التقارير

أجرت الجزيرة نت حواراً صحفياً مع الدكتور عمار قحف المدير التنفيذي لمركز عمران، بعنوان: "هل يفلح اتفاق إدلب بإنهاء حالة الحرب؟

 حيث أشار القحف: إلى إن تركيا تملك وبشكل عام القدرة على تنفيذ بنود الاتفاق من طرفها أكثر من الروس الذين تقف أمامهم تحديات أكبر تتعلق بالقدرة على ضبط عناصر النظام السوري أو المليشيات الداعمة له التي ترتبط بجهات مختلفة.

وتوقع خلال حديثه للجزيرة نت أن تحاول إيران تعطيل تنفيذه رغم التصريحات السياسية المغايرة لذلك، لأن الاتفاق سيؤخر إضفاء الشرعية على النظام السوري الذي سيحاول الالتفاف على بنود الاتفاق دائماً، وأضاف القحف أن نجاح الاتفاق يعتمد على مراحل تنفيذه التي ستكون صعبة جداً بالنظر إلى مدى قدرة أطرافه على التعامل مع الجهات المختلفة الرافضة له، وعلى تأسيس منظومة حكم محلي في إدلب تتوافق مع التفاهمات الدولية أو على الأقل لا تتناقض معها.

وحول مستقبل المنطقة في المدى البعيد رأى القحف أن الجانب التركي تلقى تفويضاً بإدارة المنطقة من الجانبين الأمني والعسكري لكنه تساءل عن الجانب الإداري والحوكمي.

وقال إنه ثمة نماذج كثيرة يمكن أن تطبق في إدلب منها نموذج درع الفرات أو نموذج آخر يعطي إدلب استقلالاً إدارياً بحيث ترتبط المحافظة مع النظام بمعزل عن الأمور الأمنية والعسكرية، ولم يستبعد تطبيق نموذج قبرص الشمالية في إدلب أيضاً.

 

المصدر الجزيرة نت: https://bit.ly/2DheRDi

 

شارك الباحث معن طلاع من مركز عمران بتقرير أعده موقع سوريا 24، بعنوان: "إدلب معادلة معقدة بين أطراف الصراع على الأرض السورية"، والذي استطلع فيه أراء عدد من الشخصيات الغربية والسياسية العربية فيما يخص تطورات الوضع في إدلب.


حيث رأى طلاع بقراءته للتطورات الأخيرة (بدء القصف الروسي على مناطق في جسر الشغور؛ وزيادة التمترس التركي في قواعده، وكثرة الحديث عن ضغوطات تمارسها أنقرة تجاه هيئة تحرير الشام، وتجهيزات وتحضيرات النظام والميليشيات الإيرانية لحرب كبرى وما استلزمته من حرب نفسية؛ والتصريحات الغربية والأمريكية المحذرة من استخدام الكيماوي) دلالات على أن هناك توافقاً غير مكتمل الأركان حول إدلب، فالمؤشرات العسكرية توضح أن خطوط التفاهم الأمني قد أنجزت، وهي تحديد خارطة الأهداف المتعلقة “بتحرير الشام” و”حراس الدين” بما لا يؤثر على مقاربات أنقرة الأمنية التي تعتبر إدلب خطاً دفاعياً متقدماً لمنطقتي درع الفرات وغصن الزيتون،؛ ومجالاً حيوياً أمنياً ينبغي أن لا يخضع لسلطة الأسد.

المصدرموقع سوريا 24 : https://bit.ly/2xg5wFj

 

تتسارع الأحداث والترتيبات باتجاه اقتراب بدء النظام وحلفائه فتح معركة إدلب. كما تتباين فيها السيناريوهات المتوقعة بحكم اختلاف المقاربات الأمنية لفواعل الأستانة من جهة؛ واحتمالات المشهد العسكري وانزلاقاته المتوقعة من جهة ثانية. لذا يستعرض تقدير الموقف هذا السياق السياسي والعسكري المفضي لهذه المعركة؛ ويتلمس ويختبر ملامح التفاهم ما بين دول الأستانة وحدوده وأثره على تغليب إحدى السيناريوهات. كما يوضح هذا التقدير في هذا السياق المتسارع ملمح الخيار الأنجع للقوى والفواعل المحلية والمتمثل في تمتين الجبهة المحلية عبر الانتقال من صيغ الإدارة المحلية إلى صيغ الحكم المحلي المنضبط.

سياق المعركة المحتملة: هدفٌ روسي دقيق الأدوات

شكّل اجتماع سوتشي بمخرجاته في مطلع هذا العام انعطافة محورية في حركية العملية السياسية المتعثرة بالأساس؛ إذ حدد أولوياتها واختصرها بعملية دستورية وانتخابات كما أرادها الروس. إلا أن هذه الانعطافة سبقتها مُحددات سياسية فرضتها الدول الخمسة (أمريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن) في مخرج اللاورقة في باريس. ورغم أن مضمون اللاورقة لا يختلف مع الطرح الروسي إلا أنها أكّدت على مركزية الأمم المتحدة في هذه العملية واعتبرتها المرجعية الرئيسية بشكل يُعيق الطموح الروسي في استحواذه التام على المرجعية السياسية. وشكَّل ذلك التأكيد دافعاً إضافياً لروسيا للانتقال من مقاربة "حرف جنيف" إلى "أستنة جنيف" وذلك عبر استراتيجية "إنهاء فاعلية المعارضة المسلحة".

فمنذ معارك الغوطتين وجنوب دمشق وريفَي حمص وحماه وانتهاء معارك الجنوب؛ والروس ماضون في تطبيق حلولهم الصفرية على كافة الأراضي السورية؛ مُزينة بمصالحات شكلية مليئة بالارتكاسات؛ وتجعل الكُل "متهم وتحت الطلب". إن كثرة التصريحات حول إدلب ليست إلا استمراراً حثيثاً لما يُريده بالدرجة الأولى المخيال الروسي الذي يرتجي إنهاء الكُلفة السياسية للتدخل العسكري عبر إنجاز الحل السياسي وفق تعريف موسكو، على الرغم مما يُطرح من خطط ومراحل "السيطرة عليها" سواء في الأستانة أو حتى عبر منصاتهم الإعلامية أو البحثية؛ وفي اللقاءات الدبلوماسية والسياسية المعلنة منها وغير المعلنة.

رافق هذا السياق تثبيطاً روسياً لأهم الاستحقاقات السياسية التي ينتظرها السوريون (كملف المعتقلين وعودة اللاجئين)؛ وذلك عبر تحويل تلك الاستحقاقات إلى "تحديات حكومية خالية من الشرط السياسي" لتخفيف حدة الانخراط الروسي الذي يتزايد عمقه في البنية السورية. حيثُ تهدف موسكو فيما تدَّعيه من ضمانات تحقيق أمرين: المساندة المالية التي تتطلب مبالغَ يصعب على موسكو وحلفائها تأمينها بمفردهم؛ وتأسيس مناخات سياسية تؤمن انخراط "أعداء" النظام في عملية شرعنة نظام الأسد بشكل تدريجي وفق منطوق البراغماتية والواقع العسكري الجديد.

وفي هذا السياق؛ وضمن الحركية الروسية أعلاه؛ تتعامل موسكو مع ملف إدلب بدقة وترتيب حذر. فهي من جهة أولى ووفقاً لمنظور موسكو ستُشكل إعلاناً روسياً لانتهاء ثنائية الصراع العسكري بين النظام والمعارضة، وبالتالي تغيراً كاملاً في مُوجِّهات العملية السياسية إن لم يكن نسفاً كلياً لها والتكيُّف مع النظام وبدء التطبيع معه. كما تسعى الإدارة الروسية لفرض "مقاربات المصالحة" المحلية مع الفصائل كإطار قابل للتسويق وبديل "ناجع" عن جنيف. ومن جهة ثانية، تسعى موسكو لأن تكون "عودة السيطرة على إدلب" امتلاكاً لمداخل التنمية والتبادل التجاري المحلي والخارجي الذي من شأنه البدء في تذليل "عقبات ما بعد الصراع". ومن جهة ثالثة، سيكون لعودة السيطرة المتخيلة تلك إنهاء لـ"كوابيس الدرون" وما حملته من استنزافات روسية وتهديداً مستمراً لقواعدها وضباطها وجنودها.

ومن جهة رابعة ورئيسية، فهي بالمقابل تحمل في تداعياتها تعطيلاً محتملاً لمسار الأستانة بحكم تضارب المصالح مع أنقرة التي يفرض عليها أمنُها القومي عدم جعل تلك المنطقة منصّة تهديد لها يستخدمها الأسد وحلفاؤه كورقة ابتزاز دائمة. وتتعقد هذه التداعيات الأمنية خاصة أن مفاوضات النظام مع "الإدارة الذاتية" قد تُفرز "زواج مصلحة" بينهما لا سيما في ظل تأرجح الموقف الأمريكي. كما أن التقرُّب الروسي والإيراني مع تركيا نتيجة سياسات العقاب الأمريكية التي تمارسها واشنطن اتجاههم قد تخسرهم الطرف التركي كمساهم في ترتيبات المشهد الأمني في سورية، وهو أمرٌ سيكون له تبعات تعود بالسلبية على سياسة “جذب" تركيا لصالح "محور الصد".

قمة طهران: تفاهم قلق وسيناريوهات مفتوحة

تأتي قمة طهران بعد سلسلة من المؤشرات المُدللة على أولوية ملف إدلب في سياسة موسكو وحلفائها. ومن هذه المؤشرات بدء القصف الروسي على عدة مناطق (انظر الجدول رقم (1) في الملحق)، وزيادة التمترس التركي في قواعده وما قابله من نشر لنقاط روسية تفصل بين قواعد أنقرة العسكرية وخطوط تمركز النظام وحلفائه (انظر الخريطة رقم (1) في الملحق)، وتصنيف أنقرة هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وتجهيزات وتحضيرات النظام والميليشيات الإيرانية لحرب كبرى وما استلزمته من حرب نفسية، والتصريحات الغربية والأمريكية المُحذرة من استخدام الكيماوي، واستعدادات المعارضة العسكرية. ودفعت هذه المؤشرات قمة طهران لتكون إطاراً دقيقاً لتحديد مستقبل هذه المحافظة. ومن ملامح هذا الإطار يمكن ذكر العنصرين الآتيين:

  1. خطوط تفاهم أمنية حذرة

تأتي التفاهمات الحذرة تحت عنوان استمرار هدنة أو تمديد اتفاقية خفض التصعيد أو إعطاء أنقرة فرصة إضافية لترتيب المشهد في المحافظة أمنياً. وعليه فإن هذا التفاهم يتمحور حول تحديد خارطة الأهداف المتعلقة "بهيئة تحرير الشام" و"حراس الدين" بما لا يؤثر على مقاربات أنقرة الأمنية التي تعتبر إدلب خطاً دفاعياً متقدماً لمنطقتي درع الفرات وغصن الزيتون ومجالاً حيوياً أمنياً ينبغي ألا يخضع لسلطة الأسد. كما ترشح عن هذه القمة أيضاً عدة أمور منها تعهُّد تركيا بضمان عدم جعل هذه المنطقة منصة تهديد للقواعد الروسية؛ وإرساء تعاون استخباري تركي مع روسيا وإيران ضد "القوى الإرهابية"؛ وإنشاء نقاط عسكرية روسية في المناطق التي تتواجد فيها النقاط التركية ودخول النظام لها إدارياً وليس عسكرياً.

  1. أجندةٌ في طريق التفاهم العام

لا تزال ملامح التفاهمات التي تُديرها موسكو وأنقرة والمتعلقة بالأمور الإدارية والاقتصادية وبما يتصل بإجراءات تحييد الطرق والمعابر غير مكتملة نظراً لارتباطها بالعنصر الأول من جهة؛ ولتبعيتها بالترتيبات اللازمة لتنفيذ أي اتفاق. فمن جهة تركية يُراد لهذا التفاهم المحتمل أن يكون عناوين استقرار ودافع باتجاه حل سياسي شامل. ومن جهة روسية فهي لا تزال تُعلي من شروط الاختبار للتموضع التركي، إذ تُريده بحجم متفق عليه لا يُشكل "خطراً على النظام".

وفقاً للمتابعات الميدانية والسياسية؛ فإنه يُعتقد أن الترتيبات الناشئة حول إدلب هي ترتيبات شديدة القلق ومفتوحة الاحتمالات. فمعادلة إدلب (كمعركة فاصلة) يتم صياغة تفاهماتها الأمنية والعامة مع إغفال لأي أدوار مقاومة وصادة متوقعة حيالها. حيث تَعزز هذا الإغفال بحكم سرعة تدحرج مناطق معارضة ذات ثقل عسكري نوعي كالغوطة الشرقية ودرعا؛ ناهيك عن اعتقاد موسكو أن جبهة إدلب هي استمرارٌ لعملياتها العسكرية. وهنا نُؤكد على أن هذا الإغفال لا يتسم بالدقة والموضوعية؛ فمن جهة أولى؛ تتجهز المعارضة المسلحة لـ "معركة وجود" فلا ترحيل أو تهجير بعد إدلب؛ وخياراتها تبدأ وتنتهي بالمقاومة. وعزز هذا الأمر تلك الإجراءات المتبعة من الفواعل المحلية في إدلب للتصدي لحالات الاختراق التي كانت إحدى سمات المشهد في الغوطة ودرعا وريفَي حمص وحماه، ناهيك عن وجود المظلة الجامعة للعمل العسكري (الجبهة الوطنية للتحرير) وعمليات التحصين والهندسة العسكرية والتجهيز لاحتمالية الضغط العسكري في جبهات أخرى.

ومن جهة ثانية؛ لن تكون بهذا المعنى إدلب استمراراً لما يتخيله الروس للعمليات العسكرية ومسارها؛ حيث أن اعتماد النظام الواضح على الميليشيات الإيرانية سواء بشكل مباشر أو المجموعات التي باتت جزءاً من بُنية جيشه سيكون عنصر اختبار للسياسة الأمريكية "المهتمة" وفق ادعاءاتها بتحجيم إيران. وتدلل إشارات الموافقة الحذرة التي أبدتها واشنطن وبعض العواصم الأوروبية تجاه العمليات الروسية على صعوبة المهمة أمام هذه الحاضنة الاجتماعية والقوة النوعية في إدلب خاصة في ظل لجوء النظام وحلفائه للسلاح الكيماوي كسلاح فيصل.

ووفقاً لما تقدم؛ لا تخرج السيناريوهات المتوقعة تجاه إدلب عن ثلاثة؛ أولها عمليات دقيقة ومحدودة (وهي المرجحة) إلا أنها غير مضمونة النتائج؛ وثانيها تدهور التفاهمات الأولية والانزلاق لعمليات شاملة (الأقل ترجيحاً) وهو ذو كلف سياسية وعسكرية بالغة التعقيد تبدأ بانهيار محتمل لإطار الأستانة الذي استثمرت به موسكو ولا تزال وقد تصل تلك الكلف إلى مأساة إنسانية وتدحرجات عسكرية قد تفضي لتدخلات دولية؛ وثالثها إخراج إدلب من معادلات الصراع العسكري (وهو الأضعف نسبياً) لأنه ينتظر مؤشرات أمنية وسياسية لم تظهر بعد.

وفي هذا السياق تؤكد التصريحات الأمريكية والغربية المحذرة من "معركة إدلب" على ثلاثة أمور؛ أولها: الموافقة المبطنة فيما يخص أجندة عمليات الروس المعلنة والتي تدعي توجيه ضربات عسكرية تجاه هيئة تحرير الشام دون أن تُقدم لها أي تنازل يصب في صالح سوتشي على حساب جنيف؛ وثانيها والأهم هو الاستمرار في منح الروس "وكالة التسيُّد" في سورية الذي له عدة غايات منها ما هو "دعوة لاستمرار الانزلاق الروسي" ومنها ما له علاقة بتحقيق غايات مشتركة متمثلة "بمحاربة الإرهاب"؛ وثالثها مرتبط بترقُّب أمريكي لتحركات طهران الطامحة لملء الفراغ، وتخوف أوروبي من موجات لجوء ونزوح كبيرة.

المطلوب محلياً: "لا مفر من مواجهة أسئلة 2015"

على الرغم من المسارات القلقة المتوقعة للمعركة إلا أن هذا لا ينفي نجاعة مقاربة "تحويل الأزمة لفرصة". لقد دلَّل الزخم الثوري الذي رافق التطورات الأخيرة بشكل واضح تمسك الحاضنة بخيار الصمود؛ وهذا من شأنه تعزيز الدوافع النفسية للقوى العسكرية للمُضي باتجاه تبني سياسات دفاعية مُحكَمة وتحويلها لقدرة مستمرة وتدعيم شروط الفاعلية وتحسين الشروط المحلية وما تستلزمه من استجابات تنموية وحوكمية.

بناء عليه؛ ينبغي تدارُس خيار تحويل نمط الإدارة المحلية في إدلب إلى "حكم محلي منضبط"، وبصيغة أخرى استحضار أسئلة التحرير أواخر عام 2015 والبدء بتنفيذ سياسات ضبط تهدف بإطارها العام تثبيت الأمن والاستقرار المجتمعي، والبدء بتأسيس نظام حكم فعّال له معاييره وأدواته التنفيذية وأجندته الخدمية والاقتصادية. ولا يمكن أن تبدأ هذه العملية من دون إرادة سياسية محلية دافعة لتأطير التفاعلات المحلية في المحافظة المثخنة بالتحديات، مع مراعاة كسب الشرعية والقبول المجتمعي. وعليه يُقترح حزمة التوصيات التالية:

  1. تشكيل مرجعية سياسية محلية موحدة، تتكون وفق آليات التوافق المحلي الذي يضمن حسن التمثيل والشرعية؛ وتهدف إلى أن تكون الإطار العام لرسم السياسات العامة الخدمية منها والأمنية والعسكرية والمدنية والسياسية.
  2. التحول إلى نمط حكم محلي منضبط عبر تظافر كافة الجهود للفواعل المعنية وإنجاز صيغ عمل المؤسسات الحاكمة وقوننة علاقتها مع المجتمع والمؤسسات التنفيذية. وقد يكون هذا العمل بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة وهيئات سياسية محلية أخرى تعمل في هذه الأثناء على مراجعة وتقييم أدائها.
  3. بلورة طرح محلي قائم على احتواء بعض السوريين من هيئة تحرير الشام وتفكيك أُطرها التنظيمية وفق ما يراعي الشرط المحلي الخاص والالتزامات التركية؛ وذلك بهدف سحب ذرائع من جهة، وتأمين اتساق عضوي بين الفواعل المحلية من جهة ثانية.
  4. تأسيس اللجنة المركزية للتنمية والاستجابات الإنسانية، وتنحصر مهمتها بمتابعة الشؤون المتعلقة بالموارد البشرية وسبل العيش وتحسين ظروفها، وتأمين تواصل فعّال مع كافة منظمات المجتمع المدني لتسهيل مهامها وحمايتها وفق أطر ناظمة صادرة عن المرجعية السياسية.
  5. تطوير آليات عمل الجبهة الوطنية للتحرير وتعزيز أُطرها التنظيمية لتغدو جسماً عسكرياً واضح العقيدة والبُنية والهرمية الإدارية؛ وربط استراتيجياتها وتكتيكاتها بمحددات تنظمها المرجعية السياسية؛ وتنحصر مهامها بالوظيفة الدفاعية.

قد يبدو الانتقال إلى صيغ "نظام الحكم المحلي" فعلٌ يعتريه ضيق الوقت وحساسية الظرف التي تمر به المحافظة؛ إلا أن العمل بالتوازي على التأسيس لهذا الانتقال هو حاجة مستعجلة واستراتيجية في آن معاً؛ من شأنها تحسين خيارات المحافظة وتوسيع هوامش حركتها. إن التحدي الأبرز أمام هذا الانتقال هو أن يكون وفق فلسفة تلاقي المصالح مع الحليف التركي وتعزيز مساحات العمل الوطني؛ ناهيك عن عوائق تتمثل بالقدرة على تجاوز حالة الفصائلية، وتعزيز دينامية بناء الدولة الأقدر على تحقيق الأمن المجتمعي وتوفير الخدمات المنظمة للمجتمعات المحلية؛ ومدى استطاعة ونجاعة المكونات المحلية في إدارة المرافق العامة وتنمية الموارد الاقتصادية لتحسين مستوى المعيشة والدخل وعدم تدهور العجلة الاقتصادية، وصولاً إلى تشكيل نموذج تنموي نوعي.

 

ختاماً يمكن القول بأن كل الاحتمالات مفتوحة؛ إلا أن ملمح استمرار الاختبار والتوافق الأمني الحذر بين فواعل الأستانة سيكون له أثر ما خلال المرحلة المقبلة؛ دون أن يعني ذلك انتفاء احتمالية الانزلاق لمعركة شاملة في حال تعثر التوصل لاتفاق عام (سياسي وإداري). وأمام كل هذه التحديات لا مفر للقوى المعارضة من تعزيز شروط صمودها وقوتها وتدارس كل الخيارات وعلى رأسها ضبط مشهد التفاعلات الأمنية والعسكرية والإدارية والسياسية في إدلب وما تستلزمه من أطروحات نوعية.

الملحق؛

جدول رقم (1) يوضح ضربات طيران الروسي والقصف المدفعي على مناطق إدلب وما حولها من 10 /آب حتى 10/أيلول

خريطة رقم (1) توضح نسب السيطرة والنفوذ في محافظة إدلب وتموضع القواعد والنقط الروسية والتركية

المصدر: وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية

التصنيف تقدير الموقف

الملخص التنفيذي

  • لا يمكن فصل التصعيد التركي في الشمال السوري عما يجري من تفاهمات دولية وإقليمية حول تجزئة المسار العسكري في سورية إلى مناطق خفض توتر؛ تفضي إلى مناطق نفوذ معترف بها من الفاعلين الإقليميين والدوليين.
  • تبدو العملية التركية هذه المرة هجومية تعكس تسميتها "سيف الفرات" ثقة تركية بأنها ستكون أكثر نجاعة من سابقتها، وذلك لتحقيق عدة أهداف على رأسها: تنظيف ريفي حلب الشمالي والغربي من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وإنهاء أي إمكانية لربط شرق الفرات بغربه.
  • بعد أن حققت موسكو هدفها باستمالة أنقرة إلى جانبها وإنشاء مسار مشترك بينهما " الأستانة"، يبدو أنها باتت على استعداد للتخلي جزئياً عن الورقة الكردية لأنقرة في إطار تفاهمات أوسع تصب باتجاه تهيئة الظروف الميدانية لإرساء حل سياسي تلعب فيه الدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري دور الضامن على الأرض للفصائل؛ مقابل اعتراف القوى الدولية (روسيا-أمريكا) بحقها في حماية أمنها القومي من أي مهددات ناجمة عن الأزمة السورية.
  • رسمت الورقة ملامح سيناريوهات محتملة لانطلاق عملية سيف الفرات وحدودها وفقاً لثلاثة سيناريوهات تتراوح بين: المواجهة أو العرقلة الأمريكية أو التأجيل مقابل الضمانات.
  • خلصت الورقة إلى أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية في حالة سباق مع الزمن لإعادة ترتيب أوراقها في سورية قبل نهاية الحرب على الإرهاب، ومن بينها تركيا، والتي وإن أخرجتها موسكو والولايات المتحدة من دائرة المكاسب في الملف السوري، إلا أن باب تخفيف الخسائر لازال مفتوحاً، وعليه فإن إمكانية تراجع أنقرة عن حماية عمقها الاستراتيجي في الشمال السوري وقطع الطريق على أي احتمال لإقامة كيان كردي في سورية تكاد تكون معدومة، سواء أتم ذلك بعمل عسكري أو عبر تفاهمات دولية.

مدخل

بعد مرور أربعة أشهر على إعلان تركيا الرسمي عن توقف عملية درع الفرات التي تمكنت خلالها القوات التركية بالتعاون مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة من تحرير 2300كم2 في الشمال السوري وطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها؛ تعود أنقرة من جديد للتلويح باحتمالية عمل عسكري جديد في شمال حلب، يستهدف "وحدات حماية الشعب الكردية" YPG الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في عدة مناطق ممتدة من قرية مريمين حتى سد الشهباء، بحسب الإعلان التركي، وهي منطقة تضم ما يزيد عن 11 قرية وبلدة أبرزها تل رفعت ومنغ، مع احتمالية التهديد المباشر لمدينة عفرين التي تمثل المعقل الرئيسي لوحدات الحماية الكردية في المنطقة.

وعلى الرغم من أن الحكومة التركية لم تصدر أي بيان رسمي يحدد طبيعة العملية وملامحها؛ إلا أن مؤشرات هذا العمل العسكري تتزايد بشكل شبه رسمي وعلى عدة مستويات، بدءاً من تصريحات بعض المسؤولين الأتراك رفيعي المستوى، مروراً باستقدام تعزيزات عسكرية تركية إلى الشريط الحدودي مع سورية، وتمركز 7 آلاف عنصر من الوحدات الخاصة التركية على الحدود، بالإضافة إلى تأهب مقاتلي المعارضة السورية في غرفة عمليات درع الفرات للمشاركة في العملية المرتقبة، انتهاءً بالحملة التي يقودها الإعلام التركي في الحديث عن العملية وأبعادها العسكرية([1]).

تأتي التحضيرات للعملية التركية المرتقبة وسط مناخات إقليمية ودولية معقدة بالنسبة لأنقرة، سواء لجهة الفتور الذي يسود علاقات الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو لجهة التصعيد مع الاتحاد الأوربي، إضافة إلى الأزمة الخليجية التي تكاد تكون تركيا طرفاً فيها لصالح قطر. يقابل تلك المناخات واقع ميداني سوري لا يقل تعقيداً؛ لناحية احتدام معارك مكافحة الإرهاب التي تقودها أمريكا في الرقة اعتماداً على وحدات حماية الشعب YPG، والنفوذ الروسي في شمال حلب والذي يمثل مسرح العملية التركية المرتقبة، إضافة إلى السباق المحموم للفاعلين في البادية السورية، بالتوازي مع التفاهمات الإقليمية والدولية على تقاسم مناطق نفوذ بصيغة "خفض توتر"، وما أفرزته من مسار روسي أميركي جديد في الجنوب.

وعليه تحاول هذه الورقة تحليل المناخات السياسية والظروف العسكرية المرافقة للعملية المرتقبة "سيف الفرات"، وذلك كمدخل لفهم التحرك التركي في هذا الوقت بالذات وسط صراع النفوذ وتضارب المصالح في الشمال السوري، والذي سيكون له الأثر الأكبر على مسار العملية العسكري، مقابل استشراف السيناريوهات المتوقعة للعملية وتداعياتها المحتملة على صياغة شكل التفاهمات الإقليمية والدولية في سورية وشمالها بالتحديد.

أولاً: تركيا (التحرك والدوافع)

حققت عملية "درع الفرات" التي خاضتها تركيا بالتعاون مع فصائل الجيش الحر هدفها ذو الطابع الدفاعي، وهو المعنى الذي حمله اسم العملية، حيث تم قطع التواصل بين الكانتونات الكردية في الشمال والشمال الشرقي السوري وتأمين الحدود مع سورية والسيطرة على مساحة جغرافية واسعة؛ إلا أن الهواجس التركية من تمدد وحدات الحماية الكردية في سورية وتأثيرها على النفوذ التركي وتهديدها لأمنها القومي لاتزال قائمة، حيث حالت الظروف الدولية والإقليمية وتوتر العلاقات الأمريكية التركية من ناحية والروسية التركية من ناحية أخرى دون تحقيق أنقرة لكامل أهدافها من عملية درع الفرات، والتي يبدو أن ذات الظروف اليوم قد أصبحت مواتية لتحقيقها عبر عملية هجومية هذه المرة تعكس تسميتها "سيف الفرات" ثقة تركية بأنها ستكون أكثر نجاعة من سابقتها، وذلك لتحقيق عدة أهداف، أبرزها:

  1. تأمين محيط (منغ، تل رفعت، دير جمال، حربل، الشيخ عيسى، وكل القرى المحيطة بتل الشهباء) والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وذلك لإنهاء أي إمكانية لربط شرق الفرات بغربه.
  2. تنظيف ريفَي حلب الشمالي والغربي من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي قد يتيح لتركيا مستقبلاً ووفق تفاهمات معينة إعادة ربط ريف حلب بريف إدلب، مما سيوسع مساحة النفوذ التركي في شمال سورية، ويتيح لها المجال للسيطرة على جبهة إدلب مع جبهة "فتح الشام" النصرة سابقاً، وهي على ما يبدو من تصريحات قادة الفصائل المشاركة في عملية سيف الفرات قد تكون العملية اللاحقة في الشمال السوري([2])، وبالتالي استعادة أنقرة لدورها السياسي الفاعل في الملف السوري والضامن لأي عملية سياسية لاحقة.
  3. تُشكل العملية بالنسبة لأنقرة ضربة استباقية للمطامع الكردية بالوصول إلى البحر المتوسط انطلاقاً من عفرين باتجاه إدلب بحجة حرب جبهة "فتح الشام"، وذلك بعد معركة الرقة([3]).
  4. إعادة النازحين العرب من أهالي المنطقة، والذين تم تهجيرهم على يد قوات سوريا الديمقراطية، حيث أصبحوا ورقة للضغط الإنساني على أنقرة بأعدادهم التي تجاوزت الـ 300 ألف([4]) بالإضافة إلى النازحين العراقيين، ويشكلون عبئاً على الحكومة التركية التي تتولى رعاية مخيماتهم على حدودها.

إضافة إلى تلك الأهداف؛ يبدو أن عدة متغيرات محلية ودولية وإقليمية ساهمت في تعزيز دوافع أنقرة نحو ضرورة العمل العسكري في الشمال السوري ضمن هذه المرحلة بالذات، ولعل أبرز تلك المتغيرات:

  1. إقصاء تركيا عن المشاركة في معارك مكافحة الإرهاب المتمثلة في قتال تنظيم الدولة في سورية والعراق، واعتماد الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية YPG كرأس حرب في معارك الرقة، ما أدى إلى تقويض الدور التركي في معارك شمال شرق سورية، وبالتالي تقويض فاعليتها في المسارات السياسية التي قد تترتب على معارك مكافحة الإرهاب.
  2. عدم وضوح السياسة الخارجية الأمريكية فيما يخص التعامل مع وحدات الحماية الكردية في سورية ما بعد داعش، إذ تتزايد الهواجس التركية مع انهيار تنظيم الدولة في العراق واقتراب نهايته في سورية من دور وحدات حماية الشعب وسلاحها، خاصة وسط تضارب المواقف الأمريكية في سحب السلاح منها أو استمرارية التسليح لمرحلة ما بعد داعش.
  3. يقابل الفتور في العلاقة الأمريكية التركية فتور آخر في العلاقات الأوربية التركية، خاصة بعد بدء ألمانيا سحب قواتها من قاعدة إنجرليك([5])، ما دفع الأتراك على ما يبدو لتعزيز التحالف مع موسكو، والذي يتطلب تنسيق أكبر على الأرض السورية، وربما تأتي صفقة منظومة الدفاع الجوي S400 في هذا السياق([6])، مقابل تفاهمات في الشمال السوري لتنسيق أي عمل عسكري تركي محتمل.
  4. تبدو الأزمة الخليجية، عاملاً هاماً في زيادة هواجس الطرف التركي من وحدات الحماية الكردية، خاصة بعد دخول أنقرة كطرف مباشر في الأزمة عبر موقفها الداعم لقطر، حيث تخشى أنقرة على ما يبدو من اللعب بالورقة الكردية في سورية ضد تركيا خلال هذه الأزمة، خاصة وأن الإمارات تمتلك علاقات مميزة مع حزب الاتحاد الديمقراطيPYD.

كل تلك العوامل عززت على ما يبدو شعور أنقرة بضرورة العمل العسكري في الشمال السوري، كعملية استباقية لسيناريوهات متعددة تتوقعها وسط تلك المتغيرات، خصوصاً في الظرف الحالي الذي يبدو مناسباً لناحية التوقيت؛ وسط انشغال الولايات المتحدة في معركة الرقة، والذي يمنح لأنقرة هامشاً أوسع للتحرك والضغط على واشنطن.

 

خريطة رقم (1)

ثانياً: تركيا وموسكو (تقاطع المصالح)

 تدرك موسكو أهمية الدور التركي في نجاح مساعيها الرامية إلى إرساء حل سياسي يخدم مصالحها في سورية، وعليه سعت منذ بداية تدخلها العسكري في سورية لتطويع الرؤية التركية باتجاه رؤيتها الخاصة، حيث كانت أبرز الأوراق التي استخدمتها موسكو في هذا الإطار الورقة الكردية على حدود تركيا. ولكن اليوم وبعد أن حققت موسكو هدفها باستمالة أنقرة إلى جانبها وإنشاء مسار مشترك بينهما "الأستانة"؛ فيبدو أنها باتت على استعداد للتخلي جزئياً عن الورقة الكردية لأنقرة في إطار تفاهمات أوسع تصب باتجاه تهيئة الظروف الميدانية لإرساء حل سياسي تلعب فيه الدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري دور الضامن للفصائل على الأرض؛ مقابل اعتراف القوى الدولية (روسيا- أمريكا) بحقها في حماية أمنها القومي من أي مهددات ناجمة عن الأزمة السورية، وحصر دورها في المناطق الحدودية فقط، وهذا ما يؤكده اتفاق مناطق "خفض التوتر"، والذي قسّم سورية إلى مناطق نفوذ تخضع لتفاهمات (إقليمية- دولية) تقع فيها المنطقة المرشحة لتكون مسرح عمليات "سيف الفرات " ضمن الحصة (الروسية التركية)، وهو ما تؤكده عدة مؤشرات، يمكن الاستدلال من خلالها على أن "سيف الفرات" هي من نتائج تلك التفاهمات الدولية الجديدة في الملف السوري، ولعل أبرز تلك المؤشرات:

  • إن المناطق التي تعتزم عملية سيف الفرات استعادتها تم الاستيلاء عليها من قبل قوات "سوريا الديمقراطية" بدعم جوي روسي، هذا بالإضافة إلى وجود قوات روسية في مدينة عفرين، الأمر الذي يجعل من العملية التركية مستحيلة بدون التفاهم مع موسكو.
  • إن استبعاد الولايات المتحدة لتركيا من حرب تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور من جهة، وإخراجها وموسكو المنطقة الجنوبية من مسار الأستانة، والذي أصبح مساراً خاصاً بالشمال السوري من جهة أخرى، لا يمكن أن يمر بدون صفقة مُرضية بالنسبة لتركيا تضمن السماح لها بتأمين حدودها.
  • اعتبرت تصريحات عدة قيادات في قوات "سوريا الديمقراطية" أن النية التركية لشن عملية "سيف الفرات" هي نتاج "مؤامرة" روسية تركية([7])، وتصريحات أخرى حول وضع موسكو قوات "سوريا الديمقراطية" أمام خيارين، وهما: إما تسليم عفرين للنظام، أو مواجهة عملية عسكرية للجيش التركي([8]).
  • الموقف الأمريكي الصامت إلى الآن حيال الحشود التركية، وتصريحات قادة قوات "سوريا الديمقراطية" حول وجود تفاهم روسي أمريكي؛ بأن مناطق غرب الفرات تقع ضمن النفوذ الروسي، وليس الأمريكي([9]).

مقابل تلك المؤشرات فإن المصالح الروسية التركية قد تتقاطع في جملة من النقاط، والتي تُعزز من دوافع موسكو للتخلي عن تحالفها مع الكرد غرب الفرات، وأبرز تلك النقاط:

  1. معركة الرقة: تشترك موسكو مع أنقرة في سعي الولايات المتحدة الأمريكية لعزلهما عن معركة الرقة، وذلك بعد إسقاط الولايات المتحدة لمقاتلة حربية تابعة لنظام الأسد وقطع الطريق عليه في جنوب الرقة، برسالة واضحة إلى موسكو بأنه لا دور لها في معركة الرقة، ما قد يدفع موسكو لتأييد العمل العسكري التركي في شمال حلب لتقويض النفوذ الأمريكي المتمثل بمناطق وحدات حماية الشعب الكردية غرب الفرات، كما أن بوادر الاشتباك مع تركيا قد تدفع قوات "سوريا الديمقراطية" إلى سحب بعض قواتها التي تقاتل في الرقة، وهو ما حدث بالفعل حيث تم سحب 500 مقاتل من جيش "الثوار" إلى عفرين للدفاع عنها([10])، وهذا ما قد يؤثر على سير معركة الرقة وإمكانية توجه قوات "سوريا الديمقراطية" إلى دير الزور، وبالتالي سيمنح روسيا والنظام هامشاً للمناورة والتقدم أكثر باتجاه جبهات دير الزور.
  2. تأمين الساحل: على الرغم من تحالف موسكو المصلحي مع وحدات الحماية الكردية في عدة معارك في سورية؛ إلا أن روسيا تدرك جيداً بأن تلك الوحدات لا تخرج عن الخانة الأمريكية، لذلك يبدو أن رؤية موسكو تتقاطع مع أنقرة في خطورة بقاء جيب كردي في شمال حلب وتحديداً عفرين، وذلك لقربه من الساحل السوري، وبالتالي القرب من قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية، فبالنسبة لروسيا أي اقتراب كردي من تلك المنطقة يعني اقتراباً أمريكياً لمناطق نفوذها الأكثر حيوية في سورية، ما قد يدفع موسكو لتأييد عمل عسكري تركي في تلك المنطقة يبدد أي احتمال مستقبلي للتمدد الكردي نحو الساحل، خصوصاً بعد تصريح عدد من قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن نيتهم الوصول إلى الساحل السوري عبر إدلب بحجة محاربة جبهة "فتح الشام" بعد الانتهاء من داعش([11]).
  3. حرب الإرهاب: ستمثل سيطرة القوات التركية ومجموعات الجيش السوري الحر على تلك المناطق في حال نجاح العملية؛ فرصة لوصل ريف حلب بريف إدلب وفق تفاهمات (روسية تركية إيرانية)، وهو تفصيل قد يرتبط بخطة أنقرة المشتركة مع موسكو بخصوص إدلب والتوافق التركي -الروسي على احتكار جبهة إدلب المقبلة مع جبهة "فتح الشام" في إطار حرب الإرهاب، كبديل عن استثناء تركيا من حرب تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور ، وقطع الطريق على محاولات قوات "سوريا الديمقراطية" لإقناع الولايات المتحدة بخوض معركة إدلب مع النصرة بعد الانتهاء من معارك تنظيم الدولة .
  4. مكاسب مجانية: تراهن موسكو من خلال تصعيد التوتر حول عفرين بين تركيا وقوات "سوريا الديمقراطية" على قدرتها على اللعب على هوامش الخلاف بين الطرفين لفرض سيناريو منبج، والذي سيمثل مخرجاً للطرفين من مواجهة دامية لن تكون سهلة بالنسبة لهما، وذلك عبر تسليم المدينة لقوات النظام، الأمر الذي سيمثل استعادة مجانية لمساحة واسعة من الأرض في الشمال السوري بالنسبة للنظام.

على الرغم من التقاطعات المصلحية التي قد تدفع موسكو لتأييد عملية عسكرية تركية في الشمال، والعديد من المؤشرات الدالة على وجود تفاهمات روسية تركية في شمال حلب، ومنها اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوزير الدفاع الروسي، والذي أكدت بعض الصحف التركية والروسية أنه تركز حول عمل عسكري محتمل لتركيا على شمال حلب([12])، مقابل صفقة صواريخ S400 لتركيا، والتي لا يمكن فصلها عن سياق التفاهمات الروسية التركية في سورية ؛ إلا أن موسكو لا تزال تراوغ في موضوع سحب قواتها من عفرين، حيث ذكرت تصريحات صادرة عن قوات سوريا الديمقراطية بأن موسكو أبلغتهم بعدم سحب قواتها من عفرين وأبلغت الأتراك أنها سحبتها([13])، وهو ما أكده أيضاً رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم المشارك في عملية سيف الفرات، حيث أشار بأن موسكو لم تنفذ بعد وعودها بسحب قواتها([14])، الأمر الذي قد يفسر برغبة روسية لاستخدام الحشود التركية للضغط على قوات سوريا الديمقراطية لتسليم عفرين للنظام، وحصر العملية التركية في استرجاع القرى والبلدات المشار إليها سابقاً.

ثالثاً: رد الفعل الكردي والسيناريوهات المحتملة

يبدو أن التطورات الحاصلة في الملف السوري لجهة خلق تفاهمات جديدة حول تقاسم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى قد أثارت هلع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من إمكانية وقوعه من جديد "ضحية" للتفاهمات الدولية والإقليمية، لذلك جاء رد الفعل الكردي على الحشود التركية مرتبكاً ومنقسماً؛ فتصريحات القيادة العسكرية لقوات "سوريا الديمقراطية" حاولت أن تكون تصعيدية تهدد بمواجهة كبرى إذا ما حاولت القوات التركية اجتياح عفرين، بالإضافة إلى التهديد بضرب العمق التركي عبر عناصر الـ PKK في تركيا، أما على المستوى السياسي فتراوحت التصريحات بين التهديد بالانسحاب من معركة الرقة إذا تم الهجوم على عفرين، والتلويح بإمكانية تسليمها للنظام، وذلك في محاولة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف العملية التركية، و على المستوى الشعبي فقد أصدر عدد ممن أسموا أنفسهم مثقفين أكراد من أبناء المنطقة بياناً طالبوا فيه وحدات الحماية الكردية بالانسحاب من عفرين وتجنبيها ويلات الحرب أو الحصار([15]). وفي إطار النوايا التركية للمضي قدماً في عملية سيف الفرات، والارتباك الكردي الناتج عن ضبابية موقف الحليف الأمريكي، وموافقة "حليف الأمس" الروسي على العملية؛ فيمكن رسم ملامح سيناريوهات محتملة لانطلاق عملية سيف الفرات وحدودها على الشكل التالي:

السيناريو الأول: (المواجهة)

يتمثل السيناريو الأول في الإعلان عن المعركة بشكل رسمي والبدء بالعملية العسكرية جدياً، وفي هذه الحالة فمن الممكن أن تقوم أنقرة بتقسيم العملية إلى مرحلتين:

الأولى: وهي استعادة القرى والبلدات التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب بدعم روسي (منغ، تل رفعت، دير جمال، حربل، الشيخ عيسى، وكل القرى المحيطة بتل الشهباء) بما فيها مطار منغ العسكري، وربط ريف حلب الغربي بإدلب وهو ما يتطلب تفاهمات مع حلفاء موسكو للمرور بمحاذات نبل والزهراء الخاضعتين لميليشيات محلية ممولة من إيران، وبذلك تكون تركيا نجحت في تحقيق أهداف عملية درع الفرات، والتي لم تتمكن من تحقيقها في المرحلة الأولى بسبب الدعم الروسي الأمريكي للأكراد، والمتمثلة بتنظيف غرب الفرات من قوات "سوريا الديمقراطية"، وقطع أي إمكانية لاتصالها مع شرقه، وتوسيع مناطق سيطرة قوات المعارضة وتأمينها، إضافة لضرب حصار على عفرين.

الثانية: وهي ضرب حصار على عفرين، وتأجيل الهجوم المباشر عليها لحين وضوح الموقف الأمريكي، ولفسح المجال أمام مساعي موسكو لتطبيق سيناريو منبج فيها.

ويرجح ذلك ما نقلته الصحف التركية حول أهداف عملية سيف الفرات، والتي لا تبدو فيها عفرين على رأس الأولويات التركية، خاصة أن الحشود التركية والتي قد تصل مع قوات المعارضة السورية في درع الفرات إلى 20 ألف([16]) تعتبر غير كافية حالياً لاجتياح عفرين، والتي يتواجد فيها ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل من وحدات حماية الشعب والأسايش وبعض الفصائل العربية الموالية لها مدعومين بسلاح جيد([17])، إضافة إلى أن الهجوم على عفرين قد يترافق مع عمليات لحزب العمال الكردستاني لضرب الداخل التركي، وهذا ما ليست تركيا بوارده الآن، لذا فإن أنقرة التي وضعت مدة تقديرية للعملية لا تتجاوز الـ70 يوماً([18])، مما يشير إلى أنها تريد القيام بعملية محدودة على الأقل في المرحلة الأولى منها.

وفي أي من مرحلتي هذا السيناريو سيكون أمام قوات الحماية الكردية أحد الخيارين التاليين:

الأول: إما المقاومة والدخول بمعركة مفتوحة مع الأتراك سيكونون الخاسر الأكبر فيها وفق المعطيات الحالية، إذ أن القوات الكردية المتواجدة في عفرين على الرغم من عددها؛ إلا أنها أقل خبرة واحترافية عسكرية من تلك المتواجدة في شرق الفرات، مقابل الجيش التركي الذي يصنف كثاني قوة عسكرية في حلف الناتو مدعوماً بعدد كبير من مقاتلي المعارضة وقوة نارية كبيرة.

الثاني: قد تلجأ وحدات حماية الشعب في حال التهديد الحقيقي إلى المفاضلة بين الاشتباك مع القوات التركية وتسليم مناطق سيطرتها إلى نظام الأسد المتواجدة في ريف حلب الشرقي، الخيار الذي لجأت إليه في منبج.

السيناريو الثاني: (العرقلة الأمريكية)

قد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية أمام التفاهم الروسي التركي إلى محاولة عرقلة العملية العسكرية التركية في شمال حلب، السيناريو الذي يبدو أضعف من سابقه، وذلك لمحدودية الخيارات العسكرية للولايات المتحدة في شمال سورية، واستحالة التورط الأمريكي في مواجهة عسكرية مع موسكو، في ظل التفاهمات الجديدة بين الطرفين في الملف السوري، واللقاء الإيجابي الذي جمع بوتين وترامب على هامش مؤتمر قمة العشرين في هامبورغ.

وفي هذا السياق قد يلجأ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى محاولات الضغط على الولايات المتحدة للتحرك، كما هدد بعض القيادات بتعليق العملية العسكرية في الرقة، إلا أن هذا الإعلان لا يتجاوز كونه تصريحات إعلامية، إذ أن تعليق العملية يستوجب وجود طرف قابل للتفاوض، وفي حال تعليق العملية من المؤكد أن تنظيم الدولة لن يقف متفرجاً إلى أن تنهي وحدات الحماية تعليقها، ناهيك عن أن الولايات المتحدة لن تسمح بهذا الخيار، خاصة بعد الشوط الذي قطعته العملية في الرقة والمرحلة الحساسة التي تمر بها.

السناريو الثالث: (التأجيل والضمانات)

قد تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة التفاوض مع الجانب التركي لتأجيل العملية إلى ما بعد الانتهاء من معارك الرقة؛ وذلك مقابل ضمانات معينة قد تقدمها أمريكا تهدئ من الهواجس التركية، إلا أن هذا السيناريو يبدو مستبعداً أيضاً، وذلك بسبب أزمة الثقة التي تمر بها العلاقات التركية الأمريكية، حيث تم اختبار الضمانات الأمريكية سابقاً في منبج، والأتراك لن يقعوا في فخ الوعود الأمريكية مرتين، خصوصاً بعد تراجع الولايات المتحدة عن وعودها بسحب سلاح المليشيات الكردية بعد معارك تنظيم الدولة وإعلانها استمرار التسليح، لذا فإن الحشود التركية والتحضيرات لعملية سيف الفرات تُظهر جدية الأتراك في تأمين عمقهم الاستراتيجي عبر التدخل المباشر، ولعل أي ضمانات أمريكية لن تثنيهم عن عزمهم؛ إلا إذا تضمنت تسليم قوات "سوريا الديمقراطية" طوعاً للمناطق التي تستهدفها عملية سيف الفرات، وهذا السيناريو وقدرة واشنطن على تبريد السخونة العسكرية غرب الفرات، والوصول إلى حل يحافظ على علاقتها الجيدة بحليفيها الكردي والتركي، والحيلولة دون تعميق التحالف الروسي التركي؛ تبقى رهناً بما سينتج عن زيارة قادة سوريا الديمقراطية إلى واشنطن([19])، والتي دعا لها المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك، ومن المقرر أن تكون خلال الشهر الحالي أي قبل الموعد المحدد من قبل الأتراك لبدء عملية سيف الفرات في نهاية تموز الجاري.

الخاتمة

لا يمكن فصل التصعيد التركي في الشمال السوري عما يجري من تفاهمات دولية وإقليمية حول تجزئة المسار العسكري في سورية إلى مناطق "خفض توتر" تفضي إلى مناطق نفوذ معترف بها للفاعلين الإقليميين والدوليين، بشكل يسمح بتركيز جهود الأطراف المتناحرة على الأرض (المعارضة، النظام، مليشيات PYD) حول حرب الإرهاب، و حصر صراعها في حدود امتلاك جبهات مع تنظيم الدولة وملء الفراغ الذي سيتركه، الأمر الذي يدل على أن تلك التفاهمات مؤقتة ريثما يتم الفراغ من حرب الإرهاب، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع على تركة التنظيم، والتي ستحسم شكل الحل السياسي في سورية ، ومصير طموحات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في استغلال الفرصة التاريخية المتمثلة في المأساة السورية للفوز بإقليم، ولذلك فجميع الأطراف الإقليمية والدولية في حالة سباق مع الزمن لإعادة ترتيب أوراقها في سورية قبل نهاية الحرب على الإرهاب، ومن بينها تركيا، والتي وإن أخرجتها موسكو والولايات المتحدة من دائرة المكاسب في الملف السوري، إلا أن باب تخفيف الخسائر لازال مفتوحاً، وعليه فإن إمكانية تراجع أنقرة عن حماية عمقها الاستراتيجي في الشمال السوري وقطع الطريق على أي احتمال لإقامة كيان كردي في سورية تكاد تكون معدومة، سواء أتم ذلك بعمل عسكري أو عبر تفاهمات دولية، فأنقرة بحجمها الإقليمي من غير المرجح أن تكون الخاسر الأكبر في هذه اللعبة الدولية، وإنما تثبت الحتمية التاريخية بأن الخاسر دائماً هم الأدوات المستخدمة في لعبة الكبار .


([1])  أنظار تركيا نحو عفرين و”قسد” تنتظر مساعدة روسيا، جريدة عنب بلدي، 2/7/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/esgbom

([2]) انظر تصريحات مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم المشارك في عملية سيف الفرات، موقع جيرون، 7 تموز 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/FwK2XF

([3]) صحيفة بريطانية: الأكراد يشقون طريقهم إلى الرقة ومياه البحر المتوسط، موقع ترك برس، 8 مايو 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/Cqbx8e

([4]) محود عثمان، عملية "سيف الفرات" إذ تشكل المرحلة الثانية من درع الفرات، موقع ترك برس، 3تموز 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/92XrEb

([5])  ألمانيا تسحب قواتها من قاعدة أنجرليك التركية، وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، 7/6/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/tRf8Ny

([6]) روسيا تبيع تركيا أنظمة صواريخ إس 400، موقع i24 الشرق الأوسط، 29/6/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/Zhfjke

([7]) قائد «الوحدات» الكردية: روسيا «متواطئة» مع تركيا والنظام في عفرين، صحيفة الشرق الأوسط، 5 يوليو 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/UYC1sr

 ([8])روسيا تخيّر (ب ي د) بين تسليم عفرين للنظام أو الاجتياح التركي، موقع كلنا شركاء، 5/7/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/h2AiJt

([9])  قائد «الوحدات» الكردية: روسيا «متواطئة» مع تركيا والنظام في عفرين، مرجع سبق ذكره.

 ([10]) المرجع السابق.

([11]) سورية.. الأكراد يخططون لإقامة منفذ على المتوسط مقابل دعم واشنطن في عملية الرقة، موقع الخليج الجديد، 7/5/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/NFVjmJ

([12]) مصادر روسية وتركية متطابقة تتحدث عن عملية "سيف الفرات" ضد "ب ي د" بسورية، موقع أخبار تركيا، 4/7/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/AN4YMm

([13]) قائد «الوحدات» الكردية: روسيا «متواطئة» مع تركيا والنظام في عفرين، مرجع سبق ذكره.

([14])  انظر تصريحات مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم المشارك في عملية سيف الفرات، موقع جيرون، مرجع سبق ذكره.

([15]) أنظار تركيا نحو عفرين و”قسد” تنتظر مساعدة روسيا، جريدة عنب بلدي، 2/7/2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/esgbom

([16]) محاور وتفاصيل عملية "سيف الفرات" التركية في سورية، موقع نون بوست، 7 يوليو 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/xSw31m

([17]) إحصاءات خاصة بوحدة الرصد والمعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية.

([18]) المرجع السابق.

([19]) واشنطن تستدعي قادة قوات سوريا الديمقراطية، موقع ترك برس، 6 يوليو 2017، متوافر على الرابط: https://goo.gl/jxEeMH

التصنيف أوراق بحثية

شارك الباحث معن طلاع، من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية / مسار السياسة والعلاقات الدولية، في أعمال مؤتمر نظَّمه مركز رووداو للدراسات، يوم الأربعاء 19 تشرين الأول 2016، بعنوان: "كردستان بعد عمليتي الموصل والرقة".

تناول المؤتمر محورين أساسيين؛

 الأول: مستقبل إقليم كردستان والعراق بعد عملية الموصل.

الثاني: عملية الرقة وتأثيرها على مستقبل كردستان سورية.

تناول طلاع في ورقته تعريفاً عن قوات "قسد"، والهيكلية العامة لتلك القوات معرّجاً على أهم المواقف المعارِضة لها سياسياً وعسكرياً على كلا المستويين المحلي والدولي.

حظي المؤتمر باهتمام وسائل الإعلام وحضور عدد كبير من الباحثين من مختلف الدول؛ أمريكيا، وروسيا، السعودية، إيران، سورية.

 

التصنيف أخبار عمران

شارك مركز عمران للدراسات الاستراتيجية في ندوة بحثية عقدها مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي (سيتا)، بمدينة اسطنبول في يوم الخميس 20 تشرين الأول 2016، ناقش فيها الملف السوري، بمشاركة باحثين أتراك وسوريين.

تضمنت الندوة التي حملت عنوان "الفوضى في سورية إلى أين؟"، عرضاً للوضع الراهن في سورية، وناقشت التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة، لا سيما معركة "درع الفرات" وما عكسته من زيادة الدور التركي في سورية.

تحدث في الندوة كل من عضو الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الائتلاف السوري السابق، خالد خوجة، والمدير التنفيذي لمركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية، الدكتور عمار القحف، بالإضافة إلى الدكتور أفق أولوتاش من مركز "سيتا"، والدكتور محي الدين أقامان من جامعة أنقرة.

مدير مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، الدكتور عمار قحف، لفت في ورقته إلى أن الأنظمة السياسية في البلدان التي شهدت احتجاجات ضد الأنظمة، سعت منذ البداية لترويج فكرة الفوضى وربطها بالثورات. وأشار إلى أن نظام بشار الأسد في سورية، وضع منذ بداية الثورة (2011) سردية للإرهاب وتعامل من خلالها مع حراك المحتجين، والربط فيما بينهم وبين الإرهاب. وأضاف أن الأسد عمل على خلق فوضى سياسية، واقتصادية، وأمنية، وبات ينظر للمشهد بأدوات أمنية، ما ساهم في زيادة دور أجهزة الأمن في سورية بالتعامل مع المحتجين.

بدوره أوضح الدكتور محي الدين أقامان أن "الفوضى الحاصلة في سورية" ساهمت في تحديد تركيا بشكل أكبر لخطوطها الحمراء في سورية، وتحديد ما الذي يمكن تحمله وما لا يمكن تحمله. ولفت إلى دور إيران وسياستها الطائفية الواضحة في سورية والعراق، كما تطرق في مداخلته إلى التنافس الروسي– الأمريكي في سورية، واصفاً موقف البيت الأبيض بـ "المتردد".

من جهته، أشار رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق خالد خوجة، إلى جملة من الأسباب التي أوصلت الوضع في سورية لما هو عليه الآن، وركز بشكل أساسي على التراجع الأمريكي لصالح روسيا في سورية. وأكد أن الجيش الحر قد تم إضعافه مقابل تقوية جهات أخرى كـ ميليشيات "سورية الديمقراطية".

وعن عملية "درع الفرات"، رأى خوجة أن المعارك في الشمال السوري تغير التوازنات، منوهاً إلى أهمية مدينة الباب ومنبج وقال إن "هاتين المدينتين ستغيران قدر حلب". وتابع أن تركيا تعمل حالياً على "إعادة إنتاج الجيش السوري الحر وتقويته".

واتفق الباحث في مركز "سيتا" أفق أولوتاش مع بقية المشاركين بالندوة، على أن "درع الفرات" تشير في مجملها إلى زيادة الفاعلية التركية في سورية، معتبراً أن أنقرة تدفع ثمن استقلال سياساتها.

التصنيف أخبار عمران

شهد شهر آب/أغسطس 2016 تطوراتٍ أمنية وعسكرية حاصرت خيارات "الإدارة الذاتية"، وتتمثل في مواجهات الحسكة التي استعمل فيها النظام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة لأول مرة مهدداً بشل الحياة الإدارية في المحافظة، كما أحدثت عملية "درع الفرات واقعاً عسكرياً ساهم في تعقيد تنفيذ مشروع "الإدارة الذاتية" المتعلق بوصل "الكانتونات الثلاث". أما على المستوى السياسي فلعل الحدث الأبرز هو الدفع الأمريكي لأطراف المعارضة السورية لتتعامل وتعترف بالإدارة الذاتية في سبيل تسهيل دخولها للعملية السياسية.

الحركية السياسية "للإدارة الذاتية"

 يتحكم في الحركية السياسية "للإدارة الذاتية" عاملان أساسيان، هما :1) سير الأحداث العسكرية، 2) سير عملية التفاوض. وبينما حصلت الإدارة الذاتية على شبه اعتراف عسكري بها من خلال العلاقة الحاكمة بين قوات YPG والتحالف الدولي، إلا أنها -سياسياً-لا تزال محكومةً وفق بوصلة طرفٍ واحد. ولم تحصل على أي شكل يضمن لها الشرعية السياسية، وهذا ما بدى واضحاً في مواجهات الحسكة، حيث اتضح أنه على الرغم من ضعف النظام عسكرياً في المدينة لم يقدم على أية خطوة نحو الاعتراف "بالإدارة الذاتية" بل هدد بسحب كافة إداراته من المحافظة، وقام بقطع شبكة المصرف المركزي عن المحافظة.

أما على الصعيد الدولي فيُلحظ توجه الإدارة الأمريكية نحو دفع مؤسسات المعارضة الرسمية للتعامل مع "الإدارة الذاتية"، وقد تجلى هذا في حديث المبعوث الأميركي إلى سورية، مايكل راتني في لقائه مع الائتلاف، حيث نفى وجود علاقة لبلاده مع PYD بينما أكد وجود علاقة عسكريّة مع وحدات الحماية الشعبية-YPG وحصرها بشراكة "عسكريّة لقتال داعش". أما بخصوص تفضيل بلاده للعلاقة مع وحدات الحماية الشعبية فقد صرح " كنّا نرغب أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال الأسد بالتزامن مع قتال داعش، والمشكلة أنّ قتال الأسد عسكرياً ليس ضمن خطّتنا حالياً"، مضيفاً: "نحن نريد شريكاً قويّاً على الأرض، والـ YPG شريك قوي". كما نصح راتني الائتلاف بالتحدث مع PYD، وحسب تقييمه فإن الأخير مكوّن سوري ولن يختفي من الساحة السّوريّة، وشدد على انعدام أية علاقة سياسية بين بلاده و"الإدارة الذاتية" قائلاً" نحن لا نعترف بمصطلح "روج آفا" ولا ندعمه سياسيّا"([1]). وفي تناغم مع هذه النصائح صرح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنه «ليس قلقاً» من تقارب موسكو وأنقرة إذ أن "الجميع سيتعاملون مع الوقائع على الأرض، وهناك تعاون عسكري بين الأميركيين وقوات قسد" الكردية -العربية. وتوقّع قيام واشنطن بـ "تطبيع سياسي"، مستشهداً بحديث راتني مع الائتلاف قائلاً: ننصح الائتلاف بالتواصل مع الاتحاد الديمقراطي ومع صالح مسلم شخصياً ([2]).

في المجال السياسي أيضاً، أعلن مستشار رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبوا عن عزم "افتتاح الإدارة الذاتية" مكتب ممثلية له في العاصمة الأمريكية واشنطن في الفترة القريبة، بالإضافة لعواصم أوربية أخرى.([3]) كما قام وفدٌ من "الإدارة الذاتية" بزيارة دولة جنوب إفريقيا برئاسة صالح مسلم والقيادية في وحدات حماية المرأة "شاها عبدو" والرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني ريبوار رشيد وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المؤتمر يلماز أوركان. وقد عقد الوفد خلال الزيارة لقاءات مع مساعد وزير خارجية جنوب إفريقيا، ووزير البيئة ومسؤول العلاقات الخارجية، والمستشار الأول لرئيس جنوب إفريقيا ووزير الدولة، طالبوا خلالها جنوب إفريقيا بالاعتراف بالإدارة الذاتية ([4]).

من جهة أخرى ومع استمرار التوتر بين المجلس الوطني الكُردي وPYD، فند الأخير اتهامات المجلس له بالقيام بأعمال ترهيبية ضد السكان المدنيين وقيامه بوضع قنبلة أمام مكتب "الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة، وقام بترهيب السكان في ناحية راجو بعفرين في محافظة حلب شمالي البلاد. واتهم بالمقابل الاتحاد الديمقراطي المجلس الوطني الكردي بمحاولة إشعال الفتنة بين المكونات المختلفة، كما طالب "الإدارة الذاتية" بمحاكمة المجلس الكردي([5]).

تجاوزات "الإدارة الذاتية"

يعتبر شهر آب/أغسطس أعلى الأشهر من حيث عدد ونوعية الانتهاكات والاعتقالات من قبل “الإدارة الذاتية” ومناصريها بحق المجلس الوطني الكُردي والمواطنين المعارضين لها، حتى أنها دفعت بالشارع الكُردي لحالة شديدة من الاحتقان. وكانت البداية في 31/07/2016، مع قيام "مجهولين" بتفجير قنبلة في مكتب الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة([6])، لتتبعها مدينة عفرين التي أدانت منظمة الحزب الديمقراطي الكُردستاني فيها قيام قوات الأسايش في المدينة وريفها بحملة اعتقالات واسعة لسحب الشباب للتجنيد الإجباري([7])، لترتفع حدة التوتر لاحقاً وبتاريخ 11/8/2016 مع قيام أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باقتحام مكاتب كل من حزبي PDK-S ويكيتي، وإقدامهم على إنزال العلم الكُردي وإهانته بكتابة عبارات تخوينيه للمجلس ورئاسة إقليم كُردستان عليه([8]). استمرت الأسايش بحملات الاعتقال حتى شملت رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو في 13/8/2016([9])، لتقوم بنفي رئيس المجلس لاحقاً إلى إقليم كُردستان العراق مع توجيه التهديد له في حالة العودة لمناطق “الإدارة الذاتية” 2016/08/14([10])، الأمر الذي أدانه رئيس إقليم كُردستان العراق.([11]) وعلى إثر هذه الاعتقالات دعت منظمات حقوقية "“الإدارة الذاتية”" للإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم منها: الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركز العدالة السوري لحقوق الإنسان([12])، فيما دعا المجلس الوطني الكُردي أنصاره للتظاهر ضد القمع الذي تمارسه “الإدارة الذاتية”([13]).

لم تهتم “الإدارة الذاتية” بالاعتراضات والدعوات([14]) والإدانات الموجهة لها للتوقف عن الاعتقالات والاقتحامات التي تعتبر العامل الرئيسي في هجرة السكان واحتقان السكان المقيمين في المنطقة وفق بيان من KDP_S([15])، وهذا ما يظهر من قيام أنصار PYD باقتحام مكتب حزب يكيتي مجدداً في الحي الشرقي لمدينة القامشلي وإهانة العلم الكُردي مرةً أخرى في 13/08/2016([16])، أتبعتها الأسايش باعتقال خمسة قياديين من حزب KDP-S وهم: سكرتير المكتب السياسي للحزب، محمد اسماعيل، وعضو المكتب السياسي للحزب، نشأت ظاظا، وأعضاء اللجنة المركزية الثلاثة نافع عبد الله، عبد الكريم حاجي، صالح جميل في 15/8/2016([17])، وفي ذات اليوم طال الاعتقال نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح، عضو اللجنة المركزية في ذات الحزب، عبد الله كدو([18]).

وفي مدينة تربه سبي/القحطانية طال الاعتقال عضوي المجلس المنطقي للديمقراطي الكُردستاني عبد الرحيم علي محمود ومحسن خلف، بالإضافة لصلاح بيرو عضو الهيئة الاستشارية للحزب نفسه([19])، بينما تعرض أنصار حزب PYD لجنازة عنصر من قوات "بيشمركة روج آفا" والذي فقد حياته في إقليم كُردستان العراق، بصورة استفزازية وقامت بخطف الجنازة لساعات عدة وتم تحويل سير المشيعين لعدة مرات على مداخل المدن التي مر بها المشيعون. في مواجهة هذه الحملة الشرسة من قبل “الإدارة الذاتية” والتنظيمات المنضوية ضمنها، دعا المجلس الكُردي جماهيره لالتزام الهدوء والاستمرار في الاعتصامات والتظاهرات في كافة المناطق الكُردية([20])، وأعلنت الأمانة العامة للمجلس عن إصرارها على عودة رئيس المجلس الكُردي في أقرب وقت([21]).

أما “الإدارة الذاتية” فقد بررت الاعتقالات العشوائية على لسان القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم) عبد السلام أحمد قائلاً بأن التوقيف طال أناساً خالفوا “قوانين “الإدارة الذاتية” الديمقراطية” "وهذا لا يعتبر اعتقالاً، حيث لم يتم توقيفهم بناءً على إبداء رأي مخالف، بل هم مخالفون للقوانين وعلى رأسها عدم حصول المجلس الكُردي على "الترخيص القانوني الناظم لعمل الأحزاب السياسية"([22]). جاء التبرير ذاته من سكرتير الحزب الديمقراطي الكُردي في السوري "جمال شيخ باقي" معللاً الاعتقالات بأنها أمنية وليس لها علاقة بالسياسة، فالأسايش تنفذ مهامها فقط ولا يهمها الخلفية السياسية لأي إجراء تتخذه وبحسب تعبيره فإن الأسايش عندما تعتقل فإنها تؤدي مهمة أمنية وفي نظر الأسايش كان هناك مسألة تتعلق بالشغب في الشارع على حد قوله([23]).

وفي ذات السياق وفي محاولة للتغطية على حجم الانتهاكات الحاصلة بحق المعارضين للإدارة الذاتية قامت الأسايش بتوقيف عدد من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطيPYD ومؤيديه([24])، ونشرت بياناً بالحادثة ورد فيه "تم توقيف بعض من أنصار حزب الاتحاد وبعض أفراد عوائل الشهداء، أثناء استغلالهم مراسيم تشييع أحد عناصر البيشمركة، ومحاولة التهجم على المشيعين لتتدخل قواتنا في الوقت المناسب وتسيطر على الموقف"، بينما دعا رئيس قوات الأسايش جوان إبراهيم لتفهم قيام عناصره بعمليات التوقيف، مشيراً إلى عدم صوابية جعل الشعب ضحية الخلافات الحزبية بين السيّد مسعود البارزاني والـ (PYD) أو الـ (PYD) والـ (ENKS) حسب قوله([25]).

التفجيرات المستهدفة لمناطق "الإدارة الذاتية"

تشهد المدن الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” بين الحين والآخر اختراقات أمنية من طرف "تنظيم الدولة" الذي يشن هجماتٍ لا تُميز بين أهداف أمنية أو مدنية مما يوضح هدف التنظيم في نشر الرعب والفوضى في المنطقة كلها. وكان آخر هذه العمليات تفجير انتحاري استهدف حاجزاً للأسايش في الحي الغربي من مدينة قامشلو/القامشلي يوم الأربعاء 27/7/2016، وقد نجم عن التفجير دمار هائل في الأبنية ووصل عدد الضحايا إلى 54 بينهم 9 مفقودين([26]) لم يعثر لهم على أثر([27]).

تُعاني مدينة القامشلي من نقص حاد في الدواء نتيجة قلة الشحن إليها من باقي المحافظات([28])، وخصوصاً مع استمرار إغلاق الحدود السورية التركية منذ عدة سنوات وتأثر المعبر مع إقليم كردستان بالتجاذبات السياسية بين طرفي المعبر، لذا قامت حكومة إقليم كردستان العراق وبإيعازٍ من رئيس الإقليم مسعود البرزاني بتجهيز مستشفيات محافظة "دهوك" وإرسال حاجات مستشفيات القامشلي من الأدوية([29]). واعترض المجلس الوطني الكُردي على استلام هيئات “الإدارة الذاتية” لشحنة الأدوية باعتبارها قادمة من طرفٍ داعم للمجلس([30])، في حين أعلنت رئيسة الهيئة الصحية المشتركة عبير حصاف استلام الهيئة فقط لطن واحد، داعية الإقليم للاستمرار في إرسال الأدوية حتى لا يحدث نقصٌ مشابه في المستقبل([31]). ومع قدوم شحنة الأدوية استطاعت مستشفيات المدينة تخريج غالب الجرحى المستقرة حالتهم خلال 3 أيامٍ عقب التفجير([32]).

نددت عدة أطراف بالتفجير منها: المجلس الوطني الكُردي، ورئاسة “الإدارة الذاتية” التي أعلنت الحداد العام لثلاثة أيام([33])، ومبعوث الرئيس الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة برت ماكغورك، والذي تعهد باستمرار الدعم للإدارة الذاتية([34])، ورئاسة إقليم كُردستان العراق([35])، والرئيس العراقي فؤاد معصوم([36])، والائتلاف الوطني السوري([37]).

لم يكن التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة القامشلي إلا واحداً من سلسلة عملياتٍ مشابهة ارتفعت سويتها خلال شهر تموز وما سبقه، حيث فقد على الأقل خمسة أشخاص حياتهم من مدينة تل أبيض بالتفجير في 29/06/2016([38])، لتقضي مدينة الحسكة آخر إفطار في شهر رمضان في الخامس من تموز على وقع تفجير استهدف المخبز الآلي في حي الصالحية، وأودى بحياة 27 جلهم من المدنيين وفق آخر إحصائية حولها، وتبنى "تنظيم الدولة" العملية أيضاً([39]).

شهدت مدينة عامودا في 28/07/2016 انفجار سيارة بالقرب من فرن، جُرح إثرها شخصان فقد أحدهما حياته وهو مؤيد موسى الكلاح من قرية بهيرة، والذي تناقضت الروايات حوله، فمن جهة اتهمه شهودٌ من المنطقة بمحاولة زرع عبوة ناسفة إلا أنها انفجرت به([40])، ومن جهة أخرى برأه من التهمة أهالي قريته "بهيرة" التي شهدت حملة اعتقالات من قبل الأسايش في سياق التحقيق بالتفجير وفق ذات المصدر([41]). في 10/08 قامت قوات الأسايش في ريف القامشلي بتفكيك عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينتي تل حميس والقحطانية، دون وقوع خسائر([42]).

دفعت الحالة التي خلقتها التفجيرات المستهدفة للمنطقة خلال شهرٍ واحد بالتخوفات لأعلى مستوى، كما أوجد بيئة مناسبة لنشوء حالة من الهلع، تغذيها جملة من الأخبار غير الموثوقة عن دخول آلياتٍ مفخخة أخرى إلى المحافظة([43])، وهذا ما دفع بالكثير من المواطنين والشخصيات الكُردية للتساؤل حول كيفية نجاح التنظيم باختراق المنطقة ولمسافاتٍ طويلة، وعبور العديد من الحواجز التي تقوم بالتحقق من الوثائق الثبوتية والبضائع. وحمَّلت هذه الشخصيات “الإدارة الذاتية” مسؤولية التفجير نتيجة قمعها للأحزاب الأخرى وعدم قبولها تشاركية السلطة([44]). ولم يتم حتى ساعة إعداد التقرير الإعلان عن أية نتائج للتحقيقات بخصوص التفجير([45]) أو لحجم الخسائر مع أن الرئاسة المشتركة لبلدية القامشلي أعلنت عن تشكيل لجنة من المهندسين لحصر الأضرار([46])، ولاحقاً أعلنت قوات الأسايش إعفاء مجموعة من الضباط والمسؤولين الأمنيين في المؤسسة وهم: مدير مؤسسة مرور روج آفا (عبد الباسط محمد كوتي)، مسؤول أمن الحواجز في أساييش روج آفا (شيخموس أحمد أحمد)، المتحدث الرسمي باسم الأساييش (عبدالله محمد السعدون(، وتكفلت الأسايش بتخصيص 200 مليون ليرة من مخصصاتها كمساهمة في إعادة إعمار المباني المتضررة([47]).

وأعلن رئيس المؤسسة جملةً من التوضيحات كان أهمها:

  • يدفع إغلاق معبر سيمالكا للقبول بالبضائع المستوردة من المناطق الأخرى والتي تمر عبر مناطق سيطرة التنظيم.
  • مؤسسة الأسايش بعيدة عن التجاذبات الحزبية.
  • التأكيد على إمكانية حدوث التفجيرات في ظل الحرب والحصار من كل الأطراف.
  • اتخاذ إجراءات جديدة من الممكن أن تخفف من سوية التفجيرات المستهدفة لمناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”([48]).

يذكر أن “الإدارة الذاتية” تملك العديد من الحواجز على مداخل كافة المدن، ووضعت المئات من أجهزة المراقبة حول أغلب النقاط الحساسة على الحواجز وداخل المدن، بالإضافة إلى وجود قوانين سابقة تمنع دخول الشاحنات في ساعات محددة إلى داخل المدن وخصوصاً في الصباح، وتمنع استخدامها للطرق الداخلية كما في وضع مدينة القامشلي حيث يجب على كافة الشاحنات الضخمة استخدام طريق الحزام الدائري. وأيضاً كانت “الإدارة الذاتية” قد خصصت مناطق تفريغ وتحميل خارج المدن، في محاولة لمنع وقوع هجمات إرهابية.

معارك الحسكة

تشهد محافظة الحسكة توتراً شبه دائم بين عناصر مليشيا الدفاع الوطني "المقنعين"، التابعة للنظام وبين الأذرع العسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مدينتي القامشلي والحسكة نتيجة انعدام وجود النظام في المحافظة إلا في هاتين المدينتين وبعض القطع العسكرية والمناطق المحيطة بها. وخلال هذا العام كانت اشتباكات مدينة قامشلو/ القامشلي التي حصلت بتاريخ 16/3/2016 الأهم في المحافظة([49])، لتحدث بعد ما يقارب الشهرين في مدينة الحسكة بتاريخ 18/05([50]) سقط على إثرها بعض القتلى من الطرفين وتوقفت بسرعة. وعلى خلفية مناوشات بين عناصر الهجانة والأسايش حدثت اشتباكات في 03/07/2016([51]) وفي 25/07/2016([52])، وأهم ما يميز هذه المعارك أن قوات الأسايش نجحت بتقليل نقاط تمركز ميلشيات الدفاع الوطني.

منذ بداية العام الحالي لا يكاد يمر شهرٌ في مدينة الحسكة دون حدوث اشتباكات بين النظام والدفاع الوطني من جهة وبين القوى التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى ولأسبابٍ متعددة، فالنظام يحاول عبر تسليح بعض الأفراد من عشائر المنطقة تشكيل قوة عسكرية تستطيع مع مرور الزمن مواجهة قوات الأسايش وYPG، وليعيد سيطرته على المناطق التي خسرها، بينما تحاول “الإدارة الذاتية” القيام نزع السلاح عن النظام في المحافظة وإبقاء وجوده الإداري والأمني ضمن مقراته فقط، وهي حسب مسؤولين من “الإدارة الذاتية” خطوات تهدف لإبقاء الروابط مع المركز، وعدم خسارة الرواتب التي يقدمها للموظفين بالإضافة للوثائق الرسمية والمواد الضرورية للمعيشة كالأدوية التي تدخل المحافظة عبر المطار والذي يعتبر المعبر الوحيد الآمن والمستمر لدخولها.

ومع سيطرة قوات سورية الديمقراطية على منبج وحصولها على دعمٍ كبير من التحالف الدولي، وإعلانها المضي في مشروعها الفدرالي، ازدادت الاحتكاكات بين عناصر الأسايش والنظام. وفي هذا السياق يذكر أن النظام وضح موقفه الرافض للفدرالية على لسان كافة مسؤوليه وكان أشدها تصريحات بشار الجعفري حيث وصفها ب «مجرد أوهام». وبالعودة لمدينة الحسكة والمواجهات الأخيرة التي بدأت باستنفار كامل بين عناصر الطرفين وتحولت لاعتقالات متبادلة بحق المدنيين من العرب والكُرد وصلت لأكثر من 35 شخص من قبل عناصر الطرفين في 05/08/2016([53])، فقد عقد النظام وقيادات من وحدات الحماية اجتماعاً لاحتواء الأزمة. وتشير بعض التقارير إلى أن وحدات YPG طالبت بلقاء مسؤول من الحكومة فتم الرد بأن المحافظ محمد زعال العلي يمثل رئيس "الجمهورية"، فتم عقد الاجتماع معه وقدم خلاله وفد الوحدات ورقة تتضمن 11 بنداً أهمها:

  • حل قوات الدفاع الوطني وجميع التشكيلات الأخرى الرديفة للجيش السوري في الحسكة.
  • سحب جميع القطع العسكرية الموجودة (4 قطع عسكرية موجودة في الحسكة) وتسليم المقار الأمنية وقيادة الشرطة.
  • الاعتراف بفدرالية روج آفا مقابل تقديم ضمانات بعدم الانفصال، وبالحفاظ على المقرات الحكومية السورية وتسيير شؤون المدينة. وكان رد المحافظ بالرفض بشكل نهائي على جميع هذه المقترحات وهو ما أدى إلى فشل المفاوضات([54]). بالرغم من محاولات التهدئة بين الطرفين([55]) فقد تحولت الاعتقالات المتبادلة إلى معركة في 16/08/2016، بعد استهداف عناصر مقنعين حاجزاً للأسايش([56]).

تطورت الأحداث في الثامن عشر من الشهر ليستخدم النظام الأسلحة الثقيلة في قصف مختلف مناطق المدينة، كما استخدم ولأول مرة الطائرات الحربية ضد المدنيين وبالأخص ضد عناصر وحدات حماية الشعب، حيث استهدف مناطق قريبة من أماكن تواجد عناصر من الجيش الأمريكي القائمين بمهمة تدريب قوات سورية الديمقراطية([57])، وهو ما دفع البنتاغون لوصف الخطوة " بغير العادية" ([58])، ولتقوم طائرات التحالف لاحقاً بالتعرض لطائرة للنظام ومنعها من الاقتراب من أجواء المدينة والتهديد بمواجهة "خطر فقدان طائرة" في حال تكرار الأمر([59]). كما تم نقل القوات الأمريكية إلى مكانْ آخر أكثر أمناً([60])، وتمت اتصالات بين واشنطن وموسكو في محاولة لمنع الطيران الروسي من مساندة النظام ودفع الأخير للتوقف عن استخدام الطيران الحربي في العمليات([61]). وتُشير بعض التقارير إلى تواجد قرابة 45 عنصراً من سلاح البحرية الأمريكي في المنطقة القريبة من القصف، كانوا قد وصلوا إلى بلدة المبروكة بدعوى إزالة الألغام في حين أن بعض المراقبين يشيرون إلى نية واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة([62]). وخلال هذه المدة استطاعت وحدات YPG محاصرة بناء محافظة الحسكة، ولاحقا السيطرة على حي الغويران، وحي النشوة والمدخل الغربي للمربع الأمني([63]).

أدى توسع “الإدارة الذاتية” الجغرافي العسكري ومحاولاتها إلى اكتساب اعتراف دولي سياسي لتثبيت وجودها ضمن الخارطة السياسية السورية المستقبلية. ودفعت بحالة من عدم الاصطدام المعلن، والتسهيل المتبادل بينها وبين النظام، للتعرض لصدماتٍ، واستمرار النظام في رفضه الاعتراف بها كما ظهر من خلال بيان القيادة العامة لجيش النظام في 19/08/2016، والذي وصف وللمرة الأولى قوات الأسايش بالجناح العسكري لحزب العمال الكُردستاني واتهمها بالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط وخطف المواطنين ولذا توجب القيام بالرد من قبل الحكومة. ويبدو من هذه التصريحات محاولة النظام تذكير “الإدارة الذاتية” بالأوراق التي يملكها والتي تمكنه من ربطها عضوياً بحزب العمال([64])، في حين اعتبر المتحدث باسم قوات الحماية الشعبية ريدور خليل تصريحات النظام بأنها محاولة لتحريف الحقائق وورقة يقدمها النظام لتركيا في سبيل عقد تفاهمات معها لاسيما مع زيادة التصريحات التركية حول إمكانية الحوار مع النظام السوري ودفعه إلى الرحيل لاحقاً([65]).

تطور الوضع في المدينة لاحقاً لتقوم قوات الحماية الشعبية بحصار كافة نقاط تمركز النظام خصوصاً بمحيط جبل كوكب حيث تتواجد كتيبة المدفعية، وتم أسر ما يقارب 230 عنصراً من الدفاع الوطني والجيش السوري([66]). على إثرها أطلق محافظ الحسكة نداءً لقوات الحماية يذكرها بالاحترام المتبادل بينهم ومذكراً بأن قواته أمدت وحدات حماية الشعب بالأسلحة والذخائر وحتى العتاد الثقيل لضرب المجموعات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار الحسكة على حد وصفه، وقد اعتبر حديث المحافظ تنازلاً كبيراً أمام البيان الذي كان قد أعلنه المتحدث باسم قوات الجيش السوري سابقاً([67]).

تدخلت روسيا لإنقاذ التواجد العسكري للنظام في الحسكة في خطوة لمنع تسليم كامل الشمال السوري لأمريكا، وعقدت على إثر ذلك سلسلة من اللقاءات في مطار حميميم لإعلان الهدنة بين الطرفين فشل الأول في 21/08/2016([68]) لتعلن في 23/08 عن التوصل لاتفاق نهائي، وقد كانت أهم مطالب “الإدارة الذاتية” حسب المتحدث باسمها: حصر حماية المدينة بيد قوى الأمن الداخلي والأسايش فقط، تسليم الأماكن والمحلات التي سيطرت عليها YPG لقوات الأسايش، خروج الجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام إلى خارج المدينة([69]).

تقييم المواجهات من قبل المراقبين

تعددت المواقف من المواجهات في الحسكة بناءً على مواقف الأطراف من النظام و”الإدارة الذاتية”، فمن جهته طالب المجلس الوطني الكردي بالوقف الفوري للقتال، وبدخول قوات بيشمركة كُردستان (قوات روج) بعد التنسيق والترتيب مع الجهات المعنية للدفاع عن جميع مكونات المنطقة من عرب وكُرد وكلدو آشور السريان([70])، في حين أدان الائتلاف المواجهات بين الطرفين والتي تدور رحاها حول المدنيين، مذكراً بالعلاقة بين النظام و”الإدارة الذاتية” سابقاً كما دعا المواطنين بكافة مكوناتهم للحذر واليقظة من ألاعيب النظام([71]).

فمن جهته أوضح فؤاد عليكو عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكُردي والهيئة العليا للمفاوضات بأن ما حدث في الحسكة يرجع لثلاثة احتمالات في كونه:

  • حادثاً عرضياً كالتي سبقها من الحوادث.
  • خلافاً سياسياً متعلقا بتخوف النظام من ابتعاد PYD في تحالفه معه والاقتراب أكثر فأكثر من أمريكا.
  • ضغطاً من النظام على PYD في سياق تفاهمات حصلت بينه وبين إيران وتركيا، ووجوب تقليم أظافر PKK وفرعه السوري PYD تلبيةً لرغبة تركيا([72]).

بالمقابل رأى نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح بأن ما حدث في الحسكة توتر ناجم عن "التفاهمات التركية -الروسية الإيرانية والسورية"، وبأن النظام يحاول إرسال رسالة مفادها ضرورة وضع حد لتجاوزات الـ PYD. ومن جانب آخر هي رسالة إلى تركية بأن النظام "يتناغم" مع تركيا ويتصادم مع الــ YPG انسجاماً مع التوجهات الجديدة، مشيراً إلى أن هذا "العدوان" على الأحياء الكردية في الحسكة شكل "صدمة" وأدى إلى نزوح جماهيري كبير وقصف للأحياء الكُردية مما كان له أثر سيء على الشعب بشكل عام، منوهاً إلى أن الهدوء الحالي إيجابي ليعود المدنيين إلى مساكنهم آمنين حسب وصفه([73]).

اختلفت أطراف معارضة مع هذه الرؤى حيث وصفت ما حدث بأنه محاولة لفرض حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، كعضو في المعارضة السورية وشريك في المفاوضات، وإلغاء صفة التعاون مع الأسد، من خلال إطلاق "أول" مواجهة عسكرية بين الطرفين([74]).

تعددت واختلفت التحليلات عن أسباب ومآلات الاشتباكات التي حصلت في مدينة الحسكة، فمنهم من وصفها ب"المسرحية" الهادفة لإدخال “الإدارة الذاتية” إلى وفد المعارضة، أو للتغطية على تجاوزات مؤسساتها بحق المعارضين، ومنهم من وضعها في خانة تطبيع العلاقة بين النظام وتركيا. بينما تطرقت أخرى إلى التناقضات التي تعيشها حالة "المصلحية المتبادلة " بين الطرفين والتي ستقود بالضرورة إلى مواجهاتٍ بين الحين والآخر بينهما وذلك في إطار محاولة كل منهما زيادة مناطق نفوذه بما يعزز من موقفه في أية تسوية سياسية مستقبلية، وهذا يظهر في تصريحات جوان إبراهيم قائد قوات الأسايش حينما قال "فليسمع النظام جيداً... الحسكة تابعة لحكومة “الإدارة الذاتية” الديمقراطية قولاً واحداً لا غبار عليه"([75]).

عملية "درع الفرات"

يُشكل أي توسعٍ للإدارة الذاتية في سورية "تهديداً" لتركيا بناءً على الموقف التركي من حزب العمال الكُردستاني وارتباطه ب PYD الحزب المُشكل للإدارة الذاتية. وقد ارتفعت سوية التصريحات التركية من الكيان "الكُردي" خصوصاً بعد انهيار عملية السلام في تركيا عَقب انتخابات حزيران 2015، وعودة حزب العمال لحمل السلاح بعد قرابة عامين من المشاركة في عملية السلام. لذا كانت تركيا تعتبر دوماً أي ممرٍ مكتملٍ من القامشلي/ قامشلو إلى عفرين خطراً على أمنها القومي وعلى وحدة أراضي تركيا. ومع استمرار الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحداتYPG عمادها، وعدم انسحاب "قسد" لشرق نهر الفرات حسب اتفاق سابق بين تركيا والأطراف المشاركة([76]) في عملية السيطرة على منبج التي تمت بتاريخ 06/08/2016([77]تتكرر المطالبة التركية لعدة مرات([78]) مع استمرار تقدم قوات "قسد" باتجاه مدينة جرابلس الحدودية. وقد دفع هذا المنحى في سير الأحداث بتركيا للإسراع بإنهاء مشاكلها مع الدول الإقليمية والعالمية، فبعد زيارة تطبيع للعلاقات مع روسيا من قبل الرئيس التركي09/08([79])، صادق البرلمان التركي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل([80])، وتم إجراء زيارات متبادلة مع إيران بدأت بزيارة وزير الخارجية التركي لطهران بشكل مفاجئ، أكد خلالها توافق وجهات نظر البلدين حول وحدة الأراضي السورية([81])، تبعها لاحقاً تصريحاتٌ من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أفاد فيها بأن أنقرة ستضطلع بدور "أكثر فعالية" في التعامل مع القضية السورية في الأشهر الستة القادمة، مشدداً على رفض بلاده تقسيم سورية على أسس عرقية مضيفاً بأن "النظام السوري بدأ ينظر إلى الأكراد كتهديد"([82])، بالتساوي مع تقارير تشير إلى قيام إيران بمفاوضات سرية بين حكومتي إيران وسورية.

بدأت تركيا بالعملية العسكرية بعد تحقيقها توافقاً دولياً حول الدخول للأراضي السورية، وكانت البداية بعملية إخلاء لبلدة كركميش التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد المقابلة لمدينة جرابلس في2016/08/23([83])، ليبدأ التحرك في 24/08/2016، حيث تقدمت كتائب الجيش الحر خلال ساعات بقيادة الضابط التركي الذي أفشل "انقلاب 15 تموز" في تركيا([84])، واستطاعت اجتياز أكثر من 3كم بإسناد مدفعي وجوي تركي([85]). وقد لخص الرئيس التركي أهداف عملية "درع الفرات" بأنها تستهدفُ تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية([86]). كما دافع وزير الداخلية التركي عن التدخل بوصفه مشروعاً وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة المحددة لحق الدفاع عن النفس، وأكد على إنهائها في وقتٍ سريع([87]).

مع تأكيد قيام تركيا القيام بعملية في شمال سورية وإعلان قسد "انسحابها لشرق الفرات" بناءً على اتفاق مسبق، قامت قسد بتشكيل مجلس جرابلس العسكري المؤلف من 3 فصائل([88])، وأعلنت الأخيرة نيتها التوجه نحو المدينة وحذرت تركيا من التدخل البري. بالفعل انطلق مجلس جرابلس العسكري التابع لقسد من مدينة منبج باتجاه الشمال بعد استقدام قواتٍ إضافية لمدينة منبج([89])، وبالتوافق مع دخول فصائل الجيش الحر للمدينة من الطرف الشمالي، استطاعت قوات مجلس جرابلس الوصول إلى الحدود الجنوبية للمدينة، ورد الجيش التركي بقصف مواقعها بالطيران والمدفعية وحدثت مواجهات بين قوات قسد وفصائل الجيش الحر جنوب مدينة جرابلس، ليتدخل سلاح الجو والمدفعية التركية مسانداً الأخيرة مما دفع بقوات قسد للتراجع إلى قرية العمارنة حيث اشتدت الاشتباكات حولها، استخدمت خلالها قوات قسد صواريخ مضادة للدروع ضد دبابتين للجيش التركي مما أدى لمقتل أول جندي تركي في العملية([90])، وعلى إثر المواجهات سيطرت فصائل الجيش الحر على القرى الواقعة شمال نهر الساجور بينما بقيت قوات قسد جنوب النهر([91]).

المواقف من عملية درع الفرات

تنوعت المواقف السورية والدولية إزاء العملية العسكرية التركية في شمال حلب، دولياً، استطاعت الحملة في بدايتها الحصول على تأييد علني من قبل العديد من الدول، لتتبنى الدول لاحقاً مواقف حذرة إزاء الحديث عن توسع نطاق الحملة داخل سورية، تباينت المواقف لتكون وفق الشكل التالي:

1.     موقف إيران

التزمت إيران سياسة المراوغة تجاه عملية درع الفرات، حيث فضلت الصمت الرسمي في بداية العمليات، ودفعت صحافتها الرسمية للقيام بمهمة تقييم العملية، وكان أبرزها لوكالة فارس التي صرحت أن التدخل التركي جاء دون أخذ إذن من النظام، وهو لا يتناسب مع القوانين الدولية، وبأن عناصر تنظيم الدولة هربوا من جرابلس إلى تركيا([92])، ليعلن المتحدث باسم الخارجية عن موقف بلاده لاحقاً عبر مطالبة تركيا بوقف عملية درع الفرات بسرعة لأن "استمرار الوجود العسكري لتركيا في سورية يزيد من تعقيد الوضع" حسب تعبيره([93]).

سبق عملية درع الفرات إعلان روسيا استعمال قاعدة همدان العسكرية في ضرب أهدافٍ داخل سورية بتاريخ 16/08([94])، وهي المرة الأولى التي تسمح إيران لقوات أجنبية باستعمال مطاراتها العسكرية منذ إعلان الثورة "الإسلامية"، لتعود وتغلق القاعدة في وجه الطائرات الروسية بعد أسبوعٍ واحد([95]). يذكر أن إغلاق القاعدة ترافق مع تصريحات متناقضة في تركيا حول إمكانية استخدام روسيا للقواعد في تركيا، حيث صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بإمكانية استخدام روسيا لقاعدة إنجرليك في حالة الحاجة لها، مذكراً بوجود قواعد روسية في سورية مما ينفي حاجتها([96]). هذا الموقف كان قد أعلنه سابقاً وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 04/07/2016 في تصريحاتٍ لوكالة روسية([97])، لتعود عن تصريحاتها السابقة حول المطار قبل يومٍ واحد من بدء عملية "درع الفرات" حيث صرح نعمان قورتلموش نائب رئيس الوزراء بأن روسيا لا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجيرليك وذلك لأن القاعدة يُديرها حلف شمال الأطلسي([98]). ومن الجدير بالذكر أن وكالة فارس كانت أعلنت في 17/08 عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى طهران خلال ذات الشهر، إلا أنها لم تتم([99]).

2.     موقف روسيا

باركت روسيا العملية والجهود التركية في محاربة الإرهاب على الحدود المشتركة مع سورية، كما طالبت موسكو أنقرة بالتنسيق مع دمشق لتكون الجهود أكثر فاعلية([100])، لتعود موسكو عن موقفها الإيجابي، وتعرب عن قلقها من تداعيات عملية درع الفرات على التسوية السورية([101])، ومحذرة من أن العملية تضع وحدة الأراضي السورية في خانة الشك.

3.     موقف النظام

طالب النظام السوري في بداية العملية بتنسيق جهود محاربة الإرهاب على الأراضي السورية مع الحكومة السورية، وأدانت اختراق تركيا للسيادة السورية([102]). وقد تقدم النظام برسالتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن تضمنت حديثاً عن سقوط 35 من المدنيين 20 منهم في قرية جب الكوسا و15 في قرية العمارنة نتيجة القصف التركي، داعياً لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب معه مرة أخرى([103]).

4.     مواقف غربية

وصل نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا في ذات اليوم الذي بدأت فيه تركيا عمليتها ضد تنظيم داعش من جهة وإعلانها استهداف قوات الحماية الشعبية أيضاً. وفي حين جاء الموقف الأمريكي داعماً بشكل حذر للعملية في بدايتها([104])، فمع استمرار العمليات وحدوث مواجهات بين قوات قسد وفصائل المعارضة -والطرفان يحصلان على الدعم الأمريكي- طالبت أمريكا جميع الأطراف بالتركيز على المناطق التي يوجد فيها تنظيم الدولة. ومع استمرار المواجهات أعرب البنتاغون عن قلقه حول حدوث اشتباكات في أماكن لا وجود لداعش فيها([105])، ودعت وزارة الدفاع الأمريكي وحدات الحماية لتحقيق انسحابٍ كامل لشرق الفرات. أما بخصوص تركيا فقد دعاها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بالتركيز في عملياتها على قتال تنظيم الدولة([106]).

نالت العملية على تأييد من ألمانيا([107])، أما فرنسا فقد أعربت عن تفهمها للعملية دون أن يلغي ذلك مخاوف الرئيس الفرنسي من المواجهات بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد والتي تحمل خطر تصعيد شامل([108]).

5.     موقف “الإدارة الذاتية”

حتى قبل أن تبدأ عملية درع الفرات ومع ارتفاع حدة التهديدات التركية لحزب PYD   وذراعه العسكري YPG، اتهمت “الإدارة الذاتية” تركيا عبر منابرها الإعلامية باغتيال القائد العام "لمجلس جرابلس العسكري" عبد الستار الجادر والذي اغتيل بعد إعلانه تشكيل المجلس ب 3 ساعات فقط في 22/08/2016([109]). واعتبر المتحدث باسم YPG ريدور خليل العملية "اعتداء سافراً على الشؤون الداخلية السورية"، مشيراً بأنه نتيجة اتفاق بين تركيا وإيران والحكومة السورية([110]). واعتبر الرئيس المشترك لحزب PYD صالح مسلم العملية في حقيقتها استهدافاً للكُرد بعد حدوث توافق بين الحكومتين السورية والتركية، وتوعد مسلم تركيا بــ "هزيمة" ستلحق بها في المستنقع السوري([111]). في السياق نفسه، وصفت قسد عملية درع الفرات "بالاحتلال للأراضي السورية"، إلا أنها أكدت على "عدم" قيادتها للعملية ضد الجيش التركي وفصائل الجيش الحر حيث أفاد المتحدث باسمها أن مجلس جرابلس العسكري هو الذي يواجه تركيا وحده([112]).

6.     موقف المعارضة

جاءت معظم مواقف المعارضة السورية موافقة ومباركة لعملية درع الفرات حيث نشر الائتلاف بياناً جاء فيه "أن الائتلاف يرحب بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية العسكرية في جرابلس"، مؤكداً أن التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش السوري الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية"([113])، وجاءت مباركة أخرى من حركة الإخوان المسلمين([114]).

من جهة أخرى: أعلنت فصائل مقربة من “الإدارة الذاتية” والمنضوية تحت لواء قسد ومجلس جرابلس العسكري إدانتها لما سمته "الاحتلال التركي" الأراضي السورية([115]). ونقلت مصادر إعلامية للمعارضة روايات تدعي فيها محاولات تشكيل مجلس عسكري تركماني من قبل تركيا، لإدارة مدينة جرابلس. على إثرها رفض مجلس جرابلس المحلي التدخلات التي تهدف لتشكيل مجلس يخلف الموجود حالياً والمنتخب وفق قوانين المجالس المحلية([116])، وبالتوازي مع تحركات “الإدارة الذاتية” ضد عملية درع الفرات تم تشكيل مجموعة تحت مسمى " المقاومة السورية الوطنية" والتي تعهدت –حسب قولها-بمقاومة تركيا حسب بيانٍ نشرته([117]).

الهدنة

بالعودة إلى المعارك التي حدثت بين فصائل الجيش الحر وقوات مجلس جرابلس العسكري التابع لقوات قسد، والتي ترافقت مع إرسال تركيا مزيداً من الدبابات إلى الشمال السوري([118])، وإعلانها نيتها الدخول إلى مدينة منبج، بالإضافة إلى تحذيرها لبريطانيا من اعتبار أنقرة للمقاتلين الإنكليز إرهابيين في حال تم قتلهم في المواجهات([119]). وكما ذكر سابقاً فقد ارتفعت حدة الاشتباكات حول قرية العمارنة الواقعة جنوبي جرابلس، حيث تم فيها إعطاب دبابات تركية ووقوع حالات أسر متبادلة بين قسد ولواء السلطان مراد([120]). أمام هذا التطور في الأحداث تدخلت الولايات المتحدة ليتم إبرام هدنة غير مكتوبة بين الطرفين، وقد رفضت تركيا وصفها بالهدنة أو وضعها في ذات الخانة مع قوة مسلحة غير نظامية باعتبارها دولة ذات سيادة على لسان وزير الشؤون الأوربية عمر جليك. وشددت تركيا على وفاء الأمريكيين بوعودهم التي تنص على انسحاب كامل لقوات الحماية الشعبية لشرق الفرات([121]). من جهتها أكدت قيادة "مجلس جرابلس العسكري" على عقد مجلسهم هدنة مؤقتة مع تركيا، والتي يبدو أنها تحققت حيث توقفت المواجهات بين الطرفين من تاريخ 30/08/2016([122]).

 

ختاماً؛ يوازي الدفع الأمريكي للاعتراف "بالإدارة الذاتية” توجهاً سورياً عاماً وإقليمياً لمنع هذا الاعتراف، كما يبدو من مواقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها الإقليميين وتجاه “الإدارة الذاتية” محاولاتها المستمرة مما يزيد عن عامين بعدم التضحية بأحدهما لصالح الآخر، في المقابل نلحظ استمرار “الإدارة الذاتية” بالضغط على نظام الأسد للحصول منه على أية ضمانات تستطيع من خلالها تأمين نظامها الذي دأبت على بنائه منذ إعلانها. ويتبين من طريقة تعامل هذه الإدارة مع الأحزاب الكُردية المنافسة لها محاولاتها في تهجين كافة المعارضين أو البدلاء الممكنين لها.


 

 ([1]) نصائح أميركية للائتلاف السوري: الاتصال بموسكو و"PYD"،الموقع: العربي الجديد،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://goo.gl/4byvh0

 ([2]) أكراد سورية يتوقّعون «تطبيعاً» أميركياً مع« إدارتهم»،الموقع: الحياة،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sHdRxF

 ([3]) الاتحاد الديمقراطي يفتتح قريبا ممثلية في واشنطن،الموقع: كوردستان24،التاريخ: 31/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yj1B2

 ([4]) وفد من روج آفا والمؤتمر الكوردستاني يزورون جنوب افريقا،الموقع: آ ن ف،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/iLqrJv

([5]) حزب الإتحاد الديمقراطي يدعو ‹الإدارة الذاتية› لملاحقة المجلس الكردي قانونياً،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 04/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bhO2Ce

([6])  مجهولون يحاولون تفجير مكتب PDK-S في كركي لكي بالحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 31/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iOr

([7])  الديمقراطي الكُردستاني يدين ممارسات الآسايش والتجنيد الإجباري في عفرين،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/faCa1w

([8])  أنصار PYD يقتحمون مقرات أحزاب المجلس الوطني الكُردي في القامشلي، الموقع: روداو، التاريخ: 11/08/2016، الرابط: http://goo.gl/6QcksC

([9]) آسايش قامشلو تختطف إبراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكُردي، الموقع: آرانيوز، التاريخ:13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ph8Liv

 ([10]) الآسايش تنفي إبراهيم برو إلى إقليم كُردستان العراق،الموقع: آرنيوز،التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/u2Oj8R

 ([11])   بارزاني يدين تصرف حزب البي واي دي ضد برو ويعده سابقة مرفوضة،الموقع: شفق نيوز،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q48v2m

 ([12])منظمات حقوقية سورية تطالب ‹الإدارة الذاتية› بالإفراج عن إبراهيم برو،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/KXFvUX

([13]) المجلس الكُردي يدعو الشعب الكُردي للوقوف إلى جانبه ودعمه، الموقع: آرانيوز، التاريخ 14/08/2016، الرابط:http://goo.gl/7C7Xyk

([14]) نشطاء يطلقون هاشتاغ ‹خلافاتكم سبب قتل شعبنا› بعد تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 31/07/2016،الرابطhttp://wp.me/p4OhLR-iOX

([15]) البارتي: بي واي دي يدفع بالأمور نحو التصادم والاقتتال الذي نرفضه،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/r1sdxa

([16]) التنظيم الشبابي لـل بي واي دي يعتدي على العلم الكُردي في قامشلو مجدداً، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ZymHpR

([17]) القوات الأمنية (الآسايش) تعتقل 5 قياديين من الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا، الموقع: روداو، التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/krkSrR

([18]) الآسايش تعتقل حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q2NKMD

([19]) مسلحو (ب ي د) يصعّدون الموقف ضد المجلس الوطني الكُردي ويعتقلون 30 سياسياً،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/uwXj54

([20]) المجلس يدعوا لاعتصامات في الداخل والخارج تنديداً بممارسات الإدارة الذاتية،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/c5CCXf

([21]) المجلس الكُردي: ابراهيم برو سيعود الى الوطن قريبا جدا،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 14/08/2016،الرابط: http://goo.gl/EsTlb2

([22]) عبد السلام أحمد “توقيف الذين خالفوا قوانين لا يعد اعتقالا"،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0g0M7E

([23]) الكُردي السوري: تنسيق وحدات الحماية مع النظام كانت تكتيكات الحرب، الموقع: كوردستريت، التاريخ: 25/08/2016،الرباط: http://goo.gl/xRtmLR

([24]) الآسايش تعتقل مؤيدين لحزب بي واي دي والمجلس الوطني الكُردي في قامشلو، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Vm8E5K

([25]) جوان ابراهيم: من الخطأ أن يصبح الشعب في روجآفا ضحيّة الخلافات الحزبية، الموقع: بوير برس: الرابط: http://goo.gl/A7PS4N

([26])  ارتفاع عدد ضحايا تفجير قامشلو، وداعش يتبنى، موقع: آرانيوز، التاريخ: 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHs

([27]) عوائل الشهداء: حصيلة تفجير قامشلو /50/ شهيداً و/9/ مفقودين،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 29/07/2016،الرابط: http://goo.gl/GrmU97

([28])  محافظة الحسكة تواجه أزمة حقيقية في قطاع الأدوية،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 26/07/2016،الرابط: http://goo.gl/3By9Mf

([29])  بارزاني يعزي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون،الموقع: آرانيوز،التاريخ 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHK

([30])  المجلس الكُردي يتهم PYD بمنع وصول الدواء إلى جرحى تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 28/07/2016 http://wp.me/p4OhLR-iJB

([31])  مستشفيات القامشلي تستلم الادوية المرسلة من اقليم كُردستان،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 01/08/2016 http://goo.gl/41YZXv

([32])  مشافي قامشلو تخرّج معظم جرحى التفجير بعد تلقيهم للعلاج،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iMN

([33]) المجلس الوطني الكُردي يندد بتفجير قامشلو،و‹الإدارة الذاتية› تعلن الحداد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/4h5y50

([34])  ماكغورك يندد بهجوم قامشلو ويتعهد بمواصلة دعم الكُرد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iIF

([35])  مصدر سابق: بارزاني يعزي ذوي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون.

([36])  الرئيس العراقي يدين تفجير قامشلو ويؤكد انها دليل على هزيمة داعش،الموقع: روج نيوز،التاريخ:28/07/2016،الرابط: http://goo.gl/b53X0F

([37])  الائتلاف يدين التفجير الإرهابي بالقامشلي،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yXCyb

([38])  استشهاد خمسة أشخاص جراء انفجار سيارة مفخخة في تل أبيض،الموقع: آرتا إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: https://goo.gl/HUWuqu

([39]) 27قتيل و29 جريح حصيلة شبه نهائية لتفجير الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ 06/07/2016/ الرابط: http://goo.gl/jkHBlW

([40]) عامودا: إرهابي يفشل بزرع عبوة ناسفة في سيارة انفجرت به وأردته قتيلاً،الموقع/ ولات إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: http://goo.gl/4uMA4E

([41]) اتهامات لـ “أسايش” باعتقالات “تعسفية” على خلفية انفجار عامودا،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://goo.gl/JLs6PQ

([42]) الآسايش تفكك مجموعة عبوات ناسفة بريف الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 10/08/2016،الرابط: http://goo.gl/2eO10m

([43]) أنباء عن دخول آليات مفخخة إلى الحسكة،وحواجز الآسايش تستنفر،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 08/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j5v

([44]) حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي يتحدث عن التفجيرات التي استهدفت قامشلو،الموقع يكيتي ميديا،التاريخ: 25/07/ 2016،الرابط:https://goo.gl/5P9764

([45])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز: التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j0w

([46]) الرئيسة المشتركة لبلدية قامشلو: شكلنا لجنة للنظر في وضع المباني المتضررة،الموقع: بوير برس،التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/FrVMzp

([47]) الآسايش تعفي ضباط وتخصص 200 مليون لتعويض المتضررين،الموقع: رئاسة الإدارة الذاتية،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/b9crKO

([48])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/5yd2Vg

([49]) اشتباكات بين ميليشيا الدفاع الوطني والوحدات الكردية في القامشلي، الموقع: أورينت نيوز،التاريخ: 16/03/2016،الرابط: http://goo.gl/t6TI0u

([50]) بعد القامشلي… اشتباكات بين وحدات الحماية وقوات النظام في الحسكة،الموقع: كلنا شركاء،التاريخ: 18/05/2016،الرابط: http://goo.gl/POQLXG

([51]) إشتباكات بين عناصر عناصر النظام والقوى التابعة لحزب الإتحاد،الموقع :قاسيون،التاريخ 03/07/2016،الرابط:http://goo.gl/uqEFpz

([52]) اشتباكات جديدة بين قوات الاساييش وقوات النظام في المربع الأمني،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ:25/07/2016،الرابط:http://goo.gl/bAXio9

([53]) استنفار واعتقالات متبادلة بين الآسايش وقوات النظام في الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iZz

([54]) الحسكة: ضغوط كردية لإكمال «الفدرلة».. ومفاوضات «تحت النار»،الموقع: السفير،التاريخ: 20/08/2016،الرابط:http://goo.gl/Q8kPLR

([55]) ميليشيا الدفاع الوطني تفرج عن المعتقلين المدنيين لديها في الحسكة،الموقع آرانيوز،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-jbU

([56]) هدنة في الحسكة بين النظام والأسايش بعد اشتباكات بين الطرفين،الموقع: راديو روزنة، التاريخ:17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/B4quWz

([57]) طائرات النظام السوري تقصف المدنيين في الحسكة،الموقع: آ ان أف. التاريخ: 18/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ZSvJPt

([58]) البنتاغون: قوات الأسد قصفت مواقع قرب جنودنا في الحسكة،الموقع: عنب بلدي،التاريخ:19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O93L86

([59]) غارة الحسكة... مسؤول لـCNN: سوريا ستواجه خطر فقدان طائرة بتكرار ذلك،الموقع: سي ان ان،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zskRKF

([60]) واشنطن تسحب قواتها من الحسكة بشكل مفاجئ بعد قصف النظام ؟ الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0aAJgK

([61]) ملخص المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم البنتاغون الجمعة 19 أب 2016 حول ‏الحسكة، الموقع: خبر24،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sWU0D1

([62]) نظام الأسد والوحدات الكردية يقتربان من نقطة اللاعودة،الموقع: صحيفة العرب اللندنية،التاريخ:07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ssMjV0

([63]) آخر أيام "الدفاع الوطني" في الحسكة؟،الموقع: المدن،التاريخ: http://goo.gl/4QK4gF

([64]) بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة،الموقع: وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/7zsfn7

([65]) بيان من القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بشأن الاحداث الاخيرة في الحسكة،الموقع: خبر24،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hquhkd

([66]) أسر 230 من عناصر النظام ومرتزقته بعد محاصرتهم،الموقع،آ ن أف،التاريخ:23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/tk171Z

([67]) محافظ النظام في الحسكة: قدمنا مساعدات عسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني»،الموقع: قاسيون،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/IymN1C

([68]) الحسكة بانتظار هدنتها.. "من يشعل النيران ومن يطفئها"؟،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/TSILv1

([69])  هذا ما قاله تلفزيون النظام عن اتفاق الحسكة،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XtusOu

([70]) الENKS يطالب بالوقف الفوري للقتال في الحسكة ويدعو لوحدة الصف،الموقع: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/M97eeY

([71]) الائتلاف: المدنيون في الحسكة هم ضحايا القصف الوحشي واقتتالِ النظام مع حلفائه،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xFDj8g

([72]) فؤاد عليكو لحزب “الاتحاد الديمقراطي” : مشروعكم ( الطوباوي) فشل،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ehwcgr

([73]) قيادي في حزب اليكيتي:” التدخل التركي جاء لوأد المشروع القومي الكوردي،الموقع: كورد ستريت،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O0oNFy

([74]) هل يعود سكان حي "غويران" إليه بعد سيطرة الوحدات الكردية؟ الموقع: شبكة شام،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/3pUz2s

([75]) جوان ابراهيم: فليسمع النظام الحسكة تابعة لحكومة الإدارة الذاتية قولا واحداً ،الموقع: بوير بريس،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KPfM7D

([76]) أردوغان: معظم القوات التي تقاتل في منبج عربية وليست كوردية،الموقع: روداو،التاريخ 02/06/2016،الرابط: http://goo.gl/3oNrhz

([77]) سوريا الديمقراطية تسيطر على كامل مدينة منبج،الموقع: الميادين،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/h5X758

([78]) تركيا تتوقع انسحاب “وحدات حماية الشعب” بعد عملية منبج،الموقع:آدار بريس،التاريخ: 15/08/2016،الرابط http://goo.gl/7fGgC6

([79]) أردوغان يصل روسيا ويصافح بوتين،الموقع: بوابة الفجر،التاريخ: 09/08/2016،الرابط: http://goo.gl/VYmx9f

([80]) برلمان تركيا يصادق على التطبيع مع إسرائيل،الموقع: إيلاف،التاريخ: 21/08/2016،الرابط: http://goo.gl/1fjV3R

([81]) جاويش أوغلو: أمن إيران من أمن تركيا ومتفقون على وحدة سوريا،الموقع: سي ان ان،التاريخ: 12/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([82]) يلدريم: الأسد لمرحلة انتقالية ولا دور له بمستقبل سورية،الموقع: العربي الجديد،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([83]) تركيا تخلي بلدة كركميش مقابل جرابلس بعد سقوط عدة قذائف أطلقها داعش،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/6P2akO

([84]) الضابط التركي الذي أفشل الانقلاب يقود عملية ” درع الفرات ” في سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/k4I8b9

([85]) بإسناد جوي ومدفعي تركي ..الجيش الحر يتوغل 3 كم في محيط جرابلس،الموقع: مدار اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/q8fhfQ

([86]) أردوغان: "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة وضد "PYD" الكردي،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/efi51V

([87]) وزير الداخلية التركي: عملية جرابلس مشروعة ولن تستمر طويلا،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/JsyAyr

([88]) ثلاثة فصائل مسلحة تعلن تشكيل مجلس جرابلس العسكري،الموقع: روداو،التاريخ:22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/YOjzFi

([89]) وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج السورية،الموقع: ان ار تي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KF6Ang

([90]) مقتل أول جندي تركي في مواجهات شمال سوريا،الموقع: فرانس24،التاريخ: 28/08//2016،الرابط: http://goo.gl/FYsCEi

([91])  “الحر” يسيطر على قرىً من “سوريا الديمقراطية” غرب جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Eq7diK

([92]) إيران "الرسمية" تلتزم الصمت إزاء عملية "درع الفرات" وإعلامها يزيف الحقائق،الموقع: الأناضول: التاريخ:25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/dD7b1l

([93]) إيران لتركيا: عملية درع الفرات تزيد الوضع تعقيدا في سوريا،الموقع: تركيا بوست،التاريخ: 31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/85o2V1

([94]) مقاتلات روسية تنطلق من إيران وتقصف مدنا سورية،الموقع: الجزيرة،16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/cj78wz

([95]) طهران تغلق قاعدة همدان بوجه موسكو. وأميركا تشكك،الموقع: العربية،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/jCwyOa

([96]) تركيا: روسيا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجرليك الجوية،الموقع: فيتو،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/G4D5bh

([97]) قاعدة انجرليك التركية قد تُفتح أمام الطائرات الروسية،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 04/07/2016،الرابط: http://goo.gl/hsXwTR

([98]) أنقرة: لا يمكن لروسيا استخدام قاعدة إنجرليك،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط http://goo.gl/FtQ1S0

([99]) أردوغان إلى طهران لإطلاق تحالف تركي -إيراني - روسي في سورية،الموقع: النهار،التاريخ: 17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Rpc7Mg

([100]) موسكو تبارك التدخل التركي. والنظام السوري يعتبره “خرقًا سافرًا للسيادة"،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Cuw5bO

([101]) موسكو تعرب لأنقرة عن قلقها إزاء عمليات القوات التركية شمال سوريا الموقع: رأي اليوم، : التاريخ:31/08/2016،الرابط:http://goo.gl/oUvwGC

([102]) نظام الأسد يعلق على عملية "درع الفرات" التركية داخل سوريا،الموقع: عربي21،التاريخ:،24/08/2016،http://goo.gl/xyHk5V

([103]) وزارة الخارجية الخروقات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية مدانةٌ،الموقع: الفداء،التاريخ: 30/08/2016،http://goo.gl/ghRKCH

([104]) البيت الأبيض:"درع الفرات" التركية مثال على دعم أنقرة لمكافحة داعش،الموقع: ديلي صباح،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/imipWr

([105]) البنتاغون: الاشتباكات في شمال سوريا تقع في أماكن لا وجود لـ “داعش” بها،الموقع: صوت كوردستان،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/WtL28C

([106]) وزير الدفاع الأمريكي يدعو تركيا للتركيز في عملياتها العسكرية ضد داعش،الموقع: رحاب نيوز،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/p2R5uF

([107]) تباين المواقف من عملية "درع الفرات"،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zxNqzH

([108]) تعزيزات تركية جديدة.وهولاند يتفهم التدخل التركي،الموقع: المدن،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zwwDOf

([109]) الاستخبارات التركية تغتال القائد العام لمجلس جرابلس العسكري،الموقع: روج نيوز،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xqAEik

([110]) وحدات حماية الشعب الكردية: التدخل التركي في سوريا اعتداء سافر،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/u0Udzs

([111]) صالح مسلم: ثلاث دول توحدت لضرب الكورد وسنهزم الاتراك،الموقع: كودستان24،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/vt3i8c

([112]) سلو: قرار الانسحاب من منبج إلى شرق الفرات قرارٌ عائد للقيادة العامة،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/s5QLtF

([113])  "الائتلاف" يؤكد دعمه للجيش الحر في عملية و"يرحب" بدعم تركيا والتحالف،الموقع: سمارت نيوز،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/HwROrQ

([114]) ردود فعل السوريين حول معركة "درع الفرات"،الموقع: نون بوست: التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/joMhqz

([115]) فصائل من الجيش الحر تعلن وقوفها إلى جانب مجلس جرابلس العسكري،الموقع: آ ن ف نيوز،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XyNEam

([116]) مصادر: تركيا تحاول فرض مجلس “تركماني” لإدارة جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/9vZn7n

([117]) الإعلان عن المقاومة الوطنية السورية في جرابلس،الموقع: الماسة السورية،التاريخ: 07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ygtx7n

([118]) خمسة عشر ألف جندي تركي قد يشاركون في إقامة ” منطقة آمنة ” شمال سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hz9Xbq

([119]) ميدل إيست آي: المتطوعون البريطانيون يواجهون قوات تركيا بمنبج،الموقع: عربي21،التاريخ: 03/09/2016،الرابط: http://goo.gl/6cxKni

([120]) مجلس منبج العسكري يأسر عناصر من كتيبة "السلطان مراد"،الموقع: ان آر تي،التاريخ: 01/09/2016،الرابط: http://goo.gl/G1qBLo

([121])  «تهدئة» بين حلفاء الأتراك والأكراد،الموقع: الحياة،التاريخ:31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/W6Aqya

([122]) مجلس جرابلس العسكري يعلن عن توقيع هدنة مع تركيا،الموقع،صوت أمريكا،التاريخ:30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/gOR08E

التصنيف أوراق بحثية
مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
ملخص تنفيذي باستمرار الاستهداف الإسرائيلي على الأراضي السورية؛ يُفسر نأي النظام السوري عن الانخراط في…
الجمعة تشرين2/نوفمبر 22
نُشرت في  أوراق بحثية 
يمان زباد
ملخص تنفيذي كان للميليشيات والفصائل في السويداء دوراً أساسياً في المحافظة منذ عام 2015، وذلك…
الإثنين تشرين2/نوفمبر 11
نُشرت في  أوراق بحثية 
محسن المصطفى
أصدر بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 27 بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 2024 ([1]) القاضي بمنح عفو…
الأربعاء تشرين1/أكتوير 30
نُشرت في  مقالات الرأي 
صبا عبد اللطيف
تتعاظم خسارات طهران لأدوات استراتيجيتها الإقليمية في المنطقة والتي كانت تساهم بتموضعها المركزي ضمن النظام…
الأربعاء تشرين1/أكتوير 16
نُشرت في  مقالات الرأي