يحاول هذا التقرير تسليط الضوء على التحليلات السياسية والعسكرية الصادرة عن أهم المؤسسات الإعلامية والبحثية الروسية فيما يتعلق بقضايا وأحداث المنطقة، وسيركز هذا التقرير على عدة محاور تم نقاشها في هذه المؤسسات، إذ استحوذ الاهتمام الروسي على متابعة السياسة الأمريكية الدولية كرؤيتها حيال التعاون المشترك مع روسيا في الملف السوري من جهة أولى، واتجاه القضية الأوكرانية من جهة ثانية، وتفكيك احتمالية التصعيد الأمريكي حيال طهران من جهة ثالثة، إضافة لتسليط الضوء على طبيعة التحالف الأمريكي الياباني في منطقة المحيط الآسيوي من جهة أخيرة.
ويفرد هذا التقرير قسمه الثاني على كيفية متابعة هذه المؤسسات للسياسات العسكرية الروسية سواء في سورية وما تفرزه من تحالفات إقليمية بالإضافة إلى أهم الأخبار الواردة من مركز الاخبار الروسي والمصالحة في حميميم، بينما يخصص التقرير قسمه الثالث لاهتمام موسكو بقضايا الاقتصاد الروسي وسبل تنميته محلياً.
قراءات روسيّة في سياسة إدارة ترامب
أوضح الجنرال "بول فاليلي" مستشار ترامب للشؤون العسكرية بمجموعة من المواقف والسياسة الأمريكية المرتقبة في سورية، وذلك خلال تواجده في موسكو بدعوة من (نادي فالاداي الروسي)، إذ أجرت صحيفة (izvestia) الروسية لقاء معه لخص تلك المواقف بخمسة أمور مهمة وهي([1]):
- أن العلاقات الروسية الأمريكية ستشهد خلال الشهرين القادمين تعاوناً مهماً لحل القضية السورية وعودة اللاجئين واشراك المعارضة المعتدلة في الحوار السياسي، مؤكداً على أنه " لا حل في سورية بدون روسيا.
- اهتمام واشنطن بإعادة هيكلة الجهاز الأمني في سورية، حيث أكد "بول" على أنه على اتصال مع جنرال سوري خرج من سورية ولا يزال على تواصل مع الداخل، إذ سيعمل على مساعدته في تشكيل جهاز الأمن السوري الجديد.
- حدد موقف إدارة ترامب تجاه مصير بشار الاسد مبيناً أن "بشار الأسد" شخص غير كفوء ولا يحمل المؤهلات القيادية، إضافة إلى سلوكه خلال سنوات الازمة وما سببه من معاناة الشعب السوري كالقتل والتشريد، لذلك لابد من رحيله.
- عزز من احتمالية قيام مناطق آمنة في سورية موضحاً أن كلاً من أمريكا وروسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية سيتولى الاشراف على هذا الموضوع، كما نوه لإشراك الدول العربية الداعمة للثورة السورية.
- بين موقف الولايات المتحدة الأمريكية الرافض لدور طهران في سورية وأكد أنه على إيران وحلفائها لا سيما حزب الله مغادرة سورية.
وفي إطار تتبع السياسات الأمريكية الدولية، أفرد المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية بتاريخ 21/2/2017 تحليلاً جيوسياسياً حول التحالف الأمريكي الياباني وأثره على تغيير الخارطة السياسية في منطقة المحيط الهادي الآسيوي، إذ بيّن المعهد أنه وفقاً للواقع السياسي والعسكري فيها فالدلالات تشير إلى أن مفاتيح أمن تلك المنطقة ستنحصر في المثلث الصيني الياباني الأمريكي، وبما أن فريق ترامب قيد التشكيل ربط المعهد أي استراتيجية أمريكية تجاه تلك المنطقة بطبيعة توجهات السياسة الامريكية الخارجية باتجاه اليابان.
وأوضح أن المحور الأساسي للتوتر الجيوسياسي والمناطقي الإقليمي سيظهر في الصراع الصيني الأمريكي الناجم عن النمو الاقتصادي الصيني والعسكري المضطرد، ولخلق نوع من التوازن لسد الفجوة بين التطور الصيني والوضع الأمريكي فإنه لابد للولايات المتحدة الأمريكية العمل على التقرب من اليابان أو التحالف معها للاستفادة من التطور التكنولوجي الياباني.
ونظرا لأن المنطقة الآسيوية سريعة النمو نوه المعهد إلى أن الاقتصاد الصيني خلال الثلاثين السنة القادمة سيكون الاقتصاد الأول في العالم متفوقا على الاقتصاد الأمريكي وأن تنافس المصالح في هذه المنطقة سينحصر بين الصين واليابان مخلفاً تربة خصبة للصراع، وهنا لابد لليابان من التوجه للقوة الامريكية لتأمين التفوق الاستراتيجي على الصين وروسيا في هذه المنطقة من العالم ،وفي هذا السياق ونظرا لالتقاء المصالح فإن امريكا قد تغض النظر عن امتلاك اليابان للسلاح النووي مقابل استثمار ياباني في أمريكا وتامين فرص عمل كبيرة جداً([2]).
أما فيما يتعلق بتتبع الصحافة الروسية لقضية العلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد ترامب الذي صرح مراراً وتكراراً بضرورة محاصرتها وتحجيمها، فقد تساءلت صحيفتي "كمسامولسكايا برافدا" و "سفابودنايا بريسا" الصادرة بتاريخ 13/3/2017 ماذا لو هاجم ترامب إيران؟ متوقعة بانتهاء الدور السياسي الأمريكي في الشرق الأوسط إذا ما تمت الحرب، ومحاولة للإجابة على هذا التساؤل المفترض عملت الصحيفة على تلمس آراء العديد من الباحثين والمتابعين لهذا الشأن في المنطقة ([3]).
تقول الصحيفة: "ما أن صرح ترامب عن أن إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، حتى قامت المظاهرات في طهران منددة بالولايات المتحدة الأمريكية وحارقة للعلم الأمريكي غير آبهين بالحصار والحرب" وأضافت: "إن مثل هذه التصريحات وكما هو معروف مقدمة للحرب، حيث تقوم أمريكا بنعت دولة ما بالإرهاب ثم تشن عليها حرباً تحت هذه الذريعة".
وفي هذا الصدد أكد البروفسور "سيرغي دروجيلوتسكي" – المختص في الشؤون الإيرانية في معهد العلاقات الدولية -أن إيران لن تتراجع، وأن أمريكا ستذهب للحرب، ويتساءل حول سلوك طهران حيال هذا الموضوع معتقداً أنها ستنسحب من الاتفاق حول برنامجها النووي (الموقع في 14/7/2014 والمتضمن رفع جزئي للعقوبات مقابل ضمان الطابع السلمي لبرنامجها النووي)، كما أوضح الباحث أن الايديولوجية الإيرانية تسمو على الاقتصاد وبالتالي لن يتنازل الإيرانيون عن مواقفهم حفاظا على معتقداتهم وهيبة الدولة وعدالة العلاقات الدولية.
وأضاف الباحث أن أمريكا لن تذهب إلى مجلس الأمن لتمرير قرار الحرب لمعرفتها المسبقة باصطدامه في الفيتو الروسي الصيني عدا عن ذلك فإن مثل هذه الحرب ليست مؤكدة النصر كما في حروب أمريكا السابقة في افغانستان والعراق، عدا عن امكانية تلقي أمريكا موجة من الارهاب الجديد من المنظمات المتحالفة مع إيران، وبيّن الباحث أن المستفيد الوحيد في مثل هذ الحرب هي اسرائيل التي تضغط للقيام بها لأنها مهتمة بقطع علاقات إيران مع المنظمات التي تشكل تهديداً لإسرائيل كحماس وحزب الله حيث ستنهمك إيران بالدفاع عن نفسها.
إلا أن "سيرغي دولغوف" (كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية)، حث الإدارة الروسية على أن تفعل كل ما بوسعها لعدم وقوع مثل هذه الحرب لأنها ستكون كارثية، وستبدد كل جهود روسيا في المنطقة لا سيما في سورية، موصياً باتباع أسلوب المفاوضات المباشرة مع كل من أمريكا واسرائيل وإيران لمنع وقوع مثل هذه الحرب، وأبدى الباحث تخوفه من تمكن اسرائيل من إشعال هذه الحرب([4])، موضحاً أن النتيجة الفورية لهذه الحرب موجات من النازحين الإيرانيين إلى الدول الاوربية التي ستكون في دور المشاركة لأمريكا كونها أعضاء في حلف الناتو وستكون هذه الدول بذات الوقت عرضة للتنظيمات المتحالفة مع إيران.
أما حول انعكاس مثل هذه الحرب على الوضع في سورية والعراق، أوضح البروفسور "سيمون باغداساروف" (مدير مركز دراسة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى) أن الضربة ستكون جوية و قد تبدأ الحملة بدعم "المتمردين" داخل البلاد ولن تتعدى الحرب ذلك، مستبعداً الحديث عن احتلال إيران، لما لهذه العملية من كلفة باهظة وما تحتاجه من حشد لقوات كبيرة، ونوه "سيمون" أن إيران قد تسعى بكل الوسائل وبكل ثقلها لعرقلة عملية المفاوضات والتسوية في سورية دون التخلي عن دعم السلطة هناك، لأنها وفق رأيه الحلقة الذهبية في السلسلة الشيعية الإيرانية في الشرق الأوسط وستسعى طهران أيضا إلى تقليص النفوذ الأمريكي في العراق.
وعلى صعيد التداعيات الاقتصادية، فقد بيّن البروفسور "سيرغي بيكين" (مدير معهد الطاقة في موسكو) أن أسعار النفط سترتفع وتسجل أرقاماً قياسية، إذ ستسعى إيران لسد النقص الممكن حصوله في حال نشوب الحرب ومنع السعودية من استغلاله لزيادة إنتاجها، إلا أن الباحث شكك بأية جهود في هذا السياق منوهاً إلى أن أي توتر في المنطقة سيؤدي إلى ارتفاع سعر النفط، ومن جهة أخرى قد تكون هذه الحرب مربحة لروسية قائلاً: "لأن إيران حليفتنا الرئيسي في الشرق الأوسط، ولأن قرارات أوبك لا تؤخذ عادة إلا نتيجة مفاوضات جانبية بين روسيا وإيران، فإن الشراكة هنا ستعزز وتغدو استراتيجية وهذا أهم من الربح الآني، إذ سيؤدي ذلك لدعم جهودنا المشتركة لإيجاد حل للازمة السورية التي بذلنا فيها جهوداً اقتصادية وسياسية مشتركة حتى الآن.
أما فيما يتعلق برؤية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الأوكرانية فلا مؤشرات جديدة في هذا السياق رغم تلقف صحيفة (izvestia) باهتمام تصريحات الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه مع ميركل في واشنطن، والذي أعلن فيه أن يثمن عالياً الموقفين الفرنسي والألماني اللذين يدعوان إلى إيجاد حل سلمي للمسالة الأوكرانية، وعنونت الصحيفة هذا الخبر بـ "أمريكا تؤيد الحل السلمي للقضية الأوكرانية"([5]).
الشؤون العسكرية الروسية
أفردت صحيفة "كمسامولسكايا برافدا" الصادرة بتاريخ 16/3/2017 خبراً يبين وصول وفد من الخبراء الروس إلى مدينة تدمر السورية مؤلف من 150 فني مختص و17 آلية وكلاب مدربة لإزالة الألغام، إذ بدأ العمل باتجاه مواقع الخدمات (المشافي، مصادر المياه والكهرباء، القسم التاريخي الأثري من المدينة)، ونوهت الصحيفة إلى أنه سيتم إجراء تجربة لبعض النماذج الجديدة من هذا العتاد والذي يعمل على كشف وإزالة الالغام وحماية الأخصائيين العاملين عليها.
وبينت الصحيفة بأنه وبالتزامن مع هذا العمل تقوم روسيا بتأمين قوافل مساعدات الأمم المتحدة إلى كل من ريف دمشق وادلب، أما دير الزور فيتم اسقاط المساعدات بواسطة المظلات باستخدام الطيران الروسي. كما أوردت نفس الصحيفة في عددها الصادر يوم 6/3/2017 نبأ مقتل الجنرال الروسي "بيتر ميلوخينا" (رئيس هيئة التدريب في أركان المنطقة العسكرية الغربية) الذي أصيب في 16/2/2017 إثر تفجير عبوة ناسفة عن بعد في المدرعة التي كان يستقلها على طريق التياس -حمص حيث بترت ساقيه وأعطبت عينه توفي بعدها مع اثنين كانوا معه في نفس العربة ([6]).
أما فيما يتعلق في النشرة الإخبارية الصادرة عن مركز الأخبار الروسي والمصالحة في حميميم التابع لوزارة الدفاع بتاريخ 17/3/2017، فقد تم ذكر عدة أمور أهمها:
- توقيع ثلاث اتفاقيات للانضمام إلى اتفاقية وقف الأعمال العدائية في مراكز بصير في درعا وحلب واللاذقية وذلك بتاريخ 16/3/2017، ليصبح مجموع المناطق السكنية المنضمة للاتفاق 1356 مركزاً.
- تستمر المفاوضات لضم مجموعات مسلحة أخرى في مناطق دمشق وحماه وحمص والقنيطرة حصيلة الفصائل المسلحة التي أبدت موافقتها من تاريخ 27/2/2017 135 مجموعة لم تتغير.
- أصبح عدد القرى "المحررة" من قبل القوات السورية من الدولة الإسلامية 181 قرية، وخلال الـ 16/3/2017 تم "تحرير" 65.7 كم مربع من الأراضي وأصبح المجموع اعتباراً من 1/12017 3234.4 كم مربع ([7]).
كما ركزت صحيفة (izvestia) في عددها الصادر في 6/3/2017 على دور روسيا في مساعدة إسرائيل في مراقبة حدودها الشمالية، وذكرت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحضر إلى موسكو لزيادة التعاون بخصوص الوضع في سورية، إذ أن اسرائيل مهتمة بالحصول على معلومات لمناطقها الحدودية مع لبنان وسورية مع متابعة نشاط حزب الله المتحالف مع بشار الأسد، وكذلك تهتم إسرائيل في زيارتها تلك بالوقوف على الوضع في سورية ومعرفة وتطور العلاقات السورية الإيرانية ناهيك عن بحث سبل تعزيز التعاون العسكري الروسي الإسرائيلي على الحدود السورية لمراقبة الحدود وتحركات حزب الله في المنطقة([8]).
وفيما يتعلق بالشؤون العسكرية الروسية الإقليمية وتعقيباً على نفي وزارة الدفاع الروسية لانتشار وحدات عسكرية في مصر على الحدود الليبية، ناقش معهد الدراسات الشرقية في اكاديمية موسكو للعلوم هذا الموضوع مع بعض الباحثين، أوضح "فلاديمير جبروف" (عضو مجلس الشيوخ نائب رئيس اللجنة الدولية) للخبراء أن روسيا لم ترسل قواتها إلى الحدود المصرية، بينما اعتبر "فيتالي نعومكين" (رئيس معهد الدراسات الشرقية) أن الحديث عن هذا الموضوع لا يزال مبكراً وكذلك اعتماد روسيا اللواء خليفة حفتر حليفاً لموسكو، بينما يرى خبراء ومحللين غربيين أنها مؤشرات إمكانية عودة التأثير الروسي إلى الساحة الليبية كما كان في زمن معمر القذافي، وفي هذا السياق نوه المعهد إلى أن الصحيفة الفرنسية تريبونا ترى أن روسيا وردت أسلحة مختلفة إلى ليبيا في عهد القذافي والآن تحاول انقاذ ما يمكن إنقاذه مبدية اهتماماً خاصاً ومعلناً باللواء حفتر الذي بسط سيطرته على المناطق النفطية الساحلية، وذكر المعهد أن وكالة رويترز (لم تذكر المصدر) نشرت مجموعة أخبار حول إرسال روسيا لمجموعة من الأخصائيين إلى القاعدة المصرية التي تبعد 100 كم عن الحدود الليبية إلا أنها أوضحت أن تكون عائدية هؤلاء لشركة خاصة([9]).
قضايا اقتصادية روسية
أوردت الكاتبة "ماريا تاداروفا" في صحيفة ازفستيا مقالاً تحليلاً حول استمرار "انخفاض أسعار النفط والميزانية الروسية" موضحة أن الميزانية الروسية بنيت وفق احتساب سعر برميل النفط ب 40 دولاراً للبرميل لمنع التأثيرات المتوقعة لانخفاض أسعار النفط على الاقتصاد الروسي، وذكرت في هذا السياق توقع الاقتصاديون وخاصة إدارة المعلومات الأمريكية حول الطاقة انخفاض أسعار النفط نتيجة زيادة الكميات في السوق النفطي في نيسان حيث سترتفع الكميات الى 4.96 برميل يوميا بزيادة 109 ألف برميل، وبناء عليه فإن سعر برميل النفط المتوقع 50.7 دولار للبرميل([10]).
أما المعهد الروسي للبحث الاستراتيجي فقد عقد ندوة الطاولة المستديرة عرض فيها تقرير المعهد المتضمن اعتماد الاقتصاد الأخضر كمسار جديد للتنمية لمواجهة التحديات العالمية بالنسبة لروسيا، ولوحظ من خلال الاجتماع أن الغرض من الندوة دفع السياسة الاقتصادية للدولة للعمل على تبني هذا المفهوم في تنفيذ النمو الاقتصادي بالاعتماد على موارد الطبيعة والمقصود هنا الاعتماد على المنتجات الزراعية كمبدأ للتنمية إلى جانب الموارد الأخرى ([11]).
ختاماً يمكن القول:
اتسم المشهد الإعلامي والبحثي في روسيا خلال شهر آذار 2017 بالمتابعة السياسية الحثيثة لأي مؤشر صادر عن الإدارة الأمريكية يوضح رؤيتها التنفيذية حيال أبرز القضايا الدولية لا سيما فيما يتصل بالأزمة الأوكرانية ومنطقة المحيط الهادي الآسيوي والملف السوري، متوجسة في ذات السياق من نوايا واشنطن حيال طهران وما ستفرزه من تداعيات على علاقة موسكو بإيران حليفتها في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق باحتمالية لجوء طهران لسياسات "تعطيل المسار السياسي في سورية" وهو أمر قد يربك الاستراتيجية الروسية.
بينما ركز هذا المشهد على المستوى العسكري على تصدير مجموعة من الأخبار والتحليلات التي تدعي "نجاعة" الأداء العسكري الروسي في سورية، وحرص موسكو على عدم التعارض مع سياسات "إسرائيل" والبحث عن سبل التعاون معها بما يضمن أمن حدودها الشمالية، والجدير بالذكر هي تلك المؤشرات المترشحة عن تسريبات حول عودة الاهتمام العسكري الروسي في ليبيا وتوارد الأنباء عن انتشار متخصصين وخبراء روس في الحدود المصرية الروسية وهو أمرٌ حاول الإعلام الروسي نفيه.
أما على المستوى الاقتصادي لاتزال الاهتمامات الروسية متصلة بالبحث عن امتلاك أسباب الصمود لمواجهة تداعيات انخفاض سعر النفط عبر اعتماد ميزانيتها وفق سعر برميل منخفض، أو عبر التوجه لاعتماد استراتيجية الاقتصاد الأخضر كأحد السبل الاستراتيجية للتنمية المستدامة.
([1]) مقابلة أجراها نيقولاي سوركوف مع الجنرال بول فاليلي وتم نشر نص هذه المقابلة على هذه الصحيفة، للمزيد انظر الرابط: izvestia.ru/news//667711/
([2]) قسطنطين بلوخن:"التحالف الياباني الأمريكي في ظل المتغيرات الدولية الجديدة"، المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، 21/2/2017، الرابط: https://riss.ru/analitycs/39343/
([3])-عباس جمعة: "ماذا لو هاجم ترامب إيران"، موقع كمسامولسكايا برافد، تاريخ 20/2/2017، الرابط: https://riss.ru/analitycs/39343/
([4]) ذكرت وزارة الخارجية الروسية عبر صفحتها الرسمية على الانترنت أن لقاءً جمع ممثل الرئيس بوتين في الشرق الاوسط بممثل وزارة الخارجية مع السفير الاسرائيلي بتاريخ 17/3/2017، والتقى أيضاَ لقاء نائب وزير الخارجية رياباكوف مع سفير اسرائيل في موسكو تم مناقشة بعض الوسائل الملحة المتعلقة بالأمن الدولي، للاطلاع راجع الموقع الالكتروني للوزارة: http://www.mid.ru/en/main_en
([5]) ايكترينا زابارا:"أرميكا تبحث عن حل سلمي للمسألة الأوكرانية"، صحيفة ازفستيا،17/3/2017، الرابط: http://izvestia.ru/news/671871
([6]) ألكسندر كوتس:"وصول خبراء رفع ألغام إلى تدمر"، صحيفة كمسامولسكايا برافدا، بتاريخ 16/3/2017، الرابط: www.kr.ru/daily/26654/367485
([7]) للمزيد أنظر آخر النشرة الإخبارية الصادرة عن مركز الاخبار الروسي والمصالحة في حميميم التابع لوزارة الدفاع بتاريخ 17/3/2017 عبر الموقع التالي: http://syria.mil.ru/syria/bulletins/peacemaking.htm
([8]) نيقولاي سيركوف:" روسيا تساعد اسائيل في مراقبة حدودها الشمالية"، صحيفة ازفستيا، 6/3/2017، الرابط: http://izvestia.ru/news/668355
([9]) وزارة الدفاع الروسية تنفي انتشار وحدات عسكرية في مصر على الحدود الليبية، موقع روسيا اليوم الروسي، 14/3/2017، الرابط: https://ria.ru/world/20170314/1489935532.html
([10]) ماريا تاداروفا :" انخفاض أسعار النفط والميزانية الروسية"، صحيفة ازفستيا، تاريخ 16/3/2017 ، الرابط: http://izvestia.ru/news/671125
([11]) طاولة مستديرة بعنوان "الاقتصاد الأخضر هل يعطي أمكانية للنمو"، دعا إليها المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، للمزيد أنظر الرابط التالي: https://riss.ru/smi/39562/