبيق والعودة للمركزية الضيقة (مركزية إقليم الجزيرة)، وهذا السبب في حال صحته يعني فشل " مفهوم الإدارة الذاتية"، والتحول لحالة "إدارية فدرالية" أضعف من إقليم كردستان العراق الذي يمتلك وزارة دفاع / بيشمركة، وخارجية ذو فاعلية وتواجد.

الخلاصة

بالتزامن مع إعلانها بالسيطرة على آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية"؛ فإن التنبؤ بمدلولات وماهية هذه الخطوة وحصرها بإعادة ترتيب البنية الداخلية يكون غير متسقاً لأنه يتجاهل السياق العسكري؛ فتلك الخطوة التي أقدمت عليها "الإدارة الذاتية" خصوصاً ما يتعلق بـ " هيئة الدفاع والحماية الذاتية " التي كانت سبباُ في هجرة عشرات الألوف من شباب المنطقة للخارج هرباً من أداء الخدمة العسكرية، وهيئة الخارجية التي كانت خلال فترة من الفترات ورقة تستخدمها الإدارة في اقناع المجتمعات المحلية بأنها قامت بإنشاء علاقات قوية مع دول عدة حول العالم؛ تتموضع دلالاتها في سياسة إعادة الهيكلة البنيوية والوظيفية؛ تركز فيها "الإدارة الذاتية" على البنى ذات الطابع الاقتصادي والإداري واستغنائها عن الهيئات السيادية (إن صح التعبير)، وهي سياسة ترمي من خلالها  توجيه عدة رسائل تفيد بأنها تنحو باتجاه الانضباط الوظيفي وحصره بالمجالات الإدارية والاقتصادية وبالتالي فإنها تعتقد أن تلك الرسائل قد تغير من شروط التفاوض سواء مع تركيا التي تبدي رغبة قوية في تحجيم قواها العسكرية؛ أو مع النظام الذي ربما تساعد تلك الرسائل في إنجاز التمكين الإداري للإدارة الذاتية.


([1]) واقع الإدارة الذاتية في الشمال السوري تموز 2016، المصدر: مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: https://bit.ly/2I7sXYm

([2]) تشكيل الهيكلية الإدارية الجديدة للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، المصدر: موقع المجلس التنفيذي للادارة الذاتية، التاريخ: 26/03/2019، الرابط: https://bit.ly/2CWlhFl

([3]) الكتاب السنوي الرابع لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية " حول المركزية واللامركزية في سورية: بين النظرية والتطبيق"، المبحث التاسع: الواقع الحوكمي في مناطق الإدارة الذاتية، بدر ملا رشيد، التاريخ: 28/09/2018، الرابط: https://bit.ly/2N7mnQH

([4]) تم استخلاص اسماء الهيئات المعلنة عام 2014 والمذكورة في الجدول من: موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني –العراق، تحت عنوان: الـ PYDيعلن تشكيل حكومة "الإدارة المؤقتة" في مقاطعة الجزيرة، التاريخ: 24/01/2014، الرابط: https://bit.ly/2OBg3TV

([5]) إدارة شمال وشرق سوريا تلتقي مسؤولين في الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، المصدر: موقع المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، التاريخ: 10/09/2018، الرابط: https://bit.ly/2FN8Qxf

([6]) للضرورة العسكرية. قوات الحماية الذاتية تؤسس وحدات فوج الغواصين، المصدر: فدنك نيوز، التاريخ: 02/04/2019، الرابط: https://bit.ly/2Ig18NZ

التصنيف تقدير الموقف

مُلخّصٌ تنفيذيّ

  • استطاعت الأحزاب الكُردية أن تتفق فيما بينها؛ بدون تدخل من أطرافٍ كُردية إقليمية في المرحلة الأولى من الثورة؛ حول أفكارٍ لأطر عامة ومطالب تخص عموم سورية، إلا أنها سرعان ما عانت من ظهور خلافات جوهرية بناءً على الموقف المبدئي من النظام واحتمالية بقائه، وتجلى ذلك في عدم انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) للمجلس الوطني الكُردي بداية تشكيله، وسيره في عملية إنشاء نموذج حكم خاص به متمثلاً في " الإدارة الذاتية الديمقراطية"؛
  • أدى انسحاب النظام من مُدن رئيسية وسيطرة العناصر المسلحة من حزب الاتحاد الديمقراطي عليها إلى فقدان بقية الأحزاب الكُردية لفرصة السيطرة على مناطق جغرافية، وفتح هذا التأخر المجال أمام حزب الاتحاد الديمقراطي ليقوم بإنهاء نواة الكتائب التي شكلتها بعض الأحزاب، مما أدى لاحتكار الحزب للملفين الأمني والعسكري وتثبيت سلطته؛
  • عانى المجلس الوطني الكُردي أثناء القيام بالاتفاقيات من حالةعدم الاتساق والخلاف حول المناصب داخله، فمنذ تشكله إلى بدء مرحلة التفاوض مع حزب الاتحاد الديمقراطي، كانت النسب الحزبية عاملاً مهماً لإبقاء مجموع أحزابه ضمن هيكلية المجلس، لينحصر المجلس في عملية التفاوض في زاوية ضيقة، يطالب منها بالمحاصصة دون أن يمتلك أدوات ضغط، خارج تلك المتوفرة له من قبل "إقليم كردستان العراق".
  • شكل مسار جنيف للمفاوضات دافعاً رئيسياً للأحزاب الكُردية للجلوس على طاولة التفاوض، وشكلت ثنائية " قبول المجلس الوطني إقليمياً "، "وانتهازية حزب الاتحاد الديمقراطي الزمنية المتعلقة بالاستفادة من التفاوض للتقدم إلى مرحلة متقدمة" عائقاً هاماً أمام تنفيذ بنود الاتفاقيات.
  • تُشير الوقائع الراهنة إلى استمرار ذات الأسباب المعرقلة لإنجاح الاتفاقيات، فحزب الاتحاد الديمقراطي لايزال يعمل على تطبيق المشروع الذي يمتلكه والذي يمثل الجانب الأيديولوجي منه جزءاً هاماً يُصر الحزب على الالتزام به وتطبيقه بحذافيره، بينما لا يزال المجلس الوطني الكُردي يعاني من إشكالات خاصة ببنيته التنظيمية المعيقة، ولايزال يفتقد لإمكانية الاستخدام الفعلي لأدواته المحلية والإقليمية والدولية للضغط على حزب الاتحاد لتنفيذ بنود الاتفاقيات.

مدخل

رغم مرور عدة سنوات على آخر محاولة فعلية للتوافق بين الطرفين الرئيسيين في المعادلة الكُردية السياسية في سورية (المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي)، لاتزال مواضيع غياب التنسيق والتوافق تفرض نفسها على جدوى تفاعلات الفواعل الكردية في سورية سواء من حيث إشكاليات التمثيل أو من حيث عمليات التشكل أو من حيث الاتساق الوظيفي السياسي التي تتسم في تعدد الغايات والتحالفات والارتباطات المحلية منها أو العابرة للوطنية؛ وهذا ما من شأنه إظهار الهوة السياسية بين تلك الفواعل التي من آثارها تعميق الخلاف وازدياد الاضطراب وتعدد المشاريع.

تحاول هذه الورقة الإجابة على كافة التساؤلات المتعلقة بمسببات تلك الهوة ومدى ديمومتها وما أثر غياب أطر سياسية جامعة على تفاعلات المشهد السياسي؛ وفي سبيل ذلك تسعى الورقة لتناول كافة الحيثيات المتعلقة بكافة المفاوضات والمحاولات المتعددة والمتشابكة التي تمت خلال المرحلة السابقة؛ وتسليط الضوء على الاتفاقيات الكُردية البينية وتحليلها، ودراستها لتبيان الأسباب الرئيسية الدافعة اتجاه صيغ التفاهم، وأهم بنودها، وأهم المعوقات التي رافقتها، مع مراعاة السياق السياسي والعسكري العام المرافق لتلك المحاولات وتلمس دوافع حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية للاستفادة من الاتفاقيات للوصول إلى أهداف مستقبلية خاصة، دون التقليل من سياسة قمع الطرف الآخر من الاتفاق عبر العديد من الوسائل، كالسيطرة على المظاهرات ونقاطها الرئيسية، والاعتداء على قادة التظاهرات والأحزاب ونفيهم، وتنفيذ سياسة تشويه سمعة مكثفة بحقهم، واستخدام العنف المجتمعي لتثبيت سلطة الحزب والإدارة([1]).

2011-2012: اتفاقات ومبادرات لم تمنع التمترس الحزبي

استطاعت الأحزاب الكُردية في سورية أن تبلور مطالب شعبية عامة وكُردية خاصة باستجابة سريعة خلال الفترة الممتدة من 2011- 2012، وبدأت بطرح مقاربات "لأشكال حكم خاصة" تراوحت بين الفدرالية السياسية الموحدة لشمال سورية، وبين الإدارات الذاتية على اختلاف نسب العلاقة بين هذه النماذج المطروحة والمركز في المستقبل.

بدأ الحراك السياسي الائتلافي بين الأحزاب الكُردية منذ شهر نيسان 2011 متمثلاً بـ " مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية" التي حلمت مطالب سورية عامة، كالمطالبة بالتوقف عن استخدام العنف، واستخدام لغة الحوار، بالإضافة إلى مطالب كُردية تمحورت حول إزالة المشاريع العنصرية المطبقة من قبل البعث سابقاً، ونادت بـ "حل القضية القومية للشعب الكردي حلاً ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد، بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي في البلاد".

ساهم تسارع أحداث الثورة في سورية وامتدادها لوقت أطول من المتوقع إلى تحول في طبيعة الاتفاقات بين الأحزاب الكُردية وحتى في طبيعة التكتلات، فظهرت أول قطيعة بين التيارين المعهودين في المجتمع الكُردي " التيار المقرب من إقليم كُردستان العراق ونموذجه" متمثلاً بمجموع الأحزاب الكُردية المنضمة إلى المجلس الوطني الكُردي، والتيار " المحسوب على حزب العمال الكُردستاني ومشروعه" متمثلاً بتنظيمات حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM وأهمها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مع تشكيل المجلس الوطني الكُردي ENKS في 26/10/2011، ورفض التيار المحسوب على حزب العمال الكُردستاني الانضمام للمجلس، نتيجة اختلافاتٍ عدة كان أهمها آنذاك قرب الأحزاب المشكلة للمجلس الوطني الكُردي للمجلس الوطني السوري، بينما كان حزب الاتحاد الديمقراطيPYD وحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، من المؤسسين لهيئة التنسيق الوطنية.

ألقت حالة التشرذم الحزبي بظلالها على قدرة الأحزاب الكُردية في الاستفادة من الإرث السياسي التي تمتاز به مقارنةً ببقية أطر المعارضة وشخصياتها، وبشكلٍ خاص على أحزاب المجلس الوطني الكُردي، التي لم تستطع مجاراة TEV-DEM  في سرعة اتخاذ الخطوات السياسية والعسكرية، نتيجة وضوح الأهداف الذاتية لدى TEV-DEM أكثر مما كان عليه الوضع لدى المجلس الكُردي، واستطاعت TEV-DEM أن تستند على أدبياتها السياسية وعلى عناصر حزب العمال الكُردستاني في تسريع تشكيل أطرها السياسية والعسكرية.

"مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية"

مع بداية الثورة؛ صيغ الاتفاق الأول بين أحزاب الحراك السياسي الكُردي سورية ضمن وثيقة اتفقت عليها وأعلنتها الأطراف الكردية في حي الهلالية بمدينة القامشلي وسميت بـ “مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية" ضمت المبادرة معظم الأحزاب الكًردية بما فيها الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهي عبارة عن إطار تم من خلاله طرح رؤية الأحزاب المنضمة للمبادرة لحل “الأزمة([2])“، وقد تم ذلك ببيان مقتضب في 27/04/2011([3])، وتم إعلانه ضمن تجمع جماهيري بتاريخ 14/05/2011([4])، في مدينة القامشلي ذكر فيه مطالب عامة متسقة مع غايات الحراك الثوري كتجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل تحت أية ذريعة كانت والسماح للاحتجاجات السلمية بالتعبير عن نفسها، واعتماد مبدأ ولغة الحوار الوطني الشامل بين مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية والنخب الثقافية التي تؤمن بالحوار سبيلاً للتفاهم؛ وتطبيق المرسوم الرئاسي القاضي برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية كافة، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي والسجناء السياسيين؛ ومطالب سياسية خاصة كالسماح للتيارات السياسية والأحزاب التي تمثل شرائح المجتمع بمزاولة أنشطتها الديمقراطية علناً إلى حين صدور قانون عصري للأحزاب؛ وإلغاء كافة السياسات التمييزية و"المراسيم والتعاميم السرية المطبقة بحق الشعب الكردي"، والاستعجال في إعادة الجنسية إلى المجردين منها، وتسجيل المكتومين في السجلات المدنية كمواطنين سوريين، وإيلاء المناطق الكردية الاهتمام اللازم بغية إزالة آثار الإهمال المتعمد لها وتحقيق مبدأ المساواة أسوة بباقي المناطق.

كما دعا هذا البيان لمقاربة حل يتمثل بالدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل دون هيمنة أية جهة كانت، وكان من أولى مهامه، إقرار صيغة مشروع دستور جديد يلغي الامتياز لأية جهة سواء أكان حزباً أو قومية، ويتضمن الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية واللغوية، ويطرح هذا الدستور على الاستفتاء العام، وإقرار قانون جديد للانتخابات المحلية والتشريعية، وآخر لتنظيم عمل الأحزاب السياسية يراعي خصوصيات المجتمع السوري ومكوناته دون التمييز بسبب العرق أو الدين، وإطلاق حرية الإعلام والصحافة؛ وضمان فصل السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، واستقلالية القضاء وتعزيز دوره؛ بالإضافة إلى حل ما حدده البيان فيما يخص "القضية القومية للشعب الكردي" حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة البلاد و بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي، وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق قومية؛ وحماية وتأمين الحقوق الثقافية للأقليات القومية والدينية في البلاد([5]).

وبتاريخ 06/06/2011، أعلنت الأحزاب الكُردية في القامشلي قيام رأس النظام بدعوتها للقاء بهدف التحاور، وكانت الأحزاب المدعوة هي (الحزب اليساري الكردي في سوريا؛ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح عبد الحكيم بشار؛ حزب يكيتي الكردي في سوريا؛ حزب الاتحاد الديمقراطي؛ حزب آزادي الكردي في سوريا؛ حزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح نصرالدين ابراهيم؛ الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا؛ حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا؛ حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا؛ الحزب الديمقراطي الكردي السوري؛ الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا. تيار المستقبل)([6]). واستمرت “المبادرة “ في إعطاء البيانات والتصريحات باسم مجموع أحزابها إلى أن تم تشكيل المجلس الوطني الكُردي، ومن بيانتها كان البلاغ الصادر بتاريخ 19/05/2011، والداعي إلى المطالب السابقة مع التذكير بخطورة "لجوء الدولة إلى العنف في مواجهة الاحتجاجات التي عمت سورية".([7])

 ومن أهم الأحداث التي رافقت مسيرة “ المبادرة” كان دعوة "بشار الأسد" لـ 12 حزباً كردياً في 06/06/2011 إلى دمشق للتفاوض، وما أحدثته من خلافاتٍ ضمن الأحزاب الكردية؛ فبدايةً تم رفض الدعوة من قبل “ لجنة التنسيق الكردية” بتاريخ 07/06/2011 عبر بيانٍ أشارت فيه إلى "الدماء المسالة في البلاد" وإلى انتهاج الأجهزة الأمنية لأسلوب العنف في مواجهة المظاهرات، وفي حين أن أحزاب “ لجنة التنسيق لم ترفض الحوار كمبدئ، إلا أنها أشارت إلى عدم جدواها؛ كما دعت إلى أن يكون الحوار عاماً وشاملاً لكل مكونات المعارضة السياسية عبر مؤتمر للحوار الوطني دون إقصاء، وشملت أحزاب لجنة التنسيق كل من “ حزب آزادي الكردي في سوريا، وتيار المستقبل الكردي في سوريا، وحزب يكيتي الكردي في سوريا “، لاحقاً وعقب مرور يوم على بيان لجنة التنسيق تم إصدار بيان من قبل “ مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية” وافقت فيه على طلب الأسد اللقاء والحوار معهم من حيث المبدئ، إلا أنها ربطت اللقاء بتوافر الظروف الملائمة([8]).

 وتطورت بيانات المبادرة تشدداً اتجاه النظام مع استمرار وزيادة سوية العنف في البلاد([9]إلا ان هذه المبادرة وإن اتفقت مع المطالب الثورية السورية العامة وخصصت ببعض المطالب المتعلق بالشأن الكردي؛ إلا أنها لم تستطع تحويل حالة التنسيق السياسي إلى إطار ناظم، ولم تتعامل مع التباينات البينية التي بدأت بالتزايد مع تطور الصراع في سورية وانتقاله لمستويات عابرة للتظاهر والفعل السلمي.

مجلس "شعب غربي كردستان"

شكلت حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM في 16/12/ 2011 مجلس "شعب غربي كردستان" ليكون موازياً للمجلس الوطني الكُردي، بعد رفض الحركة وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الانضمام للمجلس الوطني الكُردي نتيجة الخلافات على النسب بالرغم من كونهم أحد الأطراف المحضّرة له ([10])، ومع السير في عملية تشكيل " مجلس شعب غرب كردستان"، بدأت عملية طرح مفهوم المجلس (وهو في الأساس مفهوم حزب الاتحاد الديمقراطي) لحل القضية الكُردية في سورية النابعة من كتابات "زعيم" حزب العمال الكُردستاني عبدالله أوجلان ويتمحور حول الوصول لحل ديمقراطي مبني على "نظرية الأمة الديمقراطية التي تبني وطناً مشتركاً"، بعد تثبيتها في الدستور على شكل الإدارة الذاتية الديمقراطية كنموذج حوكمي وإداري، وهذا الطرح والمفهوم يعني في جوهره الابتعاد عن الدولة القومية والمركزية وبناء مجتمع معتمد على نفسه في الإدارة والدفاع والحكم بشكلٍ يدَّعي أنه لا يؤدي إلى تقسيم الدول.

ولم تتمكن الإدارة الذاتية حتى الوقت الحاضر من الالتزام بمفاهيمها، فيلاحظ حول أدائها تداخل " القومي " بـ"الأممي"، كما أن جوهر مفهوم الأمة الديمقراطية حول إنهاء المركزية شهد تناقضاً فيما يخص تشديد المركزية أكثر مما كانت عليه عبر زيادة عدد هيئات ومؤسسات السلطة وفرض العضوية على السكان ضمنها، وربط كافة نشاطاتهم الإدارية والسياسية والأمنية بها. ومع الإعلان عن مجلس شعب غربي كردستان، أخذ الأخير دفة المفاوضات مع المجلس الوطني الكُردي، وعاد حزب الاتحاد الديمقراطي " نظرياً" للصفوف الخلفية كونه أحد عناصر المجلس المعلن، ووقع الطرفان أول وثيقة بينهما بصفة مجلسين في مدينة القامشلي بتاريخ 19/01/2012، تحت عنوان " وثيقة تفاهم" وتضمنت كل من البنود التالية([11]):

1) خلق أجواء وظروف الثقة بين القوى. 2) الاعتراف المتبادل للقوى. 3) التنسيق والعمل المشترك. 4) تشكيل لجنان متابعة ميدانية لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة.

يمكن اعتبار هذه الوثيقة فعلياً أول اعتراف من قبل المجلس الوطني الكُردي بوجود مجلس الشعب التابع لـحزب الاتحاد الديمقراطي، كجسد موازي أو منافس له، عبر عقد الاتفاق معه وتقبل وجوده الاعتباري كطرف موازي ومنافس له، بعد رفض حزب الاتحاد PYD الانضمام للمجلس الكُردي، وهي وثيقة تحمل بنوداً عامة دون الدخول في التفاصيل، ولم يرد الكثير عن هذه الوثيقة ضمن البيانات المعلنة من قبل الطرفين، ولم تستطع أن تمتلك الصلابة الكافية ليتم التمسك بها، واستطاع حزب الاتحاد عبرها انتزاع أول اعترافٍ بوجود مجلس الشعب المُشكل حديثاً كمظلة للأحزاب المقربة من حزب العمال الكُردستاني ، وظهر توجه حزب الاتحاد في اتجاه إضفاء الشخصية على مجلس الشعب من تصريح لإبراهيم بروا، يوضح أن حزب الاتحاد لن يلتزم بأي اتفاق إن لم يكن مع مجلس شعب غرب كردستان([12]).

"مؤتمر الجالية الكُردية"

لم يكن مؤتمر الجالية الكُردية في الخارج أحد أطر الاتفاق المباشرة بين الطرفين فهو في الأساس كان خطوة من رئاسة إقليم كُردستان العراق نحو تقديم الدعم للمؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكُردي في سورية([13])، وتوحيد الخطاب الكُردي، حيث "تم دعوة 245 شخصية كُردية حزبية ومستقلة من 25 دولة إلى مدينة أربيل بتاريخ 28-29/01/2012، ([14])

فضل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مقاطعة المؤتمر كونه رفض بالأساس الانضمام للمجلس الوطني الكُردي، إلا أن رفض الحزب للانضمام للمجلس أو التواجد في مؤتمر الجالية الكُردية لم يمنع حزب PYD من اتهام حزب الديمقراطي الكردستاني_ العراق بالتخطيط لترسيخ " الانقسام الكُردي وحياكة أمورٍ من خلف الستار"([15])، كون الأخير لم يقم بإرسال دعوة حضور لحزبهم([16])، وهو ما نفاه رئيس ديوان رئاسة إقليم كُردستان فؤاد حسين هذا الاتهام مؤكداً توجيههم دعوة رسمية للحزب إلا أن الحزب رفض الحضور، وتُعتبر هذه الطريقة إحدى أساليب حزب الاتحاد الديمقراطي بتوجيه الاتهامات ووصف اجتماعات الأحزاب الأخرى بالمؤامرة ضده، إن لم تكن في سياق رؤيته وسياساته([17])".

تمحورت توصيات المؤتمر في بيانه الختامي بصورة تتوافق مع مبادئ المجلس الوطني الكُردي، وهي إدانة استخدام العنف من قبل الأجهزة الأمنية، والتأكيد على التسامح والتعايش بين مكونات الشعب السوري، وعلاقة الكُرد بالمعارضة السورية([18])، لاحقاً وبناءً على توصيات المؤتمر تم تشكيل العديد من الممثليات للمجلس الوطني الكُردي في دول المهجر والجوار([19]).

عموماً لم تستطع تلك المحاولات التنسيقية من إخفاء اختلاف المشاريع التي تسعى لفرض رؤاها على المشهد الكردي واختلاف داعميها؛ وهذا الاختلاف هو بطبيعة الحال انعكاس للخلاف الكردي -الكردي التقليدي؛ لذلك بقيت تلك المحاولات دفعاً سياسياً ناعماً لم تمنع من ظهور الاختلافات وكانت محاولات الاستجابة لتلك الجهود تأتي من باب "المواءمة" ريثما تكتمل عناصر المشروع الجديد بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي حاول خلق مظلة بديلة؛ بينما أتت استجابات المجلس الوطني الكردي من منظور مركزيته كإطار واحد.

2012-2013: هيئة كردية عليا لم تصمد

مع انتصاف العام 2012 كانت منظومة TEV-DEM ومجلس شعب غربي كردستان قد أحكموا سيطرتهم على عدة مدن كُردية في الشمال السوري، واستطاعوا قمع الفصائل والكتائب العسكرية الكُردية المشكلة من قبل بعض أحزاب المجلس الوطني الكُردي، نتيجة اتخاذ الأخير قرار عدم الدخول في مواجهة عسكرية مع طرفٍ كُردي تجنيباً للمنطقة وسكانها والمجتمع الكُردي بشكلٍ خاص لأي مآلات سيئة. في حين كان مجلس شعب غربي كردستان قد اتخذ قراره بفرض سلطته العسكرية والأمنية مهما كان الثمن، ومع انتهاء العام 2012 كان المجلس منزوعاً من كافة أدواته، حتى المظاهرات، فلم " تبقي الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد فرصةً للمنظمات الشبابية في القيام بمظاهرات تحمل طابعاً لا يتوافق مع خطط PYD ، وفي ظل واقع اختلال موازين القوى توجه الطرفان لمفاوضاتٍ كان لكلٍ منهما غايات آنية كحضور اجتماعات جنيف1، التي كانت السبب المباشر لحدوث اتفاق " هولير1 " والذي أدى لإعلان الهيئة الكُردية العليا.

 بالعموم أجبر تسارع الأحداث الأحزاب الكُردية إلى عقد مؤتمر “ أحزاب الحركة الوطنية" وتقديم نظرة عامة لكيفية حل الأزمة في سورية، ومع اشتداد الأزمة والبدء في الخارج والداخل بتشكيل التجمعات السياسية كتشكيل المجلس الوطني السوري في 02/10/2011، توجهت الأحزاب الكُردية لتشكيل مجلس يؤطر عملها التنظيمي ويمثل مطالبها، والذي تكلل بتشكيل المجلس الوطني الكُردي في 26/10/2011، باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومنظومته المشكلة حديثاً TEV_DEM وبعضاً من الأحزاب المحدودة الحجم، وخلال فترة قصيرة عملت TEV-DEM على تشكيل “مجلس الشعب في غرب كردستان أو " مجلس غربي كُردستان" في 16/12/2011".

تمت المفاوضات بين المجلسين حتى بداية 2014 حول تشكيل إدارة مشتركة، ليتجه حزب PYD بعد 2014 ليطالب المجلس بالانضمام للإدارة الذاتية فقد انتهت مرحلة تفاوض طرفين من ذات الطبيعة، وبدأت مرحلة تفاوض عنصر أعلى تنظيمياً (الإدارة الذاتية) مع عنصر أدنى تنظيمياً (مجلس يمثل بعض الأحزاب)، وبدأ "مجلس شعب غربي كردستان" وحركة المجتمع الديمقراطي بالاستفادة من عملية الحوار مع المجلس الكُردي للسير في عدة مسارات لتثبيت سلطة المنظومة، حيث إنها مع استمرار المفاوضات بين الطرفين الكرديين، كانت TEV_DEM ومجلس غربي كُردستان يقومان بتشكيل: هيئات وبلديات وأسايش وقوى عسكرية وسياسية أخرى ضمن خطة إعلان الإدارة الذاتية، وتبادلت المؤسسات المشكلة وفق عقدٍ اجتماعي نابعٍ من أيديولوجية حزب الاتحاد وحزب العمال الكُردستاني منح أدوار الشرعية لبعضها البعض([20]).

 وضمن حركة التفاوض بين الطرفين الكُرديين تُعتبر الهيئة الكُردية العليا حتى الآن التشكيل الذي حصل على أعلى دعمٍ شعبي في تاريخ كُرد سورية، لكن فشلها في تحقيق حالة توافق مستدام بين الأطراف الكردية، نتيجة أسباب كثيرة ومتشعبة بعضها من بعض، قسمٌ منها يتعلق بطبيعة الأحزاب الكردية السورية نفسها، والآخر بالأحزاب الكردية الإقليمية الرئيسية وخلافاتها البينية، والأخير بواقع الثورة السورية وعدم وضوح توجهات الدول العظمى.

هولير 1: هيئة عليا بثلاث لجان

حدث الاتفاق في مدينة أربيل بتاريخ 11/06/2012، وكانت البداية بإعلان " اللجنة الكُردية العليا" وحملت الاتفاقية اسم " هولير" ليُضاف له 1 بعد حدوث هولير2، وشملت بنود الاتفاقية:

  1. اعتماد وثيقة هولير والبناء عليها وتفعيل البنود الواردة فيها ووضع الآليات اللازمة لتنفيذها.
  2. تشكيل هيئة عليا مشتركة (الهيئة الكردية العليا)، مهمتها رسم السياسة العامة وقيادة الحراك الكردي في هذه المرحلة المصيرية، واعتماد مبدأ المناصفة في هيكلية كافة اللجان والتوافق في اتخاذ القرارات.
  3. تشكيل ثلاث لجان تخصصية لمتابعة العمل الميداني.
  4. التأكيد على وقف الحملات الإعلامية بكافة أشكالها.
  5. تحريم العنف ونبذ كافة الممارسات التي تؤدي الى توتير الأجواء في المناطق الكردية.
  6. اعتماد اللائحة الداخلية الملحقة بوثيقة هولير التي تتضمن آليات العمل.
  7. تشكيل اللجان خلال أسبوعين من تاريخ التوقيع على الاتفاق.
  8. هذا الاتفاق نص متكامل لا يجوز الإخلال بأي بند من بنوده التي تم إقرارها من قبل الطرفين([21]).

ونتج عنها لجان ثلاثة: اللجنة الأمنية واللجنة الخدمية واللجنة السياسية، وتألفت عضويتها من أعضاء اللجنة الكردية العليا من مجلس شعب غربي كردستان: (آلدار خليل، قائد عسكري، "حركة المجتمع الديمقراطي"؛ روناهي دليل/ إلهام أحمد، اتحاد ستار “منظمة نسوية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي"؛ صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي؛ سينم محمد، رئيسة مجلس شعب غربي كوردستان؛ عبد السلام أحمد، رئيس مجلس شعب غربي كوردستان) وأعضاء اللجنة الكردية العليا من المجلس الوطني الكردي (محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة؛ أحمد سليمان عضو لجنة المركزية حزب الديمقراطي التقدمي؛ اسماعيل حمي سكرتير حزب يكيتي الكوري؛ نصر الدين إبراهيم سكرتير حزب الديمقراطي الكوردي في سوريا "البارتي"؛ سعود الملا عضو اللجنة المركزية حزب الديمقراطي الكوردي -البارتي)([22]).

أما فيما يخص الإعلان عن تسمية "الهيئة الكردية العليا" فقد حدث في مدينة القامشلي بعد أن عادت الأحزاب الكردية لتجتمع بتاريخ: 11/07/2012، وبتاريخ 24/07/2012([23])، عقدت الهيئة الكُردية أول اجتماع رسمي لها في مدينة القامشلي، وتم التوقيع على الاتفاقية من قبل سينم خليل ممثلة عن مجلس شعب غربي كردستان([24])، واسماعيل حمى كممثل عن المجلس الوطني الكُردي([25])، وخلص إلى بيانٍ حمل جملة من البنود([26])، ليتبعه عدة اجتماعات أخرى تمحورت بشكلٍ أساسي حول تفعيل اتفاقية هولير1 وتفاصيل تقنية أكثر.([27]).

خلافات ومشاكل مركبة وعميقة

عانت الهيئة الكردية العليا من خلافات ومشكلات مركبة: تمحورت حول” عدم الاتفاق على تشكيل اللجان”، فاتسمت الفترة التي ساد فيها اتفاق “هولير1 ”بعقد الاجتماعات المتكررة والمنتهية ببيانات وبنودٍ متشابهة جداً دون أن تصل إلى أي إنجاز، فمن جهة كان مجلس غربي كردستان يقوم ببناء هيكلية إدارته الذاتية بشكلٍ أحادي، ومن جهة أخرى كانت أحزاب المجلس الكردي مجتمعةً تطالب بذات المنصب ضمن اللجان المُراد تشكيلها أو تتجنب المطالبة ببعض المناصب الأخرى، وفي حالة الكثير من أحزاب المجلس، لم يكن لديها من الكوادر الحزبية العدد الكافي لتغطية كافة اللجان، وكان التقدم الذي شهده تشكيل الهيئات قد اقتصر على تشكيل اللجنة الخدمية في الحسكة، وخلال الاجتماع الخاص بتشكيل اللجنة الأمنية تم اتخاذ جملة من القرارات من بينهما تقسيم مدينة القامشلي جغرافياً إلى قطاعين خدميين (القطاع الشرقي و القطاع الغربي) و توزيع اللجان على هذين القطاعين، لكن لم يتم تفعيلها ([28])، كما تم الاتفاق على تشكيل اللجان الأمنية المشتركة في مدينة ومنطقة عفرين، وعلى توحيد الأعلام على الحواجز، والتواصل مع الفصائل الكُردية المستقلة، وهو الأمر الذي لم يتحقق أيضاً. (وهنا نلحظ قيام مجلس غربي كردستان بالتقدم في الهيئة الامنية في عفرين وكانت خاصرة ضعيفة بالنسبة له آنذاك، بينما امتنع عن التقدم فيها بمنطقة الحسكة، وكانت منطقة مُسيطر عليها عسكرياً أكثر خصوصاً امتداد “رأس العين – المالكية([29])). ومن أهم أسباب هذه الخلافات نذكر:

  1. غياب الثقة : حيث اتصف عمل الأحزاب ضمن الهيئة بغياب الثقة التنظيمية، ومن تجليات ذلك الخلاف الذي حصل ضمن الهيئة في 04/08/2012، فيما يخص تنظيم اجتماع مع وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داوود أوغلو، وتم وصفه من قبلها بتجاوز “لآليات ومعايير العمل الداخلية([30])“، ونتج الخلاف من قيام بعض أعضاء الهيئة الكردية العليا باللقاء بداوود أوغلو في مدينة هولير/ أربيل، ووفد من المجلس الوطني السوري، من قبل أحزاب المجلس الوطني الكُردي وبغياب أعضاء من مجلس شعب غربي كردستان، وفي وقتها أعلن الأخير، بالإضافة لقادة في حركة المجتمع الديمقراطي، أنهم موافقون مسبقاً على هكذا لقاءات وحوارات، إلا أن قيام أعضاء من الهيئة (أو المجلس الكُردي) بها بشكلٍ سري بالرغم من تواجدهم أيضاً في أربيل أثار لديهم الشكوك([31])، من جهته صرح " سعود ملا" عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردي والرئيس الحالي لحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا وأحد المجتمعين مع داوود أوغلو من أعضاء الهيئة بأن زيارتهم تزامنت مع زيارة المسؤول التركي([32]) .
  2. التشتت التنظيمي : أدت حالة التشتت التنظيمي لإحداث عدة خلافات بين المجلس الوطني الكردي مع مجلس غربي كردستان، وأعطته الوقت الذي يحتاجه ليقوم بالسير الأحادي في مشروع الإدارة الذاتية، فبالإضافة لحادثة اللقاء برئيس المجلس الوطني السوري ووزير الخارجية التركي، حدث أيضاً أن قام “ بعض أعضاء مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي بتوقيع بيان في إسطنبول مع أطراف في المعارضة السورية دون علم الأعضاء الآخرين في المكتب، و كما حدث مع الوفد، الذي تشكل على عجل، للاجتماع مع الأخضر الإبراهيمي، و تبين فيما بعد، أن رئيس الأمانة العامة في المجلس الوطني الكردي، الذي كان على رأس وفد المجلس الوطني الكردي، لم يحط نائبيه علماً بالاجتماع([33])“
  3. الضغوطات والانتهاكات الممارسة من قبل PYD: مع مرور الوقت تنوعت آليات الضغط الممارس من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومة حركة المجتمع الديمقراطي على أحزاب المجلس الوطني الكُردي، ففي حين بدأ هذا الضغط بالتدخل في المظاهرات الشبابية ضد النظام السوري عبر التضييق على القيادات الشبابية، وتغيير مسارات سير المظاهرات وتغيير أماكن التجمع، وإدخال الشعارات الخاصة بمنظومة المجتمع الديمقراطي، لتظهر بدايات السيطرة العسكرية المباشرة عبر “ لجان الحماية الشعبية، لاحقاً وحدات حماية الشعب، بصورة معارضة لاتفاقية هولير التي تناولت سحب المظاهر المسلحة من المدن وتشكيل قوة عسكرية موحدة، مما أدى إلى حالة استياء شعبي([34])، وبعد مرور 3 اشهر من اتفاقية هولير1 اصدر المجلس الكُردي بياناً نددت أمانته العامة “ بأعمال العنف والخطف التي تُمارَس بحق الكرد السوريين عامة والنشطاء بصورة خاصة بصورة فاعلة في الثورة السورية السِّلمية.([35])
  4. التوجه نحو احتكار PYD للملف الأمني وهو ما كان واضحاً ضمن ما صرح به رئيسه آنذاك "عبدالسلام أحمد"، حيث أشار إلى أن هناك قوة موجود واسمها YPG وعلى القوة التي يجب أن يتم تشكيلها أن تدعم الوحدات، وضمن حديثه أشار إلى التجنيد الإجباري، وهذا التوجه كان مناورة من مجلس غربي كردستان في محاولة للاعتماد على شعبية المجلس لكسب الشباب المقرب منه ضمن التجنيد الإجباري مع الإبقاء على وحدات حماية الشعب كتنظيم عسكري متحكم في كافة الجبهات والقرارات العسكرية، وكان هذا التصريح تعليقاً على تصريحٍ أخر من وحدات حماية الشعب تعلن فيه رفضها “ العمل تحت راية الهيئة الكردية العليا([36])“، وكانت قد سبقته الوحدات ببيانٍ آخر صرحت فيه التزامها بقرارات الهيئة الكردية العليا([37]). وقد غذّى هذا التوجه السياق العسكري آنذاك عندما سيطرت فصائل من الجيش الحر على الطرف الغربي من المدينة، وأوقفت وحدات حماية الشعب تمددها، وخلال سيطرة الفصائل والنصرة على نصف المدينة حدث بين الطرفين معارك وهدن كثيرة، ومع مرور فترة من الزمن استولت " جبهة النصرة " سابقا فتح الشام حالياً، على الجبهات المواجهة لوحدات حماية الشعب، واستمرت المواجهات في المدينة من 09/11/2012 إلى 17/07/2013 ([38]).
  5. خلافات حول آلية الإشراف على معبر " فيش خابور_ سيمالكا، حيث تضمنت بنود اتفاق الهيئة الكردية العليا تشكيل لجان تشرف على المعبر؛([39]) إلا أن هذا الملف لا يزال أحد أبرز ملفات المساومة ([40])، فالمجلس الوطني الكُردي كان يطالب بالإشتراك في إدارته وموارده، والإدارة الذاتية أصرت على الشراكة بهدف أن تصب الموارد في رصيد الهيئة الكردية العليا، أما إقليم كردستان العراق فقد واجه مصاعب تمحورت حول تجاوزه للقوانين الدولية بافتتاحه معبراً غير معترف به دولياً ومرفوض من قبل "نظام دمشق"([41])، وأيضاً استعمله الإقليم كأداة ضغطٍ على مجلس غربي كردستان والإدارة الذاتية لتتعاون في ملف تشارك السلطة شمال سورية بشكلٍ يتيح المجال أمام المجلس الكُردي دوراً في الحياة السياسية. كما اُستخدم المعبر أيضاً لتشكيل ضغط في ملف عودة " بيشمركة سورية"، وكوسيلة لضبط عمليات التهريب عبر الحدود بعد حفر خندقٍ بطولٍ قارب 17كم في المناطق لمنع التسلل الغير مصرح به من الطرف السوري في 15/04/2014([42])، وللمعبر تأثير مباشر على الحياة المعيشية في مناطق شمال سوريا فمع إغلاقه في فترات الخلاف كانت أسعار الأغذية ترتفع بنسب تصل إلى أكثر من 100%([43])، ولايزال المعبر يدر على الإدارة الذاتية مبالغ طائلة من الضرائب المفروضة على البضائع الصادرة والواردة، وتُلزم الإدارة كل التجار بالحصول على رخصة تخليص جمركي تبلغ قيمة تأميناتها 50 ألف دولار([44]).

عموماً؛ بالإضافة للرغبة البينية ورغبة إقليم كُردستان العراق بشخص رئيسه مسعود البارزاني في إحداث توافق كُردي-كُردي يؤدي إلى نموذج من نماذج الحكم الذاتي للكُرد في سورية، فإن هناك عوامل كثيرة دفعت باتجاه اتفاقية هولير1، إلا إشكالات عديدة وعلى رأسها بلورة حزب الاتحاد لسلطة الأمر الواقع واحتكاره السلطة الامنية وغيابه عن مسار المفاوضات السورية جعلته يعتبر اتفاقية هولير بحكم المنتهية، ويمارس سياسة التضييق على المجلس الوطني الكُردي وأحزابه والتنسيقيات الشبابية.

2013-2014: أحداث أمنية وسياسية دافعة لاتفاقات جديدة

كان واضحاً ازدياد الهوة السياسية بين المجلسين؛ حيث اتخذ مجلس شعب غربي كُردستان مساره السياسي مع هيئة التنسيق الوطنية، بينما توجه المجلس الكُردي بخطوات مرتبكة نحو الانضمام للائتلاف الوطني السوري، وداخلياً كانت أحزاب المجلس تعاني من مشاكلها المستعصية المتمثلة بكثرة الأحزاب والتنسيقيات واستمرار انشقاقاتهم، بينما التزم مجلس غربي كردستان بخطته في إعلان تشكيل وإعلان الادارة الذاتية، وتخلل سير مجلس غربي كردستان بهذا الاتجاه تفاصيل كثيرة كان منها المعوق لعملية التوافق مع المجلس الوطني الكُردي ومنها، ما ساهم في تثبيت دعائم إدارته.

استثمارات أمنية صدعت الهيئة الكردية العليا

 ساهمت بعض الأحداث الأمنية والعسكرية واستثمارها من قبل PYD في زيادة حدة الخلافات ومنها نذكر:

  1. أحداث عامودا: وفقاً للتقارير فإنه بتاريخ 17/06/2013، اقتحمت قوة مسلحة تابعة لـ YPG البلدة وأغلقت مداخلها الرئيسية، وقامت باعتقال ثلاثة نشطاء ودخول هؤلاء النشطاء مع آخرين تضامناً معهم بإضراب عن الطعام، وبعد مفاوضات جرت بين شخصيات من المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكُردي، وأعضاء من حزب (PYD)، من جهة أخرى، اشترط الحزب إنهاء الإضراب عن الطعام، كشرط لإطلاق سراح المعتقلين. وتم الإفراج عن ناشط واحد، والإبقاء على الناشطين الآخرين قيد الاعتقال، وبتاريخ 27/6/2013 خرجت مظاهرة جديدة ضد قوات YPG، وصلت إلى مقر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وتوقفوا أمامها مع ترديد شعارات تهاجم أذرع الادارة الذاتية وتتهمهم بـ "التشبيح"، وتطورت الأحداث لتنتهي بإطلاق قوات YPG النار على المتظاهرين مما أدى لمقتل 6 أشخاص وجرح ما يقارب 30 آخرين([45])، واعتقال ما يقارب 70 شخصاً. من جهتها اتهمت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب من وصفتهم بالمجموعات الخائنة” بقتل أحد مقاتليها والهجوم على كتيبة لها ضمن المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين، وذلك لأجل إثارة الفتنة بين الشعب"، على حد تعبير البيان([46]). وعلى إثر هذه الأحداث أوقف أعضاء المجلس الكُردي عضويتهم في الهيئة الكردية العليا، ثم انسحابهم لاحقاً([47]).
  2. توسع فصائل المعارضة في المنطقة: خلال الفترة الممتدة من أواخر العام 2012 وحتى نهاية العام 2013 توسعت فصائل المعارضة وجبهة النصرة في محافظة الحسكة، والبداية كانت مع السيطرة على جزء من مدينة رأس العين، ليتبعها سيطرة على بلدات: تل براك، وتل حميس ومعبر اليعربية وإلى حدود بلدة "معبدة" في اقصى الشمال الشرقي في 17/07/2013([48])، كما أنها وصلت إلى حقول رميلان([49])، مما دفع بوحدات حماية الشعب أن تعقد اتفاقيات مهادنة وتقاسم آبار النفط معهم([50])،" كخطوة تكتيكية وفق تصريح آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي([51])"، هذا التوسع العسكري الكبير للمعارضة في المنطقة ساعد على كسب وحدات حماية الشعب لشعبية كبيرة وانضم إليها المئات من أبناء المنطقة بهدف منع وصول الفصائل إلى المدن، كما أنه أضعف من الموقف السياسي للمجلس الوطني الكُردي المتوافق مع سياسات الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية. وفي ظل هذا الواقع بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي مجلس غربي كردستان بمطالبة المجلس الوطني الكُردي بالانضمام لمشروعه، ووفقاً لـ "آلدار خليل" القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، فإنهم في الواقع قاموا بتطبيق الإدارة الذاتية على أرض الواقع، وهم ينتظرون فقط من المجلس أن يأتي ويشاركهم في إدارتها، وهذا ما تم محاولة العمل عليه في مشروع " الإدارة المرحلية المشتركة([52])".

"الإدارة المرحلية المشتركة" وتحدي التباين السياسي

تعثر عمل الهيئة الكُردية العليا خاصة بعدما تحولت طبيعة المفاوضات إلى "محاولة الاتفاق على تقاسم الحصص ضمن الهيكل غير المُعلن بعد والمتمثل بـ"الإدارة الذاتية"، بعد أن كانت حول نموذج حكم توافقي. وفي 13/08/2013 أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي في مؤتمر صحفي بمدينة القامشلي عبر آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة للحزب آنذاك، عن انتهاء المرحلة الأولى للمشروع ودخوله المرحلة الثانية، والبدء بتشكيل هيئة تشريعية مكلفة بتشكيل الهيئة الإدارية الانتقالية للمنطقة، وفي هذا الاتجاه عادت المفاوضات بين الطرفين لتنتهي بتوقيع "مجلس غرب كوردستان والمجلس الوطني الكُردي على "مشروع الإدارة المرحلية الانتقالية للمناطق الكُردية والمشتركة" وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الهيئة الكُردية العليا بمدينة القامشلي بتاريخ 08/09/2013 بحضور ممثلين عن المجلسين وخرجا باتفاق على توقيع "مشروع الإدارة المرحلية الانتقالية للمناطق الكُردية والمشتركة" وتتألف بنود الاتفاق من([53]):

  1. تشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور المؤقت بعد التوافق عليه من كل المكونات في مدة أقصاها 40 يوماً.
  2. يقدم كل طرف أو جهة عدداً من الأعضاء يمثلونها في الهيئة المؤقتة " التي ستتشكل من جميع المكونات وستدير عملية الانتخابات".
  3. ستقوم هذه الهيئة المؤقتة بتشكيل الإدارة الديمقراطية المرحلية المشتركة بعد إنجاز دستور مؤقت بشكل مباشر.
  4. الهيئة المؤقتة مخولة بالتحضير لقانون انتخابي ديمقراطي.
  5. تعتبر الإدارة المرحلية الانتقالية المرجع التنفيذي وتقوم ببناء مؤسساتها لتسهيل عملها في المجالات الإدارية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية الأمن والحماية.
  6. قوى الأمن والحماية مهمتها ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الكُردية والمشتركة، وهي مؤسسة وطنية تلتزم بكل القوانين والمواثيق الدولية، ومسؤولة أمام الإدارة المرحلية الانتقالية.
  7. القيام بانتخابات ديمقراطية نزيهة، مفتوحة للمراقبين الدوليين والإقليميين ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني خلال ستة أشهر من تاريخ تشكيل الإدارة المرحلية الانتقالية.
  8. يعتبر المجلس العام المنتخب للإدارة المرحلية الانتقالية الهيئة التشريعية لجميع المكونات في المناطق الكُردية والمشتركة.
  9. المجلس العام مخول بإعداد دستور يحترم حقوق الإنسان ويتوافق مع المواثيق والأعراف الدولية.

ومع هذا الاتفاق؛ في 07/09/2013 أقر المجلس الوطني الكُردي وثيقة الانضمام إلى الائتلاف السوري([54])، واتخذ المجلس بدايةً قرار الانضمام وتوجه إلى قطر وشارك في مؤتمر الائتلاف لكنهم لم يوقعوا([55])، لاحقاً شكل المجلس وفداً لاستكمال إجراءات الانضمام بعد موافقة وتصديق الائتلاف، الوفد الذي تشكل من لجنة العلاقات الخارجية ورئيس المجلس وعضوين آخرين، تم تكليفه بالعمل على أن يتضمن بيان الاتفاق، "احترام خصوصية المناطق الكُردية وخيار الشعب الكُردي في الحفاظ على سلمية الثورة في هذه المناطق، ومنحهم الحرية في إدارة مرحلية مشتركة في هذه المناطق مع بقية الأطراف والمكونات بالشكل الذي يتناسب وواقع هذه المناطق"، وصادق الائتلاف على انضمام المجلس بتاريخ 16/09/2013([56]).

وصرح "إبراهيم برو آنذاك بأن: "الوفد الكُردي كان قد اتفق مع الائتلاف على ضرورة انضمام مجلس الشعب لغربي كوردستان للائتلاف، وأن يحاول كل طرف على حدة من أجل التواصل معهم للانضمام، مشيراً إلى أن "مجلس الشعب لغربي كوردستان لديه اتصالات موسعة مع الائتلاف، حيث التقى صالح مسلم مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا في باريس وعقدا اجتماعاً مطولاً تم خلاله مناقشة هذا الوضع، كما أن عدد مقاعد مجلس الشعب لغربي كوردستان لن يكون على حساب مقاعد المجلس الوطني الكُردي، حيث سيتم تخصيص مقاعد خاصة بهم"، ذات الموقف ظهر من سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي "عبد الحميد حاج درويش"، حيث أنه نقل طرحه بنفسه خلال الاجتماعات إمكانية انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الائتلاف الوطني السوري، مؤكداً أن رد الائتلاف كان إيجابياً([57])".

 من جهته وقف مجلس غربي كردستان ضد انضمام المجلس للائتلاف مصراً على التزام الخط الثالث (لا للانضمام للمعارضة ولا للنظام)، وقرر السير وحيداً في إعلان الإدارة المرحلية، فالمجلس بواقعه متأخر عن منجزاتهم بأكثر من سنة وفق مخاطبة آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، للقيادي في حزب يكيتي الكُردي([58])، أثناء اجتماعهم لمناقشة توزيع اللجان، وهكذا انتهى الاتفاق قبل أن يتم تفعيل أي من بنوده.

إعلان المجلس التأسيسي للإدارة المرحلية من طرف واحد

بتاريخ 12/11/2013، وبغياب المجلس الوطني الكُردي، أُعلنَ في مدينة القامشلي عن تشكيل المجلس العام التأسيسي للإدارة المرحلية المشتركة المكون في ذلك الوقت من 82 عضواً وانبثق عنه هيئة متابعة إنجاز المشروع لإعداد وصياغة مختلف الوثائق وقسمت مناطق شمال شرق سورية إلى 3 مناطق/كانتونات وهي "الجزيرة، كوباني وعفرين" لتشكل كل منطقة "كانتون" مجلسها والذي سيمثلها ضمن المجلس العام للإدارة المرحلية.

عقدت هيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة المرحلية المشتركة والتي تكونت من (60) عضواً اجتماعها الأول بتاريخ 15/11/2013 في مدينة القامشلي، وتم خلال الاجتماع تشكيل لجنة مؤلفة من 19 عضواً من المناطق الثلاث "الجزيرة 12، وعفرين 4، كوباني 3 "، ومهامها صياغة مشروع الإدارة المرحلية المشتركة وإعداد وثيقة العقد الاجتماعي وإعداد نظام انتخابي.

وبتاريخ 02/12/2013 توجه حزب الاتحاد نحو تنفيذ الخطوة الثانية من تنفيذ مشروع "الإدارة الذاتية الديمقراطية" عبر عقد هيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة اجتماعها لمناقشة ما تم إنجازه من قبل لجنة إعداد وثائق الإدارة، وتقرر في الاجتماع:

  1. أن تقوم كل مقاطعة من المقاطعات الثلاث "الجزيرة، كوباني، عفرين" بتشكيل إداراتها الذاتية بشكل مستقل دون تشكيل إدارة مشتركة للمقاطعات الثلاث.
  2. دمج المجلسين؛ المجلس العام التأسيسي وهيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة؛ تحت مسمى "المجلس التشريعي المؤقت".
  3. اعتبار اللجنة المصغرة المنبثقة من هيئة إنجاز المشروع "هيئة إعداد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية".
  4. تسمية الإدارات في المقاطعات الثلاث (الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة؛ الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة كوباني؛ الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين).

كما أكد المجتمعون أنه: "بإمكان الشخصيات والتنظيمات الأخرى الانضمام إلى المجلس بعد موافقة المجلس العام على الانضمام([59])".

هولير2: اتفاقٌ نسفه إعلان "الإدارة الذاتية"

علق المجلس الوطني الكُردي عضويته في الهيئة الكُردية على إثر أحداث عامودا، وحدثت القطيعة الكاملة بين الطرفين نتيجة عدم وصولهم إلى صيغة تفاهم على محاصصة الإدارة الذاتية واستمرار الأجهزة الأمنية لحزب الاتحاد بالتضييق على أحزاب المجلس مع السير الانفرادي للحزب في تثبيت قواعد الإدارة الذاتية. ومع اقتراب موعد مؤتمر جنيف2 تم دعوة الأطراف الكُردية إلى مفاوضات جديدة في مدينة أربيل / هولير 17/12/2013 من قبل رئاسة إقليم كوردستان وبحضور ممثل رئاسة الإقليم (حميد دربندي)، وبمشاركة الوسيطين: النائبة الكُردية (ليلى زانا) ورئيس بلدية دياربكر (عثمان بايدمير) من تركيا([60]). استمرت المفاوضات لما يقارب أسبوعين([61])، ودارت بشكلٍ رئيسي حول إمكانية تشكيل وفدٍ موحد ومستقل لتمثيل الكُرد في جنيف2، أو تمثيل أي طرف يحضر جنيف للطرف الغائب أيضاً، وكان من أهم بنودها ما يلي:

  1. المشاركة في جنيف2 برؤية مشتركة.
  2. وقف الحرب الإعلامية المتبادلة، وتشكيل لجنة لحماية حقوق مختلف الأشخاص والجماعات.
  3. تشكيل لجنة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لدى الـ PYD، ولجنة للتحقيق في أحداث عامودا وعفرين وكوباني وتل غزال.
  4. لم يتم الاتفاق على نقاط ومنها: تفعيل اتفاقية هولير واللجان التابعة لها، ومشروع الإدارة الذاتية المؤقتة([62]).

لم تتناول الاتفاقية الجوانب المالية والاحتكار السياسي والعسكري والأمني الحاصل في المناطق الكُردية، في ظل ازدياد الاستحواذ الحزبي من قبل حزب الاتحاد على كل شيء لادعائهم بأنهم "الأجدر على قيادة المناطق الكردية" والشعب الكردي".

ولم تدم الاتفاقية إلا شهراً واحداً مع إعلان مجلس الشعب في غربي كردستان للإدارة الذاتية في 21/01/2014 من طرف واحد، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد جنيف2. وغاب حزب الاتحاد عن جنيف2 في ظل غياب توافق أمريكي روسي بخصوص التمثيل الكُردي في جنيف2، فقد كانت واشنطن إلى جانب حضور الكًرد ضمن وفد المعارضة كون المجلس قد انضم إلى الائتلاف، إلى جانب وجود اعتراض تركي على تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي ذراع حزب العمال الكُردستاني ضمن المحافل الدولية. بينما دفعت روسيا باتجاه قبول حزب الاتحاد ومجلس الشعب في غربي كردستان كأحد الأطراف ضمن جنيف2 كممثلٍ للكُرد، بهدف إحداث ضغط على تركيا والولايات المتحدة.

مع انعقاد مؤتمر جنيف وإعلان الإدارة الذاتية من طرفٍ واحد؛ أصدر المجلس الوطني الكُردي بياناً بتاريخ 22/02/2014، أوضح فيه بأن "تجزئة كردستان سورية إلى كانتونات ستؤدي إلى تقسيم كردستان أرضاً وشعباً وسيعد خطراً استراتيجياً لا يحق لأي طرف سياسي فرضه"، كما اعترض المجلس الوطني على موقف "مجلس الشعب في غربي كردستان من مؤتمر جنيف2، ومن تجاهل دعوة المجلس الوطني لتشكيل هيئة استشارية لتجاوز الاعتراضات حول تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مؤكداً أن " الإدارة المعلنة بشكل غير شرعي لا تمثله ولا تمثل توجهه في العمل المشترك ".

2014-2015: اتفاق أخير وقطيعة جديدة

 اتسم نهاية العام 2014 بتحول في طبيعة الصراع في سورية، فقوات النظام باتت تخسر العديد من الأراضي والمناطق الحيوية، كسيطرة " تنظيم الدولة" على مطار الطبقة العسكري، واللواء 93 في الرقة، وتوسعها في دير الزور والقضاء على سيطرة المعارضة فيها، بينما كانت المعارضة تقوم بتثبيت نقاطها في المدن الرئيسية كحلب وريف دمشق وحمص، أما على الجبهة الشمالية، فاستطاع " تنظيم الدولة" أن يسيطر على كافة الأراضي التي كانت واقعةً في يد المعارضة أو "جبهة النصرة"، ولتبدأ معركتها على مدينة كوباني، وخلال فترة قصيرة استطاع التنظيم الوصول إلى المدينة والسيطرة على معظمها آواخر 2014.

 وفي 26/08/ 2014 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء طلعات استطلاع جوية على سورية، وبدأت بقصف التنظيم في المدينة كما قامت بإنزال أول شحنة للمقاتلين في المدينة في 20/10/2014؛ بالإضافة إلى إجراء عدة عمليات من قبل قوات التحالف المساندة لوحدات حماية الشعب، وإنشاء غرفة بركان الفرات آنذاك. وفي هذا السياق حدثت اتفاقية دهوك في 22/10/2014، إلا أنها كسابقاتها لم تستمر بعد سير العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة بسلاسة وحصول وحدات حماية الشعب على دعم عالمي لمقاومة التنظيم.

اتفاقية دهوك: آخر المحاولات

كمعظم الاتفاقيات التي حصلت بين الطرفين الكُرديين نتيجة وجود خطر خارجي داهم أو حركة في الملف السياسي السوري، أتت اتفاقية دهوك من حيث الأسباب الدافعة، فالاجتماعات التي امتدت ما بين 14-22/10/ 2014، جاءت مع سيطرة داعش على ثلث مدينة كوباني في09/10/2014، بعد قرابة شهر من المعارك للسيطرة على المدينة([63])، وجاء الاجتماع بضغط من قبل الإدارة الأمريكية ومسعود البارزاني رئيس إقليم كُردستان آنذاك، لفتح الطريق أمام مساعدة كوباني، وتم وضع شرط الوصول إلى اتفاق للحصول على الدعم من قبل الطرف الأمريكي([64])، وبالتوازي مع المفاوضات الجارية بين الطرفين الكُرديين كان " صالح مسلم" رئيس حزب PYD السابق قد التقى الموفد الأميركي الخاص إلى سورية دانيال روبنشتاين في باريس بتاريخ 12/10/2014، لبحث "تفعيل التنسيق العسكري بين وحدات حماية الشعب الكردي والتحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب، إضافة إلى إيصال إمدادات السلاح للمقاتلين الكُرد في كوباني"([65]).

بتاريخ 20/10/2014، ألقت الولايات المتحدة أول شحنة من الأسلحة للمقاتلين في مدينة كوباني([66])، ومع بدء الإمداد بالأسلحة من الجو بدأت قوات من بيشمركة إقليم كُردستان أيضاً بالدخول إلى تركيا في 29/10 ووصلت طلائعها المدينة في 31/10/2014.([67]) وفي هذه الأثناء كان اجتماع دهوك قائماً ودافعاً باتجاه توحيد الصف لمواجهة "تنظيم الدولة".

وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على ما يلي:

  1. تشكيل "المرجعية السياسية الكُردية" على أن تكون النسب 40% للمجلس الكُردي و 40% لحركة المجتمع الديمقراطي و 20% للأحزاب و القوى التي تعمل خارج المجلسين.
  2. مهمة هذه المرجعية هي رسم الاستراتيجيات العامة وتجسيد الموقف الموحد.
  3. تشكيل شراكة فعلية في الهيئات التابعة للإدارة الذاتية.
  4. التوجه نحو التوحد السياسي والإداري ومشاركة المكونات الأخرى.
  5. العمل على التوحد في واجب الدفاع عن "روج آفا"، عبر انضمام المجلس الوطني الكُردي للإدارة الذاتية بعد تعديلها وتغيير أسماء الكانتونات إلى محافظات، مع دمج الثلاثة في إدارة واحدة وتعديل بنود العقد الاجتماعي.

كما تم الاتفاق على أن يكون في المرجعية 30 شخصاً 12 من حركة المجتمع الديمقراطي و12 من المجلس الوطني الكردي و8 من القوى السياسية خارج الإطارين المذكورين، وتألفت اتفاقية دهوك من ثلاثة بنود أساسيّة وهي:

الأوّل: " المرجعية السياسية الكردية": تشكيل مرجعيّة سياسيّة من إطارين، حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، ومن أحزاب وفعاليّات اجتماعيّة خارج الإطارين من جهة أخرى.

الثاني: " الإدارة الذاتية الديمقراطية": كيفيّة انضمام أحزاب المجلس إلى الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة بعد تشكيل لجنة مشتركة من المرجعيّة لإجراء حوارات مكثّفة مع الإدارة القائمة حول بعض التغييرات في العقد الاجتماعي ووثائق الإدارة، بحيث تتحقق الشراكة الفعلية فيها وفي الهيئات التابعة لها وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكردية نحو توحيدها سياسياً وإدارياً والعمل من أجل توثيق تمثيل مختلف المكونات الأخرى فيها.

الثالث: "الحماية والدفاع": إيجاد آليات يتم من خلالها – في حال وجود وحدات عسكريّة تابعة للمجلس- أن تقوم بواجبها في الدفاع عن "روج آفا"، من خلال لجنة مشتركة منبثقة من المرجعيّة الكرديّة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه من غير الممكن أن تكون هناك أكثر من قوّة عسكريّة في "روج آفا"، بل قوّة عسكرية واحدة تابعة للإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة([68]).

يُظهر اتفاق دهوك لأول مرة في جزئه الخاص بالإدارة الذاتية توافقاً بين الطرفين على أنها: "جاءت كحاجة موضوعية لإدارة تلك المناطق". والتزمت الاتفاقية بإجراء مجموعة من التعديلات على شكلها ووثائقها، وفيما يخص وحدات حماية الشعب "YPG" فقد حملت الاتفاقية أول قبولاً كاملاً لها من قبل المجلس الوطني الكُردي، باعتبارها القوة المدافعة عن "روج آفا كردستان". وستعمل المرجعية وفق الاتفاق على العمل للتباحث مع قيادة الوحدات لإيجاد سبيل يفسح المجال أمام القوات التابعة للمجلس الوطني الكُردي (بيشمركة روج) للعودة إلى المنطقة والمشاركة في الدفاع عنها، وهو أول اعتراف من قبل المجلس بسيادة وحدات حماية الشعب العسكرية، التي كانت تُعد سابقاً قواتً حزبية وفق أدبيات المجلس. كما حمل الاتفاق لأول مرة المطالبة بالدعم من قبل "القوى الكُردستانية"، وهي حكومة إقليم كُردستان، ومنظومة المجتمع الكُردستاني (المنظومة العليا لحزب العمال الكُردستاني)، وقد كان المجلس يتجنب سابقاً ذكر أطراف من المنظومة المُقادة من قبل حزب العمال.

القطيعة مجدداً

بدأت المشاكل تحدث بين الطرفين مع بدء وصول الدعم لمدينة كوباني بشكل مباشر والذي خفف من الضغط الحاصل على حركة المجتمع الديمقراطي، وكانت البداية في 11/12/2014، عندما تم الاتفاق على أسماء 24 شخصاً من أصل 30، ليظهر لاحقاً أن هناك ثلاثة أحزاب من المجلس الوطني الكُردي قد صوتت لصالح " الأحزاب الواجب انضمامها من خارج الإطارين"، لتصبح نسبة الغالبية في المرجعية 21 صوت فعلي لصالح حركة المجتمع الديمقراطي ضد 9 أصوات لصالح المجلس الوطني الكُردي. والأحزاب التي صوتت لصالح المرشحين المقربين من حركة المجتمع الديمقراطي كانت: الوفاق االكوردي السوري _ فوزي شنكالي، الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية _ نصر الدين إبراهيم، حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا يكيتي _مصطفى مشايخ.([69])

على إثر ذلك؛ دعت مجموع أحزاب المجلس لاجتماع لقيادة المجلس، وفيه تم الاتفاق على تشكيل لجنة قانونية للتدقيق في أوراق التصويت والتحقيق مع ممثلي المجلس الوطني الكُردي في المرجعية. وخلصت اللجنة في 24/12/2014 إلى قيام تلك الأحزاب بالتصويت لصالح TEV-DEM، وتم رفع العضوية ضمن المجلس الوطني الكُردي عنها، وتم الاتفاق لاحقاً على رفع عدد مقاعد المرجعية إلى 36 مقعد، واحتساب الأحزاب المصوتة لصالح TEV-DEM جزءً من حصة الأخيرة.

بالتوازي مع إشكالية تصويت أحزاب في المجلس الوطني الكُردي لصالح حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، وPYD، شهد المجلس نقاشاتٍ عدة حول كيفية احتساب عدد مقاعد الحزب الديمقراطي الكًردستاني-سورية، بعد أن شهد عملية توحد لأربعة أحزاب. ولمعالجة المشكلة اجتمع المجلس بتاريخ 05/12/2014 مع أحزاب الاتحاد السياسي([70])، وتم التباحث حول ما إذا كان الحزب الديمقراطي الكردستاني-سورية سيمثل بأربعة مقاعد في المرجعية السياسية الكردية أم بمقعد واحد. وبالرغم من أن المجلس كان قد حسم موقفه بمباركة التوحيد مع احتفاظ الحزب الجديد بـ  4 مقاعد، إلا أنه دخل في سجالات حزبية طويلة، أفضت إلى ذات الخاتمة المتفق عليها سابقاً، كون الأحزاب الأربعة كانت أحزاباً أصيلة وكاملة العضوية في المجلس، وقيام المجلس بمباركة هذه الخطوة وحثهم على التوحد. وتم الاتفاق على أن يحتفظ الحزب الموحد الجديد بمقاعد الأحزاب الأربعة والاستمرار بإشغال مقاعدها في كافة مؤسسات ولجان المجلس لحين انعقاد المؤتمر الثالث.

من جهتها كانت حركة المجتمع الديمقراطي تسير دون توقف في خطوات تثبيت إدارتها وسيطرتها بالرغم من عدم تنفيذ بنود الاتفاقية، ومنها قيام الإدارة الذاتية بفرض التجنيد الإجباري 01/11/2014، وانتخابات البلديات في 13/03/2015([71])، واعتبر إقليم كوردستان أن انتخابات مجالس البلديات في "مقاطعة الجزيرة بكوردستان سوريا" تتعارض مع مضمون اتفاقية دهوك المبرمة بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي، واصفاً إياها بـ "الخطوة المتفردة"، ومشيراً إلى أنها "غير قابلة للقبول".

وبإجراء الانتخابات وفرض التجنيد الإجباري، انتهت اتفاقية دهوك أيضاً، ولتأتي خطوة المجلس الوطني الكُردي؛ بتبني "قوات بيشمركة روج كردستان” في 01/07/2015([72])؛ متأخرةً جداً، دون أن تتكمن من تقوية أوراق المجلس في التفاوض.

نتائج لا تزال ثابتة

إن اختلاف سياقات التشكل في المجلسين واختلاف الرؤى والغايات السياسية؛ ساهم في تزايد الهوة السياسية والتعقيد في خارطة الحلفاء؛ فعلى الرغم من اشتراكهما في تبني "مطالب كُردية" تتمثل برفع المظلوميات و"تثبيت الحقوق القومية" إلا أن ذلك لم يكن إلا عنواناً دعائياً تغيرت بعده الأطروحات والمشاريع السياسية؛ ولاتزال ذات الأسباب حاضرة ودافعة في جعل أي جهود تنسيقية عديمة الجدوى.

كما دفع التخندق السياسي من جهة ورغبة حزب الاتحاد الديمقراطي في تطبيق مشروعه السياسي الأيديولوجي " الأمة الديمقراطية"، إلى تعميق الهوة بين الطرفين، وترسخ هذا الانقسام مع تشكيل حزب الاتحاد لـ "مجلس الشعب في غربي كردستان"، ليكون بالدرجة الأولى منافس المجلس الوطني الكُردي على تمثيل الشعب، ومظلةً تجمع أحزابه ضمن مشروع " الإدارة الذاتية" بالدرجة الثانية. وهو ما نجح حزب الاتحاد الديمقراطي فيه مع منتصف عام 2012 عبر جعل نفسه الطرف الثاني من المعادلة الكُردية بالتوازي مع تحضيره للسيطرة على المدن الكُردية بسكانها وحراكها السياسي عبر دفع باكورة تنظيماته المسلحة للظهور في المظاهرات والبدء بتشكيل "دوريات رسمية".

إن التحول الحاصل في طبيعة حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص من حزب سياسي إلى "سلطة أمر واقع" قد ألقى بتأثيره على الواقع السياسي، فالمجلس الوطني الكُردي خسر زمام المبادرة، مع تثبيت حزب الاتحاد لسلطته مستغلاً كافة الأدوات –منها العنفية-، وبالتالي تحولت طبيعة المفاوضات من الوصول إلى صيغة توافقية إلى تهدف لتقاسم المناصب في " الحكم الذاتي" المُراد تطبيقه، وهذا ما يتوضح من بنود "وثيقة هولير" أو ما عُرفت لاحقاً بـ "هولير1"، والتي أشارت في بنودها إلى مهامها في رسم السياسة العامة وقيادة الحراك الكُردي، وتشكيل لجان تخصصية لمتابعة عملية إنشاء وتوحيد اللجان الأمنية والعسكرية والمدنية.

لقد دفعت التغييرات الحاصلة على الأرض نتيجة اشتداد قبضة حزب الاتحاد الديمقراطي على كافة مفاصل الحراك المجتمعي في المدن الكُردية، إلى تغير في طبيعة المفاوضات، لتتحول من غاية الوصول إلى توافق حول صيغة تشاركية لإدارة المنطقة إلى أداة استثمار سياسي وتكتيكي من قبلPYD ، للوصول إلى هدف آخر عبر إعلان الاتفاق. فاتفاقية هولير1 والتي نتج عنها إعلان " الهيئة الكردية العليا" سمحت للحزب باستخدام اسم الهيئة في تثبيت واقعه السياسي، وقمع منافسيه، ومنح "المشروعية السياسية" لتشكيلاته العسكرية، وهي كانت هادفة في الأساس لتشكيل إدارة مشتركة والاتفاق على وفد مشارك يمثل الكُرد في التحضيرات التي سبقت وتبعت التحضيرات لإعلان " وثيقة جنيف"، بينما كان " جنيف 2" الدافع الرئيسي للتوجه إلى التفاوض مرة أخرى والوصول إلى " هولير2- 12/2013"، والاتفاقية الأخيرة لم تدم سوى شهر واحد بعد فشل تحقيق أول بند فيها " المشاركة في جنيف2 برؤية مشتركة"، وإعلان مجلس الشعب في غربي كردستان للإدارة الذاتية في 21/01/2014 من طرفٍ واحد، وذلك قبل يوم واحد فقط من انعقاد جنيف2، مع تأكد عدم حضوره.

ساهم عدم الاتساق الوظيفي والسياسي في جعل أي اتفاق يحمل عوامل عطالته، كعدم قدرة المجلس الوطني الكُردي تجاوز حالة التشتت الحزبي ضمنه، وتأخره كثيراً في تشكيل لجانه، وترشيح شخصيات حزبية لتمثيل الأحزاب في اللجان المشتركة مع حزب الاتحاد الديمقراطي، والأخير من جهته كان يستغل تلكؤ أحزاب المجلس كسلاح ضدها شعبياً وتنظيمياً (ضمن الهيئة الكردية العليا)، كما أن PYD قد أتاح المجال لقواته الأمنية محاصرة المجلس وأحزابه وشخصياته، وتعرض الكثير منهم للتهجير والضرب والنفي ووضع اليد على الأملاك الخاصة.

يمارس حزب الاتحاد الديمقراطي كافة أنواع الضغط مضافاً لها تلك "التهم المعادية للأمة" وهو ما لم يكن سابقاً؛ وهذا يعد مؤشراً واضحاً لاستمرار تعميق الهوة، كالتشهير بأعضاء المجلس أحزاباً وشخصيات على أنهم ضد "القضية الكُردية"، ومعادون لإنجازات " الإدارة الذاتية"، ولاحقاً أعداءً "لفلسفة الأمة الديمقراطية". وعموماً لم تكن الخلافات الأيديولوجية خلال المفاوضات وبعد الوصول للاتفاقات هي العائق أمام تطبيق بنودها؛ على الأقل من جهة المجلس الوطني الكُردي؛ في حين يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل دائم مفاهيمه السياسية بشكل مباشر على كافة الأطر المُتفق عليها أثناء تنفيذ الخطوات العملية، والتي كانت سبباً هاماً في إنهاء هذه الاتفاقات.

خاتمة

شكلت الخلافات التنظيمية على مر تاريخ الحركة الكُردية في سورية السبب الأهم في حدوث الانشقاقات المتعددة للأحزاب الكُردية. ومع انطلاق الثورة في بداية عام 2011، لم تستطع الأحزاب التي قادت تاريخ الانشقاق الكُردي إلا أن تعيق تنفيذ ما توصلت إليه في كل اتفاق. وقد رافق هذه الطبيعة التشتتية لدى الأحزاب الكُردية تطور مستمر في الأحداث السورية بصورة تستدعي السرعة في تنفيذ المشاريع، وهو ما أثرَّ على حدوث توافق مستدام. يُضاف لما سبق الارتباطات الإقليمية للأحزاب الكُردية، وبشكلٍ أساسي ارتباط حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكُردستاني، حيث كان الأخير يرى دوماً أن تحقيق أي إنجاز محلي في مناطق سيطرة "فرعه السوري"، ستقوم بخدمة ملفه الإقليمي، وعلى الجهة الأخرى تمسكت أحزاب المجلس الوطني الكُردي بشعار " نهج البارزاني".

أمام هذه الخطوط العريضة لأسباب عدم اتفاق المجلسين، بينت الورقة أن الاختلاف الكُردي السوري البيني لم يكن لأسباب أيديولوجية في حقيقته، بالرغم من كون الأيديولوجية أحد أهم أعمدة الخلاف، إلا أن مجمل بنود الاتفاقيات التي حصلت بين المجلسين كانت "سياسية " تتمحور حول كيفية تقاسم السلطة وكيفية توزيع المناصب.

يمكن حصر المواضيع التي أدت إلى إنهاء كل صيغ الحوار بين الطرفين بعدة نقاط؛ أهمها رفض حزب الاتحاد الذي شكل وحدات حماية الشعب وجود أي قوة عسكرية أخرى في مناطق شمال سورية، وفتح الباب للبقية للانضمام لها على ما هي عليه. وهذا ما لا يمكن قبوله نظراً للخلافات الأيديولوجية ولضعف أحزاب المجلس في الموضوع العسكري، وكانت نقطة تعنت من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي خصوصاً ما يتعلق باسم الوحدات وقيادتها. كما أن الخلافات التنظيمية داخل المجلس الوطني الكُردي كانت سبباً معوقاً هاماً في السير ببنود الاتفاقات وتطبيقها فالمجلس كان مشكلاً من عدد كبير من الأحزاب والتنسيقيات المختلفة فكراً وتوجهاً، والعديد من الأحزاب ضمن المجلس لا تمتلك الكادر الذي يغطي هيكلية التنظيم في بضعة مدن وأحياناً في مدينة واحدة. وأثرَّ على هذه الهياكل الحزبية أيضاً العصبية الحزبية والمزاحمة الشخصية على الحصص، في حين أن مجلس الشعب في غربي كردستان كان متناسقاً أكثر ومتفقاً على مطالبه.

 هذا الواقع الهش لأحزاب المجلس كان يقابله حركية مستمرة وقوية وقدرة متقدمة في تحشيد الأنصار من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيماته، وفي حين أن هذه الحركية كانت إيجابية من الناحية النظرية إلا أنها كانت سلبية من ناحية قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بحرق الخطوات اتجاه تثبيت مشروعه بشكلٍ أحادي بالإضافة لأحزاب أخرى تفتقر للقاعدة الشعبية.

كما أن تدخل القوى الكُردية الإقليمية أثرَّ على فاعلية أي اتفاق بين الطرفين، فحزب الاتحاد الديمقراطي قام ببناء أسس الإدارة الذاتية على خبرة وعناصر حزب العمال الكُردستاني، وسلك درب الذراع المحلي " لفكر وفلسفة أوجلان"، مقابل تضخيم المجلس الوطني الكُردي نفسه عبر علاقته بإقليم كُردستان وبأربيل خصوصاً، وفي حين تميز المجلس بمرونة أيديولوجية، إلا أن حزب الاتحاد لم يقبل أن يتنازل عن " مبادئ أوجلان" حول الإدارة الذاتية الديمقراطية.

برز دور الخطر والمكاسب كثيراً في مفاوضات الطرفين، فالاتفاقات تزامنت دوماً إما مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف، أو مع وجود خطر مهدد ذا صلة بالاتحاد الديمقراطي، وكان الأخير يدخل المفاوضات لكسب الحضور في مفاوضات جنيف. ومع انتهاء أي مؤتمر ومنع الاتحاد الديمقراطي من الحضور، غاب سبب الاتفاق الرئيسي بالنسبة له، ليبدئ بعملية الإعاقة والسير وحيداً في المشروع مرة أخرى، أما فيما يتعلق بالخطر فكان هجوم " تنظيم الدولة" على كوباني وتوجه واشنطن لمساعدة عنصر محلي "إشكالي" توجه حزب الاتحاد لقبول التوقيع على اتفاق "دهوك"، ليضمن مكسب دعم التحالف، وليعود عن الاتفاق بمجرد تحوله لشريك التحالف في محاربة التنظيم، وليأخذ موقفاً أكثر تعنتاً وفوقية من أي مشروع اتفاق. وهذا التعنت ظهر جلياً خلال مجمل سنوات الصراع في سورية وعمليات التفاوض بين الطرفين، من قيام حزب الاتحاد بجعل الاستهزاء من حالة المجلس الوطني الكُردي التنظيمية مهمةً إعلامية بالنسبة له.

فيما يخص تشتت المجلس الوطني الكُردي فيمكن إرجاعه إلى طبيعة أحزابه، في حين أن النصيب الأكبر من فشل المجلس تمثل في القيام بحركية سياسية كانت نتيجة القمع المستمر والمكثف من قبل أذرع حزب الاتحاد العسكرية والأمنية للمجلس وأنصاره، وهو ما أدى إلى انكفاء الأحزاب على نفسها. وفي ظل هذا الواقع كان المجلس يتوقع الفشل لمشروع الإدارة الذاتية، رابطاً مصيرها بمصير النظام. ووفقاً لقراءات تلك المرحلة كان المجلس الوطني الكُردي يتوقع توجيه الولايات المتحدة؛ ولاحقاً التحالف الدولي؛ ضربات للنظام تؤدي إلى إسقاطه، لذا اختار المجلس خيار السير مع الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، التي كانت أقرب إلى توجهاته المعارضة للنظام بشكلٍ كلي.

مثلت المعابر والنفط واقتصاد المنطقة ومواردها عاملاً آخراً لعدم الاتفاق، فقد احتكر حزب الاتحاد الديمقراطي عبر أذرعه العسكرية المعبر الرئيسي مع إقليم كُردستان العراق (معبر سيمالكا)، وبقية المعابر مع مناطق المعارضة والنظام، وحتى نقاط التهريب على الحدود السورية التركية والسورية العراقية، كما التزم الحزب أسلوب "السرية والاحتكار الكامل" في موضوع النفط، ولايزال الملف حتى الوقت الحاضر محاطاً بالسرية الكاملة من قبل الحزب من ناحية الإنتاج والعائدات التي يدرها النفط عليه. إلى جانب احتكار الموارد الاقتصادية، قام حزب الاتحاد باحتكار المساعدات الإنسانية القادمة للمنطقة وجعل عملية توزيع معظمها تتم عبر أذرعه فقط.

عموماً وفي ظل الأوضاع الراهنة لمنطقة شرق الفرات، والحديث حول إمكانية حدوث اتفاق بين الطرفين، نرى صعوبة تحقق ذلك إلا إذا تم فرضه من قبل أطراف إقليمية ودولية (واشنطن بشكلٍ خاص). فخلال كافة المراحل التي سبقت وأعقبت الاتفاقات كان من الواضح قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بالاستغلال المرحلي لها، كما أن المجلس الوطني الكُردي بشخصيته الاعتبارية وبشخصية أحزابه لم يعد قادراً على حمل أعباء أية إدارات أو قوى عسكرية، كونه سيعاني من نفس المشاكل التنظيمية ما لم يقم بعملية تعتمد على التمثيل النسبي وفقاً لعدد الأعضاء المناصرين وكذلك وفقاً لأماكن تواجد الحزب وقوته التنظيمية.


([1]) تم تغييب فاعلية طرفين أساسيين، الأول الشباب الكُردي والثاني بقية مكونات المنطقة([1])، التيار الشبابي الكُردي تلقى ضربات عنيفة من قبل تنظيمات " حركة المجتمع الديمقراطي" كنشر الفوضى في المظاهرات، وتغيير الشعارات، وأسماء مظاهرات الجمعة، والاعتداء المباشر على النشطاء ضمن التنسيقيات، بطرق أدت لإفشالها نتيجة التهديدات ونتيجة طول أمد الصراع الذي لم تكن التنظيمات الشبابية أهلاً لطرح رؤية سياسية تواجه ما يتم طرحه من قبل المجلسين، وبنهاية العام 2012 كان الشارع الكُردي منقسماً بحدة وكانت مدينة القامشلي أكثر مكان توضحت فيه هذه الخلافات نتيجة عدم قدرة حزب الاتحاد الديمقراطي/ حركة المجتمع الديمقراطي السيطرة على المدينة الأكبر إلى الآن من حجمهم التنظيمي، حيث شهدت المدينة ثلاثة تيارات: التيار الأول تمثل بمظاهرة "شارع منير حبيب" ويقوم بتنظيمها المجلس الوطني الكُردي، التيار الثاني وتمثل بمظاهرة حزب الاتحاد الديمقراطي ومناصريه في المكان المعتاد لتظاهرة يوم الجمعة "جامع قاسمو" بعد سيطرة حزب الاتحاد على الشارع، والتيار الثالث المتمثل بمظاهرة الكورنيش ويشارك فيها "تيار المستقبل الكردي في سورية (ريزان شيخموس وتُلقب أحياناً بمظاهرة أنصار الجيش الحر)، ومجموعات شبابية أخرى.

([2]) وهي مجموع الأحزاب التي وقعت على البيان الأول للمبادرة وشملت كل من: 1- الحزب الديمقراطي الكُردي في سورية - البارتي ( سعود الملا)، 2-الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية ( حميد حج درويش)، 3_ حزب يكيتي الكردي في سورية ( فؤاد عليكو، وتم تغيير اسم الحزب في 23/12/2018 إلى حزب يكيتي الكردستاني – سورية)، 4- الحزب اليساري الكردي في سورية – (محمد موسى)، 5- الحزب الديمقراطي الوطني الكردي في سورية (طاهر صفوك)، 6- حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، 7- حزب آزادي الكردي في سورية ( بشار أمين)، 8- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية –يكيتي ( محي الدين شيخ آلي)، 9- الحزب الديمقراطي الكردي في سورية- لبارتي (نصرالدين إبراهيم)، 9- البارتي الديمقراطي الكردي ( عبد الرحمن آلوجي)، 10- الحزب الديمقراطي الكردي السوري (جمال شيخ باقي)، 11_ حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية ( نعمت داوود)

([3]) بيانات: بلاغ صادر عن اجتماع أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 08/04/2011، الرابط: https://goo.gl/a51DhS

([4]) مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية الجزء 1، الموقع: يوتيوب الحزب التقدمي، التاريخ: 14/05/2011، الرابط: https://goo.gl/xQsTp3، وكانت أحزاب “الحركة الوطنية الكردية” قد اصدرت قبل اطلاقها لمبادرتها بياناً هددت من خلاله “بالمشاركة في الاحتجاجات إن لم تتوقف الأجهزة الأمنية عن الأعمال الاستفزازية بحق المجموعات الشبابية، ويمكن العودة للخبر: الموقع ولاتي مه، التاريخ: 24/04/2011، الرابط: https://goo.gl/zhX47H

([5]) الأحزاب الكردية في سورية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/05/2011، الموقع: https://goo.gl/xygPaQ

([6]) أكراد سورية ما بين النظام والسلطة، الموقع: بيروت أوبزرفر، التاريخ: 06/06/2012، الرابط: https://goo.gl/uEVkjC

([7]) بلاغ أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: المدينة الإخبارية، التاريخ: 20/05/2011، الرابط: https://goo.gl/AH5rKF

([8]) بيانات: أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية وافقت على مبادرة اللقاء مع رئيس الجمهورية و أنها لا تزال تتطلع إلى توفر ظروف أكثر ملاءمة لمثل هذا اللقاء، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 08/06/2011، الرابط: https://goo.gl/rWuZkQ، ولمزيدٍ من المعلومات حول الموضوع يمكن العودة إلى: ضغوطات الشارع حالت دون إتمام لقاء الأحزاب الكردية والأسد، الموقع: ايلاف، التاريخ: 09/06/2011، الرابط: https://goo.gl/qW55Ny، وعن اعتذار الحركة الكُردية عن الحضور إلى الرابط: لجنة التنسيق الكردية تعتذر عن تلبية دعوة اللقاء مع الرئيس السوري، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 07/06/2011، الرابط: https://goo.gl/rJaFJT

([9]) بيانات: بلاغ صادر عن اجتماع أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/07/2011، الرابط: https://goo.gl/NGvdzm، ويمكن العودة لآخر بيان للمبادرة قبل إعلان المجلس الوطني الكُردي عبر: بيان صادر عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 29/08/2011، الرابط: https://goo.gl/GyD3up

([10]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين.

([11]) هام وعاجل. تم توقيع وثيقة تفاهم بين المجلس الوطني الكوردي والمجلس الشعب الكوردي، الموقع: صوت الكُرد، التاريخ: 19/01/2012، الرابط: https://goo.gl/WrgkG6

([12]) فيما يخص الوثيقة صرح وقتها " إبراهيم برو" سكرتير حزب يكيتي الكردي وعضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الكردي" آنذاك، بأن اللجنة تم تشكيلها للوصول إلى تفاهم بخصوص بعض " الإشكالات التي تحدث على أرض الواقع الا أن الاخوة في PYD أكدوا لنا أن أي اتفاق إذا لم يكن مع مجلس غربي كردستان لا يمكن الالتزام به بشكل كامل لإن مجلس غربي كردستان يضم PYD وجميع الهيئات والمجالس التابعة لها وحينها تم توقيع وثيقة تفاهم على بعض النقاط وأهمها تشكيل لجان في كافة المناطق بين المجلسين والتأكيد على نبذ العنف و الحفاظ على السلم الأهلي، لقاء مع إبراهيم برو، حول المجلس الوطني الكُردي، وممارسات ب ي د، الموقع: صفحة إبراهيم برو الشخصية على الفيس بوك، التاريخ: 14/06/2012، الرابط: https://goo.gl/AK41Hm

([13]) تقرير عن مؤتمر الجالية الكوردية السورية في الخارج المنعقد في جنوب كردستان- هولير، الكاتب: جواد الملا، الموقع: غرب كرُدستان، التاريخ: 29/01/2012، الرابط: https://goo.gl/sdwKBZ

([14]) حضر افتتاح المؤتمر رئيس الإقليم ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة وممثلي مختلف الأحزاب في الإقليم، وألقى البارزاني كلمة ركز فيها على " أن الوضع السوري مهم بالنسبة للإقليم، بحكم الجيرة ،... إننا لا نريد التدخل في أموركم، بل نريد أن نساعدكم، ونتيح لكم الفرصة، كي تتخذوا قراركم هنا في بلدكم وعاصمتكم بملء الحرية، سندعم أي قرار تتخذونه، وتوصياتنا لكم أن تكون قرارتكم بعيدة عن العنف، وتبني خيارات السلم والديمقراطية والحوار، في الحقيقة لا ندري ما الذي سيكون الوضع عليه في سورية، لكن كل المؤشرات توحي إلى أن التغيير قادم، إن شرطنا لدعمكم هو توحيد صفوفكم، أنتم وأحزابكم تحظون بكل الاحترام والتقدير، لكن الحزبية الضيقة تؤدي إلى إضاعة الفرصة عليكم".

([15]) PYD: كونفرانس هولير مخططٌ لترسيخ الانقسام الكردي بدلاً من توحيده، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 01/02/2012، الرابط: https://goo.gl/Xvr7nD

([16]) صالح مسلم في لقاء مع وكالة فرات: كونفرانس هولير مخطط لترسيخ الانقسام الكردي، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 02/02/2012، الرابط: https://goo.gl/JFeVJy

([17]) رئاسة اقليم كوردستان تعلن استمرارها في دعم كورد سورية للحصول على حقوقهم، الموقع: 31/01/2012، الرابط: https://goo.gl/ZtKWZr

([18]) توصيات البلاغ الختامي للمؤتمر: 1_دان المؤتمر انتهاج الحل الأمني واستخدام العنف المستخدم من قبل الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين العزل. 2_أشاد المؤتمر بالشباب الكرد والمرأة في هذه الثورة. 3_أكد على أهمية التسامح والتعايش بين الشعب الكردي والمكونات الأخرى المتعايشة معه. 4_يدعم المؤتمر قرارات وتوصيات المؤتمر الوطني الكردي في سورية المؤرخ 26/10/2011، المؤسس للمجلس الوطني الكُردي. 5_المؤتمر هو امتداد المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكُردي، ومخرجاته توصيات وليست بقرارات. 6_ سترفع التوصيات للهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي. 7_أهمية التواصل بين الداخل والخارج وإيجاد آليات تنظيمية لتمكين الجالية الكردية لدعم نضالات الشعب الكردي في سورية. 8_تقوية الخطاب السياسي والإعلامي الكردي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد. 9_ تم نقاش: البديل السياسي في سورية، علاقة الكرد والمعارضة السورية، وعلاقتهم مع المكونات السورية. 10_يتم دعوة الجاليات الكُردية لتشكيل ممثلياتها.

([19]) بناءً على دعوة المؤتمر تم تشكيل ممثليات للمجلس في أوربا وتركيا والخليج:" تلبية للنداء الوطني والقومي، وتكريساً لتوصيات مؤتمر الجاليات الكردية الذي عقد مؤخراً في (هولير) عاصمة إقليم كردستان، عقد أبناء الجالية الكردية في المملكة العربية السعودية مؤتمراً موسعاً لاختيار أعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في سورية (ممثلية السعودية)، وذلك يوم الخميس 23/2/2012، و قد ضمت ممثلين عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الى جانب ممثلين عن كافة الفعاليات الاجتماعية والثقافية المستقلة، وممثلين عن الحراك الشبابي، واختتم المؤتمر بتشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 34 عضواً، و7 ممثلين عن باقي مناطق المملكة البيان الختامي لتأسيس المجلس الوطني الكوردي في سورية -ممثلية السعودية مع أسماء اللجنة التنفيذية، الموقع: دنيا الوطن، التاريخ: 25/02/2012، الرابط: https://goo.gl/hNZXMA.

([20]) البنى العسكرية والأمنية في مناطق الإدارة الذاتية، الموقع: مركز عمران للأبحاث، التاريخ: 31/10/2017، الرابط: https://goo.gl/8zcmGU

([21]) إعلان هولير بين المجلسين (المجلس الوطني الكوردي في سورية ومجلس الشعب لغربي كوردستان)، الموقع: دوخاتا، التاريخ: 11/07/2012، الرابط: https://goo.gl/q8JdFr، ويمكن العودة للرابط "التوقيع على بلاغ أربيل بين المجلس الوطني الكوردي السوري ومجلس شعب غرب كوردستان"، الموقع: حكومة إقليم كُردستان، التاريخ: 11/07/2012، الرابط: https://goo.gl/YFttbP

([22]) اتفاقية هولير بين مجلس غربي كوردستان والوطني الكوردي هل هناك مجال للتطبيق؟ الموقع: صفحة منظمة سري كانيه لحزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سورية – يكيتي، التاريخ: 17/09/2012، الرابط: https://goo.gl/9ZrVu5

([23]) الهيئة الكردية العليا تؤكد على سلمية الحراك الثوري في المناطق الكردية، الموقع: كوليلك، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/xgp1QP،

([24]) تصريح سينم خليل عضو الهيئة الكردية العليا، الموقع: يوتيوب الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/qKLsYy

([25]) تصريح اسماعيل حمه عضو الهيئة الكردية العليا، : يوتيوب الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/CwGkmu

([26]) بنود الاجتماع الرسمي الأول: 1_ اعتبار الاجتماع قائماً إلى حين تشكيل كافة اللجان التابعة لها للبدء بأعمالها ورسم خطوط عملها بدءً من تاريخه. 2_ الهيئة الكردية العليا تقود كافة أنشطة وأعمال المجلسين وقراراتها ملزمة للجميع. 3_ يؤكد الاجتماع أن الهيئة الكردية العليا خطوة هامة تخدم وحدة الشعب السوري وأهداف ثورته في الحرية والكرامة. 4_ ضرورة حماية السلم الأهلي في مناطقنا وذلك بالتعاون مع الإخوة شركائنا من العرب والسريان والكلدو آشوريين وغيرهم، والتأكيد على أن المطالبة بالحقوق القومية لشعبنا الكردي لا تشكل أي خطر على وحدة بلادنا وتهديداً لإخوتنا شركائنا في الوطن. 5_ التأكيد على سلمية الحراك الثوري في المناطق الكردية ودرءً للمخاطر الناجمة عن نزعة التسلح العشوائي فإننا نرى من الضروري العمل على ضبط وتنظيم تلك القوى في إطار حضاري موحد منعاً للفوضى وبهدف توفير الحماية في المناطق وسلمها الأهلي. 6_ ثمن الاجتماع البيان الصادر عن وحدات الحماية الشعبية والقاضي بالتزامها بقرارات الهيئة الكردية العليا. 7_ بمناسبة هذا الإعلان فإننا ندعو جماهيرنا للتظاهر يوم الأحد المصادف 29/7/2012 تحت شعار (الهيئة الكردية العليا تمثلنا – Desteya Kurdî ya Bilind Nûnera Me Ye) وذلك باللغتين الكردية والعربية وفي مختلف المناطق الساعة 9 مساءً، بيان صادر عن اجتماع الهيئة الكردية العليا والمنبثقة عن مجلسي (مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سورية)، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/wV26MV

([27]) تبع الاجتماع الأول لتشكيل اللجنة عدة اجتماعات كان منها اجتماع في أواخر 06/2012 انتهى بجملة من البنود: أولاً_ عقد اجتماع تمهيدي، مشترك موسع وسريع لممثلي الطرفين في الداخل السوري. ثانياً_ العمل على إلغاء المظاهر المسلحة والمتمثلة بلجان الحماية الشعبية (Hêzên Parastina Gel) وتشكيل لجان حماية مشتركة غير مسلحة. ثالثاً_ تشكيل ثلاث لجان متخصصة مشتركة منبثقة عن الهيئة الكردية العليا مهمتها تولي كافة المهام في المناطق الكردية حسب اختصاص كل لجنة وعلى رأس تلك المهام متابعة العمل الميداني وتوحيده في تظاهرة واحدة في كافة المدن والبلدات. رابعاً_ العمل على إلغاء كافة الحملات الإعلامية بين المجلسين. خامساً_ إلغاء محاكم الصلح التابعة لمجلس غربي كردستان وتشكيل محاكم مشتركة منبثقة عن الهيئة الكردية العليا. سادساً_ مناصفة العمل بكافة صوره بين كلا الطرفين، المصدر: وثيقة هولير، بين المكتوب والمطلوب، الموقع: ولاتي مه، الكاتب: بافي روني، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/k5jBFj

في شهر أيلول حدث اجتماعٌ آخر وصدر عنه مجموعة من القرارات: 1_ تقرر عدم المشاركة باسم الهيئة الكوردية العليا في مؤتمر الانقاذ الوطني والمزمع عقده في دمشق في12 /9/2012، 2_ اصدار بيان بشأن الهجرة المستفحلة من قبل الكورد الى خارج سورية والاشارة الى غرق المركبة المحملة بالمهاجرين والتي راح ضحيتها العشرات ومنهم العديد من الأكراد وذلك في السواحل التركية، 3_ يؤكد الاجتماع على ضرورة التواصل مع أكراد منطقة سلمى والقرى التابعة لها، 4_ فتح مقر رئيسي للهيئة الكوردية العليا في مدينة القامشلي وفي مدة اقصاها 15/9/2012 وكذلك مقرات فرعية في كل من عفرين وكوباني وديريك على أن تستكمل لاحقا في مراكز المدن الرئيسية في المناطق الكوردية، 5_ تشكيل غرفة عمليات رئيسية واخرى فرعية في مقرات الهيئة الكوردية العليا تنظم لهم دوام رسمي وبالتناوب خلال 24 ساعة وتأمين وسائل اتصال فيما بين الغرف وفي مدة اقصاها 15/9/2012، 6_ استكمال اللجان الفرعية التابعة للجنتي الخدمات والامنية وفق القرارات السابقة وفي تاريخ اقصاه 20/9/2012، 7_ إعداد لائحة داخلية لجميع اللجان (الامنية – الخدمية – العلاقات الخارجية والوطنية) وكذلك الهيئة الكوردية العليا في تاريخ أقصاه 20/9/2012 وتعميم ذلك على جميع اللجان، 8_ يوصي الاجتماع بالدعوة لاجتماع يضم الهيئة التنفيذية في المجلس الوطني الكوردي والمجلس الدائم في مجلس غرب كوردستان وذلك لمناقشة اقتراح تشكيل مجلس كوردي انتقالي من مهامه البحث في سبل توحيد المجلسين، 9_ لتنظيم الامور في مناطق الحدودية تقرر تشكيل: _ لجنة مدنية لإدارة المعابر الحدودية تعمل تحت اشراف الهيئة الكوردية العليا. _ لجنة الاشراف على حماية الحدود تعمل تحت اشراف اللجنة المتخصصة، _ كما تقرر تنظيم نقاط العبور مع اقليم كوردستان من خلال مركزين فقط ويتم ذلك بالتنسيق مع قيادة اقليم كوردستان على ان يتم ذلك في مدة اقصاه 1/10/2012، 10 – المتابعة في اعتماد رؤية سياسية مشتركة وموحدة لتحديد صيغة حقوق الشعب الكوردي في سورية، 11_تشكيل هيئة مستقلة تحت اسم (الهيئة الكُردية للمساعدات الانسانية) مهامها التواصل مع الدول والمنظمات الانسانية العالمية لتوفير المساعدات للمناطق الكوردية وفق مختلف المجالات (الغذائية – والصحية – والخدمية) وكذلك فتح حسابات مصرفية لها في بعض الدول، 12_ تشكيل لجنة الصلح والعدالة وفي جميع المناطق الكوردية من اختصاصيين قانونيين وشخصيات اجتماعية من ذوي السمعة الطيبة والخبرة في هذا المجال واعداد لائحة داخلية تحدد مهام وعمل هذه اللجنة وفي تاريخ أقصاه 15/10/2012 مع الموافقة على تشكيل هيئات أخرى عند الضرورة مستقبلا، المصدر: أهم القرارات التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الأخيرة للهيئة في هولير عاصمة إقليم كردستان العراق، الموقع: منتدى كوباني كورد، التاريخ: 14/09/2012، الرابط: https://goo.gl/g9HJgu

بتاريخ 22/10/2012، توجه وفدٌ من الهيئة إلى أربيل مرة أخرى بعد انتهاء المحددة لتطبيق اتفاقية هولير، المصدر: افرين نيوز، التاريخ: 22/10/2012، الرابط: https://goo.gl/oteTSD

بتاريخ 14/11/2012 عُقد اجتماعٌ آخر وتضمنت اهم بنوده: 1 ـ توفير كل الدعم المادي والمعنوي اللازم لأهالي مدينة (رأس العين). 2 ـ الدعوة إلى تنفيذ القرارات السابق للهيئة الكردية العليا وفي القريب العاجل، وهي: آ ـ تشكيل اللجنة القيادية العسكرية المتخصصة. ب ـ تشكيل لجنة الصلح والعدالة. ج ـ تشكيل هيئة المساعدات الإنسانية د – عقد اجتماع عاجل للهيئة التنفيذية في المجلس الوطني الكردي والمجلس الدائم في مجلس الشعب لغربي كردستان. 3_ تفعيل اللجان التابعة للهيئة الكردية العليا وفي مختلف المناطق (الخدمية – والأمنية). 4 – دعوة اللجنتين (الخدمية–الأمنية) التابعة للهيئة الكردية العليا وذلك لاتخاذ التدابير الأمنية والخدمية اللازمة. 5 – الطلب من لجان هيئة السلم الأهلي في المناطق لاتخاذ التدابير اللازمة لتشكيل إدارة مشتركة لمختلف المناطق 6 – الدعوة إلى تظاهرات عامة في يوم الجمعة والمصادف 16/11/2012 لمساندة أهلنا في (رأس العين) والطلب من القوى العسكرية التابعة للجيش الحر وقوات النظام بالانسحاب من المدينة لوقف القصف والتدمير الحاصلين. 7 – اعتبار اجتماع الهيئة الكردية العليا مفتوحا لمتابعة تطورات الأمور وذلك في مقر الهيئة وكذلك الأمر لجميع اللجان الخدمية والأمنية، الهيئة الكردية العليا تعقد اجتماعها الاعتيادي وتناقش الأوضاع السياسية والميدانية، الموقع: دنيا الوطن، التاريخ: 15/11/2012، الرابط: https://goo.gl/aLqM1i

([28]) أخبار: الهيئة الكردية العليا تعقد اجتماعها في قاعة الدكتور نورالدين زازا وتشدد على الإسراع بتطبيق اتفاقية هولير، المصدر: ولاتي مه، التاريخ: 30/08/2012، الرابط: https://goo.gl/Ba5f5n

([29]) تشكيل اللجان الأمنية المشتركة للهيئة الكردية العليا في عفرين، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 15/10/2012، الرابط: https://goo.gl/ms2FzG

([30]) بيان صادر من الهيئة الكردية العليا في هولير، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: التاريخ: 04/08/2012، الرابط: https://goo.gl/ThJaFu

([31]) حوارات: آلدار خليل: «هدفنا الأساسي هو ضمان حقوق الشعب الكردي»، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/08/2012، الرابط: https://goo.gl/btEJKY

([32]) ويضيف سعود أنهم: تناولوا أثناء لقائهم تصريحات الرئيس التركي حول الحدود، ونقلوا للوزير التركي أن حزب “ ب ي د نظيم كُردي سوري وليس صحيحاً ما تتوهمون به، ومن جهته الوزير التركي دافع عن وجهة نظره وأكد على محاربة الإرهاب ولكنهم مع حقوق الكُرد الثقافية والاجتماعية، وقال إنهم وضعوا الحلول للقضية الكردية في تركيا كفتح قنوات تلفزيونية والسماح بالتحدث باللغة الكردية والاحتفال بعيد نوروز، وقال إنهم طلبوا من النظام السوري أيضا لحل القضية الكردية لديهم، وللمزيد يمكن العودة إلى: قرير مفصل حول الندوة السياسية الجماهيرية التي عقدت للسيد سعود ملا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) في قامشلو، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 13/08/2012، الرابط: https://goo.gl/kTfUhJ

([33]) مقالات: عن الهيئة الكردية العليا!، الكاتب: زيور عمر، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 24/10/2012، الرابط: https://goo.gl/pJ3jnu

([34]) تقرير مفصل حول الندوة السياسية الجماهيرية التي عقدت للسيد سعود ملا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي)، مصدر سابق.

([35]) أنظر المراجع التالية :

  • بيانات: بيــــــان إلى الرأي العام - الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 30/07/2012، الرابط: https://goo.gl/hwUNAD
  • مقابلة خاصة لوكالة بيامنير مع عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في ‏سورية (البارتي)‏ محمد إسماعيل حول المستجدات على الساحة السورية عامة والكردية بشكل خاص، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 11/08/2012، الرابط: https://goo.gl/Fp6e1b
  • حسن صالح في مظاهرة قامشلو: الهيئة الكردية العليا اتفقت على فتح معبر حدودي مشترك مع إقليم كوردستان، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 21/12/2012، الرابط: https://goo.gl/p3Qswb
  • أتباع ال(PYD) يهاجمون المظاهرات، المصدر: كورد ووتش، التاريخ: 10/11/2012، الرابط: https://goo.gl/meUBcX

([36]) رئيس مجلس غربي كردستان “عبدالسلام أحمد”: اتفقنا على تشكيل قوة عسكرية موحدة وفتح باب التجنيد للشباب الكردي، الموقع: وكالة عفرين، التاريخ: 23/11/2012، الرابط: https://goo.gl/2vrJED

([37]) بيانات: بيان صادر عن اجتماع الهيئة الكردية العليا والمنبثقة عن مجلسي (مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سورية)، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/5a1DkM

([38]) سقوط رأس العين بأيدي الثوار بعد اشتباكات عنيفة، الموقع: يوتيوب قناة الجزيرة، التاريخ: 09/11/2012، الرابط: https://goo.gl/NMUZE9، وحدات الحماية الكردية تسيطر بشكل شبه كامل على رأس العين، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 17/07/2013، الرابط: https://goo.gl/CUaHiF

([39]) حسن صالح في مظاهرة قامشلو: الهيئة الكردية العليا اتفقت على فتح معبر حدودي مشترك مع إقليم كوردستان، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 21/11/2012، الرابط: https://goo.gl/msRCo4

([40]) أكراد العراق يهبون لنجدة أكراد سورية، الموقع: سكاي نيوز، التاريخ: 27/12/2012، الرابط: https://goo.gl/xXGxFT

([41]) إقليم كردستان العراق يفتتح معبراً حدودياً مع سورية دون التنسيق مع سلطاتها، الموقع: الجمل، التاريخ غير مرفق، الرابط: https://goo.gl/e1pbsQ

([42]) خندق بطول 17 كلم عند حدود كردستان العراق وسورية، الموقع: العرب، التاريخ: 15/04/2014، الرابط: https://goo.gl/TsQRzH

([43]) فتح معبر “سيمالكا” يخفضّ الأسعار في الحسكة، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 14/06/2016، الرابط: https://goo.gl/xvccWH

([44]) إتاوات في مناطق "PYD" تحت اسم "ضرائب"، من قوت المواطنين إلى خزائن الحزب، الموقع: مراقب شمال سورية، التاريخ: 25/07/2017، الرابط: https://goo.gl/WgLF8k

([45])"حول مجزرة عامودا الثانية التي ارتكبتها ما يعرف بـ آسايش PYD"، المصدر: صفحة: عوائل شهداء نهج البرزاني في سورية، التاريخ: 21/06/2014، الرابط: https://goo.gl/L2ZL21

([46]) الوطني الكردي يحيي ذكرى “مجزرة عامودا”.. والوحدات تصفها بـ”محاولة إثارة للفتنة”، المصدر: موقع الحل، التاريخ: 28/06/2017، الرابط: https://goo.gl/M6qRVF

([47]) سيادة سيدا ثمنها الدماء، نظرة تحليلية لأحداث عامودا، الكاتب: محمد رشو، الموقع: الحوار المتمدن، التاريخ: 08/07/2013، الرابط: https://goo.gl/WTWTbp، ويمكن العودة لبيان المجلس الوطني الكُردي عبر: بيانات: المجلس الوطني الكردي في عامودا يندد بمجزرة عامودا ويعلن انسحابه من الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 27/06/2013، الرابط: https://goo.gl/qjCR5D

([48]) مجموعات مسلحة في الجيش الحر تهاجم على حاجز لوحدات حماية الشعب في قرية كريه فاتيه، الموقع: صفحة شبكة ديريك الاخبارية، التاريخ: 17/07/2013، الرابط: https://goo.gl/YtTEHo

([49]) الجيش الحر يسيطر على معظم الآبار النفطية شمال سورية – العربية نت، الموقع: يوتيوب الحزب التقدمي، التاريخ: 01/04/2013، الرابط: https://goo.gl/CoVw46

([50]) الأكراد السوريون يسيطرون على النفط... ويريدون القامشلي، الموقع: الاخبار، التاريخ: 11/03/2013، الرابط: https://goo.gl/Amiq7e

([51]) خلافات كردية- كردية حول مستقبل النفط في الجزيرة، الموقع: اورينت نت، التاريخ: 19/02/2014، الرابط: https://goo.gl/eNF3JR

([52]) تقرير عن الهيئة الكردية العليا. عماد كردو27-09-2013، الموقع: يوتيوب الاعلامي عماد كردو، التاريخ: 26/09/2013، الرابط: https://goo.gl/FK65TF

([53]) المجلسان الكورديان يوقعان مشروع الادارة المرحلية، الموقع: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التاريخ: 11/09/2013، الرابط: https://goo.gl/btJGMA

([54]) الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي: الانضمام إلى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية باسم الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 11/12/2012، الرابط: https://goo.gl/Jv6k7g

([55]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً واحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين.

([56]) "المجلس الوطني الكردي" ينضم إلى "الائتلاف السوري" المعارض، الموقع: تحت المجهر، التاريخ: 16/09/2013، الرابط: https://goo.gl/SgGwq8

([57]) الوطني الكردي ينضم للائتلاف. وخلاف مؤجل على مركزية الدولة، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 28/08/2013، الرابط: https://goo.gl/ippbk1

([58]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين

([59]) بانوراما 2013.. الإدارة الذاتية الديمقراطية والدبلوماسية الكردية، الموقع: وكالة فرات، التاريخ: 25/12/2013، https://goo.gl/VztP2n

([60]) مباحثات زانا وبايدمر ترسم خارطة الطريق لاتفاق (هولير2)، الموقع: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التاريخ: 25/12/2013، الرابط: https://goo.gl/TfZFNX

 ([61]) تم تداول حدوث لقاءات بين الحزب الديمقراطي الكُردستاني – العراق وبين حزب العمال الكًردستاني قبل حدوث الاتفاق بين الطرفين السوريين. مصدر سابق

([62]) أكراد سورية يعلنون من أربيل اتفاقهم على إنهاء خلافاتهم وحضور جنيف2 بوفد موحد، الموقع: دي برس، التاريخ: 24/12/2013، الرابط: https://goo.gl/TToUe6

([63]) "داعش" تسيطر على ثلث "كوباني" السورية، الموقع: بوابة الشرق، التاريخ: 09/10/2014، الرابط: https://goo.gl/mCqYPg

([64]) مقابلة للباحث مع: فؤاد عليكو في اسطنبول ، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين بتاريخ 15/11/2018.

([65]) «انفتاح» أميركي وأوروبي على أكراد سورية.. ولقاء باريس بحث نقل إمدادات السلاح إلى كوباني، الموقع: الشرق الأوسط، التاريخ: 19/10/2014، الرابط: https://goo.gl/SkdLaH

([66]) طائرات أمريكية تلقي أسلحة للمقاتلين الأكراد قرب كوباني، الموقع: دي دبليو، التاريخ: 20/10/2014، الرابط: https://goo.gl/2R7FxD

([67]) طلائع قوات البيشمركة والجيش السوري الحر تصل تركيا في الطريق لعين العرب، الموقع: بي بي سي عربي، التاريخ: 29/10/2014، الرابط: https://goo.gl/n3Agsi

([68]) هل اتفاقية دهوك لازالت بخير…؟، الموقع: بوير برس، التاريخ: 23/11/2014، الرابط: https://goo.gl/8gKPyf

([69]) محمد قجو ليكيتي ميديا: اتفاقية دهوك تنص على التمثيل بنسبة 40% لكل طرف ، وليس على المحاصصة الحزبية، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 25/12/2014، الرابط: https://goo.gl/W7zFiS

([70]) اجتماع المجلس الوطني الكردي والاتحاد السياسي لتحديد المرجعية السياسية حسب اتفاقية دهوك، الموقع: قناة الصحفي محمد حسن، التاريخ: 05/12/2014، الرابط: https://goo.gl/ushczM، ويمكن العودة للرابط: مؤتمر الصحفي لأحزاب المجلس الوطني الكردي يعلن الاتفاق رسمياً على كيفية تمثيلها في المرجعية السياسية، الموقع: يوتيوب يكيتي ميديا، التاريخ:02/12/2014: الرابط: https://goo.gl/ushczM

([71]) بعد اتفاقية دهوك… إدارة العامة لواجب الدفاع الذاتي التابعة للـ PYD تصدر بياناً بخصوص قانون التجنيد الإجباري، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 01/11/2014، الرابط: https://goo.gl/hQBhBx، وحول الانتخابات يرجى العودة للرابط: كاوه أزيزي: قرار الـ (PYD) بإجراء الانتخابات "استفزازي" وتهرب من استحقاقات دهوك، الموقع: كولان، التاريخ: 03/02/2015، الرابط: https://goo.gl/cSBBFF، وللرابط: أوميد صباح: انتخابات مجالس البلديات في مقاطعة الجزيرة تتعارض مع مضمون اتفاقية دهوك ولا يمكن تقبلها، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 13/03/2015، الرابط: https://goo.gl/Uf4icC

([72]) القامشلي: المجلس الوطني الكردي يتبنى “قوات بيشمركة روج آفا كردستان”، الموقع: الحل، التاريخ: 02/07/2015، الرابط: https://goo.gl/Qka3Dq

التصنيف أوراق بحثية

التقديم

بعد سبعة أعوام من الصراع بين الشعب والكتلة الحاكمة، تمر سورية اليوم في مخاض عسير وتحول في بُنية الصراع يتقلص فيها بشكل كبير دور وفعالية العنصر المحلي لقاء نفوذ دولي مباشر. فقد تلاشى لدرجة كبيرة دور الفصائل المسلحة المعارضة مقابل تزايد مباشر في النفوذ الدولي عسكرياً وإدارياً وسياسياً. كما تمر هذه القوى المسلحة في مرحلة صراع للبقاء أو الاندماج تحت وصاية دولية مباشرة، بعد أن كانت تستلم الدعم من غرفتي العمليات الشمالية أو الجنوبية. وتتم هذه العملية بعد سلسلة اجتماعات الأستانة وسوتشي بعد أن تم سابقاً تدجين القوى السياسية في الأجسام الرسمية لتقوم بوظائف وأدوار محددة خاصة لدول ذات نفوذ مباشر عليها. وفي الوقت نفسه فإن النفوذ الروسي المباشر تغوَّل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإدارياً وبالتالي تم إنهاء مفهوم الإطار الموحد لـ"منصة النظام" مقابل "منصة المعارضة" وفق مفهوم جنيف 2 عبر خلق منصات عديدة في طرفي المعارضة والنظام وقوات سوريا الديمقراطية. في الوقت ذاته تم دمج مناطق النفوذ والسيطرة الميدانية لتصل في 2018 إلى مناطق شمال وشمال غرب تحت سيطرة تركية، وشمال شرق تحت سيطرة أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية، وجنوب غرب سورية تحت نفوذ أمريكا والأردن مع السماح لإسرائيل بضرب أي مواقع تراها مهددة. أي إنه تم إنهاء مناطق الحصار والتجمعات المعارضة. وبالتالي فإن المشهد بات أكثر وضوحاً من حيث النفوذ الدولي والإقليمي، إذ لا تزال تستمر عمليات ضبط ودمج المجموعات المسلحة المعارضة والموالية.

تتسم هذه المرحلة الجديدة بالصفقات الجزئية والمركبة على نتائج بعضها بعضاً، وبأن الترتيبات بين الدول الفاعلة باتت تتبع سياسة "خطوة خطوة". كما أن إطار "محاربة الإرهاب" الذي كان مبرِراً لدخول هذه الدول لم يعد هو الإطار المبرر لبقاء واستمرار نفوذ هذه الدول. فباتت الولايات المتحدة ترتكز أكثر فأكثر إلى "الخطر الإيراني"، وباتت تركيا ترتكز إلى "محاربة حزب العمال الكردستاني" وتأمين الحدود، وباتت إسرائيل تبرر تدخلها بحماية حدودها من "الخطر الإيراني" ومنع نقل الأسلحة والمقاتلين تجاه حدودها، وبات الأردن أيضاً مهتماً بحماية كيانه من "الهلال الشيعي".

في ضوء هذا المشهد الجديد، تناقش أوراق هذا الكتاب محاور عدة، ترتبط بشكل سورية الحالي من الناحية الحوكمية وكيف تتقارب التجارب الميدانية في مختلف مناطق النفوذ أو تتباعد عن مفاهيم المركزيَّة واللامركزيَّة بأنواعها وأطيافها المختلفة عمودياً وأفقياً. ويحاول الباحثون في هذا الكتاب أولاً، توضيح مفاهيم اللامركزيَّة وأشكال اللامركزيَّة وكذلك تطبيقاتها في بلدان خرجت من النزاعات، وكيف كان الاتفاق على شكل الحوكمة مهماً في ضمان وحدة الأراضي وكذلك في دفع الملف التفاوضي إلى مرحلة أكثر التصاقاً بالواقع الجديد. ثم يعرج الباحثون على توصيف وتحليل اللامركزيَّة من حيث الوظائف السياسية والأمنية والمالية والتنموية، وكذلك مراجعة الأسس الدستورية والقانونية للامركزيَّة الإدارية والسياسية في سورية. ثم يستعرض الباحثون تجربة وتطبيقات الحوكمة بعد 2011 في مناطق سيطرة النظام ومناطق المعارضة وكذلك مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية. ويستعرض الباحثون في ثنايا أوراقهم تجارب العراق ولبنان وتجارب دول أخرى خرجت من النزاع وكيف تم فيها التفاوض على صلاحيات المركز مقابل صلاحيات الوحدات الإدارية المحلية.

ينطلق هذا الكتاب من ضرورة استعادة الشرعية التي فُقدت لدى الأطراف كافة، عبر تنظيم أدوات الحكم المحلي المرتكزة إلى تجربة المجالس المحلية التي لم تجنح إلى الفدرالية المفرطة ولا إلى المركزيَّة المستبدة وإنما خطت طريقاً يزيد من قوة البُنى المحلية ويرسم حدوداً لصلاحيات المركز تعتمد على منح الصلاحيات وليس التفويض الذي يخضع لسيطرة الدولة المركزيَّة. ولا يخفى في هذه المرحلة ضرورة العمل بالتوازي على تقوية المركز مع ضمان وتثبيت مكتسبات المجالس المحلية عبر نصوص دستورية ضامنة وقانون جديد للحكم المحلي. كما تنطلق الورقة من ضرورة الانتقال من اختزال عملية التفاوض مركزياً على العملية الدستورية وتنظيم انتخابات، أي مفاوضات على السلطة المركزيَّة إلى تفاوض على الحكم وتقاسم وظائف الحكم محلياً. وتختلف أوراق الكتاب الذي أسهم بها عدد من الباحثين في مقاربتها ولكنها تتفق على ضرورة تطوير نموذج لامركزي سوري يبتعد عن ثنائية اللامركزيَّة السياسية / اللامركزيَّة الإدارية أو الفدرالية / المركزيَّة، وينطلق نحو تقاسم في الصلاحيات والوظائف وبالتالي الانتقال من الإدارة المحلية إلى الحكم المحلي. ولا شك أن هذا يتطلب مزيداً من التطوير والنقاش ولكن نضع هذا العمل ليكون بداية في حوار سوري مجتمعي عن الشكل الأقرب لطبيعة سورية الذي بات أكثر محلية من أي عهد مضى خاصة بعد سنوات من اللامركزيَّة الطبيعية.

الملخَّص التنفيذي

يوضح مبحث التأصيل المفاهيمي للامركزيَّة اختلاف الدول فيما بينها في اختيار أساليب ممارستها لنشاطها الإداري، ويتأثر الأسلوب الذي تنتهجه الدول في تنظيمها الإداري بظروفها السياسية والاجتماعية، ودرجة تأهيل النُظم الديمقراطية فيها، كما تظهر الحاجة إلى التحول نحو النظام اللامركزي من خلال عوامل عدَّة متعلقة بطبيعة الدولة وحجمها ودرجة استقرارها السياسي، حيث تصبح اللامركزيَّة ضرورة لبعض الدول من خلال فكرتها الجوهرية التي تقوم على توزيع السلطة وأدوات الحكم بين الحكومة المركزيَّة والإدارات المحلية، ويؤكد هذا التأصيل أن التحولَ إلى النظام اللامركزي بشكل كامل، أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر بالنسبة لعدد كبير من الحكومات، بالرغم من أن هذا النظام يحمل حلاً للجزء الأكبر من مشكلات الدول النامية كالدول العربية مثلاً، وعلى رأس تلك المشاكل: توسيع قاعدة المشاركة السياسية والاقتصادية للمواطنين. ولكن في ظل التنوع الإثني والطائفي والطبيعة المركبة للدول يصبح تطبيق اللامركزيَّة بشكل كامل مهدِداً لوحدة الدولة.

 تتخذ الوظيفة السياسة وفقاً للمبحث الثاني أشكالاً عدَّة، تظهر في أعلى درجات ممارستها في اللامركزيَّة السياسية الكلية (الفيدرالية)، حيث تمارس الولايات والأقاليم من خلال دساتير خاصة سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، وتؤثر في سياسة الحكومة الاتحادية عبر سلطة الرقابة السياسية، ومن خلال ممثليها في المجالس التشريعية، بينما تُمارس الحكومة المحلية أدواراً محددة من هذه الوظيفة في ظل اللامركزيَّة السياسية الجزئية في إطار الصلاحيات الممنوحة لها دستورياً، وتتجلى في صنع السياسة المحلية ووضع القواعد والتشريعات المحلية دون أن تتعارض مع التشريعات الفيدرالية. في حين تنخفض درجة ممارسة الوظيفة السياسية في اللامركزيَّة الإدارية التي ينحصر اختصاصها بالجانب الإداري والتنفيذي دون أن تعطى أي سلطات تشريعية أو وظائف قضائية، فهي تخضع للنظام الإداري للدولة والقانون الإداري الذي تفرضه من خلال تبعيتها ومراقبتها للإدارة المركزيَّة في العاصمة. تنعدم الوظيفة السياسية أحياناً أخرى وخاصةً في ظل اللامركزيَّة الإدارية الجزئية.

تتطلب ممارسة الوظيفة القضائية ضمن نُظُم اللامركزيَّة وفقاً للمبحث الثالث إصلاحات في القضاء السوري، كإعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى، وإبعاد السلطة التنفيذية عن أي تشكيل قضائي، وإبطال القوانين المتغوِّلة على الحقوق والحريات العامة عبر استبدال الرقابة السياسية برقابة قضائية وتفعيل رقابة الدفع والرقابة المحلية، أما الوظيفة الدستورية فتؤكد عملية تقييم الدستور السوري الحالي كشكل وموضوع على أن المركزيَّة شديدة التمظهر وتتيح لسلطة الرئاسة (ذات الصلاحيات الواسعة دستورياً) التغول على باقي السلطات، وينبغي العمل على تطبيق مبدأ فصل السلطات وتوزيعها إلى ثلاث هيئات مستقلة وخلق توازن وتعاون بينها. أما فيما يتعلق بالوظيفة التشريعية في سورية، فقد بين هذا المبحث أن الدستور قد أناطها بمجلس الشعب وبرئيس الجمهورية بشكل أوسع، مُحولاً وظيفة المجلس من صناعة القانون إلى التصديق على قوانين الرئاسة، وهذا الأمر يتطلب تأطير السلطة التشريعية وإلغاء الصلاحيات الواسعة للرئاسة، والتخفيف من مركزيَّة التشريع والبرلمان. وينبغي الانزياح باتجاه شكل ما من اللامركزيَّة يجعل وظيفة التشريع في المستقبل مقسمة بين البرلمان (اختصاصه حصري) والسلطة التنفيذية بما فيها (واختصاصها مطلق) في كل ما لم يرد عليه نص.

يؤكد المبحث الرابع خلال دارسته للوظيفة الأمنية في النظم اللامركزيَّة على أنه في خِضَم تفاعلات الدول التي خرجت من صراعات أو ما تزال تشهدها، فإنه يُعد لزاماً أن تتم عمليات إعادة الضبط المفاهيمي لوظيفة الأمن الوطني وتطبيقاته وآليات تنفيذه وحوكمته ومستويات توزيع الوظائف الأمنية. وأكدت على أن تصميم نموذج "توازع الصلاحيات الأمنية" في الدول ذات النظم اللامركزيَّة (وفقاً لدروس الدول المستقرة وغير المستقرة)، وإن بدا أكثر اتساقاً ونجاعة من جهة تكاثف الجهود المحلية (المدنية والحكومية) في عملية صيانة الأمن، إلا أنه يرتبط عضوياً بعدة ضرورات، يشكل البُعد الوطني أهمها. وفي إطار البحث عن تلمس ملامح الأطر الناظمة للنموذج الأمني السوري وفق صيغ اللامركزيَّة فإنه يمكن تحديدها من خلال إحداث أجهزة مستقلة ذات قوة معلوماتية فقط (باستثناء قوى الشرطة ومكافحة الإرهاب)، واضحة التخصص الوظيفي والمكاني، والعمل على منح المحليات السورية الصلاحيات الأمنية المتعلقة بأعمال الشرطة والأمن المحلي، وإحداث هيئات محلية لصياغات المهددات الأمنية ورفعها للجهاز الأمني العام.

يبرز المبحث الخامس جدلية العلاقة بين اللامركزيَّة ودورها في التنمية المحلية في الدول الخارجة من النزاعات والتي تعد كأحد أهم المحددات في تبني اللامركزيَّة من عدمه في هذه الدول، ففي حين حققت بعض هذه الدول معدلات تنمية اقتصادية واجتماعية مقبولة بعد تبنيها للامركزيَّة، لم تفلح دول أخرى في تحقيق هذا النجاح، وقد يكون هذا عائداً لعوامل مرتبطة بعملية التنمية المحلية لكل دولة على حدة، وشكل اللامركزيَّة الذي تم تبنيه من قبلها. وفي إطار الحالة السورية، أكد المبحث على أن البلد قد عانى خلال العقود الماضية من غياب نموذج تنموي واضح المعالم مما أفضى إلى حدوث اختلالات تنموية كبرى على مستوى الدولة، والتي بدت أكثر وضوحاً في التفاوت التنموي بين المحافظات السورية. لذا فإن تبني نموذج اللامركزيَّة الإدارية في هذا البلد سيعمل على التخفيف من حدَّة هذا التفاوت من خلال قدرته على تفعيل المشاركة الفعلية والحقيقية للمجتمعات المحلية في عملية التنمية المحلية.

يؤكد المبحث السادس الذي يتناول اللامركزيَّة المالية على أن نجاح تطبيق نظام الحكم اللامركزي في الدول الخارجة من النزاعات يعتمد في جزء كبير منه على مدى قدرة هذه الدول على إرساء الأطر الناظمة للامركزيَّة المالية والمتعلقة بآليات جمع وتوزيع وإنفاق الموارد المالية بمختلف مستوياتها الحكومية والإدارية. وكذلك القيام بإصلاحات جوهرية في السياسات المالية بشكل عام وفي مجال سياسات الإنفاق بشكل خاص. وخلص المبحث إلى أن نموذج تخصيص الموارد المالية للوحدات الإدارية في الموازنة العامة للدولة في سورية شابهُ الكثير من القصور خلال العقود الماضية، وبالتالي أصبح لازماً منح هذه الوحدات قدراً أكبر من الاستقلالية المالية والعمل على وضع محددات نجاح اللامركزيَّة المالية لديها لتلبية متطلباتها التنموية وإسهامها الفاعل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لمناطقها.

يفصّل المبحث السابع في واقع الإدارة المحلية في مناطق سيطرة النظام المركزيَّة، مبيناً وفق المؤشرات غلبة المركزيَّة كسمة لمنظومة الإدارة المحلية في مناطق سيطرة النظام، وتنامي تأثير حزب البعث على هذه المنظومة، كذلك لوحظ أثرٌ متزايد للقوى المحلية المدعومة إيرانياً في عمل بعض وحدات الإدارة المحلية. وأكد هذا المبحث أن الأزمات الخدمية في مناطق وحدات الإدارة المحلية تدلل على افتقادها التمويل والآليات والكوادر الكافية، مما يضطرها للاعتماد على المركز في تسيير شؤونها، كما أوضح عدم إيلاء النظام أهمية لملف اللامركزيَّة الذي يتعارض مع رغبته في توكيد سيطرته المركزيَّة، إلا أنه يخضعه لتوظيف سياسي، وهو ما يبرز باستخدامه كورقة تفاوضية في العلاقة مع المجتمع الدولي وبالأخص الأوروبيين، كذلك بإعادة النظر بالتقسيمات الإدارية لقطع الطريق على المعارضة في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة، إضافة إلى توظيفها لمكافأة مواليه.

وفي السياق ذاته ركز المبحث الثامن على الواقع الحوكمي في مناطق سيطرة المعارضة السورية متوصلاً لعدة نتائج أهمها أن تجربة المجالس المحلية قد شهدت تحولات على صعيد بنيتها وآليات تشكيلها ووظائفها، إذ استقرت هياكلها التنظيمية واعتمدت بشكل متنامٍ على الانتخابات في تشكيلها، كما تمكنت من ترسيخ دورها الخدمي مقارنة بدورها في ملف الأمن المحلي وكذلك السياسي، كما شكل الملف المالي أحد أبرز تحديات المجالس المحلية، إذ تواجه عجزاً مالياً متنامياً يفسر بطبيعة الإيرادات والنفقات، كذلك بافتقادها إلى نظام مالي وتشريعات قانونية ناظمة لموازناتها المحلية. وأوضح المبحث أن طول أمد الصراع وتحول طبيعته والدفع باتجاه مقاربات التعايش والبقاء للنظام قد أفضى إلى تحفيز التنافس بين القوى المحلية والتي كانت المجالس أحد أبرز ساحات تجلياتها لقيمتها السياسية وما تمنحه من شرعية محلية. مؤكداً أن شكل وأسلوب تعاطي المجالس مع التحديات والتهديدات التي تواجهها مآلاتها في المدى المنظور لا تخرج عن ثلاثة سيناريوهات هي: التلاشي، إدارات محلية ذاتية على مستوى المناطق، وحدات محلية مستقلة بشكلها الراهن.

يوضح المبحث التاسع خلال تحليله للواقع الحوكمي في مناطق الإدارة الذاتية أن عدم الشفافية هي السمة الرئيسة في عمليات تقديم الخدمات والإدارة المالية وإدارة الموارد الاستراتيجية؛ وأن عمليات تشكل مجالس الإدارة التشريعية أتت بناءً على توافقات حزبية استندت بشكل رئيس إلى أدبيات حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومته في حركة المجتمع الديمقراطي. واعتبر هذا المبحث أن القوانين التي أصدرتها هذه المجالس هي قوانين إشكالية كقانوني الدفاع الذاتي وتغيير المناهج التعليمية وقانون الأحوال المدنية؛ كما أشار خلال استعراضه لهيكلية الإدارة الذاتية وسلطتها التشريعية والتنفيذية إلى وجود مشروع سياسي حزبوي يتم تطبيق رؤيته قسراً على السكان المحليين عبر أجهزته الأمنية والعسكرية. وخلص إلى أن الإدارة الذاتية وإن استطاعت فرض نموذج حكم خاص، إلا أنها لا تزال تعاني من إشكالية التمثيل والاعتراف وقلة الكوادر المختصة ناهيك عن عدم نجاحها في إزالة المخاوف المحلية والإقليمية المتأتية من مشروعها.

يقترح الكتاب في مبحثه الأخير إطاراً لامركزياً نوعياً في سورية؛ إطاراً راعى أن يكون مدخلاً مهماً للاستقرار في سورية، موضحاً الآتي: تركز المفاوضات في الملف السوري بالتوازي مع الترتيبات المركزيَّة لبناء السلام على تمكين نمط اللامركزيَّة عبر التفاوض على الصلاحيات والمسؤوليات بين المركز والوحدات الإدارية. وضرورة إعادة قراءة بيان جنيف الأساسي وفق مفهوم اقتسام الحكم لا السلطة. وهذا يعني تقديم أولوية الانتخابات المراقبة دولياً على أي مسار آخر على أن تبدأ بانتخابات الإدارة المحلية.

وليتم ضمان نجاح الانتخابات، لا بد من إجراءات أساسية يتم اتخاذها من الطرفين، يكون أساسها استعادة عمل الشرطة والمحاكم المحلية، وعليه يجدر البدء بصياغة قانون جديد للإدارة المحلية (اللامركزيَّة)، والذي سيسمح للسلطات المنتخبة محلياً بالسلطة الكاملة على الشرطة وعملها، وكذلك على المحاكم وإدارتها.

وتكمن الفرصة للمجالس المحلية للعمل على شرعنة بُناها والتفاوض على صلاحيات جديدة تضمن نمطاً لامركزياً يعطي صلاحيات موسعة للمجالس والمحافظات ترتكز إلى الشرعية الانتخابية وأن تكون صلاحيات المنتخب أعلى من صلاحيات المُعيّن. ويؤكد هذا المبحث على أن تمكين أدوات ومرتكزات الحكم المحلي دستورياً وقانونياً وبضمان الدول المتواجدة على الأرض السورية كفيل إلى درجة كبيرة بالدفع بالملف التفاوضي إلى مرحلة بناء السلام ويضمن الاستقرار النسبي ريثما يتم الاتفاق على الترتيبات الأمنية المختلفة. 

لقراءة الكتاب كاملاً انقر هنا لتحميل الملف

التصنيف الكتب

ملخص تنفيذي

  • رافق مشروع الإدارة الذاتية مجموعة من الاشكاليات بدايةً من المحاولات المضنية من قبلها في الحصول على تقبلٍ مجتمعي واعتراف سياسي بمشروعها من قبل أي طرفٍ من الأطراف المنخرطة في النزاع في سورية. وبالرغم من نجاح الجناح العسكري للإدارة الذاتية والمتمثل "بوحدات حماية الشعب YPG" في موضوع محاربة "تنظيم الدولة" والتحول إلى شريك محلي أول لقوات التحالف الدولي، إلا أن هذه الشراكة لم تمنحه لا اعترافاً سياسياً ولا تحصيناً للإدارة من قبل من يرون في مشروعها خطراً كتركيا عبر عملية "غصن الزيتون"، أو تجاوزاً لهيكل الدول والمتمثل بنظام دمشق عبر التهديدات المستمرة بشن حربٍ على مناطق سيطرة "قسد" والدفع لإحداث مظاهرات وتحركات احتجاجية لتواجدها في عدة مناطق؛ الرقة، منبج، والحسكة.
  • لم تتمكن الإدارة الذاتية من دفع المجتمعات الواقعة تحت سيطرتها سواءً العربية أو الكُردية لاستساغة مشروعها بناءً على عدة عوامل منها غياب الوضوح في مفهوم الهوية لدى الإدارة الذاتية فهي من جهة " كردية عند اللزوم"، ومن جهة أخرى هي " تطبيقٌ لنظرية أممية" تتجاوز حدود القوميات والأديان. ويظهر هذا في عقدها الاجتماعي المفروض من جهةٍ واحدة، فعلى الرغم من احتوائه على نقاطٍ يمكن اعتبارها مطلباً سورية عاماً خاصة بعد سنين طويلة من الاقتتال والدماء، كطرح الحكم الذاتي والتقليل من سيطرة المركز، إلا أنه يتعرض في تفاصيله لمجموعة من القضايا المتمثلة بتجاوز سلطة الدولة بدرجةٍ عالية، ويُعيد هيكلة قوانين مجتمعية مبنية على ثقافةٍ ممتدة في التاريخ والاعتقاد بالنسبة لمنتسبيها.
  • ساهمت صعوبة تطبيق العقد الاجتماعي ومشروعه السياسي على مناطق مختلفةٍ في تنوعها البشري العرقي والثقافي والديني، في حدوث عدة اشتباكات وخلافات ضمن تحالف قسد خلال فترات متعددة([1]). كما لم يستطع حزب الاتحاد الديمقراطي إقناع القاعدة الشعبية "الكُردية" بمشروعه، فبالرغم من القبضة الأمنية للإدارة حدثت مظاهراتٌ عدة من قبل أحزاب المجلس الوطني الكُردي رفضاً لمشاريع متعددة كمشروع فرض اللغة الكُردية لوحدها على المدارس في المناطق ذات الغالبية الكُردية، وظهر جزءُ كبير من هذه الخلافات نتيجة تبني الإدارة الذاتية لنظرية "الأمة الديمقراطية" العائدة لزعيم حزب العمال الكُردستاني المعتقل في تركيا. ويهدف هذا المفهوم من الناحية التطبيقية لإنفاذ مبدأ "كونفدرالية الشعوب" عبر تقويض السلطة المركزية للدولة القومية المستبدة التي تستمد سبل استمرارها وشرعيتها من القوى الخارجية. وفيما يخص كردستان فتحريرها يمر عبر تحرير الشعب الكُردي، فالمادة لا تولد الحرية وإنما الوعي والفكر الثوري كأساس المجتمع الحر" على حد زعمهم.
  • وفيما يتعلق بإدارة الموارد المتاحة للإدارة فيكتسب واقع حكمها المزيد من التعقيد في ظل غياب الشفافية فيما يتعلق بالعديد من آليات إدارتها للموارد والنفقات المتعلقة بمؤسساتها، ويتم إدارة الموارد عبر "الهيئة التنفيذية" للمقاطعات وهي بمثابة هيئة حكومية بوزارات "سيادية" والتي بالرغم من شبه الاستقرار في مناطق واسعة من سيطرة الإدارة الذاتية خلال فتراتٍ طويلة إلا أنها لم تحقق مستوى يقارب كمية الموارد المتدفقة للإدارة. وتعاني هيئات الإدارة من نقص في الكادر المختص والعمل الفعلي. من جهة أخرى يمكن تتبع نشاطٍ ملحوظ للإدارة في مجال تعبيد الطرق في محافظة الحسكة، وعملية ضبط الأسواق والمواد المستوردة عبر منع بيع المواد الاستهلاكية الفاسدة.
  • وبالرغم من المؤشرات التي تشكل نموذجاً حوكمياً فاعلاً إلا أنه لا يزال يعتريه عدة إشكاليات وعلى رأسها: الشفافية والوضوح؛ غياب المؤشرات الاستراتيجية كالخطط والسياسات؛ تغييب المجتمع المدني والحد من فاعليته؛ قلة الخبرات البيروقراطية والتكنوقراطية.

مدخل

أفرزت أجواء الثورة السورية المناخات المناسبة لظهور فواعل ما دون الدولة على مجمل الخارطة السورية كان منها المشروع المنفذ من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومظلته السياسية "حركة المجتمع الديمقراطي" والمتمثل بـ "الإدارة الذاتية الديمقراطية". وخلال الفترة الممتدة من منتصف عام 2012 إلى وقتنا هذا حاول حزب الاتحاد الديمقراطي اللعب على عدة حبال (التيار الثالث أي لا الوقوف مع المعارضة ولا النظام) بهدف تثبيت مشروعه، الذي شهد عدة مراحل تميزت بشبه ثباتٍ إلى معركة كوباني / عين العرب كانون الثاني 2015، لترتفع أسهمه في السيطرة والتمكين حتى قيام تركيا بعملية "غصن الزيتون" التي أدت لفقدان الإدارة الذاتية لإحدى أهم أقاليمها والمتمثل بإقليم عفرين.

وظهر خلال حركية هذه الإدارة مجموعه من الإشكاليات على المستوى السياسي والقانوني والتنفيذي والإداري، ساهمت في عرقلة هذه الحركية وتشتت أطرها الحوكمية، وهذا ما سنستعرضه في هذه الورقة التحليلية

الإدارة الذاتية وثنائية الاعتراف والقبول

نشأت الإدارة الذاتية وبزغ نجم حزبها الرئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي PYD" في واقع سياسي واجتماعي يبحث عن إسقاط شرعية نظام الأسد بكل تجلّياته. ولم تكفل ولادة الإدارة في ظروف الحرب التي شنتها وحدات الحزب على داعش حصولها على ضمانات كافية تمكّنها من الحفاظ على مكتسباتها السياسة. وعلى الرغم من قيام حزب الاتحاد بخطواتٍ متقدمة في سبيل تثبيت نفسه إلّا أن مشروعه لا يزال يعاني من غياب اعتراف شريحةٍ واسعة من الحاضنة الرئيسية له المتمثلة بـالكُرد أولاً، وثانياً من قبل "الأسد" الممثل الرسمي للدولة السورية، وأخيراُ المعارضة السورية المختلفة في تقييمها للإدارة الذاتية وفق معايير ذاتية وأخرى نتيجة تحالفاتها الإقليمية.

وإذ نحدد مصادر الشرعية في الحالة السورية بثلاثة عناصر: الشعب وفعّاليته الثقافية والسياسية، والنظام بسبب استمرار اعتراف المجتمع الدولي بتمثيله للدولة السورية، والمعارضة السورية بفضل اعتراف المجتمع الدولي بمؤسساته الائتلافية، فإن إشكالية شرعية حزب الاتحاد الديمقراطي ستستمر مالم يحصل على اعترف أحد هذه المصادر أو جميعها.

فعلى الصعيد المحلي "الكردي" ارتبطت مشروعية الإدارة الذاتية بعدة عوامل أهمها " الإنجاز الأمني" عبر النجاح في إبعاد شبح حرب المدن عن مناطقها، ولاحقاً النجاح في حرب مكافحة الإرهاب، وتأخير التدخل التركي الذي سيضر بمصالحها.  ولقد استطاعت الإدارة الذاتية استغلال هذا العامل بشكلٍ جيد سواءً في بناء سرديتها السياسية أو عبر استغلال مجريات القضية الكُردية في تركيا والعراق. فعلى سبيل المثال لا الحصر استغلّ الحزب معاركه مع الجيش التركي داخل المدن الكُردية التركية عام 2016 في تأجيج مشاعر الخوف لدى العامة من خلال بثّ تفاصيل تلك المعارك بشكل مباشر على قنوات الإدارة الذاتية الإعلامية. وبقي "الخطر الخارجي على الكُرد" مقاربة توظفها الإدارة الذاتية خلال سنيَ سيطرتها على شمال سورية أحد أهم أسس التغاضي الشعبي عن بقية ممارسات الإدارة.

وإذ نعيش آخر مراحل وجود "تنظيم الدولة" العسكري، ستنمو حاجة الإدارة الذاتية إلى تحصيل جزء من شرعيتها من المواطنين السوريين غير الكرد في المرحلة القادمة، خصوصاً بعد سيطرتها على مدينة الرقة وريف مدينة دير الزور. ولقد كشفت أحداث مدينة منبج مع تزايد دعوات الإضراب احتجاجاً على السيطرة الكُردية عليها حجم اختلال التوازن الأمني والدعم الشعبي، وكذلك تشهد محاولات اغتيال شخصيات من ضمن إدارتها المدنية والعسكرية بما فيها قوات التحالف الدولي مؤخراً على تدني عتبة التحمّل المحلي لممارسات الإدارة([2]). ويجدر الإحاطة بمحاولات النظام استغلال هذه المشاعر في إعادة تعويم نفسه شعبياً في مناطق شمال شرق الفرات، فلقد شجّع وموّل رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب حسام قاطرجي تشكيل ما يسمى "المقاومة الشعبية في الرقة" بهدف استئصال ما أسماه الاحتلال الأمريكي، كما دعا هذا التشكيل "الخفي الغامض" إلى مظاهراتٍ شعبية في الرقة لدعم الأسد وللمطالبة بخروج قوات سورية الديموقراطية المتعاونة مع التحالف الدولي منها([3]).

وأمّا على الصعيد الدولي فلقد اجتهد حزب الاتحاد للحصول على اعتراف سياسي من ثلاثة جهات رئيسة: روسيا، والولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي. وفي حين يرتبط الحزب تاريخياً بموسكو كمستفيد من إرث علاقة حزب العمّال بالاتحاد السوفيتي، إلّا أنه سعى للتقرب بشكل أكبر من واشنطن وذلك لعدّة اعتبارات، أهمّها "إعاقة التدخل التركي"، فيما وصل تأزم علاقتهما لحد المواجهة العسكرية. ولقد بدأت علاقة الاتحاد بأمريكا عملياً بحصار كوباني وتطورت لاحقاً لشراكة محلية في مواجهة "تنظيم الدولة"، ونجحت وحدات الحماية الشعبية في إقناع البنتاغون في الاعتماد عليها حصراً من خلال تأقلمها السريع مع أهدافها الإقليمية أولاً، وبسبب إصرار فصائل المعارضة السورية على مواجهة النظام والتنظيم في آن واحد، الأمر الذي رفضته واشنطن باستمرار بدعوى عدم تشتيت جهودها في مكافحة الإرهاب.

أبدت وزارة الدفاع الأمريكية حماسة كبيرة للتعاون مع وحدات الحماية الشعبية ولكنّها عملت في المقابل على إخراج هذا التعاون قانونياً من خلال الضغط عليها ودفعها للاندماج بقوة جديدة سمَيت فيما بعد بقوات سورية الديموقراطية لتجاوز معضلة تصنيف حزب العمّال الكردستاني على لوائح الإرهاب الأمريكية. وبالفعل لا تشير أدبيات "قسد" إلى أي ارتباط أيديولوجي بحزب العمّال، ولا تضع أي عوائق أمام العرب وغير الكرد للانضمام إليها، بل شجّعت على التحاق كتائب عربية بعناصرها وعتادها بشكل كامل فيها لإظهار تنوعها العرقي والسياسي نزولاً عند الرغبة الأمريكية، إلا أن هذا التحالف والاندماجات اللاحقة لا تخرج عن أنه إطار شكلي، تحتفظ فيه الـ YPG بسيطرتها على كافة مراكز القرار والقوة داخل هذا الجسم الائتلافي.

وعلى رغم من المرونة العالية التي أبدتها قيادات الاتحاد في قنديل ومحلّياً في التجاوب مع المطالب الأمريكية، إلا أن علاقتها مع واشنطن اقتصرت على التعاون العسكري من خلال قسد والتحالف الدولي دون أن يترجم ذلك إلى أي اعتراف سياسي. بل على العكس يلحظ وجود سياسة أمريكية حثيثة على فك ارتباط القيادات المحلية للحزب مع قنديل، ولقد ظهر هذا التوجه جلّياً في تشجيعها لتشكل حزب سياسي جديد تحت اسم "سورية المستقبل" كقرين غير مؤدلج لقوات سورية الديموقراطية ودون وجود أي علاقة مباشر بحزب العمّال ومؤسساته داخل أدبياته.

دفع عدم اعتراف الإدارة الأمريكية سياسياً بالحزب لاحتفاظه بالقدر الأدنى من العلاقات الطيبة مع كل من طهران ودمشق، وعلى صيانة علاقته التاريخية مع موسكو. ولقد أدركت روسيا جيداً دوافع الاتحاد في استمرار التواصل معها على الرغم من تعاملها العسكري مع أمريكا، ولكن لم يمنعها ذلك من توظيف الحزب في تنفيذ أجندتها السياسية في سورية. فقبلت بتأسيس ممثلية له في موسكو وسعت في إشراكه ومؤسساته في المحافل الدولية ومفاوضات الحل السلمي، واستخدمت علاقتها المميزة مع الحزب في الضغط على تركيا تارةً وعلى أمريكا تارةً أخرى. ولقد اقترن هذا الاعتراف السياسي بممارسة أمنية بعد تدخلها العسكري المباشر في سورية، من خلال مساندة الوحدات في السيطرة على تل رفعت ومطار منغ وبلداتٍ أخرى في ريف حلب الشمالي، ومن خلال إرسال "قوات فصل" روسية إلى عفرين. ولكنّها أبدت في الأخير تفاعلاً أكبر مع أولويات أنقرة الأمنية خصوصاً في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون التي أتت ضمن ترتيبات مسار "الأستانة" ذو المهام الأمنية والعسكرية.

وفيما يتعلق بقنوات تواصل الحزب مع دول الاتحاد الأوربي، فقد أعلنت الإدارة خلال مناسباتٍ عدة افتتاح ممثليات في عدد من العواصم الأوربية في بروكسل، وإستكهولم وباريس وبرلين، ولكن دون الحصول على اعترافٍ رسمي بها من دول الاستضافة، واقتصر وجودها القانوني في مجملها بافتتاح هذه الممثليّات تحت رخص جمعيات. ويدير هذه المنظمات ممثلو حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أنفسهم.

يدلل أعلاه ووفقاً لحركية الإدارة الذاتية عسكرياً وسياسياً على عدم نجاحها في تجاوز إشكاليات القبول المجتمعي والوطني والدولي، ولم تخرج محاولاتها مجتمعياً عن كونها تصدير لإطار شكلي أكثر مما هو مساحة محلية للتفاعل المجتمعي. أما على المستوى الوطني لا يزال طرفي الصراع "النظام والمعارضة" يرتبط مع الإدارة الذاتية بعلاقات عدائية حتى الآن. وأما على الصعيد الدولي فإن تغير السياقات السياسية وتأثيرها على العملية السياسية يجعل "التغيير سِمة رئيسية لسلوك الفاعلين"، وبهذا المعنى فإن أي اعتراف تحصلت عليه الإدارة الذاتية فهو مؤقت قابل للتغيير في أي لحظة.

عقدٌ اجتماعي في سياق سياسي وعسكري سائل

أعلنت مجموعة الأحزاب المنضوية ضمن حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) وبعضٌ من الأحزاب المقربة لها عن تشكيل "الإدارة الذاتية الديمقراطية" في 21/01/2014([4])، بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات وفشل محاولات تشكيل "مجلس غربي كُردستان" الذي تم التفاوض على إنشائه في أربيل([5]). وأعلنت عن عقد اجتماعي خاص بها ليقوم مقام الدستور قبل أن يتحول فيما بعد إلى حجر أساس "للعقد الاجتماعي للفيدرالية الديمقراطية لروج آفا – شمال سورية" الوليدة من مجلس سورية الديمقراطي المشكل بتاريخ 10/12/2015. وتم نشر مسودة العقد الاجتماعي للنظام الفدرالي بتاريخ 28/06/2016 بمدينة ديريك/ المالكية، فيما أقرّها "المجلس التأسيسي" في 29/12/2016 بعد تعديل اسم المشروع ليصبح الفيدرالية الديمقراطية للشمال السوري بعد إزالة وصف روج آفا منه. ومن خلال دراسة مستند "العقد الاجتماعي" يمكن التعرّف على إشكاليات عدة منها "أسئلة وإشكاليات الشرعية" سواء تلك المتعلقة بمستوى التمثيل السياسي لأهم الفعاليات والمكونات في مناطق الشمال السوري، أو تلك المرتبطة بغياب معايير القبول الشعبي، ناهيك عن عدم قبول "الحكومة المركزية السورية" أو أية حكومة أخرى لهذا العقد.

لم يتطرق العقد الاجتماعي لحدود فدرالية شمال سورية، حيث ورد في ديباجته "ومؤسسة على مفهوم جغرافي ولا مركزية سياسية وإدارية ضمن سورية الموحدة". ويعتري مفهوم اللامركزية السياسية الكثير من عدم الوضوح والضبابية ويلحظ من قراءته وجود خلط بين حقوق الكيانات ذات البنية الكونفدرالية والتي هي في حقيقة الأمر اتحاد دول، وبين الفدرالية وهي مصطلح فضفاض لا يمكن حصره بنموذج معين([6]).

منحت الإدارة الذاتية نفسها عبر دستورها الجديد صلاحيات الحكومة المركزية. فتُشير المادة 22 في العقد الاجتماعي لمبدأ يتنافى مع الحدود السيادية التي عرفتها لنفسها وتقول "أن لكافة الشعوب والمكونات والمجموعات الحق في تقرير مصيرها" (بالرغم من حقيقة قداسة حق تقرير المصير). وتُبين مواد العقد من رقم 54 حتى 84 هيكلية مؤسسات الحكم في "فدرالية شمال سورية" والتي تبدأ من أصغر وحدة (الكومونة) إلى الهيئات العامة والمجالس التنفيذية للأقاليم ضمن الفدرالية، والمجلس التنفيذي للفدرالية. وتوضح المواد كيفية تشكيل المجالس والهيئات العامة، ومفوضية الانتخابات وهيئة الدفاع، وتتبع الهيئة التنفيذية للإقليم 15هيئة تنفيذية، وللمجلس التنفيذي للفدرالية 18 هيئة عامة، فيكون محصلتها 33 هيئة تنفيذية دون التطرق لهيئات بقية مجالس الأحياء. وبالنظر إلى تصريح العقد على وجوب عضوية كل مواطن في كومونة واحدة على أقل تقدير -ورغم توضيح العقد في كثيرٍ من بنوده على مبادئ الحرية والديمقراطية، إلّا إنه أوجد الأرضية المناسبة لخلق نوع من الدكتاتورية والبيروقراطية المعوقة في حقيقة الأمر للحرية.

تصرح المادة 66 في الوثيقة أن "بإمكان كل إقليم تطوير وتكريس العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الشعوب والبلدان المجاورة، بشرط عدم تناقضها مع العقد الاجتماعي لفيدرالية شمال سورية من جهة ومع الدولة السورية من جهة أخرى، إلّا إن الإدارة نفسها قامت بفتح وتطوير علاقات وفتح ممثليات قد تُفهم في إطار التفاعل السياسي ومتطلباته، بينما من الواضح أن استقبال جيوش وتأمين قواعد عسكرية أجنبية هو فعلٌ لا يقوم به إلا الدولة، ويتعارض أصلاً مع المادة 66. وفي مواجهة هذه الانتقادات ردّت الرئيس المشتركة لمجلس الفدرالية الديمقراطية لشمال سورية " هدية يوسف" ضمن ندوة بالمركز الكردي في مصر بتاريخ 20/07/2016 بأن:

  1. إنَّ النظام الفيدرالي المذكور بالوثيقة لا يعنى تقسيماً ولا انفصالاً لشمال سورية، وإننا نقبل بأن نعيش في دولة تحافظ على الشعوب الموجودة بها.
  2. الفدرالية هي الحل الوحيد للقضية السورية، ولو كانت لهم رغبة بالانفصال لصرحوا بها.
  3. الدفاع والسياسة الخارجية سيتم إدارتها من قبل المركز([7]).

يواجه العقد الاجتماعي لفدرالية الشمال إشكاليات وصعوبات متشابكة، خصوصاً مع توسع رقعة الكيان، فيما يستمر غياب تمثيل مكوّنات سياسية واجتماعية حيوية كالمجلس الوطني الكُردي، وممثلين عن أهالي منبج، والرقة، وريف الحسكة الجنوبي والشدادي وهي مناطق ذو غالبية عربية. أمّا الإشكالية الأخرى فتتجلى في فرض أحادي للنموذج الفدرالي دون التشاور مع بقية المكونات السياسية في البلاد وفي مرحلة سيولة عسكرية وسياسية وتدخل إقليمي ودولي متزايد في الجغرافية السورية. ([8])

إدارة التنوع الجغرافي والبشري

اختلفت مساحات وطبيعة الجغرافية، وكتل الجوامع البشرية التي سيطر عليها حزب الاتحاد PYD (الإدارة الذاتية)، خلال أعوام الثورة، حيثُ امتدت رقعة سيطرة الحزب ما بين عامي 2012 و2015 على 12% من مساحة سورية، ضمن مناطق عفرين وريفها، عين العرب/كوباني وريفها، وثلثي محافظة الحسكة.

تتميز منطقة عفرين، الواقعة ضمن "جبل الأكراد"([9])، بوفرة المياه الجوفية وخصوبة أراضيها وبطبيعتها الجبلية، وبنشاط صناعي وتجاري في حقل الألبسة وزراعة الزيتون، وأغلب سكّانها من الكرد غير المنتمين على عشائر. وفي المقابل تتميز منطقتي الجزيرة وكوباني بطبيعتهما السهلية وباعتمادهما على زراعة الحبوب والقطن. وقد عانت المنطقتان من إهمال النظام وعرقلة نشاط القطاع الخاص، وتعتبر مدنها الرئيسية حديثة تأسست أوائل القرن الماضي بعد ترسيم الحدود بين تركيا وسورية([10]).

وفيما يتعقل بأثر النشاطات التجارية والاقتصادية على البنية الاجتماعية والتوجه الأيديولوجي يوجد اختلافات مجتمعية وسياسية ضمن مناطق الإدارة الذاتية، فكما كان لقرب عفرين من حلب تأثيرٌ في إنشاء بعض المصانع فيها، فقد أثرت الطبيعة المجتمعية الحلبية المعتمدة على الصناعة والتجارة عليها كذلك، حيث خلقت توجهاً نحو الاستقرار المستدام أكثر من الجزيرة وكوباني المعتمدتين على الزراعات الموسمية. وهكذا تتأثر درجة الارتباط بالأرض بعوامل الطبيعة، فعمر شجرة الزيتون في عفرين تعود لمئات السنين، بينما كانت الجزيرة وكوباني مراعٍ لسكّان المدن المجاورة قبل 100 عام –باستثناء مدن تاريخية كعامودة والمالكية. لذا تختلف طبيعة الاستيطان في شرق نهر الفرات عن عفرين، ولقد كانت أحد أسباب هجرة ما يقارب المليون ونصف مدني من منطقة الجزيرة إلى حلب ودمشق انقطاع المطر خلال أعوام 2006-2008.

أمّا على الصعيد السياسي والحزبي فتتأثر مختلف الانتماءات والتوجهات في هذه المناطق الثلاثة نتيجة عدة عوامل، أحدها تأثّرها بسلوك الحواضر العربية الكبيرة بقربها. فعلى الرغم من ارتفاع الكثافة السكّانية الكردية في كوباني وعفرين مقارنة بشمال الجزيرة، إلا أن التمترس القومي الكُردي بدا واضحاً في محافظة الحسكة والذي أتى كردت فعلى على اساس سياسات حزب البعث الاستبدادية والقومجية. وإذا ما درسنا التوّزع الجغرافي للانتماءات الحزبية من مدينة ديريك/ المالكية شرقاً على الحدود العراقية السورية إلى عفرين على الحدود التركية السورية غرباً، فسنرى اختلافاً بينياً كردياً في التوجهات السياسية، حيث تتركز القاعدة الشعبية الأكثر صلابةً للحزب الديمقراطي الكُردستاني العراقي في الشرق وتتضاءل لصالح حزب العمال الكُردستاني كلما ذهبنا شرقاً حيث قاعدته الحزبية الأمتن في عفرين. ويضاف للفروقات أعلاه استمرار وجود مفهوم العشيرة في مناطق الجزيرة بنسبة أكبر مما هي عليه في عفرين وعين العرب/ كوباني.

ارتفعت نسبة سيطرة وحدات حماية الشعب وتشكيل قسد بعد منتصف عام 2015 لتبلغ حد الـ 24% من مساحة سورية الكلية أي ضعف المساحة الواقعة تحت سيطرتها سابقاً، وطرأ مع توسع رقعة سيطرتها تغير في حجم الكتل البشرية وطبيعة المدن المسيطرة عليها. فبعد أن اقتصرت سيطرة الحزب ومؤسساته على مدن وأرياف بغالبية كردية، بات الحزب مسؤولاً عن منطقة تمتد من كوباني شمالاً مروراً بالرقة وريف دير الزور وانتهاءً بحدود العراقية شمال البوكمال جنوباً، ومن منبج غرباً مروراً بتل أبيض وانتهاءً بالمالكية شرقاً. وتتميز هذه المنطقة باحتوائها لمدن وبلدات عربية وبمساحات سهلية وصحراوية واسعة يتخللها تلال وقرى صغيرة متناثرة، مما زاد من عدد السكّان من مليونين إلى ثلاثة ملايين والنصف وفق بعض التقديرات، ومما زاد من تكلفة حمايتها وصيانتها من هجوم محتمل لعناصر " تنظيم الدولة" عليها([11]).

لا يقتصر تأثر "الإدارة الذاتية" وتفرعاتها العسكرية والسياسية على تغيّر العامل الجغرافي وزيادة الكتلة البشرية فحسب، فلقد أدّى توسعها في جنوب المنطقة الشمالية إلى احتوائها فواعل عربية جديدة لم تتعامل معهم خلال المرحلة الأولى الممتدة من عام 2013 إلى منتصف عام 2015. ويعتبر حوض الفرات منطقة ذات كثافة سكّانية عربية ما زالت تحتفظ إلى حد كبير ببعدها القبلي. ولقد اعتمدت الإدارة الذاتية في مرحلة ما قبل "معركة الرقة وريف دير الزور" على المكون الكُردي كجنود وإداريين، فقامت بتوظيف الأدبيات والشعارات الكُردية لتعبئة "العناصر والمسؤولين" طيلة هذه الفترة، الأمر الأكثر حرجاً في التعامل مع المكوّنات العربية ذات الانتماءات والتحالفات المتنوعة والمتقلبة، أضف إلى ذلك احتكام العشائر العربية السورية بأعراف وقوانين خاصة غريبة على أنصار الإدارة الذاتية. ولذلك دفع هذا التنوّع الديموغرافي والاجتماعي حزب الاتحاد الديموقراطي لتبني مفهوم "الأمة الديمقراطية" كإطار أوسع من العصبية القومية التي تبنتها بطريقة غير مباشرة في المرحلة الأولى من تأسيس الإدارة الذاتية. ولا يخلو هذا المفهوم من إشكاليات وتناقضات مع العرف العشائري السائد في المنطقة العربية مما يحذو القائمين على الحزب إعادة تعريف مشروعهم السياسي باستمرار بما يتناسب مع توجهات مختلف المكوّنات الاجتماعية الخاضعة لسيطرتها.

تدفعنا هذه الاختلافات الأيديولوجية والسياسية والحزبية والقومية إلى تلمس مدى تأثّر وتفاعل مفهوم "الأمة الديموقراطية" مع تنوّع مرجعيات الجوامع البشرية الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية. ولقد طرح الحزب هذا المفهوم المعروض كحل شامل لتحقيق العدالة والمساواة والأخوة لمختلف شعوب المشرق. فما هي الأمة الديمقراطية، ومن أين جاءت، ومن طرحها، وكيف ستحل المشاكل؟

"الأمة الديموقراطية" كقاعدة نظرية للإدارة الذاتية

لا تعُد نظرية "الأمة الديمقراطية" مفهوماً أنتجته الإدارة الذاتية بينما تعود جذورها لتطور نظرية الفوضوية (Anarchism) للمفكرين الأمريكيين "موراي بوكتشين" و"نعوم تشومسكي" اللذان عمِلا على تأطيرها ضمن كيان الدولة أولاً، وبما يحافظ على مؤسساتها ثانياً درئاً للفوضى الكاملة في ظل غياب بدائل تستطيع حمل أعبائها ومسؤولياتها في حال اندثارها. ولقد حاول المفكران وبشكل أخص " تشومسكي" ضبط مفاهيم "الفوضوية" و"الاشتراكية" لتتقبل واقع وجود الدولة بصيغتها الحالية، والانطلاقة من هذا الواقع لإحداث التغيير المنشود، وذلك بعيداً عن تطبيق نظرية الثورة العمالية أو التحرر الكامل عودةً للحياة الطبيعية كما يدعو الفوضويون الأوائل([12]).

يُعرِّف حزب الاتحاد الديموقراطي "الأمة الديمقراطية" على النحو التالي: "جماعةٌ من الناس تربطهم روابط مشتركة وتُمارس الديمقراطية لإقامة حكمها". ونلحظ هنا تحوّل "الديمقراطية" من نظام حكمٍ إلى صفة "للجماعة البشرية" بما يُخالف المفهومين الإسلامي والحداثي اللذان اعتمدا الدين والقومية لتعريف حدود الأمة. ويُعتبر هذا المفهوم انعتاقاً من الإرث الشيوعي والاشتراكي لحزب العمال الكُردستاني، بعد أن قام زعيمه عبد الله أوجلان بمراجعات فكرية بعد اعتقاله واتجه لتبني وتطوير مفهوم الامة الديمقراطية كقاعدة فكرية جديدة لحزبه وأتباعه. وينتقد أوجلان محاولاته وحزبه السابقة لإقامة دولة كردية بمفهومها الحداثي، ويصف توّصله لمفهوم الأمة الديمقراطية برحلة فكرية خاضها بعد دراسة أهم الثقافات والأديان ومنظومات الحكم التي حكمت وما زالت تحكم العالم([13]).

ويتبنى مناصرو حزب العمال الكُردستاني بفروعه المحلية مفهوم "الأمة الديمقراطية" كخارطة طريق لقيام "أخوة الشعوب" ولحل مشاكل الدولة القومية والحداثية. وينتقدون قصور الماركسية والاشتراكية واقتصارها على تقسيم المجتمع إلى طبقات متصارعة فيما فشلت نماذجها في الحكم في مواجهة المشروع الرأسمالي الذي احتكر الصناعة والعلم فسخّرهما للانفراد بقيادة المجتمع الدولي ظلماً واضطهاداً للشعوب. ويعتقد مناصرو الأمة الديمقراطية أن التطور العلمي واكتشافاته المستمرة يكشف جوانب القصور في النظريات والفلسفات السابقة، ويُظهر الحاجةَ إلى قراءةٍ جديدة للوصول إلى تفسير فلسفي جديدٍ بما يضمن إحياء المواجهة المصيرية للحداثة والرأسمالية وتجلّياتهما.

أطلق أوجلان مفهوم الأمة الديمقراطية أثناء سنوات اعتقاله الأولى، وأسقطت عملياً في عام 2003 عند إنشاء تنظيمات محلية عوضاً عن الإدارة المركزية لحزبه، وذلك في سبيل تخفيف الضغط عن أنصاره أولاً، وانتقالاً من النموذج الماركسي والاشتراكي لنموذج "الأمة الديمقراطية ثانياً. ويهدف "هذا المفهوم من الناحية التطبيقية لإنفاذ مبدأ كونفدرالية الشعوب" عبر تقويض السلطة المركزية للدولة القومية المستبدة التي تستمد سبل استمرارها وشرعيتها من القوى الخارجية. وفيما يخص كردستان فتحريرها يمر عبر تحرير الشعب الكُردي، فالمادة لا تولد الحرية وإنما الوعي والفكر الثوري كأساس المجتمع الحر.([14]).

ويحدد يوسف خالدي، الباحث في المركز الكردي للدراسات بُعدَين أساسيين للأمة الديموقراطية:

  1. محلي ذاتي: يحقق نفسه من خلال إتاحة الفرصة أمام السكان المحليين للإعلان عن هويتهم الفرعية كأفراد وجماعات قائمة بحد ذاتها أولاً، مع امتلاك حق الإعلان عن تمثيلها في هوية عامة مشتركة قادرة على التعبير عن تلك الهويات الفرعية كجزء من كل، وعبرها تستطيع القومية الكردية التحول إلى أمة تتجسد تطلعاتها في هيئة شبه مستقلة ديمقراطياً.
  2. الإطار العام: عبر توفير مساحات واسعة من الحرية في الأبعاد الثقافية والاقتصادية، والاجتماعية، والقانونية، والدبلوماسية ضمن إطار الدولة العام وحدودها القائمة.

وتُحقق الإدارة الذاتية مبدأ شبه الاستقلال الديمقراطي عبر آليتين:

  1. الاتفاق مع القومية المتحكمة بِعُرى الدولة الحداثية وفق عقد اجتماعي جديد تشترك في صياغته جميع مكونات المجتمع كأطراف أصيلة، استناداً على إرث الشعوب وحضاراتها المشتركة في المنطقة وعلى الثقافة والعلاقات التاريخية.
  2. استبعاد أي تصور يتضمن أفكار قد توحي أو تشير إلى سياسات الصهر والتذويب والإقصاء للمختلف، مع التخلي نهائياً عن خيارات حلول الإبادة التي اتبعها الدولة القومية سابقاً وانتهت إلى الفشل، وذلك مقابل تخلي الكرد عن مطلب الاستقلال التام وإنشاء الدولة.

ويحدد مشروع الإدارة شكلان لقيامها:

  1. أن تتخلى الأمم القومية عن ميولها لإقامة دولها الخاصة ورغبتها في الاستئثار بالدولة، بالإضافة إلى قبول الدولة القومية بمبدأ شبه الاستقلال الديمقراطي.
  2. أن يبادر الكرد وبشكل أحادي حال تعذر التوصل إلى حالة وفاق مع الدولة القومية إلى تطبيق وتنفيذ مبدأ شبه الاستقلال الديمقراطي([15])".

وتستكمل نظرية الأمة الديموقراطية إطارها الفلسفي من خلال طرح حلول لمشاكل المرأة والزواج، باعتبار فشل الرأسمالية في فهم الحياة الزوجية، معتبرةً المرأة في الرأسمالية عبدة لترف الرجال، وأنها ليست كما يعرًفها الدين والعرف، بل كائناً قادراً على بذل أضعاف ما يبذله الرجل. وحل مشاكل المرأة تبدأ في خلق توازن ضمن الوظائف الأساسية في الحياة وهي "تأمين الغذاء وأمن الوجود وسيرورة النسل"، وهنا ينبغي وقف التعاظم البشري العددي، كما يجب بناء المجتمع بين النساء والرجال على أساس " الحياة الندية"، وإيجاد المساواة بين الجنسين بشكلٍ كامل.

إدارة الموارد

يكتسب واقع حكم الإدارة الذاتية مزيداً من التعقيد في ظل غياب الشفافية فيما يتعلق بالعديد من آليات إدارتها للموارد والنفقات المتعلقة بمؤسساتها، ويمكن دراسة الموارد الخاصة بالإدارة الذاتية من خلال النظر إلى مرحلتين، الأولى: مرحلة ما قبل 2015 وقبل السيطرة على مدينة تل أبيض، والثانية مرحلة ما بعد السيطرة على تل أبيض إلى الآن، حيث تم توحيد جزئي لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية التي كانت عبارة عن جزيرتين " الجزيرة وكوباني" لتصبح على امتداد الحدود السورية التركية من المالكية إلى منبج. وفي كلا المرحلتين بقيت طبيعة موارد الإدارة الذاتية متشابهة وهي:([16])

  1. إيرادات الأملاك العامة: النفط والغاز في المنطقة الشرقية من محافظة الحسكة، وصوامع القمح
  2. إيرادات الضرائب المحلية والرسوم الجمركية من المعابر الحدودية
  3. إيرادات المؤسسات الخدمية التابعة لها
  4. المغتربين بكردستان العراق وتركيا
  5. والتبرعات المحلية

ووفق البند الثامن من المادة 53 من وثيقة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية فإن المسؤول عن وضع الموازنة في الإدارة هو المجلس التشريعي([17]). وقد قامت الإدارة الذاتية منذ منتصف عام 2012 حتى 2018 بكشف ميزانيتها لمرة واحدة فقط لعام 2014 بالإضافة إلى موازنة عام 2015 وذلك ضمن مناقشات المجلسين التشريعي والتنفيذي في 17/03/2015، ولا يمكن التأكد من مدى صحة الأرقام الواردة ضمن المناقشة. ولقد تلقى التقريران انتقاداً من المجتمعين في المجلس وذلك لاحتوائها على الكثير من السردية والشرح دون وجود تفاصيل عن الإيرادات والنفقات. ويوضح الجدول أدناه الميزانية المعلنة من قبل الإدارة الذاتية خلال عام 2014 وموازنتها لعام 2015.

 

ربما يجب الحديث هنا عن غياب الشفافية بما يتعلق بإنتاج النفط، وتسويقه، بالإضافة إلى المنح الدولية وطريقة التصرف بأموال إعادة الإعمار.

السلطة التنفيذية

يتم إدارة موارد الإدارة الذاتية عبر الهيئة التنفيذية التي تشكلت بداية عام 2014، وهي هيئة بمثابة هيئة حكومية بوزارات "سيادية" بما فيها الخارجية والدفاع. وتستند في تسيير أعمالها قانونياً على "العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية" والقوانين الصادرة من المجلس التشريعي. وحاولت منظومة حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD منذ بداية إعلان الإدارة الذاتية إنشاء "الهيئة التنفيذية" على أساس تحالفي عبر ضم أكبر عددٍ من التنظيمات سواءً كانت المُشكلة من قبلها والمرتبطة بهاً عضوياً، أو من المتحالفة معها كـ "الهيئة الوطنية العربية"، و"حزب الاتحاد السرياني" وتنظيمات كُردية وعربية وسريانية أخرى. ولقد حاول الحزب احتكار الشأن العام عبر هذه التحالفات صورياً من خلال إلزامهم بالسير "على نهج الأمة الديمقراطية". ويبلغ عدد الهيئات ضمن الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة 16 هيئة، بعد عملية دمج للعديد منها وتحويل البعض إلى مكاتب ضمن هيئاتٍ أخرى. وتكشف دراسة هذه الحالة وجود محاولات لإضفاء صيغة التكامل على جسد الهيئة التنفيذية في وقتٍ تعاني من نقص في الكادر والعمل الفعلي على أرض الواقع مقارنةٍ بالمساحة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية.

تتصدر هيئة البيئة والبلديات قائمة الهيئات النشيطة ضمن الإدارة الذاتية، حيثُ تنشط بلديات الإدارة الذاتية بشكلٍ رئيسي في تنفيذ مجموعة مشاريع عبر أقسامها الخدمية، والفنية، ومن جملة أعمالها:

  • تعبيد الطرق داخل المدن والطرق الواصلة بين الأرياف والمدن وذلك عبر طرح مناقصات بالظرف المختوم. ويظهر رُسُو العديد من المناقصات على "الشركة العامة للطرق والجسور: زاغروس" المنشأة عام 2013.
  • كما نشطت البلديات في مشاريع تنظيف الفوهات المطرية وتوزيع مادة المازوت التي حدث حولها شكاوىٍ كثيرة من المواطنين نتيجة المحسوبيات وقلة الكمية.
  • وتأخذ البلديات على عاتقها القيام بتنظيم المخططات التنظيمية للمناطق التي تتوسع فيها المدن الواقعة تحت سيطرتها، ومن جملة المناطق التي تم تنظيمها "مشروع المنطقة الصناعية في مدينة ديريك/ المالكية" تحت ذريعة إبقاء المدينة نظيفة وخالية من الملوثات. وتم عرض سعر المحل الواحد من 2.5 مليون إلى 3 ملاين حسب المساحة. ويعاني أغلب الصناعيين في المدينة من القرار كونهم مالكي المحلات، ولم يكن بإمكان الكثير منهم القيام بشراء محلٍ من " غرفة الصناعة". ولقد أشار بعض الصناعيين إلى قيام تجارٍ بشراء معظم العقارات في المنطقة وهم متحكمون بالأسعار([19]).

تدُر البلديات على الإدارة الذاتية مبالغ مالية([20]) ضخمة من الضرائب من كافة النشاطات التي تقوم بها، بالإضافة لما ذُكر تقوم بتجهيز مسالخ وأسواق لبيع المواشي، والضرائب التي تفرض على أصحاب المحلات كضريبة الحراسة، والنظافة وإشغال الرصيف، وضرائب أخرى. وتعاني البلديات من عدم وجود كادرٍ مختص خصوصاً فيما يتعلق بأهم الاختصاصات وهي التنمية والتخطيط والقانون، كما أنها لا تمتلك مكاتب فرعية في المناطق العربية الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية.

تركّز الإدارة الذاتية على هيئة التربية والتعليم وذلك من خلال تفعيل قانون تغيير المناهج. وقد شهدت عملية سيطرة الإدارة الذاتية على السلك التعليمي خلافاتٍ كبيرة على الصعيد الشعبي ومن مختلف القوميات والأديان، بالإضافة للنظام الذي رفض التفريط بمؤسساته الرئيسية. ويتحكم الحزب بالتعليم من خلال سيطرته على الكادر التدريسي عبر تقديم الرواتب، ومن خلال الإعداد والتمكين الأيديولوجي. وسيؤدي انقطاع المركز عن الأطراف مع امتداد سنوات الثورة لأكثر من 7 سنوات وفي غياب أية آمال لإمكانية التوصل لحل سياسي، إلى تعاظم سيطرة الحزب على عقول الأطفال بما يمكنه من بناء جيلٍ كامل تحت تأثير ووطأة أيديولوجية PYD المستندة على أفكار زعيم حزب العمال الكُردستاني([21]).

 تأتي هيئة الصحة في مقدمة الهيئات التي عانت بشكلٍ مباشر وحاد نتيجة الحرب، وواجهت مشاكل تمحورت بشكلٍ أساس حول نقص الكادر الطبي نتيجة هجرة الأطباء لخارج البلاد، وارتفاع تكاليف القطاع الصحي فيما يخص الحصول على أجهزة المخابر والمشافي. كما أدى الحصار أثناء تواجد تنظيم الدولة إلى حدوث نقصٍ حاد في نوعية وكمية الأدوية المتوفرة في الأسواق. أما هيئة السياحة والآثار فتركز عملها على منع العمليات التخريبية من قبل مهربي الآثار، بالإضافة لمشاركتها في عمليات التشجير والاعتناء بالبيئة. وكذلك تعاني هيئة الثقافة والفن من عدم تفعيل مديريات الثقافة، والمسارح، والتأليف والنشر، فيما تُشرف الهيئة على تنظيم مهرجانات القصائد، والقصص، والكتب بناءً على فكر وتعليمات "عبد الله أوجلان" زعيم حزب العمال الكُردستاني([22]). كذلك فإن هيئة الدفاع الذاتي تعمل على فرض خدمة الإدارة الذاتية عسكرياً على كل من هو من مواليد 1986 وما بعدها، وخلال ما يزيد عن ثلاث سنوات قامت الهيئة بسحب أكثر من 20 ألف شاب للخدمة الإلزامية.

رغم أن المؤشرات أعلاه تشكل نموذجاً حوكمياً فاعلاً إلا أنه لا يزال يعتريه عدة إشكاليات وعلى رأسها: الشفافية والوضوح؛ غياب المؤشرات الاستراتيجية كالخطط والسياسات؛ تغييب المجتمع المدني والحد من فاعليته؛ قلة الخبرات البيروقراطية والتكنوقراطية.

خاتمة

ساهمت عدة عوامل في تمكين الإدارة الذاتية من بسط سيطرتها على شمال سورية و أدائها، كانسحاب النظام في المناطق ذات الغالبية الكُردية لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وذراعه المسلح "وحدات حماية الشعب YPG"، مما وفر جواً من الأمن والاستقرار اللذان أسهما في تثبيت حزب الاتحاد لسلطته. كما ساهم التحالف الدولي بعد معركة كوباني في توسيع الإدارة الذاتية لتسيطر على ما يقارب 24% من مساحة سورية، بعد أن كانت تُسيطر على أقل من 10% قبل قبول التحالف لها شريكاً في محاربة تنظيم الدولة. ومما ساهم أيضا في تثبيت السلطة العسكرية للحزب هو افتقار بقية الأحزاب الكُردية لقوة مسلحة، من جهة، وتفتيت الـ ـ YPGللكتائب المشكلة من قبل بعض الأحزاب من جهة أخرى، منعاً من ظهور أي منافس، وتحت حجة عدم وجود " قوتين كُرديتين".

قانونياً تواجه الإدارة الذاتية غياب أي اعتراف من قبل حكومة المركز أو أية وثيقة وطنية، وتستند فقط على علاقاتها مع دول التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى عقدها الاجتماعي الذي يعتريه الكثير من الغموض والتداخل مع مفاهيم سياسية أخرى. كما يشمل العقد نفسه أموراً تناقض أدبيات الإدارة الذاتية، فمن جهة تدعي الإدارة إنها تريد التخلص من سلطة الدولة المركزية، إلا إنها قامت بربط الشعب كله بمؤسساتها وخلقت شمولية عبر البيروقراطية المتشعبة خلال الكومونات والمجالس والقوى العسكرية المتعددة. ويحوي العقد الاجتماعي في نسخته المعدلة مع التوجه لإعلان "فدرالية شمال سورية الديمقراطية" مصطلحاتٍ تتعارض مع الثقافة الجمعية للسوريين، كمصطلح "الآلهة الأم" ضمن مصادر التشريع، وهو خلطٌ بين المفاهيم الوثنية والتوحيدية كعبارة القسم " أقسم بالله العظيم" ضمن الديباجة نفسها. ولم ينجح العقد في أن يكون "دستوراً" لمنطقة حكم ذاتي أو فدرالية، بل يتعداه ليكون عقداً لمناطق حكم كونفدرالية، فالعقد يمنح: اللجوء السياسي وتبني العلاقات الدبلوماسية، كما يمنح حق تقرير المصير.

ويشوب العقد إشكاليات وصعوبات أخرى، خصوصاً مع توسع السلطة الجغرافية "للفدرالية" المعلنة من طرف واحد، في غياب شركاء حيويين من ناحية التمثيل لكتلة بشرية واسعة كالمجلس الوطني الكُردي، وممثلين عن المناطق المسيطر عليها مؤخراً ابتداءٍ بشمال الرقة، والرقة، وريف الحسكة الجنوبي وانتهاءً بريف دير الزور. وهي مناطق ذات غالبية عربية ومن الممكن أن يتسبب مشاكل تمثيلها في قبول طرفٍ "يحتسب كُردياً" ضمن دوائر إدارتها المحلية. وتبقى الإشكالية الرئيسية متمثلةً بكون سورية في مرحلة تغي مستمر عسكرياً وسياسياً، ولاتزال الدول العظمى والإقليمية غير متفقة على شكل وكيفية الانتقال السياسي في سورية.

يُصر حزب الاتحاد الديمقراطي على تبني مفهوم "الإمة الديمقراطية" ويشارك في عملية الترويج لها على المستوى الإقليمي كحلٍ للقضية الكُردية وحل مشاكل بقية الشعوب. ومع وجود بعض التشابه من ناحية في هذا الحل مع الحل الكُونفدرالي المطبق في أوروبا إلّا أنه يفتقر إلى حرية التطبيق أو التعديل حيث يراه الحزب "العلاج الجامع والوحيد". كما يفتقر هذا الحل أيضاً لوجود طرفٍ سياسي إقليمي يؤمن به، بالإضافة إلى تعارضه مع الحالة المجتمعية في الشرق والمحكومة في الكثير من جوانبها بالأدبيات الدينية. وتصطدم فلسفة "الأمة الديمقراطية" بالتقاسم الحاصل بحق القومية الكُردية إقليمياً مما يجعل من مظلوميتها أداةً للدول ولتدخلها في الشؤون الوطنية لهذه الدول.

محلياً يواجه مشروع الأمة الديمقراطية مشاكل ذاتية ظهرت مع عملية التطبيق، كحالة عسكرة المجتمع عبر تشكيل ما تُسمى بقوات الحماية الجوهرية (حراسة الأحياء)، بالإضافة لأجهزة عسكرية وأمنية ضخمة مقارنة بالمساحة الجغرافية والكتلة السكانية. كما خلقت الإدارة الذاتية بيروقراطية مركزية مبغوضة لأصحاب الإدارة أنفسهم وفق تصريحاتهم، وعوضاً عن الهرب من المركزية السابقة للنظام تم إيجاد مركزية أخرى جديدة أقسى من القديمة تتمثل بالإدارات المتعددة التي هي بدورها ضخمة وزائدة على الكتلة السكانية والمساحة الجغرافية. كما عارضت الإدارة الذاتية نفسها فيما يخص احترام الثقافات الخاصة بكافة مكونات المنطقة عبر تطبيق "عقودٍ اجتماعية" تعارض لُب ثقافات المجتمعات المحلية.

وأخيراً وبالنظر لتقاسم السيطرة والنفوذ على الخارطة السورية نرى بأن الإدارة الذاتية وإن استمرت على شكلها الحالي فإنها في حقيقة الأمر تَهدم أحد أهم أعمدة نظريتها المتمثل بإزالة آثار الدول الوطنية "القومية" الحديثة وما أنتجته من حدودٍ قطعت أوصال الشعوب، لتكون هي في حقيقة الأمر من قطع مجتمعاتٍ بأكملها كما نرى في مدينة الرقة وريفها الجنوبي ومدينة دير الزور وريفها وكذلك في أجزاءٍ من ريف حلب الشمالي.


([1]) يمكن العودة لها بتفصيل ضمن فقرة الخلافات داخل" قسد" في الورقة الصادرة عن مركز عمران والمعنونة بـ" البنى العسكرية والأمنية في مناطق الإدارة الذاتية" https://goo.gl/MX2dmq

([2]) التحالف الدولي يعلن مقتل عنصرين له في سورية غداة استهداف قوات أمريكية في منبج، الموقع: مركز راصد الشمال السوري، التاريخ: 30/03/2018، الرابط: https://goo.gl/Y1SBN4

([3]) فصيل "المقاومة الشعبية" يستهدف قاعدة أمريكية في الرقة، الموقع: اخبار سورية، التاريخ: 02/04/2018، الرابط: https://goo.gl/7smXXv

([4]) في الذكرى الثانية لإعلانها. آراء حول تقييم عمل الإدارة الذاتيّة، الموقع: بوير برس، التاريخ: 21/01/2016، الرابط: https://goo.gl/jp1RhC

([5]) فشل المفاوضات بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكُردي لعدّة أساب أهمها اختلاف المحاور "الكُردية الإقليمية" الراعية لكلا المجلسين،

([6]) قراءة في العقد الاجتماعي "لفيدرالية الشمال"، الموقع: مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، التاريخ: 16/08/2016، الرابط: https://goo.gl/6fJedS

([7]) ندوة بالمركز الكردي.. بالفيديو| خبراء: الأكراد يفتتون سورية بـ "فيدرالية روج آفا"، الموقع: مصر العربية، التاريخ: 20/07/2016، الرابط: https://goo.gl/xKCQGM

([8]) الجدير بالذكر موضوع الهوية؛ ظهرت الدول القومية في الشرق الأوسط عُقب انهيار إمبراطورياتٍ سابقة، وبقيت ورثتها بعيدةً عن إمكانية خلق "تعريفٍ جامع لنفسها"، فلم تستطع الجمهورية التركية المستندة على إرث الإمبراطورية العثمانية تجاوز مشكلة "العِرق الواحد" وتقبُّل حقيقة المجتمع غير المتجانس، كما لم تستطع "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" المستندة على إرث الشاهنشاهية من تحديد حدود هويتها وطبيعتها لا معلنة فارسيتها وغير متقبلة للتعايش بهدوء في منطقةٍ تذخر باختلافات مذهبية متنوعة. يُمكنُنَا مراقبة المشهد من هذا المنظار من فهم ما تعانيه التنظيمات السياسية القابعة في أسفل هرم "السلطة والحكم" في المنطقة من إشكالية تعريف الهوية.

يرفض حزب الاتحاد الديموقراطي إطلاق صفة "القومية" الكُردية على نفسه، ولكنه في المقابل يطلق الدعوات لعقد "المؤتمر الكُردستاني" ، كما ينفي علاقته العضوية بحزب العمال الكُردستاني، في حين ينسب نجاحات "روج آفا والإدارة الذاتية" لشخص "عبد الله أوجلان " زعيم حزب العمال.  وتُلقي تحالفات الحزب الدولية بدورها الظلال على إشكالية الهوية التي يروّج لها الحزب، حيث وضع تحالف قوات سورية الديموقراطية مع الولايات المتحدة الرأسمالية الحزب في تناقض مع الأيدلوجية الماركسية التي طالما تبّناها.

 

([10]) الوجود الكردي في شمال سورية: منطقة جبل الأكراد (عفرين) – 1، الموقع: مدارات كُرد، التاريخ: 04/12/2016، التاريخ: https://goo.gl/7upuYf  تتقع منطقة جبل الكرد أو الأكراد أو كردداغ القديمة في أقصى الزاوية الشمالية من الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتشغل الزاوية الشمالية الغربية من قوس الهلال الخصيب ودولة سورية، وتعتبر مرتفعاتها من النهايات الجنوبية الغربية لجبال طوروس. تبدأ مرتفعات جبل الكرد من المنابع العليا لنهري عفرين والأسود غربي مدينة ديلوك “عنتاب” داخل الحدود التركية، وتعتبر امتدادا طبيعيا لجبال Reşa و  Zagê حيث مناطق الأكراد في الشمال والشرق. وتأخذ مرتفعاته اتجاهاً شمالياً جنوبياً بانحراف قليل إلى الغرب وبطول يبلغ نحو 100 كم إلى نهايته الجنوبية الغربية غربي بلـدة جنديرسعفرين. أما عرضها فيتراوح ما بين 25 و45 كم. وينضم إلى هذه المنطقة الجبلية، جبل ليلون وسهل جومه، وقد شكلوا معاً عبر التاريخ منطقة جغرافية واحدة ومتكاملة على طول وادي نهر عفرين.

([11]) Syria Population 2018، الموقع:  world population review، التاريخ: 06/04/2018، الرابط: https://goo.gl/4uX9bc، تبقى الأعداد تقريبية في غياب الظروف المساعدة لقيام مؤسسات ذات حيادية بإجراء احصاءات دقيقة.

([12]) بوكتشين، أوجلان وجدلية الديمقراطية* 1/3، الكاتبة: جانيت بيل، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/9zgLCY

([13]) ويتدرج في مرافعته من خلال شرح تطور دولة الكهنة السومرية وصولاً للحضارة الديمقراطية كسنام البشرية. فيبدأ بتناول السومريين كأول من أنشأ "دولةً" في التاريخ، وليعرج بعدها على الحضارات المصرية، والصينية، والبوذية، الكونفوشيوسية، والإغريقية، وميلاد الأديان التوحيدية، وهدم الإسلام للعبودية، وصولاً للحضارة الرأسمالية والأزمة التي تعاني منها البشرية في الهوية بشكلٍ عام. ويختتم مرافعته بالدفاع عن القضية الكردية تحت عنوان "الدفاع عن شعب"، فيخلص أن مفهوم الأمة الديمقراطية شامل لنتج كافة الحضارات السابقة بخصائصها السماوية (الإلهية)، والبشرية، وأنّها أمةُ متعددةُ الهوياتِ والثقافاتِ والكياناتِ السياسيةِ في مواجهة وحوشِ الدولةِ القومية.

([14])سيهانوك ديبو : نحو الحل الديمقراطي للقضية الكردية ؛ معركة بين رُع وآبيب (الأمة الديمقراطية هي الأمةُ المتعددةُ الهوياتِ والثقافاتِ والكياناتِ السياسيةِ مَقابِلَ وحوشِ الدولةِ القومية، وأن كفاحاتُ الأمةِ المتطلعةِ إلى الدولةِ والدولةِ المتطلعةِ إلى الأمة، هي المؤثِّرُ المِحوريُّ في الواقعِ الدمويِّ للعصر. وتحقيقُ مُلاقاةِ الأمةِ مع السلطةِ والدولة، هو المنبعُ العَينُ لقضايا عصرِ الحداثة، والتي إذا ما قارنّاها مع القضايا الناجمةِ من الدولِ الديكتاتوريةِ والسلالاتية، سنَجِدُ أنّ القضايا في عصرِ الحداثةِ تنبعُ من أمةِ الدولة، وأنّ هذا الوضعَ يُشَكِّلُ أكبرَ فارقٍ بينهما. سيهانوك ديبو : نحو الحل الديمقراطي للقضية الكردية ؛ معركة بين رُع وآبيب، الموقع: السلطة الرابعة، كاتب المقال: سيهانوك ديبو، التاريخ: 29/08/2016، الرابط: https://goo.gl/JXVxAv

([15]) الأمة الديمقراطية، الموقع: المركز الكردي للدراسات، الكاتب: يوسف الخالدي، التاريخ: 23/06/2016، الرابط: https://goo.gl/tLRtXo

([16]) الإدارة المحلية في مناطق كُرد سورية "عفرين نموذجاً"، الموقع: مركزعمران للدراسات الاستراتيجية، التاريخ: 03/07/2015، الرابط: https://goo.gl/c5MpXp

([17]) ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة – سورية تمت المصادقة عليه في الجلسة رقم / 1 / تاريخ: 06/01/2014، المصدر: المجلس التشريعي، الرابط: https://goo.gl/2bgcde

([18]) المجلسان التنفيذيّ والتّشريعيّ يناقشان بيان الموازنة العامّة التقديريّة لعام “2015” ونفقات عام “2014”، المصدر: بوير برس، التاريخ: 17/03/2015، الرابط: https://goo.gl/QLvB7e

([19]) مشروع المنطقة الصناعية في «ديريك»... بين إصرار البلدية ورفض الصناعيين!!، المصدر: وكالة قاسيون، التاريخ: 16/09/2017، الرابط: https://goo.gl/PmYkaD

([20]) إتاوات في مناطق "PYD" تحت اسم "ضرائب"، من قوت المواطنين إلى خزائن الحزب، الموقع: ن س و، التاريخ: 25/072017، الرابط: https://goo.gl/429A2m

([21]) الواقع التعليمي في مناطق "الإدارة الذاتية"، المصدر: مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، التاريخ: 15/12/2016، الرابط: https://goo.gl/WRn8YP

([22]) الكونفرانس الخامس لحركة الثقافة والفن بروج آفا، الموقع: وكالة فرات، التاريخ: 25/01/2016، الرابط: https://goo.gl/Kr8U94

التصنيف أوراق بحثية

الملخص التنفيذي

  • تستقي الأجساد العسكرية التابعة لـ “الإدارة الذاتية" مرجعيتها من تظافر مجموعة من العوامل المتسقة مع طبيعة التوجه السياسي الشمولي للحزب المسيطر على تفاعلات هذه الإدارة، أي لا تنبع هذه المرجعية من ضرورات شعبية وتمثيلية بقدر ما هي " متطلبات المشروع السياسي" و"التمكين المحلي"، وبالعموم يمكن اسناد تلك المرجعية لجهتين رئيسيتين الأول: المستندات السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي  ناهيك عن أدوار منظومتي" KCK ROJAVA”، و"TEV_DEM" في عملية التشكيل المرجعي للأجسام العسكرية والثاني: الربط الإداري مع المنظومة الإدارية أو لتشريعية والتنفيذية لـ"الإدارة الذاتية".
  • يمكن ارجاع بدايات التكوين العسكري للمنظومات العسكرية التابعة والموالية لـ PYD إلى فترتين زمنيتين، الأولى تتجلى في تشكيل خلايا بسيطة عقب انتفاضة 2004 في بعض القرى لكن لم تتطور لتشكيل اي فصيل عسكري تابعٍ لحزب PYD في الفترة السابقة للثورة في سورية، حيث كانت كافة نشاطات الحزب العسكرية مرتبطة بحزب العمال الكُردستاني كتجنيد الشباب والفتيات. أما الفترة الثانية فيمكن تتبع خيوطها الأولى بقيام PYD بتشكيل خلايا منظمة للعمل العسكري ضمن صفوف ما يعرف بـ"حركة شبيبة الثورة" بإمرة "خبات ديريكي.
  • وعلى الرغم السيطرة العسكرية للبنى العسكرية التابعة للإدارة الذاتية أتت نتيجة تظافر مجموعة من العوامل الداخلية (كتوظيف الازوداجية في البنى ما بين النظام والإدارة الذاتية في دعم الاستقرار) والخارجية (كدعم التحالف الدولي) إلا أن هذا لا ينفي البعد الذاتي لتلك البنى.
  • تمثل YPG وYGJعماد القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية، واعتمدت الوحدات على عناصر حزب العمال الكُردستاني في التدريب الفكري والعسكري. ويقدر عدد مقاتليه ما بين 20 إلى 30 ألف وذلك بخلاف ما يتم الإعلان عنه. وفيما يتعلق بالتراتبية العسكرية والهيكل التنظيمي، فقد استنبطت هذه الوحدات ذلك من تجربة حزب العمال الكُردستاني. وضمن النظام الداخلي لوحدات حماية الشعب يتم الإقرار بوجود أكاديميتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء باسم "أكاديمية الشهيدة شيلان "، كما استفاد الذراع النسوي العسكري من تجربة حزب العمال الكُردستاني والذي كان قد التحق بصفوفه المئات من الفتيات من المناطق الكُردية في سورية، وعادت الكثيرات منهن ليقمن بتدريب وتنظيم الجناح النسوي ضمن صفوف وحدات حماية الشعب بداية الثورة
  • اتجهت الإدارة الذاتية نحو إعادة الهيكلة والترويج لتشكيل أفواجٍ عسكرية منذ بداية العام 2017، هذا التوجه جاء بالتوازي مع التحالف الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية دعمها " لقوات سوريا الديمقراطية"، واتساع المساحات التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب وقوات قسد، ولم يظهر حتى الآن اختلاف كبير بين هيكلية الافواج المعلنة عن تلك التي تقوم وحدات حماية الشعب بتطبيقها على عناصرها في الوقت الحالي وهي: الوحدة (Tîm)؛ الفصيل (Taxim) ويتألف من ثلاث وحدات؛ السرية (Belûk). وتتألف من أربع إلى ستة فصائل؛ الكتيبة Tabûr). من أربع إلى ثمانية فصائل، يكون عدد عناصرها من أربعين إلى خمسين عسكري؛ الفوج (Foc). من أربع إلى ثمانية كتائب، وسيصل عدد عناصرها من ثلاثمئة إلى أربعمائة عسكري.
  • ومن القوى الرئيسية العسكرية الفاعلة تبرز أيضاً قوات الدفاع الذاتي HPX والقوى "المسيحية"، كما يردف وحدات حماية الشعب أيضاً مجموعة من القوى الأجنبية أهمها: كتيبة الحرية العالمية في رأس العين/ سريه كانيه بتاريخ 10/06/2015، وينتمي أفرادها لجنسيات وخلفيات إيديولوجية متعددة في مقدمتها اليسار التركي وبشكل رئيسي من قبل الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني MLKP التركي ”، وجيش العمال والقرويين لخلاص تركيا إضافةً إلى الحركات اليسارية المنتشرة في أوربا الشرقية وتنقسم الكتيبة إلى عدة تشكيلات أهمها لواء (بوب كرو BCB ) نسبةً إلى زعيم نقابي بريطاني. ولواء (هنري كرازوكي) نسبةً إلى قائد شيوعي فرنسي. وتابور العالميين المقاومين للفاشية   وطابور مناهضة الفاشية العالمية AIT.
  • أعلن عن تشكيل قوات الأسايش كقوة أمنية مركزية بالتزامن مع سيطرة "مجلس غربي كردستان" على المدن والمناطق ذات التواجد الكردي، وبدأت عملها بعد انسحاب قوات النظام من مدن عين العرب "كوباني" ومدن رميلان والمالكية "ديريك"، ومنذ اعلانها أعلنت الأسايش تبعيتها لسلطة الهيئة الكردية العليا والتي كانت قد تشكلت من المجلس الوطني الكُردي ومجلس غربي كردستان، والآن ترى نفسها تابعةً لمجلس سوريا الديمقراطية، وللمجلس التشريعي الخاص بالإدارة الذاتية.

ويتبع لها عدة مؤسسات كشرطة المرور (ترافيك) وقوات مكافحة الإرهاب HAT وأسايش المرأة و أمن الحواجز وجهاز الأمن العام وشعبة مكافحة الجريمة المنظمة.

  • مما لا شك فيه أن البنى الأمنية والعسكرية أعلاه تشكل العصب الرئيسي للإدارة الذاتية، إلا أن التحالف العسكري الذي أنشأته قوات وحدات حماية الشعب مع فواعل آخرين بالمنطقة شكلاً بعداً إضافياً ومهماً ضمن هذه البنى، وذلك نظراً لتنامي حضور هذا التحالف (الذي يشكل الـ YPG عصبه الرئيس والمتحكم) سياسياً وعسكرياً في المشهد السوري عامة وفي مشهد "معركة الإرهاب" خاصة بعد توكيله من قبل التحالف الدولي بالمهام الميدانية والبرية في هذه المعركة.
  • شارك في الاجتماع التأسيسي لقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة إلى وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية ال مرأةYPJ، وقوات السوتورو المتحالفة YPG كلاً من جيش الثوار والمجلس العسكري السرياني MFS وجيش الصناديد وجبهة ثوار الرقة (لواء ثوار الرقة) وكتائب شمس الشمال وتجمع ألوية الجزيرة ولواء التحرير ولواء 99 مشاة، كما انضم لاحقاً لقوات قسد عدة كتائب وفصائل أهمها تجمع الضباط الأحرار ، مجلس منبج العسكري المكون من (ثوار منبج، لواء جند الحرمين، تجمع ألوية الفرات، لواء القصي، كتيبة تركمان منبج، وكتائب شمس الشمال التي تم التوسع فيها أعلاه )، وجيش العشائر، أما قوات النخبة  فهي قوات متحالفة مع قسد.
  • يشكل الدعم الأمريكي لـ"قسد" أحد أهم أسباب استمراره، هذا الدعم الذي تم عبر عدة اتجاهات ساهمت في تمتين بناه وتطوير قدراته إذ يبدأ الدعم في تقديم الغطاء الجوي خلال المعارك وضمان عدم تعرض وحدات الحماية  خطواتٍ هجومية ضدها  والاستمرار في  إرسال الخبراء والمستشارين وعناصر قوات المارينز ووحدات أمريكية أخرى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة " قسد" ورافق هذه الاتجاهات في الدعم استمرار قيادة التحالف بزيادة الدعم المسلح لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب وبناء عدد من القواعد العسكرية والتي تقدر بين 5_6 قواعد في ريف الحسكة وريف حلب وريف الرقة.
  • يظهر العديد من الاختلافات البنيوية بين القوى الرئيسية المنضوية تحت مظلة قسد وكان بشكل دائم وحدات حماية الشعب أحد أطرافها وهي خلافات مستمرة إلى الآن، لكنها في وضعية التجميد، وتعود بعضها إلى المرحلة السابقة لتشكيل " قوات سوريا الديمقراطية"، خصوصاً تلك التي حدثت بين YPG وجيش الصناديد، وبعد تشكيل "قسد" حدثت خلافات كبيرة مع " جيش العشائر"، ولاحقاً لواء التحرير، وخلال معركة الرقة ظهرت الخلافات بين وحدات حماية الشعب وقوات " النخبة" التابعة لتيار الغد.
  • رغم الاتساق والتوافق الشكلي مع مبررات التكوين العسكري وضروراته الهيكلية، فإن الأجسام العسكرية والأمنية وحتى التحالف العسكري الذي تشكل قوات حماية الشعب عصبه الرئيس ترتبط وظيفياً وسياسياً بحزب الاتحاد الديمقراطي ذو الحضور الاشكالي في المشهد السوري والإقليمي وهو ما يجعله أذرع تابعة له ولأجندته التي يختلط فيها الأداء السياسي المحلي مع العابر للوطنية بطريقة تعود بآثار بالغة السلبية على المستوى المحلي والإقليمي.

 

*لقراءة المادة كاملة انقر هنا لتحميل الملف المرفق..

التصنيف أوراق بحثية

ملخص عام

يُسلط هذا التقرير الضوء على تفاعلات "الإدارة الذاتية" السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية والخدمية خلال أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني من عام 2016. ويبرز التقرير على المستوى السياسي أمران: الأول استمرار العلاقة المضطربة بين المجلس الوطني الكُردي والإدارة الذاتية، والثاني الاتفاق السياسي بين "الإدارة" وتيار الغد والذي ركز على العمل المشترك في إدارة الإمكانات المتواجدة لدى الطرفين. أما على المستوى الأمني والعسكري فقد شهدت هذه الفترة ارتفاعاً لمعدلات استهداف المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بالعبوات الناسفة، وارتفاعاً لسوية عمليات التجنيد للشباب ضمن صفوف قوات الدفاع الذاتي (التجنيد الإلزامي) واستمرار تخريج منتسبين جدد إلى قوات الحماية الشعبية YPG.

يقدم هذا التقرير الخاص عرضاً عن المستوى الإداري والخدمي أهم الأعمال المنفذة من قبل الهيئات والبلديات التابعة للإدارة والتي لا يمكن اعتبارها أن تسير وفق السوية ذاتها، فقد شهد الشهر الأخير اضطراباً واضحاً في خطة العمل وصلت لمستوى توقف بعض البلديات عن العمل. ومن أهم الأسباب الدافعة لهذا الاضطراب الاختلاف الحاصل في كمية الموارد المالية من جهة، ويتعلق بتهم "استشراء الفساد الإداري والمالي فيها".

التفاعلات السياسية في "الإدارة الذاتية"

 سجل هذا التقرير عدة أحداث سياسية تدلل على ملامح التوجه السياسي للإدارة الذاتية والقائم على مقاربة تعزيز فرص التمكين السياسي محلياً وخارجياً، ونذكر منها:

أولاً: اتخاذ خطوات باتجاه إقرار النظام الفيدرالي: تزامناً مع إعلان "الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي للنظام الفدرالي" هدیة یوسف" في شهر أيلول 2016 أن الإدارة الذاتية ستُعلن “نظاما جديداً" في الشمال السوري، أعلن المجلس التأسيسي عن استعداده لإعلان النظام الفيدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" وإجراء انتخابات عامة. وأضاف أن "انتخابات عامة ستجري خلال مدة أقصاها ستة أشهر، وسيتم اعتماد النظام الفيدرالي على نموذج قريب من نموذج فيدرالية سويسرا كونها من أنجح النظم الفيدرالية"([1]).

ثانياً: إعلان جهات من الإدارة الذاتية قرب افتتاحها ممثلية لها في اتحاد دول بينيلوكس (هولندا، بلجيكا ولوكسمبورغ)، بعد اكتمال الإجراءات القانونية، وسيكون مبنى الممثلية في هولندا([2]).

ثالثاً: الاتفاق السياسي بين الإدارة وتيار الغد السوري الذي يتزعمه أحمد الجربا، وذلك عقب الاجتماعات التي حصلت في 10/09/2016 بمدينة القاهرة يقوم على 7 بنود "ترسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، استكمالاً لتفاهمات جرت بينهما سابقاً([3])، ووفقا لوكالة "هاوار" أحد الأذرع الإعلامية لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD،  فإن مصادر من الإدارة الذاتية صرحت لها، بإن "هذا الاتفاق تضمن قرارات أخرى تتعلق بالشق التنفيذي للاتفاق، لم يتم الإشارة إليها في البيان الكتابي الصادر عن الطرفين، وهي ثمانية: (1-تشكيل لجنة لدراسة النظام السياسي المطروح في سوريا المستقبل. 2-الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، 3- حرية المرأة ونضالها هو الركيزة والمنطلق للوصول إلى سوريا ديمقراطية حرة، 4-النجاحات التي حققتها الإدارة تشجع القوى السورية الأخرى على الاستفادة من التجربة وتطبيقها بالمناطق التي سيتم تحريرها واعتبارها قاعدة ارتكاز وطنية تحقق مبدأ العيش الحر للتوجه نحو الفضاء السوري، 5- لقبول بالإدارة الذاتية المعلنة في مقاطعات روج آفا والالتزام بقوانينها وقرارات محاكمها، 6- يحق لتيار الغد فتح مكاتبه التنظيمية ورفدها بالكوادر والعاملين في كافة مناطق الإدارة الذاتية ورفع أعلامها ورموزها بحرية، 7- تشكيل لجنة تنسيق عليا من الطرفين للمتابعة والنظر في حل المسائل التي تخدم هذا الاتفاق، 8-تطوير التعاون العسكري في مجال الحماية ومحاربة داعش).

رابعاً: لقاءات سياسية في لبنان: عقدت الرئيسة المشتركة "لمجلس سوريا الديمقراطية" لقاءات في لبنان شملت كلاً من الحزب الاشتراكي اللبناني، ووفداً من حزب الهنشاك الاشتراكي الديمقراطي الأرمني اللبناني([4]).

أما على المستوى المحلي  فلا تزال العلاقة متوترة بين قيادة الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكُردي الذي اتخذ من الوقفات والتظاهرات الجماهيرية وسيلة لمعارضة سياسات هذه القيادة، والتي تواجهها مؤسسات الإدارة في كثيرٍ من الأحيان عبر توظيف أنصارها في مواجهة الاحتجاجات السلمية، وهي طريقة تحاول من خلالها إظهار "وجود " حالة جماهيرية ضد تحركات المجلس وهو أمر يدفع  في كثيرٍ من الأحيان المناطق والمدن الكُردية لحالاتٍ خطيرة من التوتر بين الأهالي، وهو ما دفع المجلس الوطني الكُردي بتأجيل وقفة احتجاجية له على ممارسات "حزب الاتحاد الديمقراطي" بعد أن دعا الاتحاد الديمقراطي أنصاره لمظاهرة في ذات المكان والزمان، وأصدر المجلس الكُردي بياناً يندد فيه بتصرف " الاتحاد الديمقراطي" ووصفه بالهادف إلى خلق "الصدام بين المعتصمين في الطرفين، وخلق فتنة بين أبناء الحي الواحد والعائلة الواحدة، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة على صعيد المجتمع والعمل السياسي والنضالي”([5]).

 وفي مواجهة سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية، قام المجلس الكُردي بتغيير طرقه الاحتجاجية، إذ توجه للاحتجاجات عبر محلياته في عامودا والقامشلي/القامشلي، جل آغا/الجوادية، الدرباسية، ديريك/المالكية وكركي لكي/المعبدة([6]) بأعدادٍ أقل وأمام مقرات المحلية عوضاً عن الساحات العامة([7]). كما طوَّر المجلس من سياساته الاحتجاجية خلال شهر أيلول 2016 عبر تنظيمه حملة إضراب عن الطعام في 14/09 بهدف التنديد بالاعتقالات السياسية التي أقدم عليها "جهاز الآسايش" التابع للإدارة الذاتية بحق أعضاء وقيادات في المجلس وصل عددهم لنحو 55 معتقل([8])، وانضمت عدة مجالس محلية للمجلس للإضراب الذي بدء في القامشلي لينتقل لديريك ولإقليم كُردستان العراق، ومدينة جل آغا/ الجوادية، وأنهى المجلس حملة الإضراب عن الطعام في 18/09 بعد مطالبة عوائل المعتقلين لدى قوات الآسايش  بذلك نتيجة تدهور الحالة الصحية للكثير من المضربين على الطعام([9]).

ولم تُثنِ نشاطات المجلس الكُردي الإدارة الذاتية عن إقدام "الإدارة" على اعتقال المزيد من النشطاء والسياسيين، حيث اعتقلت الآسايش ستة أشخاصٍ من "الحزب الديمقراطي الكُردستاني_ سوريا" خلال عدة أيامٍ في قرى بلدة " جل آغا/ الجوادية" ومنطقة آليان، وكركي لكي/ المعبدة([10]).

نتيجة لهذه الممارسات تم توجيه بيانات إدانة من قبل أطراف عدة لتجاوزات الإدارة الذاتية منها، بيان "اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين" وأعرب فيه الاتحاد عن قلقه نتيجة ما يجري " من انتهاكات بحق الوسائل الإعلامية ومراسليها العاملين في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية". وحذّر الاتحاد من تأثير عمليات الاعتقال هذه على مناخ حرية التعبير ومخالفته للقوانين التي" أجمعت عليها المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الصحفيين وخاصة منظمة «مراسلون بلا حدود»"،  وأكد الاتحاد أن هذه التصرفات هي في الحقيقة مخالفة قانونية حتى لقانون الإعلام" الذي أقره المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة؛ والذي يؤكد في مبادئه الأساسية على حرية الإعلام واستقلاله وأيضاً حرية التعبير والرأي"([11]).

من جهة أخرى قام المجلس الوطني الكردي بعدة تحركات دبلوماسية، نذكر أهمها:

  • لقاء رئيس المجلس إبراهيم برو وزير الخارجية الهولندي، إذ أكد على رفض المجلس لبعض بنود وثيقة الإطار التنفيذي للمعارضة السورية بخصوص مستقبل سورية، ورفضه لممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي بحق قيادة وقواعد المجلس، وضرورة عودة بيشمركة روج آفا للدفاع عن أرضه"([12]).
  • اجتماع وفد لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الكُردي، مع مسؤولين في الخارجية الألمانية، طالب وفد المجلس خلالها "بضرورة الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي لإطلاق سراح كافة المعتقلين لديهم"([13]).

والجدير بالذكر هنا في ملف المعتقلين السياسيين أن الإدارة الذاتية ومناصريها من الأحزاب تنفي وجود أي اعتقالات سياسية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وتصفها بأنها اعتقالات نتيجة مخالفتهم قوانين الإدارة الذاتية([14])، وهو ما دفع رئيس إقليم كُردستان العراق مسعود بارزاني لإبداء قلقه حيال مستقبل الأكراد في سوريا، نتيجة سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي "يقوم بتنفيذ سياسة منظمة PKK هناك، وتركيا في حالة حرب مع الأخير"([15]).

التطورات الأمنية والعسكرية في "الإدارة الذاتية"

يشكل استهداف البنى الداخلية المهدد الأمني الأكثر وضوحاً في مناطق الإدارة الذاتية، إذ احتلت مدينة الحسكة الموقع الأول في قائمة التفجيرات، وشهد شهر أيلول عدة عمليات استهدفت نقاط متعددة ضمن المدينة بالمفخخات، ونتيجة الاستهداف المستمر من قبل تنظيم الدولة تقوم قوات " الآسايش" بشكل معتاد بفرض إجراءات أمنية متشددة خصوصاً خلال المناسبات كالأعياد([16]). وفي هذا السياق سجل الحوادث التالية:

  • استهدفت دراجة مفخخة حي "مساكن الأطباء" أدت لسقوط ضحايا مدنيين وعناصر من قوات الآسايش([17]).
  • انفجرت عبوة ناسفة في حي العزيزية أدت لجرح مدني وأضرار مادية([18]).
  • استهدف " تنظيم الدولة" حاجزاً لقوات الآسايش داخل المدينة في عملية انتحارية أدت لجرح مدنيين وفقدان 6 عناصر أمنية لحياتهم([19]).
  • شهدت المدينة وريفها حالات عديدة من انفجار مخلفات التنظيم من مواد متفجرة كما حدث في قرية "مالفا" بمنطقة الشدادة حيث أدى انفجار لغم أرضي لجرح 8 مدنيين([20])، واستطاعت قوات الآسايش تفكيك عبوة ناسفة معدة للانفجار في حي الغزل بالمدينة([21]).

من جهتها شهدت مدينة القامشلي انفجار قنبلة صوتية دون أن تسجل أي إصابات([22])، ومن الناحية الأمنية تم إلقاء القبض من قبل الآسايش على شخصٍ انتحل صفة أمنية وعليها استغل السكان، وألقي القبض من قبل ذات الجهة على ثلاثة أشخاص يعملون بترويج العملة المزورة في مدينة عامودا([23]).

كما استطاعت "منظمة روج آفا" لمكافحة الألغام" في مدينة "رأس العين" من إنهاء تنظيف نقاطٍ في ريف المدينة من الألغام التي خلفها "تنظيم الدولة"([24])، وفي مدينة منبج والتي سيطرت عليها الإدارة الذاتية فقد شهدت حالة من التوتر بين وحدات الحماية الشعبية وعشيرة "بني السعيد" على خلفية حدوث حالة خطف بحق أحد أفراد العشيرة وتصفيته من قبل أشخاص مستقلين لسيارة عسكرية لم يتم معرفة انتمائها العسكري في منطقة يسيطر عليها "لواء شمس الشمال" أحد فصائل" قوات سورية الديمقراطية"([25])، كما شهدت أطراف المدينة هجماتٍ متقطعة "لتنظيم الدولة" لم ينجح الأخير بالوصول إلى حدودها الإدارية([26]).

أما خلال شهر تشرين الثاني فقد ارتفعت وتيرة الإصابات نتيجة الألغام التي خلفها " تنظيم الدولة" خصوصاً في المناطق التي فقد السيطرة عليها مؤخراً، بالإضافة إلى ازدياد أعداد العبوات الناسفة التي زرعت في المدن الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، وفي هذا الاتجاه تم تسجيل الآتي:

  • استطاعت وحدات تفكيك العبوات، تفكيك عبوة ناسفة بالقرب من الحدود التركية في محافظة الحسكة.
  • فككت قوى الهندسة في مدينة القامشلي عبوتين، وانفجرت عبوة أمام باب المشفى الوطني، وأخرى في حي الكورنيش.
  • انفجرت عبوة ناسفة بطفل صغير كان برفقة عائلة في بلدة تل حميس بريف القامشلي مما أدى لمقتله على أثرها.
  • أودى انفجار لغم في مدينة الحسكة بحياة شاب بالقرب من مفرق البترول.
  • الكشف عن عبوة مفجرة بالقرب من دوار سينالكو وقامت وحدة الهندسة بتفكيكها.
  • انفجرت عبوة ناسفة في حي غويران أدت فقط لأضرار مادية.
  • انفجرت عبوة ناسفة في مدينة تربسبيه / القحطانية وأدت لأضرار مادية فقط، وفي نفس المدينة تم تفكيك عبوة أخرى.
  • قام انتحاري من "تنظيم الدولة" داخل (مقر لواء جند الحرمين) في مدينة منبج دون أن يؤدي إلى إصابة أحد.
  • انفجر لغم في ريف الباب في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد" بشاب أدى لإصابته بجروح بليغة.
  • قامت قوات " الآسايش" بتفكيك عبوة ناسفة في مدينة "كوباني" على الطريق الواقع بين (تل أبيض-القامشلي) ([27]).

والجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة وبالتزامن مع قيام دورية أسايش لقرية (باني شكفتي) عملية مداهمة بهدف سوق الشباب للتجنيد الإجباري، وأمام فرار الشباب من الدورية أطلقت الأخيرة الرصاص الحي باتجاههم مما أدى لفقدان شاب يبلغ 19 من عمره لحياته([28])، وحدثت أواخر شهر أيلول مداهمة أخرى لقرية "تل حبش" بريف مدينة عامودا بهدف سوق الشباب للتجنيد الإجباري، وأمام رفض الأهالي تسليم أبنائهم، وخلال المداهمة حدثت ملاسنة بين الطرفين قامت على إثره دورية الآسايش بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الأهالي([29]).

شهدت هذه الفترة مجموعة من التطورات العسكرية المهمة عنوانها الرئيس الصراع بين قوات سورية الديمقراطية ودرع الفرات"، ومن هذه التطورات نذكر:

  • إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" عزمها التوجه نحو الباب، ودعمها لتشكيل مجلس عسكري باسم "المجلس العسكري للباب" ليتولى هذه المهمة.
  • تصريح قائد "تجمع كتائب شهداء جرابلس" التابع لقوات سوريا الديمقراطية بأن قواتهم لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الفصائل المشاركة في درع الفرات وستقوم بالرد في الوقت المناسب([30]).
  • إعلان قوى مدعومة من "الإدارة الذاتية في عفرين عن تشكيل حلف عسكري باسم "المقاومة الوطنية السورية" في مؤتمر صحفي عقد في مدينة "تل رفعت" وصرح المشكلون للحلف إن هدفه هو قيادة "مقاومة وطنية" ضد تركيا([31])، كما جاء تصريح من الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكُردستاني/ PKK "جميل بايِق" على أن الكُرد في سورية سيدافعون عن الفدرالية التي أعلنوها ضد تركيا([32]).
  • إعلان شيوخ عشائر مقربين من الإدارة الذاتية في مدينة منبج رفضهم لعملية درع الفرات ووصفوها "بالاحتلال للأراضي السورية"([33])، وأصدرت المنسقية العامة "للإدارة الذاتية الديمقراطية" بياناً مشابهاً له([34]).
  • الإعلان عن تشكيل فصائل بهدف مواجهة " قوات سوريا الديمقراطية" والنظام وتنظيم الدولة في آنٍ واحد وكانت البداية بإعلان فصيل باسم "ثوار الجزيرة السورية([35])" والآخر "سرايا القادسية([36])"، ومن ضمن أهداف هذه الفصائل وفق بياناتها هو محاربة "وحدات الحماية الشعبية الكردية، الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وذلك بعيد مواصلة هذه القوات سياستها المنهجية ضد السكان العرب والتركمان في ريف الرقة".
  • إرسال كل من: حركة أحرار الشام -حركة نور الدين الزنكي -الجبهة الشامية-تجمع فاستقم -جيش الإسلام، رسالة إلى مبعوث الرئيس الأمريكي "مايكل راتني" تضمنت طلباً فيه بقطع العلاقة مع كل من PYD وYPG، وتشير فيه إلى عدم تمثيل الجهتين للكُرد في سورية، ووفق ذلك وجوب إعادة النظر في السياسة المتبعة من قبل الولايات المتحدة اتجاهها([37]).
  • توترات  طفيفة على الحدود نتيجة ظهور صور يظهر فيها رفع العلم الأمريكي على عدد من الأبنية في مدينة تل أبيض/ كري سبي([38])، الأمر الذي دفع بتركيا إلى طلب توضيح الأمر، وعلى إثر الانتقاد التركي تم إنزال الأعلام وإبقاء واحدٍ فقط في إشارة إلى مكان تواجد القوات الأمريكية، التي كانت لتوها قد استلمت جثث ثلاثٍ من المواطنين الأمريكيين من الذين قاتلوا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج([39])، وهنا يجدر بالذكر أن وزير الخارجية التركي أعلن بأن بلده ستعتبر المقاتلين البريطانيين ضمن صفوف قوات الحماية "إرهابيين"([40]).
  • شهدت مدينة عامودا تبادل إطلاق نار بين وحدات الحماية والجيش التركي في النقاط الواقعة بين مدينتي عامودا والدرباسية([41])، كما استهدف الجيش التركي عدة مواقع YPG على حدود مدينة ديريك/ المالكية([42])، وفي المناطق التابعة لمدينة عين العرب/ كوباني (قرى كوران، كانيا كردان وجارقلي شرقي مدينة كوباني، وقرية كورعلي)([43])، وفي عفرين بمحيط قرية العذري([44]).
  • شنت الفصائل التابعة لقوات سورية الديمقراطية(جيش الثوار، جبهة حماية المرأة للشهباء، جبهة الأكراد، لواء السلاجقة، لواء 99 مشاة، أحرار الكعيبة، لواء شمال الديمقراطي، لواء الحمزة، قوات العشائر(بريف حلب)، كتائب ثوار آرفاد، لواء المهام الخاصة، مجلس الباب العسكري، مغاوير السفيرة، لواء الأول مغاوير حمص) شنت هجمة على " تنظيم " الدولة" في قرى “تل قراح، تل مالد، حساجك، حصية، وحشية، وسيد علي) في محاولة للسيطرة عليها، وبهذا التقدم اقتربت "قوات قسد" من خطوط درع الفرات والقوات التركية، وكان الرد من الأخيرة بقصف نقاط تمركز وحدات YPG والقرى التي سيطرت عليها بأكثر من 40 قذيفة ، قتل على إثرها 4 مقاتلين من وحدات الحماية الشعبية والكتائب المتحالفة معها، وخرجت مظاهرات عدة في مدينة عفرين بشكل خاص ضد القصف التركي ، ومظاهرات أخرى ضد " الجدار العازل" الذي تستمر تركيا في بناءه على حدودها مع سوريا ، وفي السياق الأمني العسكري أيضا بدأت الدفعة الثانية للدورة العسكرية السابعة " لواجب الدفاع الذاتي/ التجنيد الإلزامي" في مقاطعة عفرين .

وبخصوص العلاقات العسكرية بين الإدارة الذاتية والولايات المتحدة الامريكية، يمكن تسجيل مجموعة أحداث تتدلل على استمرار واشنطن بتثبيت تواجدها في المنطقة ودعمها لقوات "قسد"، دعمٌ لا يتعارض مع ضرورات التوافق السياسي مع أنقرة:

  • بدء الجنود الأمريكيين بإنشاء وتوسيع وتجهيز مطارات عسكرية جديدة بريف الحسكة بمدينة ديريك([45]) ومدينة الشدادي([46])، إضافة إلى مقر جديد في مدينة تل أبيض والتي شهدت قدوم معدات وجنود أمريكيين جدد([47]).
  • زيارات أمريكية متكررة لمناطق الإدارة الذاتية في شمال سورية، حيث زار مبعوث الرئيس الأمريكي " بريت ماكغورك" الجزيرة و"كوباني" الذي أكد خلال زيارته على استمرار الدعم الأمريكي لقوات "قسد"([48])، وناقش ورحب بـ عملية تحرير منبج من تنظيم الدولة وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد التنظيم، مؤكداً على ضرورة التقيد التام بالالتزامات السابقة التي تعهدت بها قوات سوريا الديمقراطية. وقد أكد في جميع لقاءاته على توحيد الجهود ونزع فتيل الخلافات"([49]).

وفي سياق معارك "الإدارة مع تنظيم الدولة" يمكن ذكر الآتي:

  • شهدت مناطق جنوب مدينة الشدادي اشتباكاتٍ بين قوات "YPG" و "تنظيم الدولة" فقد على أثرها التنظيم أكثر من 38 عنصراً أما الوحدات فقد فقدت أكثر من 9 عناصر([50])، من ضمنهم مقاتل أمريكي الجنسية يدعى " دان جارل أمانس"([51]) وامتدت الاشتباكات من 30/08 إلى 15/09.
  • شهد شهر تموز عملية تبادل للأسرى بين الوحدات وتنظيم الدولة شملت عنصرين من الوحدات وسبعة مدنيين([52]).
  • اشترطت عضوة الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM حنيفة حسين ثلاثة شروط لمشاركة وحدات حماية الشعب في عملية تحرير الرقة، وهي" على رأسها القبول بمشروع الفدرالية والمشاركة في مفاوضات جنيف وتسليح الـ YPG وأن يتم مخاطبتنا كإرادة سياسية” فوحدات حماية الشعب على حد تعبيرها تقاتل في سبيل إنجاح مشروعها السياسي"([53]).

وفي إطار آخر وضمن خطط التدريب العسكري التي تقوم بها "الإدارة" فقد تم رصد ما يلي:

  1. التحق 50 عنصر جديد بوحدات حماية الشعب في مدينة الحسكة([54])، وتم تخريج 300 عنصر جديد ضمن قوات الحماية الذاتية (التجنيد الإجباري) بعد دورة تدريبية استمرت لـ 45 يوم في معسكر بلدة تل بيدر([55]).
  2. انتهاء الدورة التدريبية الثانية من الدفاع الذاتي في مدينة كوباني/ عين العرب والتي تدرب بها 285 شاب والذين من المفترض أن يبقوا ضمن صفوف وحدات الدفاع الذاتي لمدة تصل لـ 6 أشهر([56]).
  3. استطاعت سلطات "الإدارة الذاتية" جلب وإلحاق 250 شاباً من المدينة وريفها بالدورة التدريبية الثالثة([57]).
  4. شهدت مدينة عفرين تخريج دورة جديدة من عناصر الآسايش، بعد مدة تدريب دامت شهرين وبلغ عدد المنتسبين إليها 45 مقاتل.

التطورات الإدارية والخدمية في "الإدارة الذاتية"

يُعد إحصاء "أنا هنا" من أهم القرارات الإدارية التي تتجه الإدارة الذاتية في تثبيت خطواتها نحو إعلان وتطبيق "فدرالية روج آفا شمال سوريا"، في ظل غياب أي من نوعٍ من الاعتراف بها من قبل أي "كيانٍ" سوري أو دولي كما ذكرنا في تقارير سابقة. وتحاول الإدارة الذاتية تحقيق نوع من "المشروعية الجماهيرية" عبر سيطرتها على قطاعات مجتمعية هامة منها التعليم والتموين، وقد بررت  "لجنة الإحصاء" التابعة للإدارة في بيانٍ نشرته في 19 من أيلول أن هذا الإحصاء يأتي "نظراً للضرورة الحتمية التي تفرضها المستجدات والمتغيرات السياسية والاجتماعية، والتي تأتي بتطوير نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية نحو مشروع "فيدرالية روج آفا- شمال سوريا".

 ولأجل ترسيخ دعائم هذه الفيدرالية لتستمد قوتها من المجتمع على أساس الانتخابات التي ستجري في الفترة المقبلة"، ولإنجاز هذه المهمة تم تكليف "مركز "روج آفا" للدراسات الاستراتيجية" للقيام بهذا المشروع، الذي حدد التصنيفات التي سيتضمنها الإحصاء على الشكل التالي: ( عدد السكان الكامل، الفئة العمرية التي تحق لها الانتخاب، الوضع الاجتماعي والعائلي، التحصيل العلمي، مستوى البطالة، حالات الإعاقة الكاملة، حالة النزوح واللجوء إلى "روج آفا"، والهجرة من "روج آفا")، وتم تقسيم مراحل العمل في العملية الإحصائية إلى ثلاث مراحل (المرحلة التحضيرية، العمل الميداني وتدوين البيانات التدوين الإلكتروني).

وتم إعلان لائحة من القرارات التي تناولت عملية التنظيم والترتيبات الأمنية في يوم الإحصاء وكان أهمها:" سيكون يوم الإحصاء يوم عطلة رسمية لكافة دوائر الإدارة الذاتية الديمقراطية والمؤسسات المستقلة العاملة في المنطقة التي سيشملها الإحصاء في ذلك اليوم" ، إعلان حظر التجوال وإيقاف حركة السوق والآليات بالكامل"، وتمت مطالبة الأهالي بتأمين لوازمهم المعيشية تحسباً لحظر التجوال، ولإنجاز العملية تم تحديد يومٍ واحد لكل مدينة على أن يتم التمديد وفقاً لعملية السير بالإحصاء، وقد شمل الإحصاء كافة المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية([58]).

تعددت المواقف من عملية الإحصاء بناءً على التوجهات السياسية للأطراف المختلفة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية:

  • فمن وجهة نظر الإدارة الذاتية تهدف العملية لمعرفة أعداد الوافدين والنازحين إلى مناطق "روج آفا" وعدد المهاجرين منها، وليتم الاستفادة من نتائجه في تقديم الدعم للسكان في المجالات الخدمية، بالإضافة للتجهيز للانتخابات التي ستتم لاختيار الممثلين في "فدرالية الشمال".
  • رفض المجلس الوطني الكُردي العملية جملةً وتفصيلاً معللاً رفضه بعدم مناسبة الوقت، وفقدان الأمان، ووجود أعداد كبيرة من المهاجرين مما سيؤدي لإعطاء نتائج غير صحيحة عن الواقع([59])، واستذكر البعض الإحصاء الاستثنائي الذي نفذ عام 1962 وتم تجريد ما يقارب 100 ألف كُردي من الجنسية السورية آنذاك([60])، ورفض رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو عملية الإحصاء، وأكد أنهم كمجلس لن يشاركوا في الانتخابات المزمع إجرائها من قبل الإدارة الذاتية ووصفها بأنها إعادة "لتجربة البعث"([61]).
  • حذر الباحث شيار إسماعيل من عملية الإحصاء هذه ومن تبعات السياسة الغامضة والمستعجلة والتكتمية والمناقضة للشفافية التي ينتهجها حزب الاتحاد الديمقراطي، وفيما يخص مسوغ العملية الإحصائية والمتمحورة حول جمع البيانات الضرورية لإجراء انتخابات للفدرالية المزمع إعلانها بعد فترة وجيزة، وفي ظل الهجرة الكبيرة للكرد من سورية، رأى عيسى أنها ستؤدي إلى تعميق الشرخ السياسي الكُردي وستقلل من نسبة الأصوات الكُردية بناءً على مقاطعة الكثيرين لها، وأشار إلى عدم وجود أية "قيمة قانونية في القانون الدولي" لهذا الإحصاء، نظراً لأن مشاريع من هذا النوع لا يجوز تنفيذها في أوقات الحروب والنزاعات، في ظل عدم وجود دستورٍ مبني على توافق وطني([62]).
  • رفض النظام هذا الإحصاء عبر "وزير المصالحة علي حيدر" حيث وصف الإحصاء بغير المنصف وغير القانوني، وأكد على عدم قبول "الدولة السورية" لأية مشاريع أو خطوات من طرف وجهة واحدة، دون الرجوع لمؤسسات الحكومة، ومشاريع كهذه "لا تمتلك أي شرعية أو استمرارية، خاصة إذا كانت من أطراف تفرض نفسها بقوة السلاح على المناطق السورية"([63]).
  • رفض رئيس الحكومة السورية المؤقتة هذا الإحصاء معتبراً إن حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول " إظهار أفكاره، لكن لا أحد يولي اهتماماً لمشاريعه، إنه يحاول إضفاء الشرعية على مشاريعه، ونحن نعرف ماهية تلك الإحصاءات"([64]).

ومن القرارات الإدارية التي استصدرتها الهيئة الداخلية والحاكمية المشتركة في الإدارة الذاتية نذكر الآتي:

  • قانون السلامة والأمان أثناء قيادة السيارات، وسحب كافة أوامر المهمات المكتوبة باستثناء الأوامر الصادرة من قبل "القيادة العامة لقوات الأسايش والقيادة العامة لوحدات حماية الشعب ومكتب الأمن والحماية في الإدارة الذاتية" ويرجح أنها خطوة لمواجهة حالات استغلال المهمات المكتوبة للتهرب من الالتحاق بالجبهات في حال دعوتهم لها، حيث ورد في البند الخامس من القانون " لكل من أعضاء الأسايش الذين لا يلتزمون بالذهاب إلى الحملات بفصل من الأسايش".
  • قرارات متعلقة بالسجلات العقارية وربط المؤسسات المشكلة حديثاً في مدينة منبج بهيئات الإدارة الذاتية، كإعفاء "عوائل شهداء الإدارة الذاتية" من الذهاب للحملات العسكرية؛ حظر إعطاء وثيقة "سجل تجاري" إلا لسكان مقاطعة الجزيرة، إضافة إلى تقييد عملية الموافقة على بيع وشراء العقارات عن طريق مكتب القيادة العامة للأسايش([65])؛ أما فيما يخص هيئة الطاقة التي شهد قطاع الكهرباء فيها مشاكل متكررة، قام المجلس التنفيذي بناءً على الشكاوى المقدّمة من الأهالي بإقالة رئيس هيئة الطاقة([66]).
  • مصادقة الحاكيمة المشتركة([67])على المرسوم رقم 16 المتضمن قانون المخالفات والاستجرار غير مشروع للطاقة الكهربائية والمتكون من 13 مادة، وتخص السلطة على إدارة قطاع الكهرباء ولائحة العقوبات بحق المخالفين([68]).
  • إقرار المجلس التشريعي في "مقاطعة الجزيرة" قانون ضريبة الدخل 2016 ويتضمن فرض ضريبة نقدية على الدخل لشرائح متعددة ضمن المجتمع ([69]).
  • إقرار المرسوم التشريعي رقم 3 للعفو عن "الجرائم" المرتكبة قبل 17/09 باستثناء جريمة تعدّد الزوجات والإرهاب والأمن([70]).
  • فيما يخص الأعمال المنفذة من قبل هيئة الطاقة في " مقاطعة الجزيرة" فقد شملت جملة كان أهمها:
  • الإشراف على تبديل وصلات بطول (720-50-50) متر على الخط الرئيسي للنفط الواصل بين سويدية الثانية وكرزيرو.
  • الانتهاء من صيانة مراكز محولات 20KVفي مدينة الدرباسية، وإتمام أعمال الصيانة لمضخة المياه في العنفة الثالثة من عنفات مؤسسة سويدية([71]).

أما فيما يتعلق بطبيعة الأعمال المنفذة من قبل البلديات التي تديرها الإدارة الذاتية (انظر الملحق رقم 1)، فإنه يمكن تلمس الاضطراب في خطة عمل البلديات وسوية الخدمات المقدمة (كتعبيد الطرق أو مجال الصرف الصحي) بالمقارنة مع الأشهر السابقة، اضطراباً وصل لمستوى توقف بعض البلديات عن العمل، ومرد ذلك للاختلاف الحاصل في كمية الموارد المالية من جهة، ولتهم "استشراء الفساد الإداري والمالي فيها من جهة ثانية، كما توضح هذه الأعمال ارتفاعاً ملحوظاً في افتتاح مشاريع التمكين الذاتي، وازدياد أعداد مشاريع المرأة والتي تعتمد على نظام الأسهم التشاركية، والجدير بالذكر في هذا الصدد هو عدم توافر كوادر إعلامية في بعض المناطق على سوية تغطية الخدمات المنفذة من قبل البلديات.

 

خاتمة

شهدت "الإدارة الذاتية" خلال الأشهر الثلاثة هذه سعياً واضحاً لتعزيز عدة سياسات تسهم في زيادة فرص تطبيق النظام الفيدرالي، وتفعيل أدائها الخارجي سواء برغبتها بفتح ممثليات لها في عدة دول اوربية، أو بتمتين تحالفاتها السياسية، سعيًّ سيبقى ضمن طموحات اكتساب الشرعية السياسية التي لم تتحصل عليها الإدارة بعد، كما تبقى أسئلة الشرعية تلك مفتوحة أمام ممارسات "الإدارة" فيما يتعلق بعسكرة المجتمع ونهج الاعتقال السياسي.

 

الملحق: (أهم الأعمال الخدمية خلال الثلاثة أشهر)

 

أولاً: خلال شهر أيلول

  • بلدية الحسكة " المدينة"
  1. تنظيف نهر الجغجغ (مجرى+ أكتاف) بطول /3/ كم، بدءً من الجسر الحربي وحتى جسر الصناعة، ويستمر المشروع /60/ يوماً ويهدف لتنظيف مجرى النهر من الأتربة والرواسب والحشائش.
  2. مشروع الصرف الصحي في ضاحية نوروز (المرحلة الثانية) وذلك بتمديد القساطل بقطر /40/سم([72]).
  3. جولات ميدانية للدائرة الصحية لمراقبة ومصادرة المواد المنتهية الصلاحية([73]).
  4. طرح مناقصات مشاريع: طريق الشدادة بقيمة: 1680000 تقريباً([74]).
  5. تجهيز طرقات بلدة توينة بقيمة تقارب 32 مليون ل.س([75]).
  6. ثلاثة مشاريع تعبيد وترقيع طرق داخل المدينة، وفي منطقتي صفيا وتل طويل بقيمة قاربت 68 مليون ل.س([76]).
  7. خمسة مشاريع خاصة بالصرف صحي، شبكات مياه، وإكساء أبنية، بقيمة قاربت 45 مليون ل.س([77])
  8. مشروع تجهيز طرق وصرف ومطريات محطة " علوك" بقيمة قاربت 35 مليون ل.س([78]).
  9. بدأت “بلدية الشعب بالحسكة" بتوزيع الدفعة الأولى من مادة الوقود وخصصت لكل منزل /200/ لتر حيث تم تسعير البرميل الواحد ب/7400/ ل.س بالإضافة لأجور النقل ضمن المدينة([79]).
  10. وأنهت البلدية استبدال 1700 قنينة غاز منزلي([80])، ونفذت البلدية حملة نظافة واسعة في كامل حي غويران بعد دخوله لسيطرة الإدارة الذاتية نتيجة المواجهات الأخيرة في المدينة([81]).
  11. قيام سلطات "الإدارة الذاتية" في بداية شهر أيلول بنقل نحو 60 ألف أسطوانة متواجدة في مركز سادكوب الحسكة([82]). أما جنوباً وفي بلدة "الشدادي" فشهدت عودة المياه للبلدة وقراها بعد تفعيل محطتي مخروم وجبسة، كما تشرف بلدية الحسكة على مشروعٍ للصرف الصحي، ونفذت البلدية حملة توزيع طحين وصلت إلى 70 ألف كيس طحين تم توزيعها على الأهالي([83]).
  • بلدية القامشلي "الكبيرة"
  1. تنفيذ دائرة المياه بالتنسيق مع منظمة يونيسيف مشروع إرواء حي "الموظفين" ويمتد من شارع الخليج إلى شارع قوتلي ومن شارع السياحي إلى شارع الكورنيش بكلفة بلغت (444) ألف دولار ولمدة ثلاثة أشهر([84]).
  2. طرحت منظمة IRD مناقصة مشروع أجهزة مخبرية لفحص المياه في مدينتي القامشلي والمالكية/ديريك ولم يتم ذكر قيمة العرض ضمن الإعلان([85]).
  3. مشروع مناقصة تنفيذ "تقديم وتركيب التجهيزات الكهربائية والميكانيكية لبئر دوار الزيتونية بقيمة تقديرية بلغت 21 مليون ل.س([86]).
  4. أنجزت دائرة المياه في البلدية عملية استبدال خط المياه من محطة الهلالية إلى الريغارات الرئيسية بطول 1150 متر وبقطر 500 مم بولي إيتيلين([87]).
  5. القيام بملء منصفات الطريق العام في حي قناة السويس بالأتربة وبطول 2500 متر بعد إتمام عملية الترميم([88]).
  6. قامت " بلدية القامشلي الكبير" بدراسة تهدف لوضع حد لعشوائية البسطات في الشوارع الرئيسية في السوق([89]).
  • بلدية القامشلي الشرقية
  1. تفريش شوارع وأحياء "محمقية" ب 5000م3 من مادة البقايا واستمر التنفيذ 13 يوماً([90]) .
  2. ترقيع وتزفيت شوارع حي " الأربوية" بكمية بلغت 131م3 واستمر العمل 3 أيام([91]).
  3. إطلاق حملة ضد الكلاب الشاردة والتي هاجمت السكان ونتج عن هذه الهجمات حالات وفاة وجروح بليغة وشملت الحملة مناطق (محمقية القديمة، قدوربك، زيتونية، الحزام الشمالي، العنترية، الصناعة القديمة والجديدة، المحطة، نقل بري، حي السريان، الآشورية، البشيرية، وحي الآربوية) وتمكنت لجنة الضابطة من قتل أكثر من /60/ كلب وتم التخلص من جثثها([92]).
  4. تنفيذ حملة ضد من يتلاعب بعدادات الكهرباء حيث يقوم بعض الأهالي بتبديل القواطع بسبب عدة عوامل أهمها إرتفا أسعار امبيرات كهرباء المولدات، وينتج عن التلاعب بعدادات الكهرباء أعطال قدر قيمة آخر عطل أصاب المولدة 450 ألف ليرة([93]).
  • بلدية القامشلي/ القامشلي الغربية
  1. ترميم الشارع العريض في حي "الكورنيش" ويبلغ عرضه 36م، وبناء دوار ب قطر20م([94]).
  2. إتمام الترميمات في شوارع حي " الكورنيش" وانجاز 1018م3([95]).
  3. تجهيز حديقة في حي "الحلكو"([96]).
  4. تنفيذ عملية هدم بحق الأبنية المخالفة بالتعدي على الأملاك العامة 07/ 09([97]).
  5. طرح مشروع مناقصة لتجديد وفتح الفوهات المطرية بقيمة قاربت 3 مليون ل.س([98]) .
  6. طرح مشروع ثاني لتجديد وفتح الفوهات المطرية وبلغ عددها 125 وبقيمة تقديرية 6.5 ملايين ل.س([99]).
  • بلدية عامودا
  1. ترقيع الطريق الواصل بين طريقي القامشلي والحسكة([100]).
  2. تنفيذ مشروع تعبيد طريق (بريفا -سنجق سعدون)([101]).
  3. تنفيذ مشروع صيانة الطريق الرئيسي بين قريتي "قجلة وجناق جيق"([102]).
  4. البدء بمشروع قشط وفرش طريق قرية " كرنكو –كندور"([103]).
  5. البدء بمشروع فرش بقايا مقالع للطريق الواصل بين قريتي تل العشق وقرميتلو بكلفة قاربت 90مليون ل.س([104]).
  6. تنفيذ مشروع فرش بقايا مقالع في الكراج([105]).
  7. استكمال بناء فرن قرية أم الربيع([106]).
  8. البدء بتوزيع مادة المازوت على المدينة والقرى بمقدار (300) لتر لكل منزل([107]).
  9. إعلان مشروع مناقصة لفرش الحجر المكسر في عدة قرى بلغت قيمة الاول 58 مليون ل.س([108])، ومشروع الصرف الصحي في قرية "سنجق خليل" بقيمة تقديرية بلغت 15 مليون ل.س تقريباً([109]).
  10. جولات دورية لتنظيف منصفات الطرق في المدينة([110]).
  11. من جهة أخرى تنشط "شعبة التموين والدائرة الصحية" في القيام بجولات متكررة لضبط المواد المنتهية الصلاحية، ويتم مخالفة المتلاعبين بلصقات تاريخ الصلاحية ولاحقاً إتلاف المواد([111]).
  • بلدية الدرباسية
  1. نفذت بلدية "قيروان" مشروع فرش حجر مكسر في ثلاثة قرى وبطول 1كم، فرش بقايا مقالع ضمن ثلاثة قرى بطول 3.2كم([112]).
  2. طرح مشاريع مناقصات لفرش بقايا مقالع في الحي الغربي بقيمة قاربت 5 مليون ل.س، مناقصة تنفيذ شبكة " مجرور صرف صحي" في قرية "ظهر العرب" بقيمة قاربت 7مليون ل.س، مشاريع تعبيد وترميم طرق قرية "الغنامية" وقرى أخرى بقيمة 15 مليون ل.س.([113]).
  3. فتح الفوهات المطرية في المدينة استعداداً لفصل الشتاء([114]).
  4. تنظيم طرق ضمن قرية "جَطل" بناءً على شكاوى سكان القرية من انعدام الطرق والشوارع داخلها([115]).
  5. توقيع عقد بالتراضي بين بلدية الدرباسية و"دائرة الاقتصاد" لبناء معمل وتقسيم الأرباح مناصفةً بين الطرفين([116]).
  6. إطلاق حملة لنشر ثقافة الاهتمام بالبيئة تحت شعار " بيئتنا مسؤوليتنا"([117]).
  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ
  1. استكمال مشروع إنشاء وترقية شبكات الصرف الصحي في حي "زور آفا"([118]).
  2. تنفيذ مشروع مناقصة تأهيل وترميم مجموعة من مدارس المدينة تحت إشراف "مكتب شؤون المنظمات الإنسانية "وبتمويل من منظمة MRFS ([119]).
  3. تنفيذ مشروع مناقصة ممول من منظمة MRFS لبناء خمس كتل لدورات مياه عامة في الحدائق بتكلفة قاربت 4115$([120]).
  4. حملة نظافة للشوارع الرئيسية في المدينة وترحيل القمامة([121]).
  5. تمديد خطوط مياه السقاية بالتنقيط للأشجار المزروعة ضمن منصفات الطرقات([122]).
  6. توزيع مخصصات مادة المازوت للتدفئة، ويحق لكل عائلة كدفعة أولى 200 لتر بقيمة 35ل.س للتر الواحد([123]).
  7. تنفيذ مشروع مناقصة ترميم وصيانة الطرق ضمن المدينة بتكلفة 42 مليون ل.س وتغطية مساحة 32م([124]).
  8. مشروع مناقصة لإدخال أتربة زراعية إلى حديقة " كوران" بقيمة قاربت 1 مليون ل.س([125]).
  • بلدية تل حلف
  1. المباشرة بتوزيع مادة المازوت على البلدة وتخصيص لكل دفتر عائلة 200 لتر بقيمة 35 ل.س([126]).
  2. المباشرة بتنفيذ مشروع مناقصة صرف صحي في قريتي الناصرية وقطينة لـ يخدم 200 منزل لكلا القريتين بقيمة تقارب 22 مليون ل.س وتقدير مدة التنفيذ ب 60 يوم([127]).
  3. القيام بإعادة تأهيل بئر الناصرية بتمويلٍ من منظمة "كون سيرن"([128]).
  • بلدية القحطانية" تربي سبيه"

طرحت بلدية القحطانية مشاريع مناقصات شملت:

  1. مشروع مجرور صرف صحي لقرى "كندك سيد، شيتكة، كريمركي" بقيمة قاربت 41 مليون ل.س([129]).
  2. مشاريع رش حجر مكسر لشوارع فرعية داخل المدينة وداخل قرية "درنا قلنكا" بقيمة قاربت 60 مليون ل.س([130]).
  3. مشروع مجرور صرف صحي لقرية "حاصودة" بقيمة قاربت 9.5 مليون ل.س، ولقرية "كربكيل" بقيمة قاربت 5 مليون ل.س([131]).

ونفذت البلدية مشاريع مناقصات تم طرحها سابقاً وهي:

  1. المباشرة بتنفيذ مشاريع فرش بقايا وحجر مكسر لقرى تابعة لبلدية قرية " التنورية" بقيمة 12 مليون ل.س([132]).
  2. تنفيذ مشروع مجرور الصرف الصحي لقرية الشيبانية التابعة تكلفة قاربت 5 مليون ل.س([133]).
  3. إنهاء مشروع ترميم طرق قرى تابعة لبلدية عطشان في منطقة آليان([134]).
  • بلدية المالكية /ديريك
  1. طرح مشروع صيانة فوهات مطرية داخل المدينة بقيمة تزيد عن 1 مليون ل.س([135]).
  2. البدء بتوسيع المنطقة الصناعية الجديدة التي تحوي 30 محلاً بهدف نقل المحلات الصناعية من داخل المدينة إلى خارجها، ويتم منح المحلات عن طريق الاكتتاب وتصل قيمة المحل الواحد البالغ مساحته 50 متر، 2 مليون ل.س([136]).
  3. وضع آرمات تشجع على الحفاظ على البيئة([137])، وتوحيد لباس عمال النظافة التابعين للبلدية([138]).
  • بلدية الجوادية " جِل آغا"
  1. تنظيف مجاري الصرف الصحي وتركيب أغطية على طريق المحلق الشمالي([139]).
  2. تنفيذ المرحلة الثانية من عقد مشروع بقايا مقالع طريق المحلق الشمالي البالغ قيمته 10 مليون ل.س ([140]).
  3. طرح مشاريع مناقصات بقايا وترميم خطوط الصرف الصحي وتمديدها ضمن المدينة وبعض القرى بقيمة قاربت: 73 مليون ل.س([141]).
  4. طرح مشاريع حفر آبار ارتوازية بقيمة 48 مليون ل.س، مشاريع بقايا ومقالع بقيمة 22 مليون ل.س([142]).
  • عين العرب/ كوباني
  1. تزفيت طريق ساحة الحرية في المقاطعة، وترميم طريق جرابلس وطريق الفرن الآلي. المقاطعة([143])، ولاحقاً وصل الترميم لشارع 48 الواقع وسط المدينة([144]).
  2. افتتحت هيئة الصحة في المقاطعة 7 نقاط طبية في المدينة، لخدمة الحالات العاجلة والاضطرارية، ومن المقرر أن تقوم الهيئة بافتتاح 7 نقاط طبية أخرى([145]).
  3. تشهد المدينة جولات دورية من قبل مديرية التموين للكشف على المواد التموينية ولوحظ بعض حالات بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية وتم مصادرتها وإتلافها من قبل المديرية([146]).
  4. قيام مديرية النقل بتوزيع وتغيير لوحات السيارات وخلال شهر واحد قامت المديرية بتسجيل 731 دورٍ لتسجيل سياراتٍ ودراجات غير منمرة.
  • عفرين
  1. قامت بلدية " الشعب" في بلدة "معراته" ابتسوية الطرقات الرئيسية فيها وفي قرية كفرشيل بطول 1200 متر وعرض 6أمتار([147])، والطريق الثاني الذي استمرت أعمال توسعته وإيصاله لقرى جديدة واستمر لمدة 6 أشهر هو الطريق الواصل بين (شيه-كوندي خليل) بمسافة بلغت 20 كم وعرض 8 أمتار([148])، والثالث كان ترميم وترقيع بلدية "ميدان" لطرق القرية بمادة الأسفلت([149])، والتخديم الرابع كان من نصيب طريق " شرا- ديرصوان" حيث تم ترميم وتوسيع الطريق الذي يبلغ طوله 500 متر وبعرض 6 أمتار([150])، والنشاط الخامس كان تسوية الطريق المؤدي إلى بلدية الأشرفية والذي نفذ بالتعاون بين بلديتي " الشعب في الأشرفية والبلدية المركزية وبطول 300 متر وعرض 7 أمتار([151])، والنشاط الأخير نفذته بلديات "شيه و جنديرس" طريق حراجي في موقع " بوذية" بهدف تأمين وصول سهل في حال حدوث حرائق([152]).
  2. نفذت بلديات عفرين مجموعة مشاريع أخرى منها: مشروع افتتاح حديقة في محيط " جامعة عفرين" بطول 80 متر وعرض 25 متر([153])، ومشروع تسوية أرض في مشتل "الشهيد رفعت" لإعداد الشتول الحراجية، وصلت طاقة كل مسبكة فيه ل 1000 شتلة حراجية([154]).
  3. قامت بلدية الشعب في " بلبلة" بترميم الجسر الواقع على طريق القرية، ونفذ المشروع بمشاركة أهالي القرية بالمعدات اللازمة وبتقديم مبلغ قدره 70 ألف ل.س من القيمة الإجمالية التي بلغت 1200000 ل.س، وبلغ طول الجسر 12 متر وعرضه 8 أمتار وإلى جانبه نفذت ذات البلدية حفر بئر بعمق بلغ 400 متر وكلف 25 مليون ل.س([155]).
  4. أنهت البلدية ترحيل بقايا الأحجار والأتربة من موقع الحديقة التي تم إنهاء إنشائها في شارع "شو كافيه"([156]).
  5. باشرت البلدية مشروع إنشاء دوار في وسط ساحة النبعة بهدف تنظيم المرور([157]).
  6. نفذت " بلدية الشعب في ميدانكه" مشروع صرف صحي ضمن البلدة حيث تم ربط شبكة البلدة بالخط الرئيسي وتم إنشاء حوض ترسيب لمنع امتزاج مياه الصرف الصحي بمياه السد([158]).
  7. نفذت " بلدية الشعب في الأشرفية" مشروع إنشاء خط صرف صحي في الحي بطول 220 متر.
  8. استطاعت البلدية توصيل الكبل الضوئي للاتصالات في المدينة بعد أن قطع نتيجة الحفريات([159]).

والجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأعمال الخدمية ضمن المجال الإنساني/ المخيمات على النحو التالي:

  • مخيم" روبار": يتخذ عشرات الآلاف من النازحين مدينة عفرين ملجئ وفي مواجهة الازدياد المستمر لأعدادهم قام مكتب "شؤون النازحين والإغاثة في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإشراف على تفريش أرضية مخيم" روبار" تجمع قرية باصله" للنازحين بمادة البحص، وبلغت مساحة الأرضية المفروشة /400/ متر مكعب([160])، وفي مجال الخدمات أيضاً تم الانتهاء من مشروع بناء كتل الحمامات وبلغ عددها عشر كتل تحوي كل كتلة عشرة حمامات وعشرة بيوت راحة، أي 200 حمام بالمحصلة وتم المشروع أيضاً بتنسيق ودعم من جمعية بهار الإغاثية، حيث تم بناء عشر كتل مزدوجة (إحداها حمامات والأخرى دورات المياه العامة)، ويوجد في كل كتلة عشر حمامات وعشر دورات المياه العامة([161])، من جهته قدم الهلال الأحمر السوري بتقديم دفعتين من السلال الغذائية 600 ([162])، يذكر أن مخيم "روبار" كان قد افتتح بتاريخ 27/9/2014.
  • مخيم الشهباء: بالنسبة لمخيم " الشهباء" ونتيجة نزوح عائلات جديدة إلى المخيم قام الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع "هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بمقاطعة عفرين" بتوزيع مواد غذائية وصحية على اللاجئين الجديد([163])، ودفعة أخرى شملت بطانيات وسلل غذائية([164])، ووزعت جمعية بهار 50 سلة غذائية([165])، من جهتها قامت لجنة الرعاية الاجتماعية في" هيئة الشؤون الاجتماعية " بجولة إلى "دار نوبال" للأيتام في عفرين، ووزعت على أطفال الدار الحقائب المدرسية والقرطاسية([166])، ويقع مخيم الشهباء في قرية "كشتعار" بريف عفرين.

وفي مجال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قام من جهته مركز الصم والبكم في جمعية الملاك الخيرية بالتحضير لافتتاح الموسم الثاني من العام الدراسي الخاص بالطلاب الصم والبكم وفق منهاج خاص بهم([167]).

 

ثانياً: خلال شهر تشرين الأول

 

  • بلدية الحسكة " المدينة"

يتم تنفيذ جملةٍ من الأعمال من قبل بلديات الإدارة الذاتية وتكون في غالبيتها مشاريع تم طرحها كعقود مناقصات للعموم، ويتم تنفيذها من قبل متعهدين تحت إشراف البلدية، ولا يتم عادةً ذكر الجهة المنفذة للعقد، وفي هذا الاتجاه نفذت بلدية مدينة الحسكة مجموعة من المشاريع كان أهمها مشروع تعبيد طريق "الداودية"([168])، وطرح مناقصة لمشروع تعبيد طرق بلدة "توينه" بقيمة 32 مليون ل.س([169])، وباشرت البلدية بتنفيذ بناء جسور القرى التابعة لبلدة "صفيا"([170])، بالإضافة إلى الانتهاء من بناء جسر قريتي "كوندك"([171]) والحديدية([172])، وفيما يخص الصرف الصحي ومطريات تصريف المياه فقد نفذت البلدية مشروع تجهيز مطريات المدينة وبلغ المنجز منها([173])، وبالنسبة للصرف الصحي فقد أنجزت البلدية المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي لضاحية نوروز بطول 3 كم([174]).

نظافة الحدائق والشوارع إحدى الواجبات الدورية التي تقدمها البلديات، وفي هذا الاتجاه نفذت بلدية الحسكة تنظيف منصفات الطرق([175])، إلى جانب القيام بحملة نظافة في حي الصناعة([176])، وقامت بحملة مماثلة في قرية الفلاحة([177]) ، وفي سياق الصحة العامة أصدرت البلدية قراراً بمنع رواية المزروعات من مياه نهر "جغجغ" نتيجة تحوله بشكل كامل لأحد مصادر المياه الآسنة، ويجدر بالذكر أن هذه القرار بالإضافة لمحاسنه فله أضرار كبيرة على المزارعين في المنطقة نتيجة اعتمادهم على النهر كمصدر رئيسي لري المزروعات([178])، وجاء قرار المنع بعد جولات عدة لقسم البيئة في البلدية على الأراضي التي يتم ريها بشكل كامل بهذه المياه([179])، وضمن إطار آخر وفيما يتعلق بازدياد المواد المنتهية الصلاحية، قامت شعبة التموين بجولاتٍ عدة على المطاعم وبعض المحلات التجارية، وتم إتلاف كميات مختلفة من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية([180]).

سيطرت قوات الحماية الشعبية على مدينة الشدادي منتصف شهر شباط 2016 وتشرف بلدية الحسكة المركزية على تقديم الخدمات وتنظيم شؤون بلدية المدينة التي تم تشكيلها عقب السيطرة عليها، وفي هذا السياق قامت بلدية الحسكة بفتح شبكة نقل داخلي للمدينة بالإضافة إلى تحديد مكان لكراج النقل الخارجي([181])، أما في مجال البنية التحتية فقد أشرفت الدائرة الفنية التابعة للبلدية على تنفيذ مشروع تعبيد طريق في محيط المدينة([182]).

  • بلدية القامشلي/ القامشلي "الكبيرة"

تتقاسم ثلاث بلديات تخديم مدينة القامشلي وهي : بلدية القامشلي الكبيرة، وبلدية غربي القامشلي، وبلدية شرق القامشلي، وفيما يخص الأعمال المنفذة من قبل بلدية القامشلي الكبيرة جاء في مقدمتها: توصيل خط مياه جديد لحي "الميسلون” لدعم طاقة الدفع في الخط الرئيسي القديم([183])، وفي مجال الحدائق شهدت حديقة القامشلي المركزية صيانة لألعاب الأطفال وتم تخصيص عمال لملاك الحديقة للقيام بأعمال التنظيف والسقاية([184])، وفيما يخص الطرقات قامت البلدية بتخصيص عمال لصيانة المنصفات داخل المدينة([185])، وفي مجال التموين والصحة قامت البلدية بجولاتٍ عدة لضبط المواد المنتهية الصلاحية وتم توجيه الإنذارات للمحلات المتاجرة بمواد فاسدة ومصادرة وإتلاف الموجود منها([186])، أيضاً في هذا الاتجاه أصدرت شعبة التموين قراراً بمنع بيع المواد الغذائية المكشوفة وخاصةً اللحوم والحلويات([187]).

  • بلدية القامشلي/ الشرقية: لم يتم تضمينها نتيجة توقف حساب البلدية عن العمل.
  • بلدية القامشلي /الغربية

بدأت بلدية القامشلي أهم أعمالها لشهر تشرين الثاني بإتمام مشاريع تعبيد الطرق، حيث شهد حي "الكورنيش" حملة ترقيع للطرق([188])، وفي مجال الصرف الصحي أطلقت البلدية حملة صيانة للأعطال الموجودة في شبكة الصرف في حيي الهلالية والكورنيش([189])، وفيما يخص الحدائق فقد باشرت البلدية بمشروع بتخطيط حديقة حي "حلكو"([190])، بالإضافة لحملة تنظيف للحدائق([191]) العامة الأخرى وللمدارس([192]).

  • بلدية عامودا

بخصوص بلدية مدينة عامودا فقد أشرفت البلدية على تزويد طريق (بريفا -سنجق سعدون) بالمجبول الزفتي([193])، وعلى مشروع فرش "البقايا لكومين الشهيدة سما"([194])، أما في مجال الصرف الصحي فأشرفت البلدية على مشروع تمديد مجرور الصرف الصحي لقرية "سنجق سعدون"([195])، وفي مجال النظافة العامة فقد نفذت البلدية حملة لتنظيف القرى على طريق "الشهيد كندال" لمدة ثلاثة أيام، وأنجزت حملة تشجير لدوار "المرأة الحرة" والمنصفات الثلاث في المدينة([196]).

تقوم المنظمات الدولية بدعم الكثير من المشاريع وتقوم البلديات بالإشراف عليها، وفي هذا الاتجاه قدمت إحدى المنظمات مولدة لتقوية التيار الكهربائي المستخدم في توزيع المياه على المدينة([197])، أيضاً في مجال مياه الصرف الصحي نفذت منظمة M.R.F.S، مشروعاً لتركيب مولدة لتقوية التيار المائي من الخزان الغربي في المدينة([198]).  وفي مجال الصحة العامة قامت إدارة المسلخ البلدي بإتلاف لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري([199])، ونفذت شعبة التموين جولات على محلات القصابين وتمت مصادرة اللحوم الفاسدة ليتم إتلافها لاحقاً([200])، وفي سياق آخر قامت البلدية بإصدار قرار لكافة المحلات باستبدال اللوحات التعريفية بأخرى مكتوبة باللغة الكُردية واللغات الأخرى في حال الرغبة([201])، وفي إطار آخر تقوم البلديات التابعة للإدارة الذاتية بتدريب عناصرها على استخدام السلاح وفي هذا الاتجاه أنهت البلدية دورة تدريبية على حمل السلاح ل 50 عضوة من مؤسساتها([202]).

  • بلدية الدرباسية
  1. جولة للإشراف على عمليات البناء ومنح الرخص وفق استيفاء شروط البناء([203]).
  2. إزالة بقايا الأتربة من الشوارع الفرعية والرئيسية الناتجة عن عمليات البناء([204]).
  3. القيام بجولة على المحلات والأفران وتوجيه الإنذارات للمخالفين([205]).
  4. مصادرة لحوم وجلود فاسدة وإتلافها([206]).
  5. تنفيذ خط للصرف ضمن المدينة بطول 1500م([207])، وتنفيذ مشروع صرف صحي ضمن حي "الشهيد كورجان" بمساندة من منظمةIRD([208]).
  6. تنفيذ مشروع فتح طرق وتمديد الصرف الصحي لقرية "جطل"([209]).
  7. الانتهاء من فتح الفوهات المطرية في الشوارع الرئيسية للمدينة([210]).
  8. المباشرة في فرش مادة الحجر المكسر والمجبول الزفتي في قرية "تل أيلول" وقرية "عمر زوباش" وتعبيد طرق قرية" تل تشرين" بعد إعادة تنظيمها([211]).
  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ
  1. طرحت البلدية مشروع مناقصة لمعالجة خمسة حالات لهبوط الأرض بأحجامٍ مختلفة بلغ عمق أحدها أكثر من عشرة أمتار([212]) بلغت قيمته 25 مليون ل.س، وبلغ حجم الحفر 6481 متر([213]).
  2. أنهت البلدية مشروع طرق "المشرافة، والقبور، وعين حصان، ومدخل المدينة بطول بلغ 3200 متر([214])، ونفذت مشروع تعبيد طريق "الأمانة" بكمية بلغت 4000 متر([215])، وفي ذات السياق طرحت البلدية مناقصة جديدة لتعبيد طرق قرى عدة بقيمة قاربت 25 مليون ل.س([216]).
  3. قامت بتركيب مولدة كهرباء بقيمة 42 ألف دولار لزيادة ضغط المياه في أحياء "زردشت، زورافا، وروناهي" ونفذ المشروع بدعمٍ من منظمة الإغاثة الطبية لسوريا MRFS ([217]).

وفيما يخص بلدية تل حلف القريبة من مدينة رأس العين فلم يشهد لها سوى نشاطين في ظل هبوط واضح عن الأشهر السابقة.

  • بلدية القحطانية" تربي سبيه"
  1. نفذت بلدية مدينة القحطانية /تربي سبيه وبلديات القرى التابعة لها جملةً من أعمال التعبيد والصيانة للطرق كان أهمها: فرش شوارع قرية "خزنة" بالبقايا، والقيام بترميات لطرق قرية "مزكفت"، وقرية "خويتله"، بالإضافة لعدة طرق داخل المدينة([218]).
  2. باشرت بلديات قرى "الحلوة وعطشان، وحاصودة، وكربكيل" لمشاريع الصرف الصحي والتي كانت قدر رست على متعهدين في وقت سابق([219])، ومشاريع المجرور لقرى "مزكفت، وتنورية وحلوة.
  3. قامت لجنة مراقبة النظافة بحملة لتنظيف شوارع منطقة تل حميس.
  • بلدية الجوادية " جِل آغا" توقف حسابها عن العمل.
  • بلدية المالكية /ديريك
  1. باشرت بلدية "الشعب في ديريك" تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الحزام الجنوبي الشرقي للمدينة بطول 3 كم وعرض 20 متر، وتم تسوية الأرض على طرف الطريق للبدئ في زراعة الأشجار، من جهة أخرى أعلنت البلدية مناقصة بقيمة 33 مليون ل.س، لتنفيذ رصيف ورديف الطريق، والهدف من إنشاء هذا الطريق الجديد هو منع الشاحنات الكبيرة من المرور داخل المدينة.
  2. ترميم طريق قرية "قصر ديب وفرشها بالحجر المكسر بقيمة 2 مليون، ل.س. وصيانة طريق "ديريك-خربة عدنان".
  3. ترميم طريق قرية " شكر خاج" بطول 6 كم، وطريق قرية "روباريا" بطول 6 كم([220]).
  4. فرش طريق قرية "بورز" بالحجر المكسر بطول 3 كم، الانتهاء من صيانة طريق قرية "ركافا-تليلون"، البدء بصيانة طريق قرية “عدنان – مامشور" بطول 3 كم.
  5. طرح مشروع مناقصة إنارة مدينة ديريك.
  • عين العرب/ كوباني
  1. مراقبة سير العمل في ورشة الخياطة ودار الحضانة التابعين لهيئة "المرأة والأسرة"([221]).
  2. محاربة بيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ومصادرتها.
  3. الاستمرار في وضع حجارة المصنفات للطرق والقيام بصيانة بعضها الآخر.
  4. عقد اجتماع بين "قيادة قوات الأسايش" وأصحاب صالات الأفراح في المدينة لوضع خطة أمنية في مواجهة احتمالات تعرضها لأي هجمات مسلحة او انتحارية وتم الاتفاق وتوصية أصحاب الصالات على عدة نقاط كان أهمها: تكليف شخصين كحماية خاصة للصالات، والقيام بعمليات التفتيش للوافدين دون استثناء، وتأمين مداخل ومخارج الصالة، وتكليف أشخاص من آهالي المحتفلين للتعرف على الضيوف.
  • عفرين
  1. قامت هيئة الزراعة بتوزيع بذار القمح والسماد الخاص به على المزارعين، وقامت الهيئة بتحديد أسعار المادتين([222]).
  2. شهدت المدينة زيادة ملحوظة في عمليات المراقبة ومتابعة المشاريع العقارية والتجارية، في طور البناء، وتم الوقوف على المواصفات ومدى مطابقتها للمعايير المقبولة([223]).
  3. باشرت البلدية بمد خط مياه لمنطقة الأشرفية بطول 550 متر([224])، ونفذت البلدية مشروع تركيب قساطل للمجرى الرئيسي في قرية" رندة"، وأشرفت على صيانة خط الصرف الصحي في حي "الأشرفية فوقا".
  4. بدأت البلدية بمشروع بناء حديقة جديدة بالقرب من مستشفى "آفرين"([225])، واستمرت الأعمال في الحديقة المجاورة لمركز "الهلال الأحمر الكردي"، أما في مجال الطرق، فقد استمرت البلدية بتنفيذ جملة من مشاريع تعبيد وصيانة الطرق الداخلية للمدينة، وفي ظل تزايد أعداد الحوادث على طريق "معرسكة" مع زيادة أعداد السيارات والشاحنات، توجهت البلدية لفتح طريق جانبي بطول 1 كم، وعرض 8 متر، وعملت البلدية على تنفيذ حملة نظافة لمنطقة (كفرجنة).
  5. شهدت المدينة إعلان جامعة عفرين التابعة للإدارة الذاتية موعد بدء العام الدراسي الجديد في 08/10/2016([226]).

 

ثالثاً: خلال شهر تشرين الثاني

  • بلدية الحسكة " المدينة"
  1. تمديد خط مطريات لنهر جغجغ بطول /150/ م، وتم وضع قساطل /20/ سم وصب إسمنت بالقالب للأرصفة في الشارع المجاور للنهر([227]).
  2. قامت البلدية بإعادة افتتاح المجبول الاسفلتي بعد عملية صيانة دامت 4 أشهر وكلفت 20 مليون ل.س، وبدأت العمل في مشروع رصيف ومطريات شارع المفتي الرئيسي، وبدأ العمل على فرش مادة الحجر المكسر لشوار أحياء "العزيزية -ضاحية نوروز وطريق قرية برزان".
  3. فتتاح مركز جديد لخدمة المنطقة الجنوبية من المدينة، وإصدار تعميم لكافة المرافق العامة باعتماد لوحات التعريف باللغات "الثلاث الرسمية في روج افا وهي العربية والكردية والسريانية"، متابعة سير العمل في مشروع الأرض الزراعية التابع "لمشاريع المرأة"([228]).
  • بلدية القامشلي/ القامشلي "الكبيرة"
  1. قامت شعبة التموين بجولات عدة للكشف محتكري مادة السكر الأبيض. وفي جولة أخرى قامت الشعبة بمصادرة كمية من المواد المنتهية الصلاحية وأتلفتهم، ونشرت الشعبة بياناً جديداً لكافة الأفران والمطاحن بتحديد سعر الطحين بـ /7600/ ل.س وبوزن /50/ كغ.
  2. عقدت البلدية اجتماعات عدة بهدف زيادة المساحات الخضراء في " المقاطعة" ونتج عنها طرح مناقصة لشراء 6500 شتلة لمختلف أنواع الأشجار.
  3. أشرفت دائرة المياه وبرعاية منظمة اليونيسف على تغيير خط التغذية الرئيسية للمياه، بطول 1150 متر، وباشرت الدائرة بصيانة ودعم مياه الحي الغربي من مدينة القامشلي بعد معاناة من ضعف ضغط المياه([229]).
  • بلدية القامشلي/القامشلي الشرقية توقف الحساب عن العمل.
  • بلدية القامشلي/ القامشلي الغربية لم يتم تغطية إلا نشاطين ميدانيين.
  • بلدية عامودا
  1. العمل على توسيع المخطط التنظيمي للمدينة لسد الطريق أمام السكن العشوائي.
  2. الاستمرار في العمل على توسعة المدينة الصناعية الخاصة بالمدينة وتحديد مكانٍ ضمنها لركن سيارات الشحن الكبيرة.
  3. تجهيز طريق طوبز والذي ربط 6 قرى ببعضها البعض بطول 12 كم.
  4. وفتحت البلدية طريقاً جديداً لربط طريق الحسكة بطريق الحزام([230]).
  5. من جهة أخرى قامت دائرة المياه في البلدية بالتعاون مع منظمة (IRD) بوضع جهازين للكلور لتعقيم المياه، ونفذت البلدية بالتعاون مع منظمة (IRS) بتنظيف الفوهات المطرية في المدينة.
  • بلدية الدرباسية

قيام الدائرة الفنية التابعة لبلدية بالدرباسية بجولة على أراضي الغمر لمنع المواطنين من البناء، وفق قرار سابق من " رئاسة البلديات الديمقراطية" بالمنع.

وفيما يخص حركة البناء بشكل عام لوحظ وقوف البلدية على حركة البناء ومدى سيرها ضمن المواصفات العامة، وفي مجال شبكة المياه باشرت دائرة المياه بصيانة الخطوط الفرعية ضمن المدينة([231]).

  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ

تمكنت شعبة التموين في "بلدية الشعب في سري كانيه" من مصادرة 2 طن من المواد المنتهية الصلاحية وتم إتلافها، وباشرت البلدية في تنفيذ مشروع الصيانة لشبكة الصرف الصحي في المدينة بتكلفة إجمالية تصل 104 مليون ل.س، في محاولة لوقف التسرب الحاصل في الشبكة والمؤثر بشكل مباشر في ظاهرة التكهفات في المدينة وسيشمل استبدال 3500 متر من القساطل القديمة باخري جديدة([232]).

  • بلدية تل حلف لم يتم نشر أي نشاطات للبلدية.
  • بلدية تل حميس

تدير" هيئة البلديات الديمقراطية" شؤون بلدة تل حميس، وقامت الهيئة مؤخراً بتفعيل (12) بئر في البلدة لتأمين مياه الشرب([233]).

  • بلدية القحطانية" تربي سبي"

نفذت بلدية "سيحة" التابعة لبلدية القحطانية أعمال صيانة للطرق التابعة للبلدة، واستمرت بلدية تربه سبي وبالتنسيق بين دائرة المياه ومنظمةIRD بالتحضير لإنشاء قواعد وأساسات مولدات الكهرباء المغذية لآبار تم تجهيزها لتوفير المياه للمنطقة.

وفي مجال النظافة العامة استمرت لجنة مراقبة النظافة في تعزيل وتنظيف 25 فوهة مطرية في شوارع المدينة، وقامت لجنتا البيئة والنظافة بحملة تنظيف مجرة نهر جراح المار في وسط المدينة، ودخلت البلدية في مرحلة تثبيت عواميد وتمديد شبكة الصرف الصحي الخاصة بمعمل تدوير النفايات في ريف المدينة([234]).

  • بلدية المالكية /ديريك
  1. إنهاء تنفيذ طريق قرية "ركافا – تليلون" ببقايا المقالع.
  2. نفذت مشروع ترقيع بعض الطرق في "حارة صور" وبعض شوارع سوق المدينة والمدخل الشرقي طريق الزهيرية.
  3. ترقيع الطريق العام من مدينة ديرك الى قرية عين ديوار ويبلغ طوله 12 كم ويعتبر الطريق الرئيسي إلى "مخيم نوروز ومزار الشهداء والعديد من القرى منها بانة قصر-برك -تل دار-حب الهوى-مزر -قصر ديب"([235]).
  4. نفذت البلدية نفذت البلدية حملة تنظيف وتعزيل الفوهات المطرية في المدينة ويبلغ عددها ما يقارب 500 فوهة مطرية و500 ريكار.
  5. نفذت دائرة المياه والصرف الصحي مشروع تمديد شبكة جديدة للمياه إلى قرية بورز واحتاج إلى ما يقارب 3500 متر من الخراطيم بتكلفة 1,5 مليون ل.س، وتم توزيع 15 موزع داخل القرية بتكلفة 700 ألف ل.س.
  6. وزعت البلدية بتوزيع 52 حاوية نظافة مختلفة الأحجام على مؤسسات ومراكز المدينة والمدارس في المدينة.
  • بلدية الجوادية " جِل آغا"

استمرت " بلدية الشعب في مدينة "جل آغا" بتنفيذ مشاريع صيانة طريق قرى (شمام _قيرو _كرهوك)، من جهة أخرى تم الانتهاء من مشروع رش بقايا مقالع للطريق الرابط بين " قرية "خراب باجار" والطريق الدولي والذي يبلغ طوله 2600 متر، وبدأت البلدية بتهيئة الشريط الأخضر لحرم الطريق في المدخل الغربي للمدينة استعداداً لتشجيره، وفي مجال تدعيم شبكة المياه قام قسم المياه في البلدية بتجهيز ووضع مولدات كهربائية لبئري حي صلاح الدين والصناعة([236]).

  • عين العرب/ كوباني

نفذت "بلدية الشعب" في مدينة كوباني عدة مشاريع كان أهمها افتتاح "هيئة الزراعة والاقتصاد" مفقس للبيوض الملقحة لإنتاج الدواجن، ومن المخطط أن ينتج المفقس من 26 إلى 28 ألف من الفراخ، ويبلغ عدد المفاقس (6) والحاضنات (2)، والمشروع الثاني كان افتتاح مزرعة بيوت بلاستيكية لإنتاج الخضروات، وبطاقة تشغيل تصل ل 50 عامل، على مساحة 20 دونم، وفي مجال الصحة العامة قامت مديرية التموين بإتلاف طن من المواد الغذائية الفاسدة. ومن الناحية السياسية شهدت المدينة زيارة وفد غربي برئاسة سفير خارجية أمريكا السابق لدى دولة كرواتيا وعضو العلاقات الأمريكية الخارجية الحالي "بيتر غالبريف"([237]).

  • عفرين

لم يتم رصد أعمال ونشاطات منفذة من قبل البلدية سوى الاستمرار في بعض المشاريع التي بدأت في الأشهر السابقة، ولم يعرف السبب فيما إذا كان تقنياً أو تراجعاً في سوية الأعمال المنفذة من قبل البلديات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية في عفرين.

 


 

([1]) إعلان الفيدرالية شمال سوريا الشهر القادم، وانتخابات عامة خلال ستة أشهر، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 16/09/2016، الرابط: https://goo.gl/yo1Hm2، للمزيد يرجى مراجعة: كُرد سوريا يتحدون التوغل التركي بـ “نظام جديد" الشهر المقبل، الموقع: كُردستان24، التاريخ: 08/09/ الرابط: https://goo.gl/5cmvfl، 

([2]) روج افا تستعد لافتتاح ممثلية لها في اتحاد بينيلوكس الاوربية، الموق: روج نيوز، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: http://goo.gl/n0XCTb، 

([3]) وهذه البنود هي:

  • توصيف الصراع على أنه صراع على السلطة، وأن ما يجري تحريف للثورة السورية، وأنه لا حل إلا بالحوار السوري - السوري تحت مظلة الأمم المتحدة.
  • الاتفاق على أن هناك تغييب معتمد لكافة الأطراف السياسية التي تمثل المكونات الأساسية للشعب السوري العرب منهم والكرد.
  • الاتفاق على تغيير النظام بكافة رموزه وبناء نظام ديمقراطي برلماني تعددي لا مركزي
  • التحالف البيني لا يتقصر على المبادئ النظرية، إنما يتعهد الطرفان بوضع كافة إمكاناتهما السياسية والاقتصادية والإعلامية في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق كل ما يخدم توافقات الطرفين.
  • التأكيد على أن ما جمعهما هو الاتفاق على المشاركة في صناعة حاضر سورية وغدها.
  • التعهد بأن يكون الهدف الأساسي الذي يجمع السوريين هو التخلص من النظام ومحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة وإخواتها والسير بخطى حثيثة لحل سياسي يضع حداً للنزيف السوري.
  • العمل على تطوير تحالف القوى السياسية الديمقراطية، أخذين بعين الاعتبار أن المعضلات الكبيرة هي الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة.

([4]) إلهام أحمد تواصل جولتها الدبلوماسية بلقاء حزب الهنشاك الأرمني، الموقع: آ ن ف، التاريخ: 13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uHpFlm

([5]) “درئا للفتنة” “الوطني الكردي” يؤجل وقفة في القامشلي، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 02/09/2016، الرابط: http://goo.gl/tqaz15

([6])محليات المجلس في الحسكة تعتصم ضد ممارساتPYD، الموقع: آرانيوز، التاريخ:12/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xinBLE

([7])اعتصام PDKSاحتجاجاً على اعتقال قياديي في المجلس الكردي: آرانيوز، التاريخ: 12/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OBPJfs

([8])نشطاء من المجلس الكردي يضربون عن الطعام تنديداً بالاعتقالات، آرانيوز، التاريخ: 14/09/2016، الرابط: https://goo.gl/a5sJkh

([9])المجلس الكردي ينهي إضرابه عن الطعام في الحسكة، الموقع: وكالة سمارت، التاريخ:18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/eXqK7I

([10])حملة اعتقالات تطال أعضاءPDKSبريف الحسكة، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/tBb4LC

([11])اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين لا لتصاعد الترهيب ضد الصحفيين، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xzkqnD

([12]) ENKS يتباحث مع وزير الخارجية الهولندي حول وثيقة المعارضة وممارسات PYD، الموقع: ارانيوز، التاريخ:16/09/2016، https://goo.gl/z776aW

([13])مكتب ميركل يدين انتهاكات قوى PYD العسكرية في كُردستان سوريا، الموقع: روداو، التاريخ:23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J0GU2X

([14])جمال شيخ باقي للمجلس الوطني: “اتركوا تركيا نترك النظام ولنتفاهم في القامشلي، الموقع: كُردستريت، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/JNTs9O

([15])بارزاني: تنظيم "PYD" ينفذ سياسات "PKK" شمال سوريا، الموقع: الاناضول: التاريخ:14/09/2016، الرابط: https://goo.gl/cqiqby

([16]) الآسايش تفرض إجراءات مشددة في الحسكة خلال العيد، الموقع: روداو، التاريخ: 13/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/HLPq6r

([17]) انفجاران في القامشلي والحسكة، الموقع: باسنيوز، الموقع: 05/09/2016، الرابط: http://goo.gl/COuvla

([18])انفجار عبوة ناسفة في الحسكة، الموقع: الآسايش، التاريخ:31/08/2016، الرابط: http://goo.gl/YwPZqo

([19]) بيان صادر عن المركز الإعلامي العام لقوات آساييش روجآفا، الموقع: الآسايش، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/082Iz9 

([20])ملخص الحسكة اليومي 2-9-2016، الموقع: وكالة خطوة، الرابط: http://goo.gl/mTp1BO

([21]) الآسايش تكثّف دورياتها في حي الغزل بالحسكة بعد تفكيك عبوة ناسفة، الموقع:04/09/2016، الرابط: http://aranews.org/?p=76199    

([22])انفجار قنبلة صوتية في حي الكورنيش بالقامشلي، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/zmxCll   

([23]) القبض على مروجي عملات مزورة في عامودا، هيئة الداخلية، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: http://goo.gl/D669sR

([24]) منظمة ‹روج آفا› لمكافحة الألغام تنتهي من تنظيف أحد الحقول بريف سري كانيه، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/94i8Ck

([25]) توتر بين الوحدات الكردية وعشيرة عربية في منبج السورية، الموقع: عربي21، التاريخ: 23/09/09/2016، الرابط: https://goo.gl/wLULHm

([26]) قوات مجلس منبج العسكري تُفشِل هجومين لداعش في منبج وتقتل العشرات منهم، الموقع: راديو ولات، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QF43iK

([27]) وحدة تفكيك العبوات تقوم بتفكيك احداها بالقرب من الحدود التركية، هيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة، التاريخ: 13/11/2016، الرابط: https://goo.gl/B8dBTh، للمزيد يرجى مراجعة الروابط:

  • وحدة الهندسة تفكك عبوتين ناسفتين، المصدر نفسه، التاريخ: 15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/iYtX3u،
  • انفجار عبوة ناسفة امام باب المشفى الوطني، المصدر نفسه، التاريخ: 08/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ykwaTF،
  • انفجار عبوة ناسفة في حي الكورنيش، المصدر نفسه، التاريخ:23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ZfSBHK،
  • انفجار عبوة ناسفة في تل حميس، التاريخ: 23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ybMDZJ،
  • انفجار عبوة ناسفة في مدينة الحسكة، التاريخ: 17/11/2016، الرابط: https://goo.gl/bmRgMx،
  • اكتشاف عبوة ناسفة بالقرب من معمل سينالكو، التاريخ:23/11/2016،الرابط: https://goo.gl/NdB2kT،
  • انفجار عبوة ناسفة في حي غويران: التاريخ: 19/11/2016، الرابط: https://goo.gl/7X48vn،
  • انفجار عبوة ناسفة في مدينة تربيسبيه، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/tasdXH،
  • الاهالي يبلغون عن جسم غريب والوحدة تفكك العبوة التاريخ: 24/11/2016، الرابط: https://goo.gl/1Jsc2W،
  • انتحاري يقوم بتفجير نفسه بمقر لواء جند الحرمين، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/fEfGRU،
  • اصابة طفل بريف منبج بجروح بالغة نتيجة انفجار لغم خلفته داعش، التاريخ: 27/11/2016، الرابط: https://goo.gl/5mpoyW،الآسايش
  • تفكك عبوة ناسفة وضعت على الطريق، ، التاريخ: 21/11/2016، الرابط: https://goo.gl/unKJBD،
  • اتفجار لغم من مخلفات داعش واصابة شاب بجراح بليغة التاريخ:23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/X1OJKO

([28])قوات PYD تقتل شاباً كُردياً بريف الحسكة لفراره من التجنيد، الديمقراطي، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/9J24xG

([29]) مسلحو PYD يداهمون قرية بريف عامودا بهدف التجنيد، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/STqKY7

([30]) قائد تجمع كتائب شهداء جرابلس: لن نترك مدينتنا عرضة للاحتلال، الموقع: آ ن أف، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: الرابط: https://goo.gl/J5fkZU

([31]) ‘المقاومة الوطنية السورية لن تسمح لأردوغان تحقيق حلمه، المصدر نفسه، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/i4jKqK

([32])جميل بايك: سنحمي فيدرالية روج افا باي ثمن، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: http://goo.gl/L28RfF

([33]) شيوخ ووجهاء عشائر منبج يعلنون رفضهم للاحتلال التركي، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/8j3TUz

([34]) بيان إلى الرأي العام، الموقع: مجلس الإدارة المحلية، التاريخ: 24/08/2016، الرابط: http://goo.gl/CJN5ay

([35]) (ثوار الجزيرة السورية) تشكيلٌ جديدٌ لقتال (داعش) و(سوريا الديمقراطية) والنظام، الموقع: كلنا شركاء، التاريخ: 10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/vt4h7m

([36]) أبناء العشائر يعلنون تشكيل سرايا القادسية في ريف الرقة في سوريا، الموقع: القدس العربي، التاريخ: 31/09/2016، الرابط: https://goo.gl/KGrdts

([37]) رسالة من الفصائل الثورية المسلحة إلى السيد مايكل راتني مبعوث الامريكي الخاص في سوريا، الموقع: روج آفا نيوز، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/dp7WHi

([38]) ناشطون: الوحدات الكردية ترفع العلم الأمريكي في تل أبيض، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/ACkuch

([39]) قدمت لهم علمها تقديرا. الولايات المتحدة تستعيد رفات 3 مرتزقة قتلوا وهم يحاربون في صفوفYPG، المصدر: زمان الوصل، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QKKBVB

([40]) تركيا تحذر: سنعامل البريطانيين الذين يقاتلون مع الـ(YPG) كإرهابيين، الموقع: بوير برس، التاريخ: 03/09/2016، الرابط: https://goo.gl/LxTazN

([41])عاجل: وحدات الـ YPG ترد على إطلاق نار من الجانب التركي، الموقع: خبر24، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/HT5AKZ

([42]) عاجل ديريك: الجيش التركي يستهدف الـ YPG، الموقع: خبر24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/HtNRZq

([43]) YPG: الجيش التركي يواصل اعتداءاته واستشهاد أحد مقاتلينا، الموقع: آ ن ف، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/YbKwc5

([44]) الجندرمة تشعل النيران في أراضي بلبلة، الموقع: قوات الآسايش، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Lz4lav

([45]) القوات الأمريكية تجهّز مطارات جديدة لها في الحسكة، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Xz5Yj8

([46]) مصدر في سوريا الديمقراطية لـ(باسنيوز): قوات أميركية تبدأ بناء مطار عسكري بريف الحسكة الجنوبي، التاريخ:13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uzSmka

([47]) مقر للقوات الامريكية في كرى سبي (تل أبيض)، المصدر السابق، التاريخ: 18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/YX7xXR

([48]) مبعوث الرئيس الأميركي يزور الجزيرة وكوباني ويطمئن قوات سوريا الديمقراطية، الموقع: الحدث، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/JsDqGT

([49]) Daily Press Briefing - September 6, 2016، وزارة الخارجية الامريكية، التاريخ06/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1XfJow

([50]) مقتل 9 من YPG و38 من داعش في اشتباكات بريف الشدادي جنوب الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/4aKQQh

([51])13 قتيلا للميليشيات الكردية بينهم أمريكي في الحسكة، الموقع: شبكة شام، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: http://goo.gl/Z6Tgdh

([52]) تبادل أسرى بين داعش والوحدات الكُردية يسفر عن تحرير مقاتلين اثنين من الوحدات و7 مدنيين، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/po4Mi9

([53]) حنيفة حسين: قبول الفدرالية هو أول شرط لنا للمشاركة في عملية تحرير الرقة، الموقع: آ ن ف، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/nfH5cv

([54]) التحاق 50 شاب وشابة بوحدات الحماية، الموقع: آ ن ف، التاريخ:18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/O35VA7

([55])   https://goo.gl/HcAHwD

([56])تخريج الدورة الثانية من واجب الدفاع الذاتي في كوباني، وكالة هاوار التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/zggji0

([57])250 شاباً يلتحقون بالدورة الثالثة لواجب الدفاع الذاتي، المصدر السابق، التاريخ: 25/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/nKE0xi 

([58]) بيان صادر من لجنة الاحصاء في الإدارة الذاتية، الموقع: كُردي سوري، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Liwfz7

([59]) ‹الإدارة الذاتية› تبدأ بإحصاء سكان بعض المناطق في محافظة الحسكة، الموقع: ارانيوز، التاريخ: 19/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1BQh9c

([60]) حزب آزادي الكُردستاني يرفض عمليات الإحصاء في المناطق الكُردية، الموقع: آدار برس، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/3Efm0b

([61])مفاوضات بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي حول إعلان الفيدرالية بكُردستان سوريا، الموقع: روداو، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/zdaVQu

([62]) في الإحصاء (رقم 2) الاستثنائي الجائر، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 19/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QMsV8J

([63]) الإدارة الذاتية بكُردستان سوريا ترد على تصريح وزير المصالحة الوطنية حول الإحصاء السكاني، الموقع: روداو، التاريخ:21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/EetE5X

([64]) مفاوضات بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي حول إعلان الفيدرالية بكُردستان سوريا، المصدر السابق، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/zdaVQu

([65])قرارات وتوصيات الداخلية وقيادة الأسايش، الموقع: هيئة الداخلية في الجزيرة‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OX96AM   

([66])رئيس المجلس التنفيذي يؤكد استقالة رئيس لهيئة الطاقة، الموقع: هيئة الادارة، التاريخ: 27/08/2016، الرابط: http://goo.gl/PhG3FA

([67])المصادقة على قانون المخالفات للاستجرار الغير مشروع للكهرباء، الموقع: هاوار، التاريخ:23/08/2016، الرابط: https://goo.gl/vpUojP

([68])بنود مرسوم رقم /16/ ل عام2016 قانون قمع المخالفات، الموقع: المجلس التشريعي، التاريخ:16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OBgSQI

([69])إقرار قانون ضريبة الدخل في مقاطعة الجزيرة، الموقع: وكالة هوار، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/mKPGg9

([70])بمناسبة العيد الأضحى مجلس كوباني التشريعي يصدر المرسوم رقم3، موقع: كانتون كوباني، التاريخ:17/09/2016 https://goo.gl/uMOEMV

([71]) تبديل الوصلات للخط الرئيسي للمضخات، الموقع: هيئة الطاقة في الجزيرة، التاريخ: 08/11/2016، الرابط: https://goo.gl/Rrfyhn، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: صيانة محولات الدرباسية، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/fS0mMs، صيانة المضخة الثالثة في عنفة السويدية، التاريخ:15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/CKBVGa

([72])مشروع تعزيل نهر الجغجغ (مجرى+ اكتاف )، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Nu4md0

([73])جولات الدائرة الصحية، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/zEoQvx

([74])تعلن بلدية الشعب بالحسكة عن إجراء مناقصة/الشدادة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/dNjnjL

([75])مشروع: تجهيز طرقات بلدة توينة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OXjCp9

([76])أجراء مناقصة باتلظرف المختوم، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/QIySSK

([77])إعلان مناقصة بالظرف المختوم،محطةعلوك، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/3rvhNf

([78])تجهيز طرقات، صرف الصحي، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/CYEMlp

([79])خدمات بلدية الشعب بالحسكة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/QRKYtu

([80])توزيع اسطوانات الغاز، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Ivk4CX

([81])حملة نظافة في منطقة غويران، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1xYHBQ

([82]) إدارة PYD تنقل60 ألف أسطوانة غاز من سادكوب إلى مراكز خارج المدينة، الموقع: باس، التاريخ:04/09/2016 https://goo.gl/ueA7nm

([83])تفعيل محطتي مخروم وجبسة، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:23/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/VBl3nK

([84])حل أزمة عمرها خمس سنوات لمياه الشرب، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/WjeuSO

([85])اعلان مناقصات، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية‏، التاريخ:17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/O6HSsp

([86]) دائرة المياه في هيئة البلديات تعلن مناقصة، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/t3DI5v

([87])صيانة الخطوط الرئيسية للمياه في مدينة القامشلي، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Gj3NgS

([88])بلدية شعب القامشلي مستمرة بترميم منصفات الشوارع، الموقع: انها، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J6tCwH

([89])حل أزمة البسطات، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ:18/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/nhZZKg

([90])اللجنة الفنية تستمر في تفريش البقايا، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/T1CKjj

([91])البلدية الشرقية تستمر بتزفيت حي الآربوية، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/nFFs7y

([92])حملة واسعة في المنطقة الشرقية لقتل الكلاب المذعورة، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/82cpuV

([93])لجنة الخدمات تضبط حالة مخالفة، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:https://goo.gl/Pb51L1

([94])فتح الشارع العريض بحي الكورنيش، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OudnFd

([95])استمرار الترقيعات الزفتية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:08/09/2016، الرابط:https://goo.gl/38bPBN

([96])مشروع تجهيز حديقة عامة، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/9qO52a

([97])لجنة المخالفات تهدم الأبنية المخالفة، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/ZmhFgq

([98])اعلان مناقصة فوهات مطرية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/1YHzuU

([99])اعلان مناقصة 125 فوهة مطرية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/D8kvzP 

([100])ترقيع الطرق الرئيسية في ريف مدينة عامودا، الموقع:  بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uWs6G8

([101])شروع تزويد طريق (بريفا- سنجق سعدون ) بالمجبول،  بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط  https://goo.gl/NTdlyq

([102])مشروع صيانة الطريق بين قريتي قجلة وجناق، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/fJt9CS

([103])شق طريق قرية كرنكو -كندور، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:25/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/N5QEcQ

([104])مشروع بقايا لطريق قريتي تل العشق وقرميتلو، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/0mWqds

([105])مشروع فرش بقايا للكراج جانب ساحة المرأة، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/2s3KIf

([106])استكمال بناء الفرن في قرية ام الربيع، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:06/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/9INJ21

([107])البدئ بتوزيع مادة المازوت، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط: https://goo.gl/qvc8Wz

([108])اعلان مناقصة: طرق- (صرف صحي – حجر مكسر)، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 03/09/2016،الرابط: https://goo.gl/btMgbH

([109])اعلان مناقصة: طرق- (صرف صحي)، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 08/09/2016،الرابط: https://goo.gl/w2Rlyi

([110])جولة تنظيف عامة للمنصفات الثلاثة وعلى مداخل المدنية، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/WXggs6

([111])امت شعبة التموين والدائرة الصحية بجولاتها اليومية، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 21/09/2016،الرابط: https://goo.gl/FN9b4n

([112])بلدية قيروان تنتهي من تنفيذ عدد مشاريع، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:28/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/7u31KQ

([113])اعلان مناقصات،الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:08/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J7iyUc

([114])لجنة الخدمات تباشر بفتح الفوهات المطرية، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/6znJev

([115])مشروع فتح الشوارع في قرية جطل،الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:05/09/2016، الرابط : https://goo.gl/xEKi6r

([116])بلدية الدرباسية تعقد عقدا بالتراضي مع دائرة الاقتصاد، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:27/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/L67dji

([117])قسم الإعلام مستمر بحملة تعليق لافتّات، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:04/09/2016، الرابط :   https://goo.gl/q75DRL

([118])إنشاء شبكات الصرف الصحي في حي زور آفا، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:04/09/2016، الرابط : https://goo.gl/THZ2kV

([119])اعمال الصيانة في مدارس سري كانييه قبل بدء السنة الدراسية الجديدة، التاريخ:06/09/2016، الرابط : https://goo.gl/g3uaDV

([120])الإنتهاء من إنشاء دورات مياه عامة، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:02/09/2016، الرابط : https://goo.gl/HtSSeu

([121])حملة نظافة موسعة استعدادا" لعيد الاضحى المبارك، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:02/09/2016، الرابط : https://goo.gl/oclaRQ

([122])تنفيذ مشروع تركيب شبكة مياه الري بالتنقيط، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:22/09/2016، الرابط : https://goo.gl/nircs8

([123])توزيع مازوت التدفئة في مدينة سري كانييه، بلدية الشعب في سري كانييه، التاريخ:19/09/2016، الرابط : https://goo.gl/jtSJjg

([124])ترميم وصيانة الطرق ضمن مدينة سري كانييه بتكلفة 42 مليون، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/aFFvm8

([125])اعلان مناقصة محلية،الموقع: بلدية الشعب في سري كانييه، التاريخ:07/09/2016، الرابط : https://goo.gl/ZSKpSc

([126]) المباشرة في توزيع مادة المازوت (التدفئة ) ،الموقع: بلدية الشعب في تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/lpkCAQ

([127])تنفيذ مشروع صرف صحي لكل من قريتي قطينة والناصرية، بلدية تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/Hz8ZbI

([128])منظمة كون سيرن تقوم بحملة تشغيل الأبار الأرتوازية، بلدية تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط : https://goo.gl/J4DpB7

([129])مشروع اعلان مناقصة، بلدية تل حلف، التاريخ:20/09/2016، الرابط :https://goo.gl/FmVKNm

([130]) مناقصة حجر مكسر وصرف صحي، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:01/09/2016:  https://goo.gl/jEe2mG

([131])مشاريع صرف صحي لبلديات قرى الحلوة وعطشان، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:04/09/2016 https://goo.gl/zEZZxV

([132])مشروع بقايا و حجر مكسر لقربة التنورية ، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:28/09/2016   https://goo.gl/7OGHct

([133])المباشرة بمشروع المجرور الصرف صحي لقرية الشيبانية، بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:24/09/2016    https://goo.gl/b5zBAX

([134])إنهاء مشروع ترقيعات القرى التابعة لعطشان، بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:01/09/2016:  https://goo.gl/6CjiVj

([135])مشروع: تنفيذ وصيانة فوهات مطرية في ديرك،الموقع:  بلدية الشعب في ديريك، التاريخ:21/09/2016: https://goo.gl/P8C9pP

([136])توسيع المنطقة الصناعية في ديرك،الموقع:  بلدية الشعب في ديريك، التاريخ:24/09/2016:  https://goo.gl/ia0Lgu

([137]) وضع ارمات بعدم رمي القمامة في أماكن الحاويات القديمة،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 10/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/a79T6Z

([138])بلدية ديرك توحد ملابس عمال النظافة،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 28/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/wRRTnB

([139])تنظيف المجاري الصحية وتركيب اغطية لها،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 28/09/2016، الرابط:    https://goo.gl/TL7NOI

([140])المرحله الثانية بمشروع بقايا مقالع لطريق المحلق الشمالي،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Si5YJu

([141])مشروع مناقصة بقايا وصرف صحي،الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/k4QIqX

([142])مشروع مناقصة عبارات وبقايا مقالع،الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 04/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/zUztsS

([143])تواصل بلدية الشعب في مقاطعة كوباني بتزفيت الطرق وترميمها، التاريخ: 08/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xEFKBC

([144])بلدية الشعب في المقاطعة تقوم الآن بوضع الاحجار الأرصفة، الموقع: مقاطعة كوباني، التاريخ:04/09/2016،الرابط: https://goo.gl/GJO5Yr

([145])هيئة الصحة تفتتح 7 نقاط طبية، الموقع: مقاطعة كوباني، التاريخ:10 /09/2016،الرابط:   https://goo.gl/2gR43Q

([146])مديرية التموين تواصل في مصادرة المواد المنتهية الصلاحية، التاريخ:21 /09/2016،الرابط: https://goo.gl/WTCWV4

([147])  بلدية "معراتة" بمساعدة أهالي "كفرشيل" يقومون بتسوية الطرقات الرئيسية، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/ySd6zN

([148]) توسيع الطرقات في ناحية "شيه"، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/68wTHG

([149]) تزفيت طرقات "ميدان أكبس "، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/W9pHVx

([150])تنفيذ مشروع توسيع وترميم الطريق الواصل بين "شرا ودير صوان"، الموقع: الإدارة الذاتية في عفرين، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/tmB5LG   

([151]) تسوية الطريق المؤدي إلى بلدية الأشرفية، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 25/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J74BWC

([152]) فتح الطريق الحراجي في موقع "بوذية"، الموقع: هيئة الزراعة، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Sx5Eos

([153]) بلدية الشعب في عفرين تعد مشروع حديقة الجامعة، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/KNrhY0

([154]) مديرية الحراج تقوم بتسوية قطعة أرض في مشتل الشهيد رفعت، الموقع: هيئة الزراعة، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/onVOYP

([155])بلدية الشعب في بلبله تنفذ عدة مشاريع، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/njTREA   

([156]) قطاع عفرين الجديدة والقديمة اليوم بترحيل بقايا الأتربة والأحجار، الموقع: قطاع عفرين الشرقي والغربي، التاريخ: 28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/B2YA48

([157]) بلدية الشعب في "شيه" تنفذ مشروع انشاء دوار، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/DHpRHa

([158])تخديم أهالي “ميدانكه” بالصرف الصحي، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/RY9jmy 

([159])توصيل كبل ضوئي يربط مركز مدينة عفرين بمنطقة "معراته"، الموقع: الإدارة الذاتية في عفرين، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/crtaKu

([160])تفريش أرضية مخيم روبار للنازحين بمادة البحص، هيئة العمل والشؤون الاجتماعية، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Xh4cNb

([161])الانتهاء من مشروع بناء كتل الحمامات في مخيم روبار للنازحين، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Ugv2KG

([162])توزيع /600/ سلة غذائية على نازحي مخيم روبار، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/BzJPIR

([163]) توزيع مواد إغاثية على نازحي "مخيم كفرجنة" الموقع: الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/FpHxnH  

([164]) إيواء النازحين من قرى "ام الحوش وحربل" في مخيم الشهباء، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 01/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/ibWCyA   

([165])بالتنسيق مع جمعية بهار توزيع /50/ سلة صحية على نازحي مخيم الشهباء، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/LMu8xe

([166]) لجنة الرعاية الاجتماعية تقوم بجولة إلى دار "نوبال" للأيتام في عفرين , و توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الأطفال، 11/09/2016 https://goo.gl/ZJbuAy

([167])التحضير للموسم الدراسي الثاني الخاص بالطلاب الصم والبكم، الموقع: ولات أف ام، التاريخ:23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/4JGFI9

([168]) تنفيذ مشروع تعبيد طريق "الداودية"، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/djlVpa

([169]) طرح مناقصة تعبيد طرق بلدة "توينه، المصدر نفسه، التاريخ: 10/10/2016، الرابط: https://goo.gl/GBiIpL

([170]) تنفيذ بناء جسور القرى التابعة لبلدية "صفيا"، مصدر سابق، التاريخ:11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ISspMD

([171]) تنفيذ مشروع بناء جسر قرية "كوندك"، مصدر سابق، التاريخ: 29/10/2016، الرابط: https://goo.gl/DpqRXm

([172]) تنفيذ مشروع بناء جسر قرية "الحديدية"، مصدر سابق، التاريخ:23/10/2016، الرابط: https://goo.gl/x2t1N5

([173]) تنفيذ مشروع تجهيز وتركيب مطريات، مصدر سابق، التاريخ: 30/10/2016، الرابط: https://goo.gl/YR21PY

([174]) تنفيذ مشروع الصرف الصحي لضاحية نوروز، ذات المصدر، التاريخ: 26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/XkoiR1

([175]) البلدية تقوم بتنظيف منصفات طريق "صباغ"، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/rhkWHv

([176]) البلدية تنفذ حملة نظافة في حي الصناعة، المصدر نفسه، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/FiKBaq

([177]) البلدية تنفذ حملة نظافة في قرية الفلاحة، المصدر نفسه، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/g6mk7L

([178]) البلدية تصدر قراراً بمنع الرواية بمياه نهر جغجغ، المصدر نفسه، التاريخ:22/10/ الرابط: https://goo.gl/IN4F38

([179]) جولة على الاراضي الزراعية التي تسقي بمياه الصرف الصحي، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/YImCdw

([180]) البلدية تقوم بإتلاف مواد منتهية الصلاحية، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/piyv7i

([181]) بلدية الحسكة تنسق مع بلدية الشدادي لتفعيل شبكة نقل داخلي، المصدر نفسه، التاريخ: 30/10/2016، الرابط: https://goo.gl/jUmnaH

([182]) بلدية الشدادة تنفذ مشروع تعبيد طريق، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/BxBGbc

([183]) البلدية تدعم خط المياه في حي الميسلون، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ: 10/10/201، الرابط: https://goo.gl/Xfe9hc

([184]) البلدية تقوم بتنظيف حديقة القامشلي، ذات المصدر، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/KQdgv7

([185]) البلدية تقوم بتنظيف وترميم منصفات الطرق، ذات المصدر، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/p5Lks7

([186]) شعبة التموين تقوم بضبط واتلاف المواد المنتهية الصلاحية، ذات المصدر، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/290Yzj

([187]) قرار بمنع بيع اللحوم والحلويات مكشوفةً، ذات المصدر، التاريخ: 25/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ETflde

([188]) حملة ترقيع لشوارع حي كورنيش، الموقع: بلدية القامشلي الغربية، التاريخ:01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/C81Dv8

([189]) البلدية تقوم باعمال ترميم شبكة الصرف الصحي، الموقع ذاته، التاريخ: 03/10/2016، الرابط:  https://goo.gl/kkYD5l

([190]) البلدية تباشر تخطيط حديقة حلكو، المصدر نفسه، التاريخ: 29/09/2016 ، الرابط: https://goo.gl/Mz0VuH

([191]) البلدية تنفذ حملة تنظيف الحدائق، الموقع ذاته، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/t67UoN

([192]) بلدية القامشلي تنفذ حملة تنظيف المدارس، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kh4Yqx

([193]) بلدية الشعب تشرف على اعمال تعبيد الطرق، المصدر: بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/lKmCe3

([194]) فرش بقايا المقالع في كومين الشهيدة سما، المصدر ذاته، التاريخ: 03/10/2016، الرابط: https://goo.gl/QWfOUM

([195]) البلدية تشرف على مشروع طريق قرية سنجق سعدون، المصدر ذاته، التاريخ: 07/10/2016، الرابط: https://goo.gl/RcduU8

([196]) البلدية تقوم بتشجير دوار المرأة الحرة، المصدر ذاته، التاريخ: 18/10/2016، الرابط: https://goo.gl/DtBgIJ

([197]) تركيب مولدة كهربائية لتقوية دفق المياه، المصدر ذاته، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/yDL1qP

([198]) منظمة M.R.F.S تنفذ مشروع تركيب مولدة لخزان الحي الغربي، المصدر ذاته، التاريخ: 14/10/2016، الرابط: https://goo.gl/HYfDoQ

([199]) ادارة المسلخ تتلف ذبيحة فاسدة، المصدر ذاته، التاريخ: 06/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Lg5gE2

([200]) التموين تقوم بإتلاف لحوم فاسدة، المصدر ذاته، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Lq2kOq

([201]) البلدية تصدر قراراً بتعليق لوحات المحلات باللغة الكُردية، المصدر نفسه، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/GH1ADR

([202]) البلدية تنهي دورة تدريب ل 50 امرأة، المصدر ذاته، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pFWh9c

([203])  جولة ميدانية على المشاريع الانشائية في المدينة، الموقع: بلدية الدرباسية، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/tmso2x

([204]) البلدية تقوم بترحيل بقايا الاتربة، المصدر نفسه، التاريخ: 15/10/2016، الرابط: https://goo.gl/s4fhSU

([205]) جولة ميدانية لشعبة التموين، المصدر نفسه، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/97ETmO

([206]) البلدية تقوم بإتلاف لحوم وجلود فاسدة، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/NZiFcb

([207]) البلدية تقوم بتمديد خط صرف صحي ضمن المدينة، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pG5uXR

([208])  البلدية تنفذ مشروع صرف بمساندة منظمة IRD، المصدر نفسه، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pnw2rd

([209]) بطول 600 تمديد الصرف الصحي في قرية "جطل"، المصدر نفسه، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/a7piul

([210]) البلدية تقوم بإنجاز تجهيز الفتحات المطرية، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/qDZgoP

([211]) البلدية تقوم بفرش الحجر مكسر في شوارع قرية "تل أيلول"، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/CBTjWT ، وفي قرية "عمر زوباش" التاريخ: 26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/MtXnge ، وفي قرية " تل تشرين" 30/10/2016 https://goo.gl/BavmQJ

([212]) الحالة الخامسة لهبوط الارض في مدينة رأس العين، المصدر: بلدية سريه كانيه، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/9Pc7Xd

([213]) البلدية تنفذ مشروعاً بقيمة 25مليون ل.س لمعالجة الحفر، المصدر نفسه، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/4g8vL6

([214]) البلدية تقوم بتعبيد طرق عدة قرى بطول 3200م، المصدر نفسه، التاريخ: 14/10/2016، الرابط: https://goo.gl/oyTxhE

([215]) تنفيذ مشروع تعبيد طريق "الأمانة"، المصدر نفسه، التاريخ: 03/10/2016، الرابط: https://goo.gl/X4O9ld

([216]) البدئ بتعبيد طرق قرى رأس العين بقيمة 25 مليون ل.س، التاريخ:06/10/2016، الرابط: https://goo.gl/LGWqdI

([217]) البلدية بالتعاون مع منظمة الاغاثة السورية تقوم بتركيب مولدة، المصدر نفسه، التاريخ: 15/12/2016، الرابط: https://goo.gl/tKUqfn

([218]) بلدية تربي سبيه تقوم بفرش البقايا لطرق قرية "خزنة" المصدر بلدية الشعب في تربي سبيه، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Q9CXgh ، للمزيد يرجى مراجعة ذات المصدر فيما يخص قرية "مزكفت، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OuK4z0 ، وقرية "خويتله" التاريخ: 19/10/2016، الرابط: https://goo.gl/uTtW2u ، فيما يخص الطرق داخل المدينة، التاريخ:31/10/2016، الرابط: https://goo.gl/5PrW7m

([219]) المباشرة في تنفيذ مشاريع المجرور الصحي، المصدر ذاته، ، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/xBy4Hv ، للمزيد يرجى مراجعة مشاريع المجرور لقرى "مزكفت ،و تنورية وحلوة، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kyjZEI

([220]) البلدية تبدئ المرحلة الثانية من طريق الحزام الجنوبي، المصدر السابق، التاريخ:09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OQAgbl، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: تجهيز طرفي الطريق لزراعة الأشجار، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/fC8HSt ، البلدية تطرح مناقصة لبناء رصيف الحزام الجنوبي، التاريخ:24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kdsZCe، البلدية تقوم بصيانة طريق قرية "قصر ديب" التاريخ: 10/10/2016، الرابط:  https://goo.gl/bq84kx، البلدية تقوم بترميم طريق "خربة عدنان" التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/jaJoEM، صيانة طريق "شكر خاج"، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ERiuAJ، البلدية تقوم بصيانة طريق "روباريا" التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Yb0GG1، البدء برش طريق قرية "بورز" بالحجر المكسر التاريخ:26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Ds0Gye، البلدية تبدئ بصيانة طريق قرية "ركافا- تليلون" التاريخ: 31/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Xzxjyd ، البدئ بصيانة طريق قرى "عدنان – مامشور، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Xmi2eQ، البلدية تعن عن مشروع مناقصة لإنارة المدينة، التاريخ: 24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/fgWKNQ

([221])  رئاسة الهيئة التنفيذية تقوم بجولة على ورشة المرأة والحضانة، الموقع: هيئة كوباني، التاريخ: 08/10/2016، الرابط: https://goo.gl/dxQIlx، للمزيد يرجى مراجعة: هيئة التموين تقوم بمصادرة المواد المنتهية الصلاحية واتلافها، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/woinuS، البلدية تقوم بوضع الحجارة المصنفة للطرقات، التاريخ:05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/1eTtOs، الاسايش تجتمع مع أصحاب صالات الافراح، التاريخ:19/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Gl75Yg

([222]) تقديم بذار القمح والسماد للمزارعين، الموقع: هيئة الزراعة في عفرين، التاريخ: 24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/JDZ6Za

([223]) قرار من المكتب الفني في البلدية،المصدر: بلدية الشعب في عفرين، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/81eVWS

([224]) بلدية الشعب تقوم بمد خط جديد للمياه إلى منطقة الاشرفية، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/k6NalW، للمزيد يرجى مراجعة تركيب قساطل مياه في "قرية رندة"، التاريخ:13/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ZQHncI، صيانة خط الصرف الصحي في "الأشرفية فوقا"، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/AWQXrF

([225]) البدء ببناء حديقة جديدة بالقرب من مشفى "آفرين"، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/cnJ85F، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: الاستمرار في بناء حديقة جديدة بجانب الهلال الأحمر، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/XQwlg0 ، البلدية تستمر في مشاريعها لتعبيد الطرق داخل المدينة، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/gCbSsp،  البلدية تقوم بحملة نظافة في (كفر جنة) التاريخ: 08/10/2016، الرابط: https://goo.gl/TyCr98  

([226]) جامعة عفرين تحدد موعد التسجيل، الموقع: جامعة عفرين، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/K1CNNd

([227]) إتلاف مادة الملح الغير صالح للاستهلاك البشري من قبل بلدية الحسكة، المصدر: هيئة البلديات، التاريخ:02/!1/2016، الرابط: https://goo.gl/mBfG0s، للمزيد يرجى مراجعة: التموين تتلف مواد منتهية الصلاحية، المصدر نفسه، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/yO3r2w، تنفيذ حملة نظافة شاملة في حي النشوة الغربية، التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/333YR4، وصل مطريات لنهر جغجغ، المصدر نفسه، التاريخ: 26/11/2016، الرابط: https://goo.gl/pI7cfZ

([228])  افتتاح مجبل مدينة الحسكة، المصدر نفسه، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ztgjKE ، للمزيد يرجى مراجعة: البدئ بتنفيذ مشروع مطريات ورصيف شارع المفتي، المصدر نفسه، التاريخ:13/11/2016، الرابط: https://goo.gl/DZkP6E، البدء بفرش الحجر المكسر لأحياء "العزيزية -ضاحية نوروز وطريق قرية برزان" التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/71uZzT، البلدية تفتتح مركزاً جديداً لخدمة المنطقة الجنوبية، المصدر نفسه/ التاريخ:04/11/2016، الرابط: https://goo.gl/Ds8uMh ، تعميم بوجود وضع اللوحات باللغات الثلاثة: التاريخ: 29/11/2016، الرابط: https://goo.gl/7NpZvg، متابعة سير العمل في مشروع الإنتاج الزراعي الخاص بالمرأة التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/HXA4u7

([229]) شعبة التموين تقوم بجولة للوقف على محتكري مادة السكر، المصدر السابق، التاريخ: 15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/9DPLHg، الشعبة تقوم بتحديد سعر الطحين المصدر نفسه، التاريخ: 05/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gOiR3p، للمزيد يرجى مراجعة: الاجتماع بهدف زيادة المساحات الخضراء في المدن ، المصدر نفسه، التاريخ: 30/11/2016، الرابط: https://goo.gl/dHKGlR، مناقصة لشراء الأشجار الحراجية والأقلام الشجرية، المصدر نفسه، التاريخ: 28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/LQBrza، شهبة التموين تقوم باتلاف المواد المنتهية الصلاحية، التاريخ:28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gtX9Nr، أزمة المياه في القامشلي باتت محلولة، المصدر نفسه، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/M4EseF، حل ازمة المياه في الحي الغربي ،المصدر السابق، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/T3SUfl

([230]) الدائرة الفنية تعمل على توسيع المخطط التنظيمي للمدينة، الموقع: بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 20/11/2016، الرابط: https://goo.gl/TAejoS، للمزيد يرجى مراجعة: البلدية تستمر في عملها لتوسعة المنطقة الصناعية، التاريخ: 25/11/2016، الرابط: https://goo.gl/jHmvHT، تجهيز طريق بطول 12كم يربط بين 6 قرى، التاريخ:03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/OL6gxs، البلدية تقوم بتمديد الطريق الرابط بين طريق الحسكة والحزام، 03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/6haNsc، البلدية بالتعاون مع منظمة ( IRD ) تقوم بوضع احهزة تنظيف المياه، التاريخ: 07/11/2016، الرابط: https://goo.gl/sUTbl1، بلدية الشعب في عامودا بتعاون مع منظمة ( IRS ) تقوم بتنظيف الفوهات المطرية التاريخ: 07/11:2/2016، الرابط: https://goo.gl/BLvk7V، شعبة التموين تقوم باتلاف خروف فاسد، التاريخ: 17/11/2016، الرابط: https://goo.gl/HAcPxw

([231]) البلدية توجه انذاراً للمتجاوزين على آراضي الغمر، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ: 03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/zG82lx، للمزيد يرجى مراجعة: دائرة المياه تقوم بصيانة خطوط المياه داخل المدينة، التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gXLwQg،

([232]) بلدية الشعب تصادر وتتلف 2 طن من المواد المنتهية الصلاحية، الموقع: بلدية الشعب في راس العين، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/nFefqc، للمزيد يرجى مراجعة: الموقع: المصدر السابق، التاريخ: 14/11/2016، الرابط: https://goo.gl/yY4My3،

([233]) تفعيل (12) بئر في بلدة تل حميس، وتسليم صهريج لتوزيع المياه، المصدر: هيئة البلديات، التاريخ:14/11/2016، الرابط: https://goo.gl/geblRF

([234]) بلدية "سيحة" تقوم بصيانة الطرق، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبيه، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/xzBQPc، البلدية تجهز مولدات لتغذية أربعة آبار، المصدر نفسه، التاريخ: 12/11/2016، الرابط: https://goo.gl/UX2mN2، تنظيف ما يقارب 25 فوهة مطرية، المصدر نفسه، التاريخ: 18/11/2016، الرابط: https://goo.gl/qED2gT، حملة تنظيف مجرة نهر جراح المار في وسط المدينة ، المصدر نفسه، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/xDWw03، الاستعداد لتزفيت مدخل المعمل بالتنسيق مع شركة "زاغروس" للإنشاءات ، المصدر نفسه، التاريخ: 25/11/2016، الرابط: https://goo.gl/pedEtP

([235]) مشروع تنفيذ بقايا المقالع لطريق قرية ركافا – تليلون، الموقع: هيئة البلديات: التاريخ: 01/11/1016، الرابط: https://goo.gl/rX288o،  البلدية تقوم بترقيع طرق حارة صور، المصدر السابق، التاريخ: 06/11/201605، الرابط: https://goo.gl/FlG5On ، فرش مادة بقايا المقالع في كومين "الشهيد جودي"، المصدر السابق، التاريخ: 03/11/201605، الرابط: https://goo.gl/gfBqGX،  بلدية الشعب في ديرك بالتعاون مع بلدية السويدية تقوم بصيانة الطريق العام لقرية، المصدر السابق، التاريخ: 09/11/201605، الرابط: https://goo.gl/a4I1LX،  بلدية الشعب في قرية كرزيرو التابعة لبلدية ديرك تقوم بحملة فرش بقايا المقالع لبعض الطرق الفرعية ضمن قرية سيمالكا، المصدر السابق، التاريخ: 09/11/201605، الرابط: https://goo.gl/Q5vdti، البلدية تقوم بفرش طريق قرية زغات بالحجر المكسر ويبلغ طول الطريق 3,5كم، المصدر السابق، التاريخ: 13/11/201605، الرابط: https://goo.gl/J6EE2L، البلدية تنهي صيانة الطريق العام لقرية تلدار بطول بلغ 800م، المصدر السابق، التاريخ: 16/11/201605، الرابط: https://goo.gl/WBVSOJ، تنفيذ ترقيع الطريق العام من مدينة ديرك الى قرية عين ديوار بمادة المجبول الزفتي ويبلغ طوله 12كم، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/1jkCPb، البلدية تقوم بتنظيف يقارب 500فوهة مطرية و500 ريكار، المصدر السابق، التاريخ: 07/11/201605، الرابط: https://goo.gl/KZrWKu

([236]) المكتب الفني يتابع تنفيذ مشاريع صيانة طرق قرى " جل آغا"، الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/3gEjJe، للمزيد يرجى مراجعة: تم الانتهاء من تنفيذ مشروع بقايا مقالع للطريق الرابط بين "الطريق الدولي وقرية خراب باجار" المصدر السابق، التاريخ: 21/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ZGrvyY، تهيئة الشريط الأخضر لحرم الطريق في المدخل الغربي للمدينة، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/2016، الرابط: https://goo.gl/D3EJWR، ووضع مولدات كهربائية لبئري حي صلاح الدين والصناعة ، المصدر السابق، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/FFWeoH.  تمديد شبكة جديدة للمياه إلى قرية بورز واحتاج إلى ما يقارب 3500متر، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/QRKkZL، البلدية توزيع 52 حاوية في المدينة المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/ac0GF2

([237]) هيئة الزراعة تفتح مزرعة للدجاج، المصدر: مقاطعة كوباني، التاريخ: 26/11/2016، الرابط: https://goo.gl/XtIm1b، للمزيد يرجى مراجعة: هيئة الزراعة تقوم بزرعة الخضروات في البيوت البلاستيكية، المصدر السابق، التاريخ: 07/11/2016، الرابط: https://goo.gl/k8kPoA، مديرية التموين تقوم باتلاف 1طن من المواد الفاسدة، المصدر السابق، التاريخ: 28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/UCGs9N، المصدر: مقاطعة كوباني: التاريخ: 19/11/2016، الرابط: https://goo.gl/S5hYrd

التصنيف تقارير خاصة
الجمعة, 27 كانون2/يناير 2017 18:00

الواقع الأمني في سورية وسبل حوكمته

تُفند وتُقيم هذه الورقة البُنى الأمنية المتعددة في سورية بدءاً من مناطق سيطرة النظام السياسية ومروراً بالمعارضة وانتهاء بمناطق الإدارة الذاتية. ثم توضح الإجراءات التي ينبغي اتباعها قبل الشروع في حوكمة الأمن في سورية، كما أنها تقدم اقتراحاً أولياً يوضح الوظائف والأجسام الأمنية القطاعية وعلاقتها مع المركز والطرف بما يعزز شروط التمكين المحلي ويحمي استقرار ووحدة البلاد.

أولاً: البيئة الأمنية في مناطق سيطرة النظام السياسية

إن النظر للبيئة الأمنية في مناطق النظام على أنها متماسكة وتخضع لقوة أمنية مركزية مضبوطة، هي نظرة يتجاوزها الواقع، منذ بدء تدفق الميليشيات الأجنبية الحليفة للجغرافية السورية ولقرار تشكيل مجموعات عسكرية محلية يُشرف عليها كبار رجال النظام. لقد ساهم تراكم الفشل الأمني للأجهزة الرسمية وعجزها عن مواجهة تمدد الحراك الثوري في دفع النظام إلى مجموعة إجراءات آكلت سلطته الأمنية المركزية بدءً بتشكيل الميليشيات المحلية المساندة تحت رعاية جيش النظام السوري أو الفروع الأمنية. وأدت هذه السياسات إلى استبدال النظام سلطته الواقعية المكثّفة في المؤسسة العسكرية والأمنية بمرتزقة من السكان المحليين المنتسبين إلى ميليشيات مسلحة نمت وتوسّعت في الحجم والتأثير خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

إن من شأن هذه المجموعات أن تُشكّل خطراً حقيقياً على النظام في حال خروجها عن سيطرته. فإذا اكتسبت قاعدة واسعة من الأتباع على الأرض وبنت روابط متينة مع المجتمع، منحها ذلك القدرةَ على التفاوض مع النظام على السيطرة والنفوذ، والعمل مع الأفرقاء الدوليين تحقيقاً لمصالحها الخاصة التي قد تتعارض مع النظام. ولذلك، وضع النظام في رأس أولوياته، خلال العام 2016، احتواء هذه المجموعات عبر مأسستها وضمان ولائها كجزء من خطته لتأمين سُبل بقائه كعامل توازن واستقرار. لقد ساهمت تلك الإجراءات عموماً في النتائج التالية:

  1. منح الميليشيات المحلية بعض الصلاحيات الأمنية لضبط المجتمع المحلي لأماكن تواجدها إضافة إلى مهامها العسكرية.
  2. السماح بتنامي أدوارها الأمنية والعسكرية بشكل عابر للمحلياتية لتغدو معظمها ميليشيات مركزية لها أذرع وفروع.
  3. عسكرة المجتمع وربط خياراته ببقاء النظام وديمومته مما فاقم حجم التجاوزات والانتهاكات بحق الدولة والمواطن.
  4. مأسسة هذه الميليشيات بحكم الضرورات الاقتصادية وتحولها لكيانات عابرة للاستراتيجية العسكرية والأمنية المركزية.
  5. تفعيل الأذرع العسكرية للأحزاب السياسية الموالية كحزب البعث والحزب القومي السوري الاجتماعي وعزز ذلك سلطاتها المحلية وجعلها قوة أمنية شريكة تربطها مع القوة المركزية المنفعة والمصلحة المشتركة.

وباستعراض لأهم الفاعلين الأمنيين في مناطق سيطرة النظام نجدها على الشكل التالي([1]):

1.     قوات الدفاع الوطني

تشكلت في صيف عام 2012 وتُعتبر أكبر مليشيا داعمة للنظام على الإطلاق، وتضُم الآن أكثر من مئة ألف متطوع. وتتشكل من وحدات على امتداد سورية تحت إشراف موحد من جيش النظام وبقيادة العماد حواش محمد. بدأت قوات "الدفاع الوطني" على تنظيم وتدريب مئات المتطوعين في اللجان الشعبية، تحت قيادة "قوات الدفاع الوطني". تشابه هذه المليشيات الدفاع شكل مليشيا "الباسيج" التطوعية التابعة للحرس الثوري الإيراني مما يعزز القناعة أن هذه الميليشيات تشكلت تحت إشراف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

2.     صقور الصحراء

تأسست كـ"قوات نخبة" على يد محمد جابر، وهو رجل أعمال تربطه صلات وثيقة بالنظام. وتعمل "صقور الصحراء" في المناطق الصحراوية، وشاركت في هجوم "القريتين"، كما ساهمت في استعادة السيطرة على بلدة "كسب" في الساحل السوري. وتتكوّن من عناصر علوية وشيعية وأفراد من عشيرة الشعيطات، خُصصت مهامها من أجل قتال عناصر "داعش". وتضم هذه المليشيات عناصر مدربة، منهم ضباط وعناصر متقاعدون في الجيش ومتطوعون من الشباب السوري. وهي مليشيا مختصة في نصب الكمائن وتنفيذ المهمات الخاصة الصعبة. وتُركز على حماية منابع النفط والغاز في سورية. كما أنها تقوم بحماية أكبر مخزن للأسلحة في سورية، وهو مخزن مهين.

3.     مليشيات البستان

تعمل هذه المليشيات تحت إشراف مدير جمعية البستان للأعمال الخيرية حيث أنشأت لاحقاً فرعاً أمنياً يجتذب العلويين من مركز الطائفة العلوية في الساحل. وتنتسب عملياً وإدارياً لإشراف قطاع الجيش المحلي في مناطق عملها، وتنسق عملياتها مع "الفرقة 18". أبرز هذه المليشيات كتائب الجبلاوي في حمص، وعملت في الغوطة، وهي أكثر استقلالية من مليشيات الدفاع الوطني. ومن هذه المليشيات أيضاً فهود حمص التي تشكلت في عام 2013 وامتدت حتى عام 2015 على يد شادي جمعة المقرب من الضابط أبو جعفر، الملقب بالعقرب ومؤسس "لواء خيبر"، أحد مليشيات الدفاع الوطني في حمص. وتضم فهود حمص تحتها قوات "درع الوطن"، التي تنسق مع مليشيات "ذو الفقار" الشيعية في دمشق.

4.     ميليشيا لواء درع الساحل

أعلن بيان للحرس الجمهوري السوري في مايو 2015 عن تشكيل "لواء درع الساحل" برواتب مجزية لحماية المعقل الرئيسي للنظام واستعداده ضم متطوعين جدد لتشكيل "لواء درع الساحل"، لمدة سنتين أو لعقد دائم برواتب مجزية تصل إلى 40,000 ليرة سورية. وتم تكليف القيادة لكل من رامي مخلوف والعميد حسن مصطفى الضابط في الحرس الجمهوري لقوات النظام بهدف حماية القرى العلوية في المناطق الساحلية. ويضم الفارين من الخدمة الإلزامية في جيش النظام والمتخلفين عن الخدمة الاحتياطية وأعداداً من الجنائيين، موزعين بين قرية صنوبر القريبة من مدينة جبلة، وقرية “صطامو”.

5.     حشد الجزيرة والفرات

وهي ميليشيا تم تشكيلها في صالة المحاربين القدماء في دمشق. وتشير معلومات إلى أن هذا الحشد مكون أبناء دير الزور والرقة والحسكة، ويترأسها رياض عرسان، من محافظة دير الزور ومقيم في مدينة دمشق.

6.     المليشيات السياسية

انبثقت هذه المليشيات عن أحزاب سياسية، وعملت على حشد متطوعيها تحت شعارات حزبية أو سياسية، وأبرزها:

  • كتائب البعث: تشكلت من المنتسبين لحزب البعث في حلب، على يد القيادي هلال هلال، في صيف عام 2012، بعد أن تمكن الثوار من دخول حلب الشرقية. ثم تشكلت في اللاذقية وطرطوس ولها نشاط في دمشق.
  • نسور الزوبعة: ترمز "نسور الزوبعة" إلى شعار "الحزب القومي السوري الاجتماعي" اللبناني، الذي يؤمن بأيديولوجيا "سوريا الكبرى"، وهي مختلفة عن أيديولوجيا "حزب البعث" القومية. وشارك ما يقارب 8000 عنصراً من "نسور الزوبعة"، بينهم لبنانيون، في عمليات في سورية، لكن التركيز الأساس في حمص ودمشق، ولهم وجود أكثر من جيش النظام السوري في محافظة السويداء.
  • الحرس القومي العربي: تشكلت في عام 2013 كمليشيا قومية تتكون مما يقارب 1000 عنصر. وتتواجد في حلب ودمشق ودرعا وحمص والقنيطرة، وتضم قوميين من عدة بلدان عربية، منهم مصريون وعراقيون ولبنانيون وفلسطينيون وتونسيون وسوريون ويمنيون. وتتكون المليشيا من عدة ألوية، منها: واضح حداد، وهو قومي فلسطيني مسيحي، وحيدر العمالي، مفكر لبناني قومي، ومحمد برهامي، وهو سياسي تونسي قومي، ويوليوس جمال.
  • المقاومة السورية: وكانت تسمى "الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون"، وهي مليشيا داعمة للأسد تدعي حملها لأيديولوجيا ماركسية – لينينية. يقودها ميراج أورال، العلوي التركي الذي يحمل جنسية سورية، وكان يسمى "علي كيالي"، في سورية، وتنسب له مجزرة "البيضا" في محافظة بانياس.

7.     المليشيات الطائفية (المسيحية والدرزية)، أهمها؛

  • جيش الموحدين: أعلن عن تشكيله بداية عام 2013، وهي مليشيا مكونة من الدروز، وتعمل تحديداً في السويداء ودرعا ودمشق ومناطق الدروز الأخرى. وقد كانت لحماية الدروز، لكنها توصف أنها مؤيدة لنظام بشار الأسد تحت قيادة أبو إسماعيل إبراهيم التميمي.
  • قوات "سوتورو" وهي مليشيا محلية موجودة في القامشلي، في محافظة الحسكة، وتتكون من المسيحيين السريان، وبعض الأرمن.
  • قوات الغضب المسيحية: تأسست في آذار/ مارس 2013 في محافظة السقيلبية في ريف حمص لحماية المدينة وريفها، ومقربة من الحرس الجمهوري.
  • لواء أسود الوادي: يقوده بشر اليازجي ويتمركز في منطقة قلعة الحصن ووادي النصارى ومحيطهما حيث يتم تجنيد شباب المنطقة من الموالين للنظام ليقوموا بملاحقة أقرانهم من المعارضين. يدعي هذا اللواء حماية المسيحيين والذين تتجاوز قراهم ال 33 قرية في المنطقة. لبشر اليازجي علاقات أمنية عدة أهمها مع اللواء جميل حسن، وينُسق بشكل كامل مع العميد هيثم ديوب من المخابرات العسكرية والعقيد مفيد وردة المدني قائد ميليشيا مظهر حيدر المرتبط بالأمن مباشرة. وكل مقاتل في هذا اللواء متطوع يتقاضى راتباً من الدولة السورية وتتم معاملته وعائلته كأي جندي أو ضابط في القوات المسلحة. ويستخدم مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي في مرمريتا كمقر لتنسيق العمليات وللاجتماعات ومركز لتلقي طلبات التطوع وتجنيد المتطوعين التي يُشرف عليها أعضاء الحزب. كما يشارك عدد كبير منهم في العمليات القتالية ومنهم من قتل من مثل: (فادي الشامي وطوني عثمان من قرية الحواش وفراس مسوح من قرية مرمريتا وغصوب عوض من قرية التلة).

8.     المليشيات الفلسطينية

هي المليشيات التي تشكلت دعماً للنظام السوري من اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة لمليشيات فلسطينية كانت موجودة قبل بدء الثورة السورية، أما المليشيات والفصائل الفلسطينية التي كانت في مخيمات الفلسطينيين منذ البداية، هي:

  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة: وبرز دور الجبهة، بقيادة أحمد جبريل، في قمع المظاهرات منذ بدء الثورة في مخيم اليرموك ودعمت جيش النظام السوري في قتال السوريين.
  • فتح الانتفاضة: تأسس عام 1983، بقيادة العقيد سعيد مراغة.
  • قوات الصاعقة: تمثل الصاعقة الجناح البعثي للفصائل المسلحة الفلسطينية، وهي مرتبطة بحزب البعث السوري، وعضو في منظمة التحرير الفلسطينية.

بالإضافة لهذه الفصائل، فهناك مشاركة من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والحزب الفلسطيني الديمقراطي - سرايا العودة والتحرير.  أما المليشيات التي شكلها النظام السوري من الفلسطينيين في سورية، فهي:

  • قوات الجليل: تضم ما يقارب 4800 عنصر فلسطيني، تحت قيادة فادي الملاح. تدربوا على يد جيش النظام السوري وحزب الله، وشاركوا في معارك القلمون. يصفون أنفسهم بأنهم سوريو الانتماء، فلسطينيو الجنسية، ومقاومو الإيمان.
  • لواء القدس: تأسس في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ويقودها المهندس محمد السعيد (المرتبط بالمخابرات الجوية). ويتكون بشكل كبير من فلسطيني المخيمات في حلب، وخصوصا مخيم النيرب، وكان آخر معاركهم هي السيطرة على مخيم حندرات في حلب.
  • جيش التحرير الفلسطيني: يقوده طارق الخضري، ويختلف عن جيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير. شارك في عدة معارك في سورية، أبرزها في عدرا وآخرها شمال السويداء، حيث خسروا 13 عنصرا هناك. كما شاركوا في معارك داريا وتل صوان وحصار معضمية الشام والزبداني. ويضم ثلاثة ألوية: "قوات حطين"، ومقرها في مدينة قطنا بريف دمشق، و"قوات أجنادين" ومقرها في جبل الشيخ، و"قوات القادسية"، وتنتشر بالقرب من مدينة السويداء جنوبي البلاد. ويخضع نظرياً لقيادة منظمة التحرير، وعملياً لقيادة قوات النظام السوري، رفض العديد من الضباط والعناصر فيه الانخراط في قتال الشعب السوري، فتم إعدام العديد منهم ميدانياً.

9.     الميليشيات الدرزية (كحالة خاصة مغرقة بالمحلياتية)

ساهم مفهوم الحياد الذي تعيشه محافظة السويداء في تعزيز الحالة المليشياوية المحلية التي باتت مسيطرة على الحياة المدنية لعموم السكان المحليين. ولا تتبع حواجز المحافظة للنظام فقط؛ فإما أن تتبع لمليشيا "الدفاع الوطني" أو تؤلفها "اللجان الشعبية"، أو تتكون من عناصر مختلطة تضم ممثلين عن ميليشيا "حماة الديار"، والحزب "السوري القومي الاجتماعي"، و"كتائب البعث". وحسب مراقبين محليين، فإن الحواجز المختلطة تتقاسم منافذ تهريب المحروقات المطلّة على مناطق داعش في الحدود الشمالية الشرقية للمحافظة، أو على الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية. وتتسم تلك الحواجز بكونها مصدراً هاماً للنهب العام، وتحصيل الأتاوات من عمليات التهريب وتجارة المحروقات والطحين والسجائر في دهاليز السوق السوداء. كما تنشط في المحافظة مليشيا بغطاءٍ دينيّ تتبع لنزيه الجربوع وتتقاسم مع سواها من مليشيات مسلّحة مرتبطة بالنظام بحجّة حماية السكان، وتعددت منابت المنتسبين إلى هذه الجماعة: ففيها التجّار وأصحاب محطات الوقود، الذين يحتاجون إلى حماية مصالحهم.

ثانياً: البُنية الأمنية في مناطق سيطرة المعارضة

تشكَّلت هيئات أمنية لامركزية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة كبديل عن منظومة الضبط السلطوية التي كانت قائمة في فترة سيطرة النظام السوري. وفي حين تعرَّضت العديد من تلك الهيئات الأمنية للزوال، فإن بعضها الآخر ما يزال ينشط ويقدم خدماته الأمنية. وأول الجهات التي حاولت التصدي للمهددات الأمنية كانت المجالس المحلية إذ كان لزاماً على قياداتها أن تتعامل مع عدة ملفات إشكالية فرضها الواقع الجديد كالملف الأمني، خاصة مع بروز مظاهر الفوضى الأمنية. وكان من مهامها حفظ النظام العام وحماية الممتلكات العامة.

لقد تلاشت التجربة الأمنية الأولى للمجالس نتيجة ثلاث عوامل أساسية:

  • الاقتحامات العسكرية لقوات النظام للمناطق الخارجة عن سيطرتها مما أدى إلى انهيار هياكل الحوكمة المحلية الأولية.
  • تزايد منسوب عسكرة الحراك الثوري وتولي الفصائل إدارة الشأن الأمني إضافة للعسكري.
  • بروز تجارب شرطية أولية شكلها المنشقون عن المؤسسة الأمنية.

عموماً فضلت أغلبية المجالس ترك الشأن الأمني للهيئات المختصة مدفوعة بعدة أسباب منها:

  • إعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على الملف الخدمي سيما مع تزايد الأزمات الخدمية والإنسانية.
  • عدم الرغبة بالاحتكاك السلبي مع فصائل المقاومة العسكرية.
  • عدم كفاية الموارد اللازمة لتشكيل مكاتب أمنية.

وبما يلي استعراض لأهم الفاعلين الأمنيين في مناطق سيطرة المعارضة:([2])

أولاً: الشرطة الثورية

 شهد سلك الشرطة حالة انشقاقات مرتفعة مقارنة بتلك التي حدثت في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، حيث يقدر عددهم بـــ 500 ضابط وآلاف العناصر. وفي حين آثر جزء من المنشقين الابتعاد عن المشهد الميداني، انخرط قسم منهم في إدارة الأمن في مناطق سيطرة فصائل المقاومة بالتعاون مع المدنيين لا سيما مع تزايد السخط الشعبي الناجم عن ارتفاع معدل السرقات والجرائم والتعدي على الأملاك العامة. ومن التجارب التي ظهرت مع نهاية 2011 وبداية 2012: الضابطة العدلية في حريتان وتل رفعت، ومكتب الأمن الثوري، والمخافر الثورية في معظم المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام.

انتقلت التجربة الشرطية إلى طور أكثر تنظيماً مع منتصف 2012، حيث ظهرت عدة تجارب ما تزال قائمة من أبرزها:

  • الشرطة الحرة في حلب وإدلب.
  • قيادة الشرطة في الغوطة الشرقية.
  • قيادة شرطة القلمون الشرقي والبادية.
  • التجربة الشرطية في حمص الأمن الداخلي.

بالإضافة لتجارب قائمة تعمل تحت مسميات متنوعة كقوات حفظ النظام والمخافر الثورية والأمن العام واللجان الأمنية والضابطة العدلية، إلا أنها ما زالت تجارب محلية النطاق لم تتطور بعد إلى قطاعية أو مناطقية ذات هيكل مؤسسي واضح.

ثانياً: القضاء المحلي

في غياب المحاكم التي تتبع للمؤسسة القضائية للنظام، ظهرت بدائل متباينة فيما بينها من حيث مرجعياتها القانونية وآليات التشكيل وطرائق العمل وطبيعة الاختصاص والتبعية، من أبرزها:

  • مجلس القضاء الأعلى في حلب.
  • محاكم الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة.
  • مجلس القضاء في الغوطة الشرقية.
  • دار العدل في حوران.
  • المحكمة العليا في ريف حمص الشمالي.
  • محاكم جبهة فتح الشام "النصرة" سابقاً المسماة دور العدل.

ثالثاً: المكاتب الأمنية للفصائل

شكلت فصائل المعارضة العسكرية عند بداية انطلاقها "لجان أمنية" مصغرة كان من مهامها جمع المعلومات وتحليلها وتحديد قائمة الأهداف المراد التعامل معها. وتطورت التجربة لاحقاً وتم تأطيرها بمكاتب أمنية قائمة ضمن هيكلية الفصائل. يمكن تصنيف المكاتب الأمنية للفصائل إلى أربعة نماذج:

  • المكاتب الأمنية لفصائل المعارضة المسلحة ومن أبرزها: الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، نور الدين الزنكي، فيلق الرحمن، فصائل الجبهة الجنوبية، جيش النصر، جبهة الأصالة والتنمية.
  • المكاتب الأمنية للفصائل الإسلامية الوطنية كأحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، فيلق الشام.
  • المكاتب الأمنية المنبثقة عن التحالفات العسكرية: القوة التنفيذية "جيش الفتح"، المكتب الأمني لجيش إدلب الحر، المكتب الأمني المشترك لكتائب أحفاد حمزة ولكتائب أبو عمارة، غرفة عمليات حمص.
  • المكاتب الأمنية للفصائل الجهادية فوق الوطنية كجبهة فتح الشام.

تقييم العمل الأمني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة

تغلب اللامركزية على إدارة الملف الأمني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وذلك نظراً لغياب جهة مرجعية مركزية تتولى إدارة هذا الملف. كما تفتقد هيئات الأمن اللامركزية للطابع المؤسساتي بحكم ما يلي:

  • تعدد المرجعيات: مما أدى إلى تضارب الأدوار وتنازع المصالح فيما بينها، وافتقادها للاتساق والتكاملية.
  • قلة الكادر البشري وضعف الخبرات التخصصية.
  • ضعف التجهيزات المادية واللوجستية.
  • ضعف التخطيط الاستراتيجي.

كما تتنامى الفوضى الأمنية بحكم ضعف مأسستها ومحدودية قدراتها من جهة، إضافة إلى تزايد مستوى التهديدات التي تتعرض لها من قبل القوى المناوئة لها من جهة أخرى. وتعددت مؤشرات الفوضى الأمنية التي تعيشها هذه المناطق كارتفاع عدد الحوادث الأمنية كالاغتيالات والتفجيرات وارتفاع عدد الحوادث الأمنية الجنائية كالسرقات والسلب والنهب والجرائم المخلة بالآداب العامة، ووجود بعض حالات الاعتقال والتغييب القسري والتعذيب الجسدي إضافة لانتشار مافيات السلاح وتجار المخدرات وعصابات التهريب وبيع البضائع المسروقة. ويحسب لتلك التجارب دوراً هاماً في تخفيف السيولة الأمنية ومحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة لا سيما في حلب وريف دمشق والقلمون وسعيها الحثيث لمأسسة العمل وقوننته عبر تسيقها الدائم مع المجالس المحلية الأكثر تمثيلاً وشرعية بين الأجسام الأخرى.

ثالثاً: البُنية الأمنية في مناطق "الإدارة الذاتية"

تتشابه الوظيفة الأمنية للفواعل الموكلة بتنفيذ المهام الأمنية في مناطق الإدارة الذاتية مع تلك الوظيفة التي كانت سائدة في مناطق النظام قبل الثورة من حيث ضرورة الضبط المجتمعي بما يتناسب مع طبيعة الفكر السياسي للجهة الحاكمة وشرعنة الاعتقالات السياسية وعسكرة المجتمع وربط اتجاهاته بالبوصلة الأمنية للقوة المركزية. وتشهد البُنية الأمنية تضارباً في المؤسسات وازدواجية في المرجعيات ما بين النظام والـ PYD. ولعل الخطر الأكبر المهدد للأمن العام هو ارتباط الأذرع العسكرية والأمنية فكرياً بحزب العمال الكردستاني ذي التوجهات الانفصالية والعدائية لدول الجوار.

بعد اندلاع الثورة بدأ حزب الـPYD بتشكيل الخلايا المنظمة وخصوصاً ضمن صفوف ما يطلق عليها "حركة شبيبة الثورة" تحت قيادة خبات ديريكي/ قيادي سابق في حزب العمال والذي تعده العديد من الجهات المؤسس والقائد الأول لوحدات الحماية الشعبية. تكاثرت التنظيمات العسكرية والأمنية للحزب لاحقاً مع تطور الأحداث، منها[3]:

1.     وحدات الحماية الشعبية وقوات حماية المرأة

تعتمد على عامل التطوع للانضمام، وتقود العمليات العسكرية الكبيرة في الأرياف وداخل المدن الموضوعة كأهداف للسيطرة عليها. ويتشكل الإطار العام للتراتبية العسكرية من رئاسة القيادة العامة لوحدات حماية الشعب والمرأة، ومن ثمَّ المجلس العسكري لهذه الوحدات، والقادة الميدانيين من قادة الكتائب والسرايا والمناطق. واستندت الوحدات في مشروعيتها العسكرية لاحقاً على المادة 15 من "ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية" الذي تمت المصادقة عليه في الجلسة رقم 1 بتاريخ 06/01/2014، وتنص على أن وحدات حماية الشعب هي المؤسسة الوطنية الوحيدة المسؤولة عن الدفاع وعن سلامة أراضي المقاطعات وسيادتها الإقليمية، وهي في خدمة مصالح الشعب، وحماية أهدافه وأمنه الوطني. ويُقدر عدد عناصر الوحدات الحماية من 20 إلى 30 ألف مقاتل.

2.     قوات الدفاع الذاتيHPX

أقرَّ العقد الاجتماعي المُعلن من قبل الإدارة الذاتية تشكيل هيئة الدفاع والحماية الذاتية في 21/كانون الثاني 2014. وأقر المجلس التشريعي قانون الدفاع الذاتي في 13/07/2014، ويتضمن هذا القانون وجوب قيام كل أسرة بتقديم أحد أفرادها ممن تتراوح أعمارهم بين 18-30 سنة من أجل أداء "واجب الدفاع الذاتي" الذي يستمر مدة 6 أشهر وتم رفعها إلى 9 أشهر في 1 كانون الثاني 2016. ومهمة هذه الهيئة هو العمل على وضع القوانين الناظمة لعملية التجنيد الإلزامي للعناصر. وتتم هذه العملية بشكل خاص من قبل الإدارة الذاتية على الكُرد في مناطق سيطرتها، بينما تقوم الأطراف المتحالفة معها بتنفيذ الأمر في مناطق سيطرتها وبشكل خاص قوات الصناديد التابعة لعشيرة الشمر.

3.     وحدات الحماية الجوهرية HPC

تستقي مهامها وواجبتها من شروحات الإدارة الذاتية وتهدف لحماية مناطقها وأحيائها من أي هجمات قد تحدث في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة، كالقيام بنصب الحواجز على الطرقات العامة المؤدية إلى الأحياء، وجمع المعلومات عن أي فرد يشكّ بتحركاته في المنطقة، ومساندة وحدات حماية الشعب والمرأة في جبهات القتال، وتُنسيق مع كافة مراكز قوات الأسايش والقوى الأمنية العاملة على الأرض.

4.     مؤسسة قوى الأمن الداخلي أسايش روج آفا

تتبع للهيئة العامة، وتعمل في مقاطعتي الجزيرة وكوباني برئاسة مشتركة بين القيادي جوان إبراهيم وايتان فرهاد. وخلال ما يقارب 4 سنوات من تشكيله، تطوَّر الأمن العام من الإشارة فقط لقوات الأسايش التي تقوم بكافة المهام الأمنية، لتظهر مؤسسات أمنية تقوم بأدوار مختلفة وتتألف وفق هيكلتيها الإدارية من: شرطة المرور (ترافيك)، وقوات مكافحة الإرهابHAT، أسايش المرأة، أمن الحواجز، جهاز الأمن العام، شعبة مكافحة الجريمة المنظمة. وامتلك جهاز الأمن العام مع نهاية عام 2016، 45 مركزاً منها 21 في مقاطعة الجزيرة، 5 في مقاطعة كوباني، 19 في مقاطعة عفرين، بالإضافة لأكثر من 195 حاجز ثابت في عموم روج آفا. وبلغ عدد الأفراد والعناصر المنضمين إلى كافة هذه المؤسسات بحدود 4 إلى 5 آلاف عنصر.

وهناك مجموعة من القوات الرديفة وأهمها كتيبة الحرية العالمية والمستشارون الغربيون. ويعود سبب تشكيلها نظراً لتوافد عناصر أجنبية بهدف الانضمام لوحدات الحماية الشعبية YPG بعد انتهاء معركة كوباني ضد "تنظيم الدولة". وتم الإعلان عن الكتيبة رسمياً في 10/06/2015، في مدينة رأس العين/ سريه كانيه بقوام 25 عنصراً، واستقطبت الوحدات عناصر أجنبية من مختلف الجنسيات كان أهمها من اليسار التركي وبشكل رئيسي من الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني MLKP في تركيا، وجيش العمال والقرويين لخلاص تركيا (والأخير كان الذراع العسكري لحزبMLKP، وتعود جذوره إلى عام 1973)، وأفراد من الحركات اليسارية في أوروبا الشرقية. وتشكلت عدة تنظيمات انضم لها العناصر الجدد القادمون إلى "روج آفا". وتنقسم الكتيبة إلى لواءين ضمن تشكيلاتها، لواء (بوب كرو BCB) وينسب الاسم لزعيم نقابي بريطاني، ولواء «هنري كرازوكي» نسبةً إلى قائد شيوعي فرنسي. أما قيادة الكتيبة فقد أُسندت لفتاة كردية في الثلاثين من عمرها، اتّخذت «دنيز» اسماً حركياً، ويتم تقدير أعدادها من 200-300 مقاتل.

ولا يقتصر التواجد الغربي في المناطق الكُردية على المقاتلين المتطوعين فقط فهناك عدد لا بأس به من المستشارين الذي قدموا بهدف تدريب قوات الحماية الشعبية YPG بدايةً وقوات قسد لاحقاً، ومنهم فرنسا والولايات المتحدة وعدد قليل من البريطانيين. ويُقارب تعدادهم 500 مستشار وموجه لعمليات طائرات التحالف الدولي في مواجهة "تنظيم الدولة". ويعد حزب الاتحاد الديمقراطي حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية التي تطورت علاقتهما لتواجد قواعد عسكرية يقارب عددها 5-6، في ريف مدينة رميلان النفطية، قرية المبروكة غرب القامشلي، والثالثة في قرية تل بيدر في الريف الشمالي لمدينة الحسكة، ومقر القاعدة الرابعة بالقرب من مدينة عين عيسى، والخامسة منشآت معمل إسمنت «لافارج» الفرنسي التي اتخذتها القوات الأميركيّة مقرّاً لها.

رابعاً: ثوابت المشهد الأمني وضرورات الحوكمة الأمنية

يدلنا التفكيك العام للبُنى الأمنية الناشئة على الجغرافية السورية على جملة من الثوابت التي ستؤثر على طبيعة المخرج النهائي للجهاز الأمني العام المستقبلي في سورية وهي:

  1. اختلاف المرجعيات السياسية والفكرية والعسكرية.
  2. عدم اتساق الداعمين الدوليين في هذه البنى.
  3. اختلاف المشاريع والطموحات السياسية لتلك البُنى.
  4. عدم قدرة أي حكومة مركزية على ضبط هذا المشهد بأدوات مركزية وواقعية اللامركزية تفرض نفسها.
  5. كمون مهددات أمنية إضافية ستنفجر لحظة أي انتقال سياسي لا تراعي هذا الواقع.
  6. عدم نجاعة وصف أن بُنية مناطق سيطرة النظام السياسية متسقة أمنياً.
  7. التشكيك بقدرة النظام على ضبط بيئته الأمنية.
  8. تنامي الخواطر الأمنية في كافة مناطق سورية.
  9. ضرورة أن تتسق عملية التغيير الأمني مع معطيات الواقع الأمني العام.
  10. الاختراقات الأمنية الإقليمية والدولية المتعددة والمتضاربة.

الترتيبات الرئيسية لبناء قطاع أمني متكامل

يُقصد بها مجموعة الإجراءات والتدابير اللازمة كخطوات رئيسية لتمهيد الانتقال إلى بيئة أمنية أقل سيولة وأكثر انضباطاً عبر استراتيجية أمنية مركزية وفق الاقتراحات التالية:

  1. مجموعة مبادئ دستورية تحدد عقيدة الأمن الجديدة وفق مبادئ اللامركزية الإدارية وتربطها ببوصلة الوطن والمواطن وتحد من تدخلات الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية.
  2. خروج كافة الميليشيات الأجنبية من سورية واعتبارها خطراً أمنياً يستوجب المواجهة.
  3. اتفاق الفواعل والضامنين الدوليين والإقليميين على دعم الاستقرار الأمني وتنظيم العلاقات مع الجهة المركزية وتقديم الخبرات والدعم اللازم لتطوير البنى البشرية في تلك الفواعل الأمنية.
  4. حل كافة الميليشات المحلية وتسليم أسلحتهم للدولة كضرورة استراتيجية، أو ضبط الأداء الأمني ضمن مدونة سلوك وأهداف أمنية توقع عليها هذه الميليشيات ضمن الجهاز الأمني، يتضمن جدولاً زمنياً لتسليم السلاح والانحلال كإجراء تكتيكي مباشر.
  5. تبنِّي مُخرجات العملية السياسية ضرورة التغيير الأمني ابتداءً والتأكيد على ضرورات الدمج.
  6. ضرورة تبني الدولة لبرامج حوكمة العمل الأمني في سورية.

وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على:

  1. توزيع القوة الأمنية بشكل منظم على القطاعات الجغرافية خارج سيطرة النظام وذلك فيما يتعلق بكافة المهام الأمنية التي هي ما دون المهام السيادية.
  2. تظافر كافة الفواعل لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله.
  3. الانطلاق من التجارب الأمنية الناجحة والعمل على ربطها مؤسساتياً ببُنى الحكم المحلي لا سيما في مناطق المعارضة ومحافظة السويداء.
  4. إنهاء كافة المرجعيات القانونية السائدة وربطها بمرجعية قانونية موحدة تنجزها الدولة وفق الدستور الجديد.
  5. أرشفة العمل الأمني في كافة المناطق وفق نظام أرشفة خاص.
  6. التأكيد على ضرورة دعم المجتمع المدني لعملية التغيير ومراقبتها وصيانتها.
  7. تحويل كافة الفواعل العسكرية إلى أدوات تنفيذية أمنية محلية تتبع لوزارة الداخلية إدارياً مع منحها هوامش استقلالية عالية.
  8. تعزيز مفهوم التمكين المحلي أمنياً عبر ضرورات إشراف وتنفيذ أبناء المنطقة للخطة والمهام الأمنية ومراعاة البعد الهوياتي لتلك المنطقة.
  9. استصدار قانون عام ينظم تلك الأعمال الأمنية وأهدافها وحدودها وتعريف علاقتها مع الجهاز المركزي وإلزام الفواعل الأمنية بمجموعة سياسات تضمن استقلالية القرار السوري وتمنع التشظي والانقسام.
  10. اتساق السياسات المالية والإشرافية والإدارية مع مفاهيم اللامركزية الإدارية.

يُبين الشكل أدناه مقترحاً أولياً للوظائف الأمنية القطاعية

 

 

1.     الوظائف القطاعية

هي تلك الوظائف التي تمنحها السلطة المركزية للقطاع الجغرافي على سبيل توزيع القوة الأمنية:

  • حرس الحدود: وهي المتعلقة بضبط الحدود والمعابر، وهي قوة عسكرية ومحلية.
  • قوات الدرك: وترتبط بالجرائم المنظمة كالتهريب والعصابات، وهي قوة عسكرية ومحلية.
  • الشرطة المجتمعية: وتختص بالضبط المجتمعي وتتكون من عناصر مدنية مدربة، وتقوم بوظائف مستمدة من طبيعة المجتمع وهويته.
  • الشرطة المحلية: وتتبع إدارياً وهيكلياً لوزارة الداخلية، إلا أن الوحدة المحلية (المجلس المحلي) هي من تُشرف عليها وتُعين كودارها وفق الأنظمة المتبعة.
  • القوة الخاصة. وترتبط عضوياً بالقوة المركزية، وتُعد الذراع العسكري التنفيذي لهذه القوة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

2.     الوظائف الأمنية المركزية

وهي تلك المتعلقة بالاختراقات الأمنية ومكافحة الإرهاب وجلب المعلومات الأمنية ورفدها للجهات المختصة، وحماية الاستقرار العام وضمان نفاذ القانون، وتُتَابع الأعمال الأمنية في باقي القطاعات عن طريق علاقة ينظمها القانون مع الوحدة المحلية.

 

 ([1]) معن طلَّاع، مراكز القوة الأمنية عند النظام، جزء من بحث غير منشور في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، كانون الثاني 2017.

 ([2]) أيمن الدسوقي، دراسة بعنوان: المجالس المحلية وملف الأمن المحلي: دورٌ مطلوب لملف إشكالي، دراسة صادرة عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، تاريخ النشر، الرابط: https://goo.gl/K9RzKM

 ([3]) بدر ملا رشيد، البنية الأمنية في مناطق الإدارة الذاتية، ورقة غير منشورة من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، كانون ثاني 2017.

التصنيف أوراق بحثية
الثلاثاء, 15 تشرين2/نوفمبر 2016 14:45

الواقع التعليمي في مناطق "الإدارة الذاتية"

يرتبط مستوى الأداء التعليمي ونوعيته في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية" بمستويات ونتائج الصراع المتعددة، وبأجندات تخدم المشروع السياسي وأيديولوجياته، ويعتري هذه العملية إشكالات تقنية وفنية عدة، ويلحظ فيها عدم وضوح الرؤية وآليات تنفيذ واضحة، وفي ظل استمرار تلك العوائق سيبقى "الأطفال والطلبة" هم الأكثر تضرراً.

مدخل

أفرزت سياسة العنف الممنهج الممارس من قبل النظام الحاكم في سورية مجموعة من الاختلالات والانتكاسات التي استهدفت بنية الدولة ووظائفها وجغرافيتها، لاسيما على صعيد الخدمات الإدارية والاجتماعية، إذ كانت المعادلة التي يتبناها النظام في تعامله مع الحراك الثوري مستندة على عدة عناصر تُمليها المؤسسة العسكرية والأمنية، غير آبهة بنتائج هذه المعادلة على ثنائية الوطن والمواطن. وتعطلت بموجب هذه السياسة العديد من وظائف الدولة وعلى رأسها وأشدها حساسية هي التربية والتعليم، تلك الوظيفة التي تماهَت مع الصراع في مناطق سيطرة النظام ولاتزال تتعثر في مناطق سيطرة المعارضة وخطفت كلياً وتأدلجت في مناطق نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما باتت حالة خاصة في المناطق التي تُسيطر عليها "الإدارة الذاتية". تتجلى خصوصية وظائف الدولة بما فيها التربية والتعليم في مناطق الإدارة الذاتية كوننا أمام بنى ووظائف دولة مزدوجة تربط بينها علاقة تتراوح ما بين التنافس والاستحواذ المطلق، إذ ارتأت تلك الإدارة بأنه ليس من الضرورةً بأن تقطع التراتبية الإدارية مع حكومة النظام. في المقابل قامت بتشكيل مؤسسات موازية لتلك العائدة للدولة، بدءً من أصغر خدمات البلديات حتى تشكيل "حكومة كاملة الحقائب"، وعملت بذات السياق على إضعاف مؤسسات النظام، وهذا الأمر يشمل مؤسسات التربية والتعليم أيضاً. وتنمو هذه العلاقة الخاصة على حساب العملية بحد ذاتها لتغدو إشكالية تستوجب التفكيك ومعرفة مفاصلها الرئيسية.

سيعمل هذا التقرير على وصف وتحليل واقع التعليم في هذه المناطق وتحديد نوع وطبيعة هذه الإشكالات المتأتية من العلاقات الخاصة مع الفاعلين في تلك المناطق، وقياس مدى التوظيف السياسي لقطاع التعليم وأثره على أهداف العملية التعليمية من جهة ثانية.

المؤسسات التعليمية: أرقام وحقائق

تُعتبر محافظة الحسكة من المناطق التي تم إهمالها بشكل كامل في المجال التعليمي منذ عقود، فإذا نظرنا لمؤشر انتشار المؤسسات التعليمية لا سيما الجامعية في المحافظة فإننا نلحظ بداية دخول الحياة الجامعية للمحافظة متأخرة كثيراً في عام 2006 مع افتتاح فرعٍ لجامعة الفرات/ دير الزور. ولم يكن الافتتاح بخطوات يمكن وصفها بالجدية، فالجامعة عانت قبل الثورة من نقص الكادر التدريسي ومن استعمال مدارس بصفوفٍ ضيقة لأقسامٍ تحتاج إلى مدرجاتٍ ضخمة، وضعفٍ شديد فيما يخص تجهيزات الأفرع العلمية. وعقب الثورة ازدادت المشاكل والمصاعب التي تُواجه الطلبة في المحافظة نتيجة الفوضى الإدارية والتغيرات في الوضع العسكري في المدينة. وفي هذا الاتجاه وبالإضافة إلى الصعوبات الأمنية وتعدد القوى المتصارعة فإنه يمكن تلخيص المشاكل والصعوبات التي تواجه الطلاب والجامعة الحكومية في المحافظة والواقعة ضمن أماكن سيطرة الإدارة الذاتية بما يلي:

أولاً: تعثر العملية التعليمية جراء الصراع العسكري المتعدد الأطراف، كما حصل في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد نتيجة المواجهات التي حصلت بين النظام وبين عناصر كتيبة أحرار غويران في 08/09/2014([1])، وفي كليتي التربية والآداب في 25/06/2015 نتيجة سيطرة تنظيم "الدولة" على حي النشوة الشرقي في مدينة الحسكة([2])، كما توقف التعليم نتيجة الاشتباكات المتكررة بين عناصر وحدات الحماية الشعبية وجيش النظام([3]).

ثانياً: تغليب المصلحة الإدارية على العملية التعليمية فقد توقف التعليم وأحياناً الامتحانات نتيجة مناسبات خاصة بجهة سياسية، فمثلاً تم حرمان الطلبة من امتحاناتهم نتيجة الإحصاء السكاني من قبل الإدارة الذاتية([4]).

ثالثاً: صعوبات فنية وإدارية كتعثر المعاملات الإدارية، وعدم توفر الكادر التدريسي، وانعدام مدرسين من درجة الدكتوراه في أغلب أقسام الجامعة وقيام أساتذة التعليم الثانوي بتدريس طلبة الجامعة([5])، والعدد الهائل من المنظمات الطلابية الكردية والناتجة في أغلبها عن خلافات سياسية بين الطلاب([6])، وتسرب الطلبة الذكور نتيجة سحبهم للتجنيد الإجباري من قبل الإدارة الذاتية([7]).

رابعاً: تفشي التقصير والفساد كانتشار تجارة بيع المواد والأسئلة، وصعوبة الأسئلة وسلم التصحيح، وإتمام المقررات في مدة زمنية قصيرة، والتركيز على الجانب النظري دون التطرق للجانب العملي لبعض الفروع العلمية([8]).

وفيما يخص الجامعات التي أعلنتها الإدارة الذاتية وهي جامعتا عفرين وروچ آڨا فلا تزال تعاني علمياً من عدة إشكالات علمية وبنيوية أهمها:

  • عدم استحواذها على اعتراف مؤسسات الدولة السورية أو اعتراف هيئة الأمم المتحدة أو أي دولة إقليمية أو عالمية.
  • عدم مناقشة خطة افتتاح الجامعة مع الأكاديميين والمختصين بالرغم من تواجد ثلاثة عمداء كليات لدى الجامعات السورية ونواب عمداء ورؤساء أقسام.
  • قيام القائمين على افتتاح الجامعة بتهميش الكوادر الأكاديمية الموجودة في المحافظة.
  • افتقار الجامعة لمن يملأ منصب الرئاسة ويكون من حملة الدكتوراه بدرجة أستاذ مساعد على الأقل.
  • نقص الكادر التدريسي وغياب من يمكنه أن يحل محل وزير التربية والتعليم لتوقيع الشهادات.
  • افتقار كبير للمستلزمات التعليمية كعدم توفر قاعات تدريس في كلية الطب توافق متطلبات القسم، أو مخابر ومشرح ومشفى جامعي تابع لها. كما تفتقر الكليات الأخرى لقاعات ومدرجات من الممكن أن تستوعب الأعداد الضخمة من الطلاب، إضافة لانعدام وجود مكاتب للكتب تكون خاصة بكل كلية، ومكتبة مركزية للجامعة كلها([9]).

يوضح الجدول أدناه توزع الجامعات والكليات وتعداد الطلاب في مناطق أخضعتها الإدارة الذاتية لنفوذها([10]):

ويوضح الجدول أدناه أهم المؤسسات التعليمية وأعدادها وحجم الكادر التدريسي والطلاب ضمنها والتي تديرها الإدارة الذاتية في المناطق التي تسيطر عليها:([11])

محاولات الاستحواذ على العملية التعليمية

تتبع الإدارة الذاتية عدة أساليب في إدارة القطاع التربوي والتعليمي في مناطقها وذلك تبعاً لحجم سيطرتها التي تبدو مطلقة في عفرين وعين العرب/كوباني، بينما هي متفاوتة في محافظة الحسكة، وهو ما جعل عملية التحكم في مفاصل هذا القطاع وهوامشه متفاوتة أيضاً. ففي مدينة عفرين برزت سياسة الإدارة في هذا القطاع بشكل واضح، إذ ربطت كافة المؤسسات التعليمية -التي كانت تُدار من قبل مؤسسة اللغة الكردية واتحاد "معلمي غربي كردستان" من العام الدراس 2012-2013 حتى منتصف العام 2013- 2014  بالجهاز التنظيمي للإدارة الذاتية وأتبعتها لهيئة التربية والتعليم([14]).

استندت أركان العملية التعليمية على ثلاثة قواعد رئيسية، أولها المتطلبات الأيديولوجية، وثانيها اعتماد اللغة الكردية، والقاعدة الثالثة مرتبطة بضرورات التغيير وإعادة تأهيل البنى التعليمية، إذ أوصى المؤتمر الثاني لمؤسسة مؤسّسة اللّغة الكرديّة «SZK» الذي عقد في مدينة عفرين بتاريخ 18/ كانون على ضرورة " ترسيخ النظام التعليمي وفق مبادئ الأمة الديمقراطية استناداً إلى فلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان"، وضرورة تأهيل الكادر التدريسي لنفسه بجهود ذاتية، بالإضافة إلى وجوب خضوع جميع الأعضاء للتدريب الإيديولوجي، الثقافي والمسلكي، وضرورة عمل الهيئة على البدء بالتعليم بشكل رسمي باللغة الكردية خلال العام الدراسي 2015- 2016([15]). من جهة أخرى يتم توجيه الاتهام للإدارة الذاتية بأدلجة المواد التعليمية نتيجة فرضها مادة تسمى "الأمة الديمقراطية" والتي تنبع من فكر ونظرية عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكُردستاني المعتقل في تركيا([16]).

كما بدأت عملية اعتماد مناهج التعليم باللغة الكُردية في المناطق ذات الكثافة الكُردية والواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية في مدينة عفرين بتاريخ 17/11/2014، وقررت هيئة عفرين تغيير المناهج للعام الدراسي 2014-2015 وللصفوف الثلاثة الأولى باللغة الكُردية.

إلا أن العملية التعليمية في هذه المدينة لا تزال تواجه صعوبات جمة، فبالإضافة إلى عدم توافر الدعم اللوجستي والفني للعملية وعدم تزويد المدينة وريفها بالكتب المدرسية لما يقارب أربع سنوات، تبرز إشكاليتان تهدد هذه العملية برمتها، ترتبط الإشكالية الأولى بمسألة الاعتراف بمخرجات مؤسسات التعليم سواء كخطط العمل أو شهادات طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية، رغم تجاوز أعدادهم آنذاك 1500 طالب من حملة الشهادة الثانوية و2500 طالب في مرحلة التعليم الأساسي وبلغ عدد الطلاب في المعاهد التابعة للإدارة الذاتية 170 طالباً وطالبة، ناهيك عن أعداد النازحين من المناطق السورية والتي حسب إحصاءات غير رسمية قارب عددهم 500 ألف([17]). وتتعلق الإشكالية الثانية بعدم القدرة على تأهيل الموارد البشرية المختصة التي ستتولى تنفيذ الخطط التعليمية، وهذا ما ناقشه ذات المؤتمر وكان أحد أهم أسباب انعقاده، إذ أن أغلب المدرسين غير حاصلين على شهادات جامعية "ناهيك عن امتناع المدرّسين الاختصاصيين عن التعاون مع مؤسسة اللغة"، وعلى الرغم من أن المؤسسة قد أهلت خلال عام واحد قرابة 1000 مدرس للتعليم باللغة الكُردية خلال عامٍ واحد، إلا أنها تتعرض للنقد الشديد فيما يخص سوية المدرسين لديها، حيث إن الكثير منهم هم من غير الحاصلين على شهادات معاهد أو جامعات([18]).

وفيما يتعلق بحدود العلاقة مع المؤسسات الرسمية التابعة للنظام فقد توجهت هيئة التعليم باللغة الكُردية نحو تحجيم وتقويض دور المجمع التربوي الحكومي بدءً من الشهر الثامن من ذات العام. وتم تعميم المناهج الكُردية على كافة الصفوف في المرحلة الابتدائية (من الصفّ الأول إلى السادس) مع إدخال مادتي اللغة العربية للصفّ الرابع والإنكليزية للصفّ الخامس. وفيما يخص المخاوف التي رافقت عملية قطع العلاقة بالمجمع التربوي وما يمكن أن تنتجه من تغييب لدور الآلاف من المدرسين المعينين من قبل الدولة في مدارس عفرين وريفها، صرحت رئيسة هيئة التربية والتعليم في مقاطعة عفرين بأن الباب مفتوحٌ أمامهم لينضموا للنظام التدريسي التابع للإدارة الذاتية. ويقدر عدد المدرسين من ملاك الدولة في المنطقة بحوالي 5000 معلم ومعلمة، وترى رئيسة الهيئة بأن "مقاطعة عفرين تحتاج إلى 1500 مدرّس فقط لتغطية كافة المدارس الموجودة في المدينة والريف من إداريين ومدرسين، إضافة لـ 300 مدرّس اختصاصي للمرحلة الثانوية"([19]).

أما في محافظة الحسكة فقد شهدت خلافات أشد من تلك الحاصلة في مدينة عفرين وكوباني/عين العرب نتيجة وجود الدوائر الحكومية ومزاولتها لواجباتها الإدارية خصوصاً في مجال التعليم، الأمر الذي أدى إلى حدوث صراع بين حكومة النظام من جهة وبين الإدارة الذاتية من جهة أخرى على الأحقية في إدارة المؤسسات التربوية. وفي هذا الصراع لاتزال المؤسسات التربوية التابعة للنظام تمتلك قوة "الشرعية" المؤسساتية في منح الشهادات والرواتب بشكل خاص. وفي المقابل تحاول الإدارة الذاتية إجبار هذه المؤسسات على الاعتراف بها كجهة شرعية لإدارة الملف التربوي عبر السيطرة على البُنية التحتية الرئيسية لقطاع التعليم "المدارس" وعلى المحرك البشري المتمثل بالطلاب والكادر التدريسي.

وضمن هذه السياقات قامت الإدارة الذاتية بتشكيل معاهد لتعليم اللغات: الكردية والسريانية والآشورية، وهي الجهة الوحيدة التي تستطيع إعداد المدرسين وتعيينهم لاحقاً، تحت إشراف هيئة التربية للإدارة الذاتية([20]). والجدير بالذكر أن التوجه نحو التعليم باللغات الأُم كان مطلباً للكُرد بشكل خاص إلى جانب كونه مطلباً للأرمن والآشوريين والسريان بدرجة أقل نتيجة تمتعهم ببعض الحرية في تعلم لغتهم في عهد " النظام". وفي هذا الاتجاه كان مجلس غرب كُردستان المعلن من قبل الإدارة الذاتية قد أعلن مشروع دستورٍ في تموز 2013 تضمن في مادته الخامسة "اللغة الكردية والعربية هما اللغتان الرسميتان لمناطق الادارة الذاتية مع ضمان التعليم لأبناء المكونات الأخرى للتعليم بلغتهم الأم ([21])"، ليدخل التدريس بمناهج وفق اللغات القومية في محافظة الحسكة حيز التنفيذ مع بداية العام الدراسي في 28/09/2015([22]).

والجدير بالذكر أن خطوة الإدارة الذاتية بالتعليم باللغة الكُردية لاقت اعتراضاً من قبل المجلس الوطني الكُردي وأنصاره، ونظم المجلس عدة مظاهراتٍ رافضة للمنهاج المفروض من قبل الإدارة الذاتية واستمر المجلس الوطني في المظاهرات الرافضة للمناهج مع كل خطوة كانت تخطوها الإدارة الذاتية في هذا الاتجاه كما حدث في مدينة ديريك. ورفع المجلس سقف خطر المناهج على الكُرد أنفسهم عبر الشعار "هذه المناهج هي الخطوة الثانية لإفراغ المناطق الكردية ممن تبقى فيها من مواطنين أكراد"([23]).

وخلال الفترة الممتدة بين 2015-2016 أعلنت الإدارة الذاتية أنها أتمّت تدريب ما يقارب 2600 مدرس ومُدرسة على أسس التدريس بمناهجها للصفوف الدراسية الثلاثة الأولى وطبعت أكثر من 40 ألف كتاب لتغطية احتياجات المدارس التي تم الإقرار بإعطاء الدروس فيها([24]). كما أعلنت الإدارة الذاتية في بداية العام الدراسي لعام 2016 استكمال استعداداتها لتطبيق مناهجها في كافة المدارس([25]). وفيما يخص الدورات التدريبية فتمتد الواحدة منها ثلاثة أشهر، وتتركز حول تقوية المنضمين إلها في مجال التعليم باللغة التي من المقرر أن يقوم/تقوم بتدريس الطلاب من مقررات هيئة التعليم في الإدارة الذاتية([26]).

محاولات توزيع ومحاصصة العملية التعليمية

شجعت الخلافات المستمرة بين مديرية التربية التابعة للنظام، وهيئة التربية التابعة الإدارة الذاتية نتيجة سعي الطرفين للسيطرة على كامل القطاع التعليمي في المحافظة، على تنامي مناخات الفوضى التي تهدد متطلبات الطلبة ومصيرهم([27])، وأمام هذا الواقع وردت تقارير عن اجتماع في مدينة الحسكة ضم ممثلين عن هيئات الطرفين في محاولة للوصول إلى صيغة تفاهم بشكل رئيسي حول المناهج التعليمية. ووفق بعض المنتسبين للكادر التدريسي في المحافظة توصل الطرفان لصيغة تفاهم، والتي تمحورت حول وضع خطة تعليمية للمرحلة الإعدادية، تتضمن القيام بتدريس خمس ساعات لغة كردية أسبوعياً للصف السابع والثامن، وثلاث ساعات لغة كردية للصف التاسع، على أن يتم اقتطاع هذه الساعات من نصاب اللغة العربية والاجتماعيات والمعلوماتية والعلوم والديانة، مقابل أن يتم السماح لها بالاستمرار في التعليم وفق منهاج الدولة.

أما بالنسبة لمرحلة التعليم الأساسي فقد تضاربت التصريحات حول عدم الوصول لأي اتفاق مع إصرار الإدارة الذاتية على أن يكون التعليم في كافة الصفوف باللغة الكردية في المناطق ذو الكثافة السكانية الكُردية ووفق منهاجها. وعرضت مديرية التربية من جهتها المناصفة([28])، في حين أكدت جهات إعلامية محلية على حدوث اتفاق تتخلى الدولة بموجبه عن شرطها بتعليم المنهاج التربوي الخاص بها في المرحلة الابتدائية وتسليمها بشكل كامل للإدارة الذاتية([29]). وظهرت الخلافات بشكل واضح مع قيام مديرية التربية في الحسكة بإعلان قرار يقضي بإغلاق كافة المدارس الابتدائية التي تعتمد منهاج الإدارة الذاتية([30]). ونفت مديرة التربية بالحسكة إلهام صورخان "ما تناقلته "التسريبات" الصادرة عن بعض وسائل التواصل الاجتماعي "بخصوص الاتفاق مع الإدارة الذاتية([31]). وأعلنت مديرية التربية في المحافظة عملها على إسقاط أكثر من 600 مدرسة من سجلاتها وهي المدارس الخاضعة تحت سيطرة الإدارة. وستؤدي خطوة كهذه إلى حرمان أكثر من 90 ألف طالب من شهادات مديرية التربية، ومن خدمات الدولة ومنظمة اليونسكو([32])، التي لم تعترف هي أيضاً بالنظام التدريسي المطبق من قبل الإدارة الذاتية، ويجدر بالذكر أن مديرية التربية التابعة لحكومة النظام اتجهت لإخضاع طلاب المرحلة الأساسية الأولى المنتقلين إلى المرحلة الثانية (الابتدائي إلى الإعدادي) لامتحان خاص تحت مسمى سبر المعلومات، حتى يتم قبولهم ضمن صفوف الطلبة في مدارسها([33]).

وقد تطورت التنافسية لدرجة الاشتباك العسكري فقد شهدت جامعة الفرات اشتباكات متفرقة بين الأطراف العسكرية الحاكمة للمدينة، أدت إلى سيطرة قوات الحماية الشعبية والأسايش على أبنية الجامعة مؤخراً، فقام النظام بالرد عبر إيقاف التدريس فيها، مشترطاً قيام الإدارة الذاتية بسحب عناصر الأسايش وتسليم الجامعة للحرس الجامعي الجامعة([34]). من جهتها نفذت الإدارة الذاتية هذا الشرط لتُعلن لاحقاً رئاسة الجامعة استئناف دوام الطلاب والعاملين فيها والاستعداد لتنفيذ امتحانات الدورة الإضافية لطلاب التعليم النظامي في 26/09([35]).

أما فيما يتعلق بالعلاقة مع المدارس المسيحية، فلم تكن المدارس العائدة للكنائس في المحافظة بعيدةً عن الصراع على مناهج التعليم وتبعيتها المؤسساتية، فالكنائس والتجمعات السياسية والمدنية المسيحية أطلقت في أيلول 2015 بياناً تشير فيه إلى عدم ضرورة فرض هذه المناهج على مدارسهم، لأن المناهج وفقاً لرؤيتهم تعرقل سير العملية التربوية، وهي خطوة مرفوضة بناءً على الخصوصية الإدارية والتربوية في المحافظة([36]). واتجهت مدارس الكنيسة للإضراب لمدة أسبوعين وعلى إثرها تم التراجع من قبل الإدارة الذاتية عن الخطوة، وتم الاتفاق على ألا تستقبل هذه المدارس الطلبة الكُرد، على أن تستمر بتدريس المناهج الحكومية. ولا تتفق الأطراف المسيحية كلها على رفض سياسة الإدارة الذاتية حيث يرى سنحاريب برصوم نائب رئيس حزب الاتحاد السرياني المنضم لصفوف الإدارة الذاتية، أن القرارات الصادرة من الإدارة كقوانين يجب أن تطبق على جميع المكونات دون استثناء، وأكد التزامهم بكافة القرارات([37]). وتتداول مصادر من المنطقة أنباء عن وجود اتفاق شفهي غير معلن بين المدارس المسيحية الخاصة وبين الإدارة تنص على عدم استقبال الطلاب الكرد كشرط للسماح لها باستمرار التدريس بمناهج وزارة التربية، ولا يشمل هذا المنع الطلاب العرب([38]). ويُقدر عدد الطلاب المنتسبين للمدارس العائدة للكنسية أو الخاصة العائدة للمسيحيين بحدود 5000 طالب في المحافظة، بينهم نسبة جيدة من العرب والكُرد. وكان مسموحاً للمدارس الكنسية من قبل النظام بـــ 4 حصص أسبوعية للغتين السريانية والأرمنية باعتبارها لغات طقس كنسي/ديني([39]).

وضمن هذا السياق تقوم "الإدارة الذاتية" وبناءً على "اعتبارها" كافة لغات مكونات المحافظة "لغاتٍ رسمية" بدورات تأهيلية لكوادر مسيحية ليتم تعيينها لاحقاً في كافة المدارس الواقعة تحت سيطرتها. ولتحقيق هذه الغاية طلبت "الإدارة الذاتية" نحو 50 معلم ومعلمة ليتم تدريبهم على تعليم اللغة السريانية ليتم توزيعهم على مدارس المحافظة للعام الدراسي 2016-2017، لمرحلة التعليم الأساسية الأولى. ويتم تحضير هذه الكوادر في معهد "أورهي" بمدينة القامشلي والذي تأسس في آذار 2016 ويختص بتعليم اللغة السريانية.

عموماً تدل العلاقة المضطربة بين الطرفين (النظام – "الإدارة الذاتية") على توافر عنصر التوظيف السياسي لكليهما، فالاستحواذ على أحد أهم وظائف الدولة ستبقى ملعباً للتجاذب والاشتباك طالما أن البوصلة المتحكمة في هذا السياق مرتبطة بمشروع سياسي لا يستقم دون تطبيق فكره وخططه على المجتمع. وفي ظل هذا تستمر الفجوة التعليمية بالتوسع وتنذر (كما هو الشأن في كافة الجغرافية السورية) بتعاظم مستطرد لانهيار وتآكل متنامي للعملية التربوية والتعليمية وهو ما سيعزز عوامل الأمية وانتشار الجهل.

مهددات مستمرة ومتنامية

تُواجه عملية تغيير المناهج في مناطق "الإدارة الذاتية" صعوبات متباينة تبعاً للمنطقة، ففي محافظة الحسكة (كانتون الجزيرة) يفرض التنوع الديمغرافي مناخات صد وجذب لهذه العملية، لاسيما في محافظة الحسكة، القامشلي القحطانية/تربي سبي، ورأس العين/سريه كانيه. وفي هذه المدن هناك أحياء يمكن وصفها "بالصافية" عرقياً أو دينياً، وبالمقابل هناك أحياء أخرى مشكلةٌ من خليط عرقي مختلف ومن أديان مختلفة كالحي الغربي في مدينة القامشلي، وحي المحطة في مدينة الحسكة على سبيل المثال.

أما فيما يخص مدينة عين العرب / كوباني، فتعاني من تدمر البنية التحتية لمديرية التربية نتيجة المعارك التي حدثت داخلها نهاية العام 2014 وبداية عام2015 بعد أن اقترب تنظيم "الدولة" من السيطرة عليها تماماً. وبالنسبة لمدينة عفرين فقد أدت المعارك المستمرة في ريف حلب الشمالي إلى انقطاع طرق المواصلات بينها وبين مدن عموم سورية وبشكل خاص مع مدينة حلب وجامعتها لعدة سنوات، وهذا ما أدى لتجمع أعداد هائلة من المنقطعين عن إكمال حياتهم الجامعية، وظهر في عموم هذه المناطق حالة الانقطاع والتهرب من المدارس نتيجة عدم وجود قوة ضابطة للعملية بشكل صارم. وعموماً يمكن تلخيص مهددات العملية التعليمية وفق التسلسل الآتي:

  1. مهددات ناجمة عن مفرزات الصراع: كانخفاض أعداد الطلاب نتيجة التحاق أو سوق الكثير منهم للجبهات. وانخفاض أعداد الطلبة نتيجة الهجرة المتزايدة، وتوجه الكثير من الطلبة للعمل لإعانة عوائلهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة.
  2. مهددات تتعلق بعدم اتساق الخطة التعليمية مع ثنائية الحاجات وبطبيعة المناهج المفروضة، إذ يعاني التلاميذ في الصف الأول الابتدائي من عدم توازن المنهاج وحجمه الكبير، إضافة إلى رغبة الكثير من الأهالي التركيز على اللغتين العربية والكُردية، ناهيك عن اقتصار عملية التدريب للكادر التدريسي على فترة 3 أشهر فقط، وافتقار العديد من أفراد الكادر التدريسي للمؤهلات العلمية.
  3. مهددات السعي لأدلجة المناهج وفق أيديولوجية سياسية، حيث يرد في مجمل كتب المرحلة الأساسية أكثر من 12 حالة ذات دلالة لفكر حزب العمال الكُردستاني.

أحدثت عملية تغيير المناهج من قبل “الإدارة الذاتية” شرخاً في البيت السياسي الكُردي في هذا الخصوص، فمع أن التعليم باللغة الأم هو مطلبٌ كرديٌ شعبي منذ أمد بعيد إلا أن الحالة السياسية الحاكمة للمناطق الكُردية أدت إلى رفض البعض وخصوصاً المجلس الوطني الكُردي الذي رفض العملية جملةً وتفصيلاً، وطرح حلولاً بشكل غير مباشر أو مباشر عبر المظاهرات كانت تتمحور بشكل رئيسي حول العودة للمناهج "الحكومية" بناءً على أنها المعترف بها رسمياً وبالتالي لن يتضرر الطلبة في مستقبلهم. من جهة أخرى يرى المجلس إمكانية لحل هذه المعضلة ضمن اتفاق بين الأطراف الكُردية نفسها من خلال اتفاقٍ شامل حول كافة الملفات السياسية، العسكرية والإدارية.

ولردم هذا الشرخ الحاصل في البيت السياسي الكُردي وتأمين مستقبل الأطفال اقترح الباحث "إبراهيم خليل" في بحثه "مناهج التعليم الكردية في الإدارة الذاتية" حلاً لهذا الإشكال بضرورة "عدم التضحية بهذه الخطوة لمجرد الاختلافات السياسية"، والبدء بالعمل على توفير الاعتراف القانوني للمؤسسة التعليمية"، و"قبول مبدأ الشراكة مع الحركة السياسية الكردية في جزئية تعديل المحتوى وتنقية المناهج من جميع الأخطاء والنقاط محل الاختلاف"([40])، إلا أن الإشكال لايزال قائماً وتتراكم فوقه مجموعة من الصعوبات والمهددات المتزايدة التي تجعل العملية التعليمية ومستقبلها في مواجهة خطر النسف والإلغاء.

خاتمة

 لا يمكن القول بأن العملية التعليمية في مناطق “الإدارة الذاتية” تسير باتساق وفق أهداف العمل التعليمي عموماً، وذلك عائد لأسباب موضوعية شأنها شأن باقي المدن والقرى السورية، ومرتبطة بمستويات ونتائج الصراع المتعددة من جهة، ولارتباط هذه العملية في هذه المناطق بأجندات سياسية تخدم المشروع السياسي وأيديولوجياته دون تدعيم العملية تقنياً وفنياً وبرؤية وآليات تنفيذ واضحة من جهة ثانية، ونظراً لخصوصية هذه المناطق الديمغرافية وصعوبة إدارة التنوع في ظل تعثر الاعتراف القانوني في هذه المؤسسة من جهة أخيرة. ناهيك عن الصعوبات الإدارية واللوجستية المرتبطة ببيئة الوظيفة التعليمية التي تشهد واقعاً أمنياً وإنسانياً مركباً.

إن التداخل الإداري والخدمي بين مؤسسات "الإدارة الذاتية" ومؤسسات تابعة للنظام أفرزت اضطراباً في بوصلة عمل البنى المعنية بالعملية التعليمية، انعكس بشكل مباشر على تدهور الواقع التعليمي في هذه المناطق. ومما ساهم في تسارع عملية التدهور هو رغبة "الإدارة الذاتية" لفرض سلطتها كأمر واقع بشكل ارتجالي غير مدروس على وظائف تهم المواطن بشكل مباشر خاصة مع عدم وجود خطة تربوية تعليمية تفصيلية واضحة مدعمة بكوادر مؤهلة لقيادة وتنفيذ هذه العملية، مقابل فقط امتلاكها لخطوط عامة مرتبطة بالمستند الأيديولوجي، وضرورات المنافسة والاستحواذ. وهو ما يعزز من عوامل اتساع الفجوة التعليمية وتفشي الأمية والجهل.


([1]) تأجيل امتحانات كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد في الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 08/09/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-2Sn

([2]) تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على كليتي التربية والآداب في مدينة الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 25/06/2015، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-9qX

([3]) مجلس العشائر الكردية يتوسط لإعادة العمل بمؤسسات الدولة في الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 09/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Bj5QBR

([4]) الإدارة الذاتية تجري إحصاء سكاني في مدينة الحسكة وسط فرض "الآسايش" حظراً للتجوال، الموقع: روداو، التاريخ: 14/10/2016، الرابط: https://goo.gl/VAYdMi

([5]) المواصلات مشكلة تضاف إلى يوميات الطلاب الجامعيين في الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 24/12/2014، الرابط: https://goo.gl/tIIvEF

([6]) ندوة حوارية مفتوحة حول مشاكل الطلبة الكرد، الموقع: آراينوز، التاريخ: 27/11/2014، الرابط: https://goo.gl/pnvjZ6

([7]) الطلاب الجامعيون في الحسكة بين واقع الملاحقات الأمنية والفساد الإداري التعليمي، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 10/22/2014، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-3Wf

([8]) اتهامات بالفساد، وأوضاع امتحانية صعبة يعاني منها طلاب جامعة الفرات بالحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 03/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-i4J

([9]) جامعة روج آفا.. هل تحقق المأمول ؟، الموقع: حزب الاتحاد، الرابط: https://goo.gl/3tQufc

([10]) الأرقام والمعلومات الواردة تم استخلاصها من المصادر التالية:

  • جامعة الفرات في الحسكة: الامتحانات ستبدأ في 22 الشهر الحالي، الموقع: تحت المجهر، التاريخ: 03/06/2014، الرابط: https://goo.gl/rOZ3tT
  • نحو 30 ألف طالب يبدؤون امتحانات الفصل الثاني في كليات الحسكة، الموقع: وكالة سانا، التاريخ: 18/06/2015، الرابط: https://goo.gl/WUz6Zr
  • الامتحانات في موعدها بـ 17 الجاري. والجامعة بصدد إصدار قرارات التخرج، الموقع: جريدة الوطن، التاريخ: 04/01/2016، الرابط: https://goo.gl/vab9Dp
  • 300 متقدم إلى اختبار المقدرة اللغوية للقيد في درجة الماجستير بجامعة الفرات في الحسكة، الموقع: سانا، التاريخ: 20/09/2015، الرابط: https://goo.gl/1G1R4S
  • نداء استغاثة من طلاب جامعة المأمون: أنقذونا من مخالب وأنياب، الموقع: مشتى الحلو، التاريخ: 09/09/2007، الرابط: https://goo.gl/Ha97q6
  • جامعة روج آفا هل تحقق المأمول ؟، الموقع: حزب الاتحاد، الرابط: https://goo.gl/3tQufc

([11]) انظر المراجع التالية:

  • التعليم في روج آفا يدخل مرحلته الثورية الثالثة، الموقع: وكالة آن ف ا، التاريخ: 08/07/2016، الرابط: https://goo.gl/6xUCdV
  • 4 ملايين طالب وتلميذ في 15 ألف مدرسة، الموقع: أيام سورية، التاريخ: 17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/SZqsWx
  • التحضيرات لبدء العام الدراسي في مقاطعة كوباني، الموقع: مقاطعة كوباني، التاريخ: 17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/v0kqDF
  • عداد 250 مدرساً في صرين لتدريس المنهاج الجديد، الموقع: وكالة آنها، التاريخ:17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/UgcAyd

([12]) المجلس المدني في منبج يعيد افتتاح مدارس المدينة وريفها، الموقع، آرانيوز، التاريخ: 10/10/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-kPi

([13]) أطفال سوريون يتذوقون متعة العودة الى المدارس في منبج، الموقع: وكالة هوار، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/UjsrGG

([14]) الإدارة المحلية في مناطق كُرد سورية "عفرين نموذجاً"، الموقع: مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، التاريخ: 03/07/2015، الرابط: https://goo.gl/KzcDgV

([15]) كونفرانس الثاني لمؤسسة اللغة الكردية: تحديد نظام التعليم في مقاطعة عفرين، الموقع: مقاطعة عفرين، التا ريخ: 18/01/2015، الرابط: https://goo.gl/m5pfQF

([16]) أكراد سوريا يغامرون بافتتاح جامعة عفرين ويتأمّلون باعتراف دوليّ مستقبلاً، الموقع: المونيتور، التاريخ: 18/05/2016، الرابط: https://goo.gl/vGWTMp

([17]) الإدارة الذاتية في عفرين تقرر تدريس المناهج بالكردية حتى الصف الثالث الابتدائي، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 17/11/2014، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-44g

([18]) مؤسّسة اللّغة الكرديّة «SZK» تعقد مؤتمرها الثّاني في عفرين، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 18/01/2015، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-57o

([19]) تغيّرات جوهرية في النظام التربوي بمقاطعة عفرين والمدرّسون يتساءلون عن مصيرهم؟، الموقع: حزب الإتحاد، الرابط: https://goo.gl/y72VLX

([20]) مناهج التعليم الكردية في الإدارة الذاتية، الموقع: مدارات كُرد، المؤلف: إبراهيم خليل، التاريخ: 08/12/2015، الرابط: https://goo.gl/IoitWm

تم تأليف كتب الصفوف الثلاث الأولى من مرحلة التعليم الأساسي على يد أحد عشر أستاذاً من كرد تركيا كمؤلفين أساسيين، ويشتمل المنهاج الجديد على الكتب الرئيسية الثلاث (القراءة والرياضيات والعلوم) باللغة الكردية (اللهجة الكرمانجية)، وكتب بالأحرف اللاتينية على الغلاف الداخلي من جميع الكتب عبارة ترجمتها "تم إعداد هذا للكتاب من قبل لجنة الكتاب في غرب كردستان بالاستفادة من كتب ” مخمور" ومخمور هي مدينة صغيرة ضمن إقليم كردستان العراق.

([21]) مسودة دستور الحكومة المؤقتة لغربي كوردستان، الموقع: بيو كي ميديا، التاريخ: 20/07/2013، الرابط: https://goo.gl/LqnY9I

([22]) افتتاح المدارس في مدينة قامشلو مع المنهاج الكردي الجديد، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 28/09/2015، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-bvA

([23])المسيحيون يحذرون من «تغير ديموغرافي وفتنة طائفية، الموقع: القدس العربي، التاريخ:28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/gX9XuR

([24]) الأسايش تفض مظاهرة منددة بالمناهج الدراسية الجديدة، الموقع: أخبار سورية، التاريخ:09/11/2015، الموقع: https://goo.gl/kZkCGI

([25]) الإدارة الكردية تنتهي من إعداد مناهج "الأمة الديمقراطية"، الموقع: عربي21، التاريخ: 11/07/2016، الرابط: https://goo.gl/OfG1q9

([26]) إدراج المناهج الجديدة في الصفوف الست الأولى في الجزيرة، الموقع: ولات اف إم، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/y9lB0I

([27]) مديرية التربية تنقل امتحانات الشهادة الثانوية إلى مدينة الحسكة، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 22/05/2016، الرابط: https://goo.gl/eT2yvl  

([28]) بدأ العام الدراسي في شمال سوريا بتفاهمات بين الإدارة الذاتية والدولة ومنهاج كردي متطور في المدراس، الموقع: صدى الواقع السوري، التاريخ: 28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/bS8fy2

([29]) النظام والديمقراطي يتسببان في حرمان أطفال الحسكة من التعليم، الموقع: أنا برس، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/TUfbDg

([30]) المناهج الكردية الجديدة تتسبب باغلاق المدارس في الحسكة، الموقع: مدار اليوم، التاريخ: 23/09/2015، الرابط: https://goo.gl/GOGAeJ

([31]) مديرة التربية: الاتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية بشأن التعليم في الحسكة ليس صحيحاً، الموقع: سورية تجمعنا، التاريخ: 18/08/2016، الرابط: https://goo.gl/chrych

([32]) مصير أسود ينتظر الطلاب السوريين في مناطق الميليشيات الكردية، الموقع: بلدي: التاريخ: 16/09/2016، الرابط: https://goo.gl/ZSzrzC

([33]) قررت مديرية التربية السورية إجراء امتحانات استثنائية (سبر معلومات)، الموقع: صفحة الدكتور فريد سعدون، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/IggNV6

([34]) النظام يوقف التعليم في فروع جامعة الفرات بالحسكة بعد سيطرة الوحدات الكردية عليها، الموقع: يوتيوب، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/805QXw

([35]) رئاسة جامعة الفرات في الحسكة تعلن استئناف الدوام تمهيداً للامتحانات التكميليلة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 26/09/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-ksU

([36]) المسيحيون يحذرون من «تغير ديموغرافي وفتنة طائفية، الموقع: القدس العربي، التاريخ:28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/gX9XuR

([37]) قوانين الادارة الذاتية تقسم المسيحيين ما بين مؤيد ورافض، الموقع: قناة عشتار، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/8hC3JA

([38]) اللغة السريانية تقتحم مناهج التعليم بالحسكة وطرد وفد النظام من "الشدادي"، الموقع: زمان الوصل: التاريخ: 28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/cLMjWZ

([39]) المدارس السريانية والأرمنية بين “المطرقة “الكردية و “السندان” العربي، الموقع: مفكر حر، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/nHGVkt

([40]) مناهج التعليم الكردية في الإدارة الذاتية، الموقع: مدارات كُرد، المؤلف: إبراهيم خليل، التاريخ: 08/12/2015، الرابط: https://goo.gl/IoitWm

التصنيف أوراق بحثية

شهد شهر آب/أغسطس 2016 تطوراتٍ أمنية وعسكرية حاصرت خيارات "الإدارة الذاتية"، وتتمثل في مواجهات الحسكة التي استعمل فيها النظام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة لأول مرة مهدداً بشل الحياة الإدارية في المحافظة، كما أحدثت عملية "درع الفرات واقعاً عسكرياً ساهم في تعقيد تنفيذ مشروع "الإدارة الذاتية" المتعلق بوصل "الكانتونات الثلاث". أما على المستوى السياسي فلعل الحدث الأبرز هو الدفع الأمريكي لأطراف المعارضة السورية لتتعامل وتعترف بالإدارة الذاتية في سبيل تسهيل دخولها للعملية السياسية.

الحركية السياسية "للإدارة الذاتية"

 يتحكم في الحركية السياسية "للإدارة الذاتية" عاملان أساسيان، هما :1) سير الأحداث العسكرية، 2) سير عملية التفاوض. وبينما حصلت الإدارة الذاتية على شبه اعتراف عسكري بها من خلال العلاقة الحاكمة بين قوات YPG والتحالف الدولي، إلا أنها -سياسياً-لا تزال محكومةً وفق بوصلة طرفٍ واحد. ولم تحصل على أي شكل يضمن لها الشرعية السياسية، وهذا ما بدى واضحاً في مواجهات الحسكة، حيث اتضح أنه على الرغم من ضعف النظام عسكرياً في المدينة لم يقدم على أية خطوة نحو الاعتراف "بالإدارة الذاتية" بل هدد بسحب كافة إداراته من المحافظة، وقام بقطع شبكة المصرف المركزي عن المحافظة.

أما على الصعيد الدولي فيُلحظ توجه الإدارة الأمريكية نحو دفع مؤسسات المعارضة الرسمية للتعامل مع "الإدارة الذاتية"، وقد تجلى هذا في حديث المبعوث الأميركي إلى سورية، مايكل راتني في لقائه مع الائتلاف، حيث نفى وجود علاقة لبلاده مع PYD بينما أكد وجود علاقة عسكريّة مع وحدات الحماية الشعبية-YPG وحصرها بشراكة "عسكريّة لقتال داعش". أما بخصوص تفضيل بلاده للعلاقة مع وحدات الحماية الشعبية فقد صرح " كنّا نرغب أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال الأسد بالتزامن مع قتال داعش، والمشكلة أنّ قتال الأسد عسكرياً ليس ضمن خطّتنا حالياً"، مضيفاً: "نحن نريد شريكاً قويّاً على الأرض، والـ YPG شريك قوي". كما نصح راتني الائتلاف بالتحدث مع PYD، وحسب تقييمه فإن الأخير مكوّن سوري ولن يختفي من الساحة السّوريّة، وشدد على انعدام أية علاقة سياسية بين بلاده و"الإدارة الذاتية" قائلاً" نحن لا نعترف بمصطلح "روج آفا" ولا ندعمه سياسيّا"([1]). وفي تناغم مع هذه النصائح صرح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنه «ليس قلقاً» من تقارب موسكو وأنقرة إذ أن "الجميع سيتعاملون مع الوقائع على الأرض، وهناك تعاون عسكري بين الأميركيين وقوات قسد" الكردية -العربية. وتوقّع قيام واشنطن بـ "تطبيع سياسي"، مستشهداً بحديث راتني مع الائتلاف قائلاً: ننصح الائتلاف بالتواصل مع الاتحاد الديمقراطي ومع صالح مسلم شخصياً ([2]).

في المجال السياسي أيضاً، أعلن مستشار رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبوا عن عزم "افتتاح الإدارة الذاتية" مكتب ممثلية له في العاصمة الأمريكية واشنطن في الفترة القريبة، بالإضافة لعواصم أوربية أخرى.([3]) كما قام وفدٌ من "الإدارة الذاتية" بزيارة دولة جنوب إفريقيا برئاسة صالح مسلم والقيادية في وحدات حماية المرأة "شاها عبدو" والرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني ريبوار رشيد وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المؤتمر يلماز أوركان. وقد عقد الوفد خلال الزيارة لقاءات مع مساعد وزير خارجية جنوب إفريقيا، ووزير البيئة ومسؤول العلاقات الخارجية، والمستشار الأول لرئيس جنوب إفريقيا ووزير الدولة، طالبوا خلالها جنوب إفريقيا بالاعتراف بالإدارة الذاتية ([4]).

من جهة أخرى ومع استمرار التوتر بين المجلس الوطني الكُردي وPYD، فند الأخير اتهامات المجلس له بالقيام بأعمال ترهيبية ضد السكان المدنيين وقيامه بوضع قنبلة أمام مكتب "الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة، وقام بترهيب السكان في ناحية راجو بعفرين في محافظة حلب شمالي البلاد. واتهم بالمقابل الاتحاد الديمقراطي المجلس الوطني الكردي بمحاولة إشعال الفتنة بين المكونات المختلفة، كما طالب "الإدارة الذاتية" بمحاكمة المجلس الكردي([5]).

تجاوزات "الإدارة الذاتية"

يعتبر شهر آب/أغسطس أعلى الأشهر من حيث عدد ونوعية الانتهاكات والاعتقالات من قبل “الإدارة الذاتية” ومناصريها بحق المجلس الوطني الكُردي والمواطنين المعارضين لها، حتى أنها دفعت بالشارع الكُردي لحالة شديدة من الاحتقان. وكانت البداية في 31/07/2016، مع قيام "مجهولين" بتفجير قنبلة في مكتب الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة([6])، لتتبعها مدينة عفرين التي أدانت منظمة الحزب الديمقراطي الكُردستاني فيها قيام قوات الأسايش في المدينة وريفها بحملة اعتقالات واسعة لسحب الشباب للتجنيد الإجباري([7])، لترتفع حدة التوتر لاحقاً وبتاريخ 11/8/2016 مع قيام أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باقتحام مكاتب كل من حزبي PDK-S ويكيتي، وإقدامهم على إنزال العلم الكُردي وإهانته بكتابة عبارات تخوينيه للمجلس ورئاسة إقليم كُردستان عليه([8]). استمرت الأسايش بحملات الاعتقال حتى شملت رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو في 13/8/2016([9])، لتقوم بنفي رئيس المجلس لاحقاً إلى إقليم كُردستان العراق مع توجيه التهديد له في حالة العودة لمناطق “الإدارة الذاتية” 2016/08/14([10])، الأمر الذي أدانه رئيس إقليم كُردستان العراق.([11]) وعلى إثر هذه الاعتقالات دعت منظمات حقوقية "“الإدارة الذاتية”" للإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم منها: الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركز العدالة السوري لحقوق الإنسان([12])، فيما دعا المجلس الوطني الكُردي أنصاره للتظاهر ضد القمع الذي تمارسه “الإدارة الذاتية”([13]).

لم تهتم “الإدارة الذاتية” بالاعتراضات والدعوات([14]) والإدانات الموجهة لها للتوقف عن الاعتقالات والاقتحامات التي تعتبر العامل الرئيسي في هجرة السكان واحتقان السكان المقيمين في المنطقة وفق بيان من KDP_S([15])، وهذا ما يظهر من قيام أنصار PYD باقتحام مكتب حزب يكيتي مجدداً في الحي الشرقي لمدينة القامشلي وإهانة العلم الكُردي مرةً أخرى في 13/08/2016([16])، أتبعتها الأسايش باعتقال خمسة قياديين من حزب KDP-S وهم: سكرتير المكتب السياسي للحزب، محمد اسماعيل، وعضو المكتب السياسي للحزب، نشأت ظاظا، وأعضاء اللجنة المركزية الثلاثة نافع عبد الله، عبد الكريم حاجي، صالح جميل في 15/8/2016([17])، وفي ذات اليوم طال الاعتقال نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح، عضو اللجنة المركزية في ذات الحزب، عبد الله كدو([18]).

وفي مدينة تربه سبي/القحطانية طال الاعتقال عضوي المجلس المنطقي للديمقراطي الكُردستاني عبد الرحيم علي محمود ومحسن خلف، بالإضافة لصلاح بيرو عضو الهيئة الاستشارية للحزب نفسه([19])، بينما تعرض أنصار حزب PYD لجنازة عنصر من قوات "بيشمركة روج آفا" والذي فقد حياته في إقليم كُردستان العراق، بصورة استفزازية وقامت بخطف الجنازة لساعات عدة وتم تحويل سير المشيعين لعدة مرات على مداخل المدن التي مر بها المشيعون. في مواجهة هذه الحملة الشرسة من قبل “الإدارة الذاتية” والتنظيمات المنضوية ضمنها، دعا المجلس الكُردي جماهيره لالتزام الهدوء والاستمرار في الاعتصامات والتظاهرات في كافة المناطق الكُردية([20])، وأعلنت الأمانة العامة للمجلس عن إصرارها على عودة رئيس المجلس الكُردي في أقرب وقت([21]).

أما “الإدارة الذاتية” فقد بررت الاعتقالات العشوائية على لسان القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم) عبد السلام أحمد قائلاً بأن التوقيف طال أناساً خالفوا “قوانين “الإدارة الذاتية” الديمقراطية” "وهذا لا يعتبر اعتقالاً، حيث لم يتم توقيفهم بناءً على إبداء رأي مخالف، بل هم مخالفون للقوانين وعلى رأسها عدم حصول المجلس الكُردي على "الترخيص القانوني الناظم لعمل الأحزاب السياسية"([22]). جاء التبرير ذاته من سكرتير الحزب الديمقراطي الكُردي في السوري "جمال شيخ باقي" معللاً الاعتقالات بأنها أمنية وليس لها علاقة بالسياسة، فالأسايش تنفذ مهامها فقط ولا يهمها الخلفية السياسية لأي إجراء تتخذه وبحسب تعبيره فإن الأسايش عندما تعتقل فإنها تؤدي مهمة أمنية وفي نظر الأسايش كان هناك مسألة تتعلق بالشغب في الشارع على حد قوله([23]).

وفي ذات السياق وفي محاولة للتغطية على حجم الانتهاكات الحاصلة بحق المعارضين للإدارة الذاتية قامت الأسايش بتوقيف عدد من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطيPYD ومؤيديه([24])، ونشرت بياناً بالحادثة ورد فيه "تم توقيف بعض من أنصار حزب الاتحاد وبعض أفراد عوائل الشهداء، أثناء استغلالهم مراسيم تشييع أحد عناصر البيشمركة، ومحاولة التهجم على المشيعين لتتدخل قواتنا في الوقت المناسب وتسيطر على الموقف"، بينما دعا رئيس قوات الأسايش جوان إبراهيم لتفهم قيام عناصره بعمليات التوقيف، مشيراً إلى عدم صوابية جعل الشعب ضحية الخلافات الحزبية بين السيّد مسعود البارزاني والـ (PYD) أو الـ (PYD) والـ (ENKS) حسب قوله([25]).

التفجيرات المستهدفة لمناطق "الإدارة الذاتية"

تشهد المدن الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” بين الحين والآخر اختراقات أمنية من طرف "تنظيم الدولة" الذي يشن هجماتٍ لا تُميز بين أهداف أمنية أو مدنية مما يوضح هدف التنظيم في نشر الرعب والفوضى في المنطقة كلها. وكان آخر هذه العمليات تفجير انتحاري استهدف حاجزاً للأسايش في الحي الغربي من مدينة قامشلو/القامشلي يوم الأربعاء 27/7/2016، وقد نجم عن التفجير دمار هائل في الأبنية ووصل عدد الضحايا إلى 54 بينهم 9 مفقودين([26]) لم يعثر لهم على أثر([27]).

تُعاني مدينة القامشلي من نقص حاد في الدواء نتيجة قلة الشحن إليها من باقي المحافظات([28])، وخصوصاً مع استمرار إغلاق الحدود السورية التركية منذ عدة سنوات وتأثر المعبر مع إقليم كردستان بالتجاذبات السياسية بين طرفي المعبر، لذا قامت حكومة إقليم كردستان العراق وبإيعازٍ من رئيس الإقليم مسعود البرزاني بتجهيز مستشفيات محافظة "دهوك" وإرسال حاجات مستشفيات القامشلي من الأدوية([29]). واعترض المجلس الوطني الكُردي على استلام هيئات “الإدارة الذاتية” لشحنة الأدوية باعتبارها قادمة من طرفٍ داعم للمجلس([30])، في حين أعلنت رئيسة الهيئة الصحية المشتركة عبير حصاف استلام الهيئة فقط لطن واحد، داعية الإقليم للاستمرار في إرسال الأدوية حتى لا يحدث نقصٌ مشابه في المستقبل([31]). ومع قدوم شحنة الأدوية استطاعت مستشفيات المدينة تخريج غالب الجرحى المستقرة حالتهم خلال 3 أيامٍ عقب التفجير([32]).

نددت عدة أطراف بالتفجير منها: المجلس الوطني الكُردي، ورئاسة “الإدارة الذاتية” التي أعلنت الحداد العام لثلاثة أيام([33])، ومبعوث الرئيس الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة برت ماكغورك، والذي تعهد باستمرار الدعم للإدارة الذاتية([34])، ورئاسة إقليم كُردستان العراق([35])، والرئيس العراقي فؤاد معصوم([36])، والائتلاف الوطني السوري([37]).

لم يكن التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة القامشلي إلا واحداً من سلسلة عملياتٍ مشابهة ارتفعت سويتها خلال شهر تموز وما سبقه، حيث فقد على الأقل خمسة أشخاص حياتهم من مدينة تل أبيض بالتفجير في 29/06/2016([38])، لتقضي مدينة الحسكة آخر إفطار في شهر رمضان في الخامس من تموز على وقع تفجير استهدف المخبز الآلي في حي الصالحية، وأودى بحياة 27 جلهم من المدنيين وفق آخر إحصائية حولها، وتبنى "تنظيم الدولة" العملية أيضاً([39]).

شهدت مدينة عامودا في 28/07/2016 انفجار سيارة بالقرب من فرن، جُرح إثرها شخصان فقد أحدهما حياته وهو مؤيد موسى الكلاح من قرية بهيرة، والذي تناقضت الروايات حوله، فمن جهة اتهمه شهودٌ من المنطقة بمحاولة زرع عبوة ناسفة إلا أنها انفجرت به([40])، ومن جهة أخرى برأه من التهمة أهالي قريته "بهيرة" التي شهدت حملة اعتقالات من قبل الأسايش في سياق التحقيق بالتفجير وفق ذات المصدر([41]). في 10/08 قامت قوات الأسايش في ريف القامشلي بتفكيك عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينتي تل حميس والقحطانية، دون وقوع خسائر([42]).

دفعت الحالة التي خلقتها التفجيرات المستهدفة للمنطقة خلال شهرٍ واحد بالتخوفات لأعلى مستوى، كما أوجد بيئة مناسبة لنشوء حالة من الهلع، تغذيها جملة من الأخبار غير الموثوقة عن دخول آلياتٍ مفخخة أخرى إلى المحافظة([43])، وهذا ما دفع بالكثير من المواطنين والشخصيات الكُردية للتساؤل حول كيفية نجاح التنظيم باختراق المنطقة ولمسافاتٍ طويلة، وعبور العديد من الحواجز التي تقوم بالتحقق من الوثائق الثبوتية والبضائع. وحمَّلت هذه الشخصيات “الإدارة الذاتية” مسؤولية التفجير نتيجة قمعها للأحزاب الأخرى وعدم قبولها تشاركية السلطة([44]). ولم يتم حتى ساعة إعداد التقرير الإعلان عن أية نتائج للتحقيقات بخصوص التفجير([45]) أو لحجم الخسائر مع أن الرئاسة المشتركة لبلدية القامشلي أعلنت عن تشكيل لجنة من المهندسين لحصر الأضرار([46])، ولاحقاً أعلنت قوات الأسايش إعفاء مجموعة من الضباط والمسؤولين الأمنيين في المؤسسة وهم: مدير مؤسسة مرور روج آفا (عبد الباسط محمد كوتي)، مسؤول أمن الحواجز في أساييش روج آفا (شيخموس أحمد أحمد)، المتحدث الرسمي باسم الأساييش (عبدالله محمد السعدون(، وتكفلت الأسايش بتخصيص 200 مليون ليرة من مخصصاتها كمساهمة في إعادة إعمار المباني المتضررة([47]).

وأعلن رئيس المؤسسة جملةً من التوضيحات كان أهمها:

  • يدفع إغلاق معبر سيمالكا للقبول بالبضائع المستوردة من المناطق الأخرى والتي تمر عبر مناطق سيطرة التنظيم.
  • مؤسسة الأسايش بعيدة عن التجاذبات الحزبية.
  • التأكيد على إمكانية حدوث التفجيرات في ظل الحرب والحصار من كل الأطراف.
  • اتخاذ إجراءات جديدة من الممكن أن تخفف من سوية التفجيرات المستهدفة لمناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”([48]).

يذكر أن “الإدارة الذاتية” تملك العديد من الحواجز على مداخل كافة المدن، ووضعت المئات من أجهزة المراقبة حول أغلب النقاط الحساسة على الحواجز وداخل المدن، بالإضافة إلى وجود قوانين سابقة تمنع دخول الشاحنات في ساعات محددة إلى داخل المدن وخصوصاً في الصباح، وتمنع استخدامها للطرق الداخلية كما في وضع مدينة القامشلي حيث يجب على كافة الشاحنات الضخمة استخدام طريق الحزام الدائري. وأيضاً كانت “الإدارة الذاتية” قد خصصت مناطق تفريغ وتحميل خارج المدن، في محاولة لمنع وقوع هجمات إرهابية.

معارك الحسكة

تشهد محافظة الحسكة توتراً شبه دائم بين عناصر مليشيا الدفاع الوطني "المقنعين"، التابعة للنظام وبين الأذرع العسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مدينتي القامشلي والحسكة نتيجة انعدام وجود النظام في المحافظة إلا في هاتين المدينتين وبعض القطع العسكرية والمناطق المحيطة بها. وخلال هذا العام كانت اشتباكات مدينة قامشلو/ القامشلي التي حصلت بتاريخ 16/3/2016 الأهم في المحافظة([49])، لتحدث بعد ما يقارب الشهرين في مدينة الحسكة بتاريخ 18/05([50]) سقط على إثرها بعض القتلى من الطرفين وتوقفت بسرعة. وعلى خلفية مناوشات بين عناصر الهجانة والأسايش حدثت اشتباكات في 03/07/2016([51]) وفي 25/07/2016([52])، وأهم ما يميز هذه المعارك أن قوات الأسايش نجحت بتقليل نقاط تمركز ميلشيات الدفاع الوطني.

منذ بداية العام الحالي لا يكاد يمر شهرٌ في مدينة الحسكة دون حدوث اشتباكات بين النظام والدفاع الوطني من جهة وبين القوى التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى ولأسبابٍ متعددة، فالنظام يحاول عبر تسليح بعض الأفراد من عشائر المنطقة تشكيل قوة عسكرية تستطيع مع مرور الزمن مواجهة قوات الأسايش وYPG، وليعيد سيطرته على المناطق التي خسرها، بينما تحاول “الإدارة الذاتية” القيام نزع السلاح عن النظام في المحافظة وإبقاء وجوده الإداري والأمني ضمن مقراته فقط، وهي حسب مسؤولين من “الإدارة الذاتية” خطوات تهدف لإبقاء الروابط مع المركز، وعدم خسارة الرواتب التي يقدمها للموظفين بالإضافة للوثائق الرسمية والمواد الضرورية للمعيشة كالأدوية التي تدخل المحافظة عبر المطار والذي يعتبر المعبر الوحيد الآمن والمستمر لدخولها.

ومع سيطرة قوات سورية الديمقراطية على منبج وحصولها على دعمٍ كبير من التحالف الدولي، وإعلانها المضي في مشروعها الفدرالي، ازدادت الاحتكاكات بين عناصر الأسايش والنظام. وفي هذا السياق يذكر أن النظام وضح موقفه الرافض للفدرالية على لسان كافة مسؤوليه وكان أشدها تصريحات بشار الجعفري حيث وصفها ب «مجرد أوهام». وبالعودة لمدينة الحسكة والمواجهات الأخيرة التي بدأت باستنفار كامل بين عناصر الطرفين وتحولت لاعتقالات متبادلة بحق المدنيين من العرب والكُرد وصلت لأكثر من 35 شخص من قبل عناصر الطرفين في 05/08/2016([53])، فقد عقد النظام وقيادات من وحدات الحماية اجتماعاً لاحتواء الأزمة. وتشير بعض التقارير إلى أن وحدات YPG طالبت بلقاء مسؤول من الحكومة فتم الرد بأن المحافظ محمد زعال العلي يمثل رئيس "الجمهورية"، فتم عقد الاجتماع معه وقدم خلاله وفد الوحدات ورقة تتضمن 11 بنداً أهمها:

  • حل قوات الدفاع الوطني وجميع التشكيلات الأخرى الرديفة للجيش السوري في الحسكة.
  • سحب جميع القطع العسكرية الموجودة (4 قطع عسكرية موجودة في الحسكة) وتسليم المقار الأمنية وقيادة الشرطة.
  • الاعتراف بفدرالية روج آفا مقابل تقديم ضمانات بعدم الانفصال، وبالحفاظ على المقرات الحكومية السورية وتسيير شؤون المدينة. وكان رد المحافظ بالرفض بشكل نهائي على جميع هذه المقترحات وهو ما أدى إلى فشل المفاوضات([54]). بالرغم من محاولات التهدئة بين الطرفين([55]) فقد تحولت الاعتقالات المتبادلة إلى معركة في 16/08/2016، بعد استهداف عناصر مقنعين حاجزاً للأسايش([56]).

تطورت الأحداث في الثامن عشر من الشهر ليستخدم النظام الأسلحة الثقيلة في قصف مختلف مناطق المدينة، كما استخدم ولأول مرة الطائرات الحربية ضد المدنيين وبالأخص ضد عناصر وحدات حماية الشعب، حيث استهدف مناطق قريبة من أماكن تواجد عناصر من الجيش الأمريكي القائمين بمهمة تدريب قوات سورية الديمقراطية([57])، وهو ما دفع البنتاغون لوصف الخطوة " بغير العادية" ([58])، ولتقوم طائرات التحالف لاحقاً بالتعرض لطائرة للنظام ومنعها من الاقتراب من أجواء المدينة والتهديد بمواجهة "خطر فقدان طائرة" في حال تكرار الأمر([59]). كما تم نقل القوات الأمريكية إلى مكانْ آخر أكثر أمناً([60])، وتمت اتصالات بين واشنطن وموسكو في محاولة لمنع الطيران الروسي من مساندة النظام ودفع الأخير للتوقف عن استخدام الطيران الحربي في العمليات([61]). وتُشير بعض التقارير إلى تواجد قرابة 45 عنصراً من سلاح البحرية الأمريكي في المنطقة القريبة من القصف، كانوا قد وصلوا إلى بلدة المبروكة بدعوى إزالة الألغام في حين أن بعض المراقبين يشيرون إلى نية واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة([62]). وخلال هذه المدة استطاعت وحدات YPG محاصرة بناء محافظة الحسكة، ولاحقا السيطرة على حي الغويران، وحي النشوة والمدخل الغربي للمربع الأمني([63]).

أدى توسع “الإدارة الذاتية” الجغرافي العسكري ومحاولاتها إلى اكتساب اعتراف دولي سياسي لتثبيت وجودها ضمن الخارطة السياسية السورية المستقبلية. ودفعت بحالة من عدم الاصطدام المعلن، والتسهيل المتبادل بينها وبين النظام، للتعرض لصدماتٍ، واستمرار النظام في رفضه الاعتراف بها كما ظهر من خلال بيان القيادة العامة لجيش النظام في 19/08/2016، والذي وصف وللمرة الأولى قوات الأسايش بالجناح العسكري لحزب العمال الكُردستاني واتهمها بالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط وخطف المواطنين ولذا توجب القيام بالرد من قبل الحكومة. ويبدو من هذه التصريحات محاولة النظام تذكير “الإدارة الذاتية” بالأوراق التي يملكها والتي تمكنه من ربطها عضوياً بحزب العمال([64])، في حين اعتبر المتحدث باسم قوات الحماية الشعبية ريدور خليل تصريحات النظام بأنها محاولة لتحريف الحقائق وورقة يقدمها النظام لتركيا في سبيل عقد تفاهمات معها لاسيما مع زيادة التصريحات التركية حول إمكانية الحوار مع النظام السوري ودفعه إلى الرحيل لاحقاً([65]).

تطور الوضع في المدينة لاحقاً لتقوم قوات الحماية الشعبية بحصار كافة نقاط تمركز النظام خصوصاً بمحيط جبل كوكب حيث تتواجد كتيبة المدفعية، وتم أسر ما يقارب 230 عنصراً من الدفاع الوطني والجيش السوري([66]). على إثرها أطلق محافظ الحسكة نداءً لقوات الحماية يذكرها بالاحترام المتبادل بينهم ومذكراً بأن قواته أمدت وحدات حماية الشعب بالأسلحة والذخائر وحتى العتاد الثقيل لضرب المجموعات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار الحسكة على حد وصفه، وقد اعتبر حديث المحافظ تنازلاً كبيراً أمام البيان الذي كان قد أعلنه المتحدث باسم قوات الجيش السوري سابقاً([67]).

تدخلت روسيا لإنقاذ التواجد العسكري للنظام في الحسكة في خطوة لمنع تسليم كامل الشمال السوري لأمريكا، وعقدت على إثر ذلك سلسلة من اللقاءات في مطار حميميم لإعلان الهدنة بين الطرفين فشل الأول في 21/08/2016([68]) لتعلن في 23/08 عن التوصل لاتفاق نهائي، وقد كانت أهم مطالب “الإدارة الذاتية” حسب المتحدث باسمها: حصر حماية المدينة بيد قوى الأمن الداخلي والأسايش فقط، تسليم الأماكن والمحلات التي سيطرت عليها YPG لقوات الأسايش، خروج الجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام إلى خارج المدينة([69]).

تقييم المواجهات من قبل المراقبين

تعددت المواقف من المواجهات في الحسكة بناءً على مواقف الأطراف من النظام و”الإدارة الذاتية”، فمن جهته طالب المجلس الوطني الكردي بالوقف الفوري للقتال، وبدخول قوات بيشمركة كُردستان (قوات روج) بعد التنسيق والترتيب مع الجهات المعنية للدفاع عن جميع مكونات المنطقة من عرب وكُرد وكلدو آشور السريان([70])، في حين أدان الائتلاف المواجهات بين الطرفين والتي تدور رحاها حول المدنيين، مذكراً بالعلاقة بين النظام و”الإدارة الذاتية” سابقاً كما دعا المواطنين بكافة مكوناتهم للحذر واليقظة من ألاعيب النظام([71]).

فمن جهته أوضح فؤاد عليكو عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكُردي والهيئة العليا للمفاوضات بأن ما حدث في الحسكة يرجع لثلاثة احتمالات في كونه:

  • حادثاً عرضياً كالتي سبقها من الحوادث.
  • خلافاً سياسياً متعلقا بتخوف النظام من ابتعاد PYD في تحالفه معه والاقتراب أكثر فأكثر من أمريكا.
  • ضغطاً من النظام على PYD في سياق تفاهمات حصلت بينه وبين إيران وتركيا، ووجوب تقليم أظافر PKK وفرعه السوري PYD تلبيةً لرغبة تركيا([72]).

بالمقابل رأى نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح بأن ما حدث في الحسكة توتر ناجم عن "التفاهمات التركية -الروسية الإيرانية والسورية"، وبأن النظام يحاول إرسال رسالة مفادها ضرورة وضع حد لتجاوزات الـ PYD. ومن جانب آخر هي رسالة إلى تركية بأن النظام "يتناغم" مع تركيا ويتصادم مع الــ YPG انسجاماً مع التوجهات الجديدة، مشيراً إلى أن هذا "العدوان" على الأحياء الكردية في الحسكة شكل "صدمة" وأدى إلى نزوح جماهيري كبير وقصف للأحياء الكُردية مما كان له أثر سيء على الشعب بشكل عام، منوهاً إلى أن الهدوء الحالي إيجابي ليعود المدنيين إلى مساكنهم آمنين حسب وصفه([73]).

اختلفت أطراف معارضة مع هذه الرؤى حيث وصفت ما حدث بأنه محاولة لفرض حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، كعضو في المعارضة السورية وشريك في المفاوضات، وإلغاء صفة التعاون مع الأسد، من خلال إطلاق "أول" مواجهة عسكرية بين الطرفين([74]).

تعددت واختلفت التحليلات عن أسباب ومآلات الاشتباكات التي حصلت في مدينة الحسكة، فمنهم من وصفها ب"المسرحية" الهادفة لإدخال “الإدارة الذاتية” إلى وفد المعارضة، أو للتغطية على تجاوزات مؤسساتها بحق المعارضين، ومنهم من وضعها في خانة تطبيع العلاقة بين النظام وتركيا. بينما تطرقت أخرى إلى التناقضات التي تعيشها حالة "المصلحية المتبادلة " بين الطرفين والتي ستقود بالضرورة إلى مواجهاتٍ بين الحين والآخر بينهما وذلك في إطار محاولة كل منهما زيادة مناطق نفوذه بما يعزز من موقفه في أية تسوية سياسية مستقبلية، وهذا يظهر في تصريحات جوان إبراهيم قائد قوات الأسايش حينما قال "فليسمع النظام جيداً... الحسكة تابعة لحكومة “الإدارة الذاتية” الديمقراطية قولاً واحداً لا غبار عليه"([75]).

عملية "درع الفرات"

يُشكل أي توسعٍ للإدارة الذاتية في سورية "تهديداً" لتركيا بناءً على الموقف التركي من حزب العمال الكُردستاني وارتباطه ب PYD الحزب المُشكل للإدارة الذاتية. وقد ارتفعت سوية التصريحات التركية من الكيان "الكُردي" خصوصاً بعد انهيار عملية السلام في تركيا عَقب انتخابات حزيران 2015، وعودة حزب العمال لحمل السلاح بعد قرابة عامين من المشاركة في عملية السلام. لذا كانت تركيا تعتبر دوماً أي ممرٍ مكتملٍ من القامشلي/ قامشلو إلى عفرين خطراً على أمنها القومي وعلى وحدة أراضي تركيا. ومع استمرار الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحداتYPG عمادها، وعدم انسحاب "قسد" لشرق نهر الفرات حسب اتفاق سابق بين تركيا والأطراف المشاركة([76]) في عملية السيطرة على منبج التي تمت بتاريخ 06/08/2016([77]تتكرر المطالبة التركية لعدة مرات([78]) مع استمرار تقدم قوات "قسد" باتجاه مدينة جرابلس الحدودية. وقد دفع هذا المنحى في سير الأحداث بتركيا للإسراع بإنهاء مشاكلها مع الدول الإقليمية والعالمية، فبعد زيارة تطبيع للعلاقات مع روسيا من قبل الرئيس التركي09/08([79])، صادق البرلمان التركي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل([80])، وتم إجراء زيارات متبادلة مع إيران بدأت بزيارة وزير الخارجية التركي لطهران بشكل مفاجئ، أكد خلالها توافق وجهات نظر البلدين حول وحدة الأراضي السورية([81])، تبعها لاحقاً تصريحاتٌ من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أفاد فيها بأن أنقرة ستضطلع بدور "أكثر فعالية" في التعامل مع القضية السورية في الأشهر الستة القادمة، مشدداً على رفض بلاده تقسيم سورية على أسس عرقية مضيفاً بأن "النظام السوري بدأ ينظر إلى الأكراد كتهديد"([82])، بالتساوي مع تقارير تشير إلى قيام إيران بمفاوضات سرية بين حكومتي إيران وسورية.

بدأت تركيا بالعملية العسكرية بعد تحقيقها توافقاً دولياً حول الدخول للأراضي السورية، وكانت البداية بعملية إخلاء لبلدة كركميش التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد المقابلة لمدينة جرابلس في2016/08/23([83])، ليبدأ التحرك في 24/08/2016، حيث تقدمت كتائب الجيش الحر خلال ساعات بقيادة الضابط التركي الذي أفشل "انقلاب 15 تموز" في تركيا([84])، واستطاعت اجتياز أكثر من 3كم بإسناد مدفعي وجوي تركي([85]). وقد لخص الرئيس التركي أهداف عملية "درع الفرات" بأنها تستهدفُ تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية([86]). كما دافع وزير الداخلية التركي عن التدخل بوصفه مشروعاً وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة المحددة لحق الدفاع عن النفس، وأكد على إنهائها في وقتٍ سريع([87]).

مع تأكيد قيام تركيا القيام بعملية في شمال سورية وإعلان قسد "انسحابها لشرق الفرات" بناءً على اتفاق مسبق، قامت قسد بتشكيل مجلس جرابلس العسكري المؤلف من 3 فصائل([88])، وأعلنت الأخيرة نيتها التوجه نحو المدينة وحذرت تركيا من التدخل البري. بالفعل انطلق مجلس جرابلس العسكري التابع لقسد من مدينة منبج باتجاه الشمال بعد استقدام قواتٍ إضافية لمدينة منبج([89])، وبالتوافق مع دخول فصائل الجيش الحر للمدينة من الطرف الشمالي، استطاعت قوات مجلس جرابلس الوصول إلى الحدود الجنوبية للمدينة، ورد الجيش التركي بقصف مواقعها بالطيران والمدفعية وحدثت مواجهات بين قوات قسد وفصائل الجيش الحر جنوب مدينة جرابلس، ليتدخل سلاح الجو والمدفعية التركية مسانداً الأخيرة مما دفع بقوات قسد للتراجع إلى قرية العمارنة حيث اشتدت الاشتباكات حولها، استخدمت خلالها قوات قسد صواريخ مضادة للدروع ضد دبابتين للجيش التركي مما أدى لمقتل أول جندي تركي في العملية([90])، وعلى إثر المواجهات سيطرت فصائل الجيش الحر على القرى الواقعة شمال نهر الساجور بينما بقيت قوات قسد جنوب النهر([91]).

المواقف من عملية درع الفرات

تنوعت المواقف السورية والدولية إزاء العملية العسكرية التركية في شمال حلب، دولياً، استطاعت الحملة في بدايتها الحصول على تأييد علني من قبل العديد من الدول، لتتبنى الدول لاحقاً مواقف حذرة إزاء الحديث عن توسع نطاق الحملة داخل سورية، تباينت المواقف لتكون وفق الشكل التالي:

1.     موقف إيران

التزمت إيران سياسة المراوغة تجاه عملية درع الفرات، حيث فضلت الصمت الرسمي في بداية العمليات، ودفعت صحافتها الرسمية للقيام بمهمة تقييم العملية، وكان أبرزها لوكالة فارس التي صرحت أن التدخل التركي جاء دون أخذ إذن من النظام، وهو لا يتناسب مع القوانين الدولية، وبأن عناصر تنظيم الدولة هربوا من جرابلس إلى تركيا([92])، ليعلن المتحدث باسم الخارجية عن موقف بلاده لاحقاً عبر مطالبة تركيا بوقف عملية درع الفرات بسرعة لأن "استمرار الوجود العسكري لتركيا في سورية يزيد من تعقيد الوضع" حسب تعبيره([93]).

سبق عملية درع الفرات إعلان روسيا استعمال قاعدة همدان العسكرية في ضرب أهدافٍ داخل سورية بتاريخ 16/08([94])، وهي المرة الأولى التي تسمح إيران لقوات أجنبية باستعمال مطاراتها العسكرية منذ إعلان الثورة "الإسلامية"، لتعود وتغلق القاعدة في وجه الطائرات الروسية بعد أسبوعٍ واحد([95]). يذكر أن إغلاق القاعدة ترافق مع تصريحات متناقضة في تركيا حول إمكانية استخدام روسيا للقواعد في تركيا، حيث صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بإمكانية استخدام روسيا لقاعدة إنجرليك في حالة الحاجة لها، مذكراً بوجود قواعد روسية في سورية مما ينفي حاجتها([96]). هذا الموقف كان قد أعلنه سابقاً وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 04/07/2016 في تصريحاتٍ لوكالة روسية([97])، لتعود عن تصريحاتها السابقة حول المطار قبل يومٍ واحد من بدء عملية "درع الفرات" حيث صرح نعمان قورتلموش نائب رئيس الوزراء بأن روسيا لا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجيرليك وذلك لأن القاعدة يُديرها حلف شمال الأطلسي([98]). ومن الجدير بالذكر أن وكالة فارس كانت أعلنت في 17/08 عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى طهران خلال ذات الشهر، إلا أنها لم تتم([99]).

2.     موقف روسيا

باركت روسيا العملية والجهود التركية في محاربة الإرهاب على الحدود المشتركة مع سورية، كما طالبت موسكو أنقرة بالتنسيق مع دمشق لتكون الجهود أكثر فاعلية([100])، لتعود موسكو عن موقفها الإيجابي، وتعرب عن قلقها من تداعيات عملية درع الفرات على التسوية السورية([101])، ومحذرة من أن العملية تضع وحدة الأراضي السورية في خانة الشك.

3.     موقف النظام

طالب النظام السوري في بداية العملية بتنسيق جهود محاربة الإرهاب على الأراضي السورية مع الحكومة السورية، وأدانت اختراق تركيا للسيادة السورية([102]). وقد تقدم النظام برسالتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن تضمنت حديثاً عن سقوط 35 من المدنيين 20 منهم في قرية جب الكوسا و15 في قرية العمارنة نتيجة القصف التركي، داعياً لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب معه مرة أخرى([103]).

4.     مواقف غربية

وصل نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا في ذات اليوم الذي بدأت فيه تركيا عمليتها ضد تنظيم داعش من جهة وإعلانها استهداف قوات الحماية الشعبية أيضاً. وفي حين جاء الموقف الأمريكي داعماً بشكل حذر للعملية في بدايتها([104])، فمع استمرار العمليات وحدوث مواجهات بين قوات قسد وفصائل المعارضة -والطرفان يحصلان على الدعم الأمريكي- طالبت أمريكا جميع الأطراف بالتركيز على المناطق التي يوجد فيها تنظيم الدولة. ومع استمرار المواجهات أعرب البنتاغون عن قلقه حول حدوث اشتباكات في أماكن لا وجود لداعش فيها([105])، ودعت وزارة الدفاع الأمريكي وحدات الحماية لتحقيق انسحابٍ كامل لشرق الفرات. أما بخصوص تركيا فقد دعاها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بالتركيز في عملياتها على قتال تنظيم الدولة([106]).

نالت العملية على تأييد من ألمانيا([107])، أما فرنسا فقد أعربت عن تفهمها للعملية دون أن يلغي ذلك مخاوف الرئيس الفرنسي من المواجهات بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد والتي تحمل خطر تصعيد شامل([108]).

5.     موقف “الإدارة الذاتية”

حتى قبل أن تبدأ عملية درع الفرات ومع ارتفاع حدة التهديدات التركية لحزب PYD   وذراعه العسكري YPG، اتهمت “الإدارة الذاتية” تركيا عبر منابرها الإعلامية باغتيال القائد العام "لمجلس جرابلس العسكري" عبد الستار الجادر والذي اغتيل بعد إعلانه تشكيل المجلس ب 3 ساعات فقط في 22/08/2016([109]). واعتبر المتحدث باسم YPG ريدور خليل العملية "اعتداء سافراً على الشؤون الداخلية السورية"، مشيراً بأنه نتيجة اتفاق بين تركيا وإيران والحكومة السورية([110]). واعتبر الرئيس المشترك لحزب PYD صالح مسلم العملية في حقيقتها استهدافاً للكُرد بعد حدوث توافق بين الحكومتين السورية والتركية، وتوعد مسلم تركيا بــ "هزيمة" ستلحق بها في المستنقع السوري([111]). في السياق نفسه، وصفت قسد عملية درع الفرات "بالاحتلال للأراضي السورية"، إلا أنها أكدت على "عدم" قيادتها للعملية ضد الجيش التركي وفصائل الجيش الحر حيث أفاد المتحدث باسمها أن مجلس جرابلس العسكري هو الذي يواجه تركيا وحده([112]).

6.     موقف المعارضة

جاءت معظم مواقف المعارضة السورية موافقة ومباركة لعملية درع الفرات حيث نشر الائتلاف بياناً جاء فيه "أن الائتلاف يرحب بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية العسكرية في جرابلس"، مؤكداً أن التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش السوري الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية"([113])، وجاءت مباركة أخرى من حركة الإخوان المسلمين([114]).

من جهة أخرى: أعلنت فصائل مقربة من “الإدارة الذاتية” والمنضوية تحت لواء قسد ومجلس جرابلس العسكري إدانتها لما سمته "الاحتلال التركي" الأراضي السورية([115]). ونقلت مصادر إعلامية للمعارضة روايات تدعي فيها محاولات تشكيل مجلس عسكري تركماني من قبل تركيا، لإدارة مدينة جرابلس. على إثرها رفض مجلس جرابلس المحلي التدخلات التي تهدف لتشكيل مجلس يخلف الموجود حالياً والمنتخب وفق قوانين المجالس المحلية([116])، وبالتوازي مع تحركات “الإدارة الذاتية” ضد عملية درع الفرات تم تشكيل مجموعة تحت مسمى " المقاومة السورية الوطنية" والتي تعهدت –حسب قولها-بمقاومة تركيا حسب بيانٍ نشرته([117]).

الهدنة

بالعودة إلى المعارك التي حدثت بين فصائل الجيش الحر وقوات مجلس جرابلس العسكري التابع لقوات قسد، والتي ترافقت مع إرسال تركيا مزيداً من الدبابات إلى الشمال السوري([118])، وإعلانها نيتها الدخول إلى مدينة منبج، بالإضافة إلى تحذيرها لبريطانيا من اعتبار أنقرة للمقاتلين الإنكليز إرهابيين في حال تم قتلهم في المواجهات([119]). وكما ذكر سابقاً فقد ارتفعت حدة الاشتباكات حول قرية العمارنة الواقعة جنوبي جرابلس، حيث تم فيها إعطاب دبابات تركية ووقوع حالات أسر متبادلة بين قسد ولواء السلطان مراد([120]). أمام هذا التطور في الأحداث تدخلت الولايات المتحدة ليتم إبرام هدنة غير مكتوبة بين الطرفين، وقد رفضت تركيا وصفها بالهدنة أو وضعها في ذات الخانة مع قوة مسلحة غير نظامية باعتبارها دولة ذات سيادة على لسان وزير الشؤون الأوربية عمر جليك. وشددت تركيا على وفاء الأمريكيين بوعودهم التي تنص على انسحاب كامل لقوات الحماية الشعبية لشرق الفرات([121]). من جهتها أكدت قيادة "مجلس جرابلس العسكري" على عقد مجلسهم هدنة مؤقتة مع تركيا، والتي يبدو أنها تحققت حيث توقفت المواجهات بين الطرفين من تاريخ 30/08/2016([122]).

 

ختاماً؛ يوازي الدفع الأمريكي للاعتراف "بالإدارة الذاتية” توجهاً سورياً عاماً وإقليمياً لمنع هذا الاعتراف، كما يبدو من مواقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها الإقليميين وتجاه “الإدارة الذاتية” محاولاتها المستمرة مما يزيد عن عامين بعدم التضحية بأحدهما لصالح الآخر، في المقابل نلحظ استمرار “الإدارة الذاتية” بالضغط على نظام الأسد للحصول منه على أية ضمانات تستطيع من خلالها تأمين نظامها الذي دأبت على بنائه منذ إعلانها. ويتبين من طريقة تعامل هذه الإدارة مع الأحزاب الكُردية المنافسة لها محاولاتها في تهجين كافة المعارضين أو البدلاء الممكنين لها.


 

 ([1]) نصائح أميركية للائتلاف السوري: الاتصال بموسكو و"PYD"،الموقع: العربي الجديد،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://goo.gl/4byvh0

 ([2]) أكراد سورية يتوقّعون «تطبيعاً» أميركياً مع« إدارتهم»،الموقع: الحياة،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sHdRxF

 ([3]) الاتحاد الديمقراطي يفتتح قريبا ممثلية في واشنطن،الموقع: كوردستان24،التاريخ: 31/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yj1B2

 ([4]) وفد من روج آفا والمؤتمر الكوردستاني يزورون جنوب افريقا،الموقع: آ ن ف،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/iLqrJv

([5]) حزب الإتحاد الديمقراطي يدعو ‹الإدارة الذاتية› لملاحقة المجلس الكردي قانونياً،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 04/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bhO2Ce

([6])  مجهولون يحاولون تفجير مكتب PDK-S في كركي لكي بالحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 31/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iOr

([7])  الديمقراطي الكُردستاني يدين ممارسات الآسايش والتجنيد الإجباري في عفرين،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/faCa1w

([8])  أنصار PYD يقتحمون مقرات أحزاب المجلس الوطني الكُردي في القامشلي، الموقع: روداو، التاريخ: 11/08/2016، الرابط: http://goo.gl/6QcksC

([9]) آسايش قامشلو تختطف إبراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكُردي، الموقع: آرانيوز، التاريخ:13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ph8Liv

 ([10]) الآسايش تنفي إبراهيم برو إلى إقليم كُردستان العراق،الموقع: آرنيوز،التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/u2Oj8R

 ([11])   بارزاني يدين تصرف حزب البي واي دي ضد برو ويعده سابقة مرفوضة،الموقع: شفق نيوز،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q48v2m

 ([12])منظمات حقوقية سورية تطالب ‹الإدارة الذاتية› بالإفراج عن إبراهيم برو،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/KXFvUX

([13]) المجلس الكُردي يدعو الشعب الكُردي للوقوف إلى جانبه ودعمه، الموقع: آرانيوز، التاريخ 14/08/2016، الرابط:http://goo.gl/7C7Xyk

([14]) نشطاء يطلقون هاشتاغ ‹خلافاتكم سبب قتل شعبنا› بعد تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 31/07/2016،الرابطhttp://wp.me/p4OhLR-iOX

([15]) البارتي: بي واي دي يدفع بالأمور نحو التصادم والاقتتال الذي نرفضه،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/r1sdxa

([16]) التنظيم الشبابي لـل بي واي دي يعتدي على العلم الكُردي في قامشلو مجدداً، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ZymHpR

([17]) القوات الأمنية (الآسايش) تعتقل 5 قياديين من الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا، الموقع: روداو، التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/krkSrR

([18]) الآسايش تعتقل حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q2NKMD

([19]) مسلحو (ب ي د) يصعّدون الموقف ضد المجلس الوطني الكُردي ويعتقلون 30 سياسياً،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/uwXj54

([20]) المجلس يدعوا لاعتصامات في الداخل والخارج تنديداً بممارسات الإدارة الذاتية،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/c5CCXf

([21]) المجلس الكُردي: ابراهيم برو سيعود الى الوطن قريبا جدا،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 14/08/2016،الرابط: http://goo.gl/EsTlb2

([22]) عبد السلام أحمد “توقيف الذين خالفوا قوانين لا يعد اعتقالا"،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0g0M7E

([23]) الكُردي السوري: تنسيق وحدات الحماية مع النظام كانت تكتيكات الحرب، الموقع: كوردستريت، التاريخ: 25/08/2016،الرباط: http://goo.gl/xRtmLR

([24]) الآسايش تعتقل مؤيدين لحزب بي واي دي والمجلس الوطني الكُردي في قامشلو، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Vm8E5K

([25]) جوان ابراهيم: من الخطأ أن يصبح الشعب في روجآفا ضحيّة الخلافات الحزبية، الموقع: بوير برس: الرابط: http://goo.gl/A7PS4N

([26])  ارتفاع عدد ضحايا تفجير قامشلو، وداعش يتبنى، موقع: آرانيوز، التاريخ: 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHs

([27]) عوائل الشهداء: حصيلة تفجير قامشلو /50/ شهيداً و/9/ مفقودين،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 29/07/2016،الرابط: http://goo.gl/GrmU97

([28])  محافظة الحسكة تواجه أزمة حقيقية في قطاع الأدوية،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 26/07/2016،الرابط: http://goo.gl/3By9Mf

([29])  بارزاني يعزي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون،الموقع: آرانيوز،التاريخ 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHK

([30])  المجلس الكُردي يتهم PYD بمنع وصول الدواء إلى جرحى تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 28/07/2016 http://wp.me/p4OhLR-iJB

([31])  مستشفيات القامشلي تستلم الادوية المرسلة من اقليم كُردستان،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 01/08/2016 http://goo.gl/41YZXv

([32])  مشافي قامشلو تخرّج معظم جرحى التفجير بعد تلقيهم للعلاج،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iMN

([33]) المجلس الوطني الكُردي يندد بتفجير قامشلو،و‹الإدارة الذاتية› تعلن الحداد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/4h5y50

([34])  ماكغورك يندد بهجوم قامشلو ويتعهد بمواصلة دعم الكُرد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iIF

([35])  مصدر سابق: بارزاني يعزي ذوي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون.

([36])  الرئيس العراقي يدين تفجير قامشلو ويؤكد انها دليل على هزيمة داعش،الموقع: روج نيوز،التاريخ:28/07/2016،الرابط: http://goo.gl/b53X0F

([37])  الائتلاف يدين التفجير الإرهابي بالقامشلي،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yXCyb

([38])  استشهاد خمسة أشخاص جراء انفجار سيارة مفخخة في تل أبيض،الموقع: آرتا إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: https://goo.gl/HUWuqu

([39]) 27قتيل و29 جريح حصيلة شبه نهائية لتفجير الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ 06/07/2016/ الرابط: http://goo.gl/jkHBlW

([40]) عامودا: إرهابي يفشل بزرع عبوة ناسفة في سيارة انفجرت به وأردته قتيلاً،الموقع/ ولات إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: http://goo.gl/4uMA4E

([41]) اتهامات لـ “أسايش” باعتقالات “تعسفية” على خلفية انفجار عامودا،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://goo.gl/JLs6PQ

([42]) الآسايش تفكك مجموعة عبوات ناسفة بريف الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 10/08/2016،الرابط: http://goo.gl/2eO10m

([43]) أنباء عن دخول آليات مفخخة إلى الحسكة،وحواجز الآسايش تستنفر،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 08/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j5v

([44]) حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي يتحدث عن التفجيرات التي استهدفت قامشلو،الموقع يكيتي ميديا،التاريخ: 25/07/ 2016،الرابط:https://goo.gl/5P9764

([45])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز: التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j0w

([46]) الرئيسة المشتركة لبلدية قامشلو: شكلنا لجنة للنظر في وضع المباني المتضررة،الموقع: بوير برس،التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/FrVMzp

([47]) الآسايش تعفي ضباط وتخصص 200 مليون لتعويض المتضررين،الموقع: رئاسة الإدارة الذاتية،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/b9crKO

([48])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/5yd2Vg

([49]) اشتباكات بين ميليشيا الدفاع الوطني والوحدات الكردية في القامشلي، الموقع: أورينت نيوز،التاريخ: 16/03/2016،الرابط: http://goo.gl/t6TI0u

([50]) بعد القامشلي… اشتباكات بين وحدات الحماية وقوات النظام في الحسكة،الموقع: كلنا شركاء،التاريخ: 18/05/2016،الرابط: http://goo.gl/POQLXG

([51]) إشتباكات بين عناصر عناصر النظام والقوى التابعة لحزب الإتحاد،الموقع :قاسيون،التاريخ 03/07/2016،الرابط:http://goo.gl/uqEFpz

([52]) اشتباكات جديدة بين قوات الاساييش وقوات النظام في المربع الأمني،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ:25/07/2016،الرابط:http://goo.gl/bAXio9

([53]) استنفار واعتقالات متبادلة بين الآسايش وقوات النظام في الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iZz

([54]) الحسكة: ضغوط كردية لإكمال «الفدرلة».. ومفاوضات «تحت النار»،الموقع: السفير،التاريخ: 20/08/2016،الرابط:http://goo.gl/Q8kPLR

([55]) ميليشيا الدفاع الوطني تفرج عن المعتقلين المدنيين لديها في الحسكة،الموقع آرانيوز،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-jbU

([56]) هدنة في الحسكة بين النظام والأسايش بعد اشتباكات بين الطرفين،الموقع: راديو روزنة، التاريخ:17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/B4quWz

([57]) طائرات النظام السوري تقصف المدنيين في الحسكة،الموقع: آ ان أف. التاريخ: 18/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ZSvJPt

([58]) البنتاغون: قوات الأسد قصفت مواقع قرب جنودنا في الحسكة،الموقع: عنب بلدي،التاريخ:19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O93L86

([59]) غارة الحسكة... مسؤول لـCNN: سوريا ستواجه خطر فقدان طائرة بتكرار ذلك،الموقع: سي ان ان،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zskRKF

([60]) واشنطن تسحب قواتها من الحسكة بشكل مفاجئ بعد قصف النظام ؟ الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0aAJgK

([61]) ملخص المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم البنتاغون الجمعة 19 أب 2016 حول ‏الحسكة، الموقع: خبر24،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sWU0D1

([62]) نظام الأسد والوحدات الكردية يقتربان من نقطة اللاعودة،الموقع: صحيفة العرب اللندنية،التاريخ:07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ssMjV0

([63]) آخر أيام "الدفاع الوطني" في الحسكة؟،الموقع: المدن،التاريخ: http://goo.gl/4QK4gF

([64]) بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة،الموقع: وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/7zsfn7

([65]) بيان من القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بشأن الاحداث الاخيرة في الحسكة،الموقع: خبر24،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hquhkd

([66]) أسر 230 من عناصر النظام ومرتزقته بعد محاصرتهم،الموقع،آ ن أف،التاريخ:23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/tk171Z

([67]) محافظ النظام في الحسكة: قدمنا مساعدات عسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني»،الموقع: قاسيون،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/IymN1C

([68]) الحسكة بانتظار هدنتها.. "من يشعل النيران ومن يطفئها"؟،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/TSILv1

([69])  هذا ما قاله تلفزيون النظام عن اتفاق الحسكة،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XtusOu

([70]) الENKS يطالب بالوقف الفوري للقتال في الحسكة ويدعو لوحدة الصف،الموقع: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/M97eeY

([71]) الائتلاف: المدنيون في الحسكة هم ضحايا القصف الوحشي واقتتالِ النظام مع حلفائه،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xFDj8g

([72]) فؤاد عليكو لحزب “الاتحاد الديمقراطي” : مشروعكم ( الطوباوي) فشل،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ehwcgr

([73]) قيادي في حزب اليكيتي:” التدخل التركي جاء لوأد المشروع القومي الكوردي،الموقع: كورد ستريت،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O0oNFy

([74]) هل يعود سكان حي "غويران" إليه بعد سيطرة الوحدات الكردية؟ الموقع: شبكة شام،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/3pUz2s

([75]) جوان ابراهيم: فليسمع النظام الحسكة تابعة لحكومة الإدارة الذاتية قولا واحداً ،الموقع: بوير بريس،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KPfM7D

([76]) أردوغان: معظم القوات التي تقاتل في منبج عربية وليست كوردية،الموقع: روداو،التاريخ 02/06/2016،الرابط: http://goo.gl/3oNrhz

([77]) سوريا الديمقراطية تسيطر على كامل مدينة منبج،الموقع: الميادين،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/h5X758

([78]) تركيا تتوقع انسحاب “وحدات حماية الشعب” بعد عملية منبج،الموقع:آدار بريس،التاريخ: 15/08/2016،الرابط http://goo.gl/7fGgC6

([79]) أردوغان يصل روسيا ويصافح بوتين،الموقع: بوابة الفجر،التاريخ: 09/08/2016،الرابط: http://goo.gl/VYmx9f

([80]) برلمان تركيا يصادق على التطبيع مع إسرائيل،الموقع: إيلاف،التاريخ: 21/08/2016،الرابط: http://goo.gl/1fjV3R

([81]) جاويش أوغلو: أمن إيران من أمن تركيا ومتفقون على وحدة سوريا،الموقع: سي ان ان،التاريخ: 12/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([82]) يلدريم: الأسد لمرحلة انتقالية ولا دور له بمستقبل سورية،الموقع: العربي الجديد،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([83]) تركيا تخلي بلدة كركميش مقابل جرابلس بعد سقوط عدة قذائف أطلقها داعش،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/6P2akO

([84]) الضابط التركي الذي أفشل الانقلاب يقود عملية ” درع الفرات ” في سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/k4I8b9

([85]) بإسناد جوي ومدفعي تركي ..الجيش الحر يتوغل 3 كم في محيط جرابلس،الموقع: مدار اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/q8fhfQ

([86]) أردوغان: "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة وضد "PYD" الكردي،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/efi51V

([87]) وزير الداخلية التركي: عملية جرابلس مشروعة ولن تستمر طويلا،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/JsyAyr

([88]) ثلاثة فصائل مسلحة تعلن تشكيل مجلس جرابلس العسكري،الموقع: روداو،التاريخ:22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/YOjzFi

([89]) وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج السورية،الموقع: ان ار تي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KF6Ang

([90]) مقتل أول جندي تركي في مواجهات شمال سوريا،الموقع: فرانس24،التاريخ: 28/08//2016،الرابط: http://goo.gl/FYsCEi

([91])  “الحر” يسيطر على قرىً من “سوريا الديمقراطية” غرب جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Eq7diK

([92]) إيران "الرسمية" تلتزم الصمت إزاء عملية "درع الفرات" وإعلامها يزيف الحقائق،الموقع: الأناضول: التاريخ:25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/dD7b1l

([93]) إيران لتركيا: عملية درع الفرات تزيد الوضع تعقيدا في سوريا،الموقع: تركيا بوست،التاريخ: 31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/85o2V1

([94]) مقاتلات روسية تنطلق من إيران وتقصف مدنا سورية،الموقع: الجزيرة،16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/cj78wz

([95]) طهران تغلق قاعدة همدان بوجه موسكو. وأميركا تشكك،الموقع: العربية،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/jCwyOa

([96]) تركيا: روسيا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجرليك الجوية،الموقع: فيتو،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/G4D5bh

([97]) قاعدة انجرليك التركية قد تُفتح أمام الطائرات الروسية،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 04/07/2016،الرابط: http://goo.gl/hsXwTR

([98]) أنقرة: لا يمكن لروسيا استخدام قاعدة إنجرليك،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط http://goo.gl/FtQ1S0

([99]) أردوغان إلى طهران لإطلاق تحالف تركي -إيراني - روسي في سورية،الموقع: النهار،التاريخ: 17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Rpc7Mg

([100]) موسكو تبارك التدخل التركي. والنظام السوري يعتبره “خرقًا سافرًا للسيادة"،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Cuw5bO

([101]) موسكو تعرب لأنقرة عن قلقها إزاء عمليات القوات التركية شمال سوريا الموقع: رأي اليوم، : التاريخ:31/08/2016،الرابط:http://goo.gl/oUvwGC

([102]) نظام الأسد يعلق على عملية "درع الفرات" التركية داخل سوريا،الموقع: عربي21،التاريخ:،24/08/2016،http://goo.gl/xyHk5V

([103]) وزارة الخارجية الخروقات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية مدانةٌ،الموقع: الفداء،التاريخ: 30/08/2016،http://goo.gl/ghRKCH

([104]) البيت الأبيض:"درع الفرات" التركية مثال على دعم أنقرة لمكافحة داعش،الموقع: ديلي صباح،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/imipWr

([105]) البنتاغون: الاشتباكات في شمال سوريا تقع في أماكن لا وجود لـ “داعش” بها،الموقع: صوت كوردستان،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/WtL28C

([106]) وزير الدفاع الأمريكي يدعو تركيا للتركيز في عملياتها العسكرية ضد داعش،الموقع: رحاب نيوز،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/p2R5uF

([107]) تباين المواقف من عملية "درع الفرات"،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zxNqzH

([108]) تعزيزات تركية جديدة.وهولاند يتفهم التدخل التركي،الموقع: المدن،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zwwDOf

([109]) الاستخبارات التركية تغتال القائد العام لمجلس جرابلس العسكري،الموقع: روج نيوز،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xqAEik

([110]) وحدات حماية الشعب الكردية: التدخل التركي في سوريا اعتداء سافر،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/u0Udzs

([111]) صالح مسلم: ثلاث دول توحدت لضرب الكورد وسنهزم الاتراك،الموقع: كودستان24،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/vt3i8c

([112]) سلو: قرار الانسحاب من منبج إلى شرق الفرات قرارٌ عائد للقيادة العامة،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/s5QLtF

([113])  "الائتلاف" يؤكد دعمه للجيش الحر في عملية و"يرحب" بدعم تركيا والتحالف،الموقع: سمارت نيوز،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/HwROrQ

([114]) ردود فعل السوريين حول معركة "درع الفرات"،الموقع: نون بوست: التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/joMhqz

([115]) فصائل من الجيش الحر تعلن وقوفها إلى جانب مجلس جرابلس العسكري،الموقع: آ ن ف نيوز،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XyNEam

([116]) مصادر: تركيا تحاول فرض مجلس “تركماني” لإدارة جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/9vZn7n

([117]) الإعلان عن المقاومة الوطنية السورية في جرابلس،الموقع: الماسة السورية،التاريخ: 07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ygtx7n

([118]) خمسة عشر ألف جندي تركي قد يشاركون في إقامة ” منطقة آمنة ” شمال سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hz9Xbq

([119]) ميدل إيست آي: المتطوعون البريطانيون يواجهون قوات تركيا بمنبج،الموقع: عربي21،التاريخ: 03/09/2016،الرابط: http://goo.gl/6cxKni

([120]) مجلس منبج العسكري يأسر عناصر من كتيبة "السلطان مراد"،الموقع: ان آر تي،التاريخ: 01/09/2016،الرابط: http://goo.gl/G1qBLo

([121])  «تهدئة» بين حلفاء الأتراك والأكراد،الموقع: الحياة،التاريخ:31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/W6Aqya

([122]) مجلس جرابلس العسكري يعلن عن توقيع هدنة مع تركيا،الموقع،صوت أمريكا،التاريخ:30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/gOR08E

التصنيف أوراق بحثية

تستعرض هذه الورقة سياق الأحداث التي أفضت لإعلان الإدارة الذاتية عن عقدٍ اجتماعيٍ "يشرعن" نظاماً فدرالياً في الشمال السوري من طرف واحد، وتوضح كمّ الإشكاليات المتعلقة بمشروعيته التي لم تبنِ أية توافقات وطنية سورية أو حتى كُردية بينية، هذه الخطوة التي رأتها المعارضة خطوة متقدمة للتقسيم، واعتبرها العديد من الفعاليات المحلية مخرجاً يتضمن تناقضات بنيوية، وقفزٌ فوق التطور الفكري البشري عندما اتكئ على مفاهيم "الإلهة الأم" وتصديرٌ لتجارب غير ناجحة كالكومونات.

مدخل

تناقش هذه الورقة ما أسمته الإدارة الذاتية في الشمال السوري " العقد الاجتماعي للفيدرالية الديمقراطية لروج آفا – شمال سوريا" المعلن عن استكماله في 2/6/2016 والذي ستحكم به المناطق الخاضعة لسيطرتها. جاء إعلان تشكيل مجلس تأسيسي لفدرالية الشمال بناءً على سلسلة من الاجتماعات المتطورة عن اجتماع رميلان 10/12/2015 والذي كان نتيجته تشكيل "مجلس سوريا الديمقراطي" بهدف خلق تيارٍ ثالث في سورية لا إلى صف النظام ولا إلى صف المعارضة المتمثلة بالائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة. وتطور مشروع المجلس هذا ليخرج عن ذاك الهدف متجهاً نحو إعلان فدرالية في شمال سورية من طرفٍ واحد.

انطلاقاً من الإشكاليات المتأتية من طرح هذا الدستور الذي لم يكسب اعتراف أي طرف من أطراف "الصراع"، أو من التحالف الدولي الذي ينسق مع "قوات سوريا الديمقراطية" ضد "تنظيم الدولة الإسلامية"، أو كرٌدياً إذ لم يلقَ إعلان الفدرالية صدى إيجابياً عاماً في الأوساط الكردية، ستعمل هذه الورقة على تقييم هذه الخطوة وما تتضمنه من أبعاد سياسية، مبينة في ذات الوقت الجهودات الأخرى التي تبحث عن رؤية ما يجب أن يكون الوضع الكُردي عليه ضمن دستور سورية.

تعريفات

تضمن نص الدستور مصطلحين، تجد الورقة من الضروري تقديم تعريف وشرح لها وهي:

روج آفا: هي كلمة كوردية وتعني الغرب، وفي الأدبيات الكُردية تعني غرب كوردستان أي روج آفايي كوردستان. ويختلف كُردياً في إطلاق الاسم على المناطق ذو الغالبية الكُردية في سورية بناءً على الاختلافات السياسية البينية، فمن الكٌرد من يفضل عبارة "كوردستان سوريا" سيراً على النموذج العراقي، ومنهم يرفض تجزئة الجغرافية الكُردية وإضافتها لدولة أخرى، بينما شعبياً يتم أغلب الأحيان تجاوز حدود الدول القائمة: سورية، العراق، تركيا وإيران ويتداولها الكُرد بناءً على الاتجاهات المعبرة عن أجزاء كوردستان الأربعة التي يطالبون بها.

الكومونة: يُعرف العقد الاجتماعي لدستور "فدرالية شمال سوريا" الكومونة على أنها "شكل التنظيم القاعدي الأساسي للديمقراطية المباشرة، وجهاز صنع القرار والإدارة ضمن مجالها الإداري والتنظيمي". وتعمل الكومونة كمجلس قائم بذاته في كافة مراحل صنع القرار وتقابل "مجالس الأحياء" المتعارف عليها في سورية. أما في معجم المعاني العربي فتعني "تشكيل مصغر اجتماعي اقتصادي" ([1]). وتشكلت أول كومونة في باريس بعد انتخاب 90 ممثل لها في الثامن عشر من آذار عام 1871 وسقط آخر مقاتليها في 28 أيار نتيجة المعارك ضد الإمبراطور الفرنسي شارل لويس بونابرت (نابليون الثالث) ([2]).

سياق تطور فكرة فدرالية الشمال

استناداً على نداء وجهته حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM لأطراف سوريّة "لأجل بناء تحالف ديمقراطي في عموم سورية" في شهر آب/ 2015، عقدت الإدارة الذاتية اجتماعاً في مدينة ديريك/ المالكية بمحافظة الحسكة بتاريخ 09-10/12/2015 ([3]). بحضور أطراف مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD كتيار قمح وأطراف عربية وتركمانية وآشورية. وقد تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع سير مؤتمر المعارضة في مدينة الرياض بهدف تشكيل وفد تفاوضي، والتي لم يتم دعوة ممثلين للإدارة الذاتية إليه، مما دفع بتفسير خطوة عقد مؤتمر ديريك بأنها محاولةُ ضغطٍ لقبول الإدارة الذاتية طرفاً في المفاوضات وعلى أقل تقدير إحداث نوع من الضوضاء يؤدي بالأخير للتفاوض معها حول ذات الموضوع ([4]).

تم تشكيل مجلس سوريا الديمقراطية بتاريخ 12/12/2015 بعضوية 42 شخصاً ممن حضروا مؤتمر ديريك وبرئاسة مشتركة مؤلفة من هيثم مناع من تيار قمح (قيم – مواطنة – حقوق) وإلهام أحمد عضوة الهيئة التنفيذية في TEV-DEM (مظلة تضم كافة الأطراف المنتمية لتنظيم PYD أو التي قام الحزب بخلقها منذ تشكله عام 2003 ([5]). وتلى الإعلان عن المجلس بفترة قاربت الشهر تجميد حزب ال PYD عضويته في هيئة التنسيق الوطنية بتاريخ 08/01/2016 ([6])، وبتاريخ 10/01/ 2016 عقد هيثم مناع مع إلهام أحمد الرئيسان المشتركان لمجلس سوريا الديمقراطية اجتماعاً بمدينة جنيف ضمن محاولات المجلس الدخول لمفاوضات جنيف كطرف ثالث الأمر الذي لم يتم حتى ساعة إعداد هذا البحث ([7]).

بعد قرابة الشهرين وبتاريخ 12/03/2016 تم إرسال دعوة من المنسقية العامة للمقاطعات الثلاث (كوباني/عين العرب-عفرين - الجزيرة) والتي على أثرها عُقد اجتماع في مدينة رميلان بتاريخ 16/03/2016 تحت شعار "سوريا الاتحادية الديمقراطية ضمان للعيش المشترك وأخوة الشعوب". وانطلقت أعمال الاجتماع التأسيسي لنظام الإدارة في روج آفا وشمال سورية، على مدار يومين انتهى بمناقشة مسودة النظام الاتحادي في اليوم الأول وإقرارها في اليوم الثاني، وتم انتخاب رئاسة مشتركة للمجلس وهما: هدية يوسف الحاكمة المشتركة للمقاطعة ومنصور السلوم الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في مدينة تل أبيض، إلى جانب انتخاب هيئة مؤلفة من 31 عضواً وعضوة من المجلس. ومهمة هذه الهيئة هي العمل على تطبيق ما ورد في وثيقة النظام الاتحادي الديمقراطي بيث نهرين-شمال سورية ([8])، على أرض الواقع خلال مدة أقصاها 6 أشهر ([9]).

وعلى إثر هذه القرارات أعلن الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطي هيثم مناع في 17/03/2016 رفضه للبيان المعلن من المجلس وبرر ذلك بجملة أسباب. يرتبط أولها بعدم فرض وجهة نظر مكون من المجلس على بقية الأطراف ووجوب "الابتعاد عن المناطقية" ([10])، ويتعلق الثاني بالتعارض بين طرح الفدرالية مع الضرورة الأكيدة لبناء "دولة ديمقراطية برلمانية تعتمد اللامركزية الديمقراطية في الإدارة "، منوهاً لضرورة عدم الانجرار وراء تصريحات دولٍ مبنيةٍ على خلافاتها مع دول إقليمية أخرى. وربط رئيس تيار قمح هيثم المناع عودته بسحب بيان إعلان الفدرالية والذي لم يتم لذا أعلن انسحابه من مجلس سوريا الديمقراطي في 05/04/2016 ([11]). وتُدلل تلك المعطيات على أن المشكلين للمجلس أزاحوا غاياته من توحيد رؤى المعارضة وتشكيل جسم يمثل مخرجات مؤتمر القاهرة والدخول للمفاوضات، إلى فرض أمر واقع بإنشاء إقليم فدرالي من طرف واحد دون أي توافق وطني أو حتى إقليمي/ دولي ([12]). وبالعموم خلص اجتماع مدينة رميلان في 16/17 آذار 2016 لمجموعة قرارات بشأن إعلان النظام الفدرالي كالآتي ([13]):

  1. العمل على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي لبيث نهرين-شمال سورية.
  2. انتخاب الرئاسة المشتركة للمجلس التأسيسي وهيئة تنظيمية تتألف من 31 عضواً.
  3. تكليف الهيئة التنظيمية بإعداد عقد اجتماعي ورؤية قانونية سياسية شاملة لهذا النظام في مدة لا تتجاوز 6 أشهر.
  4. يهدف النظام الاتحادي الديمقراطي في لبيث نهرين –شمال سورية لتحقيق الاتحاد الديمقراطي في الشرق الأوسط.

وبناءً على قرارات هذا الاجتماع، عقد اجتماع بتاريخ 27-28/06/2016 بمدينة ديريك/ المالكية وتم التصديق على العقد الاجتماعي للنظام الفدرالي، وتم الإعلان عنه ببيان. وترافق الإعلان بجملة مواقف سياسية توضح رؤية وموقف الإدارة الذاتية السياسية، إذ أكد على أهمية تحالف قوات سوريا الديمقراطية مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، واتهم تركيا بالامتناع عن محاربة التنظيم وبالتعاون معه، وانتقد أي تقارب تركي إيراني بهدف محاربة الفدرالية المعلنة. كما ضم لـ "حلقة المتربصين بالفيدرالية شراً كلاً من النظام السوري والحزب الديمقراطي الكُردستاني العراقي. إضافة إلى أنه أرجع سبب انسداد الأفق أمام الحل السياسي للملف السوري لعدم توصل واشنطن وموسكو لصيغة حل نهائية ([14]).

مشروعية وإشكالات العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية

أتى هذا العقد نتيجة تضافر مجموعة من الفعاليات التي حرص حزب الاتحاد الديمقراطي البناء عليها، ليبدو هذا العقد كـ “مخرج موضوعي" للتفاعلات التي شهدتها بنية الإدارة الذاتية. ويكمن وراء هذه الخطوة مجموعة من المؤشرات السياسية التي يرمي حزب الاتحاد من خلفها تحقيق مكاسب على الصعيد المحلي والخارجي تشرعن ما يسمى "بحكومة الأمر الواقع" من جهة، وتهندس تموضع سياسي جديد كطرف ثالث في العملية التفاوضية.

تُحاول الإدارة الذاتية التعامل مع قضية العقد الاجتماعي كسلطة شرعية قائمة. وفي هذا الصدد ينبغي التنويه إلى أن مقاربات الشرعية تلك لا تزال محط أخذ ورد على حد سواء محلياً، وحتى إن كانت تتعامل وفق مفهوم حكومة الأمر الواقع، وذلك لأمرين هامين:

أولاً: يحوم الغموض حول هذا المفهوم ضمن القانون الدولي، فمع غياب نص صريح وواضح لهذه السلطات التي تتشكل نتيجة حروب داخلية أو ثورات، تقوم الدول ذات السيادة عادةً باتخاذ إجراءات ازدواجية في التعامل، فمن الممكن أن تقوم دولة ما بالإبقاء على جزء من علاقاتها مع الحكومة المركزية لدولة، وتقوم بذات الوقت بالتعامل مع إدارة نشأت في منطقة معينة ضمن هذه الدولة المركزية.

ثانياً: هناك خلاف بخصوص الإدارة الذاتية المشكلة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD حول إمكانية إطلاق هذه التسمية عليها، فمن الخبراء من يمنحها هذه الصفة بناءً على وجود حربٍ داخلية في سورية. ويشترط أصحاب هذه النظرة قيام حكومة الأمر الواقع بمهام تشبه مهام الدولة ووفق مبدأي حظر العنف وعدم التدخل بشؤون غيرها من الدول وبالمقابل تحصل على الاحترام وفق هذين المبدأين. وحسب هذا الرأي فإن من أهم خصائص حكومة الأمر الواقع هو الاستقرار والفعالية ([15]). ويرى البعض الآخر أنه لا يمكن إسقاط تسمية حكومة الأمر الواقع على السلطة التي شكلها حزب الـPYD  في شمال سورية لغياب خصائص هامة ومنها ([16]):

  • تهدف حكومات الأمر الوقع إلى إسقاط الحكومات المركزية.
  • تقوم بتحمل أعبائها الاقتصادية باستقلالية عن حكومة النظام.
  • تقوم بإزالة التواجد الأمني والعسكري للنظام في مناطقها.

بالمقابل، يواجه هذا الدستور أسئلة وتحديات المشروعية سواء تلك المتعلقة بمستوى التمثيل السياسي لأهم الفعاليات والمكونات في مناطق الشمال السوري، أو تلك المرتبطة بغياب معايير القبول الشعبي، ناهيك عن عدم قبول الحكومة المركزية السورية أو أية حكومة أخرى لهذا العقد.

وإذا ما تجاوزنا الإشكالية الكبرى لهذا الدستور ([17]) والمتمثلة بفرضه من طرف واحد ودون تنسيق وحوار مع المركز وباقي الأطراف، فهو يضم جملة من الأمور الإشكالية الأخرى نذكر أهمها:

أولاً: ضبابية حدود الفدرالية المعلنة: لم يتطرق العقد الاجتماعي لحدود فدرالية شمال سورية حيث ورد في ديباجته "ومؤسسة على مفهوم جغرافي ولا مركزية سياسية وإدارية ضمن سورية الموحدة"، الأمر الذي يجعل من آلية تنفيذ اعتماد المفهوم الجغرافي والإداري في تشكيل الإقليم آلية صعبة وقابلة للتوظيف والتفسير متعدد الأوجه. كما يطرح ذلك جملة من التساؤلات، فهل سيكون بناءً على تقسيمات إدارية جديدة؟ فالتقسيمات الإدارية الحالية لمحافظات الشمال تُظهر بقاء أجزاءٍ من المحافظات مع مراكزها في حين تم ضم الجزء المسيطر عليه عسكرياً لمناطق "الفدرالية"، ومصطلح الشمال السوري يمتد لمناطق يصل عمقها لأكثر من 50 كم وتضم جزءاً من محافظات إدلب و اللاذقية"، وهذا يجعل حدود هذا الإقليم متسماً بالضبابية ويفتح المجال أمام التنبؤات حول إمكانية تمدد هذا الكيان في سياق الوضع السوري الراهن ليضم مدناً كالرقة، الأمر الذي لا يتم قبوله حتى كُردياً بينياً، فهو أمر من شأنه أن يجعل النسبة الكُردية ضعيفة جداً في أي صيغة فدرالية إن تشكلت في سورية. ومقارنةً بإقليم كوردستان العراق فقد قام الأخير بتبيان حدود الإقليم منذ ساعة إعداد الدستور العراقي بالتفصيل من محافظات وأقضية وتطرق لضرورة حل مشكلة المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور العراقي ([18]).

ثانياً: الخلط المفاهيمي بين اللامركزية السياسية والكونفدرالية: يعتري مفهوم اللامركزية السياسية وفقاً للعقد الجديد مجموعة من المعالم غير الواضحة ويلاحظ من قراءته بشكل كامل وجود خلط غير متوازن بين حقوق الكيانات ذات البنية الكونفدرالية والتي هي في حقيقة الأمر اتحاد دول، وبين الفدرالية وهي مصطلح فضفاض لا يمكن حصره بنموذج معين. وتقوم الدول والأقاليم عادةً بالمساومة على حقوق وواجبات كل طرف فالمركز يحاول دوماً ان يحافظ على السلطات في يد العاصمة بينما تحاول الأقاليم قدر الإمكان الحصول على امتيازات واسعة بناءً على أدوات قوة يتملكها الإقليم، وهي تنحصر لدى الإدارة الذاتية بوجود قوة عسكرية قوية ومنضبطة تنظيمياً جعلت منها مرتكزاً للتحالف الدولي في محاربة تنظيم "(الدولة الإسلامية"). ووفق التجارب التي حدثت للنموذج الكُردي في كوردستان العراق والذي يعتبر من أوسع أشكال الفدرالية يظهر إمكانية تخلي الولايات المتحدة عن حليفها المنتقص لاعتراف دستوري من المركز كما حدث بعد حرب الخليج الأولى عام 1991.

ومنحت الإدارة الذاتية عبر دستورها الجديد نفسها صلاحيات الحكومة المركزية وليس "كحكومة طرف" إذ أنها تمنح حقوقاً لا يمكن لطرف أن يمنحه للمواطن وإن كانت ضمن حدود حكومة هذه الإدارة، إذ يؤكد العقد الاجتماعي في المادة 22 على أن لكافة الشعوب والمكونات والمجموعات الحق في تقرير مصيرها بالإضافة لحق "المقاومة المشروع"، وهو أمر ينبغي أن يحتويه دستور الدولة المركزي. وكذلك يلحظ في المادة 46 المتعلقة بحق طلب اللجوء السياسي والإنساني في الإقليم والتعهد بعدم إعادته لبلده، فبالمقارنة مع الوضع العراقي نجد غياب مادة عن اللجوء السياسي والإنساني في دستور الإقليم لكن نجدها في المادة 21 من الدستور العراقي الذي ينطبق على الإقليم أيضاً.

كما أن هناك بعض المواد التي تدل على أنه دستور دولة مستقلة وفيها أقاليم، إذ تصرح وثيقة العقد الاجتماعي في المادة 66 أن "بإمكان كل إقليم تطوير وتكريس العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الشعوب والبلدان المجاورة، بشرط عدم تناقضها مع العقد الاجتماعي لفيدرالية روج آفا – شمال سوريا وفيدرالية سوريا الديمقراطية (المستقبلية ومركزها في العاصمة دمشق) ([19])"، الأمر الذي يمكن عدّه تناقضاً واضحاَ في تعريف الإدارة الذاتية لذاتها. ومن التناقضات إيراد وظيفة "تكريس العلاقات الدبلوماسية" إشارة إلى حق فتح ممثليات دون أن يتم إرفاق شرح أو تفسير لها، فلم يتم ذكر كيفية فتح هذه الممثليات ولم يتم العثور على حالات مماثلة لأنظمة سياسية تمنح حق فتح ممثليات دبلوماسية خاصة بأقاليم ومنفصلة عن عاصمة الدولة المركزية أو بالرغم من إرادته، ولا يمكن معرفة من أين وعلى أي أساس حددت شكل وتسمية الدولة السورية مستقبلاً. وبالمقابل نجد وهذه العلاقة بين المركز وحكومة الإقليم مدونة بوضوح في دستور إقليم كوردستان العراق ([20]).

ثالثاً "الإلهة الأم" كمصدر تشريعي: تستمر ديباجة العقد بطرح مبادئ غير واضحة ومفتقدة للتفسيرات مع ذكر (الإلهة الأم) كمصدر من مصادر التشريع، إذ برر سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD مفهوم "الإلهة الأم" على أنه إسناد إلى (العصر الحجري الحديث/النيولويتي) وأن العقد الاجتماعي له جذور تاريخية تقدر بــ 400 سنة قبل الميلاد. وقسَّم ديبو المنتقدين للعقد الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام: الناقد موضوعياً والمرحب به، والمشكك، والحاقد بدافع من الأعداء ([21]).

وتُعد "الإلهة الأم مجرد ميثولوجيا وأساطير لم يتقبلها الناس ولم تبلغ في ضمير الشعب الكردي نفسه مكان الأسطورة التاريخية، وإقحام هذا المعنى الرمزي في مرجعية حقوقية وقانونية ودستورية لن يخدم المقصد في شيء، وسيُكرس تلقائياً اصطفافاً دينياً وطائفياً وقومياً في هذه المنطقة المتخمة بالجراح الطائفية والعرقية!" بالإضافة إلى أن اعتماد نهج الإدارة الذاتية عموماً على تعزيز دور المرأة في المجتمع قد وصل لدرجة تأنيث "الإلهة" ووضعها ضمن مصادر التشريع. وهذا يتنافى مع الثقافة الإسلامية الوسطية للكٌرد عبر تاريخهم منذ اعتناق للإسلام ([22]).

يضاف إلى ما ذُكر، غلب على مسودة العقد الاجتماعي خلطٌ بين الفدرالية والكونفدرالية من الناحية السياسية، ونرى خلطاً أيضاً بين المفاهيم الوثنية والتوحيدية. وفي نفس الوقت الذي تذكر مسودة العقد "الإلهة الأم" تبدأ بعبارة "أقسم بالله العظيم" فكيف يمكن لعقيدتين متناقضين التواجد في ذات الشخصية المتماسكة فكرياً وعقائدياً بإحداها.

خامساً: الشمولية عن طريق البيروقراطية، تُبين المواد (54 وحتى 84) هيكلية مؤسسات الحكم في "فدرالية شمال سوريا" والتي تبدأ من أصغر وحدة (الكومونة) إلى الهيئات العامة والمجالس التنفيذية للأقاليم ضمن الفدرالية، والمجلس التنفيذي للفدرالية. وتوضح المواد كيفية تشكيل المجالس والهيئات العامة التي يبلغ عددها 17 مؤسسة عامة بما فيها مؤسسة الإعلام ومفوضية الانتخابات وهيئة الدفاع، كأجساد مستقلة عن بقية الهيئات التنفيذية الأخرى. وتتبع الهيئة التنفيذية للإقليم 15هيئة تنفيذية، وللمجلس التنفيذي للفدرالية 18 هيئة عامة، فيكون محصلتها 33 هيئة تنفيذية دون التطرق لهيئات بقية مجالس الأحياء. وبالنظر إلى تصريح العقد على وجوب عضوية كل مواطن في كومونة واحدة على أقل تقدير -ورغم توضيح العقد في كثيرٍ من بنوده على مبادئ الحرية والديمقراطية-إلا إنه أوجد الأرضية المناسبة لخلق نوع من الدكتاتورية والبيروقراطية المعوقة في حقيقة الأمر للحرية. وبتحليل تسلسل مواد العقد من ناحية الهيكلية الإدارية نرى بأن الكومونة هي أساس المؤسسات وصولاً للمجلس التنفيذي للفدرالية، وهو أمر يُعارض مبدأه الموضح في ديباجته بوقوفه ضد النظام الشمولي الاستبدادي والمركزي، لكن في حقيقة الأمر يُقوي العقد الاجتماعي بهذا البند مركزيةً لم تكن متحققة حتى في أوج قوة النظام السوري. ويتضح بذلك أن المقصود التأسيس لفكرة دمج كافة عناصر المجتمع بمنظومة الحكم الحالية.

مواقف رافضة لـ "دستور روج آفا"

 يؤكد فرزند شيركو (الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) على أن رغبة المشرفين على فدرالية الشمال – وفقاً لما ورد في البيان التأسيسي للنظام الفدرالي- بالسيطرة على الشمال السوري بالكامل بذكر مناطق منبج وجرابلس، ويُضيف إمكانية ضم مدينة الرقة لهذا الإقليم. ويشير إلى الفصل الواضح والمقصود بين كوردستان وسورية في البيان بهدف إظهار أن الجهود نحو تشكيل دولة سورية فدرالية هي بمبادرة كردية وليست من المركز. ومن جهة ثانية يُبين شيركو أنه على الرغم من التوجه الماركسي العميق الذي احتواه البيان، إلا أنه حاول تجنب إظهار الأيديولوجيات اليسارية، وذلك من خلال تبنيه لمبادئ الثقافة الدينية للمجتمع"، ونشهد هذا الأمر أيضاً في العقد الاجتماعي الذي أُعلن في 2 حزيران 2016. أما من جهة ثالثة فيؤكد شيركو فيما يخص الحدود الإدارية وبالمقارنة مع ما حدث في العراق فإنه يتناقض مع النموذج الكردستاني العراقي الذي يستند إلى الجغرافيا والتاريخ، بدلاً من الحدود الإدارية البحتة" ([23]).

كما ذهب المركز المصري للدراسات الكردية عبر ندوة ناقشت العقد الاجتماعي وفق أبعاد سياسية أكثر منها قانونية "إلى الاعتقاد بأنه "إنشاء وطن مستقل باﻷكراد بشمال سورية" ([24])، إلا أن هذا العقد لم يرد ضمنه أية بنود تُصرح بالاستقلال أو الانفصال، وهذا ما عرَّضه للانتقاد من قبل بعض الكرد لعدم تناول العقد لحق تقرير المصير للشعب الكُردي بشكل صريح وواضح. وتناول السياسي الكُردي صلاح بدر الدين هذه القضية، متسائلاً عن أصل الشرعية التي استمد منها المجتمعون والمقررون باسم الشعب الكُردي في سورية دستوراً ليتم حكم الشعب به، في وقت قارب عدد المهاجرين لـ 65% وبشكل خاص من الفئات الشبابية التي انخرطت في النضال في المناطق الكُردية. كما انتقد بدر الدين تشويه الإدارة الذاتية لمبادئ نظرية العقد الاجتماعي الذي أفرزته الثورة الفرنسية ويصف عملية إقرار العقد الاجتماعي بأمر يشكل العار على كل التراث الثوري الإنساني ([25]).

كما وصف بعض قيادات الائتلاف الوطني هذه الخطوة بأنها مرحلة متقدمة من عملية تفتيت سورية بالتوازي مع العراق وبإشراف أمريكي وأن نجاح هذه الخطوة يعني انهيار الحزام الأمني للمنطقة ومن المحتمل أن تؤدي لمواجهة دول أخرى في المنطقة المصير نفسه مع اتخاذها موقف المتفرج حالياً ([26]).

وأشار رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو إلى أن افتقار هذا العقد للوضوح فيما يخص الحقوق الكُردية منوهاً إلى أن دستور الإدارة الذاتية يرى في وجود إقليم قومي كردي أمراً خطيراً على المنطقة، في إشارة لتصريحات سابقة لمسؤولين في الإدارة الذاتية أعلنوا رفضهم تشكيل دولة قومية كُردية، إضافة لتثبيت هذا الموقف في العقد الاجتماعي وذلك بتحميل الدولة القومية أساس الفشل والمآسي في المنطقة ([27]).

ومن جهتها ردت الرئيس المشتركة لفدرالية روج آفا-شمال سورية هدية يوسف على الاتهامات الموجهة لهم بالعمل على تقسيم سورية قائلةً "إنَّ النظام الفيدرالي المذكور بالوثيقة لا يعنى تقسيماً ولا انفصالاً لشمال سورية، وإننا نقبل بأن نعيش في دولة تحافظ على الشعوب الموجودة بها". وترى يوسف بأن الفدرالية هي الحل الوحيد للقضية السورية معلنةً بأنه لو كانت لهم رغبة بالانفصال لصرحوا بها، وأشارت بأن الدفاع والسياسة الخارجية سيتم إدارتها من قبل المركز ([28]). ولم توضح ما إن كان النظام قد اعترف فعلاً بقواتهم كقوات حماية للفدرالية المعلنة بالرغم من أن طريقة انسحاب النظام من المناطق التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية الآن كانت من طرف واحد دون أن يكون هناك دفعٌ عسكري من أي طرف. ولايزال النظام يحكم المناطق التي يريد حكمها في مدينتي القامشلي والحسكة إما بتواجده العضوي أو عن طريق قوات الدفاع الوطنية، بينما تقوم مؤسسات الإدارة الذاتية بعملية الإبقاء على إدارات الدولة عاملةً ضمن تسلسلها الإداري على ما كانت عليه سابقاً. ولا تملك حتى الآن المؤسسة التابعة للإدارة الذاتية أي قيمة على الأوراق الرسمية للدولة السورية ويقتصر سريان مفعولها فقط ضمن مناطق سيطرتها، فأي مطلوب لخدمة العلم لدى النظام ولو كان حاصلاً على تأجيل من الإدارة الذاتية لا يملك صلاحية الدخول للمناطق التي يسيطر عليها النظام وسيكون معرضاً لخطر السوق للجبهات.

وبالتوازي مع إعلان الإدارة الذاتية، عقد وفدٌ من المجلس الوطني الكُردي ورشة في جنيف (بمشاركة قيادات من المجلس بينهم رئيس المجلس إبراهيم برو، وبمساعدةٍ من وزارة الخارجية الألمانية ومجموعة من خبراء دوليين مختصين مع منظمة نداء جنيف) ([29]). وتناولت الورشة المسائل القانونية والسياسية في أوقات الحرب والنزاعات وتم فيها مناقشة رؤية المجلس الوطني الكُردي لمستقبل سورية وبنائها وفق نظامٍ ديمقراطيٍ اتحادي، وتم تباحث مبادئ دستورية حول ذلك والشكل المناسب لتطبيقها في "كوردستان سوريا". وحسب الوفد المشارك سيتم تقديم ما توصل إليه المجتمعون كمشروع إلى مكتب الشؤون القانونية للمجلس لدراسته وتقديمه للمجلس الوطني الكُردي ([30]). وفي حين أن التصريحات دارت حول تشكيل دستور إلا إن اللجنة المشاركة في الوفد أكدت أنها ورشة قانونية تنحصر مهمتها في طرح تصور المجلس للحل في سورية. وتضارب هذا التوضيح مع مداخلات لشخصيات سياسية من ضمن المجلس تُفيد بأن الورشة خلصت لوضع مسودة دستور يحوي 132 مادة. ويُعتبر المجلس الوطني الكُردي أكثر وضوحاً من ناحية تصوره فيما يخص الوضع الكُردي في سورية، حيث يركز على وجوب إقامة فدرالية ديمغرافية للكُرد كما في الوثيقة التي وقعها مع الائتلاف ([31]). أما بخصوص المناطق التي لا يشكل الكٌرد فيها أغلبية، فيهدف المجلس لوضع صيغة تفاهم تعطي المكونات المتواجدة في هذه المناطق حق الإدارة الذاتية ضمن الفدرالية المراد تحقيقها، ولتشمل كامل الشريط الحدودي الشمالي من المالكية/ ديريك شرقاً وحتى عفرين غرباً. ويُطالب المجلس أيضاً بوضع بند حق تقرير المصير للكُرد في سورية ضمن أي دستور سوري جديد.

وبمبادرة من الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أقيمت ورشة حوارية حول "الملف الكُردي والفيدرالية"، تم فيها بحث مشاركة الكُرد في الحياة السياسية منذ نشوء الدول السورية، وفي عهد المد القومي العروبي، بالإضافة إلى شكل الدولة منذ الاستقلال وحتى 1963، والتحديثات التي واجهتها الثورة في الأماكن ذات الغالبية الكُردية، وماهية المشاركة التي قدمها الكُرد خلال الثورة. كما ركزت الورشة على الرؤية الكُردية والعربية والتكنوقراط للدولة السورية بعد الثورة مناقشة أشكال عدة (البرلماني، الرئاسي، وأفكار أخرى) وعدة أنظمة إدارية (المركزية، الفيدرالية، اللامركزية السياسية والإدارية). وطرحت الورشة مجموعة من المخرجات التي لخصت الأفكار السابقة ووجهات النظر المتطابقة: كاسم الدولة المتوافق عليه في الورشة "الجمهورية السورية"، وجعل اللغة الكُردية لغة رسمية في المناطق ذات الغالبية الكُردية. أما بخصوص النقاط الخلافية فتمحورت بشكل رئيسي حول اللامركزية حيث تم الاتفاق على مبدأ اللامركزية ولكن اختُلف بين شكلَي السياسية والإدارية.

خاتمة

انطلق تصور المؤسسات التي أعلنت عن فيدرالية الشمال (التي شكلها حزب الاتحاد الديمقراطي) من معطيات الواقع السياسي والعسكري الراهن والذي يمكن تغيره أو انتقاله إلى مستويات نوعية جديدة. كما عززت تلك المؤسسات صيغة إنكار وجود الآخر، وأغلقت الأبواب أمام الفعاليات والتنظيمات المخالفة لفكرها في إدارة المنطقة.

إن تلك المؤسسات التي فرضت عقداً اجتماعياً يُشكَّكُ بمشروعيته، لاتزال تعتمد على الدولة السورية في توفير النسبة الأعظم من رواتب الإداريين، وتتكئ على مبدأ التلاقي في المصالح مع النظام في معالجاتها الأمنية والعسكرية. ويوضح هذا التلاقي درجة استغلال الاتحاد الديمقراطي للظروف والمعطيات بهدف تكريس ما يعرف بـ "حكومة الأمر الواقع" لتتحكم في كافة التفاصيل الإدارية والاقتصادية والسياسية للمكونات المجتمعية داخل "الإقليم". ويقفز العقد فوق التطور الفكري البشري باعتماد مفاهيم فلسفية تعود بجذورها للعصور الحجرية كما يوضح أصحابها أنفسهم في مفهوم "الإلهة الأم"، أو مع اعتماد شكل الكومونة الإداري الذي وجد في فترة الثورة الفرنسية لما يقارب 3 أشهر فقط.

عموماً تحاول الإدارة الذاتية جاهدة في طرحها للعقد الاجتماعي تطويع الظروف والمعطيات الراهنة وشراكتها في "الحرب على الإرهاب" لتقديم مخرجات تساهم في جعلها طرفاً ثالثاً في "الصراع" وتعزز عوامل تمكينها السياسي والعسكري والاجتماعي متجاوزة مبدأ الحوار والتوافق الوطني مع باقي المكونات حول القضايا الرئيسية الإشكالية، وهذا ما يجعلها تنهج سلوكيات مضطربة ومزدوجة من جهة، ويعزز من الشروط المهيئة للرفض السوري العام لمشروعها.

 

([1]) معجم المعاني الالكتروني الرابط: http://goo.gl/IU2Vsx

([2]) أسامة عبد الله:"كومونة باريس، الاشتراكي إعلام لأجل الثورة" موقع مجلة الشرارة الالكتروني، تاريخ 01/05/2007 الرابط: http://goo.gl/t7jBaM

([3]) الوثيقة السياسية لمجلس سورية الديمقراطي، وكالة أنباء هاوار، التاريخ 09/12/2015م، الرابط: https://goo.gl/02b3Tj

([4]) مؤتمر ديريك يعلن عن تشكيل مجلس يمثل قوات سورية الديمقراطية سياسياً، آرانيوز، التاريخ 12/12/2015م، الرابط: http://goo.gl/cv4A5g

([5]) هيثم مناع وإلهام أحمد رئيسان مشتركان لمجلس سورية الديمقراطية الجديد، آرانيوز، التاريخ 12/12/2015م، الرابط: http://goo.gl/YlHGST

([6]) حزب الاتحاد الديمقراطي يجمد عضويته في هيئة التنسيق، آرانيوز، التاريخ 08/01/2016م، http://goo.gl/t6ntTc

([7]) «مجلس سورية الديمقراطي» يستكمل في جنيف ما بدأه في المالكية، جريدة الوطن، التاريخ 11/01/2016م، http://goo.gl/t32pz6

([8]) تسمية بيث نهرين هي (تسمية تاريخية باللغة السريانية تعنى بلاد الرافدين).

([9]) تحت شعار سورية الاتحادية الديمقراطية ضمان للعيش المشترك وأخوة الشعوب. وكالة السريان الدولية للأنباء، التاريخ 18/03/2016م، الرابط: http://goo.gl/bZfnCb

([10]) بيان صادر عن تيار قمح، الصفحة الرسمية لهيثم مناع على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" التاريخ 17/03/2016م، الرابط: https://goo.gl/QeoLBF

([11]) هيثم المناع ينسحب من رئاسة "مجلس سورية الديمقراطية"، جريدة الوسط، التاريخ 05/04/2016م، الرابط: http://goo.gl/AacHbf

([12]) الوثيقة السياسية لمجلس سورية الديمقراطية، وكالة أنباء هاوار، التاريخ 09/12/2015م، الرابط: https://goo.gl/jWdpqs

([13]) تحت شعار سورية الاتحادية الديمقراطية ضمان للعيش المشترك وأخوة الشعوب وكالة السريان الدولية للأنباء، التاريخ 18/03/2016م، الرابط: http://goo.gl/bZfnCb

([14]) البيان الختامي للهيئة التنظيمية للمجلس التأسيسي للنظام الاتحادي الديمقراطي لروجافا، وكالة انباء هاوار، التاريخ 27/06/2016م. الرابط: http://goo.gl/ZecNph

([15]) جيان بدرخان:"الكرد في سورية وحكومة الأمر الواقع المحلية"، مركز ياسا للدراسات القانونية، التاريخ 03/2013م، الرابط: http://goo.gl/ImQvo1

([16]) ذلك ضمن مكالمة هاتفية أجراها الباحث مع الأستاذ موسى موسى المختص في القانون الدولي، بتاريخ: 28/07/2016 

([17]) يضم العقد 11 فصلاً موزعاً على 4 أبواب، وتشمل جميعها على 85 مادة، ويرد ضمن ديباجته لإشارات لما أسماه الدور السلبي للدول القومية في قمع الشعوب في سوريا والشرق الأوسط"، بالإضافة إلى اعتقاده بأن" الدولة الفدرالية ستكون الحل بإعطاء كل الشعوب ضمن هذه الدول التي تعيش حروباً داخلية"، كما وتركز الديباجة على إيراد الاختلافات الأثنية والدينية والتي يجب أن تصل للمساواة في الحقوق وفرص اتخاذ القرار وصناعته

([18]) نص مشروع دستور اقليم كوردستان – العراق، موقع حكومة اقليم كوردستان، التاريخ 24/09/2006م، الرابط: http://goo.gl/Vcc04j

([19]) الكشف عن العقد الاجتماعي للفيدرالية الديمقراطية لروج آفا – شمال سورية، وكالة فرات للأنباء، التاريخ، 01/07/2016 الرابط: http://goo.gl/vnxd4f

([20]) حيث ورد في الباب السابع عشر من المادة 104 كيفية فتح الاقليم للمكاتب الخاصة بشؤونه الثقافية والاجتماعية ضمن السفارات العراقية: "إصدار مرسوم بتأسيس المكاتب الخاصة بالإقليم للشؤون الثقافية والاجتماعية والانمائية في السفارات والبعثات الدبلوماسية العراقية في الخارج وللمزيد راجع نص مشروع دستور اقليم كوردستان، مرجع سابق، الرابط: http://goo.gl/Vcc04j

([21]) ويرى ديبو بإن المجتمع غادر طبيعته الأيكولوجية (أي احترامه للطبيعة و الأيكولوجيا هي فرع من علم الاحياء يدرس العلاقات بين الكائنات الحية و بيئتها) ونتج عنه "معاداة وفراق أو طلاق للحق الأمومي أو ثقافة الإلهة الأم، وإحلال السلطة الذكورية بدلاً منه من خلال الملكية والثروة والسلطة"، و يعتبر سيهانوك إن الأديان التوحيدية عجزت عن توحيد البشر وايقاف شلالات الدماء التي اريقت في الحروب بين بني البشر ولذا يرى ضرورة بالعودة لفلسفة الإلهة الأم ( " ومن حيث أن تاريخ البشري يبدأ من ثقافة الإلهة الأم وليست من أديان التوحيد، كون التاريخ يؤدي دوراً نشوئياً وتكوينياً، ليس لأجلِ المجتمع البشريِّ وحسب، بل ولكافة الكيانات الكونية؛ يُعَدُّ حقيقة أَجمعت عليها جميع العلوم. والتاريخ والعلوم بمجملها بدأت في العهد النيوليتي وبالأخص في عهد تل حلف (6000– 4000 ق.م). ومساهماتُ الإلهة المرأة – الأم أمر محدِّدٌ في هذه المرحلة. إذ يجب استيعاب الدور التعليمي الأول والأصل للنساء– الأمهات " للمزيد أنظر مقالته: كُردٌ اِسْتَهْدَوا؛ مكوناتٌ ليست بالتائهة؛ التاريخ بدأ من الإلهة الأم إنه العقد الاجتماعي المُحَصّن، موقع حزب الاتحاد الديمقراطي، التاريخ 09 /07/2016م، الرابط: http://goo.gl/paE05N

([22]) د. محمد حبش: فأين تذهبون؟ قراءة في العقد الاجتماعي لروج آفا، كلنا شركاء، التاريخ 04/07/2016 الرابط: http://goo.gl/Mg8PX6

([23]) النظام الاتحادي الديمقراطي الجديد في شمال سورية، موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، التاريخ 27/04/2016، الرابط: http://goo.gl/cgBPGk

([24]) بالفيديو خبراء: الأكراد يفتتون سورية بـ "فيدرالية روج آفا"، موقع مصر العربية، التاريخ 20/07/2016م، الرابط: http://goo.gl/47RS47

([25]) صلاح بدر الدين: العقد الحزبي الباطل، موقع رابطة المستقلين الكرد السوريين، التاريخ 11/07/2016م، الرابط http://goo.gl/y6vC7Z

([26]) خالد خوجة: إعلان فيدرالية روج آفا مرحلة متقدمة من عملية تفتيت سورية، موقع عيون الخليج، الرابط: http://goo.gl/YZsGjR

([27]) "الوطني الكوردي": دستور الادارة الذاتية يجد في كوردستان خطرا على المنطقة، موقع كوردستان24، التاريخ 12/07/2016، الرابط http://goo.gl/NIxhdD

([28]) مصدر سابق، الرابط: http://goo.gl/47RS47

([29]) المجلس الكردي يكشف تفاصيل ورشته القانونية في جنيف بسويسرا، موقع آرانيوز، التاريخ 17/07/2016م، الرابط: http://goo.gl/N0RCbJ

([30]) تصريح من وفد المجلس الوطني الكردي في سوريا المشارك في ورشة العمل في جنيف، موقع تيار المستقبل الكردي في سوريا، التاريخ، 05/07/2016م، الرابط: http://goo.gl/mv4lmD

([31]) نص الوثيقة الكردية الخاصة الموقعة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكوردي، موقع شفاف الشرق الأوسط، التاريخ: 17/03/2014م، الرابط: http://goo.gl/ogU982

التصنيف أوراق بحثية
مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
ملخص تنفيذي باستمرار الاستهداف الإسرائيلي على الأراضي السورية؛ يُفسر نأي النظام السوري عن الانخراط في…
الجمعة تشرين2/نوفمبر 22
نُشرت في  أوراق بحثية 
يمان زباد
ملخص تنفيذي كان للميليشيات والفصائل في السويداء دوراً أساسياً في المحافظة منذ عام 2015، وذلك…
الإثنين تشرين2/نوفمبر 11
نُشرت في  أوراق بحثية 
محسن المصطفى
أصدر بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 27 بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2024 ([1]) القاضي بمنح عفو…
الأربعاء تشرين1/أكتوير 30
نُشرت في  مقالات الرأي 
صبا عبد اللطيف
تتعاظم خسارات طهران لأدوات استراتيجيتها الإقليمية في المنطقة والتي كانت تساهم بتموضعها المركزي ضمن النظام…
الأربعاء تشرين1/أكتوير 16
نُشرت في  مقالات الرأي