الدراسات

المسارات

الملفات

الباحثون

التصنيف

تاريخ النشر

-

ملخص تنفيذي

• تحاول "قسد" عبر إعلانها العقد الاجتماعي وتعديلاته وقانون الأحزاب السياسية كسب غطاء قانوني لسلطة الأمر الواقع التي تفرضها بالقوة على سكان منطقة شمال وشرق سورية، ولكن هذه النصوص تعاني من مشاكل شرعية وبنيوية وتطبيقية تفقدها قيمتها، في ظل هيمنة فكرية وسياسية وأمنية واضحة من قبل كوادر "حزب الاتحاد الديمقراطي".
• تفيد خارطة الفواعل السياسية أن جل حراكها يسير باتجاهين لا ثالث لهما: إما القبول بالانضمام إلى “الإدارة الذاتية" والرضى بقيادة وهيمنة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، في استنساخ لتجربة حزب البعث في سورية من خلال "الجبهة الوطنية التقدمية" مع تحصيل بعض الأدوار الهامشية، أو التصنيف كمعارضة والتعرض للتضييق والمحاصرة.
• تخضع آلية صنع القرار والموقف السياسي داخل الإدارة لتوازنات تفرضها أجندات وإملاءات من قيادة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، المتأثرة عضوياً بمحددات "حزب العمال الكردستاني"، مع الإقرار بوجود بعض المؤثرات الداخلية والخارجية على هذه القرارات.
• تنطلق محددات "الإدارة الذاتية" في تقاربها مع النظام من ضرورة تحصيل مكاسب تشرعن سلطة الأمر الواقع، وللبحث عن خيارات أخرى لمواجهة التهديدات التركية، كما أنها تنفتح على بعض الأطراف المعارضة في محاولة لتأطير مساحات عمل مشتركة تخفف من خسائرها، جراء عدم وجودها في الأطر الرسمية للمعارضة السورية.
• أثّرت عملية "نبع السلام" بشكل واضح على سلوك "قسد" السياسي إذ انفتحت على روسيا والنظام بشكل أكبر، كما كان للعملية أثر في تغليب "التيار اليميني" في حزب الاتحاد الديمقراطي والمرتبط بحزب العمال بشكل ملحوظ، على "التيار الإصلاحي" الذي حاول التقارب أكثر مع الغرب، كما أن دخول روسيا بشكل فاعل في الشرق السوري بعد عام 2019 أعطى الإدارة ورقة سياسية جديدة للتفاوض، لكنه اضطرها كذلك لتقديم تنازلات سياسية وأمنية، مع احتفاظها بهامش مناورة سياسية في علاقتها مع روسيا والدول الغربية.
• إضافة إلى الفجوات والمعوقات البنيوية داخل "قسد"؛ فإن مشروعها بشكل عام مرتبط باتجاهات الملف السوري المستقبلية، ففي حال تعزيز سيطرة المركز على الأطراف، ستحاول الإدارة تحصيل مكاسب بسيطة من النظام وداعميه. فيما يشكّل خيار تحريك الملف السوري فرصة لها لتقديم نفسها كشريك جديد، لكنه لن يلقى القبول الإقليمي والمحلي. بينما يرجح سيناريو بقاء الجمود كما هو عليه، وبالتالي استمرار سعي الإدارة لتكريس لامركزية الأمر الواقع.

مقدمة

تسيطر "الإدارة الذاتية" لـشمال شرق سورية منذ عام 2013 على مساحة واسعة من الجغرافية السورية، تربط معها مجموعات سكانية كبيرة، تتميز بالتنوع الإثني والديني والاجتماعي، ونظراً لما تمتلكه من تأثير مباشر على ديناميات الحكم المحلي الذي يتخذ شكلاً "فدرالياً"؛ فإن هذه الدراسة تحاول فهم واقع هذه الإدارة، وتلمّس اتجاهاتها المستقبلية، وذلك من مدخل الأداء السياسي لهذه الإدارة متمثلة في "مجلس سوريا الديمقراطية"، وأيضاً "قوات سوريا الديمقراطية"، ومعرفة عوامل استمرارها أو عدم استمرارها، في ظل تبدلات المصالح الدولية في سورية على وجه العموم ومنطقة شمال شرق سورية على وجه الخصوص.
تتمثّل إشكالية هذه الدراسة في تفكيك وتحليل المقولات والأداء السياسي لـ “لإدارة الذاتية"، وبيان مدى اتساقها مع رؤية الإدارة المعلنة، والمتمثلة بأنها "مظلة سياسية انعكاساً لإدارة التنوع فيها"، بينما تحاول فرض مشروعٍ سياسيٍّ ليكون "نموذجاً بديلاً" عن النظام السياسي الراهن، وذلك من خلال قياس مؤشرات الفاعلية الأداء السياسي، عبر رصد البيانات، وتحليل التصريحات الرسمية، وفهم بوصلة الاجتماعات والفعاليات، للتمكن من تكوين مقاربة تفضي إلى فهم واقع هذا المؤشر وسيناريوهاته المستقبلية.
تتبع هذه الدراسة منهج دراسة الحالة، فتفرد في فصلها الأول تفصيلاً حول المحددات القانونية الناظمة للحياة السياسية، وبيان حجم تحكّم الإدارة الذاتية "التي يشكّل حزب الاتحاد الديمقراطي عصبها الرئيس" في رسم هذه المحددات وأطرها العامة، سواء في العقد الاجتماعي المطروح، أو من خلال قانون الأحزاب الذي أعلنته الإدارة. بينما يستعرض الفصل الثاني سمات الحياة الحزبية في "الإدارة الذاتية"، ويقيس نوعياً مؤشر الحريات السياسية فيه، باعتبار ذلك تطبيقاً عملياً للمحددات القانونية أعلاه، وبالتالي تلمّس الفجوات ما بين النظرية والتطبيق.
أما الفصل الثالث فتحاول الدراسة فيه توضيح آليات صنع القرار السياسي ومؤسساته، وأبرز شخوصه، والعوامل المؤثرة فيه، وفهم أدوات "حزب الاتحاد الديمقراطي" للتحكّم في هذا القرار. ويوضّح الفصل الرابع الفلسفة والرؤية السياسية للإدارة، من خلال معايير عدة، كالحوار الكردي-الكردي، والموقف من النظام والتفاوض معه، ناهيك عن موقفها من الفواعل المحلية والخارجية. وقد تمت قراءة مؤشرات الأداء السياسي لـ “لإدارة الذاتية" خلال الفترة التي تلت إعلان وقف إطلاق النار عام 2019، من خلال محددات أساسية عدة هي: البيانات الرسمية، والتصريحات الصحفية لقادة الإدارة الذاتية، والنشاط الدبلوماسي سواء العلاقات مع القوى الدولية، أو مع القوى المحلية، بالانطلاق من عملية "نبع السلام" كنقطة تحول لما أحدثته من تغيرات جديدة في توازنات القوى شرق سورية، مدخلةً قوى جديدة بشكل فاعل إلى مناطق الشرق السوري.
وفي الفصل الأخير تحاول الدراسة بيان الاتجاهات المحتملة لمستقبل هذه الإدارة، في ظل الجمود السياسي والتمترس الجغرافي الذي يعانيه المشهد السوري منذ وقف إطلاق النار غير المعلن في عام 2020.

عقد اجتماعي وإطار قانوني: مستلزمات شكلانية

يعود تأسيس "الإدارة الذاتية" إلى 13 آب /أغسطس عام 2013، حين أعلن "حزب الاتحاد الديمقراطي pyd" خلال مؤتمر صحفي بمدينة القامشلي، حضرته آسيا عبد الله الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، عن انتهاء المرحلة الأولى لمشروع الإدارة الذاتية، وتم إطلاق هيئات تنفيذية في مختلف مناطق سيطرة الحزب. مطلع 2014 تم الإعلان عن أول حكومة محلية في مقاطعة الجزيرة مؤلفة من عدد من الوزراء ينتمون إلى مكونات سياسية واجتماعية عدة(1)، وفي نهاية عام 2023 تم الإعلان عن عقد اجتماعي جديد تم من خلاله تغيير اسم "الإدارة الذاتية" إلى "الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا"(2)، ومع انطلاق العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ودعم التحالف الدولي لـ "وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، تم الإعلان في 11 تشرين الأول/أكتوبر عام 2015 عن إطلاق تحالف عسكري تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية/قسد" ضم إلى جانب وحدات حماية الشعب قوات عشائرية عربية، مثل "الصناديد" التابعة لقبيلة شمر(3)، وقوات "سوتورو" السريانية(4)، وكتائب أخرى.
في 10 كانون الأول/ديسمبر عام 2015 تم الإعلان عن تشكيل "مجلس سوريا الديمقراطية/مسد" وهو الجناح السياسي لـ “قسد"، وبذلك اكتملت ثلاثة أركان للمشروع الجديد تمثلت بـ: هيئة تنفيذية هي "الإدارة الذاتية"، قوات عسكرية "قسد"، ممثل سياسي "مسد". ويشكل كوادر "حزب الاتحاد الديمقراطي" الفاعل الأساسي في الأجسام الثلاثة.

وقد عملت "الإدارة الذاتية" على فرض نفوذها الإداري والأمني والاجتماعي والعسكري والسياسي في منطقة شمال شرق سورية، إذ شكلت قوات الأمن الداخلي "الأسايش" لحفظ الأمن، وقسمت المقاطعات وشكلت هيئات حكم تشريعية، وأطلقت نظام الكانتونات والكومينات لضمان الوصول إلى كل القرى والأحياء، كما تم تفعيل رئاسة تنفيذية مشتركة وهيئات تنفيذية على شكل وزارات، مثل: هيئة العلاقات الخارجية، هيئة الدفاع والحماية الذاتية، هيئة الداخلية، هيئة العدل، هيئة التربية والتعليم، هيئة الزراعة.
يحتاج "الإدارة الذاتية" إلى قواعد ونواظم قانونية كضرورة لضبط علاقة مؤسساتها بالمجتمع الذي تحكمه، وبهذا الإطار أصدرت عقداً اجتماعياً وقانوناً ناظماً للحياة الحزبية.

العقد الاجتماعي

عملت "الإدارة الذاتية" على إضفاء شرعية دستورية لسلطتها التي فرضتها على منطقة شمال شرق سورية وعفرين كأمر واقع، من خلال إعلان وثيقة عقد اجتماعي. فقد أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي أن مجلس مقاطعة الجزيرة صادق بتاريخ 6 كانون الثاني/ يناير 2014 على ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية، والذي كان بمثابة إعلان دستوري يتضمن: ديباجة، وتسع أبواب، تلاها إصدار 4 ملاحق إضافية(5).
تناولت مواد العقد الاجتماعي تعريفات للسلطة والمؤسسات التشريعية والنظام التعددي، ثم هيكلية "الإدارة الذاتية الديمقراطية" التي تشمل المجالس التشريعية ووحدات حماية الشعب والهيئات التنفيذية والقضائية والمحكمة الدستورية العليا، كما تناول موضوع الحريات والحقوق والواجبات، وحرية الإعلام وتشكيل الأحزاب السياسية، وقدم شرحاً عن المجلس التنفيذي والمجلس القضائي، والمفوضية العليا للانتخابات، والمحكمة الدستورية العليا، والمناهج التعليمية.
وصدرت أربعة ملاحق للعقد الاجتماعي، تضمن الأول الصادر عام 2014، تعديلات على هيكلية المجلس القضائي لمقاطعة الجزيرة، وعدّل الثاني الصادر عام 2014 المادة 54 لاشتراط أن يكون "الحاكم مشتركاً بين الجنسين"، وفي الملحق الثالث الصادر عام 2016 عدّلت بعض المواد المتعلقة بالهيكلية التنظيمية للمجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، وتضمّن الملحق الأخير الصادر عام 2018 تعديل المادتين 55 و58 من العقد الاجتماعي المتعلقتين بالحاكمية المشتركة لإقليم الجزيرة.
وبتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر2023 أصدرت "الإدارة الذاتية" النسخة المعدلة من العقد الاجتماعي الذي تضمن ديباجة وأربعة أبواب، وقد تمثّلت أبرز التعديلات في تغيير اسم "الإدارة الذاتية" إلى "الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، وتعديل تسمية "المجلس العام" إلى "مجلس شعوب شمال وشرق سوريا"، والتأكيد على اعتماد "النظام الديمقراطي البيئي المجتمعي"، مع استمرار مبدأ الرئاسات المشتركة، والإشارة إلى أن الإدارة جزء من جمهورية سورية "الديمقراطية"، كما تضمن العقد تغييرات طالت هيكلية البلديات في جميع المناطق، وتحويل هيئة البلديات إلى تجمّع واتحاد البلديات، وأقر استحداث مؤسسة رقابة ومجلس جامعات، وإنشاء مكتب مدفوعات مركزي، ومحكمة حماية العقد الاجتماعي التي تعد بمقام محكمة دستورية(6).
وبغض النظر عن المغالطات المفاهيمية حول العقد الاجتماعي المطروح؛ فإنه يعدّ بمثابة القانون الأعلى/الدستور، وعليه ستحاول الدراسة تتبع معايير المصداقية والقابلية للتنفيذ، من خلال أربع ركائز رئيسة وهي: شرعية هذا العقد، وأدوات إنتاجه، وفلسفته، ومستلزمات تنفيذه.
فيما يخص ركيزة الشرعية، وعلى الرغم من محاولة "قسد" إظهار هذا العقد على أنه مصدر شرعيتها الدستوري؛ إلا أن غياب مؤشرات التمثيل السياسي والقبول المجتمعي تجعل العقد بمثابة قواعد حكم سلطة أمر واقع، تهدف من خلاله إلى شرعنة وجودها الطارئ الذي استحوذت عليه بالتغلّب والقوة، دون أية مراعاة لآليات التوافق والتمثيل، سواء التوافق المجتمعي أو الانتخابات التمثيلية(7).
أما الركيزة الثانية المتمثلة بـأدوات إنتاج هذا العقد، فعلى الرغم من توفير إطار شكلاني يدل على مناقشات سبقت إنتاج هذا العقد؛ إلا أنها شهدت غياب التنسيق والحوار مع أهم الفاعلين السياسيين المحليين في منطقة شمال شرق سورية، مما يجعله عقداً من منظور "حزب الاتحاد الديمقراطي"، إذ تشير الوقائع إلى أن اللجنة مكونة من ممثلي أحزاب ومنظمات مدنية محسوبة على "حزب الاتحاد الديمقراطي" أو الأحزاب الموالية له، بينما غاب الممثلون الحقيقيون لمنظمات المجتمع المدني وبقية الأحزاب السياسية في المنطقة.
وفيما يرتبط بركيزة الفلسفة، تؤكد نصوص هذا العقد على مضمون فلسفة "حزب العمال الكردستاني" و"الاتحاد الديمقراطي" التي رسمها عبد الله أوجلان، ما يثبت أنه انعكاسٌ لثقافة سياسية حزبية، وليس إطاراً ثقافياً للمنطقة بكل مكوناتها وتنوعاتها، إذ أكد العقد على مبدأ "الأمة الديمقراطية"، وهو مدخل فكري رئيس لكوادر حزب العمال والاتحاد الديمقراطي للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة، وفرض هذه الأفكار بالقوة على المجتمع، وتحويلها إلى إيديولوجيا رسمية، كما تدل المضامين القانونية لمواد هذا العقد على إشارات سياسية غير متفق عليها داخل مناطق سيطرة الإدارة وخارجها، كترسيخ فكرة الفدرالية بشكل عام، ووفق مفهوم "الإدارة الذاتية" للفدرالية بشكل خاص، عبر إطلاق اسم "إقليم شمال وشرق سورية"، إضافة للإشارة إلى اتخاذ علم ونشيد خاص، وقوى عسكرية خاصة، ومجالس تشريعية كذلك، كما تعد نصوص هذا العقد التفافاً واضحاً على العملية السياسية والمستندات القانونية الناظمة لها، كالقرار الدولي 2254 الذي أنتج لجنة دستورية بإشراف أممي، مهمتها كتابة دستور سوري جديد.
وأخيراً ما يتعلق بركيزة قابلية التنفيذ، فبالإضافة إلى غياب آليات تشكيل وتعيين مسؤوليها، والتي تعد مؤشراً دالاً على تحكّم الحزب في هذه الأدوات، وبالتالي مركزة القوة بيد الحزب؛ فإن غياب البنية المؤسسية والرقابة المستقلة والقضاء المستقل هي مؤشرات دالة على عدم القدرة على تحويل نصوص هذا العقد إلى واقع، وكل الإيحاءات والإشارات حول التنوع والتعددية والديمقراطية ستبقى صيغاً شكلانية، طالما استمر غياب أداوت إدارة التنوّع، وأدوات إدارة الاختلاف، وأدوات توزيع القوة بين مكونات هذه المظلة السياسية. إذ تؤكد المقاربات المحلية أن كوادر "حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني" يفرضون ما يريدون بالقوة على جميع المؤسسات والمجالس التشريعية والسياسية(8)، كما برزت مشاكل تعيين قادة "الإدارة الذاتية"، وحكام الأقاليم والمقاطعات وتشكيلات المجالس المدنية، بسبب تعيينهم دون انتخابات مباشرة ودون اشتراط الكفاءة، إنما وفقاً لمدى قربهم وولائهم لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي"(9).

النواظم القانونية للحياة السياسية

أصدرت المجالس التشريعية بمناطق الإدارة الذاتية في 26 نيسان/ أبريل العام 2014، قانوناً ينظم عمل الأحزاب الكردية في مناطق سيطرتها، قوبل بمعارضة من أحزاب وشخصيات كردية، ويقضي القانون بوجوب حصول أي حزب سياسي كردي في سورية على ترخيص رسمي من المجالس لمباشرة عمله بالمقاطعات (الكانتونات) الثلاث التابعة "للإدارة الذاتية"، وهي: عفرين وعين عرب/كوباني والجزيرة، وفقاً للتقسيم المفروض من "حزب الاتحاد الديمقراطي" أواخر ديسمبر/كانون الأول عام 2013(10).
وتعمل الإدارة على تطوير قانون الأحزاب بين الحين والآخر، إذ بدأت في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2021 بصياغة قانون لتنظيم الحياة السياسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذكرت أن المجلس العام التابع لها عقدَ اجتماعاً هو الأول من نوعه مع لجنة كتابة مسودة قانون الأحزاب السياسية(11)، وكانت إدارة إقليم الجزيرة التابعة "للإدارة الذاتية" قد أصدرت قانوناً خاصاً بترخيص الأحزاب السياسية في الإقليم بتاريخ 12/5/2018، تضمن 41 مادة، توضح شروط تأسيس الأحزاب وترخيصها، إضافة إلى وجود أربع مواد في نهاية القانون حول المخالفات والعقوبات لكل من لا يلتزم بالترخيص أو يخالف أحد شروطه(12).
ولا بد من الوقوف على المثالب القانونية لهذا القانون، المتمثلة في شرعية الجهة التي أصدرت القانون، ومراحل صياغة القانون وإقراره. فمن جهة شرعية الجهة مصدرة القانون، سواء اللجنة التي شكلها المجلس العام لكل المقاطعات، أو القانون الذي أصدره إقليم الجزيرة وحده، لا تعد هذه الجهات شرعية، لأنها لم تأت عبر انتخابات عامة، وإنما بالتعيين من قبل "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ووفق العقد الاجتماعي تتكون مجالس الشعب لكل الوحدات الإدارية من أفراد يمثلون هذه الوحدة بما نسبته 60 بالمئة، و40 بالمئة من ممثلي المؤسسات والمنظمات (المحسوبة على الاتحاد الديمقراطي) حتى لو حصلت الانتخابات، الأمر الذي يضمن ل"حزب الاتحاد الديمقراطي" السيطرة على هذه المجالس، من أصغر وحدة إدارية وصولاً إلى المجلس العام. أما عن مراحل إقرار هذا القانون، فقد جاء نتيجة مشاورات من لجنة مكلفة من قِبل المجلس العام دون النظر والتشارك مع بقية الأطراف، كما أن لجنة تنفيذ القانون والموافقة على تشكيل الأحزاب مؤلفة من 6 أشخاص ممثلين عن: هيئات مكاتب العدل، والداخلية، والعمل، ومجالس الشعب، والرئاسة المشتركة، ومفوضية الانتخابات (13)، وهم محسوبون على سلطة الإدارة التي يتحكم فيها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتعتبر هذه المؤشرات كافية لاعتبار الحزب متحكماً بمصادر وقنوات سن التشريع.
وبقراءة هذه التشريعات يمكن تلمّس ملاحظات قانونية عدة، أهمها: أن الحديث عن إصدار قانون أحزاب مرتبط بأن تكون هناك دولة وسلطة، ومؤسسات تشريعية على الأراضي السورية كافة، وهي مهمة الدولة بحكم وظيفتها التشريعية، وليست مهمة حزب أو ميليشيا عسكرية، كما أن القانون يجب أن يشمل الأراضي السورية كافة، وليس كانتوناً بحد ذاته. إضافة لثغرات قانونية تتعلق بالتنظير دون أي فاعلية على الأرض، كما أن الأحزاب يجب ألا تقوم على أساس ديني أو مذهبي أو مناطقي أو قبلي، أو على أساس التمييز بالعرق أو الجنس أو اللون أو الدين، وهذا غير متوفر عند مُصدري هذا القانون. إلى ذلك يجب ألا ينطوي نشاط الحزب على إقامة ميليشيات أو تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية، بل أن يبتعد عن استخدام العنف بكل أشكاله، وهذا ما لا ينطبق على "حزب الاتحاد الديمقراطي". إضافة إلى مسألة إعلان أهداف الحزب ومصدر تمويله، وهي مسألة غابت عن القانون، لأن واضعيه ينتمون إلى حزب لديه أجندات ومصادر تمويل غير معلومة، مما يجعلنا أمام تجربة مستنسخة عن إصدار نظام البعث لقانون الأحزاب، وتشكيل الجبهة الوطنية من الأحزاب التي يرضى عنها (14).
يبدو أن "قسد" استغلت هذا القانون ليكون وسيلة للضغط على الأحزاب، حتى المرخصة منها، فهي تعمل على التضيق عليها، وتكثر التعديات على الأحزاب السياسية في المنطقة من قبل الإدارة الذاتية وأذرعها العسكرية، وكمثال على ذلك: فقد أصدرت الإدارة قراراً يقضي بوقف نشاطات "الحزب الجمهوري الكردستاني" العامل ضمن مناطقها، وإغلاق المكاتب التابعة للحزب كافة، بذريعة ارتكابه مخالفات (15).
قبل التعديل الأخير للعقد الاجتماعي لم تكن هناك مؤسسة تمثل المحكمة الدستورية عند "الإدارة الذاتية"، للإشراف على مراقبة تنفيذ بنود العقد الاجتماعي وحمايته، وكان الأمر متروكاً للمؤسسات القضائية الموجودة في كل منطقة، علماً أن القضاء في مناطق الإدارة يمتلك نسبة فاعلية متدنية، إذ تحولت مؤسسات القضاء إلى دوائر تسيير معاملات أكثر منها دوائر عدلية دستورية، لما تعانيه المؤسسة القضائية من مشكلات في البنية والتمثيل، إضافة إلى سيطرة كوادر حزب العمال عليها. كما أن العقد الاجتماعي بات أقرب إلى النظرية دون تطبيق فعلي على الأرض، بسبب المركزية التي يفرضها "حزب الاتحاد الديمقراطي" على مختلف السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في مناطق سيطرة الإدارة (16).
تحاول "قسد" عبر إعلانها العقد الاجتماعي وتعديلاته، وقانون الأحزاب السياسية، كسب غطاء قانوني لسلطة الأمر الواقع التي تفرضها بالقوة على سكان منطقة شمال وشرق سورية، ولكن هذه النصوص تعاني من مشاكل شرعية وبنيوية وتطبيقية تفقدها قيمتها، في ظل هيمنة فكرية وسياسية وأمنية واضحة من قبل كوادر "حزب الاتحاد الديمقراطي"، تتجلى في مركزيتهم في عمليات إقرار القانون وتنفيذه وتفسيره، في ظل استمرار غياب أي قنوات قضائية أو رقابية مستقلة.

الحياة السياسية في مناطق "الإدارة الذاتية": استنساخ سلوك البعث

تنشط في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية تحالفات حزبية، كل تحالف مكون من عدد من الأحزاب يغلب عليها الطابع القومي الكردي، وهي أربع تحالفات رئيسة: أحزاب الوحدة الوطنية، حركة المجتمع المدني تف دم، المجلس الوطني الكردي، التحالف الوطني الكردي.

الخارطة الحزبية في مناطق الإدارة الذاتية

أولاً: أحزاب "الوحدة الوطنية" المنخرطة في مشروع "الإدارة الذاتية الديمقراطية"

أعلن يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014 عن تأسيس "الإدارة الذاتية"، المشكلة من تحالف بين حركة المجتمع الديمقراطي وأحزاب سياسية وعشائر وتجمعات مدنية، وتم الإعلان يوم 18 آيار/مايو 2020 عن تحالف أحزاب "الوحدة الوطنية الكردية"، على رأسها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتضم أكثر من 25 حزباً، موضحة في الجدول أدناه (17).

 

 

يعد تحالف أحزاب "الوحدة الوطنية" الممثل الرسمي للتحالف السياسي الذي يضم جميع مؤيدي مشروع "الإدارة الذاتية"، ويقوده "حزب الاتحاد الديمقراطي"، في تجربة قريبة إلى حد كبير من تجربة "الجبهة الوطنية التقدمية" التي يقودها "حزب البعث العربي الاشتراكي" عند النظام السوري، مع أدوار هامشية للأحزاب الأخرى، ومركزية قرار واضحة لحزب الاتحاد وقيادات حزب العمال، إذ تحصل هذه الأحزاب وفق مقاربات محلية على بعض المناصب في المؤسسات الخدمية، ولكن دون فعل حقيقي، وقد تحصل كذلك على بعض الدعم المالي، سواء للحزب أو لشخصيات بعينها بقصد "شراء الولاء" (18).

ثانياً: حركة المجتمع الديمقراطي "تف دم"

تأسست الحركة يوم 3 نيسان/أبريل عام 2011، وكانت تتألف من أربع كيانات رئيسة هي: مجلس شعب غربي كردستان، حزب الاتحاد الديمقراطي، اتحاد ستار، منظمة عوائل الشهداء. وكانت تمثل الواجهة السياسية لنشاط "الإدارة الذاتية" حتى تشكيل "مجلس سوريا الديمقراطي"، ثم توسعت لتضم 9 كيانات موضحة في الجدول أدناه (19).

تعد "حركة المجتمع الديمقراطي" أول واجهة سياسية لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" بعد تأسيس "الإدارة الذاتية"، وكانت كردية بالكامل، ولكن مع دخول مزيد من التحالفات والأحزاب السياسية تحت مظلة الإدارة أعلنت الحركة عام 2020 أنها تحولت إلى حركة مدنية تبتعد عن العمل السياسي، ويعد ذلك مؤشراً وازناً على محاولة "حزب الاتحاد الديمقراطي" التفاعل والسيطرة على المجال المدني.

ثالثاً: المجلس الوطني الكردي

تأسس يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 ويضم أحزاب كردية سورية عدة، كان معظمها نشطاً قبل الثورة السورية، وللمجلس ممثلون في الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، وينخرط في تحالف سياسي إلى جانب تيار الغد والمنظمة الآثورية الديمقراطية تحت مسمى "جبهة الحرية والسلام"، ولكن تبدلت أسماء كثيرة من الأحزاب المشاركة فيه وتعرض لانشقاقات، ويوضح الجدول أدناه مكونات المجلس الوطني الكردي (20).

يمتلك المجلس الوطني الكردي شرعية دولية، باعتباره مشاركاً في هيئة التفاوض واللجنة الدستورية، فيما تحاول "الإدارة الذاتية" تحصيل الشرعية من فرض سيطرتها على الأرض، وسط استمرار فشل الحوار بين المجلس الوطني والإدارة. مما يجعل الحياة السياسية في منطقة سيطرة الإدارة لوناً واحداً يرفض أي محاولة معارضة، ورغم أن معظم أحزاب المجلس لديها مكاتب في مدن محافظة الحسكة، لكنها تتعرض لمضايقات متكررة من أجهزة "قسد" الأمنية، ويعلن المجلس الوطني الكردي صراحة عدم اعترافه بسلطة "الإدارة الذاتية" وتشريعاتها، وأصدر بيانات عدة تعارضها، كما أنه انخرط في حوار معها برعاية أميركية في إقليم كردستان العراق، ولكنه وصل إلى طريق مسدود.

رابعاً: التحالف الوطني الكردي

تأسس عام 2016 من مجموعة أحزاب تركت المجلس الوطني الكردي، ويضم خمسة أحزاب رئيسة، موضحة في الشكل أدناه (21).

يحاول التحالف من خلال بياناته الرسمية أخذ موقف مختلف قليلاً عن "الإدارة الذاتية" و"المجلس الوطني الكردي"، ولكن لا يمكن قياس وزنه وتأثيره السياسي نتيجة عدم توفر البيانات الكافية، إذ يعلن صراحة رفضه لما حصل في رأس العين وعفرين، ويصف الوجود التركي بـ"الاحتلال"، وفي الوقت نفسه يوجه انتقادات "للإدارة الذاتية" بخصوص بعض الأمور الخدمية، ولكنه لا يناصبها العداء كما يفعل المجلس الوطني الكردي (22).

خامساً: أحزاب أخرى

1. المنظمة الآثورية الديمقراطية: نشطت قبل الثورة كتيار معارض للنظام السوري بين أبناء المكون السرياني والآشوري في سورية، وتشارك المنظمة حالياً في الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، كما تعد أحد مكونات جبهة الحرية والسلام، ولديها مواقف تنتقد سياسات "الإدارة الذاتية" (23).
2. حزب الاتحاد السرياني: حزب سوري تأسس عام 2005، ينشط بين أبناء المكون السرياني في سورية، وهو مقرب من "حزب الاتحاد الديمقراطي"، أعلن بداية الثورة معارضته لنظام الأسد، يتزعمه بسام سعيد إسحاق، ويعد الحليف الأساسي لـ "لاتحاد الديمقراطي"، ومنخرط في "الإدارة الذاتية"، وله ممثلون في أجسام عدة، كعضوية الهيئة الرئاسية في "مسد" ويشغلها ايشوع كورية، وللحزب جناح عسكري ضمن "قسد" يسمى "السوتورو"(24).
3. الحزب الديمقراطي التقدمي: يعتبر نفسه أقدم حزب كردي في سورية، وكان يحظى بشعبية جيدة في الشارع الكردي، لكنه شهد انقسامات وخلافات بعد وفاة حميد حاج درويش الأمين العام للحزب (25).
4. حزب سوريا المستقبل: تأسس في مدينة الرقة عام 2018، يعتبر جزء من المنظومة السياسية التي تدعم مشروع "الإدارة الذاتية" وقوات قسد، ويتبنى رؤية سياسية تدعو إلى أن تكون سورية دولة "ديمقراطية تعددية لا مركزية"(26).
شهدت السنوات الماضية ولادة عدد من الأحزاب العربية، أبرزها: "حزب المحافظين" المدعوم من قبيلة شمر وقوات الصناديد، وهناك أحزاب وتجمعات سياسية في المنطقة محسوبة على النظام السوري أو روسيا، يتبين موقفها عبر البيانات التي تصدرها في كل مناسبة، ولكن تبقى فاعليتها أقل بكثير من "الإدارة الذاتية"، التي تمتلك علاقات دولية وإقليمية، وخاصة بعد معارك "قسد" مع داعش.
من خلال دراسة وضع الأحزاب والتحالفات السياسية في مناطق سيطرة قسد يبدو أن الحركات الحزبية بين خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بالانضمام إلى "الإدارة الذاتية"، والرضى بقيادة وهيمنة "حزب الاتحاد الديمقراطي" في استنساخ لتجربة حزب البعث في سورية من خلال "الجبهة الوطنية التقدمية"، مع تحصيل بعض المكاسب المتمثلة بمقاعد هامشية في مؤسسات الإدارة وبعض الدعم المادي، أو التصنيف كمعارضة والتعرض للتضييق، وعدم إمكانية العمل بحرية، والتعرض للانتهاكات بشكل مستمر.

الحريات السياسية: ما بين النص والتطبيق

رغم وجود قانون للأحزاب وعقد اجتماعي تؤكد مواده على "الحريات السياسية واحترام حقوق الإنسان"، إلا أن الأحزاب السياسية لاقت صعوبات في عملها السياسي، ووصل الأمر إلى تحذير سلطة الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة بداية شهر آذار/مارس 2017 الأحزاب غير المرخصة لمراجعة لجنة "شؤون الأحزاب السياسية" الإشكالية، مهددة بإغلاق المكاتب والإحالة إلى القضاء أصولاً(27)، إذ يتجلى هدف الإدارة من هكذا سياسات في أمرين: الأول سياسة الحظر والتضييق والضغط على الأحزاب المناوئة، أما الثاني فيتمثّل في تحصيل الاعتراف بشرعية سلطتها من هذه الأحزاب، وبالتالي الدخول في ديناميات الحياة السياسية وفق قواعد سلطة الأمر الواقع(28).
تقول "قسد" إنها تضمن حرية التعبير، ولديها قوانين تنظم الحياة السياسية والإعلام، لكن تُتهم الإدارة القائمة بالتسلط والتضييق على الحريات السياسية، فقد شهدت المنطقة عشرات الاعتداءات على مقرات الأحزاب المعارضة لسياسة الإدارة الذاتية ومنتسبي هذه الأحزاب، نذكر منها:
1. الاعتداء على مقر تابع لـ "المجلس الوطني الكردي" في بلدة عامودا ليومين على التوالي، في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر لعام 2020(29).
2. هجوم مجهولين على مكتب "حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي)"، أحد مكونات المجلس الوطني الكردي، في مدينة عين العرب/كوباني شمال شرقي محافظة حلب، منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 2020، في اعتداء هو الرابع من نوعه على مكاتب تابعة للأحزاب الكردية شمال شرقي سورية، إضافة إلى اعتداء مماثل شهده مقر الحزب في مدينة الحسكة، ويُتهم عناصر يتبعون لما يسمى "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب العمال بتنفيذ هذه الهجمات، فيما تتنصل "قسد" من المسؤولية(30).
3. وثقت مؤسسات حقوقية وصحفية عشرات الاعتقالات والاعتداءات على صحفيين ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى قيام "قسد" بقمع التظاهرات الرافضة لسياسية الإدارة، واعتقال المشاركين، وإطلاق النار على المظاهرات في بعض الأحيان كما حصل في مدينة الشدادي في شهر آيار/مايو 2021(31)..
4. شهدت مدن أخرى مظاهرات ضد "الإدارة الذاتية"، منها المظاهرة الطلابية التي نظمتها مجموعة طلاب بمدينة الدرباسية، في 20 كانون الثاني/يناير عام 2021، أمام مركز الأسايش وحزب الاتحاد الديمقراطي تنديداً باعتقال عددٍ من المدرّسين الكُرد، وقوبلت بالضرب والإهانة من قبل عناصر الأسايش، واعتقال عدد من الطلاب (32).
وقد وثقت منظمات حقوقية سورية ودولية انتهاكات الإدارة للحريات وحقوق الإنسان في تقارير عدة، فقد ورد في تقارير اللجنة الأممية المستقلة للتحقيق في سورية توثيق دوري لانتهاكات قسد بحق المدنيين والحريات السياسية (33)، ومنها ما ورد من توثيق في التقارير الدورية التي تصدرها الشبكة السورية لحقوق الإنسان (34)، وتقارير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي أصدر عدداً من التقارير التي يوثق فيها انتهاكات قسد بحق المدنيين والناشطين (35).
ترسم "الإدارة الذاتية" إطاراً عاماً يوحي بالتعددية وهوامش الحركة والعمل السياسي (36)، إلا أنه هامش ضيق، ولا يضمن تحقيق مؤشر الفاعلية للقوى السياسية المعارضة في هذا المجال، ولا سيما المجلس الوطني الكردي، وتوحي حالة الديكورية والتحكّم في مفاصل الحياة السياسية من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه يستنسخ تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي في حكم الدولة والمجتمع من جهة، وفي تعامله مع باقي القوى السياسية من جهة أخرى.
يضاف إلى ذلك التضييق على النشاط السياسي والإعلامي للجهات السياسية المعارضة تضييقاً ممنهجاً، تثبته تعاملات قسد مع المظاهرات والاعتصامات المعارضة لسياستها، إضافة إلى المنظمات الأخرى غير المنضوية في إطارها العام، مما يدل على أنها تحكم المنطقة بفكر شمولي (37).
يضمن "حزب الاتحاد الديمقراطي" عبر "الإدارة الذاتية" تحكمه بديناميات الحياة كافة، وبالفعل السياسي، سواء عبر المستندات الناظمة للحياة السياسية، أو عبر آليات تنفيذ هذه القوانين، والتضييق على كل الأصوات المناوئة، في سلوك مشابه لما فعله حزب البعث لبسط سيطرته على الحياة السياسية في سورية.

محددات الأداء السياسي لـ “لإدارة الذاتية": ثنائية (المركزية والبراغماتية)

بعد استعراض القوانين الناظمة التي أسست لتحكم وسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي في الحياة السياسية داخل مناطق سيطرته، نحاول فهم المخرجات السياسية والمواقف التي تصدر عن "الإدارة الذاتية"، من خلال فهم كيفية صنع القرار، والعوامل المؤثرة في صنع القرار السياسي.

آلية صنع القرار السياسي: غياب التشاركية

يمكن القول نظرياً إن آلية صنع القرار في "مجلس سوريا الديمقراطية" وبقية مؤسسات الإدارة الذاتية، تتبع للمكاتب السياسية والرئاسات المشتركة، ويطلع عليها المجلس العام المكون من ممثلي المناطق والأحزاب والشخصيات، وذلك بالاستناد إلى مبدأ التشاركية والتوافق، ولكن تدل المعلومات على استفراد قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي بالقرار حتى دون علم بقية الأطراف، في كثير من الأحيان، فمثلاً: تم الإعلان عن وثيقة تفاهم بين "مسد" وهيئة التنسيق، ولكن نشرت أحزاب عدة توضيحاً ذكرت فيه أن التفاهم الذي جرى مع هيئة التنسيق كان بقرار فردي من "حزب الاتحاد الديمقراطي"، دون استشارتهم أو مشاركتهم(38).
الأمر الذي يشير إلى أن القرار يُتخذ أساساً ضمن دائرة ضيقة، وبإشراف مباشر من قيادات الحزب، وهذا التصرف يبعث على الاحتجاج أو التحفظ عند بعض الأطراف المنضوية تحت إطار مسد (39)، ويبرر هذا التفرّد من وجهة نظر الإدارة وفق مقاربات محلية نتيجة تمتع "حزب الاتحاد الديمقراطي" بصلاحيات واسعة داخل "مسد"، فهو من يتخذ القرارات المصيرية ويرسم سياسات المجلس، مع أدوار أخرى لبعض الشخصيات في المجلس.
وهذا يحيلنا إلى البحث عن آلية صنع القرار داخل بنية "حزب الاتحاد الديمقراطي"، إذ يتحكم "حزب العمال الكردستاني" بالقرار بشكل واضح، ورغم ذلك يمكن ملاحظة وجود تيارين؛ الأول: التيار التقليدي اليساري الاشتراكي، الذي يرى أولوية تمتين العلاقة مع النظام وإيران وروسيا على أنها الأكثر واقعية لإمكانية تحصيل مكاسب سياسية مرضية من هذه الأطراف، رغم وجود بعض الفروقات والاختلافات حول ذلك، ويمثل هذا التيار بشكل واضح: محمود رش، فوزة يوسف، آلدار خليل، بدران جيا كرد. والثاني: التيار الغربي، ويرى أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي هم الحليف الأقوى الممكن الاعتماد عليه، وتحصيل دور سياسي مهم في المنطقة عبرهم، ويمثل هذا التيار: إلهام أحمد، مظلوم عبدي (40)..
شهدت المرحلة التي سبقت عملية "نبع السلام" عام 2019 صراعاً بين التيارين، إذ حاول كل طرف جر الثقل السياسي لصالحه، لتميل الكفة لصالح التيار الأول بعد العملية، نتيجة تخلي الإدارة الأميركية عن حماية قسد، وموافقتها على إنشاء تركيا منطقة عازلة داخل مناطق سيطرة قسد، فأصبح التيار الأول صاحب الصوت الأعلى، وراجع كل من مظلوم عبدي وإلهام أحمد مواقفهما وأصبحا يبديان مرونة أكثر تجاه رأي التيار الأول (41). رغم ذلك تعرضت الإدارة لانتقادات من قيادة حزب العمال بخصوص ملفات عدة، أبرزها الحوار الكردي-الكردي، ما يؤشر إلى براغماتية من نوع ما تتمتع بها قيادة مسد (42).
أما نفوذ حزب العمال الكردستاني داخل مؤسسات الإدارة فيمكن تلمّسه عبر النظر إلى بنية المؤسسات، ومن خلال التصريحات الرسمية، ففي بنية هذه المؤسسات يتبوأ مراكز صنع القرار في معظم المؤسسات إما كوادر كانت قد خضعت لدورات في قنديل، أو أنها تتبع لكوادر حزبية موجودة وتتدخل في كل تفصيل، وجميع المكاتب والهيئات تخضع للضغط والتحكم من قبل قيادات أمنية من كوادر حزب العمال، تشكل ما يشبه حكومة الظل في هذه المؤسسات (43).
ومن خلال التصريحات الرسمية، التي تحدث عنها قيادات الإدارة التي تقول إن العلاقة العضوية مع حزب العمال هي نتيجة تلاقي المصالح المشتركة، ولمشاركة كوادر الحزب في الدفاع عن المنطقة خلال هجمات تنظيم داعش، وكان مظلوم عبدي قد اعترف بوجود مئات المقاتلين والكوادر من حزب العمال ضمن تشكيلات الإدارة للتدريب والاستشارة (44)، فيما يتفق عدد من المتابعين والناشطين من أبناء المنطقة أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" وهياكله العسكرية والمدنية يشكل الجناح السوري من حزب العمال الكردستاني، وكل تلك الهياكل والأطر التنظيمية والسياسية والمسلحة تعبيرات شكلية، بينما القرار الفعلي بيد قيادة حزب العمال في قنديل(45).

محددات القرار السياسي: عوامل داخلية وخارجية

رغم المركزية التي تبدو واضحة في سياسات "حزب الاتحاد الديمقراطي" المتحكم الفعلي بـ"مجلس سوريا الديمقراطي/ مسد" إلا أننا يمكن أن نتلّمس عوامل مؤثرة واضحة على الأداء السياسي، منها ما هو داخلي يتمثل في موقف مكونات "مسد" نفسها من أحزاب ومكونات اجتماعية، أو خارجي متعلق بتبدلات الموقف الدولي من القضة السورية.
فيما يتعلق بالعوامل الداخلية المؤثرة، يمكن حصرها بالعوامل التالية (46):
1. موقف "حزب العمال الكردستاني" وقياداته من مختلف القضايا، إذ يؤثر الحزب في قرارات "الإدارة الذاتية" ومواقفها السياسية من تركيا أو إقليم كردستان العراق، انطلاقاً من موقف الحزب نفسه.
2. مواقف مكونات "مسد" من بعض القضايا، كالتعاطي مع حكومة النظام مثلاً، والتي تقابلها بعض المكونات خاصة في دير الزور والرقة بالرفض لسيطرة النظام والميلشيات الداعمة له خصوصاً الإيرانية.
3. الأخذ بعين الاعتبار التوازنات العشائرية، إذ يتم مراعاة مصالح بعض وجهاء وشيوخ العشائر.
أما بالنسبة للعوامل الخارجية المؤثرة على صنع القرار داخل الإدارة، فتتشكل في ثلاثة مستويات:
1. التغيرات الإقليمية والدولية تجاه النظام السوري وحلفائه.
2. موقف الشركاء الدوليين الداعمين لـ “قسد" ومؤسسات الإدارة الذاتية.
3. التهديدات التركية والمتغيرات في السياسة التركية فيما يتعلق بالشأن السوري.
يتأثر "حزب الاتحاد الديمقراطي" ببعض العوامل الداخلية والخارجية مع الحفاظ على مركزية القرار، ومدى تناسبه مع أفكار وأيدولوجيات الحزب، دون أن يعير بالاً لتخوفات أو آراء المكونات الشعبية في مناطق سيطرة "قسد"، وما حصل في دير الزور من انتفاضة مطلبية دليل مهم على تجاهل هذه المطالب، واتهام المنتفضين بالتبعية لأجندات للنظام(47). وشهدت مدينة القامشلي ومدن عدة في الجزيرة السورية احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، رفضاً لقرار رفع أسعار المحروقات، ورغم ذلك لم تستجب "قسد" و"الإدارة الذاتية"، واكتفت ببيانات حول تفهمها للمطالب دون تراجع عن القرار، مما اضطر القائمين على الاحتجاجات لإعلان وقفها (48).
يبدو أن أبرز عوامل التأثير على القرار السياسي الخارجي هي مصالح وتوجيهات القوى المشغّلة مثل الولايات المتحدة، أو من يقدمون الدعم أو الرعاية مثل نظام الأسد وإيران، وبذلك يمكن القول: إن "الإدارة الذاتية" تتمتع بالقدرة على التوفيق بين المتناقضات إلى الآن (49).
يمكن الاستنتاج من خلال هذه المؤشرات أن آلية صنع القرار والموقف السياسي داخل الإدارة تخضع لتوازنات، تفرضها أجندات وإملاءات من قيادة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الخاضعة بدورها لحسابات "حزب العمال الكردستاني"، مع الإقرار بوجود بعض المؤثرات الداخلية والعوامل الخارجية على هذه القرارات، وعدم قدرة الإدارة على احتواء تلك المؤثرات يدل على فشلها في أن تكون مظلة سياسية ممثلة لجميع مكونات وأحزاب المنطقة.

محددات الأداء السياسي لـ "لإدارة الذاتية" منذ 2019: مؤشرات التحكّم والتفرّد

من خلال رصد أهم البيانات والتصريحات السياسية، والاجتماعات مع الأطراف المحلية والدولية التي حصلت عقب إعلان وقف إطلاق النار نهاية 2019 حتى نهاية شهر حزيران/ يونيو 2023، تم رصد أكثر من 120 مخرجاً، توزعت بين: بيان رسمي، وتصريح صحفي، واجتماعات محلية أو دولية.
ويمكن تحليل هذه المخرجات وفق ثلاثة معايير: العدد والمضمون والمستهدفين. من حيث نوع المخرجات: يظهر من خلال توزع القيم في الشكل أن الإدارة بمختلف مؤسساتها ومسؤوليتها اعتمدت بشكل كبير على التصريحات الإعلامية، ما يدل على تفاعلها وتواصلها المتزايد مع مختلف وسائل الإعلام، مستفيدة من الاهتمام الإعلامي بها خلال معاركها مع تنظيم "داعش"، فيما جاءت الاجتماعات الدولية (50) ثانياً، ما يدلل على قوة ونشاط مكتب العلاقات الخارجية لديهم، وكذلك الاجتماعات مع المكونات السورية.
ومن حيث المضمون: تدل النتائج على نهج سياسي واضح للإدارة، من خلال التصريحات والاجتماعات، فقد كثفت الإدارة من الحديث عن علاقتها مع الجانب الروسي بشكل ملحوظ في بيانتها وتصريحاتها، وذلك نتيجة دخول موسكو كفاعل جديد في الشرق السوري بعد عملية "نبع السلام"، لا سيما في رعايتها المفاوضات بين "قسد" والنظام، كما أظهرت النتائج تكثيفاً ملحوظاً في البيانات والتصريحات حول العلاقة مع نظام الأسد والمطالبة بالتوصل لشراكة في إدارة وحماية المنطقة، كما لم تخلُ من انتقادات لاستراتيجية النظام في التعامل مع القضية الكردية، وكذلك محاولة التطبيع مع تركيا، فيما صدرت بيانات وتصريحات عدة من "الإدارة الذاتية" تدين الهجمات التركية، وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية مناطق سيطرتها من الهجمات التركية، ولوحظ من خلال البيانات ميلها إلى التقارب مع الدول العربية.
فيما يتعلق بمعيار المستهدفين: فإن الاجتماعات التي عقدتها الإدارة بلغت أكثر من 30 اجتماعاً داخل وخارج سورية، مع مكونات وأحزاب سورية، بهدف التوصل لصيغ تفاهم، سواء مع مكونات حزبية وعشائرية في منطقة الشرق السوري، أو أحزاب سياسية خارج سورية في دمشق أو خارج البلاد، ويعزى ذلك إلى تعثرها المستمر في الدخول إلى هيئة التفاوض السورية والمشاركة في اللجنة الدستورية، كما أنها عقدت لقاءات دولية متنوعة مع ممثلي خارجيات دول أوربية عدة، إضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا.
ومن خلال تحليل نصوص البيانات الرسمية والتصريحات الصحفية، يمكننا استخلاص مواقف الإدارة السياسية خلال الفترة المذكورة من قضايا عدة، أهمها: الموقف من الفاعلين المحليين، الموقف من النظام والمفاوضات معه، الموقف من الحوار الكردي-الكردي، الموقف من العملية السياسية السورية، إضافة إلى الموقف من الفاعليين الدوليين، كالموقف من تركيا وروسيا والولايات المتحدة والدول العربية.

الموقف من القضايا والأطراف المحلية

يمكن قياس هذا الموقف من خلال الرؤية السياسية للإدارة، وموقفها من النظام والتفاوض معه، وموقفها من المعارضة، وموقفها من الحوار الكردي-الكردي.

الرؤية السياسية لـ "الإدارة الذاتية"

تكرر الإدارة ومؤسساتها أنها تتخذ من نظرية "الأمة الديمقراطية" لزعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون في تركيا عبد الله أوجلان مرجعاً لرؤاها السياسية كافة، والتي تستند إلى "اللامركزية ومبادئ المساواة والتعددية"، دون أن تدعي أنها تسعي لإقامة دولة قومية كردية في سورية (51). وبناء عليه تدّعي الإدارة أن رؤيتها السياسية المعلنة تعكس رؤية أبناء المنطقة نحو شكل سورية المستقبلية، ومنها ما أعلنته كمبادرة للحل في سورية في نيسان الماضي (52)، وهي رؤية ذات طابع يساري في بيئة متعددة الاتجاهات الثقافية والسياسية.
خلال عام 2023 ظهرت مناسبات عدة حاولت "قسد" استغلالها لإظهار بعض التغييرات في خطابها وعلاقاتها السياسية، انطلاقاً من كارثة الزلزال يوم 6 شباط/فبراير الذي ضرب تركيا والشمال السوري، حيث أبدت استعدادها لتقديم المساعدة، وبدأت بجمع تبرعات، وحاولت إظهار نفسها للسوريين على أنها طرف مرن ومبادر للتعاون مع مختلف الأطراف السورية، في محاولة لإحراج النظام والمعارضة(53)، وللسبب نفسه بادرت إلى إعلان استعدادها استقبال اللاجئين السوريين من لبنان(54)، كذلك حاولت استغلال التطبيع العربي مع نظام الأسد وإعادته للجامعة العربية، وأصدرت تصريحات وبيانات عدة، ويندرج ذلك التغيير في خطاب الإدارة كله ضمن تكتيك سياسي تحاول الإدارة تصديره مستغلة بعض المناسبات، دون أن يكون متأتياً عن مراجعات ناتجة عن تراكم وإرادة حقيقة في الإصلاح والتغيير.
وكانت "الإدارة الذاتية" قد أعلنت في 18 نيسان 2023 عن مبادرة تهدف إلى "التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي للأزمة السورية"، داعية النظام السوري إلى "إظهار موقف مسؤول، واتخاذ إجراءات عاجلة تساهم في إنجاح هذه المبادرة". وفي بيان لها، أعربت "الإدارة الذاتية" عن استعدادها للقاء جميع الأطراف السورية "للحوار معها من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية"، ووفق بيان "الإدارة الذاتية"، نصت المبادرة على 9 نقاط، هي: " وحدة الأراضي السورية، مشاركة جميع فئات المجتمع، والاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات، تطبيق تجربة النظام الديمقراطي المعمول به في مناطق شمال شرقي سوريا في بقية المناطق، توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين كل المناطق السورية، استقبال النازحين والمهجرين في مناطق شمال شرقي سورية، استمرار جهود مكافحة الإرهاب، وقف التدخل التركي في الشؤون السورية، مطالبة الدول العربية بلعب دور إيجابي وفعال لإيجاد حل مشترك، طرح المبادرة على قاعدة وطنية، دعوة الجميع للمشاركة والإسهام في المبادرة"(55) .
تتحدث قسد بشكل متواصل في بياناتها عن حرصها على مراعاة حقوق جميع المكونات ومحاولة التقارب معها، خاصة العشائر العربية، إذ عقدت اجتماعات عدة مع وجهاء وشيوخ عشائر مؤكدة على شراكاتها السياسية معهم، ولكن انتفاضة العشائر في دير الزور في شهر أيلول عام 2023 أظهرت الفرق الكبير بين النظرية والتطبيق على الأرض، فقد رفضت "قسد" المطالبات العشائرية بتحسين ظروف المنطقة الأمنية والاقتصادية، وإعادة هيكلة مجلسي دير الزور المدني والعسكري ليكونا ممثلين لمصالح أبناء عشائر المنطقة، وليس تبعاً لمقياس الولاء لـ"قسد"، ناهيك عن التعامل مع الحراك العشائري باستخدام القوة والاعتقالات.
تدل المؤشرات على محاولة فرض رؤية "حزب الاتحاد الديمقراطي" على "الإدارة الذاتية"، مما يجعل هذه الرؤية محل اغتراب من قبل بعض مكونات الإدارة والحواضن الاجتماعية في المنطقة التي تسيطر عليها.

الحوار الكردي-الكردي

كانت وما تزال قضية التمثيل السياسي للكرد السوريين محل تنافس وخلاف مستمر في الوسط الكردي نفسه، تمظهر هذا التنافس ما بين "حركة المجتمع الديمقراطي/ تف دم" التي يتزعمها الاتحاد الديمقراطي، وبين أحزاب المجلس الوطني الكردي، وعلى الرغم من بدء هذه الحوارات في "هولير/أربيل 1 و2" 2012 و 2013، إلا أنها تعثرت كما لم تطبق مخرجات اجتماعاتها، ثم جاءت دعوة قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019 للحوار بين الأطراف الكردية، والتي ترافقت مع دفعٍ أمريكي واضحٍ، مما يؤكد أن الرغبة في الحوار دافعها خارجي يهدف للوصول إلى صيغة توافق معقّدة؛ تتمكن عبرها من "التمكين المحلي"، و"التفاعل أكثر" مع المعارضة السورية و"تهدئة" الجانب التركي(56).
سبقت الجلسات إجراءات تعزيز ثقة، تمثلت في السماح بإعادة افتتاح مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي في مناطق سيطرة الإدارة، وانطلقت أولى جلسات الحوار بين "أحزاب الوحدة الوطنية" المكونة للإدارة الذاتية و"المجلس الوطني الكردي"، في شهر نيسان/أبريل 2020 برعاية أميركية، تلتها جولتان، واستمرت المفاوضات حتى نهاية 2020، إذ تم الاتفاق على الرؤية السياسية المتمثلة بـ "سورية دولة ذات سيادة، يكون نظام حكمها اتحادياً فيدرالياً يضمن حقوق جميع المكونات"، واعتبار "الكُرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية"، والاتفاق على تأسيس (المرجعية الكردية العليا) بنسبة 40% لكل طرف و20% لبقية الأحزاب والمستقلين. لكن الجولة الثالثة أظهرت نقاط الاختلاف بين الطرفين في نقاش ملفات: عودة بيشمركة روج(57)، المشاركة في الإدارة الذاتية، فك الارتباط بحزب العمال الكردستاني، المناهج التعليمية (58).
ويبدو أن سبب تعثر المحادثات يعود إلى رفض الشراكة الكاملة إدارياً ومالياً وعسكرياً، ورفض فك الارتباط مع حزب العمال وإخراج كوادره الأجنبية من المنطقة، كما أن الإدارة اشترطت لعودة قوات بيشمركة روج أن تكون تحت قيادتها وضمن مؤسستها العسكرية بمعزل عن المجلس الوطني الكردي، إضافة لمطالبة أحزاب المجلس بإصدار موقف واضح من الصدام العسكري بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال في إقليم كردستان العراق، وطلب الانسحاب من الائتلاف(59).
يمكن تصنيف أسباب فشل جلسات الحوار الكردي-الكردي ضمن سببين رئيسين:
1. ذاتي: نتيجة إصرار قيادة "قسد" على أنها المظلة الشرعية التي يجب على مختلف القوى الكردية الانضمام لها، إضافة إلى رفض مناقشة تعديل "الإدارة الذاتية"، أو شكل القوات الأمنية، في سلوك يشبه ما حاول نظام حزب البعث فرضه على القوى السياسية السورية بالانضمام إلى "الجبهة الوطنية التقدمية". كما أن مشكلات الصراع على السلطة وعلاقة الأحزاب الكردية بالحاضنة الشعبية، وأطماع بعض قيادات الأحزاب بالحصول على مكاسب اقتصادية من "قسد"؛ كانت سبباً في امتلاكها زمام المبادرة وقوة الموقف خلال جلسات الحوار.
2. خارجي: كارتباط كل من "قسد" والمجلس الوطني الكردي بحليف خارجي، الأمر الذي وسّع مساحة الاختلاف من كونه اختلافاً كردياً-كردياً إلى خلاف الحلفاء أنفسهم، مما أدى إلى إخفاق المحادثات، فقد رفضت "قسد" طلب التبرؤ من حزب "العمال الكردستاني"، وفي ظل انعدام الرغبة لإنجاح الحوار من قبل "قسد"، جاءت جلسات الحوار الأخيرة فقط استجابة للضغوط الأميركية دون تقديم أي تنازلات.

الموقف من النظام والتفاوض معه

أعلن نظام الأسد مطلع شهر شباط/فبراير من عام 2020 موافقته على بدء مفاوضات جدية مع "مسد" بعد جهود ووساطات روسية. ومن خلال تحليل الخطابات طالبت "مسد" بإعادة النظر في قانون الإدارة المحلية للمشاركة في إدارة المنطقة، على أن تكون "قسد" جزءاً من منظومة جيش النظام، معلنة رفضها لمساري "سوتشي" و"أستانا"(60).
إلا أن هذه المفاوضات لم تستمر طويلاً، فقد أعلنت رئيسة مجلس "مسد" إلهام أحمد، في 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2021، عن فشل المفاوضات التي ترعاها روسيا مع نظام الأسد، وقالت: "لم يتم التوصل إلى أي نتيجة في الحوارات السابقة مع النظام السوري في دمشق" وأضافت: "روسيا فشلت ولم تستطع لعب دور "الضامن" في الحوار مع النظام السوري"(61).
تشهد المفاوضات بين "مسد" والنظام حالات تقارب وتباعد، حسب الظروف والتطورات الإقليمية والمحلية، وبالأخص تلك المرتبطة بالتهديدات التركية، فمع كل مرة تهدد فيها تركيا بشن عملية جديدة شرق سورية؛ تشهد هذه المفاوضات تقارباً ولقاءات، حيث انطلقت جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بين "قسد" والنظام السوري برعاية روسية، وكان وفد "مسد" برئاسة بدران جيا كرد نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، لكن النظام رفض مجدداً الاعتراف بـ"الإدارة الذاتية" و"قسد" دستورياً بأي شكل من الأشكال، لأن الاعتراف سيؤدي إلى تقويض سلطته المركزية في البلاد، فأعلنت "الإدارة الذاتية" فشل هذه المفاوضات. وكان النظام قد دعا إلى تسليم المنطقة له من دون أي شروط، ورفض بشكل قطعي القبول بمقترحات وفد "مسد" التي تعلقت بشرعنة "الإدارة الذاتية" وقوات "قسد" والآسايش(62).
تعمل "مسد" جاهدة للتقارب مع النظام، وتبدي رغبتها في ذلك، إلا أن مطالب الطرفين متباعدة، وقد أعلنت قيادة "مسد" في أكثر من تصريح لها رغبتها بالحوار والتفاهمات بشأن المنطقة، وانخراط "قسد" في جيش النظام، وتهدف من ذلك لشرعنة وجودها (63). ويبدو أن المحدد الأساسي في رغبة "الإدارة الذاتية" في التفاهم مع النظام تأتي كمحاولة لتجنّب الضغوط التركية، وكرد فعل على رفض إدخالها في المفاوضات السياسية الأممية ضمن وفد المعارضة، لكن رغم ذلك لم تتمكن "قسد" من تحقيق إنجاز واضح نتيجة إصرار النظام على "شروط تعجيزية".

الموقف من المعارضة السورية

بعد عدم تمكنها من الانضمام إلى مؤسسات المعارضة الرسمية، مثل هيئة التفاوض واللجنة الدستورية، اتجهت "الإدارة الذاتية" إلى البحث عن إطار جديد للعمل مع المعارضة السورية، وعملت على ذلك بجدية، وعقدت اجتماعات ولقاءات عدة داخل سورية، وفي فيينا وستوكهولم خلال عامي 2021 و2022، لكنها لم تجنِ ثماراً مهمة منها، لأن معظم من شارك في الاجتماعات من أطراف سياسية سورية؛ كان يخرج بنتيجة أن "مسد" تحاول فرض نفسها كطرف مهيمن لا كشريك، وترفض التنازل عن أي مكسب أو منصب سيادي (64). ويبدو أن الإدارة لم تنجح دبلوماسياً في تحقيق مكاسب سياسية بسبب أداء فريق عملها الذي تعثّر على مدار هذه السنوات، وما يزال يصر على قيادتها دون أي تغييرات جذرية قد تأتي بشخصيات تحظى بقبول إقليمي ودولي، ويمكن التفاوض معها (65).
إذاً تنطلق محددات الإدارة الذاتية في تقاربها مع النظام من ضرورة تحصيل مكاسب تشرعن سلطة الأمر الواقع، وللبحث عن خيارات أخرى لمواجهة التهديدات التركية، كما أنها تنفتح على بعض الأطراف المعارضة في محاولة لتأطير مساحات عمل مشتركة تخفف من خسائرها، جراء عدم وجودها في الأطر الرسمية للمعارضة السورية، أما فيما يتعلق بقضية الحوار مع المجلس الوطني الكردي فيبقى خارج اهتمامات الإدارة، ولا تستكمل جلسات هذا الحوار إلا بضغط غربي، وتكون جلساته غالباً صورية دون نتائج ملموسة، كما تبرز أمام الإدارة تحديات الشرعية المحلية والسياسية، وارتباطها بحزب العمال الذي يمنعها من فتح أي شراكة حقيقية.

الموقف من الفاعليين الدوليين

تبيّن الفقرات أدناه طبيعة مواقف الإدارة الذاتية تجاه مختلف الفاعلين الدوليين، سواء كحلفاء أو خصوم أو دول أخرى.

الموقف من تركيا

طرحت "مسد" مرات عدة، استعدادها لإيجاد صيغة تفاهم مع تركيا، دون أن تتطرق للمشكلة الجوهرية المتمثلة بعلاقتها مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما يجعل أنقرة ترفض الأمر بشكل قاطع، وتتعامل مع قيادات "قسد" و"الإدارة الذاتية" على أنهم جزء من حزب العمال المصنف على قوائم الإرهاب عندها، ولذلك عوّلت "مسد" على التغيرات الداخلية في السياسية التركية، وبدا ذلك في اهتمامها بالانتخابات التركية 2023، وأبدت دعمها لتحالف حزب الشعب وتحالف اليسار الأخضر، ونظمت مسيرات شعبية عدة لدعمهم في مناطق الشرق السوري، وتخوّفت من فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(66).
وحول الضربات التركية لمواقع قوات "قسد" وقيادتها، كررت "مسد" إدانتها هذه الضربات، والطلب المتكرر من التحالف الدولي وروسيا وغيرها من الدول ذات النفوذ بالمنطقة العمل لوقفها، ومنع أي عملية عسكرية تركية في شمال سورية (67)، مع أخذ التهديدات التركية الدائمة على محمل الجد (68). وتؤكد المعطيات أن الإدارة لا تملك هوامش مناورة، بالتحديد بعد العملية العسكرية التركية "نبع السلام" 2019، فقد خسرت جزءاً من فاعليتها نتيجة الاتفاقيات التركية-الأمريكية والتركية-الروسية (69)، إذ استثمرت تركيا كل جهدها في سورية على تقليص قدرات "الإدارة الذاتية" العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهذا واضح من استمرار سياسة استهداف كوادر "قسد"، من دون أي اعتراض أمريكي أو روسي، وكذلك زيادة فرض القيود على النشاط السياسي لـ"الإدارة الذاتية" في دول الاتحاد الأوروبي(70).

الموقف من روسيا

تدير قسد علاقتها مع موسكو وفق محددات عدة: فمن جهة أولى تنظر إلى موسكو كوسيط للعلاقة مع النظام، وقوة معادلة يمكن الاستفادة منها في التخفيف من التهديدات التركية المتكررة، ومن جهة ثانية فوجود القوات الروسية في منطقة الجزيرة السورية يتطلب إبقاءها في مناطق سيطرة النظام (71)، إذ تعتقد قسد أن روسيا لم تقم بدورها المطلوب للضغط على النظام لإنجاح المحادثات، وأن كلاً من روسيا والنظام يحاولان استخدام التهديدات التركية لدفع قسد للتنازل.
وقد شهدت علاقات "قسد" بروسيا شدّاً وجذباً، نتيجة عدم التزام موسكو بنقاط المراقبة في بلدتي عين عيسى وتل تمر، وعدم ضغطها على تركيا لإيقاف هجماتها عبر الطائرات المسيّرة التي تكرّرت مراراً. إلا أن دائرة الاختلاف المركزية تتحدد أكثر في الضغط الروسي على "قسد" لتسليم نقاط الحدود مع تركيا إلى النظام بشكل كامل، وانسحاب "قسد" إلى جنوب الطريق الدولي"M4"، وهذا ما ترفضه "قسد" جملة وتفصيلاً(72)، رغم إدراكها أن الوجود الروسي يشكّل ضامناً لعدم دخول الأتراك إلى مناطق نفوذها.

العلاقة مع أوروبا والولايات المتحدة

تتركز اجتماعات الوفود الغربية التي جاءت إلى مناطق الإدارة شرق سورية على موضوع محاربة الإرهاب، ووضع مخيم الهول، وقد استفادت الإدارة بشكل كبير من وضع المخيم وخاصة الرعايا الأجانب، إذ استقبلت منذ عام 2020 عشرات الوفود من مختلف دول العالم لمناقشة مستقبل المخيم وقاطنيه، ومخاطر وجود مقاتلي التنظيم وعائلاتهم على استقرار المنطقة (73). كما ركّزت الإدارة عبر مكتب العلاقات الخارجية وما يقوم به من زيارات لدول أوروبا والولايات المتحدة أيضاً على موضوع محاربة الإرهاب واستخدامه كفزاعة لضمان استمرار الدعم الغربي لها ولمؤسساتها، وعلى الرغم من نهاية العمليات العسكرية المباشرة ضد داعش، إلا أن قسد تطالب باستمرار بضرورة بقاء قوات التحالف الدولي على الأرض في المنطقة (74).
وتركز قسد في حراكها الدبلوماسي مع الوفود القادمة إلى سورية وخلال لقاءاتها في الخارج على موضوعين آخرين؛ أولهما: أن على تلك الدول إعادة تقييم علاقتها مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أو هيئة التفاوض السورية من خلال شرعية تمثيل المكونات السياسية المعارضة(75)، ثانيهما: مطالبة "مسد" بشكل دائم بمزيد من الضغط الغربي لوضع حد للتهديدات التركية، وحماية مناطق الإدارة من أي عملية عسكرية تركية محتملة. لكن الحرب الأوكرانية أثرت بشكل واضح على تعامل الدول الغربية، فقد اضطرت لتقديم تنازلات لتركيا من أجل الموافقة على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو(76).
أما عن علاقة الإدارة مع الولايات المتحدة فتتسم بأنها علاقة استراتيجية، تهدف من خلالها واشنطن إلى ضمان عدم عودة تنظيم "داعش"، إضافة إلى حرمان النظام وروسيا من الاستفادة من ثروات الشرق السوري، إلى حين التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وبالتالي يتجلى موقف الإدارة الذاتية من الفاعلين الدوليين في محددات عدة، أهمها: الإبقاء على علاقة متوازنة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، تحكمها الحاجة للطرفين لحماية مناطق سيطرتها، مع الإبقاء على نظرية الشراكة في محاربة الارهاب، وتسعى للانفتاح على دول إقليمية عدة لمحاولة أخذها أداوراً مستقبلية تعوضها عن عدم مشاركتها في مؤسسات المعارضة الرسمية، ولكنها تواجه تحديات أبزرها الرفض التركي لأخذها أي دور محلي، أو حتى فتح علاقات إقليمية أو دولية.

النتائج والاتجاهات المستقبلية: التماهي مع سيناريوهات الملف السوري

يمكن تفصيل وقياس مؤشر الفاعلية السياسية وفق مستويات عدة، هي:
1. مؤشر الشرعية: على الرغم من محاولة "الإدارة الذاتية" إنتاج نصوص تشريعية لتحكم مؤسساتها، وإظهار شرعيتها في المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن هذه النصوص تفتقد الشرعية بسبب طريقة صياغتها وإقرارها، وتعاني من مشاكل بنيوية في النصوص، إضافة لرفضها من قبل المجتمع نتيجة اعتمادها على فلسفة بعيدة عن طبيعة المنطقة، وفوق كل هذا بقيت النصوص حبراً على ورق دون تطبيق، نتيجة المركزية التي يفرضها "حزب الاتحاد الديمقراطي" ومن خلفه حزب العمال على مختلف المؤسسات السياسية والخدمية والأمنية.
2. الأداء السياسي: كان لعملية "نبع السلام" تأثير كبير في تغليب التيار اليميني داخل حزب الاتحاد الديمقراطي، ما عزّز استفراد شخصيات بعينها في صناعة القرار والموقف السياسي، مع استمرار تدخّل حزب العمال الكردستاني في مختلف الملفات السياسية والأمنية، ولكن بالوقت نفسه أفرزت "نبع السلام" حاجة قسد لتقديم بعض التنازلات لكسب أصدقاء جدد.
3. العلاقة مع القوى المحلية: لم تفلح جهود "مسد" في الدخول في هيئة التفاوض واللجنة الدستورية بسبب الرفض التركي، فانتهجت سياسة الانفتاح على مختلف القوى السياسية السورية داخل وخارج البلاد، ولكن إصرار قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي على احتكار مركزية القرار، دون تقديم تنازلات جوهرية واضحة، وعدم فتح مجالات التشاركية الفعلية مع باقي القوى؛ أدى لإفشال معظم جلسات الحوار والتواصل، كما في إفشال جلسات الحوار مع المجلس الوطني الكردي.
4. العلاقات الدولية: يبدو أن سلوك "قسد" تغيّر نوعاً ما بعد "نبع السلام"، فقد استمرت في تعزيز علاقتها مع الغرب، وفي الوقت نفسه سعت أيضًا إلى التعاون والتحالف مع روسيا والنظام السوري مما دفعها لتقديم بعض التنازلات، ومع ذلك لم تنجح في تحقيق اختراق واضح، بسبب التطورات الدولية والمحلية، بما في ذلك تطور العلاقات الروسية التركية، وظروف الحرب في أوكرانيا التي دفعت الغرب إلى مراعاة المصالح التركية.
الاتجاهات المستقبلية لمشروع الإدارة الذاتية
يرتبط مستقبل الإدارة الذاتية بعوامل بنيوية، باتت تمتلك جزءها الأكبر من خلال سياسة التحكّم والضبط والمركزية التي تفرضها، إلا أن ذلك لا يعني أن البنية بشكلها العام لم تعد عرضة لانتكاسات تهدد المشروع وفق تسويق الإدارة له باعتباره مظلة سياسية، خاصة التحديات المرتبطة بملف تمثيل المكونات، وملف الحريات السياسية، وملف الحياة المدنية والسياسية.
كما يرتبط مستقبل هذه الإدارة أيضاً بمسيرة الحل السياسي السوري واتجاهاته المستقبلية، والتي تتراوح بين البقاء في حالة الجمود والتمترس الجغرافي، أو احتمالية عودة سيطرة النظام إلى مناطق شمال شرق سورية، أو إنجاز مقاربة جديدة للحل السياسي، كما هي موضحة أدناه:

أولاً: إعادة سيطرة النظام على مناطق شمال شرق سورية

تعتبر إعادة سيطرة المركز على الأطراف كافة احتمالاً له مؤشراته وعوائقه، من المؤشرات الداعمة له زيادة رقعة سيطرة النظام مع مرور الزمن والمتغيرات الدولية، وزيادة التعاون الإقليمي معه وازدياد عمليات التطبيع، أما عن معيقاته فتتمثل في الوجود الأميركي بالمنطقة وما يحدثه من معادلات أمنية، إضافة إلى عدم امتلاك النظام للأسباب المادية للقيام بعمل عسكري نتيجة ما يعانيه من أزمات اقتصادية وأمنية.
وفي هذا الاتجاه المحتمل، تعمل "الإدارة الذاتية" على خطوات تقارب ملحوظ خلال الفترة الماضية مع النظام وروسيا، محاولة تحصيل اعتراف من النظام والروس بسلطتها المحلية، وذلك عبر الحصول على حلول وسط من خلال الروس مثل منح حصة نفطية وإدارية، ودمج قوات قسد بالجيش، وهذا ما يمثل الحد الأدنى لمطالب "قسد" وأقصى ما يمكن أن يقدمه النظام. وعند نقاش مستقبل "الإدارة الذاتية" ومؤسساتها السياسية والعسكرية والخدمية، وعلاقاتها مع الغرب، يبدو أن هذا السيناريو بعيد المنال حالياً، نتيجة رفض النظام تقديم تنازلات جوهرية تفقده المركزية، إضافة إلى رفض تركيا منح الإدارة أي امتيازات تعزز سلطتها.

ثانياً: استمرار حالة الجمود

إن بقاء النظام في المركز ضعيفاً، وتعزيز قوة سلطات الأمر الواقع في مختلف مناطق السيطرة السورية، قد يؤدي إلى استمرار لامركزية الأمر الواقع. وفي هذا السياق قامت الإدارة بعدة خطوات تشكل مؤشرات داعمة لوجودها في حال استمرار هذا السيناريو كخطوات تعديل العقد الاجتماعي، وإعادة الهيكلة الجديدة، وطرح رؤى تنطلق من سلطة الأمر الواقع التي فرضتها. إلا أن أبرز معيقات هذه الخطوات تتمثل في تركيا وعدم قبولها بخطوات من جانب واحد كفرض لامركزية غير متناظرة، إضافة لرفض هذا الاحتمال من قبل روسيا والنظام.
وبالتالي يمكن للإدارة ومؤسساتها السعي للحفاظ على الوضع القائم دون تغييرات ميدانية أو سياسية، وتكريس سلطة الأمر الواقع في منطقة سيطرتها، مع إدخال بعض الشخصيات المقبولة محلياً ودولياً في قيادات الصف الأول، وهذا ما حصل فعلياً بتشكيلة "مسد" الجديدة، إضافة إلى تقديم تنازلات شكلية لصالح بعض المناطق مثل دير الزور، والحفاظ على علاقة متوازنة مع الروس والأمريكان، مع الحفاظ على الوضع الراهن حتى ظهور متغيرات جديدة، وهذا الخيار الأقرب للترجيح على المدى المنظور.

ثالثاً: تحريك الملف السياسي السوري

مع احتمال تحريك الملف السوري والضغط للوصول إلى حل سياسي سوري عام، ومع فشل تطبيق مخرجات القرار الدولي 2254، يمكن أن يتم طرح مقاربات جديدة منها خيار اللامركزية، وهو سيناريو تجهزت له قسد مسبقاً، من دعاماته: أن تستغل "مسد" الدعم الغربي لها في ملف محاربة الإرهاب، وحالة الجمود غير المستدامة، وخطر عودة انتشار الإرهاب والتطرف، إضافة إلى زيادة النفوذ الإيراني بعد حرب غزة، والتصعيد التركي ضد مناطق قسد، للدفع نحو تحريك الملف سياسياً.
لكن القدرة على اعتبار "قسد" شريكة في ذلك، يتطلب منها إبداء مرونة أكبر في التفاوض وقدرة أعلى على مواجهة خطر المليشيات الإيرانية، واتخاذ مواقف أقل عدائية مع تركيا وفصائل المعارضة السورية، مع إتاحة فرصة لإنجاح الحوار الكردي-الكردي، وإبداء مؤشرات حول القبول بإعادة هيكلة مؤسسات الإدارة، ومناقشة مستقبل قواتها العسكرية. لكن آليات صنع القرار في "مسد"، ومؤشرات أدائها السابقة، تجعل من هذا السيناريو مستبعداً، نتيجة رفض قادة "مسد" إعلان فك الارتباط بحزب العمال، وانخراط هؤلاء القادة بتنفيذ الأجندة السياسية التي يفرضها الحزب من قنديل، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع تركيا وإقليم كردستان العراق وإيران.

خاتمة

يظهر من خلال الدراسة أن "الإدارة الذاتية" بمختلف مؤسساتها حاولت إضفاء شرعية على سلطة الأمر الواقع التي فرضتها، من خلال إعلان نصوص "شبه دستورية"، ورفع شعارات "الديمقراطية والتعددية والمشاركة العادلة"، ولكن مؤشرات التفاعل والأداء السياسي وواقع الحريات في المنطقة أظهر خللاً واضحاً بين النظرية والتطبيق، كما أن البراغماتية التي تحاول إظهارها في بعض القضايا تبقى مؤطرة ضمن رؤية مجموعة ضيقة من قيادات "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي يفرض رؤيته بشكل جلي على مؤسسات الإدارة، ليظهر نفسه كسلطة أمر واقع "قابلة للحياة والاستمرار".

كما تجهد "الإدارة الذاتية" بالإبقاء على الوضع القائم، مستغلة التنافس الدولي وتضارب المصالح الإقليمية في منطقة شمال شرق سورية، ولكن مركزيتها المطلقة وتبعيتها الأيديولوجية بدأت تسبب لها أزمات متراكمة، وخاصة ما ظهر مؤخراً من انتفاضة عشائرية ضدها في دير الزور، من الممكن أن تتكرر في مختلف مناطق سيطرتها، ويرتبط مستقبل هذه الإدارة بالمتغيرات السياسية، التي ربما تحمل توافقات دولية وإقليمية من شأنها الإجهاز على مشروع الإدارة برمته أو تحجيمه.


([1]) بدر ملا رشيد، "المظلة الكردية المفقودة في سورية.. بين التناحر على السلطة والاتفاقيات الهشة"، مركز عمران للدراسات، 20/3/2019، تمت المشاهدة: 12/9/2023، الرابط: https://bit.ly/3Qeccwa

([2]) العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سورية، موقع الإدارة الذاتية، 12/1/2023، الرابط: https://aanesgov.org/ar/?p=9221  

([3]) قوات محلية تتبع لقبيلة شمر العربية تنتشر في محافظة الحسكة قرب معبر اليعربية الحدودي مع العراق، أعلن عن تأسيسها عام 2013 وانضمت لـ "قوات سوريا الديمقراطية" عند تأسيسها، للمزيد: https://bit.ly/3MfiLxi

([4]) قوات محلية من المكون السرياني تتبع لحزب الاتحاد السرياني تنشط في القامشلي والحسكة منذ عام 2012، انضمت إلى "قسد" عند تأسيسها، للمزيد: https://bit.ly/3FxZvaw

([5]) ميثاق العقد الاجتماعي، الموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd، 6/1/2014، تم الاطلاع بتاريخ:14/8/2023: https://bit.ly/495UnrS

([6]) العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سورية، موقع الإدارة الذاتية، 12/1/2023، الرابط: https://aanesgov.org/ar/?p=9221 

([7]) بدر ملا رشيد، "قراءة في العقد الاجتماعي لفيدرالية الشمال"، مركز عمران للدراسات، 16/8/2016ـ تم الاطلاع 14/12/2023، https://bit.ly/3NstJ3e

 ([8]) مقابلات تم اجراؤها مع عدد من نشطاء الحسكة ودير الزور بعد إعلان العقد الاجتماعي الجديد بتاريخ 25/12/2023.

 ([9]) ملاحظات تم استخلاصها من ورشة عمل لمناقشة الأداء السياسي للإدارة الذاتية عقدها مركز عمران في مدينة ماردين بتاريخ 19/9/2023.

([10]) حزب كردي يصدر قانوناً للأحزاب الكردية بسورية، الجزيرة نت، 28/4/2014، تمت المشاهدة: 15/9/2023 https://bit.ly/3QtlplJ

([11])  العمل على صياغة قانون لتنظيم الحياة السياسية شمال شرق سورية، راديو بيسان، 22/12/2021، تمت المشاهدة: 10/9/2023، https://bit.ly/3QdTIMx

([12])  انظر النص الكامل المنشور على صفحة "مجلس العدالة الاجتماعية في الجزيرة" بتاريخ: 19/7/2018، الرابط: https://bit.ly/4aTM82P

([13])   انظر المادة 7   من نص قانون الأحزاب الذي أقره مجلس مقاطعة الجزيرة المنشور على صفحة "مجلس العدالة الاجتماعية في الجزيرة" بتاريخ: 19/7/2018، الرابط: https://bit.ly/4aTM82P

([14])  مقابلة مع المحامي والخبير القانوني إبراهيم ملكي، أجريت بتاريخ 6/12/2023

([15])  توقيف عمل الحزب الجمهوري الكردستاني في مناطق الإدارة الذاتية لمخالفته قانون الأحزاب، ادار نيوز، 15/10/2022، تمت المشاهدة: 9/9/2023، https://bit.ly/3QvqRo0

([16]) ساشا العلو، "الإدارة الذاتية: مدخل قضائي في فهم النموذج والتجربة"، مركز عمران للدراسات، 29/4/2021، تمت المشاهدة: 11/9/2023، https://bit.ly/40e3t1Q

([17]) نشوء الحركة السياسية الكردية في سورية وتطورها، مركز آسو للاستشارات، 7/2020، تمت المشاهدة: 23/9/2023، https://bit.ly/3Shpf2z

([18]) مقابلة مع سليمان، وهو اسم مستعار لناشط سياسي كردي يقيم في مناطق سيطرة الإدارة، طلب عدم التصريح عن اسمه لأسباب أمنية.  أجريت عبر برنامج الواتس آب بتاريخ: 25/8/2023

([19]) المرجع نفسه.

([20]) مقابلة مع عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي، أجريت في مدينة اسطنبول بتاريخ: 13/8/2023.

([21]) لمزيد من المعلومات حول التحالف ومواقفه السياسية يمكن مراجعة صفحتهم على فيسبوك:  https://bit.ly/472Fdlk

([22]) المرجع السابق  https://bit.ly/472Fdlk

([23])  سلام حسن، "المنظمة الآثورية تهاجم "قسد" وتحذّر من التغيير الديمغرافي في سورية"، العربي الجديد، 23/1/2022، تم الاطلاع 11/12/2023 https://bit.ly/3TkQutE

([24])  جورج خابور، "حزب "الاتحاد السرياني" الأداة الطيعة بيد (PYD)"، عين المدينة، 24/10/2018، تم الاطلاع 11/12/2023 https://bit.ly/3NlMrtc

([25])  انشقاق جديد يعصف بأحد أكبر الأحزاب الكردية السوريةـ تلفزيون سوريا، 8/12/2023، https://www.syria.tv/243685

([26])  لمعرفة المزيد عن حزب سوريا المستقبل يمكن مراجعة الموقع الرسمي للحزب :  https://bit.ly/3UVOV6k

([27]) "الإدارة الذاتية" تتجه إلى حظر الأحزاب الكردية المناهضة لها، عنب بلدي، 13/3/2017، تمت المشاهدة 25/9/2023، https://bit.ly/3Q9A1p4

([28]) عدنان أحمد، "قسد" تعتقل ناشطين وقياديين من المجلس الوطني الكردي في شمال وشمال شرقيّ سورية"، العربي الجديد، 18/7/2021، تمت المشاهدة: 25/9/2023، https://bit.ly/3tK633k

([29]) جلال بكور وعمار الحلبي، "سورية: اعتداء جديد على المجلس الوطني الكردي وأكبر أحزابه يثمن الإجراءات ضد العمال الكردستاني"، العربي الجديد، 15/12/2020، تمت المشاهدة: 27/9/2023، https://bit.ly/3s8h6D6

([30]) عبد الله البشير، "اعتداء جديد يطال مقراً لحزب "يكيتي" الكردي شمالي سورية"، العربي الجديد، 16/12/2020، تمت المشاهدة: 26/9/2023، https://bit.ly/3Se5bxX

([31]) هل ترضخ "قسد" لأصوات المتظاهرين أم تمضي في المواجهة؟، شبكة بلدي،19/5/2021، تمت المشاهدة: 26/9/2023، https://bit.ly/3QdtlGe

([32]) مظاهرة طلابية في الدرباسية قوبلت بالضرب والاعتقالات، يكيتي ميديا،20/1/2021، تمت المشاهدة: 26/9/2023، https://bit.ly/45KGcFG

([33]) تقرير اللجنة الأممية المستقلة للتحقيق المقدم للدورة العادية الـ 52 لمجلس حقوق الإنسان، 1/3/2023، من ص 21 إلى 24 من التقرير، https://bit.ly/3vE8llx

([34])  لا بديل عن العودة… انتهاكات قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة، الشبكة السورية لحقوق الإنسان،27/10/2025، https://bit.ly/3SeSBOF

([35])  قسد تقوّض النشاط المدني شمال شرقي سورية، المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، 29/3/2020، https://bit.ly/49cxBxV  

([36]) مقابلة عبر المسنجر مع د. فريد سعدون ناشط سياسي وأكاديمي يقيم في مناطق سيطرة الإدارة، أجريت بتاريخ: 10/9/2023

([37]) مقابلة مع سليمان، وهو اسم مستعار لناشط سياسي كردي يقيم في مناطق سيطرة الإدارة، طلب عدم التصريح عن اسمه لأسباب أمنية، أجريت عبر برنامج الواتس آب بتاريخ: 25/8/2023

([38]) عماد كركص وسلام حسن، "سورية: ملاحظات كردية على وثيقة التفاهم بين "مسد" وهيئة التنسيق"، العربي الجديد، 29/6/2023، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/499SHxG

([39]) مقابلة عبر المسنجر مع د. فريد سعدون ناشط سياسي وأكاديمي من القامشلي، أجريت بتاريخ: 10/9/2023

([40]) مقابلة مع عضو سابق في مكتب العلاقات الخارجية لـ "مسد"، أجريت عبر الهاتف بتاريخ: 9/8/2023

([41]) المرجع نفسه.

([42]) فلاديمير فان ويلجنبرج، "استراتيجيات قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا"، المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية،10/11/2020، تمت المشاهدة: 2/10/2023: https://bit.ly/3tTXOSb

([43]) مقابلات عدة أجراها الباحث مع ناشطين وإعلاميين موجودين في القامشلي والرقة، ولكن لن يتم التصريح بالأسماء لأسباب أمنية.

([44]) قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى إيجاد طريق نحو استقرار دائم في شمال شرق سوريا، مجموعة الأزمات الدولية، تم النشر: 25/11/2020، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/3tP4H7y

([45) مقابلة مع عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي، أجريت في مدينة اسطنبول بتاريخ: 13/9/2023.

([46]) مقابلة مع سليمان، وهو اسم مستعار لناشط سياسي كردي يقيم في مناطق سيطرة الإدارة، طلب عدم التصريح عن اسمه لأسباب أمنية، أجريت عبر برنامج الواتس آب بتاريخ: 25/8/2023

([47]) حصل حراك شعبي عشائري في دير الزور نهاية شهر آب 2023، بعد اعتقال قسد لقيادة مجلس دير الزور العسكري، وقد تطور هذا الحراك من مظاهرات وقطع طرق إلى اشتباكات مسلحة، توسع نطاقها حتى شمل معظم مناطق سيطرة قسد في محافظة دير الزور، حاولت قسد السيطرة عليها عبر هجوم عسكري موسع تمكنت خلاله من إعادة سيطرتها على مواقع عدة، ولكن لم تنته الهجمات على حواجز قسد حتى بداية 2024، مع  محاولة أطراف محلية وإقليمية استغلال الحراك لتحقيق مصالحها، وعلى رأسها إيران، للمزيد انظر: سامر الأحمد، "في مدلولات تصعيد قسد ضد مجلس دير الزور العسكري"، السورية نت، 30/8/2023، https://bit.ly/48AcMfA

([48]) صفحة "اعتصام حتى إلغاء القرار" على موقع فيس بوك، 1/10/2023، تمت المشاهدة: 1/10/2023، https://bit.ly/3FvjIxJ

([49]) مقابلة مع عبد القادر عاكوب ناشط سياسي ينحدر من مدينة القامشلي، أجريت بتاريخ: 19/9/2023

([50]) الاجتماعات الدولية تشمل الوفود الأجنبية التي زارت مناطق سيطرة الإدارة، أو زيارات مسؤولي الإدارة للدول.

([51]) فلاديمير فان ويلجنبرج، "استراتيجيات قوات سوريا الديمقراطية في شرق سورية"، المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية،10/11/2020، تمت المشاهدة: 2/10/2023: https://bit.ly/3tTXOSb

([52]) الإدارة الذاتية تدعو لتوسط عربي وأممي بحل مع الحكومة السورية، موقع رووداو، 18/4/2023، تمت المشاهدة: 2/10/2023: https://bit.ly/45MynPY

([53]) تداعيات زلزال شباط 2023 على المشهد السوري، مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، ص47، 31/3/2023، تم الاطلاع 1/12/2023، https://bit.ly/46Yt9RO

([54]) الإدارة الذاتية تتحرك لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان، العربية نت، 20/6/2023، تم الاطلاع 10/12/2023،  https://bit.ly/4ajtzoD

([55]) "الإدارة الذاتية" تعلن عن مبادرة لحل الأزمة السورية"، تلفزيون سوريا، 18/4/2023، تمت المشاهدة: 3/10/2023، https://bit.ly/3MeJque

([56]) بدر ملا رشيد، "رسائلٌ إيجابية بين الأطراف الكُردية.. تمنياتٌ مثقلة بالتحديات"، مركز عمران للدراسات، 10/3/2020، تمت المشاهدة: 3/10/2023 https://bit.ly/46J1Co5

([57])  هي قوات كردية تضم مقاتلين سوريين يقيمون في إقليم كردستان العراق، يتبعون سياسياً للمجلس الوطني الكردي، للمزيد يمكن مراجعة تقرير عبادة كوجان، أكراد سوريون تدربوا في كردستان العراق ويسعون للعودة، عنب بلدي، 12/6/2016، تمت المشاهدة: 25/10/2023، https://bit.ly/3SaPPKR

([58]) عبد الرحيم تخوبي، "الحوار الكردي-الكردي في سورية.. المجريات والدوافع والمصير"، مركز جسور للدراسات، 16/10/2023، تمت المشاهدة: 5/10/2023، https://bit.ly/3Q3hpa8

([59]) مقابلة مع عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي، أجريت في مدينة اسطنبول بتاريخ: 13/8/2023.

([60]) بشار خليل، "موسكو توافق على لعب دور الوسيط لإجراء مفاوضات جدية بين "مسد" ودمشق"، آرتا إف إم، 10/2/2020، تمت المشاهدة: 6/10/2023، https://bit.ly/3Sdhk6g

([61])  وسام سليم، "رئيسة "مسد" تعلن فشل المفاوضات مع النظام السوري"، العربي الجديد، 18/12/2021، تمت المشاهدة:6/10/2023، https://bit.ly/476NrbZ

([62]) مصادر كردية: المفاوضات بين "قسد" والنظام" توقفت بشكل نهائي و"باءت بالفشل"، شبكة شام، 19/6/2023، تمت المشاهدة: 7/10/2023، https://bit.ly/3Q9MHwa

([63]) "مسد" بشأن الاجتماع التشاوري العربي: نحن مع أي تسويات تعيد لسورية الاستقرار، شبكة رووداو، 15/4/2023، تمت المشاهدة: 8/10/2023، https://bit.ly/3FsBYIh

([64]) مقابلتان مع شخصيتين شاركا في مؤتمرات خارج سورية وفي الرقة مع "مسد “رفضا الكشف عن هويتهما.

([65]) مقابلة عبر المسنجر مع د. فريد سعدون ناشط سياسي وأكاديمي من القامشلي، أجريت بتاريخ: 10/9/2023

([66]) محمد عيسى، "عضو بـ"مسد": فوز أردوغان يهدد الإدارة الذاتية بـالتفكك"، شبكة رووداو، 15/5/2023، تم الاطلاع 15/9/2023  https://bit.ly/3Rs5BPc

([67]) عدنان أحمد، "مسد تطالب التحالف الدولي بمنع أي عملية عسكرية تركية شمالي سورية"، العربي الجديد، 26/5/2022، تمت المشاهدة: 9/10/2023، https://bit.ly/3SdIJFt

([68]) "مسد" تأخذ التهديدات التركية بجدية.. و4 محاور للعملية، المدن، 1/11/2021، تمت المشاهدة: 9/10/2023، https://bit.ly/3FBiVeA

([69]) اتفاق تركي أميركي بتعليق عملية "نبع السلام" وانسحاب الأكراد، الجزيرة نت، 17/10/2019، https://bit.ly/48RCD2S ،   اتفاق روسيا وتركيا على إبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود السورية التركية، وكالة رويترز، 23/10/2019، https://bit.ly/3UGamIz

([70]) ياروسلاو لوكوف، "قمة الناتو: تركيا تطلب من فنلندا والسويد تسليم "إرهابيين" بعد الموافقة على انضمام البلدين للناتو"، موقع بي بي سي عربي، 29/6/2023، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/3s9dkJB

([71]) الاستراتيجيات المؤثرة على تطورات شرق سوريا، مركز الإمارات للسياسات، 20/11/2021، تمت المشاهدة: 20/10/2023: https://bit.ly/495HaiN

([72]) شفان إبراهيم، "قسد بين روسيا وأميركا والحوار الكردي – الكردي"، العربي الجديد، 19/9/2021، تمت المشاهدة: 10/10/2023، https://bit.ly/3MhhgP9

([73]) للمزيد حول الأوضاع في مخيم الهول ومخاطر عودة التنظيم يمكن مراجعة تقرير واشنطن بوست: https://bit.ly/476hAsi

([74])  قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى إيجاد طريق نحو استقرار دائم في شمال شرق سوريا، مجموعة الأزمات الدولية، 25/11/2020، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/3tP4H7y

([75]) إلهام أحمد: على المجتمع الدولي إعادة النظر بمنح الشرعية للائتلاف السوري المعارض بعد تقارب دمشق وأنقرة، موقع الإدارة الذاتية، 18/1/2023، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/40969xE

([76]) ياروسلاو لوكوف، "قمة الناتو: تركيا تطلب من فنلندا والسويد تسليم "إرهابيين" بعد الموافقة على انضمام البلدين للناتو"، موقع بي بي سي عربي، 29/6/2023، تمت المشاهدة: 15/10/2023، https://bit.ly/3s9dkJB

التصنيف الدراسات

الملخص التنفيذي

  • مع تراجع سُلطة الدولة المركزية لصالح صعود تشكيلات دون دولتية، منها ذات طابع قومي وديني؛ برزت نماذج مختلفة من أنماط الحكم المحلي في الجغرافية السورية، والتي تأثرت بالخارطة العسكرية المُتغيّرة، ما أدى إلى نهاية بعض النماذج وانحسار أخرى مقابل استقرار نسبي وحذر لبعضها الآخر.
  • قدمت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" نفسها، بوصفها نموذجاً منافساً لباقي النماذج الإدارية التي فرضها الواقع العسكري، وعلى الرغم من مرور سبعة أعوام على الإعلان الفعلي للإدارة الذاتية بسُلطاتها ومؤسساتها المختلفة؛ إلا أن مستوى وطبيعة الحوكمة في هذا النموذج الإداري لا تزال إشكاليّة ومحط تساؤلات عدة.
  • تنطلق الدراسة للبحث في هذا النموذج الإداري من مدخل السُلطة القضائية، وذلك لما تعكسه دراسة القضاء من مؤشرات مهمة عدة، لا تنحصر فقط على مستوى المحاكم والنشاط القانوني لها، وإنما تمتد إلى المستويات السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
  • حددت الدراسة عينتها بمؤسسات الجهاز القضائي ومنهجها بالوصفي التحليلي بما فيه دراسة الحالة، واعتمدت على مصادر بيانات عدة، على رأسها المقابلات المُعمّقة مع العديد من القضاة والمحامين القائمين على رأس عملهم، إضافة إلى عدد من الإداريين في مؤسسات القضاء وغيرهم من العاملين في مؤسسات السُلطة التنفيذية، مقابل بعض المنظمات الحقوقية العاملة في المنطقة، ومقابلات متفرقة فرضتها خصوصية كل منطقة.
  • طرحت الدراسة مجموعة تساؤلات، حول بُنية القضاء وهيكلية مؤسساته واختصاصاتها وآليات عملها، إضافة إلى المرجعيات القانونية التي تستند إليها، مقابل طبيعة التوزع العلمي والديموغرافي للقضاة القائمين على عمل هذا الجهاز، ومستوى فاعليته واستقلاليته وعلاقته مع باقي السلطات في الإدارة، خاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وطبيعة القضاء العسكري القائم، مقابل العلاقة بين ملف القضاء وحزب العمال الكردستاني في المنطقة.
  • ضمن المُتغيرات محلّ البحث، تطرّقت الدراسة إلى طبيعة التعاطي القضائي والقانوني مع ملف "الإرهاب"، تحديداً معتقلي تنظيم الدولة السابقين، خاصة مع إنشاء الإدارة الذاتية محاكم استثنائية خاصة بـ"الإرهاب" (محكمة الدفاع عن الشعب)، وفي هذا السياق رُصِدَت مستويات عدة للتعامل مع هذا الملف خارج نطاق المحاكم والقانون.
  • فَرَدَت الدراسة سبعة فصول للبحث في طبيعة الجهاز القضائي بمختلف مؤسساته ودرجاته، انطلق الفصل الأول من فلسفة النشأة والنظريات التي استندت إليها الإدارة الذاتية وتبنتها في نموذجها الإداري بما فيه الجهاز القضائي، في حين توزعت خمسة فصول على دراسات حالة مُعمّقة لخمسة مناطق أعلنتها الإدارة الذاتية كـ "أقاليم" ضمن سُلطتها، وهي: (الحسكة، الرقة، دير الزور، منبج، عين العرب/كوباني).
  • فُرِدَ الفصل السابع لما توصلت إليه الدراسة من نتائج وخُلاصات، والتي انقسمت بدورها إلى مستويين، الأول: على مستوى الجهاز القضائي، ببنتيه ومرجعيته وفاعليته وكفاءته مقابل الاستقلالية والحياد. في حين مثّلت النتائج في المستوى الثاني: تحليلاً شاملاً لبيانات دراسات الحالة واستخلاص نتائج منها على مستوى النموذج الإداري ككل، سواء شكل اللامركزية المتبع، ومستوى العلاقات المدنية-العسكرية، وأثر القضاء على السلم الأهلي والأمن المجتمعي، مقابل آليات إدارة ملف "الإرهاب" وانعكاساتها، وطبيعة العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني وأثرها على المنطقة.

للمزيد حول الإصدار انقر هنا

التصنيف الكتب

في تموز 2020 أَعلَن المجلس العربي للجزيرة والفرات، وتيار الغد السوري، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، والمجلس الوطني الكُردي تشكيل جبهة السلام والحرية في مدينة القامشلي. ووفقاً لبيان التأسيس فقد أتت الجبهة نتيجة رؤى سياسية متقاربة، وعمل مشترك في المرحلة المنصرمة، مما أدى للتوافق على تشكيلها.

تزامن هذا الإعلان مع تفاعلات سياسية تشهدها المنطقة سواء من حيث زيادة النشاط التنافسي بين روسيا وأمريكا في المنطقة أو من حيث التفاعلات المحلية الدافعة أو الممانعة للعملية التفاوضية بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد الديمقراطي. وعليه سيحاول تقدير الموقف هذا تسليط الضوء على مدلولات هذا الاعلان واختبار التماسك البنيوي بين الكيانات الموقعة على الاتفاق بالإضافة إلى محاولة الإحاطة بسياق التشكل وتحدياته ومآلاته.

توافق رؤى أم ضرورة آنية؟

شهدت منطقة "شرق الفرات" عدة محاولات للتحالف والائتلاف بين القوى السياسية، لاسيما تلك المحاولات التي سعت إليها بعض القوى السياسية الكردية للوصول إلى اتفاقٍ سياسي لتوحيد القوى السياسية والعسكرية. أما المحاولات التي سعت إليها بعض القوى العربية، فإنها اتخذت شكلين: أحدها عشائري تمظهر في تشكيل عدة جبهات وتحالفات عشائرية عربية بالأخص في تركيا، وترافقت إما مع العمليات التركية العسكرية داخل سورية، أو كردة فعل على التفاعلات لبعض القوى السياسية الكردية. والشكل الآخر تمحور في تنظيم فعل مجتمعي ضد "الاستئثار الكُردي" بالقرار العسكري والسياسي في المنطقة. ولم يستطع الطرفان لا العربي ولا الكُردي إلى الآن تشكيل جبهاتٍ وتحالفاتٍ بينية أو مشتركة قوية ومتماسكة خلال سنوات الصراع.

يطرح هذا التشكيل الجديد عدة بنود متعلقة بالمفاهيم والمبادئ العامة للوطنية واعتبارها إطاراً جامعاً للسوريين، وأساساً لبناء الدولة السورية. أما البنود المتعلقة بشكل الدولة وطبيعة نظامها فقد تم التوافق على "اللامركزية" دون تحديد أبعادها السياسية أو الإدارية، وهي نقطة استطاع المجلس الوطني الكُردي والمجلس العربي في الجزيرة والفرات من ردم بعض المسافة بين طرحيهما. فالأول يطالب بفدرالية/ أو لامركزية سياسية موسعة، بينما يرى المجلس العربي أفضلية تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، مع التطرق لضرورة أن يكون النظام السياسي في سورية متمثلاً ببرلمان ذي غرفتين: تخصص الأولى لممثلي الشعب المنتخبين، والثانية لممثلي المناطق والقوميات والأديان.([1])

وتكمُن النقطة المهمة في هذا التشكيل هو تعريفه كجزءٍ من المعارضة السورية ملتزمة بالقرار 2254 كأساسٍ للحل في سورية، تحت رعاية الأمم المتحدة، مع ضمان تحقيق العدالة الانتقالية([2]). وهذا حسمٌ مهم من حيث الابتعاد عن "وسطية غير موضوعية" في المواقف الوطنية، والابتعاد عن الاصطفاف تحت شعار "الطرف الثالث، أي لا إلى جهة المعارضة ولا إلى جهة النظام"، بشكلٍ يخرجه من دوائر التفاعل السياسي في منطقة تسيطر عليها قوة سياسية تعرف نفسها كطرف ثالث – حزب الاتحاد الديمقراطي -ضمن واقع الصراع والثورة السورية.

يتضح من ورقة الرؤية السياسية لجبهة الحرية والسلام بأن المجلس الوطني الكُردي لم يصر على ضرورة ذكر اللامركزية السياسية بشكلها المتمثل في فدرالية قومية، وهو ما تؤكد عليه وثائق المجلس الوطني الكُردي ورؤيته السياسية، في حين تم تجزئة مطالب المجلس الوطني الكُردي إلى بنودٍ توافقية لا تكون حصراً بالأكراد إلا البند السادس المتعلق بالاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكردي. من جهة أخرى تتفق بنود الرؤية مع جزء مهم من الرؤية السياسية للمجلس العربي، في طرحه للامركزية الإدارية الموسعة، مع ضمان حق تعليم اللغة الأم لمكونات المنطقة الشرقية، وتطرقه لموضوع التوزيع العادل للثروات الباطنية.

أما فيما يخص الرؤية السياسية الخاصة بتيار الغد السوري، فهي رؤية سورية عامة لا تتقاطع بشكلٍ كبير في التفاصيل مع رؤية المجلس الوطني الكُردي، إلا في طرح اللامركزية الخاصة بالمحافظات فيما يخص انتخاب المحافظ وبقية السلطات المحلي، والتأكيد على ضرورة تقليص سلطات رئيس الدولة([3]).

تتوافق الأطراف الثلاثة المكونة لهذا التشكيل فيما يخص إدارة المنطقة ورؤية اللامركزية الإدارية الموسعة كحدٍ أدنى للشكل الإداري المحلي، وضرورة الاعتراف الرسمي بالهويات واللغات السورية جميعها.

الجبهة والسياق المحلي

بالنسبة لعامل التوقيت؛ فإنه يمكن تبيان أن الأطراف الموقعة على الرؤية السياسية لم تصل إلى مرحلة الإشهار إلا بعد عدة أشهرٍ من الحوارات والمفاوضات البعيدة عن الأضواء والإعلام. وتزامنت بدايتها مع بدء الحوارات الكُردية البينية، ومع تطور الأخيرة لتتجاوز مرحلة الاتفاق على المبادئ السياسية العامة في 17/06/2020،([4]) والانتقال للمرحلة الثانية في 02/08/2020،([5]) بين الطرفين الكرديين، تعالت الأصوات داخل شرق الفرات وخارجه لبحث مصير مكونات المنطقة، وموقعها ضمن الحوارات الكردية والمرحلة اللاحقة لها في حالة انتهت بنجاح. وشهدت المنطقة تفاعلاتٍ باتجاه تشكيل تحالفات وهيئات جديدة، منها ما أقدم عليه حزب الاتحاد الديمقراطي ومجموعة من الأحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية والمقربة منه عبر إعلان تحالف أحزاب الوحدة الوطنية الكُردية في 19/05/2020.

أيضاً اُعلن في 11/07/2020 في ريف دير الزور تشكيل "الهيئة السياسية لدير الزور" تحت أنظار قوات سوريا الديمقراطية مع رفع شعار لا للتبعية، لا للوصاية، لا للتهميش([6]). وهي جزء من التوجهات التي تحاول التفاعل ضمن المشهد السياسي بشكلٍ يقلل من سلطة العناصر المقربة من حزب الاتحاد في المنطقة، وتمنع عودة النظام، وتوسع إيران في المنطقة.

كما تم تشكيل العديد من الهيئات والتجمعات العشائرية السياسية في تركيا من قبل شخصيات وتنظيمات من شرق الفرات بشكلٍ رئيسي. وتقوم بتبني تمثيل أهالي المنطقة من جهتها وترفض الحوارات الكُردية البينية، وإبقاء المناطق العربية ضمن سيطرة قسد. ولم تتمكن معظم الأطراف إلى الآن القيام بتشكيل تحالفٍ متنوع مبني على رؤى سياسية متوافقة بعيدة عن التوترات التي تحكم المنطقة، ولا تكون مبنية على ردات فعل. ويمكن اعتبار جبهة السلام والحرية التحالف الأول بين مكونات عدة من أبناء المنطقة تتمتع بوجود جزء مهم من قيادتها في الداخل، ولها حضور بارز في الملف السوري خارجياً مما يشكل اختباراً جدياً لها بالتماهي والاتساق البيني حيال التعاطي مع تطورات المشهد.

أما فيما يخص المتغيرات في الداخل، فيمكن اعتبار قدرة الحوارات الكُردية البينية -برعاية أمريكية-على الاستمرار حتى الآن هي العامل الأهم. وفي حال نجاح الحوار بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، ستكون خطوة نقل الحوار إلى منصة أوسع تشمل بقية المكونات على اختلاف اصطفافها المحلي العقبة الأهم أمام المتفقين.

ومن التطورات المحلية إعلان عقد اتفاقية لبيع النفط بين قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وشركة أمريكية. وقد يؤشر هذا العقد إلى استقرار مرحلي لسلطة قسد، وبالتالي حزب الاتحاد الديمقراطي PYD المحرك الفعلي لها وللإدارة الذاتية، إلا أنه يمثل عاملاً للتنازع أيضاً نتيجة وجود رفضٍ شعبي ووطني سوري لإدارة وتصرف طرف محلي في مصير ثروة وطنية ولانعدام الشفافية المالية لدى الإدارة الذاتية وقوات قسد.([7])

أيضاً ترافق هذا التشكيل مع حراك شعبي واسع في دير الزور ضد المناهج التعليمية التي فرضتها الإدارة الذاتية على مدارس المنطقة. وتصاعدت الاحتجاجات المجتمعية ضد ما تحتويه هذه المناهج من مواد وأقسام لا تتوافق مع جملة من الأخلاق المجتمعية والمبادئ الدينية لسكان المنطقة، مما صعد من توتر في المنطقة كان في الكثير من الاحيان يُوجه ضد "الكُرد" باعتبارهم القيادة الفعلية للإدارة الذاتية. وفي حال تطورت حركية "جبهة السلام والحرية" فيمكنها التأثير في هذا الاتجاه من ناحية توحيد الضغط المجتمعي على الإدارة الذاتية، كون الاطراف الأربعة المجتمعة ضمنها تتبنى مواقف متقاربة من العملية التربوية في مناطق الإدارة الذاتية.

أما خارج سورية فقد كان تصريح المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون بالتوافق على عقد اجتماعات اللجنة الدستورية نهاية شهر آب، حدثاً سورياً مهماً فيما يخص الأطراف المتفقة داخل جبهة السلام والحرية، فاتفاقهم على رؤية سياسية موحدة هي تقوية لمواقف هذه الأطراف بشكلٍ مستقل ضمن اللجنة الدستورية، كما هو عاملٌ مهم لتقوية الجبهة السياسية لهم على الأرض شرق الفرات.([8])

فاعلية محتملة وتحديات صعبة

تتمتع الجبهة المشكلة حديثاً بنقاط قوة تحتمل التطور النوعي والفاعلية السياسية، وتنقسم هذه النقاط باتجاه الداخل والخارج. فالجبهة المشكلة حديثاً تضم كياناتٍ متواجدة على الأرض، وشعبية واسعة ضمن حواضنها الاجتماعية على اختلاف أحجام الكتل البشرية لكل طرف، كما أنها تتوزع على جزءٍ جغرافيٍ مهم من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.

كما يمتلك طرفين من الأطراف المشكلة للجبهة قوات عسكرية ربما تكون طرفاً في التفاوض المحلي حيال ملف إعادة التشكل العسكري في المنطقة، كقوات النخبة التابعة لتيار الغد والتي شاركت بمعركة الرقة ضد تنظيم الدولة وقوات "بيشمركة روج" التي يتبناها المجلس الوطني الكُردي والتي يمثل مصيرها أحد أهم محاور الحوار الكردي البيني، كما سيكون لها دور محوري في عملية الحل النهائي بين الأطراف الكُردية لما ستمثله من تغييرٍ في طبيعة قوات قسد التي تعتمد على وحدات حماية الشعب YPG. كما أن احتمالية تشكيل الجبهة لقوة موازنة أمام حزب الاتحاد الديمقراطي وأذرعه ضمن الإدارة الذاتية يعطيها فرصة لزيادة التفاعل الشعبي معها.

خارجياً تمتلك الجبهة جملة من العلاقات الدولية الفاعلة كالعلاقة مع إقليم كردستان العراق، الذي شهدت عاصمته جولة من الاجتماعات الأولية بداية العام 2020 لتشكيل الجبهة، وكالعلاقة مع تركيا التي يتواجد للأطراف الثلاثة المشكلة للجبهة مكاتب فيها وهي فاعلة ضمن الائتلاف السوري لقوى المعارضة. بالإضافة إلى العلاقات الإقليمية لا سيما الخليج العربي والقاهرة عبر العلاقات التي تربط تيار الغد بهذه الدول، فقد أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية ترحيباً غير معلن وفق شخصيات منخرطة ضمن الاجتماعات التحضيرية لإعلان التحالف، كما استقبلت روسيا الاتحادية وفوداً عدة بالأخص من المجلس الوطني الكُردي ورئيس تيار الغد.

أما من جهة سياسية، فيعطي تواجد أعضاء من الجبهة ضمن هيئات المعارضة من هيئة المفاوضات واللجنة الدستورية فرصة كبيرة للتفاعل خلال اجتماعات اللجنة الدستورية وفي العديد من المحافل والعلاقات الدولية، فللجبهة سبعة ممثلين مباشرين ضمن اللجنة الدستورية الموسعة، ويزيد العدد في حال احتساب الأطراف المقربة من المجلس الوطني الكُردي أو من منصة القاهرة بقيادة تيار الغد ليزيد عن اثني عشر شخصاً.

يواجه هذا التشكيل جملة من التحديات لعل أهمها فيما يخص اللامركزية؛ فقد طرحت جبهة الحرية والسلام هذا المفهوم في إطاره العريض دون التطرق لشكلٍ محددٍ لها، وهو أمرٌ يُعيد للمشهد غياب مشروعٍ شامل من قبل الأطراف المعلنة عن كيفية إدارة شرق الفرات في حال دخلت لعملية تفاوضية مع "أحزاب الإدارة الذاتية". كما أن جزءاً من علاقات تيار الغد المتوترة سابقاً مع تركيا بالرغم من تراجع حدتها أثناء عملية نبع السلام ومحاولة رئيس التيار تقديم خطة سلام للمنطقة، يمكن أن تطفوا مستقبلاً على السطح من جديد، وتؤثر في علاقات بقية أطراف الجبهة مع تركيا والائتلاف السوري.

من جهة ثانية؛ فإن التحدي يظهر في تباين الأثر العسكري للقوات العسكرية التابعة لبعض أعضاء الجبهة، فقوات بيشمركة روج تتواجد في إقليم كردستان العراق، ناهيك عن تضاؤل القوة الفعلية والتنظيمية لقوات النخبة التي يتبناها تيار الغد والمجلس العربي في الجزيرة والفرات، كما يُنادي المجلس العربي لتوحيد الفصائل العربية شرق الفرات تحت قيادة موحدة، بينما تفتقر المنظمة الآثورية الديمقراطية لقوى عسكرية تتبعها بشكلٍ مباشر. وسيشكل موضوع كيفية دمج القوات العسكرية ضمن منظومة قسد أو تشكيل منظومة عسكرية جديدة في شرق الفرات في حال الوصول لاتفاق حول إعادة التشكيل تحدياً كبيراً.

ويُعد تحدي التمثيل العربي تحدياً حاضراً في حركية أي تحالف، فمن جهة لا يمكن اختصاره بالمكون العشائري الذي يُعاني من الانقسام الذي جعله ضمن أجندة جذب واستقطاب لقوى محلية وإقليمية ودولية متباينة بالرؤى والمصالح السياسية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر تُعاني عشيرة الشمر من انقسام بين قوات الصناديد وحزب المحافظين الديمقراطي، وتيار الغد وقوات النخبة، ناهيك عن مشاريع عدة يتبناها النظام وروسيا والإدارة الذاتية مدعومة بالتحالف لجذب العشائر لتحالفاتهم. وفي الخارج تنشط بعض القوى في تركيا بشكلٍ رئيسي في دعم تشكيل مجالس عشائرية سواء في مناطق سيطرة المعارضة داخل سورية أو على الأراضي التركية لمواجهة الإدارة الذاتية في الخارج. ومن خلال كل ذلك يتضح أيضاً استمرار تغييب فاعلية المكون العربي ضمن الجبهة في مناطق دير الزور والرقة.

أما داخلياً فمن المتوقع أن يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية تشكيل الجبهة الجديدة بمثابة خطوة في اتجاه إضعاف تمثيلها ضمن سلطة الإدارة والحكم شرق الفرات. وهذا ما يدور على المنصات الإعلامية التابعة والمقربة من الإدارة الذاتية، وهو ما سيعرضها لحملات تضييق في حال تأخر تفعيل الجبهة ضمن عملية الحوارات القائمة الآن شرق الفرات. كما كان حزب الاتحاد الديمقراطي يعلق الآمال على مشاركته في مؤتمر القاهرة 3 في حال انعقاده والدخول عبره لمنصة القاهرة وبالتالي للجنة التفاوض. ومن شأن خطوة إعلان جبهة السلام والحرية إضعاف هذا الاحتمال بالشكل الذي كان يرغب به حزب الاتحاد الديمقراطي.

الخاتمة

يتميز المشهد السياسي والميداني في منطقة شرق الفرات بسيره الدقيق نحو إعادة التشكل الحذر، مما يُصعِّب من استقراء مآلات ومصير التحالفات المُشكلة نتيجة كثرة الفواعل الدوليين والمحليين وتغير الخارطة العامة وما تحمله من احتمالية إنهاء مصير تحالفات قديمة والدفع باتجاه ظهور تحالفات أخرى جديدة.

جاء إعلان جبهة السلام والحرية في وقتٍ لم تنجح الإدارة الذاتية بعملية إدارة المنطقة وطمأنة الحاضنة الاجتماعية وهو ما يتوضح في عدة مواضيع آخرها موضوع اختيار قادة عسكريين لهم إشكاليات محلية تتسبب في توتير العلاقة بين سكان المنطقة، وفرض مناهج لا تتوافق مع توجهات الأهالي.

يأتي الإعلان عن الجبهة والمنطقة تشهد حركية سياسية وأمنية مكثفة، فمن جهة انخرطت الأحزاب الكردية في عملية تحاورية بينية لم تصل إلى الآن لمرحلة اتفاقٍ صلب يوضح شكل العلاقة والإدارة مستقبلاً. ومن جهة أخرى تشهد بعض مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وبالأخص دير الزور توترات أمنية مستمرة كان آخرها اغتيال أحد شيوخ القبائل النافذين في المنطقة، وما تلاه من مظاهرات أدت لسيطرة الأهالي على بعض مقرات قسد. ومن شأن هذا التوتر الأمني أن يلقي بظلاله على كافة التحالفات والاتفاقيات الحاصلة في شرق الفرات، وهو ما يعتبر فرصة لـجبهة السلام والحرية لكسر احتكار حزب الاتحاد الديمقراطي لتمثيل مكونات المنطقة عبر مؤسسات حكمه من إدارة ذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، وغيرها. إلا أنها تعتبر أيضاً منفذاً لحزب الاتحاد لتوجيه الاتهامات لها واعتبارها جبهة مشكلة لمنافسته على "إنجازاته المحلية" التي حققها خلال السنوات الماضية.

ضمن هذا الواقع؛ تتمتع جبهة الحرية والسلام بعدة نقاط قوة تمنحها حظوظاً وافرة للتفاعل ضمن المشهد السياسي سواء من تواجدٍ فعلي على الأرض وعدم انخراط أطرافها في إشكاليات مجتمعية وعسكرية محلية أو إقليمية، أو تمتعها بعلاقات إيجابية مع العديد من الأطراف الدولية، وتواجدها ضمن أطر المعارضة الرسمية مما يمنحها حضوراً على المشهد الدولي. بالمقابل يواجه التحالف عوائق عدة تتمثل أهمها في انخراط أطراف الجبهة في تحالفاتٍ وهيئاتٍ متباينة، كما سيكون لمدى نجاح الجبهة في خلق توازن بين سياسة المحاور في المنطقة والمؤثرة بالملف السوري بشكلٍ مباشر دورٌ كبير في نجاحها أو فشلها.


 

([1])وتضمنت الرؤية السياسية توافقاً بين أطرافها حول مبدئ فصل الدين عن الدولة وضرورة تأكيد حيادية الدولة في موقفها اتجاه القوميات والاديان والاعتراف بكافة الأديان الموجودة في سورية. وتوقف الإعلان على حقوق القومية مؤكداً اتفاق اطرافه حول الإقرار الدستوري بتعدد قوميات الشعب السوري، وثقافاتهم وأديانهم ولغاتهم، وخصصت الرؤية السياسية بنداً في تأكيد الاعتراف الدستوري " بهوية الشعب الكردي القومية واعتبار القضية الكردية جزءا اساسيا من القضية الوطنية والديمقراطية العامة في البلاد والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سوريا ارضا وشعبا. وتعمل الجبهة على الغاء جميع السياسات والمراسيم والاجراءات التمييزية المطبقة بحق الكرد ومعالجة اثارها وتداعياتها، وإعادة الجنسية الى المجردين والمكتومين منهم وتعويض المتضررين واعادة الحقوق لأصحابها".

([2]) (بيان) إعلان تأسيس جبهة السلام والحرية، المصدر: صفحة المجلس العربي في الجزيرة والفرات، التاريخ: 28/07/2020، https://bit.ly/2XBUvvX

([3]) الرؤية السياسية لتيار الغد السوري، المصدر: موقع تيار الغد، تاريخ النشر: 12/3/2016، الرابط: https://bit.ly/3gCBOQj

([4]) المفاوضات الكردية في سورية، عودة إلى اتفاق "دهوك"، المصدر: العربي الجديد، التاريخ: 17/06/2020، الرابط: https://bit.ly/2Pw6mY9

([5]) بدء المرحلة الثانية من مفاوضات المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية، المصدر: شبكة روداو، التاريخ: 02/08/2020، الرابط: https://bit.ly/31vZwYj

([6]) من دير الزور إلى الحسكة. تنافس محموم بين الرياض وأنقرة، المصدر: المدن، التاريخ: 14/07/2020، الرابط: https://bit.ly/3gCyeps

([7]) ورغم ما يعتري الاتفاق من ضبابية من حيث الجهة الموقعة للاتفاق من الطرفين، وبنوده ودور الادارة الامريكية رسمياً في تحقيقه، الا أنه يعتبر خطوة متقدمة من قبل الادارة الامريكية في حال استمرارها بمباركته لقطع توريد النفط للنظام السوري، وتوجيهه أكثر لمناطق غرب الفرات الواقعة تحت سيطرة المعارضة، او لإقليم كردستان العراق وتصديره للعالم الخارجي. ويحتاج الاتفاق المعلن إلى مدة لا بأس بها لإدراك المدى الذي ستنخرط فيه واشنطن في الملف، فلا يمكن البناء بشكلٍ متماسك على شهادة وزير الخارجية الامريكي اثناء جلسة استماع من الكونغرس والتي تمحورت حول معرفتهم ودعمهم للاتفاق، وتم معارضة جزء مهم من حديثه من خلال بيانٍ لوزارته، عبر انكار وجود فعلي لها وتدخل في قرار بيع النفط، ونفيها لوجود مشاركة في القرارات التجارية مع شركائهم المحليين، وانكار سيطرة أو ادارة الحكومة الامريكية للموارد النفطية في سورية.

([8]) هل يتمكن بيدرسون من إنجاح الجولة الثالثة من أعمال الدستورية بسورية؟، المصدر: المرصد السوري لحقوق الانسان، التاريخ: 03/07/2020، الرابط: https://bit.ly/2C9ZcG0

التصنيف تقدير الموقف

الملخص التنفيذي

  • تعود منطقة شرق الفرات لترسم جملةً من التفاعلات الجديدة بين القوى الفاعلة في الجغرافية السورية، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، ويحاول الطرفان تبادل التضييق في البقعة الجغرافية المحيطة بمدينة القامشلي، لما تشكله من موقع ونقطة استراتيجية لحكم عموم شرق الفرات؛
  • تتسم الخطوات الأمريكية بالعودة الحذرة لمنطقة غرب مدينة القامشلي نتيجة تغير السيطرة على الأرض بعد عملية " نبع السلام" مع حدوث انتشار واسع للقوات الروسية في المنطقة؛
  • في حين تمتلك الولايات المتحدة قوة ميدانية تتمثل بقوات " سوريا الديمقراطية"، تفتقر روسيا لهذا العامل مما يدفعها لمحاولة تشكيل فصائل عسكرية في المنطقة، لتحقيق أهدافها في التضييق على واشنطن والإدارة الذاتية، ولتكون ذات ولاءٍ مباشر لها؛
  • من نتائج عملية " نبع السلام" خروج دعوات للحوار الكُردي البيني، وكان على رأسها دعوة قائد " قسد مظلوم عبدي"، والتي على إثرها وإثر الدفع الأمريكي بدأت جولة جديدة من الحوارات بين الأطراف الكُردية، بالأخص المجلس الوطني الكُردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي؛
  • تكررت الدعوات للحوار الكُردي، وحدثت اتفاقيات كُردية متعددة، لكن معظم الإشكاليات القديمة بين الأطراف الكُردية لاتزال عالقة؛
  • يمثل الموقف التركي من عملية التفاوض الحالية عاملاً مهماً فمصير أي اتفاق كردي بيني يرتبط بدرجة مقابلته للمطالب التركية سواءً من الأطراف الكُردية أو من الولايات المتحدة الأمريكية؛
  • يواجه أي اتفاق بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد الديمقراطي معوقاتٍ مستحدثة تتمثل بالتمثيل العربي ضمن قوات سوريا الديمقراطية، والقوات الأمنية للإدارة الذاتية بالإضافة لوجود مدن عربية رئيسية ضمن مناطق سيطرة الإدارة؛ الرقة، منبج، ومناطق ريف دير الزور الشرقي، ويُفترض أن تلبي أي صيغة توافق بين الأطراف الكُردية تطلعات المجتمع العربي في المنطقة من مشاركة أوسع في مؤسسات الحكم؛

تمهيد

تعيش منطقة شرق الفرات حراكاً سياسياً وعسكرياً ينذر باحتمالات تغيير في خارطة الفاعلين وتموضعهم، بما يؤثر على معادلات المستقبل السياسي والأمني للمنطقة، ففي الوقت الذي لا تزال الخطوط العريضة لهذا الحراك غير مستقرة إلا أن مسارها بدأ بعد عملية " نبع السلام " التي بدأت بإعلان انسحاب الولايات المتحدة من سورية ليتم التراجع عن القرار لاحقاً بعد حدوث تغيرات جذرية في خارطة السيطرة والنفوذ في المنطقة، حيث تم انتشار القوات الروسية ووحداتٍ من الجيش السوري في المناطق المتاخمة لحدود " نبع السلام" بالإضافة لمعظم الحدود السورية – التركية في محيط مدينة كوباني/ عين العرب، وليبقى شرق مدينة القامشلي نزولاً إلى دير الزور منطقة نفوذ أمريكية لم تعد صافيةً كما ذي قبل مع حدوث انتشار روسي فيها.

ومع تنامي الهدوء على جبهات القتال، أطلق " قائد قوات قسد" نداءً للأحزاب الكُردية للجلوس إلى طاولة الحوار والوصول إلى اتفاق سياسي بين المجلس الوطني الكُردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي أنتج تفاعلات سياسية وعسكرية جديدة، ويمكن تقسيمها إلى سياقين: الأول عسكري –أمني ويخص التحركات التي تقوم بها واشنطن وموسكو في المنطقة، والسياق الثاني سياسي وينقسم لاتجاهين رئيسين الأول هو محاولة روسيا خلق توافق كامل بين الإدارة الذاتية والنظام، والثاني يتمحور حول الحوارات الكُردية البينية التي يتم رعايتها من قبل قوات التحالف والولايات المتحدة.

روسيا وشرق الفرات: اهتمامٌ متزايد وأدوارٌ نوعية

تحاول روسيا لعب دور المحفز والميسر للحوارات والتفاوضات ما بين النظام والإدارة الذاتية حول كيفية إدارة المنطقة شمال شرق سورية، سواء قبل قرار الانسحاب الأمريكي أو بعده، وفي حين كانت روسيا تدفع بجدية لعقد اتفاق بين الطرفين قبل إعلان انسحاب أمريكا -ومع تراجع الأخيرة عنه- طرأ تغير في طريقة إدارة موسكو لملف المفاوضات بين النظام والإدارة الذاتية ليكوَن ضغطاً على الإدارة الذاتية، مع خسارة الأخيرة للكثير من سيطرتها المباشرة بين " تل أبيض امتدادا لرأس العين"، بالإضافة لما فقدته من كونها كانت الطرف المتفرد بالسيطرة على مناطق أوسع: الرقة، منبج، كوباني، وجزء مهم من محافظة الحسكة. هذا الانحسار الحاصل الإدارة الذاتية دفع بروسيا لتغير موقفها من الإدارة ومن كيفية إدارة ملفها سواءٍ كان فيما يخص المفاوضات مع النظام، أو الضغط عليها عبر تهديداتٍ مباشرة إبان انتهاء عملية "نبع السلام"، وهو ما يعني بشكلٍ آخر أيضاً إحداث ضغطٍ على الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، تحاول موسكو التفاعل في شرق الفرات بالمعنى الامني والعسكري حيث تتواصل مع عشائر المنطقة في محاولة تشكيل فصيل عسكري جديد في المناطق الواقعة بالريف الجنوبي لمدينة القامشلي والتي تتصل بالمدينة من جهة أحيائها الجنوبية([1])، وهو ما سُيحدث في حال نجاح موسكو في هذه الخطوة في تشكيل خرق يحدث للمرة الأولى في المنطقة عبر إيجاد فصيل عسكري مدعوم من قبلها يستطيع إزعاج الدوريات الأمريكية، وتشكيل تهديد لما تبقى من مشروع الإدارة الذاتية، ويتناسق الهدف الروسي سواءً من الضغط على الولايات المتحدة أو الإدارة الذاتية، مع مثيله على كافة الأراضي السورية عبر جعل موسكو الطرف الأجنبي الأقوى نفوذاً على امتداد الساحة السورية، وإعادة سيطرة "النظام" على كافة الجغرافية السورية.

تنشط روسيا في ملف التواصل وتنظيم عشائر المنطقة بشكلٍ متزايد كان آخرها اجتماع بين ضباط من القوات الروسية مع وجهاء وشيوخ من العشائر في ريف الحسكة، بالإضافة إلى زيارات عدة قام بها ضباط النظام وضباط روس لشيخ عشيرة "حرب"، محمود منصور العاكوب في مدينة القامشلي بتاريخ 19 /4/2020 ، وجاءت الزيارة لمناقشة تشكيل قوة عسكرية من العشائر بعد فشل المحاولة الروسية في تجنيد عناصر من ضمن " قسد"، وترد معلومات بإن القوة المُراد إنشائها ستضم " من 500 إلى 1000 عنصرًا، وقدمت روسيا ضماناتٍ أولية لقادة العشائر المرشحين لتشكيل هذا الفصيل، تمثلت بعدم اشتباك مقاتلي التشكيل الجديد مع أي طرف خارج المحافظة أو الانخراط بأي معارك إلا بالحالات الاضطرارية".([2])

 بالعموم، منح قرار انسحاب واشنطن المفاجئ من سورية عام 2019 جائزة مجانية لموسكو، ومن ورائها إيران والنظام، إلا إن التراجع الذي حصل أدى لتأجيل وتقليل سقف التوقعات والرغبة الروسية، فيما يخص إعادة بسط السيطرة على كامل الأراضي السورية، وشبكات الطرق الدولية، والتحكم بمخزون سورية من النفط، والغاز والقمح فيما يخص السيطرة على شمال شرق سورية. أما استراتيجياً فيمكن الاستنتاج أن بقاء واشنطن في المنطقة سيدفع بروسيا دوماً للانخراط في محاولات زيادة فرصها فيها، سواءً كان عبر رفع سوية النفوذ المباشر في مناطق شرق القامشلي وجنوبها، أو لدفع واشنطن لتقبل أكثر بصيغ الحل النهائي التي تحاول روسيا فرضه عبر السلاح والتدمير، وجلب واشنطن للجلوس على طاولة المفاوضات سواءً لأجل ملفاتٍ جزئية أو فيما يخص صيغة الحل الشاملة.

وتعتبر خطوة التشكيل التي تسعى إليها موسكو الخطوة الأولى من نوعها لموسكو في سورية، حيث تحاول هذه المرة خلق فصيل خارج المنظومة العسكرية المعتادة، ولا يمكن التخمين بمدى فرص نجاحها، حيث أن العشائر التي تفكر روسيا بالاعتماد عليها مقسمة إلى عدة توجهات، جزءٌ هام منها يقف مع النظام، وجزءٌ مع المعارضة، لكن تأثيرها خفّ بشكلٍ كبير مع حدوث عمليات نزوحٍ لها خلال سنوات الصراع باتجاهين فمنها من اتجه إلى ريف حلب وبقي نشيطاً ضمن الفصائل المقاتلة هناك إلى الآن، ومنها من توجه إلى تركيا. كما إن المنطقة الجغرافية التي يُراد أن ينشط فيها الفصيل تشكل البقعة التي تتمتع الإدارة الذاتية فيها بالسيطرة الأقوى، وتتشابه هذه الخطوة بما حاولت إيران القيام به في المنطقة وبشكلٍ كثيف قبل اغتيال قائد " فيلق القدس قاسم سليماني " على يد الولايات المتحدة الأمريكية، إلا إنه عملية اغتيال سليماني، وزيادة الضغط على إيران في سورية ولبنان والعراق قد أدى لفشل هذا التوجه على الأقل في الوقت الحالي.

وإلى جانب تحركاتها للتغلغل في ريف الحسكة عسكرياً عبر العشائر، استقدمت موسكو في نهاية آذار 2020 وبداية نيسان 2020، عشرات الجنود إضافة إلى عربات عسكرية، وأرسلت قبل نحو أسبوعين قافلة عسكرية ضمت أكثر من 50 شاحنة عسكرية ودبابة وناقلة جنود خرجت من مدينة عين عيسى بريف الرقة، وتوجهت إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة، ومنها إلى مدينة القامشلي عبر الطريق الدولي "M4"، كما عززت قواتها من تواجدها حول مطار القامشلي عبر استقدام مجموعاتٍ جديدة من الجنود. ([3])

من جهتها تحاول الولايات المتحدة الأمريكية العودة للمنطقة عبر محاولة الانتشار من جديد في ريف مدينة كوباني/ عين العرب، بالإضافة إلى قيامها بفتح "باب التجنيد للأهالي المحليين بمنطقة الشدادي جنوبي الحسكة ودير الزور، بهدف تشكيل فصائل محلية تعمل بأمرة القوات الأمريكية، حيث عرضت واشنطن راتباً شهرياً للمجندين الجدد يصل لـ350 دولاراً أمريكياً، كما تتوارد أنباء عن بلوغ عدد المنتسبين للقوات الجديدة، ما يقارب 800 عنصراً، يتم تقسيمها على 3 مجموعات، ويتوقع أن يكون هناك هدفان من هذا التشكيل، الأول تشكيل حراسة محلية لآبار النفط مرتبطة بشكلٍ مباشر مع القوات الأمريكية، والثاني غلق الأبواب أمام محاولات إيران وروسيا التوسع في المنطقة.([4])

المفاوضات المحلية: دفع أمريكي لبناء الثقة

تشهد منطقة شمال شرق سورية عملية سياسية مدفوعة بدعوة سابقة من " قائد قوات سوريا الديمقراطية"، ورعاية أمريكية مباشرة لجولة حوارات ومفاوضات بين حزب الاتحاد الديمقراطيPYD والمجلس الوطني الكُردي، ووصلت عملية التفاوض بين الطرفين لإجراء حوارات مباشرة يقدر عددها حتى الآن بأربعة حوارات، تم عقدها في إحدى القواعد الأمريكية في محافظة الحسكة، وجاءت عملية التفاوض المباشرة بعد عدة خطواتٍ تم أخذها بالأخص من قبل "الإدارة الذاتية "، وكان منها بيانٌ صدر عن " قسد" حول مصير شخصياتٍ من المجلس الوطني الكُردي تم خطفها وغيبت حيث قامت " قوات سوريا الديمقراطية" بنشر بيانٍ يتطرق لمصير عشرة أسماء قدّمها المجلس الكُردي، وفي حين أن البيان اتسم بتشتيت المسؤولية حول مصير المختطفين والمغيبين، إلا أن البعض اعتبره بادرةً يمكن البناء عليها. بالإضافة إلى إعادة أملاك بعضٍ من قادة المجلس الوطني الكُردي لأصحابها، والسماح لأحزاب المجلس الوطني الكُردي بالعودة لممارسة العمل السياسي "دون قيود".

في هذا الصدد رحبت الإدارة الذاتية بمبادرة " قسد" حول المعتقلين والمختطفين لديها "مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية([5])"، وأشارت في بيانها إلى أن " المعتقلات التابعة للإدارة الذاتية مفتوحة أمام كل من يتابع هذا الملف، وأكدت استعدادها للتعاون مع القائمين على هذه المبادرة للكشف عن مصير المفقودين في مناطقها"، وتوازياً مع تقدّم المفاوضات قامت الإدارة الذاتية برفع حظر كانت فرضته سابقاً على ممتلكات تعود إلى أعضاء قياديين في المجلس الوطني الكُردي([6])، كما تحاول مجموعات غير حزبية أيضاً الدفع باتجاه الوصول لاتفاق سياسي كالاجتماع الذي عقدته مجموعة من المثقفين الأكراد، من أبناء مدينة عين العرب/ كوباني، "بمظلوم عبدي"، الذي خرج بعد الاجتماع بتصريحٍ أشار فيه إلى سير عملية التفاوض بشكل جيد، مع وجود دعم من "الأطراف الكردية والشعب، والقوى الكردستانية".

وتزداد الحركية السياسية في شرق الفرات مع وجود دفع وتنظيم أمريكي لعملية التفاوض والتي زادت درجة انخراطها مؤخراً مع لقاء المبعوث الأمريكي إلى شمال وشرق سورية، وليام روباك، ومساعدته إيميلي برانديت، مع وفد من التحالف الوطني الكردي في سورية لمناقشة خطوات وحدة الصف الكردي، وأشار روباك خلال الاجتماع إلى أن "المفاوضات تسير بشكل جيد باتجاه التفاهم([7])"، وفي اليوم نفسه التقى "روباك" مع وفدٍ آخر من عدة أحزابٍ سياسية، لتستمر لقاءات الوفد الأمريكي مع مجموعاتٍ من الأحزاب في المنطقة، وكان آخرها بتاريخ 30/04/2020، مع 14 حزبٍ من الأحزاب المنضوية ضمن الإدارة الذاتية([8]).

 ومع انتشار الأجواء الإيجابية تستمر الأطراف المنخرطة بالمفاوضات بإطلاق تصريحاتٍ تفاؤلية حولها، لكن مع الإشارة إلى أنها لا تزال في بداياتها، بالأخص من جهة المجلس الوطني الكُردي الذي نفت شخصيات قيادية منه أن تكون الحوارات قد تطرقت حتى الأن إلى توزيع الحصص و المناصب، بل إنها خطوات عملية و نقاشية([9])، وأنهم للآن بصدد مناقشة الرؤية السياسية المشتركة على امل تقدم الحوارات باستمرار، مؤكدين على أنها حوارات تهدف بالدرجة الأساس إلى "وحدة الصف و الموقف الكردي و تحقيق الشراكة الحقيقية في الموقف السياسي و العمل الإداري و العسكري".

طموحات إعادة التشكيل: التعثر سمة مستمرة

في ظل هذا الحراك الجديد في المنطقة ومع ظهور نوايا من الطرفين للوصول إلى صيغة توافقية إلا أن هناك جملة من الإشكالات العالقة التي ستكون على طاولة النقاشات في حال استمرار الحوارات ومنها: ([10])

  • الشكل المستقبلي للقوات العسكرية في المنطقة: فسابقاً كانت "وحدات حماية الشعب"، التي يعد مصيرها أحد أهم بنود الخلاف، و يظهر اليوم بإن " قسد "، ومن خلفها واشنطن يغلقان الأبواب أمام نقاش مصير القوات العسكرية في المنطقة، عبر لعبهم دور المُيسّر للحوار وأحد الضامنين له. وحديثاً يتم التركيز أكثر على هذه النقطة، " فقسد" تبتعد عن تموضعها العسكري لتصبح مديراً للحوارات وميسراً لها، ويبدوا أن المجلس الوطني الكُردي قد قبل بهذا الدور الذي تلعبه "قيادة قسد" مع استمراره في الحوارات، وضمن هذا المشهد يغيب دور " مجلس سوريا الديمقراطي مسد"، والأحزاب المتبقية ضمن الإدارة الذاتية مع وجود تركيز أمريكي على دور حزب الاتحاد الديمقراطي، وقوات سوريا الديمقراطية.
  • الخلافات التنظيمية داخل "المجلس الوطني الكُردي": والتي كانت معوّقاً هاماً في السير ببنود الاتفاقات وتطبيقها، "فالمجلس" كان مُشكّلاً من عدد كبير من الأحزاب، والعديد منها لا تمتلك الكوادر الضرورية لتغطية هيكلية التنظيم في بضعة مدن، وأحياناً في مدينة واحدة. وأثَّرّت العصبية الحزبية والمُزاحمة الشخصية على الحصص على هذه الهياكل الحزبية أيضاً ، ومنذ عام 2015 إلى الآن، زادت انشقاقات بعض أحزاب المجلس أكثر بالإضافة إلى حركاته الشبابية والتي إنتهى دورها وتمثيلها تقريباً ضمن المجلس حيث تستمر هذه النقطة بالبروز رغم أنها ضعفت مع زيادة الدور الأمريكي في دفع عملية الحوار.
  • الاستمرار بتثبيت مشروع PYD: حيث قابل حزب الاتحاد الديمقراطي الواقع الهش لأحزاب "المجلس" بحركية متقدمة في تحشيد الأنصار، كما قام بحرق الخطوات اتجاه تثبيت مشروعه بشكلٍ أحادي، بالتحالف مع أحزاب أخرى تفتقر للقاعدة الشعبية، وبقيت هذه النقطة أيضاً ضمن أحد إشكاليات عملية الحوار بين الطرفين، وبهذا الخصوص تم ملاحظة ظهور جملة من الأحزاب في فترة ما بعد 2015 والتي أصبح لها دوراً في العملية وأصبحت طرفاً يتم محاورته من قبل الجانب الأمريكي.
  • تعود الإدارة الذاتية لطاولة الحوار مع المجلس الوطني الكُردي بعد حدثٍ مصيري يتمثل بعملية " نبع السلام" ومآلتاها، فالإدارة الذاتية خسرت بقعة استراتيجية من مساحتها الجغرافية وهي الممتدة من مدينة تل أبيض إلى مدينة رأس العين وصولاً إلى الطريق الدولي M4، كما خسرت الإدارة الذاتية نفوذها العسكري الأحادي على شرق الفرات بعد انتشار عناصر جيش النظام في محيط مدينة كوباني، وعلى الخط الفاصل مع فصائل المعارضة والجيش التركي على حدود مناطق " نبع السلام"، وهو كسر للاحتكار العسكري لم تشهده الإدارة الذاتية منذ 2015، وهو ما يشكل نقطة ضعفٍ مصيرية بالنسبة لها، إلا في حال تطورت الخطوات الأمريكية للعودة لغرب مدينة القامشلي، وفي محيط وداخل مدن: الرقة، منبج، ومحور عين عيسى، وهو ما من شأنه أن يمنحها عودة لأفضلية عسكرية على حساب النظام، المفتقد للحاضنة الشعبية في معظم هذه المناطق.
  • عملية التفاوض والجهة المفاوضة: سيكون التفاوض مع النظام، أو الدخول إلى أحد أجسام المعارضة ككتلة جديدة أحد العوائق الهامة في أيّة عملية تفاوضية كُردية بينية، كون تفاوض "المجلس" مع "الإدارة الذاتية"، والوصول لاتفاق يعني بالمقابل إعادة التفكير في موقع "المجلس الكُردي" ضمن أُطر المعارضة، كما أنه يمكن تَوقُّع توجه الأحزاب الكُردية لمفاوضة النظام مباشرة بعد الاتفاق، للحصول على مكاسب سياسية وإدارية، وهو ما يمكن أن يصطدم بعملية التفاوض بين النظام والمعارضة ضمن الرعاية الروسية –التركية، وفي أفضل السيناريوهات يمكن توقع أن يتفق لاحقاً النظام والمعارضة على شكلٍ من أشكال "الحكم المحلي"، يوافق ما تم الاتفاق عليه بين النظام، والأطراف الكُردية. وفي حال التمعن بالحوارات الحديثة بين الجانبين، يمكن ملاحظة استمرار هذا العائق مع حدوث تطورات أخرى مثل توقف العملية التفاوضية بين النظام والمعارضة، والتي انهارت بعد عملية إدلب الأخيرة، كما إن روسيا تحاول التوغل في شرق الفرات عبر العشائر العربية على حساب الإدارة الذاتية وهو ما يمكن أن يشير لإمكانية استخدام روسيا لنفوذها في إفشال المشروع الحواري في حال لم يكن لصالحها، أو لم يحدث بينها وبين واشنطن توافق على مخرجات الحوارات.

"تستمر "الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية " بالتفاوض مع نظام دمشق بشكلٍ منفرد، وصدرت تصريحات من الشخصية القيادية في "مسد/ مجلس سوريا الديمقراطية"، "إلهام أحمد"، إن دمشق وافقت بوساطة روسية على البدء بمفاوضات سياسية، وإمكانية تشكيل "لجنة عليا" مهمتها مناقشة قانون الإدارة المحلية في سورية، والهيكلية الإدارية للإدارة الذاتية" لشمال شرقي سورية"، وهذا ما يضع عملية التفاوض مع المجلس الوطني الكُردي كتحصيل حاصل، ففي حال عدم، أو حتى اتفاق الطرفين الكرديين فإن "الإدارة الذاتية" تقوم لوحدها بعملية تفاوضية مستمرة مع النظام في دمشق" ويمكن القول بإن هذه الإشكالية توقفت في الوقت الحالي، كون إن عملية التفاوض بين النظام والإدارة الذاتية قد انهارت بعد رفض النظام قبول شروط الإدارة الذاتية والتي كان أهمها يتمحور حول منحها حكماً ذاتياً أو إدارة موسعة أكثر مما يمنحه القانون 107 وهو ما كان يقدمه النظام، والشرط الثاني كان يخص مصير قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، حيث تطالب الإدارة الذاتية بالإبقاء على كتلتها العسكرية متماسكة مع جعل مهامها العسكرية محصورةً بشكلٍ رئيسي في مناطق سيطرتها، وهو ما يرفضه النظام عبر طرحه لدمجها مع "جيشه"، مع إمكانية منح سلطات أوسع لجهاز الأمن العام "الأسايش" في المنطقة. ويمكن ربط هذه النقاط بمصير المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، فإذا ما فشلت، فسيعود ملف الحوار مع النظام للتداول، لكن من واقعٍ أضعف بالنسبة للإدارة الذاتية في حال إذا ما استمرت سوية بقية الأحداث العسكرية والسياسية على ما هي عليه.

إلى أين تتجه المفاوضات والحوارات؟

بالإضافة لجملة الاستقراءات السابقة مع تحديثها، يبرز في العملية الحوارية الحالية جملة من الإشكاليات والمعوقات بالإضافة إلى جملة من العوامل الميسرة، ويمكن تبيانها بـ:

أولاً: الموقف التركي كعامل رئيسي في سيناريوهات المستقبل؛ تبقى المساحة الهامة ضمن خارطة المواقف الإقليمية من أيّة عملية تفاوضٍ كُرديةٍ بينية للموقف التركي ، فأنقرة التي ترى أن "الإدارة الذاتية" أحد المهددات التي تقف على رأس الهرم اتجاه أمنها القومي، لن تتقبل أيّة صيغة اتفاق ترى بأنها ستؤدي لتثبيت سيطرة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتمكينه على نطاقٍ وطني، كما أن لها تأثيرٌ مباشر على دور الفصائل العسكرية، والجيش الوطني الحر، وهم كانوا رأس الحربة في ثلاثة عملياتٍ عسكرية اتجاه "الإدارة الذاتية"، لذا سيتوقف مصير أيّة عملية تفاوضية على مدى إمكانية إقناع واشنطن لتركيا بجدواها، خصوصاً في ظل انهيار، أو هشاشة اتفاقيات أنقرة-موسكو، ويستمر هذا العامل في لعب دورٍ حيوي في مصير عملية الحوارات بين الطرفين، ويمكن استقراء " قبول متردد" من تركيا لهذه الحوارات، بناءً على الزيارات التي أجراها وفد العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكُردي سواءً لأربيل أو لأنقرة وعودته منها والاستمرار بالعملية الحوارية، مع تقبل المجلس الوطني الكُردي لخطوات الإدارة الذاتية لبناء الثقة على إنها خطوات إيجابية ويمكن البناء عليها والاستمرار في الحوارات؛

ثانياً: "خفايا" التوسع الروسي في المنطقة؛ استطاعت موسكو عقب عملية " نبع السلام" الدخول لشرق الفرات لأول مرة منذ تدخلها في سورية نهاية العام 2015، وهذا الانتشار والتوسع الروسي في المنطقة جاء على حساب الولايات المتحدة، وتحول لأداة ضغط من قبل روسيا على الإدارة الذاتية، التي تلقت تهديداتٍ عديدة من موسكو عقب عملية " نبع السلام" مثل دعوة المسؤولين الروس للإدارة الذاتية للالتزام بمخرجات الاتفاق التركي الروسي([11])، كما تمت إعادة إتهام الإدارة الذاتية بأنها طرف يحاول الانفصال، ويُضاف لهذه الاستفادة الروسية من الواقع الجديد توجهها لتشكيل قوة عسكرية عشائرية تكون أداتها في زيادة الأرق للقوات الأمريكية؛

ثالثاً: "غايات" العامل الأمريكي؛ يعتبر التدخل الأمريكي المباشر في عملية الحوار أهم متغير طارئ على تاريخ حوارات المجلس الوطني الكُردي مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، ولا يمكن تخمين ما إذا كانت هذه الاندفاعات الأمريكية لإيجاد صيغة توافق بين الطرفين هي محاولة أخيرة قبل إجراء حركة انسحاب جديدة من المنطقة، خصوصاً مع توجه واشنطن لبناء " قوة عسكرية جديدة في منطقة دير الزور"، وفي حال غياب رغبة أمريكية بالانسحاب من المنطقة، فسيكون عامل التيسير الأمريكي للحوارات عاملاً فاعلاً في الوصول والحفاظ على أي اتفاق؛ مع العلم أن ملامح تبني واشنطن لمقاربة إعادة التشكل هي سياسة أمريكية واضحة في الفترة الماضية؛

رابعاً: إشكالية دور الشركاء الآخرين: مع زيادة دور " قسد " كمُيسر ودافع للحوارات بين الطرفين الكُرديين، للآن لا يزال دور الأطراف العسكرية من المكونات الأخرى ضمن " قسد" غائباً، كالفصائل المسيحية العربية ضمنها، كما يُلحظ تراجع وغياب لدور الأحزاب السياسية من المكونات الأخرى ضمن "مجلس سوريا الديمقراطية". وسيفقد هذا المسار في حال إطالته الصورة التي حاولت قسد ووحدات حماية الشعب بنائها خلال 5 سنوات من تشكيلها، والتي تمحورت حول كونها قوات تمثل كافة مكونات المنطقة وللابتعاد عن الصورة النمطية عن وحدات حماية الشعب وموضوع "تمثيلها لمشروع كُردي ". وفي هذا السياق، يشكل التمثيل العربي العددي ضمن " قسد " ما يقارب 50% أو أكثر، وبنسبة مقاربة ضمن القوات الأمنية " الأسايش"، وخلال معظم المفاوضات الكردية البينية يغيب بحث دور هذه المكونات وتحويلها لتمثيل نوعي وليس صوري.

خاتمة

يشير سير الأحداث في شمال شرق سورية إلى فاعلية مسارين أحدهما تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويتمثل بالوصول لصيغة توافقٍ كردية، تؤدي لتغيير وتعديل الطرف المسيطر على الواجهة السياسية للإدارة الذاتية، مع خطواتٍ تحاول الولايات المتحدة عبرها أعادة التموضع والانتشار والنفوذ مع التحالف الدولي في مناطق شرق الفرت التي انسحبت منها سابقاً، أما المسار الثاني فتقوده روسيا وينشط باتجاهين الأول منع عودة الولايات المتحدة إلى النقاط التي انسحبت منها نهاية العام الماضي بالإضافة إلى محاولة تشكيل طرف عسكري يرتبط بها بشكلٍ مباشر ويشكل ضغطاً على واشنطن في المناطق التي أبقت على قواتها فيها.

على صعيد ملف الحوارات الكُردية البينية، لاتزال معظم العقبات السابقة للوصول لصيغة توافقٍ كُردية موجودة، مع بعض الاختلافات في طبيعة البعض منها، مثل انخراط قوات سوريا الديمقراطية والتي تحسب على حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظوماته، ضمن عملية التفاوض والحوار بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الاتحاد، كما تظهر إشكاليات جديدة تتعلق بشكلٍ خاص بمستقبل المكون العربي ضمن " قسد" و " مسد "، ضمن العملية التفاوضية الكُردية، ويعد الفارق الأبرز في هذه المفاوضات هو الفاعل الأمريكي المنخرط فيها بشكلٍ مباشر منذ بدايتها في محاولة منه للبحث عن صيغة توافق محلية ترضي الأطراف الإقليمية، وتحقق في النهاية توافقاً سياسياً محلياً ولربما خارجياً في مرحلةٍ ما لاحقاً ضمن الوفود المفاوضة في جنيف.


([1]) أمريكا تراقب.. مساران تعمل عليهما روسيا في ريف الحسكة: عنب بلدي، التاريخ: 23/04/2020، الرابط: https://bit.ly/3dDWKV4

([2]) مصدر سابق.

([3]) ماذا وراء التوترات بين “الإدارة الذاتية” والنظام في القامشلي: عنب بلدي، التاريخ: 26/04/2020، الرابط: https://bit.ly/35v1nOB

([4]) فصيل عربي جديد بقيادة القوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، وكالة ستيب، التاريخ: 22/ 04/2020، الرابط: https://bit.ly/3djxzav

([5]) الإدارة الذاتية ترحب بمبادرة مسد حول المعتقلين والمختطفين، آرتا أف إم، التاريخ: 06/04/2020، الرابط: https://bit.ly/3b6hHq6

([6]) واشنطن تبشّر بمصالحة سياسية «كردية» في سوريا، الآخبار، التاريخ: 27/04/2020، الرابط: https://bit.ly/3c2Z0ox

([7]) بعد اجتماعه مع 8 أحزاب لبحث التقارب الكوردي.. المبعوث الأميركي بسوريا: المفاوضات تسير بخطوات جيدة،: موقع روداو، التاريخ: 27/04/2020، الرابط: https://bit.ly/2KY9vh5، وتكون وفد الأحزاب التي تواجدت في الإجتماع هي: صالح كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سوريا، محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا، نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي)، فوزي شنكالي سكرتيرحزب الوفاق الديمقراطي الكوردي في سوريا، أمجد عثمان عضو الهيئة التنفيذية لحركة الإصلاح. والوفد الثاني ضم كل من: أحمد سليمان، عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي، ومحمد موسى، سكرتير حزب اليسار، وجمال شيخ باقي، سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي السوري

([8]) وفد أميركي يبحث مع مسؤولي الأحزاب الكوردية السورية توحيد الصف، روداو، التاريخ: 29/04/2020، الرابط: https://bit.ly/3c4EUu7

([9]) بشار أمين يكشف تفاصيل النقاشات مع PYD برعاية أمريكية، صفحة مجلس محلية الشهيد نصر الدين برهك، التاريخ: 28/04، 2020، الرابط: https://bit.ly/2KXRsYe

([10]) للمزيد حول انظر:

  • بدر ملا رشيد: " المظلة الكردية المفقودة في سورية.. بين التناحر على السلطة والاتفاقيات الهشة" مركز عمران للدراسات الاستراتيجيةتاريخ 20/03/2019، الرابط: https://bit.ly/2HBEQEJ
  • بدر ملا رشيد:" تطورات العلاقة بين الإدارة الذاتية والنظام وروسيا خلال عامي 2016 – 2017"، ورقة بحثية صادرة عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية،22/1/2018، الرابط: https://2u.pw/l0pVq
  • بدر ملا رشيد: "رسائلٌ إيجابية" بين الأطراف الكُردية.. تمنياتٌ مثقلة بالتحديات التاريخ: 20/03/2020، الرابط: https://bit.ly/35ukl7S

 

([11]) روسيا تهدد بالانسحاب من الاتفاق مع تركيا إذا لم تنسحب قسد من شمال سوريا، المصدر: وكالة قاسيون، التاريخ: 23/10/2019، الرابط: https://bit.ly/2WstKJi

التصنيف أوراق بحثية

على الرغم من جولات الحوار السابقة المتعثرة؛ أحدثت دعوة قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" للحوار بين الأطراف الكردية، صدىً بين الأحزاب الكردية و"الإدارة الذاتية". دعوةٌ ترافقت مع دفعٍ أمريكي واضحٍ للتيارات الكُردية للوصول إلى صيغة توافق معقّدة؛ تتمكن عبرها من "التمكين المحلي"، و"التفاعل أكثر" مع المعارضة السورية و"تهدئة" الجانب التركي.  ولقياس هذا الصدى وطبيعته، وتلمُّس مالاته، يحاول تقدير الموقف، تسليط الضوء على السياقات السياسية، والعسكرية التي أدّت إلى ما وصلت إليه العلاقة الكُردية البينيّة حالياً، وتحليل غايات هذا التقارب، وتتبّع مؤشرات بناء الثقة بين الأطراف الكُردية، ومن ثم استشراف مآلات هذا التقارب وتحدياته.

سنوات والتعثُّر ديدن المحاولات

حاول الطرفان الكُرديان (حزب الاتحاد الديمقراطي، والمجلس الوطني الكُردي) الدخول  في مفاوضات تؤدي لتقاسُم، وتشارُك السلطة خلال الأعوام 2012-2015([1])، عبر عدّة اتفاقيات وتفاهمات (هولير1، هولير2، دهوك([2]))، إلا أنها باءت بالفشل؛ لأسبابٍ عدّة مرتبطةٍ بسياسة المحاور الوطنية، والإقليميّة من جهة، ومتعلِّقةٍ بأسبابٍ  ذاتيةٍ نابعةٍ من طبيعة الاْطراف الكُردية نفسها من جهةٍ ثانية؛ وليدخل الملف السوري من بداية العام 2015 مرحلة جديدةً مع انخراطٍ مباشرٍ لقوىً إقليميّةٍ، ودوليّةٍ في الصراع السوري، كالولايات المتحدة الأمريكية بدعمها "لوحدات حماية الشعب" في مواجهة "تنظيم الدولة"، والاتحاد الروسي بدعمه المباشر للنظام، وتركيا عبر الدخول البري المباشر؛ لتحقيق عدّة أهدافٍ متعلِّقةٍ بأمنها القومي كإنهاء، وإعاقة مشروع "الإدارة الذاتية"،  والحفاظ على بعض  المناطق تحت سيطرة المعارضة. وفي هذا العام اتسعت مساحة الخلاف بين الأطراف الكُردية، وكادت تنعدم محاولات التوفيق بين الطرفين؛ باستثناء بعض المبادرات المجتمعية من شخصيات، أو منظمات المجتمع المدني، والتي لم تتكلّل بالنجاح، وتعرَّض "المجلس الوطني الكردي" لمضايقاتٍ، واعتقالاتٍ من قبل أجهزة الإدارة الذاتية أدّت لإيقاف شبه كامل لنشاطه في سورية، بينما منح تحالف "وحدات حماية الشعب" و"قسد" مع قوات التحالف الدولي منحهم جرعةً زائدةً من الثقة بديمومة مشروعهم، دون الأخذ بالحسبان غياب أيَّة توافقاتٍ سياسية سواءً محليةٍ، أو وطنيةٍ تُأطّر بقائها في المشهد. 

قُوبلت الثقة الزائدة التي اكتسبتها الإدارة الذاتية بالدخول الأمريكي بوجود فيتو مزدوج من تركيا، والمعارضة السورية على دخول "الإدارة" في المسار السياسي كطرف ثالث، أو ضمن لوائح وفد المعارضة للمفاوضات، وعليه وخلال عامي 2017 -2018 توجهت "الإدارة" للوصول إلى التفاوض مع النظام عبر الوساطة الروسية في "قاعدة حميميم"، إلا أن معظم جولات التفاوض بين الطرفين باءت بالفشل.([3])

ومع بداية عام  2018 شهدت منطقة عفرين بدء العملية التركية " غصن الزيتون" والتي أدّت لإنهاء وجود الإدارة الذاتية فيها، وهو ما شكّل نقطة تحوّل في العلاقة الكُردية البينيّة؛ حيث هاجمت "الإدارة الذاتية وأحزابها" المجلس الوطني الكُردي؛ كونه أحد مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي دعم العملية، وفي عام 2019 مع "الانسحاب الأمريكي "الجزئي المفاجئ"، وبدء عملية " نبع السلام " وسيطرة تركيا على المنطقة  الممتدّة من مدينة رأس العين إلى تل أبيض شمالاً، وجنوباً وصولاً إلى الطريق الدولي، M4، بدى جلياً التغيُر في المواقف، والتصريحات الكُردية البينيّة خلال هذه العملية غايرت شاكلتها خلال " غصن الزيتون"، لتكون من جهة قيادة " قسد" مطالبة بإنهاء حالة الانقسام الكُردي، ومن جهة المجلس مطالبة بتوافقٍ يُنهي سلطة الحزب الواحد على مفاصل "الإدارة الذاتية"، ويفتح المجال لتشارُك السلطة، مدعوماً برغبة أمريكية غير واضحة المعالم؛ أتت ضمن محاولات واشنطن الحفاظ على ما تبقى من الإدارة الذاتية؛ بصيغة تلبي مطالب تركيا من جهة، وتُطمئن الفواعل المحلية من جهة أخرى.

تطورت الرغبة الأمريكية، والنداءات الكُردية البينيّة لتصل إلى مرحلة البدء بخطوات بناء الثقة أقدم عليه الطرفان، فمن جهتها وبعد نداء قائدها " مظلوم عبدي" بضرورة الكشف عن مصير المختطفين، والمُغيّبين من أنصار المجلس الوطني الكردي قامت " قوات سوريا الديمقراطية" بنشر بيانٍ يتطرق لمصير عشرة أسماء قدّمها المجلس الكُردي، وفي حين أن البيان اتسم بتشتيت المسؤولية حول مصير المختطفين والمغيبين، إلا أن البعض اعتبره بادرةً يمكن البناء عليها، ليتطور الأمر لاحقاً إلى عودة المجلس الكُردي لفتح بعض مكاتبه، بالإضافة لقيام بعض أحزابه بخطوات مماثلة.

"الوحدة الكُردية" مخدر الأزمات

ارتبط ملف التفاوض الكُردي البيني بعوامل ثابتة، وأخرى متغيرة خلال سنوات الصراع السوري، فمن الثوابت التي استمرت منذ تشكّل "الإدارة الذاتية"، كان ما يتعلق بالاصطفاف الداخلي، فالمجلس الكُردي توجه للاتفاق مع الائتلاف الوطني السوري، ودخل ضمن إطاره السياسي، كما حصل على مقاعد ضمن هيئة المفاوضات، واللجنة الدستورية، تحت مظلّة الائتلاف، بينما الإدارة الذاتية وإن حاولت أن تبقي على سياسة الطرف الثالث ضمن المشهد السوري، إلا أنها لم تنجح في تحقيقها بدرجة صلبة سليمة، فهي من جهة ضمن إطار " منصّة القاهرة لبعض قوى المعارضة"، ومن جهة أخرى تتجه لتفاوض دمشق، وموسكو منفردة، في وقتٍ تحاول الحفاظ  على ما تبقيه واشنطن من علاقة معها. ويمكن إضافة الموقف الثابت من النظام من أيّة عملية تفاوض، وتوجهه لإبقائها ضمن حدود عودة الطرف الآخر "لحضن الوطن"، والتنازل عن كُل، أو معظم ما اكتسبه خلال سنوات الصراع من أُطر لامركزية، أو قوات عسكرية وأمنية، وهو ما أبقى على نتيجة كافة المفاوضات بين الإدارة الذاتية، والنظام ضمن نطاق محادثاتٍ أولية، دون أن تتقدم للبحث في تفاصيلٍ مُعمّقةٍ، أو اتفاقاتٍ على خطوطٍ عريضةٍ، أو ضيقةٍ حول مصير الإدارة الذاتية.

أما بعض المتغيرات التي حصلت، فمنها انسحاب واشنطن "الجزئي" من المنطقة، ولاحقاً العودة، والتمركز فيما تبقى من مناطق لم يدخلها النظام أو الروس، ومحاولة إعادة رسم الخريطة الجغرافية العسكرية، بطريقة تمنع موسكو من التمدد أكثر في محيط مدينة القامشلي باتجاه الشرق، ومع هذا الغياب الميداني، نشهد تطوراً ملحوظاً في نشاط الولايات المتحدة فيما يخص عملية التفاوض بين المجلس الوطني الكُردي، والإدارة الذاتية، إلا أنه نشاطٌ مبهمٌ، فواشنطن إلى الآن تعطي إشاراتٍ للمجلس بضرورة بقائه ضمن المعارضة السورية، على أنها المكان الطبيعي له ، كما أنها تقوم بدور الوسيط بين المجلس، والإدارة بصورةٍ غير مُعلنة التفاصيل والخطوات، ولم يُقدّم المسؤولون الأمريكيون إلى الآن للطرفين أيّة صيغة للتوافق تستطيع أن توافق بين تخوفات "المجلس"، وطلبات "الإدارة الذاتية"، بالتوازي مع ما يقبل به الجانب التركي، الذي دخل بقوة صلبة أكثر ضمن الجغرافية السورية، سواءً عبر العمليات الثلاث التي استهدفت إنهاء مشروع "الإدارة الذاتية، أو عبر "ملف إدلب" الذي رغم معاناة تركيا فيه من خرق موسكو، ودمشق لاتفاقاتهم، إلا أنه يشهد انخراطاً تركياً متزايداً، سيمنح تركيا في حال استمراره كلمةً أقوى في مستقبل سورية السياسي، لذا سيكون من الصعب التوصل لصيغة توافقٍ ثنائية في ظل انخراطٍ، وتواجدٍ تركي أكبر ضمن الجغرافية السورية، إلا في حالة تقديم واشنطن صيغة حلٍ تؤدي في النهاية لإحداث تغييراتٍ شاملة ضمن المنظومة الحاكمة شمال شرق الفرات.

تُشكّل هذه العوامل نقاطاً مهمة ضمن عملية التفاوض الكُردية البينية، فالمجلس الكُردي لا يمتلك رفاهية البقاء ضمن المعارضة السورية، والوصول مع "الإدارة الذاتية" لاتفاقية لم يُدرك المجلس إلى الآن مصيره ضمنها، مع وجود هواجس لديه من أن تؤدي أيّة خطوة تَوافق مع "الإدارة الذاتية" إلى ابتلاعه بهيكله السياسي وقواه الشعبية، كما أن النظام من جهته_ وفي الفترة الأخيرة_ أشار بأصابعه إلى عدم تمثيل "الإدارة الذاتية" لجميع الكُرد، وركّز على ضرورة أن يتوحّد الكُرد، في مطالبهم، ووفدهم المستقبلي، ولا يغيب عن هذا المشهد العامل التركي؛ المتمثل برفضه لبقاء أيّة سلطة نوعية "لحزب الاتحاد الديمقراطي" ضمن منظومة حكم شمال شرق سورية، إلا في حالة وصول الولايات المتحدة في جهودها لحلٍ يرضي الأطراف جميعها، وتطور موقف رأس النظام مؤخراً لينفي وجود قضيةٍ كردية في سورية، لا بل وضع مطالب "الكُرد بالحكم الذاتي" في خانة أطروحات تبناها الانفصاليون، وبالأخص المجموعات التي وصفها بانها نزحت لسورية من تركيا خلال القرن الماضي. وحول القضية الكُردية في سورية قال الأسد" ما تسمى القضية الكردية هي عبارة عن عنوان غير صحيح، عبارة عن عنوان وهمي كاذب"، هذا التصريح جاء كإشارة لانهيار محاولة التفاوض بين النظام والإدارة الذاتية، إلا أن الإدارة لاتزال تحاول الإبقاء على بعض الخطوط مفتوحة، وهو ما يمكن ملاحظته من تصريح إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، في ردها على الأسد حيث قالت "تصريحات الرئيس السوري لا تخدم وحدة الأراضي السورية، ولا تخدم الحوار السوري الداخلي".

يُعتبر شعار "الوحدة الكُردية" من أكثر الشعارات المستخدمة شعبياً، فمعظم بيانات حالات الانشقاق الكثيرة؛ التي أصابت الأحزاب الكُردية خلال مدة تزيد عن خمسين، عاماً، بدأت بالدعوة لوحدة الصف الكُردي، أما في مرحلة ما بعد الثورة، فتلازمت الدعوة لوحدة الصف الكُردي عادةً مع التهديدات الخارجية، من احتمال انهيار النظام في مرحلة ما بين عامي 2012-2014، أو في تنامي خطر "تنظيم الدولة " عام2015، ومن إمكانية إنهاء الآمال لأي مشروع بغالبية كُردية في شمال سورية في مرحلة عام2018 وما بعدها.

تشبه الدعوة الجديدة للوصول لاتفاق كردي بيني سابقاتها، إلا أن المُتغير الأهم هذه المرة يكمن في " الشخصية الجدلية لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي". مظلوم عبدي، أو مظلوم كوباني، الذي بقي بعيداً عن الشاشات لسنواتٍ عدّة، مثل معظم الكوادر الكُردية سواءً ذات الهوية السورية أو التركية، ممن قَدِمُوا ضمن بعثات "حزب العمال الكُردستاني" منذ العام 2012، في محاولة الحزب تشكيل كيانٍ لتطبيق نظرية "الأمة الديمقراطية على بقعة جغرافية".

المُتغير في حالة "مظلوم" أنه يحاول محاولةً هي الأولى من نوعها ضمن المنظومة الحاكمة لشمال شرق سورية، وهي التبرئة من إرث (الإدارة الذاتية، ووحدات حماية الشعب)، وبقية الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لها، فيما يخص الاتفاق الكردي-الكردي، وفصل "قسد" بمرحلة ما بعد 2015 عمّا  قبلها، والعمل على تكوين شخصية عسكرية " تحاول خلق حيادٍ للجهة العسكرية المسيطرة"، عن الأطراف السياسية المتنازعة، ولا يخفى دور الولايات المتحدة الامريكية في رسم وتقوية هذه الشخصية العسكرية، عبر ملازمة مسؤولي الملف السوري لمظلوم في الداخل، ونقل مواقفه لبقية الأطراف الكُردية والإقليمية، كما تجنّب "مظلوم" نفسه خلال عملية " نبع السلام"، القيام برفع سقف تهديدات المواجهة، بل قدّم خلالها، وبعد انتهاء العملية دعواتٍ عدّة للتفاوض؛ سواءً مع المجلس الوطني الكُردي، أو حتى تركيا، التي من جهتها لم تُقلِّل من سقف سواءً تهديدها بالاستمرار بعملياتٍ عسكرية مستقبلية، أو رفضها لأيّة محاولات لإعطاء مقعدٍ "للإدارة الذاتية"، وقواتها ضمن الأطر التفاوضية المتمثلة بعملية جنيف وأستانا، والقوى السياسية المنخرطة فيها من هيئة التفاوض ومنصاتها، أو اللجنة الدستورية ومرشحيها.

بين حالة الأزمة التي تدفع بالأطراف الكردية لدعوات الحوار، وبين وجود متغيّرٍ جديد يتمثل في دفع واشنطن سواءً لشخص "مظلوم عبدي"، أو الأطراف السياسية للتقارب، تظهر كافة المعوّقات القديمة التي أدّت لانهيار اتفاقات الأطراف الكُردية.

 إرثٌ قديم وتحديات مستقبلية

يستمر موضوع الارتباطات سواءً الإقليمية، أو المحلية بإلقاء ظلاله على أي اتفاق تصل له الأطراف الكُردية، أما في الوضع الحالي فيتم تلمّس انخراط مباشر من الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يقلل لدرجة معينة من تأثير التيارات الكُردية الإقليمية على صيغ التوافق بين الطرفين، إلا أن مطالبات "المجلس" بالعودة للاتفاقيات السابقة بين الطرفين، في ظل رغبة " قسد" بشكلٍ أساسي البدئ بعملية تفاوض جديدة، سيُلقي بظلاله على تطور المحادثات بينهم. في مجمل الاتفاقيات السابقة بين الطرفين لم يكن العامل "الأيديولوجي" هو المانع الرئيس لوصول الأطراف الكُردية لتطبيق الاتفاق، بل كانت آليات التطبيق، وانعدام وجود طرفٍ ضامنٍ ضاغط كالولايات المتحدة الأمريكية، هو أحد أهم المسبّبات في فشل تطبيق المتفق عليه، وهنا لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبه "إقليم كُردستان" في أن يكون المُيسّر والضاغط على الأطراف جميعها للوصول وتطبيق الصيغ المتفق عليها. إلا أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" بشكلٍ رئيس كان يرفض أي تشارُكية حقيقية للسلطة، ولا يمكن حساب درجة تحسن حالة قبول "حزب الاتحاد" للتخلص من هذه الإشكالية إلا عبر الوصول للاتفاق ومشاهدة مستقبله.

ومع تغير الوقائع على الأرض بشكلٍ كبيرٍ، منذ آخر صيغة للاتفاق بين الطرفين عام 2015 في "اتفاقية دهوك"، إلا أن النقاط الخلافية التي أدّت لإنهاء الاتفاقيات قبل البدء في تطبيقها لاتزال مستمرة وهي:

  • الشكل المستقبلي للقوات العسكرية في المنطقة: فسابقاً كانت "وحدات حماية الشعب"، ومصيرها أحد أهم بنود الخلاف. واليوم يظهر أن " قسد "، ومن خلفها واشنطن يغلقان الأبواب أمام نقاش مصير القوات العسكرية في المنطقة، عبر لعبهم دور المُيسّر للحوار وأحد الضامنين له.
  • الخلافات التنظيمية داخل "المجلس الوطني الكُردي": كانت سبباً معوّقاً هاماً في السير ببنود الاتفاقات وتطبيقها، "فالمجلس" كان مُشكّلاً من عدد كبير من الأحزاب، والعديد من الأحزاب ضمن "المجلس" لا تمتلك الكادر الذي يغطي هيكلية التنظيم في بضعة مدن، وأحياناً في مدينة واحدة. وأثَّرّ على هذه الهياكل الحزبية أيضاً العصبية الحزبية، والمُزاحمة الشخصية على الحصص. ومنذ عام2015 إلى الآن، زادت انشقاقات بعض أحزاب المجلس، وحركاته الشبابية أكثر.
  • هذا الواقع الهش لأحزاب "المجلس" كان يقابله حركية مستمرة وقوية، وقدرة متقدمة في تحشيد الأنصار من قبل "حزب الاتحاد الديمقراطي" وتنظيماته، وفي حين أن هذه الحركية كانت إيجابية من الناحية النظرية؛ إلا أنها كانت سلبية من ناحية قيام "حزب الاتحاد الديمقراطي" بحرق الخطوات اتجاه تثبيت مشروعه بشكلٍ أحادي، بالتحالف مع أحزاب أخرى تفتقر للقاعدة الشعبية.
  • عملية التفاوض والجهة المفاوضة: سيكون التفاوض مع النظام، أو الدخول إلى أحد أجسام المعارضة ككتلة جديدة أحد العوائق الهامة في أيّة عملية تفاوضية كُردية بينية، كون تفاوض "المجلس" مع "الإدارة الذاتية"، والوصول لاتفاق يعني بالمقابل إعادة التفكير في موقع "المجلس الكُردي" ضمن أُطر المعارضة، كما أنه يمكن تَوقُّع توجه الأحزاب الكُردية لمفاوضة النظام مباشرة بعد الاتفاق، للحصول على مكاسب سياسية وإدارية، وهو ما يمكن أن يصطدم بعملية التفاوض الجارية بين النظام، والمعارضة ضمن الرعاية الروسية –التركية، وفي أفضل السيناريوهات يمكن توقع أن يتفق لاحقاً النظام، والمعارضة على شكلٍ من أشكال "الحكم المحلي"، يوافق ما تم الاتفاق عليه بين النظام، والأحزاب، والمجالس الكُردية.
  • تباين الموقفين الروسي والأمريكي: فروسيا من جهتها تحاول كسر احتكار "المجلس الوطني الكُردي" لملف تمثيل الكُرد في المحافل الدولية، والوصول إلى صيغة للتوافق بين الأطراف الكُردية والنظام، بحيث تصل لمرحلة يتم إنهاء دور المجلس الكُردي ضمن الائتلاف، واللجنة الدستورية، وهو ما يعني خسارة الائتلاف، واللجنة الدستورية من جهتهم لطرفٍ سياسي يمتلك شعبية تمثيلية على الأرض. من جهتها لم تقم الولايات المتحدة الامريكية إلى الآن بتقديم أيّة وعودٍ حقيقية للأطراف الكُردية؛ سوى دعوتهم للحوار والاتفاق، إلا أن هذه الدعوة يرافقها تأكيدٌ مستمرٌ من قبل واشنطن للمجلس الوطني الكُردي؛ بأن مكانه الطبيعي هو بين قوى المعارضة السورية، وبهذه الطريقة تدفع واشنطن بالمجلس الكُردي لحالة من عدم اليقين في عملية اتخاذ القرار النهائي فيما يخص التفاوض مع "الإدارة الذاتية"، وهو الأمر الذي كما ذكرنا سيؤدي لنتائج مصيرية فيما يخص تواجد المجلس ضمن أطر المعارضة.
  • الموقف التركي: تبقى المساحة الهامة ضمن خارطة المواقف الإقليمية للموقف التركي من أيّة عملية تفاوضٍ كُرديةٍ بينية، فأنقرة التي ترى أن "الإدارة الذاتية" أحد المهددات التي تقف على رأس الهرم اتجاه أمنها القومي، لن تتقبل أيّة صيغة اتفاق ترى بأنها ستؤدي لتثبيت سيطرة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتمكينه على نطاقٍ وطني، كما أن لها تأثيرٌ مباشر على دور الفصائل العسكرية، والجيش الوطني الحر، وهم كانوا رأس الحربة في ثلاثة عملياتٍ عسكرية اتجاه "الإدارة الذاتية"، لذا سيتوقف مصير أيّة عملية تفاوضية على مدى إمكانية إقناع واشنطن لتركيا بجدواها، خصوصاً في ظل انهيار، أو هشاشة اتفاقيات أنقرة-موسكو.
  • تستمر "الإدارة الذاتية " ومجلس سوريا الديمقراطية " بالتفاوض مع نظام دمشق بشكلٍ منفرد، وصدرت تصريحات من الشخصية القيادية في "مسد/ مجلس سوريا الديمقراطية"، "إلهام أحمد"، إن دمشق وافقت بوساطة روسية على البدء بمفاوضات سياسية، وإمكانية تشكيل "لجنة عليا" مهمتها مناقشة قانون الإدارة المحلية في سورية، والهيكلية الإدارية للإدارة الذاتية" لشمال شرقي سوريا"، وهذا ما يضع عملية التفاوض مع المجلس الوطني الكُردي كتحصيل حاصل، ففي حال عدم، أو حتى اتفاق الطرفين الكرديين فإن "الإدارة الذاتية" تقوم لوحدها بعملية تفاوضية مستمرة مع النظام في دمشق.

يبقى كيفية الوصول إلى ألياتٍ لتطبيق "صيغة اتفاق"، أحد أصعب العوائق التي تنتظر الأطراف الكُردية، فالاتفاقيات السابقة كانت تنهار دوماً بحكم استخدامها من قبل "الإدارة الذاتية" كأداة مرحلية للحصول على دعمٍ من واشنطن من جهة أولى، أو لتقليل ضغوطات أربيل، والحاضنة الشعبية عليها من جهة ثانية، أو بحكم هشاشة البنية المؤسساتية لدى أحزاب المجلس الوطني الكُردي، وبالنتيجة للمجلس نفسه من جهة ثالثة، ويعترض  محاولة التقارب الأخيرة  عدّة عقبات  مرتبطة بآلية حل الإشكال المتأتي من ملفي الجهاز الأمني، والقضائي في المنطقة.


([1]) تمحورت الجهود الكُردية بداية الثورة حول تشكيل جبهة داخلية تستطيع التفاوض مع دمشق وأطراف المعارضة المشكلة حديثاً حول شكل سوريا المستقبلي، واستطاعت الأحزاب الكُردية أن تبلور مطالب شعبية عامة وكُردية خاصة باستجابة سريعة خلال الفترة الممتدة من 2011- 2012، وبدأت بطرح مقاربات "لأشكال حكم خاصة" تراوحت بين الفدرالية السياسية الموحدة لشمال سورية، وبين الإدارات الذاتية على اختلاف نسب العلاقة بين هذه النماذج المطروحة والمركز في المستقبل، وتوجت هذه الجهود بداية الثورة في شهر نيسان بالتوصل لـ" مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية ".  هذا التوافق الكُردي سرعان ما بدء بالدخول لمفترق طرق، مع تشكيل المجلس الوطني الكُردي نهاية 2011، وسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المدن والمناطق الكُردية منتصف العام 2012، ليتشكل إطاران كرديان، أحدهما ويتمثل بالمجلس الوطني الكردي يرى نفسه قريباً من اهداف المعارضة السورية، والإطار الثاني ويتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي ومنظوماته، وسلطة الأمر الواقع التي شكلها، ورأى بضرورة النأي بالنفس عن المحاور المباشرة، مع دخوله لاتفاقاتٍ غير معلنة مع النظام حول إدارة المناطق والمجتمعات الكُردية.

([2])  للمزيد حول مسيرة محاولات الاتفاق والتفاهم بين الأطراف الكُردية يمكن العودة للورقة المنشورة لمركز عمران بعنوان" المظلة الكردية المفقودة في سورية.. بين التناحر على السلطة والاتفاقيات الهشة"، والمنشورة بتاريخ 20/03/2019، الرابط: https://bit.ly/2HBEQEJ

([3]) للوقوف على اسباب التعثر راجع: بدر ملا رشيد:" تطورات العلاقة بين الإدارة الذاتية والنظام وروسيا خلال عامي 2016 – 2017"، ورقة بحثية صادرة عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية،22/1/2018، الرابط: https://2u.pw/l0pVq

التصنيف تقدير الموقف
الجمعة, 28 حزيران/يونيو 2019 19:08

بدر ملا رشيد | منصة "مسد"

ذهب الباحث بدر ملا رشيد من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية خلال حديثه لموقع السورية نت، بتاريخ 27 حزيران 2019، حول ما تناقله عدد من الناشطين والإعلاميين السوريين عن مساعي "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد)، المُشكل من حزب الاتحاد الديمقراطيPYD، للانضمام إلى "هيئة التفاوض السورية"، التي نفت بدورها، وجود محادثاتٍ بهذا الشأن، إلى أن هيئة التفاوض "تعيش مرحلة من الجمود"، إذ أنها تعقد اجتماعاتها بفواصل زمنية طويلة " وهو أمرٌ أدى لعدم فاعليتها، عدا عن أنها لم تحقق إنجازٍ فعلي".

وانطق الباحث مما سبق إلى القول، أن انضمام "مسد" أو عدمه "لن يؤثر بشكلٍ كبير على سير المسار التفاوضي، إلا إذا شهدنا تطورات سياسية موازية في مساراتٍ أخرى كمسار أستانة، أو إعادة إحياء جنيف، وحتى خلق مسار حل جديد بالكامل".

أيضاً أشار الملا إلى عدم إمكانية مقارنة انضمام "مسد"، بحالة ضم منصة موسكو لـ"هيئة التفاوض"، كون منصة موسكو، تمثل إطاراً سياسياً "هشاً أو منعدم الفاعلية"، بينما مجلس"مسد"، برأيهِ "يمثل هيكل حكم وسيطرة إدارية وعسكرية ببرنامج سياسي"، مشيراً إلى أن عملية الانضمام، لو تمت "ستكون شائكة أو مبنية بالأساس على توافق إقليمي ودولي كبير ما يعني التجهيز لمرحلة إعلان الحل".

للمزيد انقر رابط المصدر: http://bit.ly/2RI048g

 

مُلخّصٌ تنفيذيّ

  • استطاعت الأحزاب الكُردية أن تتفق فيما بينها؛ بدون تدخل من أطرافٍ كُردية إقليمية في المرحلة الأولى من الثورة؛ حول أفكارٍ لأطر عامة ومطالب تخص عموم سورية، إلا أنها سرعان ما عانت من ظهور خلافات جوهرية بناءً على الموقف المبدئي من النظام واحتمالية بقائه، وتجلى ذلك في عدم انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) للمجلس الوطني الكُردي بداية تشكيله، وسيره في عملية إنشاء نموذج حكم خاص به متمثلاً في " الإدارة الذاتية الديمقراطية"؛
  • أدى انسحاب النظام من مُدن رئيسية وسيطرة العناصر المسلحة من حزب الاتحاد الديمقراطي عليها إلى فقدان بقية الأحزاب الكُردية لفرصة السيطرة على مناطق جغرافية، وفتح هذا التأخر المجال أمام حزب الاتحاد الديمقراطي ليقوم بإنهاء نواة الكتائب التي شكلتها بعض الأحزاب، مما أدى لاحتكار الحزب للملفين الأمني والعسكري وتثبيت سلطته؛
  • عانى المجلس الوطني الكُردي أثناء القيام بالاتفاقيات من حالةعدم الاتساق والخلاف حول المناصب داخله، فمنذ تشكله إلى بدء مرحلة التفاوض مع حزب الاتحاد الديمقراطي، كانت النسب الحزبية عاملاً مهماً لإبقاء مجموع أحزابه ضمن هيكلية المجلس، لينحصر المجلس في عملية التفاوض في زاوية ضيقة، يطالب منها بالمحاصصة دون أن يمتلك أدوات ضغط، خارج تلك المتوفرة له من قبل "إقليم كردستان العراق".
  • شكل مسار جنيف للمفاوضات دافعاً رئيسياً للأحزاب الكُردية للجلوس على طاولة التفاوض، وشكلت ثنائية " قبول المجلس الوطني إقليمياً "، "وانتهازية حزب الاتحاد الديمقراطي الزمنية المتعلقة بالاستفادة من التفاوض للتقدم إلى مرحلة متقدمة" عائقاً هاماً أمام تنفيذ بنود الاتفاقيات.
  • تُشير الوقائع الراهنة إلى استمرار ذات الأسباب المعرقلة لإنجاح الاتفاقيات، فحزب الاتحاد الديمقراطي لايزال يعمل على تطبيق المشروع الذي يمتلكه والذي يمثل الجانب الأيديولوجي منه جزءاً هاماً يُصر الحزب على الالتزام به وتطبيقه بحذافيره، بينما لا يزال المجلس الوطني الكُردي يعاني من إشكالات خاصة ببنيته التنظيمية المعيقة، ولايزال يفتقد لإمكانية الاستخدام الفعلي لأدواته المحلية والإقليمية والدولية للضغط على حزب الاتحاد لتنفيذ بنود الاتفاقيات.

مدخل

رغم مرور عدة سنوات على آخر محاولة فعلية للتوافق بين الطرفين الرئيسيين في المعادلة الكُردية السياسية في سورية (المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي)، لاتزال مواضيع غياب التنسيق والتوافق تفرض نفسها على جدوى تفاعلات الفواعل الكردية في سورية سواء من حيث إشكاليات التمثيل أو من حيث عمليات التشكل أو من حيث الاتساق الوظيفي السياسي التي تتسم في تعدد الغايات والتحالفات والارتباطات المحلية منها أو العابرة للوطنية؛ وهذا ما من شأنه إظهار الهوة السياسية بين تلك الفواعل التي من آثارها تعميق الخلاف وازدياد الاضطراب وتعدد المشاريع.

تحاول هذه الورقة الإجابة على كافة التساؤلات المتعلقة بمسببات تلك الهوة ومدى ديمومتها وما أثر غياب أطر سياسية جامعة على تفاعلات المشهد السياسي؛ وفي سبيل ذلك تسعى الورقة لتناول كافة الحيثيات المتعلقة بكافة المفاوضات والمحاولات المتعددة والمتشابكة التي تمت خلال المرحلة السابقة؛ وتسليط الضوء على الاتفاقيات الكُردية البينية وتحليلها، ودراستها لتبيان الأسباب الرئيسية الدافعة اتجاه صيغ التفاهم، وأهم بنودها، وأهم المعوقات التي رافقتها، مع مراعاة السياق السياسي والعسكري العام المرافق لتلك المحاولات وتلمس دوافع حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية للاستفادة من الاتفاقيات للوصول إلى أهداف مستقبلية خاصة، دون التقليل من سياسة قمع الطرف الآخر من الاتفاق عبر العديد من الوسائل، كالسيطرة على المظاهرات ونقاطها الرئيسية، والاعتداء على قادة التظاهرات والأحزاب ونفيهم، وتنفيذ سياسة تشويه سمعة مكثفة بحقهم، واستخدام العنف المجتمعي لتثبيت سلطة الحزب والإدارة([1]).

2011-2012: اتفاقات ومبادرات لم تمنع التمترس الحزبي

استطاعت الأحزاب الكُردية في سورية أن تبلور مطالب شعبية عامة وكُردية خاصة باستجابة سريعة خلال الفترة الممتدة من 2011- 2012، وبدأت بطرح مقاربات "لأشكال حكم خاصة" تراوحت بين الفدرالية السياسية الموحدة لشمال سورية، وبين الإدارات الذاتية على اختلاف نسب العلاقة بين هذه النماذج المطروحة والمركز في المستقبل.

بدأ الحراك السياسي الائتلافي بين الأحزاب الكُردية منذ شهر نيسان 2011 متمثلاً بـ " مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية" التي حلمت مطالب سورية عامة، كالمطالبة بالتوقف عن استخدام العنف، واستخدام لغة الحوار، بالإضافة إلى مطالب كُردية تمحورت حول إزالة المشاريع العنصرية المطبقة من قبل البعث سابقاً، ونادت بـ "حل القضية القومية للشعب الكردي حلاً ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد، بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي في البلاد".

ساهم تسارع أحداث الثورة في سورية وامتدادها لوقت أطول من المتوقع إلى تحول في طبيعة الاتفاقات بين الأحزاب الكُردية وحتى في طبيعة التكتلات، فظهرت أول قطيعة بين التيارين المعهودين في المجتمع الكُردي " التيار المقرب من إقليم كُردستان العراق ونموذجه" متمثلاً بمجموع الأحزاب الكُردية المنضمة إلى المجلس الوطني الكُردي، والتيار " المحسوب على حزب العمال الكُردستاني ومشروعه" متمثلاً بتنظيمات حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM وأهمها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مع تشكيل المجلس الوطني الكُردي ENKS في 26/10/2011، ورفض التيار المحسوب على حزب العمال الكُردستاني الانضمام للمجلس، نتيجة اختلافاتٍ عدة كان أهمها آنذاك قرب الأحزاب المشكلة للمجلس الوطني الكُردي للمجلس الوطني السوري، بينما كان حزب الاتحاد الديمقراطيPYD وحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، من المؤسسين لهيئة التنسيق الوطنية.

ألقت حالة التشرذم الحزبي بظلالها على قدرة الأحزاب الكُردية في الاستفادة من الإرث السياسي التي تمتاز به مقارنةً ببقية أطر المعارضة وشخصياتها، وبشكلٍ خاص على أحزاب المجلس الوطني الكُردي، التي لم تستطع مجاراة TEV-DEM  في سرعة اتخاذ الخطوات السياسية والعسكرية، نتيجة وضوح الأهداف الذاتية لدى TEV-DEM أكثر مما كان عليه الوضع لدى المجلس الكُردي، واستطاعت TEV-DEM أن تستند على أدبياتها السياسية وعلى عناصر حزب العمال الكُردستاني في تسريع تشكيل أطرها السياسية والعسكرية.

"مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية"

مع بداية الثورة؛ صيغ الاتفاق الأول بين أحزاب الحراك السياسي الكُردي سورية ضمن وثيقة اتفقت عليها وأعلنتها الأطراف الكردية في حي الهلالية بمدينة القامشلي وسميت بـ “مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية" ضمت المبادرة معظم الأحزاب الكًردية بما فيها الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وهي عبارة عن إطار تم من خلاله طرح رؤية الأحزاب المنضمة للمبادرة لحل “الأزمة([2])“، وقد تم ذلك ببيان مقتضب في 27/04/2011([3])، وتم إعلانه ضمن تجمع جماهيري بتاريخ 14/05/2011([4])، في مدينة القامشلي ذكر فيه مطالب عامة متسقة مع غايات الحراك الثوري كتجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل تحت أية ذريعة كانت والسماح للاحتجاجات السلمية بالتعبير عن نفسها، واعتماد مبدأ ولغة الحوار الوطني الشامل بين مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية والنخب الثقافية التي تؤمن بالحوار سبيلاً للتفاهم؛ وتطبيق المرسوم الرئاسي القاضي برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية كافة، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي والسجناء السياسيين؛ ومطالب سياسية خاصة كالسماح للتيارات السياسية والأحزاب التي تمثل شرائح المجتمع بمزاولة أنشطتها الديمقراطية علناً إلى حين صدور قانون عصري للأحزاب؛ وإلغاء كافة السياسات التمييزية و"المراسيم والتعاميم السرية المطبقة بحق الشعب الكردي"، والاستعجال في إعادة الجنسية إلى المجردين منها، وتسجيل المكتومين في السجلات المدنية كمواطنين سوريين، وإيلاء المناطق الكردية الاهتمام اللازم بغية إزالة آثار الإهمال المتعمد لها وتحقيق مبدأ المساواة أسوة بباقي المناطق.

كما دعا هذا البيان لمقاربة حل يتمثل بالدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل دون هيمنة أية جهة كانت، وكان من أولى مهامه، إقرار صيغة مشروع دستور جديد يلغي الامتياز لأية جهة سواء أكان حزباً أو قومية، ويتضمن الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية واللغوية، ويطرح هذا الدستور على الاستفتاء العام، وإقرار قانون جديد للانتخابات المحلية والتشريعية، وآخر لتنظيم عمل الأحزاب السياسية يراعي خصوصيات المجتمع السوري ومكوناته دون التمييز بسبب العرق أو الدين، وإطلاق حرية الإعلام والصحافة؛ وضمان فصل السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، واستقلالية القضاء وتعزيز دوره؛ بالإضافة إلى حل ما حدده البيان فيما يخص "القضية القومية للشعب الكردي" حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة البلاد و بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي، وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق قومية؛ وحماية وتأمين الحقوق الثقافية للأقليات القومية والدينية في البلاد([5]).

وبتاريخ 06/06/2011، أعلنت الأحزاب الكُردية في القامشلي قيام رأس النظام بدعوتها للقاء بهدف التحاور، وكانت الأحزاب المدعوة هي (الحزب اليساري الكردي في سوريا؛ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح عبد الحكيم بشار؛ حزب يكيتي الكردي في سوريا؛ حزب الاتحاد الديمقراطي؛ حزب آزادي الكردي في سوريا؛ حزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح نصرالدين ابراهيم؛ الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا؛ حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا؛ حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا؛ الحزب الديمقراطي الكردي السوري؛ الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا. تيار المستقبل)([6]). واستمرت “المبادرة “ في إعطاء البيانات والتصريحات باسم مجموع أحزابها إلى أن تم تشكيل المجلس الوطني الكُردي، ومن بيانتها كان البلاغ الصادر بتاريخ 19/05/2011، والداعي إلى المطالب السابقة مع التذكير بخطورة "لجوء الدولة إلى العنف في مواجهة الاحتجاجات التي عمت سورية".([7])

 ومن أهم الأحداث التي رافقت مسيرة “ المبادرة” كان دعوة "بشار الأسد" لـ 12 حزباً كردياً في 06/06/2011 إلى دمشق للتفاوض، وما أحدثته من خلافاتٍ ضمن الأحزاب الكردية؛ فبدايةً تم رفض الدعوة من قبل “ لجنة التنسيق الكردية” بتاريخ 07/06/2011 عبر بيانٍ أشارت فيه إلى "الدماء المسالة في البلاد" وإلى انتهاج الأجهزة الأمنية لأسلوب العنف في مواجهة المظاهرات، وفي حين أن أحزاب “ لجنة التنسيق لم ترفض الحوار كمبدئ، إلا أنها أشارت إلى عدم جدواها؛ كما دعت إلى أن يكون الحوار عاماً وشاملاً لكل مكونات المعارضة السياسية عبر مؤتمر للحوار الوطني دون إقصاء، وشملت أحزاب لجنة التنسيق كل من “ حزب آزادي الكردي في سوريا، وتيار المستقبل الكردي في سوريا، وحزب يكيتي الكردي في سوريا “، لاحقاً وعقب مرور يوم على بيان لجنة التنسيق تم إصدار بيان من قبل “ مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية” وافقت فيه على طلب الأسد اللقاء والحوار معهم من حيث المبدئ، إلا أنها ربطت اللقاء بتوافر الظروف الملائمة([8]).

 وتطورت بيانات المبادرة تشدداً اتجاه النظام مع استمرار وزيادة سوية العنف في البلاد([9]إلا ان هذه المبادرة وإن اتفقت مع المطالب الثورية السورية العامة وخصصت ببعض المطالب المتعلق بالشأن الكردي؛ إلا أنها لم تستطع تحويل حالة التنسيق السياسي إلى إطار ناظم، ولم تتعامل مع التباينات البينية التي بدأت بالتزايد مع تطور الصراع في سورية وانتقاله لمستويات عابرة للتظاهر والفعل السلمي.

مجلس "شعب غربي كردستان"

شكلت حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM في 16/12/ 2011 مجلس "شعب غربي كردستان" ليكون موازياً للمجلس الوطني الكُردي، بعد رفض الحركة وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الانضمام للمجلس الوطني الكُردي نتيجة الخلافات على النسب بالرغم من كونهم أحد الأطراف المحضّرة له ([10])، ومع السير في عملية تشكيل " مجلس شعب غرب كردستان"، بدأت عملية طرح مفهوم المجلس (وهو في الأساس مفهوم حزب الاتحاد الديمقراطي) لحل القضية الكُردية في سورية النابعة من كتابات "زعيم" حزب العمال الكُردستاني عبدالله أوجلان ويتمحور حول الوصول لحل ديمقراطي مبني على "نظرية الأمة الديمقراطية التي تبني وطناً مشتركاً"، بعد تثبيتها في الدستور على شكل الإدارة الذاتية الديمقراطية كنموذج حوكمي وإداري، وهذا الطرح والمفهوم يعني في جوهره الابتعاد عن الدولة القومية والمركزية وبناء مجتمع معتمد على نفسه في الإدارة والدفاع والحكم بشكلٍ يدَّعي أنه لا يؤدي إلى تقسيم الدول.

ولم تتمكن الإدارة الذاتية حتى الوقت الحاضر من الالتزام بمفاهيمها، فيلاحظ حول أدائها تداخل " القومي " بـ"الأممي"، كما أن جوهر مفهوم الأمة الديمقراطية حول إنهاء المركزية شهد تناقضاً فيما يخص تشديد المركزية أكثر مما كانت عليه عبر زيادة عدد هيئات ومؤسسات السلطة وفرض العضوية على السكان ضمنها، وربط كافة نشاطاتهم الإدارية والسياسية والأمنية بها. ومع الإعلان عن مجلس شعب غربي كردستان، أخذ الأخير دفة المفاوضات مع المجلس الوطني الكُردي، وعاد حزب الاتحاد الديمقراطي " نظرياً" للصفوف الخلفية كونه أحد عناصر المجلس المعلن، ووقع الطرفان أول وثيقة بينهما بصفة مجلسين في مدينة القامشلي بتاريخ 19/01/2012، تحت عنوان " وثيقة تفاهم" وتضمنت كل من البنود التالية([11]):

1) خلق أجواء وظروف الثقة بين القوى. 2) الاعتراف المتبادل للقوى. 3) التنسيق والعمل المشترك. 4) تشكيل لجنان متابعة ميدانية لمتابعة تنفيذ القرارات المتخذة.

يمكن اعتبار هذه الوثيقة فعلياً أول اعتراف من قبل المجلس الوطني الكُردي بوجود مجلس الشعب التابع لـحزب الاتحاد الديمقراطي، كجسد موازي أو منافس له، عبر عقد الاتفاق معه وتقبل وجوده الاعتباري كطرف موازي ومنافس له، بعد رفض حزب الاتحاد PYD الانضمام للمجلس الكُردي، وهي وثيقة تحمل بنوداً عامة دون الدخول في التفاصيل، ولم يرد الكثير عن هذه الوثيقة ضمن البيانات المعلنة من قبل الطرفين، ولم تستطع أن تمتلك الصلابة الكافية ليتم التمسك بها، واستطاع حزب الاتحاد عبرها انتزاع أول اعترافٍ بوجود مجلس الشعب المُشكل حديثاً كمظلة للأحزاب المقربة من حزب العمال الكُردستاني ، وظهر توجه حزب الاتحاد في اتجاه إضفاء الشخصية على مجلس الشعب من تصريح لإبراهيم بروا، يوضح أن حزب الاتحاد لن يلتزم بأي اتفاق إن لم يكن مع مجلس شعب غرب كردستان([12]).

"مؤتمر الجالية الكُردية"

لم يكن مؤتمر الجالية الكُردية في الخارج أحد أطر الاتفاق المباشرة بين الطرفين فهو في الأساس كان خطوة من رئاسة إقليم كُردستان العراق نحو تقديم الدعم للمؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكُردي في سورية([13])، وتوحيد الخطاب الكُردي، حيث "تم دعوة 245 شخصية كُردية حزبية ومستقلة من 25 دولة إلى مدينة أربيل بتاريخ 28-29/01/2012، ([14])

فضل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مقاطعة المؤتمر كونه رفض بالأساس الانضمام للمجلس الوطني الكُردي، إلا أن رفض الحزب للانضمام للمجلس أو التواجد في مؤتمر الجالية الكُردية لم يمنع حزب PYD من اتهام حزب الديمقراطي الكردستاني_ العراق بالتخطيط لترسيخ " الانقسام الكُردي وحياكة أمورٍ من خلف الستار"([15])، كون الأخير لم يقم بإرسال دعوة حضور لحزبهم([16])، وهو ما نفاه رئيس ديوان رئاسة إقليم كُردستان فؤاد حسين هذا الاتهام مؤكداً توجيههم دعوة رسمية للحزب إلا أن الحزب رفض الحضور، وتُعتبر هذه الطريقة إحدى أساليب حزب الاتحاد الديمقراطي بتوجيه الاتهامات ووصف اجتماعات الأحزاب الأخرى بالمؤامرة ضده، إن لم تكن في سياق رؤيته وسياساته([17])".

تمحورت توصيات المؤتمر في بيانه الختامي بصورة تتوافق مع مبادئ المجلس الوطني الكُردي، وهي إدانة استخدام العنف من قبل الأجهزة الأمنية، والتأكيد على التسامح والتعايش بين مكونات الشعب السوري، وعلاقة الكُرد بالمعارضة السورية([18])، لاحقاً وبناءً على توصيات المؤتمر تم تشكيل العديد من الممثليات للمجلس الوطني الكُردي في دول المهجر والجوار([19]).

عموماً لم تستطع تلك المحاولات التنسيقية من إخفاء اختلاف المشاريع التي تسعى لفرض رؤاها على المشهد الكردي واختلاف داعميها؛ وهذا الاختلاف هو بطبيعة الحال انعكاس للخلاف الكردي -الكردي التقليدي؛ لذلك بقيت تلك المحاولات دفعاً سياسياً ناعماً لم تمنع من ظهور الاختلافات وكانت محاولات الاستجابة لتلك الجهود تأتي من باب "المواءمة" ريثما تكتمل عناصر المشروع الجديد بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي حاول خلق مظلة بديلة؛ بينما أتت استجابات المجلس الوطني الكردي من منظور مركزيته كإطار واحد.

2012-2013: هيئة كردية عليا لم تصمد

مع انتصاف العام 2012 كانت منظومة TEV-DEM ومجلس شعب غربي كردستان قد أحكموا سيطرتهم على عدة مدن كُردية في الشمال السوري، واستطاعوا قمع الفصائل والكتائب العسكرية الكُردية المشكلة من قبل بعض أحزاب المجلس الوطني الكُردي، نتيجة اتخاذ الأخير قرار عدم الدخول في مواجهة عسكرية مع طرفٍ كُردي تجنيباً للمنطقة وسكانها والمجتمع الكُردي بشكلٍ خاص لأي مآلات سيئة. في حين كان مجلس شعب غربي كردستان قد اتخذ قراره بفرض سلطته العسكرية والأمنية مهما كان الثمن، ومع انتهاء العام 2012 كان المجلس منزوعاً من كافة أدواته، حتى المظاهرات، فلم " تبقي الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد فرصةً للمنظمات الشبابية في القيام بمظاهرات تحمل طابعاً لا يتوافق مع خطط PYD ، وفي ظل واقع اختلال موازين القوى توجه الطرفان لمفاوضاتٍ كان لكلٍ منهما غايات آنية كحضور اجتماعات جنيف1، التي كانت السبب المباشر لحدوث اتفاق " هولير1 " والذي أدى لإعلان الهيئة الكُردية العليا.

 بالعموم أجبر تسارع الأحداث الأحزاب الكُردية إلى عقد مؤتمر “ أحزاب الحركة الوطنية" وتقديم نظرة عامة لكيفية حل الأزمة في سورية، ومع اشتداد الأزمة والبدء في الخارج والداخل بتشكيل التجمعات السياسية كتشكيل المجلس الوطني السوري في 02/10/2011، توجهت الأحزاب الكُردية لتشكيل مجلس يؤطر عملها التنظيمي ويمثل مطالبها، والذي تكلل بتشكيل المجلس الوطني الكُردي في 26/10/2011، باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومنظومته المشكلة حديثاً TEV_DEM وبعضاً من الأحزاب المحدودة الحجم، وخلال فترة قصيرة عملت TEV-DEM على تشكيل “مجلس الشعب في غرب كردستان أو " مجلس غربي كُردستان" في 16/12/2011".

تمت المفاوضات بين المجلسين حتى بداية 2014 حول تشكيل إدارة مشتركة، ليتجه حزب PYD بعد 2014 ليطالب المجلس بالانضمام للإدارة الذاتية فقد انتهت مرحلة تفاوض طرفين من ذات الطبيعة، وبدأت مرحلة تفاوض عنصر أعلى تنظيمياً (الإدارة الذاتية) مع عنصر أدنى تنظيمياً (مجلس يمثل بعض الأحزاب)، وبدأ "مجلس شعب غربي كردستان" وحركة المجتمع الديمقراطي بالاستفادة من عملية الحوار مع المجلس الكُردي للسير في عدة مسارات لتثبيت سلطة المنظومة، حيث إنها مع استمرار المفاوضات بين الطرفين الكرديين، كانت TEV_DEM ومجلس غربي كُردستان يقومان بتشكيل: هيئات وبلديات وأسايش وقوى عسكرية وسياسية أخرى ضمن خطة إعلان الإدارة الذاتية، وتبادلت المؤسسات المشكلة وفق عقدٍ اجتماعي نابعٍ من أيديولوجية حزب الاتحاد وحزب العمال الكُردستاني منح أدوار الشرعية لبعضها البعض([20]).

 وضمن حركة التفاوض بين الطرفين الكُرديين تُعتبر الهيئة الكُردية العليا حتى الآن التشكيل الذي حصل على أعلى دعمٍ شعبي في تاريخ كُرد سورية، لكن فشلها في تحقيق حالة توافق مستدام بين الأطراف الكردية، نتيجة أسباب كثيرة ومتشعبة بعضها من بعض، قسمٌ منها يتعلق بطبيعة الأحزاب الكردية السورية نفسها، والآخر بالأحزاب الكردية الإقليمية الرئيسية وخلافاتها البينية، والأخير بواقع الثورة السورية وعدم وضوح توجهات الدول العظمى.

هولير 1: هيئة عليا بثلاث لجان

حدث الاتفاق في مدينة أربيل بتاريخ 11/06/2012، وكانت البداية بإعلان " اللجنة الكُردية العليا" وحملت الاتفاقية اسم " هولير" ليُضاف له 1 بعد حدوث هولير2، وشملت بنود الاتفاقية:

  1. اعتماد وثيقة هولير والبناء عليها وتفعيل البنود الواردة فيها ووضع الآليات اللازمة لتنفيذها.
  2. تشكيل هيئة عليا مشتركة (الهيئة الكردية العليا)، مهمتها رسم السياسة العامة وقيادة الحراك الكردي في هذه المرحلة المصيرية، واعتماد مبدأ المناصفة في هيكلية كافة اللجان والتوافق في اتخاذ القرارات.
  3. تشكيل ثلاث لجان تخصصية لمتابعة العمل الميداني.
  4. التأكيد على وقف الحملات الإعلامية بكافة أشكالها.
  5. تحريم العنف ونبذ كافة الممارسات التي تؤدي الى توتير الأجواء في المناطق الكردية.
  6. اعتماد اللائحة الداخلية الملحقة بوثيقة هولير التي تتضمن آليات العمل.
  7. تشكيل اللجان خلال أسبوعين من تاريخ التوقيع على الاتفاق.
  8. هذا الاتفاق نص متكامل لا يجوز الإخلال بأي بند من بنوده التي تم إقرارها من قبل الطرفين([21]).

ونتج عنها لجان ثلاثة: اللجنة الأمنية واللجنة الخدمية واللجنة السياسية، وتألفت عضويتها من أعضاء اللجنة الكردية العليا من مجلس شعب غربي كردستان: (آلدار خليل، قائد عسكري، "حركة المجتمع الديمقراطي"؛ روناهي دليل/ إلهام أحمد، اتحاد ستار “منظمة نسوية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي"؛ صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي؛ سينم محمد، رئيسة مجلس شعب غربي كوردستان؛ عبد السلام أحمد، رئيس مجلس شعب غربي كوردستان) وأعضاء اللجنة الكردية العليا من المجلس الوطني الكردي (محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة؛ أحمد سليمان عضو لجنة المركزية حزب الديمقراطي التقدمي؛ اسماعيل حمي سكرتير حزب يكيتي الكوري؛ نصر الدين إبراهيم سكرتير حزب الديمقراطي الكوردي في سوريا "البارتي"؛ سعود الملا عضو اللجنة المركزية حزب الديمقراطي الكوردي -البارتي)([22]).

أما فيما يخص الإعلان عن تسمية "الهيئة الكردية العليا" فقد حدث في مدينة القامشلي بعد أن عادت الأحزاب الكردية لتجتمع بتاريخ: 11/07/2012، وبتاريخ 24/07/2012([23])، عقدت الهيئة الكُردية أول اجتماع رسمي لها في مدينة القامشلي، وتم التوقيع على الاتفاقية من قبل سينم خليل ممثلة عن مجلس شعب غربي كردستان([24])، واسماعيل حمى كممثل عن المجلس الوطني الكُردي([25])، وخلص إلى بيانٍ حمل جملة من البنود([26])، ليتبعه عدة اجتماعات أخرى تمحورت بشكلٍ أساسي حول تفعيل اتفاقية هولير1 وتفاصيل تقنية أكثر.([27]).

خلافات ومشاكل مركبة وعميقة

عانت الهيئة الكردية العليا من خلافات ومشكلات مركبة: تمحورت حول” عدم الاتفاق على تشكيل اللجان”، فاتسمت الفترة التي ساد فيها اتفاق “هولير1 ”بعقد الاجتماعات المتكررة والمنتهية ببيانات وبنودٍ متشابهة جداً دون أن تصل إلى أي إنجاز، فمن جهة كان مجلس غربي كردستان يقوم ببناء هيكلية إدارته الذاتية بشكلٍ أحادي، ومن جهة أخرى كانت أحزاب المجلس الكردي مجتمعةً تطالب بذات المنصب ضمن اللجان المُراد تشكيلها أو تتجنب المطالبة ببعض المناصب الأخرى، وفي حالة الكثير من أحزاب المجلس، لم يكن لديها من الكوادر الحزبية العدد الكافي لتغطية كافة اللجان، وكان التقدم الذي شهده تشكيل الهيئات قد اقتصر على تشكيل اللجنة الخدمية في الحسكة، وخلال الاجتماع الخاص بتشكيل اللجنة الأمنية تم اتخاذ جملة من القرارات من بينهما تقسيم مدينة القامشلي جغرافياً إلى قطاعين خدميين (القطاع الشرقي و القطاع الغربي) و توزيع اللجان على هذين القطاعين، لكن لم يتم تفعيلها ([28])، كما تم الاتفاق على تشكيل اللجان الأمنية المشتركة في مدينة ومنطقة عفرين، وعلى توحيد الأعلام على الحواجز، والتواصل مع الفصائل الكُردية المستقلة، وهو الأمر الذي لم يتحقق أيضاً. (وهنا نلحظ قيام مجلس غربي كردستان بالتقدم في الهيئة الامنية في عفرين وكانت خاصرة ضعيفة بالنسبة له آنذاك، بينما امتنع عن التقدم فيها بمنطقة الحسكة، وكانت منطقة مُسيطر عليها عسكرياً أكثر خصوصاً امتداد “رأس العين – المالكية([29])). ومن أهم أسباب هذه الخلافات نذكر:

  1. غياب الثقة : حيث اتصف عمل الأحزاب ضمن الهيئة بغياب الثقة التنظيمية، ومن تجليات ذلك الخلاف الذي حصل ضمن الهيئة في 04/08/2012، فيما يخص تنظيم اجتماع مع وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داوود أوغلو، وتم وصفه من قبلها بتجاوز “لآليات ومعايير العمل الداخلية([30])“، ونتج الخلاف من قيام بعض أعضاء الهيئة الكردية العليا باللقاء بداوود أوغلو في مدينة هولير/ أربيل، ووفد من المجلس الوطني السوري، من قبل أحزاب المجلس الوطني الكُردي وبغياب أعضاء من مجلس شعب غربي كردستان، وفي وقتها أعلن الأخير، بالإضافة لقادة في حركة المجتمع الديمقراطي، أنهم موافقون مسبقاً على هكذا لقاءات وحوارات، إلا أن قيام أعضاء من الهيئة (أو المجلس الكُردي) بها بشكلٍ سري بالرغم من تواجدهم أيضاً في أربيل أثار لديهم الشكوك([31])، من جهته صرح " سعود ملا" عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردي والرئيس الحالي لحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا وأحد المجتمعين مع داوود أوغلو من أعضاء الهيئة بأن زيارتهم تزامنت مع زيارة المسؤول التركي([32]) .
  2. التشتت التنظيمي : أدت حالة التشتت التنظيمي لإحداث عدة خلافات بين المجلس الوطني الكردي مع مجلس غربي كردستان، وأعطته الوقت الذي يحتاجه ليقوم بالسير الأحادي في مشروع الإدارة الذاتية، فبالإضافة لحادثة اللقاء برئيس المجلس الوطني السوري ووزير الخارجية التركي، حدث أيضاً أن قام “ بعض أعضاء مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي بتوقيع بيان في إسطنبول مع أطراف في المعارضة السورية دون علم الأعضاء الآخرين في المكتب، و كما حدث مع الوفد، الذي تشكل على عجل، للاجتماع مع الأخضر الإبراهيمي، و تبين فيما بعد، أن رئيس الأمانة العامة في المجلس الوطني الكردي، الذي كان على رأس وفد المجلس الوطني الكردي، لم يحط نائبيه علماً بالاجتماع([33])“
  3. الضغوطات والانتهاكات الممارسة من قبل PYD: مع مرور الوقت تنوعت آليات الضغط الممارس من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظومة حركة المجتمع الديمقراطي على أحزاب المجلس الوطني الكُردي، ففي حين بدأ هذا الضغط بالتدخل في المظاهرات الشبابية ضد النظام السوري عبر التضييق على القيادات الشبابية، وتغيير مسارات سير المظاهرات وتغيير أماكن التجمع، وإدخال الشعارات الخاصة بمنظومة المجتمع الديمقراطي، لتظهر بدايات السيطرة العسكرية المباشرة عبر “ لجان الحماية الشعبية، لاحقاً وحدات حماية الشعب، بصورة معارضة لاتفاقية هولير التي تناولت سحب المظاهر المسلحة من المدن وتشكيل قوة عسكرية موحدة، مما أدى إلى حالة استياء شعبي([34])، وبعد مرور 3 اشهر من اتفاقية هولير1 اصدر المجلس الكُردي بياناً نددت أمانته العامة “ بأعمال العنف والخطف التي تُمارَس بحق الكرد السوريين عامة والنشطاء بصورة خاصة بصورة فاعلة في الثورة السورية السِّلمية.([35])
  4. التوجه نحو احتكار PYD للملف الأمني وهو ما كان واضحاً ضمن ما صرح به رئيسه آنذاك "عبدالسلام أحمد"، حيث أشار إلى أن هناك قوة موجود واسمها YPG وعلى القوة التي يجب أن يتم تشكيلها أن تدعم الوحدات، وضمن حديثه أشار إلى التجنيد الإجباري، وهذا التوجه كان مناورة من مجلس غربي كردستان في محاولة للاعتماد على شعبية المجلس لكسب الشباب المقرب منه ضمن التجنيد الإجباري مع الإبقاء على وحدات حماية الشعب كتنظيم عسكري متحكم في كافة الجبهات والقرارات العسكرية، وكان هذا التصريح تعليقاً على تصريحٍ أخر من وحدات حماية الشعب تعلن فيه رفضها “ العمل تحت راية الهيئة الكردية العليا([36])“، وكانت قد سبقته الوحدات ببيانٍ آخر صرحت فيه التزامها بقرارات الهيئة الكردية العليا([37]). وقد غذّى هذا التوجه السياق العسكري آنذاك عندما سيطرت فصائل من الجيش الحر على الطرف الغربي من المدينة، وأوقفت وحدات حماية الشعب تمددها، وخلال سيطرة الفصائل والنصرة على نصف المدينة حدث بين الطرفين معارك وهدن كثيرة، ومع مرور فترة من الزمن استولت " جبهة النصرة " سابقا فتح الشام حالياً، على الجبهات المواجهة لوحدات حماية الشعب، واستمرت المواجهات في المدينة من 09/11/2012 إلى 17/07/2013 ([38]).
  5. خلافات حول آلية الإشراف على معبر " فيش خابور_ سيمالكا، حيث تضمنت بنود اتفاق الهيئة الكردية العليا تشكيل لجان تشرف على المعبر؛([39]) إلا أن هذا الملف لا يزال أحد أبرز ملفات المساومة ([40])، فالمجلس الوطني الكُردي كان يطالب بالإشتراك في إدارته وموارده، والإدارة الذاتية أصرت على الشراكة بهدف أن تصب الموارد في رصيد الهيئة الكردية العليا، أما إقليم كردستان العراق فقد واجه مصاعب تمحورت حول تجاوزه للقوانين الدولية بافتتاحه معبراً غير معترف به دولياً ومرفوض من قبل "نظام دمشق"([41])، وأيضاً استعمله الإقليم كأداة ضغطٍ على مجلس غربي كردستان والإدارة الذاتية لتتعاون في ملف تشارك السلطة شمال سورية بشكلٍ يتيح المجال أمام المجلس الكُردي دوراً في الحياة السياسية. كما اُستخدم المعبر أيضاً لتشكيل ضغط في ملف عودة " بيشمركة سورية"، وكوسيلة لضبط عمليات التهريب عبر الحدود بعد حفر خندقٍ بطولٍ قارب 17كم في المناطق لمنع التسلل الغير مصرح به من الطرف السوري في 15/04/2014([42])، وللمعبر تأثير مباشر على الحياة المعيشية في مناطق شمال سوريا فمع إغلاقه في فترات الخلاف كانت أسعار الأغذية ترتفع بنسب تصل إلى أكثر من 100%([43])، ولايزال المعبر يدر على الإدارة الذاتية مبالغ طائلة من الضرائب المفروضة على البضائع الصادرة والواردة، وتُلزم الإدارة كل التجار بالحصول على رخصة تخليص جمركي تبلغ قيمة تأميناتها 50 ألف دولار([44]).

عموماً؛ بالإضافة للرغبة البينية ورغبة إقليم كُردستان العراق بشخص رئيسه مسعود البارزاني في إحداث توافق كُردي-كُردي يؤدي إلى نموذج من نماذج الحكم الذاتي للكُرد في سورية، فإن هناك عوامل كثيرة دفعت باتجاه اتفاقية هولير1، إلا إشكالات عديدة وعلى رأسها بلورة حزب الاتحاد لسلطة الأمر الواقع واحتكاره السلطة الامنية وغيابه عن مسار المفاوضات السورية جعلته يعتبر اتفاقية هولير بحكم المنتهية، ويمارس سياسة التضييق على المجلس الوطني الكُردي وأحزابه والتنسيقيات الشبابية.

2013-2014: أحداث أمنية وسياسية دافعة لاتفاقات جديدة

كان واضحاً ازدياد الهوة السياسية بين المجلسين؛ حيث اتخذ مجلس شعب غربي كُردستان مساره السياسي مع هيئة التنسيق الوطنية، بينما توجه المجلس الكُردي بخطوات مرتبكة نحو الانضمام للائتلاف الوطني السوري، وداخلياً كانت أحزاب المجلس تعاني من مشاكلها المستعصية المتمثلة بكثرة الأحزاب والتنسيقيات واستمرار انشقاقاتهم، بينما التزم مجلس غربي كردستان بخطته في إعلان تشكيل وإعلان الادارة الذاتية، وتخلل سير مجلس غربي كردستان بهذا الاتجاه تفاصيل كثيرة كان منها المعوق لعملية التوافق مع المجلس الوطني الكُردي ومنها، ما ساهم في تثبيت دعائم إدارته.

استثمارات أمنية صدعت الهيئة الكردية العليا

 ساهمت بعض الأحداث الأمنية والعسكرية واستثمارها من قبل PYD في زيادة حدة الخلافات ومنها نذكر:

  1. أحداث عامودا: وفقاً للتقارير فإنه بتاريخ 17/06/2013، اقتحمت قوة مسلحة تابعة لـ YPG البلدة وأغلقت مداخلها الرئيسية، وقامت باعتقال ثلاثة نشطاء ودخول هؤلاء النشطاء مع آخرين تضامناً معهم بإضراب عن الطعام، وبعد مفاوضات جرت بين شخصيات من المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكُردي، وأعضاء من حزب (PYD)، من جهة أخرى، اشترط الحزب إنهاء الإضراب عن الطعام، كشرط لإطلاق سراح المعتقلين. وتم الإفراج عن ناشط واحد، والإبقاء على الناشطين الآخرين قيد الاعتقال، وبتاريخ 27/6/2013 خرجت مظاهرة جديدة ضد قوات YPG، وصلت إلى مقر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وتوقفوا أمامها مع ترديد شعارات تهاجم أذرع الادارة الذاتية وتتهمهم بـ "التشبيح"، وتطورت الأحداث لتنتهي بإطلاق قوات YPG النار على المتظاهرين مما أدى لمقتل 6 أشخاص وجرح ما يقارب 30 آخرين([45])، واعتقال ما يقارب 70 شخصاً. من جهتها اتهمت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب من وصفتهم بالمجموعات الخائنة” بقتل أحد مقاتليها والهجوم على كتيبة لها ضمن المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من المدنيين، وذلك لأجل إثارة الفتنة بين الشعب"، على حد تعبير البيان([46]). وعلى إثر هذه الأحداث أوقف أعضاء المجلس الكُردي عضويتهم في الهيئة الكردية العليا، ثم انسحابهم لاحقاً([47]).
  2. توسع فصائل المعارضة في المنطقة: خلال الفترة الممتدة من أواخر العام 2012 وحتى نهاية العام 2013 توسعت فصائل المعارضة وجبهة النصرة في محافظة الحسكة، والبداية كانت مع السيطرة على جزء من مدينة رأس العين، ليتبعها سيطرة على بلدات: تل براك، وتل حميس ومعبر اليعربية وإلى حدود بلدة "معبدة" في اقصى الشمال الشرقي في 17/07/2013([48])، كما أنها وصلت إلى حقول رميلان([49])، مما دفع بوحدات حماية الشعب أن تعقد اتفاقيات مهادنة وتقاسم آبار النفط معهم([50])،" كخطوة تكتيكية وفق تصريح آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي([51])"، هذا التوسع العسكري الكبير للمعارضة في المنطقة ساعد على كسب وحدات حماية الشعب لشعبية كبيرة وانضم إليها المئات من أبناء المنطقة بهدف منع وصول الفصائل إلى المدن، كما أنه أضعف من الموقف السياسي للمجلس الوطني الكُردي المتوافق مع سياسات الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية. وفي ظل هذا الواقع بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي مجلس غربي كردستان بمطالبة المجلس الوطني الكُردي بالانضمام لمشروعه، ووفقاً لـ "آلدار خليل" القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، فإنهم في الواقع قاموا بتطبيق الإدارة الذاتية على أرض الواقع، وهم ينتظرون فقط من المجلس أن يأتي ويشاركهم في إدارتها، وهذا ما تم محاولة العمل عليه في مشروع " الإدارة المرحلية المشتركة([52])".

"الإدارة المرحلية المشتركة" وتحدي التباين السياسي

تعثر عمل الهيئة الكُردية العليا خاصة بعدما تحولت طبيعة المفاوضات إلى "محاولة الاتفاق على تقاسم الحصص ضمن الهيكل غير المُعلن بعد والمتمثل بـ"الإدارة الذاتية"، بعد أن كانت حول نموذج حكم توافقي. وفي 13/08/2013 أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي في مؤتمر صحفي بمدينة القامشلي عبر آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة للحزب آنذاك، عن انتهاء المرحلة الأولى للمشروع ودخوله المرحلة الثانية، والبدء بتشكيل هيئة تشريعية مكلفة بتشكيل الهيئة الإدارية الانتقالية للمنطقة، وفي هذا الاتجاه عادت المفاوضات بين الطرفين لتنتهي بتوقيع "مجلس غرب كوردستان والمجلس الوطني الكُردي على "مشروع الإدارة المرحلية الانتقالية للمناطق الكُردية والمشتركة" وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الهيئة الكُردية العليا بمدينة القامشلي بتاريخ 08/09/2013 بحضور ممثلين عن المجلسين وخرجا باتفاق على توقيع "مشروع الإدارة المرحلية الانتقالية للمناطق الكُردية والمشتركة" وتتألف بنود الاتفاق من([53]):

  1. تشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور المؤقت بعد التوافق عليه من كل المكونات في مدة أقصاها 40 يوماً.
  2. يقدم كل طرف أو جهة عدداً من الأعضاء يمثلونها في الهيئة المؤقتة " التي ستتشكل من جميع المكونات وستدير عملية الانتخابات".
  3. ستقوم هذه الهيئة المؤقتة بتشكيل الإدارة الديمقراطية المرحلية المشتركة بعد إنجاز دستور مؤقت بشكل مباشر.
  4. الهيئة المؤقتة مخولة بالتحضير لقانون انتخابي ديمقراطي.
  5. تعتبر الإدارة المرحلية الانتقالية المرجع التنفيذي وتقوم ببناء مؤسساتها لتسهيل عملها في المجالات الإدارية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية الأمن والحماية.
  6. قوى الأمن والحماية مهمتها ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الكُردية والمشتركة، وهي مؤسسة وطنية تلتزم بكل القوانين والمواثيق الدولية، ومسؤولة أمام الإدارة المرحلية الانتقالية.
  7. القيام بانتخابات ديمقراطية نزيهة، مفتوحة للمراقبين الدوليين والإقليميين ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني خلال ستة أشهر من تاريخ تشكيل الإدارة المرحلية الانتقالية.
  8. يعتبر المجلس العام المنتخب للإدارة المرحلية الانتقالية الهيئة التشريعية لجميع المكونات في المناطق الكُردية والمشتركة.
  9. المجلس العام مخول بإعداد دستور يحترم حقوق الإنسان ويتوافق مع المواثيق والأعراف الدولية.

ومع هذا الاتفاق؛ في 07/09/2013 أقر المجلس الوطني الكُردي وثيقة الانضمام إلى الائتلاف السوري([54])، واتخذ المجلس بدايةً قرار الانضمام وتوجه إلى قطر وشارك في مؤتمر الائتلاف لكنهم لم يوقعوا([55])، لاحقاً شكل المجلس وفداً لاستكمال إجراءات الانضمام بعد موافقة وتصديق الائتلاف، الوفد الذي تشكل من لجنة العلاقات الخارجية ورئيس المجلس وعضوين آخرين، تم تكليفه بالعمل على أن يتضمن بيان الاتفاق، "احترام خصوصية المناطق الكُردية وخيار الشعب الكُردي في الحفاظ على سلمية الثورة في هذه المناطق، ومنحهم الحرية في إدارة مرحلية مشتركة في هذه المناطق مع بقية الأطراف والمكونات بالشكل الذي يتناسب وواقع هذه المناطق"، وصادق الائتلاف على انضمام المجلس بتاريخ 16/09/2013([56]).

وصرح "إبراهيم برو آنذاك بأن: "الوفد الكُردي كان قد اتفق مع الائتلاف على ضرورة انضمام مجلس الشعب لغربي كوردستان للائتلاف، وأن يحاول كل طرف على حدة من أجل التواصل معهم للانضمام، مشيراً إلى أن "مجلس الشعب لغربي كوردستان لديه اتصالات موسعة مع الائتلاف، حيث التقى صالح مسلم مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا في باريس وعقدا اجتماعاً مطولاً تم خلاله مناقشة هذا الوضع، كما أن عدد مقاعد مجلس الشعب لغربي كوردستان لن يكون على حساب مقاعد المجلس الوطني الكُردي، حيث سيتم تخصيص مقاعد خاصة بهم"، ذات الموقف ظهر من سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي "عبد الحميد حاج درويش"، حيث أنه نقل طرحه بنفسه خلال الاجتماعات إمكانية انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الائتلاف الوطني السوري، مؤكداً أن رد الائتلاف كان إيجابياً([57])".

 من جهته وقف مجلس غربي كردستان ضد انضمام المجلس للائتلاف مصراً على التزام الخط الثالث (لا للانضمام للمعارضة ولا للنظام)، وقرر السير وحيداً في إعلان الإدارة المرحلية، فالمجلس بواقعه متأخر عن منجزاتهم بأكثر من سنة وفق مخاطبة آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، للقيادي في حزب يكيتي الكُردي([58])، أثناء اجتماعهم لمناقشة توزيع اللجان، وهكذا انتهى الاتفاق قبل أن يتم تفعيل أي من بنوده.

إعلان المجلس التأسيسي للإدارة المرحلية من طرف واحد

بتاريخ 12/11/2013، وبغياب المجلس الوطني الكُردي، أُعلنَ في مدينة القامشلي عن تشكيل المجلس العام التأسيسي للإدارة المرحلية المشتركة المكون في ذلك الوقت من 82 عضواً وانبثق عنه هيئة متابعة إنجاز المشروع لإعداد وصياغة مختلف الوثائق وقسمت مناطق شمال شرق سورية إلى 3 مناطق/كانتونات وهي "الجزيرة، كوباني وعفرين" لتشكل كل منطقة "كانتون" مجلسها والذي سيمثلها ضمن المجلس العام للإدارة المرحلية.

عقدت هيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة المرحلية المشتركة والتي تكونت من (60) عضواً اجتماعها الأول بتاريخ 15/11/2013 في مدينة القامشلي، وتم خلال الاجتماع تشكيل لجنة مؤلفة من 19 عضواً من المناطق الثلاث "الجزيرة 12، وعفرين 4، كوباني 3 "، ومهامها صياغة مشروع الإدارة المرحلية المشتركة وإعداد وثيقة العقد الاجتماعي وإعداد نظام انتخابي.

وبتاريخ 02/12/2013 توجه حزب الاتحاد نحو تنفيذ الخطوة الثانية من تنفيذ مشروع "الإدارة الذاتية الديمقراطية" عبر عقد هيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة اجتماعها لمناقشة ما تم إنجازه من قبل لجنة إعداد وثائق الإدارة، وتقرر في الاجتماع:

  1. أن تقوم كل مقاطعة من المقاطعات الثلاث "الجزيرة، كوباني، عفرين" بتشكيل إداراتها الذاتية بشكل مستقل دون تشكيل إدارة مشتركة للمقاطعات الثلاث.
  2. دمج المجلسين؛ المجلس العام التأسيسي وهيئة متابعة إنجاز مشروع الإدارة؛ تحت مسمى "المجلس التشريعي المؤقت".
  3. اعتبار اللجنة المصغرة المنبثقة من هيئة إنجاز المشروع "هيئة إعداد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية".
  4. تسمية الإدارات في المقاطعات الثلاث (الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة؛ الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة كوباني؛ الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين).

كما أكد المجتمعون أنه: "بإمكان الشخصيات والتنظيمات الأخرى الانضمام إلى المجلس بعد موافقة المجلس العام على الانضمام([59])".

هولير2: اتفاقٌ نسفه إعلان "الإدارة الذاتية"

علق المجلس الوطني الكُردي عضويته في الهيئة الكُردية على إثر أحداث عامودا، وحدثت القطيعة الكاملة بين الطرفين نتيجة عدم وصولهم إلى صيغة تفاهم على محاصصة الإدارة الذاتية واستمرار الأجهزة الأمنية لحزب الاتحاد بالتضييق على أحزاب المجلس مع السير الانفرادي للحزب في تثبيت قواعد الإدارة الذاتية. ومع اقتراب موعد مؤتمر جنيف2 تم دعوة الأطراف الكُردية إلى مفاوضات جديدة في مدينة أربيل / هولير 17/12/2013 من قبل رئاسة إقليم كوردستان وبحضور ممثل رئاسة الإقليم (حميد دربندي)، وبمشاركة الوسيطين: النائبة الكُردية (ليلى زانا) ورئيس بلدية دياربكر (عثمان بايدمير) من تركيا([60]). استمرت المفاوضات لما يقارب أسبوعين([61])، ودارت بشكلٍ رئيسي حول إمكانية تشكيل وفدٍ موحد ومستقل لتمثيل الكُرد في جنيف2، أو تمثيل أي طرف يحضر جنيف للطرف الغائب أيضاً، وكان من أهم بنودها ما يلي:

  1. المشاركة في جنيف2 برؤية مشتركة.
  2. وقف الحرب الإعلامية المتبادلة، وتشكيل لجنة لحماية حقوق مختلف الأشخاص والجماعات.
  3. تشكيل لجنة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لدى الـ PYD، ولجنة للتحقيق في أحداث عامودا وعفرين وكوباني وتل غزال.
  4. لم يتم الاتفاق على نقاط ومنها: تفعيل اتفاقية هولير واللجان التابعة لها، ومشروع الإدارة الذاتية المؤقتة([62]).

لم تتناول الاتفاقية الجوانب المالية والاحتكار السياسي والعسكري والأمني الحاصل في المناطق الكُردية، في ظل ازدياد الاستحواذ الحزبي من قبل حزب الاتحاد على كل شيء لادعائهم بأنهم "الأجدر على قيادة المناطق الكردية" والشعب الكردي".

ولم تدم الاتفاقية إلا شهراً واحداً مع إعلان مجلس الشعب في غربي كردستان للإدارة الذاتية في 21/01/2014 من طرف واحد، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد جنيف2. وغاب حزب الاتحاد عن جنيف2 في ظل غياب توافق أمريكي روسي بخصوص التمثيل الكُردي في جنيف2، فقد كانت واشنطن إلى جانب حضور الكًرد ضمن وفد المعارضة كون المجلس قد انضم إلى الائتلاف، إلى جانب وجود اعتراض تركي على تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي ذراع حزب العمال الكُردستاني ضمن المحافل الدولية. بينما دفعت روسيا باتجاه قبول حزب الاتحاد ومجلس الشعب في غربي كردستان كأحد الأطراف ضمن جنيف2 كممثلٍ للكُرد، بهدف إحداث ضغط على تركيا والولايات المتحدة.

مع انعقاد مؤتمر جنيف وإعلان الإدارة الذاتية من طرفٍ واحد؛ أصدر المجلس الوطني الكُردي بياناً بتاريخ 22/02/2014، أوضح فيه بأن "تجزئة كردستان سورية إلى كانتونات ستؤدي إلى تقسيم كردستان أرضاً وشعباً وسيعد خطراً استراتيجياً لا يحق لأي طرف سياسي فرضه"، كما اعترض المجلس الوطني على موقف "مجلس الشعب في غربي كردستان من مؤتمر جنيف2، ومن تجاهل دعوة المجلس الوطني لتشكيل هيئة استشارية لتجاوز الاعتراضات حول تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مؤكداً أن " الإدارة المعلنة بشكل غير شرعي لا تمثله ولا تمثل توجهه في العمل المشترك ".

2014-2015: اتفاق أخير وقطيعة جديدة

 اتسم نهاية العام 2014 بتحول في طبيعة الصراع في سورية، فقوات النظام باتت تخسر العديد من الأراضي والمناطق الحيوية، كسيطرة " تنظيم الدولة" على مطار الطبقة العسكري، واللواء 93 في الرقة، وتوسعها في دير الزور والقضاء على سيطرة المعارضة فيها، بينما كانت المعارضة تقوم بتثبيت نقاطها في المدن الرئيسية كحلب وريف دمشق وحمص، أما على الجبهة الشمالية، فاستطاع " تنظيم الدولة" أن يسيطر على كافة الأراضي التي كانت واقعةً في يد المعارضة أو "جبهة النصرة"، ولتبدأ معركتها على مدينة كوباني، وخلال فترة قصيرة استطاع التنظيم الوصول إلى المدينة والسيطرة على معظمها آواخر 2014.

 وفي 26/08/ 2014 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء طلعات استطلاع جوية على سورية، وبدأت بقصف التنظيم في المدينة كما قامت بإنزال أول شحنة للمقاتلين في المدينة في 20/10/2014؛ بالإضافة إلى إجراء عدة عمليات من قبل قوات التحالف المساندة لوحدات حماية الشعب، وإنشاء غرفة بركان الفرات آنذاك. وفي هذا السياق حدثت اتفاقية دهوك في 22/10/2014، إلا أنها كسابقاتها لم تستمر بعد سير العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة بسلاسة وحصول وحدات حماية الشعب على دعم عالمي لمقاومة التنظيم.

اتفاقية دهوك: آخر المحاولات

كمعظم الاتفاقيات التي حصلت بين الطرفين الكُرديين نتيجة وجود خطر خارجي داهم أو حركة في الملف السياسي السوري، أتت اتفاقية دهوك من حيث الأسباب الدافعة، فالاجتماعات التي امتدت ما بين 14-22/10/ 2014، جاءت مع سيطرة داعش على ثلث مدينة كوباني في09/10/2014، بعد قرابة شهر من المعارك للسيطرة على المدينة([63])، وجاء الاجتماع بضغط من قبل الإدارة الأمريكية ومسعود البارزاني رئيس إقليم كُردستان آنذاك، لفتح الطريق أمام مساعدة كوباني، وتم وضع شرط الوصول إلى اتفاق للحصول على الدعم من قبل الطرف الأمريكي([64])، وبالتوازي مع المفاوضات الجارية بين الطرفين الكُرديين كان " صالح مسلم" رئيس حزب PYD السابق قد التقى الموفد الأميركي الخاص إلى سورية دانيال روبنشتاين في باريس بتاريخ 12/10/2014، لبحث "تفعيل التنسيق العسكري بين وحدات حماية الشعب الكردي والتحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب، إضافة إلى إيصال إمدادات السلاح للمقاتلين الكُرد في كوباني"([65]).

بتاريخ 20/10/2014، ألقت الولايات المتحدة أول شحنة من الأسلحة للمقاتلين في مدينة كوباني([66])، ومع بدء الإمداد بالأسلحة من الجو بدأت قوات من بيشمركة إقليم كُردستان أيضاً بالدخول إلى تركيا في 29/10 ووصلت طلائعها المدينة في 31/10/2014.([67]) وفي هذه الأثناء كان اجتماع دهوك قائماً ودافعاً باتجاه توحيد الصف لمواجهة "تنظيم الدولة".

وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على ما يلي:

  1. تشكيل "المرجعية السياسية الكُردية" على أن تكون النسب 40% للمجلس الكُردي و 40% لحركة المجتمع الديمقراطي و 20% للأحزاب و القوى التي تعمل خارج المجلسين.
  2. مهمة هذه المرجعية هي رسم الاستراتيجيات العامة وتجسيد الموقف الموحد.
  3. تشكيل شراكة فعلية في الهيئات التابعة للإدارة الذاتية.
  4. التوجه نحو التوحد السياسي والإداري ومشاركة المكونات الأخرى.
  5. العمل على التوحد في واجب الدفاع عن "روج آفا"، عبر انضمام المجلس الوطني الكُردي للإدارة الذاتية بعد تعديلها وتغيير أسماء الكانتونات إلى محافظات، مع دمج الثلاثة في إدارة واحدة وتعديل بنود العقد الاجتماعي.

كما تم الاتفاق على أن يكون في المرجعية 30 شخصاً 12 من حركة المجتمع الديمقراطي و12 من المجلس الوطني الكردي و8 من القوى السياسية خارج الإطارين المذكورين، وتألفت اتفاقية دهوك من ثلاثة بنود أساسيّة وهي:

الأوّل: " المرجعية السياسية الكردية": تشكيل مرجعيّة سياسيّة من إطارين، حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، ومن أحزاب وفعاليّات اجتماعيّة خارج الإطارين من جهة أخرى.

الثاني: " الإدارة الذاتية الديمقراطية": كيفيّة انضمام أحزاب المجلس إلى الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة بعد تشكيل لجنة مشتركة من المرجعيّة لإجراء حوارات مكثّفة مع الإدارة القائمة حول بعض التغييرات في العقد الاجتماعي ووثائق الإدارة، بحيث تتحقق الشراكة الفعلية فيها وفي الهيئات التابعة لها وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكردية نحو توحيدها سياسياً وإدارياً والعمل من أجل توثيق تمثيل مختلف المكونات الأخرى فيها.

الثالث: "الحماية والدفاع": إيجاد آليات يتم من خلالها – في حال وجود وحدات عسكريّة تابعة للمجلس- أن تقوم بواجبها في الدفاع عن "روج آفا"، من خلال لجنة مشتركة منبثقة من المرجعيّة الكرديّة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه من غير الممكن أن تكون هناك أكثر من قوّة عسكريّة في "روج آفا"، بل قوّة عسكرية واحدة تابعة للإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة([68]).

يُظهر اتفاق دهوك لأول مرة في جزئه الخاص بالإدارة الذاتية توافقاً بين الطرفين على أنها: "جاءت كحاجة موضوعية لإدارة تلك المناطق". والتزمت الاتفاقية بإجراء مجموعة من التعديلات على شكلها ووثائقها، وفيما يخص وحدات حماية الشعب "YPG" فقد حملت الاتفاقية أول قبولاً كاملاً لها من قبل المجلس الوطني الكُردي، باعتبارها القوة المدافعة عن "روج آفا كردستان". وستعمل المرجعية وفق الاتفاق على العمل للتباحث مع قيادة الوحدات لإيجاد سبيل يفسح المجال أمام القوات التابعة للمجلس الوطني الكُردي (بيشمركة روج) للعودة إلى المنطقة والمشاركة في الدفاع عنها، وهو أول اعتراف من قبل المجلس بسيادة وحدات حماية الشعب العسكرية، التي كانت تُعد سابقاً قواتً حزبية وفق أدبيات المجلس. كما حمل الاتفاق لأول مرة المطالبة بالدعم من قبل "القوى الكُردستانية"، وهي حكومة إقليم كُردستان، ومنظومة المجتمع الكُردستاني (المنظومة العليا لحزب العمال الكُردستاني)، وقد كان المجلس يتجنب سابقاً ذكر أطراف من المنظومة المُقادة من قبل حزب العمال.

القطيعة مجدداً

بدأت المشاكل تحدث بين الطرفين مع بدء وصول الدعم لمدينة كوباني بشكل مباشر والذي خفف من الضغط الحاصل على حركة المجتمع الديمقراطي، وكانت البداية في 11/12/2014، عندما تم الاتفاق على أسماء 24 شخصاً من أصل 30، ليظهر لاحقاً أن هناك ثلاثة أحزاب من المجلس الوطني الكُردي قد صوتت لصالح " الأحزاب الواجب انضمامها من خارج الإطارين"، لتصبح نسبة الغالبية في المرجعية 21 صوت فعلي لصالح حركة المجتمع الديمقراطي ضد 9 أصوات لصالح المجلس الوطني الكُردي. والأحزاب التي صوتت لصالح المرشحين المقربين من حركة المجتمع الديمقراطي كانت: الوفاق االكوردي السوري _ فوزي شنكالي، الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية _ نصر الدين إبراهيم، حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا يكيتي _مصطفى مشايخ.([69])

على إثر ذلك؛ دعت مجموع أحزاب المجلس لاجتماع لقيادة المجلس، وفيه تم الاتفاق على تشكيل لجنة قانونية للتدقيق في أوراق التصويت والتحقيق مع ممثلي المجلس الوطني الكُردي في المرجعية. وخلصت اللجنة في 24/12/2014 إلى قيام تلك الأحزاب بالتصويت لصالح TEV-DEM، وتم رفع العضوية ضمن المجلس الوطني الكُردي عنها، وتم الاتفاق لاحقاً على رفع عدد مقاعد المرجعية إلى 36 مقعد، واحتساب الأحزاب المصوتة لصالح TEV-DEM جزءً من حصة الأخيرة.

بالتوازي مع إشكالية تصويت أحزاب في المجلس الوطني الكُردي لصالح حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، وPYD، شهد المجلس نقاشاتٍ عدة حول كيفية احتساب عدد مقاعد الحزب الديمقراطي الكًردستاني-سورية، بعد أن شهد عملية توحد لأربعة أحزاب. ولمعالجة المشكلة اجتمع المجلس بتاريخ 05/12/2014 مع أحزاب الاتحاد السياسي([70])، وتم التباحث حول ما إذا كان الحزب الديمقراطي الكردستاني-سورية سيمثل بأربعة مقاعد في المرجعية السياسية الكردية أم بمقعد واحد. وبالرغم من أن المجلس كان قد حسم موقفه بمباركة التوحيد مع احتفاظ الحزب الجديد بـ  4 مقاعد، إلا أنه دخل في سجالات حزبية طويلة، أفضت إلى ذات الخاتمة المتفق عليها سابقاً، كون الأحزاب الأربعة كانت أحزاباً أصيلة وكاملة العضوية في المجلس، وقيام المجلس بمباركة هذه الخطوة وحثهم على التوحد. وتم الاتفاق على أن يحتفظ الحزب الموحد الجديد بمقاعد الأحزاب الأربعة والاستمرار بإشغال مقاعدها في كافة مؤسسات ولجان المجلس لحين انعقاد المؤتمر الثالث.

من جهتها كانت حركة المجتمع الديمقراطي تسير دون توقف في خطوات تثبيت إدارتها وسيطرتها بالرغم من عدم تنفيذ بنود الاتفاقية، ومنها قيام الإدارة الذاتية بفرض التجنيد الإجباري 01/11/2014، وانتخابات البلديات في 13/03/2015([71])، واعتبر إقليم كوردستان أن انتخابات مجالس البلديات في "مقاطعة الجزيرة بكوردستان سوريا" تتعارض مع مضمون اتفاقية دهوك المبرمة بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي، واصفاً إياها بـ "الخطوة المتفردة"، ومشيراً إلى أنها "غير قابلة للقبول".

وبإجراء الانتخابات وفرض التجنيد الإجباري، انتهت اتفاقية دهوك أيضاً، ولتأتي خطوة المجلس الوطني الكُردي؛ بتبني "قوات بيشمركة روج كردستان” في 01/07/2015([72])؛ متأخرةً جداً، دون أن تتكمن من تقوية أوراق المجلس في التفاوض.

نتائج لا تزال ثابتة

إن اختلاف سياقات التشكل في المجلسين واختلاف الرؤى والغايات السياسية؛ ساهم في تزايد الهوة السياسية والتعقيد في خارطة الحلفاء؛ فعلى الرغم من اشتراكهما في تبني "مطالب كُردية" تتمثل برفع المظلوميات و"تثبيت الحقوق القومية" إلا أن ذلك لم يكن إلا عنواناً دعائياً تغيرت بعده الأطروحات والمشاريع السياسية؛ ولاتزال ذات الأسباب حاضرة ودافعة في جعل أي جهود تنسيقية عديمة الجدوى.

كما دفع التخندق السياسي من جهة ورغبة حزب الاتحاد الديمقراطي في تطبيق مشروعه السياسي الأيديولوجي " الأمة الديمقراطية"، إلى تعميق الهوة بين الطرفين، وترسخ هذا الانقسام مع تشكيل حزب الاتحاد لـ "مجلس الشعب في غربي كردستان"، ليكون بالدرجة الأولى منافس المجلس الوطني الكُردي على تمثيل الشعب، ومظلةً تجمع أحزابه ضمن مشروع " الإدارة الذاتية" بالدرجة الثانية. وهو ما نجح حزب الاتحاد الديمقراطي فيه مع منتصف عام 2012 عبر جعل نفسه الطرف الثاني من المعادلة الكُردية بالتوازي مع تحضيره للسيطرة على المدن الكُردية بسكانها وحراكها السياسي عبر دفع باكورة تنظيماته المسلحة للظهور في المظاهرات والبدء بتشكيل "دوريات رسمية".

إن التحول الحاصل في طبيعة حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص من حزب سياسي إلى "سلطة أمر واقع" قد ألقى بتأثيره على الواقع السياسي، فالمجلس الوطني الكُردي خسر زمام المبادرة، مع تثبيت حزب الاتحاد لسلطته مستغلاً كافة الأدوات –منها العنفية-، وبالتالي تحولت طبيعة المفاوضات من الوصول إلى صيغة توافقية إلى تهدف لتقاسم المناصب في " الحكم الذاتي" المُراد تطبيقه، وهذا ما يتوضح من بنود "وثيقة هولير" أو ما عُرفت لاحقاً بـ "هولير1"، والتي أشارت في بنودها إلى مهامها في رسم السياسة العامة وقيادة الحراك الكُردي، وتشكيل لجان تخصصية لمتابعة عملية إنشاء وتوحيد اللجان الأمنية والعسكرية والمدنية.

لقد دفعت التغييرات الحاصلة على الأرض نتيجة اشتداد قبضة حزب الاتحاد الديمقراطي على كافة مفاصل الحراك المجتمعي في المدن الكُردية، إلى تغير في طبيعة المفاوضات، لتتحول من غاية الوصول إلى توافق حول صيغة تشاركية لإدارة المنطقة إلى أداة استثمار سياسي وتكتيكي من قبلPYD ، للوصول إلى هدف آخر عبر إعلان الاتفاق. فاتفاقية هولير1 والتي نتج عنها إعلان " الهيئة الكردية العليا" سمحت للحزب باستخدام اسم الهيئة في تثبيت واقعه السياسي، وقمع منافسيه، ومنح "المشروعية السياسية" لتشكيلاته العسكرية، وهي كانت هادفة في الأساس لتشكيل إدارة مشتركة والاتفاق على وفد مشارك يمثل الكُرد في التحضيرات التي سبقت وتبعت التحضيرات لإعلان " وثيقة جنيف"، بينما كان " جنيف 2" الدافع الرئيسي للتوجه إلى التفاوض مرة أخرى والوصول إلى " هولير2- 12/2013"، والاتفاقية الأخيرة لم تدم سوى شهر واحد بعد فشل تحقيق أول بند فيها " المشاركة في جنيف2 برؤية مشتركة"، وإعلان مجلس الشعب في غربي كردستان للإدارة الذاتية في 21/01/2014 من طرفٍ واحد، وذلك قبل يوم واحد فقط من انعقاد جنيف2، مع تأكد عدم حضوره.

ساهم عدم الاتساق الوظيفي والسياسي في جعل أي اتفاق يحمل عوامل عطالته، كعدم قدرة المجلس الوطني الكُردي تجاوز حالة التشتت الحزبي ضمنه، وتأخره كثيراً في تشكيل لجانه، وترشيح شخصيات حزبية لتمثيل الأحزاب في اللجان المشتركة مع حزب الاتحاد الديمقراطي، والأخير من جهته كان يستغل تلكؤ أحزاب المجلس كسلاح ضدها شعبياً وتنظيمياً (ضمن الهيئة الكردية العليا)، كما أن PYD قد أتاح المجال لقواته الأمنية محاصرة المجلس وأحزابه وشخصياته، وتعرض الكثير منهم للتهجير والضرب والنفي ووضع اليد على الأملاك الخاصة.

يمارس حزب الاتحاد الديمقراطي كافة أنواع الضغط مضافاً لها تلك "التهم المعادية للأمة" وهو ما لم يكن سابقاً؛ وهذا يعد مؤشراً واضحاً لاستمرار تعميق الهوة، كالتشهير بأعضاء المجلس أحزاباً وشخصيات على أنهم ضد "القضية الكُردية"، ومعادون لإنجازات " الإدارة الذاتية"، ولاحقاً أعداءً "لفلسفة الأمة الديمقراطية". وعموماً لم تكن الخلافات الأيديولوجية خلال المفاوضات وبعد الوصول للاتفاقات هي العائق أمام تطبيق بنودها؛ على الأقل من جهة المجلس الوطني الكُردي؛ في حين يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل دائم مفاهيمه السياسية بشكل مباشر على كافة الأطر المُتفق عليها أثناء تنفيذ الخطوات العملية، والتي كانت سبباً هاماً في إنهاء هذه الاتفاقات.

خاتمة

شكلت الخلافات التنظيمية على مر تاريخ الحركة الكُردية في سورية السبب الأهم في حدوث الانشقاقات المتعددة للأحزاب الكُردية. ومع انطلاق الثورة في بداية عام 2011، لم تستطع الأحزاب التي قادت تاريخ الانشقاق الكُردي إلا أن تعيق تنفيذ ما توصلت إليه في كل اتفاق. وقد رافق هذه الطبيعة التشتتية لدى الأحزاب الكُردية تطور مستمر في الأحداث السورية بصورة تستدعي السرعة في تنفيذ المشاريع، وهو ما أثرَّ على حدوث توافق مستدام. يُضاف لما سبق الارتباطات الإقليمية للأحزاب الكُردية، وبشكلٍ أساسي ارتباط حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكُردستاني، حيث كان الأخير يرى دوماً أن تحقيق أي إنجاز محلي في مناطق سيطرة "فرعه السوري"، ستقوم بخدمة ملفه الإقليمي، وعلى الجهة الأخرى تمسكت أحزاب المجلس الوطني الكُردي بشعار " نهج البارزاني".

أمام هذه الخطوط العريضة لأسباب عدم اتفاق المجلسين، بينت الورقة أن الاختلاف الكُردي السوري البيني لم يكن لأسباب أيديولوجية في حقيقته، بالرغم من كون الأيديولوجية أحد أهم أعمدة الخلاف، إلا أن مجمل بنود الاتفاقيات التي حصلت بين المجلسين كانت "سياسية " تتمحور حول كيفية تقاسم السلطة وكيفية توزيع المناصب.

يمكن حصر المواضيع التي أدت إلى إنهاء كل صيغ الحوار بين الطرفين بعدة نقاط؛ أهمها رفض حزب الاتحاد الذي شكل وحدات حماية الشعب وجود أي قوة عسكرية أخرى في مناطق شمال سورية، وفتح الباب للبقية للانضمام لها على ما هي عليه. وهذا ما لا يمكن قبوله نظراً للخلافات الأيديولوجية ولضعف أحزاب المجلس في الموضوع العسكري، وكانت نقطة تعنت من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي خصوصاً ما يتعلق باسم الوحدات وقيادتها. كما أن الخلافات التنظيمية داخل المجلس الوطني الكُردي كانت سبباً معوقاً هاماً في السير ببنود الاتفاقات وتطبيقها فالمجلس كان مشكلاً من عدد كبير من الأحزاب والتنسيقيات المختلفة فكراً وتوجهاً، والعديد من الأحزاب ضمن المجلس لا تمتلك الكادر الذي يغطي هيكلية التنظيم في بضعة مدن وأحياناً في مدينة واحدة. وأثرَّ على هذه الهياكل الحزبية أيضاً العصبية الحزبية والمزاحمة الشخصية على الحصص، في حين أن مجلس الشعب في غربي كردستان كان متناسقاً أكثر ومتفقاً على مطالبه.

 هذا الواقع الهش لأحزاب المجلس كان يقابله حركية مستمرة وقوية وقدرة متقدمة في تحشيد الأنصار من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيماته، وفي حين أن هذه الحركية كانت إيجابية من الناحية النظرية إلا أنها كانت سلبية من ناحية قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بحرق الخطوات اتجاه تثبيت مشروعه بشكلٍ أحادي بالإضافة لأحزاب أخرى تفتقر للقاعدة الشعبية.

كما أن تدخل القوى الكُردية الإقليمية أثرَّ على فاعلية أي اتفاق بين الطرفين، فحزب الاتحاد الديمقراطي قام ببناء أسس الإدارة الذاتية على خبرة وعناصر حزب العمال الكُردستاني، وسلك درب الذراع المحلي " لفكر وفلسفة أوجلان"، مقابل تضخيم المجلس الوطني الكُردي نفسه عبر علاقته بإقليم كُردستان وبأربيل خصوصاً، وفي حين تميز المجلس بمرونة أيديولوجية، إلا أن حزب الاتحاد لم يقبل أن يتنازل عن " مبادئ أوجلان" حول الإدارة الذاتية الديمقراطية.

برز دور الخطر والمكاسب كثيراً في مفاوضات الطرفين، فالاتفاقات تزامنت دوماً إما مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف، أو مع وجود خطر مهدد ذا صلة بالاتحاد الديمقراطي، وكان الأخير يدخل المفاوضات لكسب الحضور في مفاوضات جنيف. ومع انتهاء أي مؤتمر ومنع الاتحاد الديمقراطي من الحضور، غاب سبب الاتفاق الرئيسي بالنسبة له، ليبدئ بعملية الإعاقة والسير وحيداً في المشروع مرة أخرى، أما فيما يتعلق بالخطر فكان هجوم " تنظيم الدولة" على كوباني وتوجه واشنطن لمساعدة عنصر محلي "إشكالي" توجه حزب الاتحاد لقبول التوقيع على اتفاق "دهوك"، ليضمن مكسب دعم التحالف، وليعود عن الاتفاق بمجرد تحوله لشريك التحالف في محاربة التنظيم، وليأخذ موقفاً أكثر تعنتاً وفوقية من أي مشروع اتفاق. وهذا التعنت ظهر جلياً خلال مجمل سنوات الصراع في سورية وعمليات التفاوض بين الطرفين، من قيام حزب الاتحاد بجعل الاستهزاء من حالة المجلس الوطني الكُردي التنظيمية مهمةً إعلامية بالنسبة له.

فيما يخص تشتت المجلس الوطني الكُردي فيمكن إرجاعه إلى طبيعة أحزابه، في حين أن النصيب الأكبر من فشل المجلس تمثل في القيام بحركية سياسية كانت نتيجة القمع المستمر والمكثف من قبل أذرع حزب الاتحاد العسكرية والأمنية للمجلس وأنصاره، وهو ما أدى إلى انكفاء الأحزاب على نفسها. وفي ظل هذا الواقع كان المجلس يتوقع الفشل لمشروع الإدارة الذاتية، رابطاً مصيرها بمصير النظام. ووفقاً لقراءات تلك المرحلة كان المجلس الوطني الكُردي يتوقع توجيه الولايات المتحدة؛ ولاحقاً التحالف الدولي؛ ضربات للنظام تؤدي إلى إسقاطه، لذا اختار المجلس خيار السير مع الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، التي كانت أقرب إلى توجهاته المعارضة للنظام بشكلٍ كلي.

مثلت المعابر والنفط واقتصاد المنطقة ومواردها عاملاً آخراً لعدم الاتفاق، فقد احتكر حزب الاتحاد الديمقراطي عبر أذرعه العسكرية المعبر الرئيسي مع إقليم كُردستان العراق (معبر سيمالكا)، وبقية المعابر مع مناطق المعارضة والنظام، وحتى نقاط التهريب على الحدود السورية التركية والسورية العراقية، كما التزم الحزب أسلوب "السرية والاحتكار الكامل" في موضوع النفط، ولايزال الملف حتى الوقت الحاضر محاطاً بالسرية الكاملة من قبل الحزب من ناحية الإنتاج والعائدات التي يدرها النفط عليه. إلى جانب احتكار الموارد الاقتصادية، قام حزب الاتحاد باحتكار المساعدات الإنسانية القادمة للمنطقة وجعل عملية توزيع معظمها تتم عبر أذرعه فقط.

عموماً وفي ظل الأوضاع الراهنة لمنطقة شرق الفرات، والحديث حول إمكانية حدوث اتفاق بين الطرفين، نرى صعوبة تحقق ذلك إلا إذا تم فرضه من قبل أطراف إقليمية ودولية (واشنطن بشكلٍ خاص). فخلال كافة المراحل التي سبقت وأعقبت الاتفاقات كان من الواضح قيام حزب الاتحاد الديمقراطي بالاستغلال المرحلي لها، كما أن المجلس الوطني الكُردي بشخصيته الاعتبارية وبشخصية أحزابه لم يعد قادراً على حمل أعباء أية إدارات أو قوى عسكرية، كونه سيعاني من نفس المشاكل التنظيمية ما لم يقم بعملية تعتمد على التمثيل النسبي وفقاً لعدد الأعضاء المناصرين وكذلك وفقاً لأماكن تواجد الحزب وقوته التنظيمية.


([1]) تم تغييب فاعلية طرفين أساسيين، الأول الشباب الكُردي والثاني بقية مكونات المنطقة([1])، التيار الشبابي الكُردي تلقى ضربات عنيفة من قبل تنظيمات " حركة المجتمع الديمقراطي" كنشر الفوضى في المظاهرات، وتغيير الشعارات، وأسماء مظاهرات الجمعة، والاعتداء المباشر على النشطاء ضمن التنسيقيات، بطرق أدت لإفشالها نتيجة التهديدات ونتيجة طول أمد الصراع الذي لم تكن التنظيمات الشبابية أهلاً لطرح رؤية سياسية تواجه ما يتم طرحه من قبل المجلسين، وبنهاية العام 2012 كان الشارع الكُردي منقسماً بحدة وكانت مدينة القامشلي أكثر مكان توضحت فيه هذه الخلافات نتيجة عدم قدرة حزب الاتحاد الديمقراطي/ حركة المجتمع الديمقراطي السيطرة على المدينة الأكبر إلى الآن من حجمهم التنظيمي، حيث شهدت المدينة ثلاثة تيارات: التيار الأول تمثل بمظاهرة "شارع منير حبيب" ويقوم بتنظيمها المجلس الوطني الكُردي، التيار الثاني وتمثل بمظاهرة حزب الاتحاد الديمقراطي ومناصريه في المكان المعتاد لتظاهرة يوم الجمعة "جامع قاسمو" بعد سيطرة حزب الاتحاد على الشارع، والتيار الثالث المتمثل بمظاهرة الكورنيش ويشارك فيها "تيار المستقبل الكردي في سورية (ريزان شيخموس وتُلقب أحياناً بمظاهرة أنصار الجيش الحر)، ومجموعات شبابية أخرى.

([2]) وهي مجموع الأحزاب التي وقعت على البيان الأول للمبادرة وشملت كل من: 1- الحزب الديمقراطي الكُردي في سورية - البارتي ( سعود الملا)، 2-الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية ( حميد حج درويش)، 3_ حزب يكيتي الكردي في سورية ( فؤاد عليكو، وتم تغيير اسم الحزب في 23/12/2018 إلى حزب يكيتي الكردستاني – سورية)، 4- الحزب اليساري الكردي في سورية – (محمد موسى)، 5- الحزب الديمقراطي الوطني الكردي في سورية (طاهر صفوك)، 6- حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، 7- حزب آزادي الكردي في سورية ( بشار أمين)، 8- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية –يكيتي ( محي الدين شيخ آلي)، 9- الحزب الديمقراطي الكردي في سورية- لبارتي (نصرالدين إبراهيم)، 9- البارتي الديمقراطي الكردي ( عبد الرحمن آلوجي)، 10- الحزب الديمقراطي الكردي السوري (جمال شيخ باقي)، 11_ حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية ( نعمت داوود)

([3]) بيانات: بلاغ صادر عن اجتماع أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 08/04/2011، الرابط: https://goo.gl/a51DhS

([4]) مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية الجزء 1، الموقع: يوتيوب الحزب التقدمي، التاريخ: 14/05/2011، الرابط: https://goo.gl/xQsTp3، وكانت أحزاب “الحركة الوطنية الكردية” قد اصدرت قبل اطلاقها لمبادرتها بياناً هددت من خلاله “بالمشاركة في الاحتجاجات إن لم تتوقف الأجهزة الأمنية عن الأعمال الاستفزازية بحق المجموعات الشبابية، ويمكن العودة للخبر: الموقع ولاتي مه، التاريخ: 24/04/2011، الرابط: https://goo.gl/zhX47H

([5]) الأحزاب الكردية في سورية تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/05/2011، الموقع: https://goo.gl/xygPaQ

([6]) أكراد سورية ما بين النظام والسلطة، الموقع: بيروت أوبزرفر، التاريخ: 06/06/2012، الرابط: https://goo.gl/uEVkjC

([7]) بلاغ أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: المدينة الإخبارية، التاريخ: 20/05/2011، الرابط: https://goo.gl/AH5rKF

([8]) بيانات: أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية وافقت على مبادرة اللقاء مع رئيس الجمهورية و أنها لا تزال تتطلع إلى توفر ظروف أكثر ملاءمة لمثل هذا اللقاء، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 08/06/2011، الرابط: https://goo.gl/rWuZkQ، ولمزيدٍ من المعلومات حول الموضوع يمكن العودة إلى: ضغوطات الشارع حالت دون إتمام لقاء الأحزاب الكردية والأسد، الموقع: ايلاف، التاريخ: 09/06/2011، الرابط: https://goo.gl/qW55Ny، وعن اعتذار الحركة الكُردية عن الحضور إلى الرابط: لجنة التنسيق الكردية تعتذر عن تلبية دعوة اللقاء مع الرئيس السوري، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 07/06/2011، الرابط: https://goo.gl/rJaFJT

([9]) بيانات: بلاغ صادر عن اجتماع أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/07/2011، الرابط: https://goo.gl/NGvdzm، ويمكن العودة لآخر بيان للمبادرة قبل إعلان المجلس الوطني الكُردي عبر: بيان صادر عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 29/08/2011، الرابط: https://goo.gl/GyD3up

([10]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين.

([11]) هام وعاجل. تم توقيع وثيقة تفاهم بين المجلس الوطني الكوردي والمجلس الشعب الكوردي، الموقع: صوت الكُرد، التاريخ: 19/01/2012، الرابط: https://goo.gl/WrgkG6

([12]) فيما يخص الوثيقة صرح وقتها " إبراهيم برو" سكرتير حزب يكيتي الكردي وعضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الكردي" آنذاك، بأن اللجنة تم تشكيلها للوصول إلى تفاهم بخصوص بعض " الإشكالات التي تحدث على أرض الواقع الا أن الاخوة في PYD أكدوا لنا أن أي اتفاق إذا لم يكن مع مجلس غربي كردستان لا يمكن الالتزام به بشكل كامل لإن مجلس غربي كردستان يضم PYD وجميع الهيئات والمجالس التابعة لها وحينها تم توقيع وثيقة تفاهم على بعض النقاط وأهمها تشكيل لجان في كافة المناطق بين المجلسين والتأكيد على نبذ العنف و الحفاظ على السلم الأهلي، لقاء مع إبراهيم برو، حول المجلس الوطني الكُردي، وممارسات ب ي د، الموقع: صفحة إبراهيم برو الشخصية على الفيس بوك، التاريخ: 14/06/2012، الرابط: https://goo.gl/AK41Hm

([13]) تقرير عن مؤتمر الجالية الكوردية السورية في الخارج المنعقد في جنوب كردستان- هولير، الكاتب: جواد الملا، الموقع: غرب كرُدستان، التاريخ: 29/01/2012، الرابط: https://goo.gl/sdwKBZ

([14]) حضر افتتاح المؤتمر رئيس الإقليم ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة وممثلي مختلف الأحزاب في الإقليم، وألقى البارزاني كلمة ركز فيها على " أن الوضع السوري مهم بالنسبة للإقليم، بحكم الجيرة ،... إننا لا نريد التدخل في أموركم، بل نريد أن نساعدكم، ونتيح لكم الفرصة، كي تتخذوا قراركم هنا في بلدكم وعاصمتكم بملء الحرية، سندعم أي قرار تتخذونه، وتوصياتنا لكم أن تكون قرارتكم بعيدة عن العنف، وتبني خيارات السلم والديمقراطية والحوار، في الحقيقة لا ندري ما الذي سيكون الوضع عليه في سورية، لكن كل المؤشرات توحي إلى أن التغيير قادم، إن شرطنا لدعمكم هو توحيد صفوفكم، أنتم وأحزابكم تحظون بكل الاحترام والتقدير، لكن الحزبية الضيقة تؤدي إلى إضاعة الفرصة عليكم".

([15]) PYD: كونفرانس هولير مخططٌ لترسيخ الانقسام الكردي بدلاً من توحيده، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 01/02/2012، الرابط: https://goo.gl/Xvr7nD

([16]) صالح مسلم في لقاء مع وكالة فرات: كونفرانس هولير مخطط لترسيخ الانقسام الكردي، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 02/02/2012، الرابط: https://goo.gl/JFeVJy

([17]) رئاسة اقليم كوردستان تعلن استمرارها في دعم كورد سورية للحصول على حقوقهم، الموقع: 31/01/2012، الرابط: https://goo.gl/ZtKWZr

([18]) توصيات البلاغ الختامي للمؤتمر: 1_دان المؤتمر انتهاج الحل الأمني واستخدام العنف المستخدم من قبل الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين العزل. 2_أشاد المؤتمر بالشباب الكرد والمرأة في هذه الثورة. 3_أكد على أهمية التسامح والتعايش بين الشعب الكردي والمكونات الأخرى المتعايشة معه. 4_يدعم المؤتمر قرارات وتوصيات المؤتمر الوطني الكردي في سورية المؤرخ 26/10/2011، المؤسس للمجلس الوطني الكُردي. 5_المؤتمر هو امتداد المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني الكُردي، ومخرجاته توصيات وليست بقرارات. 6_ سترفع التوصيات للهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي. 7_أهمية التواصل بين الداخل والخارج وإيجاد آليات تنظيمية لتمكين الجالية الكردية لدعم نضالات الشعب الكردي في سورية. 8_تقوية الخطاب السياسي والإعلامي الكردي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد. 9_ تم نقاش: البديل السياسي في سورية، علاقة الكرد والمعارضة السورية، وعلاقتهم مع المكونات السورية. 10_يتم دعوة الجاليات الكُردية لتشكيل ممثلياتها.

([19]) بناءً على دعوة المؤتمر تم تشكيل ممثليات للمجلس في أوربا وتركيا والخليج:" تلبية للنداء الوطني والقومي، وتكريساً لتوصيات مؤتمر الجاليات الكردية الذي عقد مؤخراً في (هولير) عاصمة إقليم كردستان، عقد أبناء الجالية الكردية في المملكة العربية السعودية مؤتمراً موسعاً لاختيار أعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في سورية (ممثلية السعودية)، وذلك يوم الخميس 23/2/2012، و قد ضمت ممثلين عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية، الى جانب ممثلين عن كافة الفعاليات الاجتماعية والثقافية المستقلة، وممثلين عن الحراك الشبابي، واختتم المؤتمر بتشكيل هيئة تنفيذية مكونة من 34 عضواً، و7 ممثلين عن باقي مناطق المملكة البيان الختامي لتأسيس المجلس الوطني الكوردي في سورية -ممثلية السعودية مع أسماء اللجنة التنفيذية، الموقع: دنيا الوطن، التاريخ: 25/02/2012، الرابط: https://goo.gl/hNZXMA.

([20]) البنى العسكرية والأمنية في مناطق الإدارة الذاتية، الموقع: مركز عمران للأبحاث، التاريخ: 31/10/2017، الرابط: https://goo.gl/8zcmGU

([21]) إعلان هولير بين المجلسين (المجلس الوطني الكوردي في سورية ومجلس الشعب لغربي كوردستان)، الموقع: دوخاتا، التاريخ: 11/07/2012، الرابط: https://goo.gl/q8JdFr، ويمكن العودة للرابط "التوقيع على بلاغ أربيل بين المجلس الوطني الكوردي السوري ومجلس شعب غرب كوردستان"، الموقع: حكومة إقليم كُردستان، التاريخ: 11/07/2012، الرابط: https://goo.gl/YFttbP

([22]) اتفاقية هولير بين مجلس غربي كوردستان والوطني الكوردي هل هناك مجال للتطبيق؟ الموقع: صفحة منظمة سري كانيه لحزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سورية – يكيتي، التاريخ: 17/09/2012، الرابط: https://goo.gl/9ZrVu5

([23]) الهيئة الكردية العليا تؤكد على سلمية الحراك الثوري في المناطق الكردية، الموقع: كوليلك، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/xgp1QP،

([24]) تصريح سينم خليل عضو الهيئة الكردية العليا، الموقع: يوتيوب الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/qKLsYy

([25]) تصريح اسماعيل حمه عضو الهيئة الكردية العليا، : يوتيوب الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، التاريخ: 24/07/2012، الرابط: https://goo.gl/CwGkmu

([26]) بنود الاجتماع الرسمي الأول: 1_ اعتبار الاجتماع قائماً إلى حين تشكيل كافة اللجان التابعة لها للبدء بأعمالها ورسم خطوط عملها بدءً من تاريخه. 2_ الهيئة الكردية العليا تقود كافة أنشطة وأعمال المجلسين وقراراتها ملزمة للجميع. 3_ يؤكد الاجتماع أن الهيئة الكردية العليا خطوة هامة تخدم وحدة الشعب السوري وأهداف ثورته في الحرية والكرامة. 4_ ضرورة حماية السلم الأهلي في مناطقنا وذلك بالتعاون مع الإخوة شركائنا من العرب والسريان والكلدو آشوريين وغيرهم، والتأكيد على أن المطالبة بالحقوق القومية لشعبنا الكردي لا تشكل أي خطر على وحدة بلادنا وتهديداً لإخوتنا شركائنا في الوطن. 5_ التأكيد على سلمية الحراك الثوري في المناطق الكردية ودرءً للمخاطر الناجمة عن نزعة التسلح العشوائي فإننا نرى من الضروري العمل على ضبط وتنظيم تلك القوى في إطار حضاري موحد منعاً للفوضى وبهدف توفير الحماية في المناطق وسلمها الأهلي. 6_ ثمن الاجتماع البيان الصادر عن وحدات الحماية الشعبية والقاضي بالتزامها بقرارات الهيئة الكردية العليا. 7_ بمناسبة هذا الإعلان فإننا ندعو جماهيرنا للتظاهر يوم الأحد المصادف 29/7/2012 تحت شعار (الهيئة الكردية العليا تمثلنا – Desteya Kurdî ya Bilind Nûnera Me Ye) وذلك باللغتين الكردية والعربية وفي مختلف المناطق الساعة 9 مساءً، بيان صادر عن اجتماع الهيئة الكردية العليا والمنبثقة عن مجلسي (مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سورية)، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/wV26MV

([27]) تبع الاجتماع الأول لتشكيل اللجنة عدة اجتماعات كان منها اجتماع في أواخر 06/2012 انتهى بجملة من البنود: أولاً_ عقد اجتماع تمهيدي، مشترك موسع وسريع لممثلي الطرفين في الداخل السوري. ثانياً_ العمل على إلغاء المظاهر المسلحة والمتمثلة بلجان الحماية الشعبية (Hêzên Parastina Gel) وتشكيل لجان حماية مشتركة غير مسلحة. ثالثاً_ تشكيل ثلاث لجان متخصصة مشتركة منبثقة عن الهيئة الكردية العليا مهمتها تولي كافة المهام في المناطق الكردية حسب اختصاص كل لجنة وعلى رأس تلك المهام متابعة العمل الميداني وتوحيده في تظاهرة واحدة في كافة المدن والبلدات. رابعاً_ العمل على إلغاء كافة الحملات الإعلامية بين المجلسين. خامساً_ إلغاء محاكم الصلح التابعة لمجلس غربي كردستان وتشكيل محاكم مشتركة منبثقة عن الهيئة الكردية العليا. سادساً_ مناصفة العمل بكافة صوره بين كلا الطرفين، المصدر: وثيقة هولير، بين المكتوب والمطلوب، الموقع: ولاتي مه، الكاتب: بافي روني، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/k5jBFj

في شهر أيلول حدث اجتماعٌ آخر وصدر عنه مجموعة من القرارات: 1_ تقرر عدم المشاركة باسم الهيئة الكوردية العليا في مؤتمر الانقاذ الوطني والمزمع عقده في دمشق في12 /9/2012، 2_ اصدار بيان بشأن الهجرة المستفحلة من قبل الكورد الى خارج سورية والاشارة الى غرق المركبة المحملة بالمهاجرين والتي راح ضحيتها العشرات ومنهم العديد من الأكراد وذلك في السواحل التركية، 3_ يؤكد الاجتماع على ضرورة التواصل مع أكراد منطقة سلمى والقرى التابعة لها، 4_ فتح مقر رئيسي للهيئة الكوردية العليا في مدينة القامشلي وفي مدة اقصاها 15/9/2012 وكذلك مقرات فرعية في كل من عفرين وكوباني وديريك على أن تستكمل لاحقا في مراكز المدن الرئيسية في المناطق الكوردية، 5_ تشكيل غرفة عمليات رئيسية واخرى فرعية في مقرات الهيئة الكوردية العليا تنظم لهم دوام رسمي وبالتناوب خلال 24 ساعة وتأمين وسائل اتصال فيما بين الغرف وفي مدة اقصاها 15/9/2012، 6_ استكمال اللجان الفرعية التابعة للجنتي الخدمات والامنية وفق القرارات السابقة وفي تاريخ اقصاه 20/9/2012، 7_ إعداد لائحة داخلية لجميع اللجان (الامنية – الخدمية – العلاقات الخارجية والوطنية) وكذلك الهيئة الكوردية العليا في تاريخ أقصاه 20/9/2012 وتعميم ذلك على جميع اللجان، 8_ يوصي الاجتماع بالدعوة لاجتماع يضم الهيئة التنفيذية في المجلس الوطني الكوردي والمجلس الدائم في مجلس غرب كوردستان وذلك لمناقشة اقتراح تشكيل مجلس كوردي انتقالي من مهامه البحث في سبل توحيد المجلسين، 9_ لتنظيم الامور في مناطق الحدودية تقرر تشكيل: _ لجنة مدنية لإدارة المعابر الحدودية تعمل تحت اشراف الهيئة الكوردية العليا. _ لجنة الاشراف على حماية الحدود تعمل تحت اشراف اللجنة المتخصصة، _ كما تقرر تنظيم نقاط العبور مع اقليم كوردستان من خلال مركزين فقط ويتم ذلك بالتنسيق مع قيادة اقليم كوردستان على ان يتم ذلك في مدة اقصاه 1/10/2012، 10 – المتابعة في اعتماد رؤية سياسية مشتركة وموحدة لتحديد صيغة حقوق الشعب الكوردي في سورية، 11_تشكيل هيئة مستقلة تحت اسم (الهيئة الكُردية للمساعدات الانسانية) مهامها التواصل مع الدول والمنظمات الانسانية العالمية لتوفير المساعدات للمناطق الكوردية وفق مختلف المجالات (الغذائية – والصحية – والخدمية) وكذلك فتح حسابات مصرفية لها في بعض الدول، 12_ تشكيل لجنة الصلح والعدالة وفي جميع المناطق الكوردية من اختصاصيين قانونيين وشخصيات اجتماعية من ذوي السمعة الطيبة والخبرة في هذا المجال واعداد لائحة داخلية تحدد مهام وعمل هذه اللجنة وفي تاريخ أقصاه 15/10/2012 مع الموافقة على تشكيل هيئات أخرى عند الضرورة مستقبلا، المصدر: أهم القرارات التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات الأخيرة للهيئة في هولير عاصمة إقليم كردستان العراق، الموقع: منتدى كوباني كورد، التاريخ: 14/09/2012، الرابط: https://goo.gl/g9HJgu

بتاريخ 22/10/2012، توجه وفدٌ من الهيئة إلى أربيل مرة أخرى بعد انتهاء المحددة لتطبيق اتفاقية هولير، المصدر: افرين نيوز، التاريخ: 22/10/2012، الرابط: https://goo.gl/oteTSD

بتاريخ 14/11/2012 عُقد اجتماعٌ آخر وتضمنت اهم بنوده: 1 ـ توفير كل الدعم المادي والمعنوي اللازم لأهالي مدينة (رأس العين). 2 ـ الدعوة إلى تنفيذ القرارات السابق للهيئة الكردية العليا وفي القريب العاجل، وهي: آ ـ تشكيل اللجنة القيادية العسكرية المتخصصة. ب ـ تشكيل لجنة الصلح والعدالة. ج ـ تشكيل هيئة المساعدات الإنسانية د – عقد اجتماع عاجل للهيئة التنفيذية في المجلس الوطني الكردي والمجلس الدائم في مجلس الشعب لغربي كردستان. 3_ تفعيل اللجان التابعة للهيئة الكردية العليا وفي مختلف المناطق (الخدمية – والأمنية). 4 – دعوة اللجنتين (الخدمية–الأمنية) التابعة للهيئة الكردية العليا وذلك لاتخاذ التدابير الأمنية والخدمية اللازمة. 5 – الطلب من لجان هيئة السلم الأهلي في المناطق لاتخاذ التدابير اللازمة لتشكيل إدارة مشتركة لمختلف المناطق 6 – الدعوة إلى تظاهرات عامة في يوم الجمعة والمصادف 16/11/2012 لمساندة أهلنا في (رأس العين) والطلب من القوى العسكرية التابعة للجيش الحر وقوات النظام بالانسحاب من المدينة لوقف القصف والتدمير الحاصلين. 7 – اعتبار اجتماع الهيئة الكردية العليا مفتوحا لمتابعة تطورات الأمور وذلك في مقر الهيئة وكذلك الأمر لجميع اللجان الخدمية والأمنية، الهيئة الكردية العليا تعقد اجتماعها الاعتيادي وتناقش الأوضاع السياسية والميدانية، الموقع: دنيا الوطن، التاريخ: 15/11/2012، الرابط: https://goo.gl/aLqM1i

([28]) أخبار: الهيئة الكردية العليا تعقد اجتماعها في قاعة الدكتور نورالدين زازا وتشدد على الإسراع بتطبيق اتفاقية هولير، المصدر: ولاتي مه، التاريخ: 30/08/2012، الرابط: https://goo.gl/Ba5f5n

([29]) تشكيل اللجان الأمنية المشتركة للهيئة الكردية العليا في عفرين، الموقع: عفرين نيوز، التاريخ: 15/10/2012، الرابط: https://goo.gl/ms2FzG

([30]) بيان صادر من الهيئة الكردية العليا في هولير، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: التاريخ: 04/08/2012، الرابط: https://goo.gl/ThJaFu

([31]) حوارات: آلدار خليل: «هدفنا الأساسي هو ضمان حقوق الشعب الكردي»، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 14/08/2012، الرابط: https://goo.gl/btEJKY

([32]) ويضيف سعود أنهم: تناولوا أثناء لقائهم تصريحات الرئيس التركي حول الحدود، ونقلوا للوزير التركي أن حزب “ ب ي د نظيم كُردي سوري وليس صحيحاً ما تتوهمون به، ومن جهته الوزير التركي دافع عن وجهة نظره وأكد على محاربة الإرهاب ولكنهم مع حقوق الكُرد الثقافية والاجتماعية، وقال إنهم وضعوا الحلول للقضية الكردية في تركيا كفتح قنوات تلفزيونية والسماح بالتحدث باللغة الكردية والاحتفال بعيد نوروز، وقال إنهم طلبوا من النظام السوري أيضا لحل القضية الكردية لديهم، وللمزيد يمكن العودة إلى: قرير مفصل حول الندوة السياسية الجماهيرية التي عقدت للسيد سعود ملا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) في قامشلو، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 13/08/2012، الرابط: https://goo.gl/kTfUhJ

([33]) مقالات: عن الهيئة الكردية العليا!، الكاتب: زيور عمر، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 24/10/2012، الرابط: https://goo.gl/pJ3jnu

([34]) تقرير مفصل حول الندوة السياسية الجماهيرية التي عقدت للسيد سعود ملا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي)، مصدر سابق.

([35]) أنظر المراجع التالية :

  • بيانات: بيــــــان إلى الرأي العام - الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 30/07/2012، الرابط: https://goo.gl/hwUNAD
  • مقابلة خاصة لوكالة بيامنير مع عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في ‏سورية (البارتي)‏ محمد إسماعيل حول المستجدات على الساحة السورية عامة والكردية بشكل خاص، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 11/08/2012، الرابط: https://goo.gl/Fp6e1b
  • حسن صالح في مظاهرة قامشلو: الهيئة الكردية العليا اتفقت على فتح معبر حدودي مشترك مع إقليم كوردستان، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 21/12/2012، الرابط: https://goo.gl/p3Qswb
  • أتباع ال(PYD) يهاجمون المظاهرات، المصدر: كورد ووتش، التاريخ: 10/11/2012، الرابط: https://goo.gl/meUBcX

([36]) رئيس مجلس غربي كردستان “عبدالسلام أحمد”: اتفقنا على تشكيل قوة عسكرية موحدة وفتح باب التجنيد للشباب الكردي، الموقع: وكالة عفرين، التاريخ: 23/11/2012، الرابط: https://goo.gl/2vrJED

([37]) بيانات: بيان صادر عن اجتماع الهيئة الكردية العليا والمنبثقة عن مجلسي (مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سورية)، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 25/07/2012، الرابط: https://goo.gl/5a1DkM

([38]) سقوط رأس العين بأيدي الثوار بعد اشتباكات عنيفة، الموقع: يوتيوب قناة الجزيرة، التاريخ: 09/11/2012، الرابط: https://goo.gl/NMUZE9، وحدات الحماية الكردية تسيطر بشكل شبه كامل على رأس العين، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 17/07/2013، الرابط: https://goo.gl/CUaHiF

([39]) حسن صالح في مظاهرة قامشلو: الهيئة الكردية العليا اتفقت على فتح معبر حدودي مشترك مع إقليم كوردستان، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 21/11/2012، الرابط: https://goo.gl/msRCo4

([40]) أكراد العراق يهبون لنجدة أكراد سورية، الموقع: سكاي نيوز، التاريخ: 27/12/2012، الرابط: https://goo.gl/xXGxFT

([41]) إقليم كردستان العراق يفتتح معبراً حدودياً مع سورية دون التنسيق مع سلطاتها، الموقع: الجمل، التاريخ غير مرفق، الرابط: https://goo.gl/e1pbsQ

([42]) خندق بطول 17 كلم عند حدود كردستان العراق وسورية، الموقع: العرب، التاريخ: 15/04/2014، الرابط: https://goo.gl/TsQRzH

([43]) فتح معبر “سيمالكا” يخفضّ الأسعار في الحسكة، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 14/06/2016، الرابط: https://goo.gl/xvccWH

([44]) إتاوات في مناطق "PYD" تحت اسم "ضرائب"، من قوت المواطنين إلى خزائن الحزب، الموقع: مراقب شمال سورية، التاريخ: 25/07/2017، الرابط: https://goo.gl/WgLF8k

([45])"حول مجزرة عامودا الثانية التي ارتكبتها ما يعرف بـ آسايش PYD"، المصدر: صفحة: عوائل شهداء نهج البرزاني في سورية، التاريخ: 21/06/2014، الرابط: https://goo.gl/L2ZL21

([46]) الوطني الكردي يحيي ذكرى “مجزرة عامودا”.. والوحدات تصفها بـ”محاولة إثارة للفتنة”، المصدر: موقع الحل، التاريخ: 28/06/2017، الرابط: https://goo.gl/M6qRVF

([47]) سيادة سيدا ثمنها الدماء، نظرة تحليلية لأحداث عامودا، الكاتب: محمد رشو، الموقع: الحوار المتمدن، التاريخ: 08/07/2013، الرابط: https://goo.gl/WTWTbp، ويمكن العودة لبيان المجلس الوطني الكُردي عبر: بيانات: المجلس الوطني الكردي في عامودا يندد بمجزرة عامودا ويعلن انسحابه من الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 27/06/2013، الرابط: https://goo.gl/qjCR5D

([48]) مجموعات مسلحة في الجيش الحر تهاجم على حاجز لوحدات حماية الشعب في قرية كريه فاتيه، الموقع: صفحة شبكة ديريك الاخبارية، التاريخ: 17/07/2013، الرابط: https://goo.gl/YtTEHo

([49]) الجيش الحر يسيطر على معظم الآبار النفطية شمال سورية – العربية نت، الموقع: يوتيوب الحزب التقدمي، التاريخ: 01/04/2013، الرابط: https://goo.gl/CoVw46

([50]) الأكراد السوريون يسيطرون على النفط... ويريدون القامشلي، الموقع: الاخبار، التاريخ: 11/03/2013، الرابط: https://goo.gl/Amiq7e

([51]) خلافات كردية- كردية حول مستقبل النفط في الجزيرة، الموقع: اورينت نت، التاريخ: 19/02/2014، الرابط: https://goo.gl/eNF3JR

([52]) تقرير عن الهيئة الكردية العليا. عماد كردو27-09-2013، الموقع: يوتيوب الاعلامي عماد كردو، التاريخ: 26/09/2013، الرابط: https://goo.gl/FK65TF

([53]) المجلسان الكورديان يوقعان مشروع الادارة المرحلية، الموقع: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التاريخ: 11/09/2013، الرابط: https://goo.gl/btJGMA

([54]) الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي: الانضمام إلى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية باسم الهيئة الكردية العليا، الموقع: ولاتي مه، التاريخ: 11/12/2012، الرابط: https://goo.gl/Jv6k7g

([55]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً واحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين.

([56]) "المجلس الوطني الكردي" ينضم إلى "الائتلاف السوري" المعارض، الموقع: تحت المجهر، التاريخ: 16/09/2013، الرابط: https://goo.gl/SgGwq8

([57]) الوطني الكردي ينضم للائتلاف. وخلاف مؤجل على مركزية الدولة، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 28/08/2013، الرابط: https://goo.gl/ippbk1

([58]) المصدر فؤاد عليكو، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين

([59]) بانوراما 2013.. الإدارة الذاتية الديمقراطية والدبلوماسية الكردية، الموقع: وكالة فرات، التاريخ: 25/12/2013، https://goo.gl/VztP2n

([60]) مباحثات زانا وبايدمر ترسم خارطة الطريق لاتفاق (هولير2)، الموقع: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التاريخ: 25/12/2013، الرابط: https://goo.gl/TfZFNX

 ([61]) تم تداول حدوث لقاءات بين الحزب الديمقراطي الكُردستاني – العراق وبين حزب العمال الكًردستاني قبل حدوث الاتفاق بين الطرفين السوريين. مصدر سابق

([62]) أكراد سورية يعلنون من أربيل اتفاقهم على إنهاء خلافاتهم وحضور جنيف2 بوفد موحد، الموقع: دي برس، التاريخ: 24/12/2013، الرابط: https://goo.gl/TToUe6

([63]) "داعش" تسيطر على ثلث "كوباني" السورية، الموقع: بوابة الشرق، التاريخ: 09/10/2014، الرابط: https://goo.gl/mCqYPg

([64]) مقابلة للباحث مع: فؤاد عليكو في اسطنبول ، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكُردي وعضو الائتلاف سابقاً وأحد شهود العيان والمنخرطين ضمن اتفاقيات المجلسين بتاريخ 15/11/2018.

([65]) «انفتاح» أميركي وأوروبي على أكراد سورية.. ولقاء باريس بحث نقل إمدادات السلاح إلى كوباني، الموقع: الشرق الأوسط، التاريخ: 19/10/2014، الرابط: https://goo.gl/SkdLaH

([66]) طائرات أمريكية تلقي أسلحة للمقاتلين الأكراد قرب كوباني، الموقع: دي دبليو، التاريخ: 20/10/2014، الرابط: https://goo.gl/2R7FxD

([67]) طلائع قوات البيشمركة والجيش السوري الحر تصل تركيا في الطريق لعين العرب، الموقع: بي بي سي عربي، التاريخ: 29/10/2014، الرابط: https://goo.gl/n3Agsi

([68]) هل اتفاقية دهوك لازالت بخير…؟، الموقع: بوير برس، التاريخ: 23/11/2014، الرابط: https://goo.gl/8gKPyf

([69]) محمد قجو ليكيتي ميديا: اتفاقية دهوك تنص على التمثيل بنسبة 40% لكل طرف ، وليس على المحاصصة الحزبية، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 25/12/2014، الرابط: https://goo.gl/W7zFiS

([70]) اجتماع المجلس الوطني الكردي والاتحاد السياسي لتحديد المرجعية السياسية حسب اتفاقية دهوك، الموقع: قناة الصحفي محمد حسن، التاريخ: 05/12/2014، الرابط: https://goo.gl/ushczM، ويمكن العودة للرابط: مؤتمر الصحفي لأحزاب المجلس الوطني الكردي يعلن الاتفاق رسمياً على كيفية تمثيلها في المرجعية السياسية، الموقع: يوتيوب يكيتي ميديا، التاريخ:02/12/2014: الرابط: https://goo.gl/ushczM

([71]) بعد اتفاقية دهوك… إدارة العامة لواجب الدفاع الذاتي التابعة للـ PYD تصدر بياناً بخصوص قانون التجنيد الإجباري، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 01/11/2014، الرابط: https://goo.gl/hQBhBx، وحول الانتخابات يرجى العودة للرابط: كاوه أزيزي: قرار الـ (PYD) بإجراء الانتخابات "استفزازي" وتهرب من استحقاقات دهوك، الموقع: كولان، التاريخ: 03/02/2015، الرابط: https://goo.gl/cSBBFF، وللرابط: أوميد صباح: انتخابات مجالس البلديات في مقاطعة الجزيرة تتعارض مع مضمون اتفاقية دهوك ولا يمكن تقبلها، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 13/03/2015، الرابط: https://goo.gl/Uf4icC

([72]) القامشلي: المجلس الوطني الكردي يتبنى “قوات بيشمركة روج آفا كردستان”، الموقع: الحل، التاريخ: 02/07/2015، الرابط: https://goo.gl/Qka3Dq

التصنيف أوراق بحثية

ضمن النشرة المسائية ليوم الأحد 10 آذار 2019، استضاف تلفزيون "حلب اليوم" الباحث في مركز عمران "بدر ملا رشيد" للحديث حول "المشروع الأمريكي المتعلق بنشر قوة متعددة الجنسيات شرق الفرات"، والمعوقات التي تواجهه.
وأكد الباحث في مركز عمران أن المشروع لا يزال غامضاً خاصة في ظل وجود فيتو تركي قوي، كما أشار ملا رشيد إلى قيام الولايات المتحدة بالضغط على الدول الأوربية في ملفات مغايرة، لتدفعهم للإلتزام بالمشاركة في تأمين القوات والدعم السياسي للمنطقة الآمنة.
كما استعرض بدر ملا البدائل المحدودة التي تمتلكها الولايات المتحدة، وفي هذا الخصوص تم التنويه إلى احتمالية العودة لمشروع عهد هذه المهمة لقوات عربية، بالتوافق مع إقليم كُردستان العراق، ونفوذ تركي أكبر".وهو أمر لم يعطي حزب الاتحاد الديمقراطي إشارات ايجابية حوله.

ضمن برنامجه "حديث العرب" يوم الخميس 07 آذار 2019،  استضاف تلفزيون الرافدين الباحث في مركز عمران "بدر ملا رشيد" للحديث حول "تركيا والمنطقة الآمنة بشمال سورية"، حيث استعرض الباحث الموقف الأمريكي ومفهومه للمنطقة الآمنة ومآلاتها مبيناً أن حلاً توافقياً مع أنقرة لا يزال خاضعاً للنقاشات والتفاوضات الثنائية؛خاصة أن سؤال "الفراغ الأمني" في المنطقة يعقد أي سيناريو محتمل؛
من جهة أخرى بيّن ملا رشيد موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لم يقوم بطرح رؤية تزيل مخاوف أنقرة الأمنية وتجنب المنطقة من حرب؛ كأن يقبل بعودة البيشمركة؛ وقبول إشراك بقية المكونات الهامة في المنطقة بالحياة السياسية والعسكرية والإدارية؛

ملخص عام

يُسلط هذا التقرير الضوء على تفاعلات "الإدارة الذاتية" السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية والخدمية خلال أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني من عام 2016. ويبرز التقرير على المستوى السياسي أمران: الأول استمرار العلاقة المضطربة بين المجلس الوطني الكُردي والإدارة الذاتية، والثاني الاتفاق السياسي بين "الإدارة" وتيار الغد والذي ركز على العمل المشترك في إدارة الإمكانات المتواجدة لدى الطرفين. أما على المستوى الأمني والعسكري فقد شهدت هذه الفترة ارتفاعاً لمعدلات استهداف المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بالعبوات الناسفة، وارتفاعاً لسوية عمليات التجنيد للشباب ضمن صفوف قوات الدفاع الذاتي (التجنيد الإلزامي) واستمرار تخريج منتسبين جدد إلى قوات الحماية الشعبية YPG.

يقدم هذا التقرير الخاص عرضاً عن المستوى الإداري والخدمي أهم الأعمال المنفذة من قبل الهيئات والبلديات التابعة للإدارة والتي لا يمكن اعتبارها أن تسير وفق السوية ذاتها، فقد شهد الشهر الأخير اضطراباً واضحاً في خطة العمل وصلت لمستوى توقف بعض البلديات عن العمل. ومن أهم الأسباب الدافعة لهذا الاضطراب الاختلاف الحاصل في كمية الموارد المالية من جهة، ويتعلق بتهم "استشراء الفساد الإداري والمالي فيها".

التفاعلات السياسية في "الإدارة الذاتية"

 سجل هذا التقرير عدة أحداث سياسية تدلل على ملامح التوجه السياسي للإدارة الذاتية والقائم على مقاربة تعزيز فرص التمكين السياسي محلياً وخارجياً، ونذكر منها:

أولاً: اتخاذ خطوات باتجاه إقرار النظام الفيدرالي: تزامناً مع إعلان "الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي للنظام الفدرالي" هدیة یوسف" في شهر أيلول 2016 أن الإدارة الذاتية ستُعلن “نظاما جديداً" في الشمال السوري، أعلن المجلس التأسيسي عن استعداده لإعلان النظام الفيدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" وإجراء انتخابات عامة. وأضاف أن "انتخابات عامة ستجري خلال مدة أقصاها ستة أشهر، وسيتم اعتماد النظام الفيدرالي على نموذج قريب من نموذج فيدرالية سويسرا كونها من أنجح النظم الفيدرالية"([1]).

ثانياً: إعلان جهات من الإدارة الذاتية قرب افتتاحها ممثلية لها في اتحاد دول بينيلوكس (هولندا، بلجيكا ولوكسمبورغ)، بعد اكتمال الإجراءات القانونية، وسيكون مبنى الممثلية في هولندا([2]).

ثالثاً: الاتفاق السياسي بين الإدارة وتيار الغد السوري الذي يتزعمه أحمد الجربا، وذلك عقب الاجتماعات التي حصلت في 10/09/2016 بمدينة القاهرة يقوم على 7 بنود "ترسم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، استكمالاً لتفاهمات جرت بينهما سابقاً([3])، ووفقا لوكالة "هاوار" أحد الأذرع الإعلامية لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD،  فإن مصادر من الإدارة الذاتية صرحت لها، بإن "هذا الاتفاق تضمن قرارات أخرى تتعلق بالشق التنفيذي للاتفاق، لم يتم الإشارة إليها في البيان الكتابي الصادر عن الطرفين، وهي ثمانية: (1-تشكيل لجنة لدراسة النظام السياسي المطروح في سوريا المستقبل. 2-الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، 3- حرية المرأة ونضالها هو الركيزة والمنطلق للوصول إلى سوريا ديمقراطية حرة، 4-النجاحات التي حققتها الإدارة تشجع القوى السورية الأخرى على الاستفادة من التجربة وتطبيقها بالمناطق التي سيتم تحريرها واعتبارها قاعدة ارتكاز وطنية تحقق مبدأ العيش الحر للتوجه نحو الفضاء السوري، 5- لقبول بالإدارة الذاتية المعلنة في مقاطعات روج آفا والالتزام بقوانينها وقرارات محاكمها، 6- يحق لتيار الغد فتح مكاتبه التنظيمية ورفدها بالكوادر والعاملين في كافة مناطق الإدارة الذاتية ورفع أعلامها ورموزها بحرية، 7- تشكيل لجنة تنسيق عليا من الطرفين للمتابعة والنظر في حل المسائل التي تخدم هذا الاتفاق، 8-تطوير التعاون العسكري في مجال الحماية ومحاربة داعش).

رابعاً: لقاءات سياسية في لبنان: عقدت الرئيسة المشتركة "لمجلس سوريا الديمقراطية" لقاءات في لبنان شملت كلاً من الحزب الاشتراكي اللبناني، ووفداً من حزب الهنشاك الاشتراكي الديمقراطي الأرمني اللبناني([4]).

أما على المستوى المحلي  فلا تزال العلاقة متوترة بين قيادة الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكُردي الذي اتخذ من الوقفات والتظاهرات الجماهيرية وسيلة لمعارضة سياسات هذه القيادة، والتي تواجهها مؤسسات الإدارة في كثيرٍ من الأحيان عبر توظيف أنصارها في مواجهة الاحتجاجات السلمية، وهي طريقة تحاول من خلالها إظهار "وجود " حالة جماهيرية ضد تحركات المجلس وهو أمر يدفع  في كثيرٍ من الأحيان المناطق والمدن الكُردية لحالاتٍ خطيرة من التوتر بين الأهالي، وهو ما دفع المجلس الوطني الكُردي بتأجيل وقفة احتجاجية له على ممارسات "حزب الاتحاد الديمقراطي" بعد أن دعا الاتحاد الديمقراطي أنصاره لمظاهرة في ذات المكان والزمان، وأصدر المجلس الكُردي بياناً يندد فيه بتصرف " الاتحاد الديمقراطي" ووصفه بالهادف إلى خلق "الصدام بين المعتصمين في الطرفين، وخلق فتنة بين أبناء الحي الواحد والعائلة الواحدة، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة على صعيد المجتمع والعمل السياسي والنضالي”([5]).

 وفي مواجهة سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية، قام المجلس الكُردي بتغيير طرقه الاحتجاجية، إذ توجه للاحتجاجات عبر محلياته في عامودا والقامشلي/القامشلي، جل آغا/الجوادية، الدرباسية، ديريك/المالكية وكركي لكي/المعبدة([6]) بأعدادٍ أقل وأمام مقرات المحلية عوضاً عن الساحات العامة([7]). كما طوَّر المجلس من سياساته الاحتجاجية خلال شهر أيلول 2016 عبر تنظيمه حملة إضراب عن الطعام في 14/09 بهدف التنديد بالاعتقالات السياسية التي أقدم عليها "جهاز الآسايش" التابع للإدارة الذاتية بحق أعضاء وقيادات في المجلس وصل عددهم لنحو 55 معتقل([8])، وانضمت عدة مجالس محلية للمجلس للإضراب الذي بدء في القامشلي لينتقل لديريك ولإقليم كُردستان العراق، ومدينة جل آغا/ الجوادية، وأنهى المجلس حملة الإضراب عن الطعام في 18/09 بعد مطالبة عوائل المعتقلين لدى قوات الآسايش  بذلك نتيجة تدهور الحالة الصحية للكثير من المضربين على الطعام([9]).

ولم تُثنِ نشاطات المجلس الكُردي الإدارة الذاتية عن إقدام "الإدارة" على اعتقال المزيد من النشطاء والسياسيين، حيث اعتقلت الآسايش ستة أشخاصٍ من "الحزب الديمقراطي الكُردستاني_ سوريا" خلال عدة أيامٍ في قرى بلدة " جل آغا/ الجوادية" ومنطقة آليان، وكركي لكي/ المعبدة([10]).

نتيجة لهذه الممارسات تم توجيه بيانات إدانة من قبل أطراف عدة لتجاوزات الإدارة الذاتية منها، بيان "اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين" وأعرب فيه الاتحاد عن قلقه نتيجة ما يجري " من انتهاكات بحق الوسائل الإعلامية ومراسليها العاملين في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية". وحذّر الاتحاد من تأثير عمليات الاعتقال هذه على مناخ حرية التعبير ومخالفته للقوانين التي" أجمعت عليها المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الصحفيين وخاصة منظمة «مراسلون بلا حدود»"،  وأكد الاتحاد أن هذه التصرفات هي في الحقيقة مخالفة قانونية حتى لقانون الإعلام" الذي أقره المجلس التشريعي لمقاطعة الجزيرة؛ والذي يؤكد في مبادئه الأساسية على حرية الإعلام واستقلاله وأيضاً حرية التعبير والرأي"([11]).

من جهة أخرى قام المجلس الوطني الكردي بعدة تحركات دبلوماسية، نذكر أهمها:

  • لقاء رئيس المجلس إبراهيم برو وزير الخارجية الهولندي، إذ أكد على رفض المجلس لبعض بنود وثيقة الإطار التنفيذي للمعارضة السورية بخصوص مستقبل سورية، ورفضه لممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي بحق قيادة وقواعد المجلس، وضرورة عودة بيشمركة روج آفا للدفاع عن أرضه"([12]).
  • اجتماع وفد لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الكُردي، مع مسؤولين في الخارجية الألمانية، طالب وفد المجلس خلالها "بضرورة الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي لإطلاق سراح كافة المعتقلين لديهم"([13]).

والجدير بالذكر هنا في ملف المعتقلين السياسيين أن الإدارة الذاتية ومناصريها من الأحزاب تنفي وجود أي اعتقالات سياسية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وتصفها بأنها اعتقالات نتيجة مخالفتهم قوانين الإدارة الذاتية([14])، وهو ما دفع رئيس إقليم كُردستان العراق مسعود بارزاني لإبداء قلقه حيال مستقبل الأكراد في سوريا، نتيجة سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي "يقوم بتنفيذ سياسة منظمة PKK هناك، وتركيا في حالة حرب مع الأخير"([15]).

التطورات الأمنية والعسكرية في "الإدارة الذاتية"

يشكل استهداف البنى الداخلية المهدد الأمني الأكثر وضوحاً في مناطق الإدارة الذاتية، إذ احتلت مدينة الحسكة الموقع الأول في قائمة التفجيرات، وشهد شهر أيلول عدة عمليات استهدفت نقاط متعددة ضمن المدينة بالمفخخات، ونتيجة الاستهداف المستمر من قبل تنظيم الدولة تقوم قوات " الآسايش" بشكل معتاد بفرض إجراءات أمنية متشددة خصوصاً خلال المناسبات كالأعياد([16]). وفي هذا السياق سجل الحوادث التالية:

  • استهدفت دراجة مفخخة حي "مساكن الأطباء" أدت لسقوط ضحايا مدنيين وعناصر من قوات الآسايش([17]).
  • انفجرت عبوة ناسفة في حي العزيزية أدت لجرح مدني وأضرار مادية([18]).
  • استهدف " تنظيم الدولة" حاجزاً لقوات الآسايش داخل المدينة في عملية انتحارية أدت لجرح مدنيين وفقدان 6 عناصر أمنية لحياتهم([19]).
  • شهدت المدينة وريفها حالات عديدة من انفجار مخلفات التنظيم من مواد متفجرة كما حدث في قرية "مالفا" بمنطقة الشدادة حيث أدى انفجار لغم أرضي لجرح 8 مدنيين([20])، واستطاعت قوات الآسايش تفكيك عبوة ناسفة معدة للانفجار في حي الغزل بالمدينة([21]).

من جهتها شهدت مدينة القامشلي انفجار قنبلة صوتية دون أن تسجل أي إصابات([22])، ومن الناحية الأمنية تم إلقاء القبض من قبل الآسايش على شخصٍ انتحل صفة أمنية وعليها استغل السكان، وألقي القبض من قبل ذات الجهة على ثلاثة أشخاص يعملون بترويج العملة المزورة في مدينة عامودا([23]).

كما استطاعت "منظمة روج آفا" لمكافحة الألغام" في مدينة "رأس العين" من إنهاء تنظيف نقاطٍ في ريف المدينة من الألغام التي خلفها "تنظيم الدولة"([24])، وفي مدينة منبج والتي سيطرت عليها الإدارة الذاتية فقد شهدت حالة من التوتر بين وحدات الحماية الشعبية وعشيرة "بني السعيد" على خلفية حدوث حالة خطف بحق أحد أفراد العشيرة وتصفيته من قبل أشخاص مستقلين لسيارة عسكرية لم يتم معرفة انتمائها العسكري في منطقة يسيطر عليها "لواء شمس الشمال" أحد فصائل" قوات سورية الديمقراطية"([25])، كما شهدت أطراف المدينة هجماتٍ متقطعة "لتنظيم الدولة" لم ينجح الأخير بالوصول إلى حدودها الإدارية([26]).

أما خلال شهر تشرين الثاني فقد ارتفعت وتيرة الإصابات نتيجة الألغام التي خلفها " تنظيم الدولة" خصوصاً في المناطق التي فقد السيطرة عليها مؤخراً، بالإضافة إلى ازدياد أعداد العبوات الناسفة التي زرعت في المدن الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، وفي هذا الاتجاه تم تسجيل الآتي:

  • استطاعت وحدات تفكيك العبوات، تفكيك عبوة ناسفة بالقرب من الحدود التركية في محافظة الحسكة.
  • فككت قوى الهندسة في مدينة القامشلي عبوتين، وانفجرت عبوة أمام باب المشفى الوطني، وأخرى في حي الكورنيش.
  • انفجرت عبوة ناسفة بطفل صغير كان برفقة عائلة في بلدة تل حميس بريف القامشلي مما أدى لمقتله على أثرها.
  • أودى انفجار لغم في مدينة الحسكة بحياة شاب بالقرب من مفرق البترول.
  • الكشف عن عبوة مفجرة بالقرب من دوار سينالكو وقامت وحدة الهندسة بتفكيكها.
  • انفجرت عبوة ناسفة في حي غويران أدت فقط لأضرار مادية.
  • انفجرت عبوة ناسفة في مدينة تربسبيه / القحطانية وأدت لأضرار مادية فقط، وفي نفس المدينة تم تفكيك عبوة أخرى.
  • قام انتحاري من "تنظيم الدولة" داخل (مقر لواء جند الحرمين) في مدينة منبج دون أن يؤدي إلى إصابة أحد.
  • انفجر لغم في ريف الباب في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد" بشاب أدى لإصابته بجروح بليغة.
  • قامت قوات " الآسايش" بتفكيك عبوة ناسفة في مدينة "كوباني" على الطريق الواقع بين (تل أبيض-القامشلي) ([27]).

والجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة وبالتزامن مع قيام دورية أسايش لقرية (باني شكفتي) عملية مداهمة بهدف سوق الشباب للتجنيد الإجباري، وأمام فرار الشباب من الدورية أطلقت الأخيرة الرصاص الحي باتجاههم مما أدى لفقدان شاب يبلغ 19 من عمره لحياته([28])، وحدثت أواخر شهر أيلول مداهمة أخرى لقرية "تل حبش" بريف مدينة عامودا بهدف سوق الشباب للتجنيد الإجباري، وأمام رفض الأهالي تسليم أبنائهم، وخلال المداهمة حدثت ملاسنة بين الطرفين قامت على إثره دورية الآسايش بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الأهالي([29]).

شهدت هذه الفترة مجموعة من التطورات العسكرية المهمة عنوانها الرئيس الصراع بين قوات سورية الديمقراطية ودرع الفرات"، ومن هذه التطورات نذكر:

  • إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" عزمها التوجه نحو الباب، ودعمها لتشكيل مجلس عسكري باسم "المجلس العسكري للباب" ليتولى هذه المهمة.
  • تصريح قائد "تجمع كتائب شهداء جرابلس" التابع لقوات سوريا الديمقراطية بأن قواتهم لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الفصائل المشاركة في درع الفرات وستقوم بالرد في الوقت المناسب([30]).
  • إعلان قوى مدعومة من "الإدارة الذاتية في عفرين عن تشكيل حلف عسكري باسم "المقاومة الوطنية السورية" في مؤتمر صحفي عقد في مدينة "تل رفعت" وصرح المشكلون للحلف إن هدفه هو قيادة "مقاومة وطنية" ضد تركيا([31])، كما جاء تصريح من الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكُردستاني/ PKK "جميل بايِق" على أن الكُرد في سورية سيدافعون عن الفدرالية التي أعلنوها ضد تركيا([32]).
  • إعلان شيوخ عشائر مقربين من الإدارة الذاتية في مدينة منبج رفضهم لعملية درع الفرات ووصفوها "بالاحتلال للأراضي السورية"([33])، وأصدرت المنسقية العامة "للإدارة الذاتية الديمقراطية" بياناً مشابهاً له([34]).
  • الإعلان عن تشكيل فصائل بهدف مواجهة " قوات سوريا الديمقراطية" والنظام وتنظيم الدولة في آنٍ واحد وكانت البداية بإعلان فصيل باسم "ثوار الجزيرة السورية([35])" والآخر "سرايا القادسية([36])"، ومن ضمن أهداف هذه الفصائل وفق بياناتها هو محاربة "وحدات الحماية الشعبية الكردية، الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني في سوريا، وذلك بعيد مواصلة هذه القوات سياستها المنهجية ضد السكان العرب والتركمان في ريف الرقة".
  • إرسال كل من: حركة أحرار الشام -حركة نور الدين الزنكي -الجبهة الشامية-تجمع فاستقم -جيش الإسلام، رسالة إلى مبعوث الرئيس الأمريكي "مايكل راتني" تضمنت طلباً فيه بقطع العلاقة مع كل من PYD وYPG، وتشير فيه إلى عدم تمثيل الجهتين للكُرد في سورية، ووفق ذلك وجوب إعادة النظر في السياسة المتبعة من قبل الولايات المتحدة اتجاهها([37]).
  • توترات  طفيفة على الحدود نتيجة ظهور صور يظهر فيها رفع العلم الأمريكي على عدد من الأبنية في مدينة تل أبيض/ كري سبي([38])، الأمر الذي دفع بتركيا إلى طلب توضيح الأمر، وعلى إثر الانتقاد التركي تم إنزال الأعلام وإبقاء واحدٍ فقط في إشارة إلى مكان تواجد القوات الأمريكية، التي كانت لتوها قد استلمت جثث ثلاثٍ من المواطنين الأمريكيين من الذين قاتلوا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج([39])، وهنا يجدر بالذكر أن وزير الخارجية التركي أعلن بأن بلده ستعتبر المقاتلين البريطانيين ضمن صفوف قوات الحماية "إرهابيين"([40]).
  • شهدت مدينة عامودا تبادل إطلاق نار بين وحدات الحماية والجيش التركي في النقاط الواقعة بين مدينتي عامودا والدرباسية([41])، كما استهدف الجيش التركي عدة مواقع YPG على حدود مدينة ديريك/ المالكية([42])، وفي المناطق التابعة لمدينة عين العرب/ كوباني (قرى كوران، كانيا كردان وجارقلي شرقي مدينة كوباني، وقرية كورعلي)([43])، وفي عفرين بمحيط قرية العذري([44]).
  • شنت الفصائل التابعة لقوات سورية الديمقراطية(جيش الثوار، جبهة حماية المرأة للشهباء، جبهة الأكراد، لواء السلاجقة، لواء 99 مشاة، أحرار الكعيبة، لواء شمال الديمقراطي، لواء الحمزة، قوات العشائر(بريف حلب)، كتائب ثوار آرفاد، لواء المهام الخاصة، مجلس الباب العسكري، مغاوير السفيرة، لواء الأول مغاوير حمص) شنت هجمة على " تنظيم " الدولة" في قرى “تل قراح، تل مالد، حساجك، حصية، وحشية، وسيد علي) في محاولة للسيطرة عليها، وبهذا التقدم اقتربت "قوات قسد" من خطوط درع الفرات والقوات التركية، وكان الرد من الأخيرة بقصف نقاط تمركز وحدات YPG والقرى التي سيطرت عليها بأكثر من 40 قذيفة ، قتل على إثرها 4 مقاتلين من وحدات الحماية الشعبية والكتائب المتحالفة معها، وخرجت مظاهرات عدة في مدينة عفرين بشكل خاص ضد القصف التركي ، ومظاهرات أخرى ضد " الجدار العازل" الذي تستمر تركيا في بناءه على حدودها مع سوريا ، وفي السياق الأمني العسكري أيضا بدأت الدفعة الثانية للدورة العسكرية السابعة " لواجب الدفاع الذاتي/ التجنيد الإلزامي" في مقاطعة عفرين .

وبخصوص العلاقات العسكرية بين الإدارة الذاتية والولايات المتحدة الامريكية، يمكن تسجيل مجموعة أحداث تتدلل على استمرار واشنطن بتثبيت تواجدها في المنطقة ودعمها لقوات "قسد"، دعمٌ لا يتعارض مع ضرورات التوافق السياسي مع أنقرة:

  • بدء الجنود الأمريكيين بإنشاء وتوسيع وتجهيز مطارات عسكرية جديدة بريف الحسكة بمدينة ديريك([45]) ومدينة الشدادي([46])، إضافة إلى مقر جديد في مدينة تل أبيض والتي شهدت قدوم معدات وجنود أمريكيين جدد([47]).
  • زيارات أمريكية متكررة لمناطق الإدارة الذاتية في شمال سورية، حيث زار مبعوث الرئيس الأمريكي " بريت ماكغورك" الجزيرة و"كوباني" الذي أكد خلال زيارته على استمرار الدعم الأمريكي لقوات "قسد"([48])، وناقش ورحب بـ عملية تحرير منبج من تنظيم الدولة وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد التنظيم، مؤكداً على ضرورة التقيد التام بالالتزامات السابقة التي تعهدت بها قوات سوريا الديمقراطية. وقد أكد في جميع لقاءاته على توحيد الجهود ونزع فتيل الخلافات"([49]).

وفي سياق معارك "الإدارة مع تنظيم الدولة" يمكن ذكر الآتي:

  • شهدت مناطق جنوب مدينة الشدادي اشتباكاتٍ بين قوات "YPG" و "تنظيم الدولة" فقد على أثرها التنظيم أكثر من 38 عنصراً أما الوحدات فقد فقدت أكثر من 9 عناصر([50])، من ضمنهم مقاتل أمريكي الجنسية يدعى " دان جارل أمانس"([51]) وامتدت الاشتباكات من 30/08 إلى 15/09.
  • شهد شهر تموز عملية تبادل للأسرى بين الوحدات وتنظيم الدولة شملت عنصرين من الوحدات وسبعة مدنيين([52]).
  • اشترطت عضوة الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM حنيفة حسين ثلاثة شروط لمشاركة وحدات حماية الشعب في عملية تحرير الرقة، وهي" على رأسها القبول بمشروع الفدرالية والمشاركة في مفاوضات جنيف وتسليح الـ YPG وأن يتم مخاطبتنا كإرادة سياسية” فوحدات حماية الشعب على حد تعبيرها تقاتل في سبيل إنجاح مشروعها السياسي"([53]).

وفي إطار آخر وضمن خطط التدريب العسكري التي تقوم بها "الإدارة" فقد تم رصد ما يلي:

  1. التحق 50 عنصر جديد بوحدات حماية الشعب في مدينة الحسكة([54])، وتم تخريج 300 عنصر جديد ضمن قوات الحماية الذاتية (التجنيد الإجباري) بعد دورة تدريبية استمرت لـ 45 يوم في معسكر بلدة تل بيدر([55]).
  2. انتهاء الدورة التدريبية الثانية من الدفاع الذاتي في مدينة كوباني/ عين العرب والتي تدرب بها 285 شاب والذين من المفترض أن يبقوا ضمن صفوف وحدات الدفاع الذاتي لمدة تصل لـ 6 أشهر([56]).
  3. استطاعت سلطات "الإدارة الذاتية" جلب وإلحاق 250 شاباً من المدينة وريفها بالدورة التدريبية الثالثة([57]).
  4. شهدت مدينة عفرين تخريج دورة جديدة من عناصر الآسايش، بعد مدة تدريب دامت شهرين وبلغ عدد المنتسبين إليها 45 مقاتل.

التطورات الإدارية والخدمية في "الإدارة الذاتية"

يُعد إحصاء "أنا هنا" من أهم القرارات الإدارية التي تتجه الإدارة الذاتية في تثبيت خطواتها نحو إعلان وتطبيق "فدرالية روج آفا شمال سوريا"، في ظل غياب أي من نوعٍ من الاعتراف بها من قبل أي "كيانٍ" سوري أو دولي كما ذكرنا في تقارير سابقة. وتحاول الإدارة الذاتية تحقيق نوع من "المشروعية الجماهيرية" عبر سيطرتها على قطاعات مجتمعية هامة منها التعليم والتموين، وقد بررت  "لجنة الإحصاء" التابعة للإدارة في بيانٍ نشرته في 19 من أيلول أن هذا الإحصاء يأتي "نظراً للضرورة الحتمية التي تفرضها المستجدات والمتغيرات السياسية والاجتماعية، والتي تأتي بتطوير نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية نحو مشروع "فيدرالية روج آفا- شمال سوريا".

 ولأجل ترسيخ دعائم هذه الفيدرالية لتستمد قوتها من المجتمع على أساس الانتخابات التي ستجري في الفترة المقبلة"، ولإنجاز هذه المهمة تم تكليف "مركز "روج آفا" للدراسات الاستراتيجية" للقيام بهذا المشروع، الذي حدد التصنيفات التي سيتضمنها الإحصاء على الشكل التالي: ( عدد السكان الكامل، الفئة العمرية التي تحق لها الانتخاب، الوضع الاجتماعي والعائلي، التحصيل العلمي، مستوى البطالة، حالات الإعاقة الكاملة، حالة النزوح واللجوء إلى "روج آفا"، والهجرة من "روج آفا")، وتم تقسيم مراحل العمل في العملية الإحصائية إلى ثلاث مراحل (المرحلة التحضيرية، العمل الميداني وتدوين البيانات التدوين الإلكتروني).

وتم إعلان لائحة من القرارات التي تناولت عملية التنظيم والترتيبات الأمنية في يوم الإحصاء وكان أهمها:" سيكون يوم الإحصاء يوم عطلة رسمية لكافة دوائر الإدارة الذاتية الديمقراطية والمؤسسات المستقلة العاملة في المنطقة التي سيشملها الإحصاء في ذلك اليوم" ، إعلان حظر التجوال وإيقاف حركة السوق والآليات بالكامل"، وتمت مطالبة الأهالي بتأمين لوازمهم المعيشية تحسباً لحظر التجوال، ولإنجاز العملية تم تحديد يومٍ واحد لكل مدينة على أن يتم التمديد وفقاً لعملية السير بالإحصاء، وقد شمل الإحصاء كافة المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية([58]).

تعددت المواقف من عملية الإحصاء بناءً على التوجهات السياسية للأطراف المختلفة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية:

  • فمن وجهة نظر الإدارة الذاتية تهدف العملية لمعرفة أعداد الوافدين والنازحين إلى مناطق "روج آفا" وعدد المهاجرين منها، وليتم الاستفادة من نتائجه في تقديم الدعم للسكان في المجالات الخدمية، بالإضافة للتجهيز للانتخابات التي ستتم لاختيار الممثلين في "فدرالية الشمال".
  • رفض المجلس الوطني الكُردي العملية جملةً وتفصيلاً معللاً رفضه بعدم مناسبة الوقت، وفقدان الأمان، ووجود أعداد كبيرة من المهاجرين مما سيؤدي لإعطاء نتائج غير صحيحة عن الواقع([59])، واستذكر البعض الإحصاء الاستثنائي الذي نفذ عام 1962 وتم تجريد ما يقارب 100 ألف كُردي من الجنسية السورية آنذاك([60])، ورفض رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو عملية الإحصاء، وأكد أنهم كمجلس لن يشاركوا في الانتخابات المزمع إجرائها من قبل الإدارة الذاتية ووصفها بأنها إعادة "لتجربة البعث"([61]).
  • حذر الباحث شيار إسماعيل من عملية الإحصاء هذه ومن تبعات السياسة الغامضة والمستعجلة والتكتمية والمناقضة للشفافية التي ينتهجها حزب الاتحاد الديمقراطي، وفيما يخص مسوغ العملية الإحصائية والمتمحورة حول جمع البيانات الضرورية لإجراء انتخابات للفدرالية المزمع إعلانها بعد فترة وجيزة، وفي ظل الهجرة الكبيرة للكرد من سورية، رأى عيسى أنها ستؤدي إلى تعميق الشرخ السياسي الكُردي وستقلل من نسبة الأصوات الكُردية بناءً على مقاطعة الكثيرين لها، وأشار إلى عدم وجود أية "قيمة قانونية في القانون الدولي" لهذا الإحصاء، نظراً لأن مشاريع من هذا النوع لا يجوز تنفيذها في أوقات الحروب والنزاعات، في ظل عدم وجود دستورٍ مبني على توافق وطني([62]).
  • رفض النظام هذا الإحصاء عبر "وزير المصالحة علي حيدر" حيث وصف الإحصاء بغير المنصف وغير القانوني، وأكد على عدم قبول "الدولة السورية" لأية مشاريع أو خطوات من طرف وجهة واحدة، دون الرجوع لمؤسسات الحكومة، ومشاريع كهذه "لا تمتلك أي شرعية أو استمرارية، خاصة إذا كانت من أطراف تفرض نفسها بقوة السلاح على المناطق السورية"([63]).
  • رفض رئيس الحكومة السورية المؤقتة هذا الإحصاء معتبراً إن حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول " إظهار أفكاره، لكن لا أحد يولي اهتماماً لمشاريعه، إنه يحاول إضفاء الشرعية على مشاريعه، ونحن نعرف ماهية تلك الإحصاءات"([64]).

ومن القرارات الإدارية التي استصدرتها الهيئة الداخلية والحاكمية المشتركة في الإدارة الذاتية نذكر الآتي:

  • قانون السلامة والأمان أثناء قيادة السيارات، وسحب كافة أوامر المهمات المكتوبة باستثناء الأوامر الصادرة من قبل "القيادة العامة لقوات الأسايش والقيادة العامة لوحدات حماية الشعب ومكتب الأمن والحماية في الإدارة الذاتية" ويرجح أنها خطوة لمواجهة حالات استغلال المهمات المكتوبة للتهرب من الالتحاق بالجبهات في حال دعوتهم لها، حيث ورد في البند الخامس من القانون " لكل من أعضاء الأسايش الذين لا يلتزمون بالذهاب إلى الحملات بفصل من الأسايش".
  • قرارات متعلقة بالسجلات العقارية وربط المؤسسات المشكلة حديثاً في مدينة منبج بهيئات الإدارة الذاتية، كإعفاء "عوائل شهداء الإدارة الذاتية" من الذهاب للحملات العسكرية؛ حظر إعطاء وثيقة "سجل تجاري" إلا لسكان مقاطعة الجزيرة، إضافة إلى تقييد عملية الموافقة على بيع وشراء العقارات عن طريق مكتب القيادة العامة للأسايش([65])؛ أما فيما يخص هيئة الطاقة التي شهد قطاع الكهرباء فيها مشاكل متكررة، قام المجلس التنفيذي بناءً على الشكاوى المقدّمة من الأهالي بإقالة رئيس هيئة الطاقة([66]).
  • مصادقة الحاكيمة المشتركة([67])على المرسوم رقم 16 المتضمن قانون المخالفات والاستجرار غير مشروع للطاقة الكهربائية والمتكون من 13 مادة، وتخص السلطة على إدارة قطاع الكهرباء ولائحة العقوبات بحق المخالفين([68]).
  • إقرار المجلس التشريعي في "مقاطعة الجزيرة" قانون ضريبة الدخل 2016 ويتضمن فرض ضريبة نقدية على الدخل لشرائح متعددة ضمن المجتمع ([69]).
  • إقرار المرسوم التشريعي رقم 3 للعفو عن "الجرائم" المرتكبة قبل 17/09 باستثناء جريمة تعدّد الزوجات والإرهاب والأمن([70]).
  • فيما يخص الأعمال المنفذة من قبل هيئة الطاقة في " مقاطعة الجزيرة" فقد شملت جملة كان أهمها:
  • الإشراف على تبديل وصلات بطول (720-50-50) متر على الخط الرئيسي للنفط الواصل بين سويدية الثانية وكرزيرو.
  • الانتهاء من صيانة مراكز محولات 20KVفي مدينة الدرباسية، وإتمام أعمال الصيانة لمضخة المياه في العنفة الثالثة من عنفات مؤسسة سويدية([71]).

أما فيما يتعلق بطبيعة الأعمال المنفذة من قبل البلديات التي تديرها الإدارة الذاتية (انظر الملحق رقم 1)، فإنه يمكن تلمس الاضطراب في خطة عمل البلديات وسوية الخدمات المقدمة (كتعبيد الطرق أو مجال الصرف الصحي) بالمقارنة مع الأشهر السابقة، اضطراباً وصل لمستوى توقف بعض البلديات عن العمل، ومرد ذلك للاختلاف الحاصل في كمية الموارد المالية من جهة، ولتهم "استشراء الفساد الإداري والمالي فيها من جهة ثانية، كما توضح هذه الأعمال ارتفاعاً ملحوظاً في افتتاح مشاريع التمكين الذاتي، وازدياد أعداد مشاريع المرأة والتي تعتمد على نظام الأسهم التشاركية، والجدير بالذكر في هذا الصدد هو عدم توافر كوادر إعلامية في بعض المناطق على سوية تغطية الخدمات المنفذة من قبل البلديات.

 

خاتمة

شهدت "الإدارة الذاتية" خلال الأشهر الثلاثة هذه سعياً واضحاً لتعزيز عدة سياسات تسهم في زيادة فرص تطبيق النظام الفيدرالي، وتفعيل أدائها الخارجي سواء برغبتها بفتح ممثليات لها في عدة دول اوربية، أو بتمتين تحالفاتها السياسية، سعيًّ سيبقى ضمن طموحات اكتساب الشرعية السياسية التي لم تتحصل عليها الإدارة بعد، كما تبقى أسئلة الشرعية تلك مفتوحة أمام ممارسات "الإدارة" فيما يتعلق بعسكرة المجتمع ونهج الاعتقال السياسي.

 

الملحق: (أهم الأعمال الخدمية خلال الثلاثة أشهر)

 

أولاً: خلال شهر أيلول

  • بلدية الحسكة " المدينة"
  1. تنظيف نهر الجغجغ (مجرى+ أكتاف) بطول /3/ كم، بدءً من الجسر الحربي وحتى جسر الصناعة، ويستمر المشروع /60/ يوماً ويهدف لتنظيف مجرى النهر من الأتربة والرواسب والحشائش.
  2. مشروع الصرف الصحي في ضاحية نوروز (المرحلة الثانية) وذلك بتمديد القساطل بقطر /40/سم([72]).
  3. جولات ميدانية للدائرة الصحية لمراقبة ومصادرة المواد المنتهية الصلاحية([73]).
  4. طرح مناقصات مشاريع: طريق الشدادة بقيمة: 1680000 تقريباً([74]).
  5. تجهيز طرقات بلدة توينة بقيمة تقارب 32 مليون ل.س([75]).
  6. ثلاثة مشاريع تعبيد وترقيع طرق داخل المدينة، وفي منطقتي صفيا وتل طويل بقيمة قاربت 68 مليون ل.س([76]).
  7. خمسة مشاريع خاصة بالصرف صحي، شبكات مياه، وإكساء أبنية، بقيمة قاربت 45 مليون ل.س([77])
  8. مشروع تجهيز طرق وصرف ومطريات محطة " علوك" بقيمة قاربت 35 مليون ل.س([78]).
  9. بدأت “بلدية الشعب بالحسكة" بتوزيع الدفعة الأولى من مادة الوقود وخصصت لكل منزل /200/ لتر حيث تم تسعير البرميل الواحد ب/7400/ ل.س بالإضافة لأجور النقل ضمن المدينة([79]).
  10. وأنهت البلدية استبدال 1700 قنينة غاز منزلي([80])، ونفذت البلدية حملة نظافة واسعة في كامل حي غويران بعد دخوله لسيطرة الإدارة الذاتية نتيجة المواجهات الأخيرة في المدينة([81]).
  11. قيام سلطات "الإدارة الذاتية" في بداية شهر أيلول بنقل نحو 60 ألف أسطوانة متواجدة في مركز سادكوب الحسكة([82]). أما جنوباً وفي بلدة "الشدادي" فشهدت عودة المياه للبلدة وقراها بعد تفعيل محطتي مخروم وجبسة، كما تشرف بلدية الحسكة على مشروعٍ للصرف الصحي، ونفذت البلدية حملة توزيع طحين وصلت إلى 70 ألف كيس طحين تم توزيعها على الأهالي([83]).
  • بلدية القامشلي "الكبيرة"
  1. تنفيذ دائرة المياه بالتنسيق مع منظمة يونيسيف مشروع إرواء حي "الموظفين" ويمتد من شارع الخليج إلى شارع قوتلي ومن شارع السياحي إلى شارع الكورنيش بكلفة بلغت (444) ألف دولار ولمدة ثلاثة أشهر([84]).
  2. طرحت منظمة IRD مناقصة مشروع أجهزة مخبرية لفحص المياه في مدينتي القامشلي والمالكية/ديريك ولم يتم ذكر قيمة العرض ضمن الإعلان([85]).
  3. مشروع مناقصة تنفيذ "تقديم وتركيب التجهيزات الكهربائية والميكانيكية لبئر دوار الزيتونية بقيمة تقديرية بلغت 21 مليون ل.س([86]).
  4. أنجزت دائرة المياه في البلدية عملية استبدال خط المياه من محطة الهلالية إلى الريغارات الرئيسية بطول 1150 متر وبقطر 500 مم بولي إيتيلين([87]).
  5. القيام بملء منصفات الطريق العام في حي قناة السويس بالأتربة وبطول 2500 متر بعد إتمام عملية الترميم([88]).
  6. قامت " بلدية القامشلي الكبير" بدراسة تهدف لوضع حد لعشوائية البسطات في الشوارع الرئيسية في السوق([89]).
  • بلدية القامشلي الشرقية
  1. تفريش شوارع وأحياء "محمقية" ب 5000م3 من مادة البقايا واستمر التنفيذ 13 يوماً([90]) .
  2. ترقيع وتزفيت شوارع حي " الأربوية" بكمية بلغت 131م3 واستمر العمل 3 أيام([91]).
  3. إطلاق حملة ضد الكلاب الشاردة والتي هاجمت السكان ونتج عن هذه الهجمات حالات وفاة وجروح بليغة وشملت الحملة مناطق (محمقية القديمة، قدوربك، زيتونية، الحزام الشمالي، العنترية، الصناعة القديمة والجديدة، المحطة، نقل بري، حي السريان، الآشورية، البشيرية، وحي الآربوية) وتمكنت لجنة الضابطة من قتل أكثر من /60/ كلب وتم التخلص من جثثها([92]).
  4. تنفيذ حملة ضد من يتلاعب بعدادات الكهرباء حيث يقوم بعض الأهالي بتبديل القواطع بسبب عدة عوامل أهمها إرتفا أسعار امبيرات كهرباء المولدات، وينتج عن التلاعب بعدادات الكهرباء أعطال قدر قيمة آخر عطل أصاب المولدة 450 ألف ليرة([93]).
  • بلدية القامشلي/ القامشلي الغربية
  1. ترميم الشارع العريض في حي "الكورنيش" ويبلغ عرضه 36م، وبناء دوار ب قطر20م([94]).
  2. إتمام الترميمات في شوارع حي " الكورنيش" وانجاز 1018م3([95]).
  3. تجهيز حديقة في حي "الحلكو"([96]).
  4. تنفيذ عملية هدم بحق الأبنية المخالفة بالتعدي على الأملاك العامة 07/ 09([97]).
  5. طرح مشروع مناقصة لتجديد وفتح الفوهات المطرية بقيمة قاربت 3 مليون ل.س([98]) .
  6. طرح مشروع ثاني لتجديد وفتح الفوهات المطرية وبلغ عددها 125 وبقيمة تقديرية 6.5 ملايين ل.س([99]).
  • بلدية عامودا
  1. ترقيع الطريق الواصل بين طريقي القامشلي والحسكة([100]).
  2. تنفيذ مشروع تعبيد طريق (بريفا -سنجق سعدون)([101]).
  3. تنفيذ مشروع صيانة الطريق الرئيسي بين قريتي "قجلة وجناق جيق"([102]).
  4. البدء بمشروع قشط وفرش طريق قرية " كرنكو –كندور"([103]).
  5. البدء بمشروع فرش بقايا مقالع للطريق الواصل بين قريتي تل العشق وقرميتلو بكلفة قاربت 90مليون ل.س([104]).
  6. تنفيذ مشروع فرش بقايا مقالع في الكراج([105]).
  7. استكمال بناء فرن قرية أم الربيع([106]).
  8. البدء بتوزيع مادة المازوت على المدينة والقرى بمقدار (300) لتر لكل منزل([107]).
  9. إعلان مشروع مناقصة لفرش الحجر المكسر في عدة قرى بلغت قيمة الاول 58 مليون ل.س([108])، ومشروع الصرف الصحي في قرية "سنجق خليل" بقيمة تقديرية بلغت 15 مليون ل.س تقريباً([109]).
  10. جولات دورية لتنظيف منصفات الطرق في المدينة([110]).
  11. من جهة أخرى تنشط "شعبة التموين والدائرة الصحية" في القيام بجولات متكررة لضبط المواد المنتهية الصلاحية، ويتم مخالفة المتلاعبين بلصقات تاريخ الصلاحية ولاحقاً إتلاف المواد([111]).
  • بلدية الدرباسية
  1. نفذت بلدية "قيروان" مشروع فرش حجر مكسر في ثلاثة قرى وبطول 1كم، فرش بقايا مقالع ضمن ثلاثة قرى بطول 3.2كم([112]).
  2. طرح مشاريع مناقصات لفرش بقايا مقالع في الحي الغربي بقيمة قاربت 5 مليون ل.س، مناقصة تنفيذ شبكة " مجرور صرف صحي" في قرية "ظهر العرب" بقيمة قاربت 7مليون ل.س، مشاريع تعبيد وترميم طرق قرية "الغنامية" وقرى أخرى بقيمة 15 مليون ل.س.([113]).
  3. فتح الفوهات المطرية في المدينة استعداداً لفصل الشتاء([114]).
  4. تنظيم طرق ضمن قرية "جَطل" بناءً على شكاوى سكان القرية من انعدام الطرق والشوارع داخلها([115]).
  5. توقيع عقد بالتراضي بين بلدية الدرباسية و"دائرة الاقتصاد" لبناء معمل وتقسيم الأرباح مناصفةً بين الطرفين([116]).
  6. إطلاق حملة لنشر ثقافة الاهتمام بالبيئة تحت شعار " بيئتنا مسؤوليتنا"([117]).
  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ
  1. استكمال مشروع إنشاء وترقية شبكات الصرف الصحي في حي "زور آفا"([118]).
  2. تنفيذ مشروع مناقصة تأهيل وترميم مجموعة من مدارس المدينة تحت إشراف "مكتب شؤون المنظمات الإنسانية "وبتمويل من منظمة MRFS ([119]).
  3. تنفيذ مشروع مناقصة ممول من منظمة MRFS لبناء خمس كتل لدورات مياه عامة في الحدائق بتكلفة قاربت 4115$([120]).
  4. حملة نظافة للشوارع الرئيسية في المدينة وترحيل القمامة([121]).
  5. تمديد خطوط مياه السقاية بالتنقيط للأشجار المزروعة ضمن منصفات الطرقات([122]).
  6. توزيع مخصصات مادة المازوت للتدفئة، ويحق لكل عائلة كدفعة أولى 200 لتر بقيمة 35ل.س للتر الواحد([123]).
  7. تنفيذ مشروع مناقصة ترميم وصيانة الطرق ضمن المدينة بتكلفة 42 مليون ل.س وتغطية مساحة 32م([124]).
  8. مشروع مناقصة لإدخال أتربة زراعية إلى حديقة " كوران" بقيمة قاربت 1 مليون ل.س([125]).
  • بلدية تل حلف
  1. المباشرة بتوزيع مادة المازوت على البلدة وتخصيص لكل دفتر عائلة 200 لتر بقيمة 35 ل.س([126]).
  2. المباشرة بتنفيذ مشروع مناقصة صرف صحي في قريتي الناصرية وقطينة لـ يخدم 200 منزل لكلا القريتين بقيمة تقارب 22 مليون ل.س وتقدير مدة التنفيذ ب 60 يوم([127]).
  3. القيام بإعادة تأهيل بئر الناصرية بتمويلٍ من منظمة "كون سيرن"([128]).
  • بلدية القحطانية" تربي سبيه"

طرحت بلدية القحطانية مشاريع مناقصات شملت:

  1. مشروع مجرور صرف صحي لقرى "كندك سيد، شيتكة، كريمركي" بقيمة قاربت 41 مليون ل.س([129]).
  2. مشاريع رش حجر مكسر لشوارع فرعية داخل المدينة وداخل قرية "درنا قلنكا" بقيمة قاربت 60 مليون ل.س([130]).
  3. مشروع مجرور صرف صحي لقرية "حاصودة" بقيمة قاربت 9.5 مليون ل.س، ولقرية "كربكيل" بقيمة قاربت 5 مليون ل.س([131]).

ونفذت البلدية مشاريع مناقصات تم طرحها سابقاً وهي:

  1. المباشرة بتنفيذ مشاريع فرش بقايا وحجر مكسر لقرى تابعة لبلدية قرية " التنورية" بقيمة 12 مليون ل.س([132]).
  2. تنفيذ مشروع مجرور الصرف الصحي لقرية الشيبانية التابعة تكلفة قاربت 5 مليون ل.س([133]).
  3. إنهاء مشروع ترميم طرق قرى تابعة لبلدية عطشان في منطقة آليان([134]).
  • بلدية المالكية /ديريك
  1. طرح مشروع صيانة فوهات مطرية داخل المدينة بقيمة تزيد عن 1 مليون ل.س([135]).
  2. البدء بتوسيع المنطقة الصناعية الجديدة التي تحوي 30 محلاً بهدف نقل المحلات الصناعية من داخل المدينة إلى خارجها، ويتم منح المحلات عن طريق الاكتتاب وتصل قيمة المحل الواحد البالغ مساحته 50 متر، 2 مليون ل.س([136]).
  3. وضع آرمات تشجع على الحفاظ على البيئة([137])، وتوحيد لباس عمال النظافة التابعين للبلدية([138]).
  • بلدية الجوادية " جِل آغا"
  1. تنظيف مجاري الصرف الصحي وتركيب أغطية على طريق المحلق الشمالي([139]).
  2. تنفيذ المرحلة الثانية من عقد مشروع بقايا مقالع طريق المحلق الشمالي البالغ قيمته 10 مليون ل.س ([140]).
  3. طرح مشاريع مناقصات بقايا وترميم خطوط الصرف الصحي وتمديدها ضمن المدينة وبعض القرى بقيمة قاربت: 73 مليون ل.س([141]).
  4. طرح مشاريع حفر آبار ارتوازية بقيمة 48 مليون ل.س، مشاريع بقايا ومقالع بقيمة 22 مليون ل.س([142]).
  • عين العرب/ كوباني
  1. تزفيت طريق ساحة الحرية في المقاطعة، وترميم طريق جرابلس وطريق الفرن الآلي. المقاطعة([143])، ولاحقاً وصل الترميم لشارع 48 الواقع وسط المدينة([144]).
  2. افتتحت هيئة الصحة في المقاطعة 7 نقاط طبية في المدينة، لخدمة الحالات العاجلة والاضطرارية، ومن المقرر أن تقوم الهيئة بافتتاح 7 نقاط طبية أخرى([145]).
  3. تشهد المدينة جولات دورية من قبل مديرية التموين للكشف على المواد التموينية ولوحظ بعض حالات بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية وتم مصادرتها وإتلافها من قبل المديرية([146]).
  4. قيام مديرية النقل بتوزيع وتغيير لوحات السيارات وخلال شهر واحد قامت المديرية بتسجيل 731 دورٍ لتسجيل سياراتٍ ودراجات غير منمرة.
  • عفرين
  1. قامت بلدية " الشعب" في بلدة "معراته" ابتسوية الطرقات الرئيسية فيها وفي قرية كفرشيل بطول 1200 متر وعرض 6أمتار([147])، والطريق الثاني الذي استمرت أعمال توسعته وإيصاله لقرى جديدة واستمر لمدة 6 أشهر هو الطريق الواصل بين (شيه-كوندي خليل) بمسافة بلغت 20 كم وعرض 8 أمتار([148])، والثالث كان ترميم وترقيع بلدية "ميدان" لطرق القرية بمادة الأسفلت([149])، والتخديم الرابع كان من نصيب طريق " شرا- ديرصوان" حيث تم ترميم وتوسيع الطريق الذي يبلغ طوله 500 متر وبعرض 6 أمتار([150])، والنشاط الخامس كان تسوية الطريق المؤدي إلى بلدية الأشرفية والذي نفذ بالتعاون بين بلديتي " الشعب في الأشرفية والبلدية المركزية وبطول 300 متر وعرض 7 أمتار([151])، والنشاط الأخير نفذته بلديات "شيه و جنديرس" طريق حراجي في موقع " بوذية" بهدف تأمين وصول سهل في حال حدوث حرائق([152]).
  2. نفذت بلديات عفرين مجموعة مشاريع أخرى منها: مشروع افتتاح حديقة في محيط " جامعة عفرين" بطول 80 متر وعرض 25 متر([153])، ومشروع تسوية أرض في مشتل "الشهيد رفعت" لإعداد الشتول الحراجية، وصلت طاقة كل مسبكة فيه ل 1000 شتلة حراجية([154]).
  3. قامت بلدية الشعب في " بلبلة" بترميم الجسر الواقع على طريق القرية، ونفذ المشروع بمشاركة أهالي القرية بالمعدات اللازمة وبتقديم مبلغ قدره 70 ألف ل.س من القيمة الإجمالية التي بلغت 1200000 ل.س، وبلغ طول الجسر 12 متر وعرضه 8 أمتار وإلى جانبه نفذت ذات البلدية حفر بئر بعمق بلغ 400 متر وكلف 25 مليون ل.س([155]).
  4. أنهت البلدية ترحيل بقايا الأحجار والأتربة من موقع الحديقة التي تم إنهاء إنشائها في شارع "شو كافيه"([156]).
  5. باشرت البلدية مشروع إنشاء دوار في وسط ساحة النبعة بهدف تنظيم المرور([157]).
  6. نفذت " بلدية الشعب في ميدانكه" مشروع صرف صحي ضمن البلدة حيث تم ربط شبكة البلدة بالخط الرئيسي وتم إنشاء حوض ترسيب لمنع امتزاج مياه الصرف الصحي بمياه السد([158]).
  7. نفذت " بلدية الشعب في الأشرفية" مشروع إنشاء خط صرف صحي في الحي بطول 220 متر.
  8. استطاعت البلدية توصيل الكبل الضوئي للاتصالات في المدينة بعد أن قطع نتيجة الحفريات([159]).

والجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأعمال الخدمية ضمن المجال الإنساني/ المخيمات على النحو التالي:

  • مخيم" روبار": يتخذ عشرات الآلاف من النازحين مدينة عفرين ملجئ وفي مواجهة الازدياد المستمر لأعدادهم قام مكتب "شؤون النازحين والإغاثة في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإشراف على تفريش أرضية مخيم" روبار" تجمع قرية باصله" للنازحين بمادة البحص، وبلغت مساحة الأرضية المفروشة /400/ متر مكعب([160])، وفي مجال الخدمات أيضاً تم الانتهاء من مشروع بناء كتل الحمامات وبلغ عددها عشر كتل تحوي كل كتلة عشرة حمامات وعشرة بيوت راحة، أي 200 حمام بالمحصلة وتم المشروع أيضاً بتنسيق ودعم من جمعية بهار الإغاثية، حيث تم بناء عشر كتل مزدوجة (إحداها حمامات والأخرى دورات المياه العامة)، ويوجد في كل كتلة عشر حمامات وعشر دورات المياه العامة([161])، من جهته قدم الهلال الأحمر السوري بتقديم دفعتين من السلال الغذائية 600 ([162])، يذكر أن مخيم "روبار" كان قد افتتح بتاريخ 27/9/2014.
  • مخيم الشهباء: بالنسبة لمخيم " الشهباء" ونتيجة نزوح عائلات جديدة إلى المخيم قام الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع "هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بمقاطعة عفرين" بتوزيع مواد غذائية وصحية على اللاجئين الجديد([163])، ودفعة أخرى شملت بطانيات وسلل غذائية([164])، ووزعت جمعية بهار 50 سلة غذائية([165])، من جهتها قامت لجنة الرعاية الاجتماعية في" هيئة الشؤون الاجتماعية " بجولة إلى "دار نوبال" للأيتام في عفرين، ووزعت على أطفال الدار الحقائب المدرسية والقرطاسية([166])، ويقع مخيم الشهباء في قرية "كشتعار" بريف عفرين.

وفي مجال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قام من جهته مركز الصم والبكم في جمعية الملاك الخيرية بالتحضير لافتتاح الموسم الثاني من العام الدراسي الخاص بالطلاب الصم والبكم وفق منهاج خاص بهم([167]).

 

ثانياً: خلال شهر تشرين الأول

 

  • بلدية الحسكة " المدينة"

يتم تنفيذ جملةٍ من الأعمال من قبل بلديات الإدارة الذاتية وتكون في غالبيتها مشاريع تم طرحها كعقود مناقصات للعموم، ويتم تنفيذها من قبل متعهدين تحت إشراف البلدية، ولا يتم عادةً ذكر الجهة المنفذة للعقد، وفي هذا الاتجاه نفذت بلدية مدينة الحسكة مجموعة من المشاريع كان أهمها مشروع تعبيد طريق "الداودية"([168])، وطرح مناقصة لمشروع تعبيد طرق بلدة "توينه" بقيمة 32 مليون ل.س([169])، وباشرت البلدية بتنفيذ بناء جسور القرى التابعة لبلدة "صفيا"([170])، بالإضافة إلى الانتهاء من بناء جسر قريتي "كوندك"([171]) والحديدية([172])، وفيما يخص الصرف الصحي ومطريات تصريف المياه فقد نفذت البلدية مشروع تجهيز مطريات المدينة وبلغ المنجز منها([173])، وبالنسبة للصرف الصحي فقد أنجزت البلدية المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي لضاحية نوروز بطول 3 كم([174]).

نظافة الحدائق والشوارع إحدى الواجبات الدورية التي تقدمها البلديات، وفي هذا الاتجاه نفذت بلدية الحسكة تنظيف منصفات الطرق([175])، إلى جانب القيام بحملة نظافة في حي الصناعة([176])، وقامت بحملة مماثلة في قرية الفلاحة([177]) ، وفي سياق الصحة العامة أصدرت البلدية قراراً بمنع رواية المزروعات من مياه نهر "جغجغ" نتيجة تحوله بشكل كامل لأحد مصادر المياه الآسنة، ويجدر بالذكر أن هذه القرار بالإضافة لمحاسنه فله أضرار كبيرة على المزارعين في المنطقة نتيجة اعتمادهم على النهر كمصدر رئيسي لري المزروعات([178])، وجاء قرار المنع بعد جولات عدة لقسم البيئة في البلدية على الأراضي التي يتم ريها بشكل كامل بهذه المياه([179])، وضمن إطار آخر وفيما يتعلق بازدياد المواد المنتهية الصلاحية، قامت شعبة التموين بجولاتٍ عدة على المطاعم وبعض المحلات التجارية، وتم إتلاف كميات مختلفة من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية([180]).

سيطرت قوات الحماية الشعبية على مدينة الشدادي منتصف شهر شباط 2016 وتشرف بلدية الحسكة المركزية على تقديم الخدمات وتنظيم شؤون بلدية المدينة التي تم تشكيلها عقب السيطرة عليها، وفي هذا السياق قامت بلدية الحسكة بفتح شبكة نقل داخلي للمدينة بالإضافة إلى تحديد مكان لكراج النقل الخارجي([181])، أما في مجال البنية التحتية فقد أشرفت الدائرة الفنية التابعة للبلدية على تنفيذ مشروع تعبيد طريق في محيط المدينة([182]).

  • بلدية القامشلي/ القامشلي "الكبيرة"

تتقاسم ثلاث بلديات تخديم مدينة القامشلي وهي : بلدية القامشلي الكبيرة، وبلدية غربي القامشلي، وبلدية شرق القامشلي، وفيما يخص الأعمال المنفذة من قبل بلدية القامشلي الكبيرة جاء في مقدمتها: توصيل خط مياه جديد لحي "الميسلون” لدعم طاقة الدفع في الخط الرئيسي القديم([183])، وفي مجال الحدائق شهدت حديقة القامشلي المركزية صيانة لألعاب الأطفال وتم تخصيص عمال لملاك الحديقة للقيام بأعمال التنظيف والسقاية([184])، وفيما يخص الطرقات قامت البلدية بتخصيص عمال لصيانة المنصفات داخل المدينة([185])، وفي مجال التموين والصحة قامت البلدية بجولاتٍ عدة لضبط المواد المنتهية الصلاحية وتم توجيه الإنذارات للمحلات المتاجرة بمواد فاسدة ومصادرة وإتلاف الموجود منها([186])، أيضاً في هذا الاتجاه أصدرت شعبة التموين قراراً بمنع بيع المواد الغذائية المكشوفة وخاصةً اللحوم والحلويات([187]).

  • بلدية القامشلي/ الشرقية: لم يتم تضمينها نتيجة توقف حساب البلدية عن العمل.
  • بلدية القامشلي /الغربية

بدأت بلدية القامشلي أهم أعمالها لشهر تشرين الثاني بإتمام مشاريع تعبيد الطرق، حيث شهد حي "الكورنيش" حملة ترقيع للطرق([188])، وفي مجال الصرف الصحي أطلقت البلدية حملة صيانة للأعطال الموجودة في شبكة الصرف في حيي الهلالية والكورنيش([189])، وفيما يخص الحدائق فقد باشرت البلدية بمشروع بتخطيط حديقة حي "حلكو"([190])، بالإضافة لحملة تنظيف للحدائق([191]) العامة الأخرى وللمدارس([192]).

  • بلدية عامودا

بخصوص بلدية مدينة عامودا فقد أشرفت البلدية على تزويد طريق (بريفا -سنجق سعدون) بالمجبول الزفتي([193])، وعلى مشروع فرش "البقايا لكومين الشهيدة سما"([194])، أما في مجال الصرف الصحي فأشرفت البلدية على مشروع تمديد مجرور الصرف الصحي لقرية "سنجق سعدون"([195])، وفي مجال النظافة العامة فقد نفذت البلدية حملة لتنظيف القرى على طريق "الشهيد كندال" لمدة ثلاثة أيام، وأنجزت حملة تشجير لدوار "المرأة الحرة" والمنصفات الثلاث في المدينة([196]).

تقوم المنظمات الدولية بدعم الكثير من المشاريع وتقوم البلديات بالإشراف عليها، وفي هذا الاتجاه قدمت إحدى المنظمات مولدة لتقوية التيار الكهربائي المستخدم في توزيع المياه على المدينة([197])، أيضاً في مجال مياه الصرف الصحي نفذت منظمة M.R.F.S، مشروعاً لتركيب مولدة لتقوية التيار المائي من الخزان الغربي في المدينة([198]).  وفي مجال الصحة العامة قامت إدارة المسلخ البلدي بإتلاف لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري([199])، ونفذت شعبة التموين جولات على محلات القصابين وتمت مصادرة اللحوم الفاسدة ليتم إتلافها لاحقاً([200])، وفي سياق آخر قامت البلدية بإصدار قرار لكافة المحلات باستبدال اللوحات التعريفية بأخرى مكتوبة باللغة الكُردية واللغات الأخرى في حال الرغبة([201])، وفي إطار آخر تقوم البلديات التابعة للإدارة الذاتية بتدريب عناصرها على استخدام السلاح وفي هذا الاتجاه أنهت البلدية دورة تدريبية على حمل السلاح ل 50 عضوة من مؤسساتها([202]).

  • بلدية الدرباسية
  1. جولة للإشراف على عمليات البناء ومنح الرخص وفق استيفاء شروط البناء([203]).
  2. إزالة بقايا الأتربة من الشوارع الفرعية والرئيسية الناتجة عن عمليات البناء([204]).
  3. القيام بجولة على المحلات والأفران وتوجيه الإنذارات للمخالفين([205]).
  4. مصادرة لحوم وجلود فاسدة وإتلافها([206]).
  5. تنفيذ خط للصرف ضمن المدينة بطول 1500م([207])، وتنفيذ مشروع صرف صحي ضمن حي "الشهيد كورجان" بمساندة من منظمةIRD([208]).
  6. تنفيذ مشروع فتح طرق وتمديد الصرف الصحي لقرية "جطل"([209]).
  7. الانتهاء من فتح الفوهات المطرية في الشوارع الرئيسية للمدينة([210]).
  8. المباشرة في فرش مادة الحجر المكسر والمجبول الزفتي في قرية "تل أيلول" وقرية "عمر زوباش" وتعبيد طرق قرية" تل تشرين" بعد إعادة تنظيمها([211]).
  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ
  1. طرحت البلدية مشروع مناقصة لمعالجة خمسة حالات لهبوط الأرض بأحجامٍ مختلفة بلغ عمق أحدها أكثر من عشرة أمتار([212]) بلغت قيمته 25 مليون ل.س، وبلغ حجم الحفر 6481 متر([213]).
  2. أنهت البلدية مشروع طرق "المشرافة، والقبور، وعين حصان، ومدخل المدينة بطول بلغ 3200 متر([214])، ونفذت مشروع تعبيد طريق "الأمانة" بكمية بلغت 4000 متر([215])، وفي ذات السياق طرحت البلدية مناقصة جديدة لتعبيد طرق قرى عدة بقيمة قاربت 25 مليون ل.س([216]).
  3. قامت بتركيب مولدة كهرباء بقيمة 42 ألف دولار لزيادة ضغط المياه في أحياء "زردشت، زورافا، وروناهي" ونفذ المشروع بدعمٍ من منظمة الإغاثة الطبية لسوريا MRFS ([217]).

وفيما يخص بلدية تل حلف القريبة من مدينة رأس العين فلم يشهد لها سوى نشاطين في ظل هبوط واضح عن الأشهر السابقة.

  • بلدية القحطانية" تربي سبيه"
  1. نفذت بلدية مدينة القحطانية /تربي سبيه وبلديات القرى التابعة لها جملةً من أعمال التعبيد والصيانة للطرق كان أهمها: فرش شوارع قرية "خزنة" بالبقايا، والقيام بترميات لطرق قرية "مزكفت"، وقرية "خويتله"، بالإضافة لعدة طرق داخل المدينة([218]).
  2. باشرت بلديات قرى "الحلوة وعطشان، وحاصودة، وكربكيل" لمشاريع الصرف الصحي والتي كانت قدر رست على متعهدين في وقت سابق([219])، ومشاريع المجرور لقرى "مزكفت، وتنورية وحلوة.
  3. قامت لجنة مراقبة النظافة بحملة لتنظيف شوارع منطقة تل حميس.
  • بلدية الجوادية " جِل آغا" توقف حسابها عن العمل.
  • بلدية المالكية /ديريك
  1. باشرت بلدية "الشعب في ديريك" تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الحزام الجنوبي الشرقي للمدينة بطول 3 كم وعرض 20 متر، وتم تسوية الأرض على طرف الطريق للبدئ في زراعة الأشجار، من جهة أخرى أعلنت البلدية مناقصة بقيمة 33 مليون ل.س، لتنفيذ رصيف ورديف الطريق، والهدف من إنشاء هذا الطريق الجديد هو منع الشاحنات الكبيرة من المرور داخل المدينة.
  2. ترميم طريق قرية "قصر ديب وفرشها بالحجر المكسر بقيمة 2 مليون، ل.س. وصيانة طريق "ديريك-خربة عدنان".
  3. ترميم طريق قرية " شكر خاج" بطول 6 كم، وطريق قرية "روباريا" بطول 6 كم([220]).
  4. فرش طريق قرية "بورز" بالحجر المكسر بطول 3 كم، الانتهاء من صيانة طريق قرية "ركافا-تليلون"، البدء بصيانة طريق قرية “عدنان – مامشور" بطول 3 كم.
  5. طرح مشروع مناقصة إنارة مدينة ديريك.
  • عين العرب/ كوباني
  1. مراقبة سير العمل في ورشة الخياطة ودار الحضانة التابعين لهيئة "المرأة والأسرة"([221]).
  2. محاربة بيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ومصادرتها.
  3. الاستمرار في وضع حجارة المصنفات للطرق والقيام بصيانة بعضها الآخر.
  4. عقد اجتماع بين "قيادة قوات الأسايش" وأصحاب صالات الأفراح في المدينة لوضع خطة أمنية في مواجهة احتمالات تعرضها لأي هجمات مسلحة او انتحارية وتم الاتفاق وتوصية أصحاب الصالات على عدة نقاط كان أهمها: تكليف شخصين كحماية خاصة للصالات، والقيام بعمليات التفتيش للوافدين دون استثناء، وتأمين مداخل ومخارج الصالة، وتكليف أشخاص من آهالي المحتفلين للتعرف على الضيوف.
  • عفرين
  1. قامت هيئة الزراعة بتوزيع بذار القمح والسماد الخاص به على المزارعين، وقامت الهيئة بتحديد أسعار المادتين([222]).
  2. شهدت المدينة زيادة ملحوظة في عمليات المراقبة ومتابعة المشاريع العقارية والتجارية، في طور البناء، وتم الوقوف على المواصفات ومدى مطابقتها للمعايير المقبولة([223]).
  3. باشرت البلدية بمد خط مياه لمنطقة الأشرفية بطول 550 متر([224])، ونفذت البلدية مشروع تركيب قساطل للمجرى الرئيسي في قرية" رندة"، وأشرفت على صيانة خط الصرف الصحي في حي "الأشرفية فوقا".
  4. بدأت البلدية بمشروع بناء حديقة جديدة بالقرب من مستشفى "آفرين"([225])، واستمرت الأعمال في الحديقة المجاورة لمركز "الهلال الأحمر الكردي"، أما في مجال الطرق، فقد استمرت البلدية بتنفيذ جملة من مشاريع تعبيد وصيانة الطرق الداخلية للمدينة، وفي ظل تزايد أعداد الحوادث على طريق "معرسكة" مع زيادة أعداد السيارات والشاحنات، توجهت البلدية لفتح طريق جانبي بطول 1 كم، وعرض 8 متر، وعملت البلدية على تنفيذ حملة نظافة لمنطقة (كفرجنة).
  5. شهدت المدينة إعلان جامعة عفرين التابعة للإدارة الذاتية موعد بدء العام الدراسي الجديد في 08/10/2016([226]).

 

ثالثاً: خلال شهر تشرين الثاني

  • بلدية الحسكة " المدينة"
  1. تمديد خط مطريات لنهر جغجغ بطول /150/ م، وتم وضع قساطل /20/ سم وصب إسمنت بالقالب للأرصفة في الشارع المجاور للنهر([227]).
  2. قامت البلدية بإعادة افتتاح المجبول الاسفلتي بعد عملية صيانة دامت 4 أشهر وكلفت 20 مليون ل.س، وبدأت العمل في مشروع رصيف ومطريات شارع المفتي الرئيسي، وبدأ العمل على فرش مادة الحجر المكسر لشوار أحياء "العزيزية -ضاحية نوروز وطريق قرية برزان".
  3. فتتاح مركز جديد لخدمة المنطقة الجنوبية من المدينة، وإصدار تعميم لكافة المرافق العامة باعتماد لوحات التعريف باللغات "الثلاث الرسمية في روج افا وهي العربية والكردية والسريانية"، متابعة سير العمل في مشروع الأرض الزراعية التابع "لمشاريع المرأة"([228]).
  • بلدية القامشلي/ القامشلي "الكبيرة"
  1. قامت شعبة التموين بجولات عدة للكشف محتكري مادة السكر الأبيض. وفي جولة أخرى قامت الشعبة بمصادرة كمية من المواد المنتهية الصلاحية وأتلفتهم، ونشرت الشعبة بياناً جديداً لكافة الأفران والمطاحن بتحديد سعر الطحين بـ /7600/ ل.س وبوزن /50/ كغ.
  2. عقدت البلدية اجتماعات عدة بهدف زيادة المساحات الخضراء في " المقاطعة" ونتج عنها طرح مناقصة لشراء 6500 شتلة لمختلف أنواع الأشجار.
  3. أشرفت دائرة المياه وبرعاية منظمة اليونيسف على تغيير خط التغذية الرئيسية للمياه، بطول 1150 متر، وباشرت الدائرة بصيانة ودعم مياه الحي الغربي من مدينة القامشلي بعد معاناة من ضعف ضغط المياه([229]).
  • بلدية القامشلي/القامشلي الشرقية توقف الحساب عن العمل.
  • بلدية القامشلي/ القامشلي الغربية لم يتم تغطية إلا نشاطين ميدانيين.
  • بلدية عامودا
  1. العمل على توسيع المخطط التنظيمي للمدينة لسد الطريق أمام السكن العشوائي.
  2. الاستمرار في العمل على توسعة المدينة الصناعية الخاصة بالمدينة وتحديد مكانٍ ضمنها لركن سيارات الشحن الكبيرة.
  3. تجهيز طريق طوبز والذي ربط 6 قرى ببعضها البعض بطول 12 كم.
  4. وفتحت البلدية طريقاً جديداً لربط طريق الحسكة بطريق الحزام([230]).
  5. من جهة أخرى قامت دائرة المياه في البلدية بالتعاون مع منظمة (IRD) بوضع جهازين للكلور لتعقيم المياه، ونفذت البلدية بالتعاون مع منظمة (IRS) بتنظيف الفوهات المطرية في المدينة.
  • بلدية الدرباسية

قيام الدائرة الفنية التابعة لبلدية بالدرباسية بجولة على أراضي الغمر لمنع المواطنين من البناء، وفق قرار سابق من " رئاسة البلديات الديمقراطية" بالمنع.

وفيما يخص حركة البناء بشكل عام لوحظ وقوف البلدية على حركة البناء ومدى سيرها ضمن المواصفات العامة، وفي مجال شبكة المياه باشرت دائرة المياه بصيانة الخطوط الفرعية ضمن المدينة([231]).

  • بلدية رأس العين/ سَريهِ كانيهِ

تمكنت شعبة التموين في "بلدية الشعب في سري كانيه" من مصادرة 2 طن من المواد المنتهية الصلاحية وتم إتلافها، وباشرت البلدية في تنفيذ مشروع الصيانة لشبكة الصرف الصحي في المدينة بتكلفة إجمالية تصل 104 مليون ل.س، في محاولة لوقف التسرب الحاصل في الشبكة والمؤثر بشكل مباشر في ظاهرة التكهفات في المدينة وسيشمل استبدال 3500 متر من القساطل القديمة باخري جديدة([232]).

  • بلدية تل حلف لم يتم نشر أي نشاطات للبلدية.
  • بلدية تل حميس

تدير" هيئة البلديات الديمقراطية" شؤون بلدة تل حميس، وقامت الهيئة مؤخراً بتفعيل (12) بئر في البلدة لتأمين مياه الشرب([233]).

  • بلدية القحطانية" تربي سبي"

نفذت بلدية "سيحة" التابعة لبلدية القحطانية أعمال صيانة للطرق التابعة للبلدة، واستمرت بلدية تربه سبي وبالتنسيق بين دائرة المياه ومنظمةIRD بالتحضير لإنشاء قواعد وأساسات مولدات الكهرباء المغذية لآبار تم تجهيزها لتوفير المياه للمنطقة.

وفي مجال النظافة العامة استمرت لجنة مراقبة النظافة في تعزيل وتنظيف 25 فوهة مطرية في شوارع المدينة، وقامت لجنتا البيئة والنظافة بحملة تنظيف مجرة نهر جراح المار في وسط المدينة، ودخلت البلدية في مرحلة تثبيت عواميد وتمديد شبكة الصرف الصحي الخاصة بمعمل تدوير النفايات في ريف المدينة([234]).

  • بلدية المالكية /ديريك
  1. إنهاء تنفيذ طريق قرية "ركافا – تليلون" ببقايا المقالع.
  2. نفذت مشروع ترقيع بعض الطرق في "حارة صور" وبعض شوارع سوق المدينة والمدخل الشرقي طريق الزهيرية.
  3. ترقيع الطريق العام من مدينة ديرك الى قرية عين ديوار ويبلغ طوله 12 كم ويعتبر الطريق الرئيسي إلى "مخيم نوروز ومزار الشهداء والعديد من القرى منها بانة قصر-برك -تل دار-حب الهوى-مزر -قصر ديب"([235]).
  4. نفذت البلدية نفذت البلدية حملة تنظيف وتعزيل الفوهات المطرية في المدينة ويبلغ عددها ما يقارب 500 فوهة مطرية و500 ريكار.
  5. نفذت دائرة المياه والصرف الصحي مشروع تمديد شبكة جديدة للمياه إلى قرية بورز واحتاج إلى ما يقارب 3500 متر من الخراطيم بتكلفة 1,5 مليون ل.س، وتم توزيع 15 موزع داخل القرية بتكلفة 700 ألف ل.س.
  6. وزعت البلدية بتوزيع 52 حاوية نظافة مختلفة الأحجام على مؤسسات ومراكز المدينة والمدارس في المدينة.
  • بلدية الجوادية " جِل آغا"

استمرت " بلدية الشعب في مدينة "جل آغا" بتنفيذ مشاريع صيانة طريق قرى (شمام _قيرو _كرهوك)، من جهة أخرى تم الانتهاء من مشروع رش بقايا مقالع للطريق الرابط بين " قرية "خراب باجار" والطريق الدولي والذي يبلغ طوله 2600 متر، وبدأت البلدية بتهيئة الشريط الأخضر لحرم الطريق في المدخل الغربي للمدينة استعداداً لتشجيره، وفي مجال تدعيم شبكة المياه قام قسم المياه في البلدية بتجهيز ووضع مولدات كهربائية لبئري حي صلاح الدين والصناعة([236]).

  • عين العرب/ كوباني

نفذت "بلدية الشعب" في مدينة كوباني عدة مشاريع كان أهمها افتتاح "هيئة الزراعة والاقتصاد" مفقس للبيوض الملقحة لإنتاج الدواجن، ومن المخطط أن ينتج المفقس من 26 إلى 28 ألف من الفراخ، ويبلغ عدد المفاقس (6) والحاضنات (2)، والمشروع الثاني كان افتتاح مزرعة بيوت بلاستيكية لإنتاج الخضروات، وبطاقة تشغيل تصل ل 50 عامل، على مساحة 20 دونم، وفي مجال الصحة العامة قامت مديرية التموين بإتلاف طن من المواد الغذائية الفاسدة. ومن الناحية السياسية شهدت المدينة زيارة وفد غربي برئاسة سفير خارجية أمريكا السابق لدى دولة كرواتيا وعضو العلاقات الأمريكية الخارجية الحالي "بيتر غالبريف"([237]).

  • عفرين

لم يتم رصد أعمال ونشاطات منفذة من قبل البلدية سوى الاستمرار في بعض المشاريع التي بدأت في الأشهر السابقة، ولم يعرف السبب فيما إذا كان تقنياً أو تراجعاً في سوية الأعمال المنفذة من قبل البلديات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية في عفرين.

 


 

([1]) إعلان الفيدرالية شمال سوريا الشهر القادم، وانتخابات عامة خلال ستة أشهر، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 16/09/2016، الرابط: https://goo.gl/yo1Hm2، للمزيد يرجى مراجعة: كُرد سوريا يتحدون التوغل التركي بـ “نظام جديد" الشهر المقبل، الموقع: كُردستان24، التاريخ: 08/09/ الرابط: https://goo.gl/5cmvfl، 

([2]) روج افا تستعد لافتتاح ممثلية لها في اتحاد بينيلوكس الاوربية، الموق: روج نيوز، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: http://goo.gl/n0XCTb، 

([3]) وهذه البنود هي:

  • توصيف الصراع على أنه صراع على السلطة، وأن ما يجري تحريف للثورة السورية، وأنه لا حل إلا بالحوار السوري - السوري تحت مظلة الأمم المتحدة.
  • الاتفاق على أن هناك تغييب معتمد لكافة الأطراف السياسية التي تمثل المكونات الأساسية للشعب السوري العرب منهم والكرد.
  • الاتفاق على تغيير النظام بكافة رموزه وبناء نظام ديمقراطي برلماني تعددي لا مركزي
  • التحالف البيني لا يتقصر على المبادئ النظرية، إنما يتعهد الطرفان بوضع كافة إمكاناتهما السياسية والاقتصادية والإعلامية في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق كل ما يخدم توافقات الطرفين.
  • التأكيد على أن ما جمعهما هو الاتفاق على المشاركة في صناعة حاضر سورية وغدها.
  • التعهد بأن يكون الهدف الأساسي الذي يجمع السوريين هو التخلص من النظام ومحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة وإخواتها والسير بخطى حثيثة لحل سياسي يضع حداً للنزيف السوري.
  • العمل على تطوير تحالف القوى السياسية الديمقراطية، أخذين بعين الاعتبار أن المعضلات الكبيرة هي الفرصة الأنسب للحلول الكبيرة.

([4]) إلهام أحمد تواصل جولتها الدبلوماسية بلقاء حزب الهنشاك الأرمني، الموقع: آ ن ف، التاريخ: 13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uHpFlm

([5]) “درئا للفتنة” “الوطني الكردي” يؤجل وقفة في القامشلي، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 02/09/2016، الرابط: http://goo.gl/tqaz15

([6])محليات المجلس في الحسكة تعتصم ضد ممارساتPYD، الموقع: آرانيوز، التاريخ:12/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xinBLE

([7])اعتصام PDKSاحتجاجاً على اعتقال قياديي في المجلس الكردي: آرانيوز، التاريخ: 12/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OBPJfs

([8])نشطاء من المجلس الكردي يضربون عن الطعام تنديداً بالاعتقالات، آرانيوز، التاريخ: 14/09/2016، الرابط: https://goo.gl/a5sJkh

([9])المجلس الكردي ينهي إضرابه عن الطعام في الحسكة، الموقع: وكالة سمارت، التاريخ:18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/eXqK7I

([10])حملة اعتقالات تطال أعضاءPDKSبريف الحسكة، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/tBb4LC

([11])اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين لا لتصاعد الترهيب ضد الصحفيين، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xzkqnD

([12]) ENKS يتباحث مع وزير الخارجية الهولندي حول وثيقة المعارضة وممارسات PYD، الموقع: ارانيوز، التاريخ:16/09/2016، https://goo.gl/z776aW

([13])مكتب ميركل يدين انتهاكات قوى PYD العسكرية في كُردستان سوريا، الموقع: روداو، التاريخ:23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J0GU2X

([14])جمال شيخ باقي للمجلس الوطني: “اتركوا تركيا نترك النظام ولنتفاهم في القامشلي، الموقع: كُردستريت، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/JNTs9O

([15])بارزاني: تنظيم "PYD" ينفذ سياسات "PKK" شمال سوريا، الموقع: الاناضول: التاريخ:14/09/2016، الرابط: https://goo.gl/cqiqby

([16]) الآسايش تفرض إجراءات مشددة في الحسكة خلال العيد، الموقع: روداو، التاريخ: 13/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/HLPq6r

([17]) انفجاران في القامشلي والحسكة، الموقع: باسنيوز، الموقع: 05/09/2016، الرابط: http://goo.gl/COuvla

([18])انفجار عبوة ناسفة في الحسكة، الموقع: الآسايش، التاريخ:31/08/2016، الرابط: http://goo.gl/YwPZqo

([19]) بيان صادر عن المركز الإعلامي العام لقوات آساييش روجآفا، الموقع: الآسايش، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/082Iz9 

([20])ملخص الحسكة اليومي 2-9-2016، الموقع: وكالة خطوة، الرابط: http://goo.gl/mTp1BO

([21]) الآسايش تكثّف دورياتها في حي الغزل بالحسكة بعد تفكيك عبوة ناسفة، الموقع:04/09/2016، الرابط: http://aranews.org/?p=76199    

([22])انفجار قنبلة صوتية في حي الكورنيش بالقامشلي، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/zmxCll   

([23]) القبض على مروجي عملات مزورة في عامودا، هيئة الداخلية، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: http://goo.gl/D669sR

([24]) منظمة ‹روج آفا› لمكافحة الألغام تنتهي من تنظيف أحد الحقول بريف سري كانيه، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/94i8Ck

([25]) توتر بين الوحدات الكردية وعشيرة عربية في منبج السورية، الموقع: عربي21، التاريخ: 23/09/09/2016، الرابط: https://goo.gl/wLULHm

([26]) قوات مجلس منبج العسكري تُفشِل هجومين لداعش في منبج وتقتل العشرات منهم، الموقع: راديو ولات، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QF43iK

([27]) وحدة تفكيك العبوات تقوم بتفكيك احداها بالقرب من الحدود التركية، هيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة، التاريخ: 13/11/2016، الرابط: https://goo.gl/B8dBTh، للمزيد يرجى مراجعة الروابط:

  • وحدة الهندسة تفكك عبوتين ناسفتين، المصدر نفسه، التاريخ: 15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/iYtX3u،
  • انفجار عبوة ناسفة امام باب المشفى الوطني، المصدر نفسه، التاريخ: 08/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ykwaTF،
  • انفجار عبوة ناسفة في حي الكورنيش، المصدر نفسه، التاريخ:23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ZfSBHK،
  • انفجار عبوة ناسفة في تل حميس، التاريخ: 23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ybMDZJ،
  • انفجار عبوة ناسفة في مدينة الحسكة، التاريخ: 17/11/2016، الرابط: https://goo.gl/bmRgMx،
  • اكتشاف عبوة ناسفة بالقرب من معمل سينالكو، التاريخ:23/11/2016،الرابط: https://goo.gl/NdB2kT،
  • انفجار عبوة ناسفة في حي غويران: التاريخ: 19/11/2016، الرابط: https://goo.gl/7X48vn،
  • انفجار عبوة ناسفة في مدينة تربيسبيه، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/tasdXH،
  • الاهالي يبلغون عن جسم غريب والوحدة تفكك العبوة التاريخ: 24/11/2016، الرابط: https://goo.gl/1Jsc2W،
  • انتحاري يقوم بتفجير نفسه بمقر لواء جند الحرمين، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/fEfGRU،
  • اصابة طفل بريف منبج بجروح بالغة نتيجة انفجار لغم خلفته داعش، التاريخ: 27/11/2016، الرابط: https://goo.gl/5mpoyW،الآسايش
  • تفكك عبوة ناسفة وضعت على الطريق، ، التاريخ: 21/11/2016، الرابط: https://goo.gl/unKJBD،
  • اتفجار لغم من مخلفات داعش واصابة شاب بجراح بليغة التاريخ:23/11/2016، الرابط: https://goo.gl/X1OJKO

([28])قوات PYD تقتل شاباً كُردياً بريف الحسكة لفراره من التجنيد، الديمقراطي، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/9J24xG

([29]) مسلحو PYD يداهمون قرية بريف عامودا بهدف التجنيد، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/STqKY7

([30]) قائد تجمع كتائب شهداء جرابلس: لن نترك مدينتنا عرضة للاحتلال، الموقع: آ ن أف، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: الرابط: https://goo.gl/J5fkZU

([31]) ‘المقاومة الوطنية السورية لن تسمح لأردوغان تحقيق حلمه، المصدر نفسه، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/i4jKqK

([32])جميل بايك: سنحمي فيدرالية روج افا باي ثمن، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: http://goo.gl/L28RfF

([33]) شيوخ ووجهاء عشائر منبج يعلنون رفضهم للاحتلال التركي، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/8j3TUz

([34]) بيان إلى الرأي العام، الموقع: مجلس الإدارة المحلية، التاريخ: 24/08/2016، الرابط: http://goo.gl/CJN5ay

([35]) (ثوار الجزيرة السورية) تشكيلٌ جديدٌ لقتال (داعش) و(سوريا الديمقراطية) والنظام، الموقع: كلنا شركاء، التاريخ: 10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/vt4h7m

([36]) أبناء العشائر يعلنون تشكيل سرايا القادسية في ريف الرقة في سوريا، الموقع: القدس العربي، التاريخ: 31/09/2016، الرابط: https://goo.gl/KGrdts

([37]) رسالة من الفصائل الثورية المسلحة إلى السيد مايكل راتني مبعوث الامريكي الخاص في سوريا، الموقع: روج آفا نيوز، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/dp7WHi

([38]) ناشطون: الوحدات الكردية ترفع العلم الأمريكي في تل أبيض، الموقع: عنب بلدي، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/ACkuch

([39]) قدمت لهم علمها تقديرا. الولايات المتحدة تستعيد رفات 3 مرتزقة قتلوا وهم يحاربون في صفوفYPG، المصدر: زمان الوصل، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QKKBVB

([40]) تركيا تحذر: سنعامل البريطانيين الذين يقاتلون مع الـ(YPG) كإرهابيين، الموقع: بوير برس، التاريخ: 03/09/2016، الرابط: https://goo.gl/LxTazN

([41])عاجل: وحدات الـ YPG ترد على إطلاق نار من الجانب التركي، الموقع: خبر24، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/HT5AKZ

([42]) عاجل ديريك: الجيش التركي يستهدف الـ YPG، الموقع: خبر24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/HtNRZq

([43]) YPG: الجيش التركي يواصل اعتداءاته واستشهاد أحد مقاتلينا، الموقع: آ ن ف، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/YbKwc5

([44]) الجندرمة تشعل النيران في أراضي بلبلة، الموقع: قوات الآسايش، التاريخ: 07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Lz4lav

([45]) القوات الأمريكية تجهّز مطارات جديدة لها في الحسكة، الموقع: زمان الوصل، التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Xz5Yj8

([46]) مصدر في سوريا الديمقراطية لـ(باسنيوز): قوات أميركية تبدأ بناء مطار عسكري بريف الحسكة الجنوبي، التاريخ:13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uzSmka

([47]) مقر للقوات الامريكية في كرى سبي (تل أبيض)، المصدر السابق، التاريخ: 18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/YX7xXR

([48]) مبعوث الرئيس الأميركي يزور الجزيرة وكوباني ويطمئن قوات سوريا الديمقراطية، الموقع: الحدث، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/JsDqGT

([49]) Daily Press Briefing - September 6, 2016، وزارة الخارجية الامريكية، التاريخ06/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1XfJow

([50]) مقتل 9 من YPG و38 من داعش في اشتباكات بريف الشدادي جنوب الحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 13/09/2016، الرابط: https://goo.gl/4aKQQh

([51])13 قتيلا للميليشيات الكردية بينهم أمريكي في الحسكة، الموقع: شبكة شام، التاريخ: 01/09/2016، الرابط: http://goo.gl/Z6Tgdh

([52]) تبادل أسرى بين داعش والوحدات الكُردية يسفر عن تحرير مقاتلين اثنين من الوحدات و7 مدنيين، الموقع: باس نيوز، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/po4Mi9

([53]) حنيفة حسين: قبول الفدرالية هو أول شرط لنا للمشاركة في عملية تحرير الرقة، الموقع: آ ن ف، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/nfH5cv

([54]) التحاق 50 شاب وشابة بوحدات الحماية، الموقع: آ ن ف، التاريخ:18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/O35VA7

([55])   https://goo.gl/HcAHwD

([56])تخريج الدورة الثانية من واجب الدفاع الذاتي في كوباني، وكالة هاوار التاريخ: 15/09/2016، الرابط: https://goo.gl/zggji0

([57])250 شاباً يلتحقون بالدورة الثالثة لواجب الدفاع الذاتي، المصدر السابق، التاريخ: 25/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/nKE0xi 

([58]) بيان صادر من لجنة الاحصاء في الإدارة الذاتية، الموقع: كُردي سوري، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Liwfz7

([59]) ‹الإدارة الذاتية› تبدأ بإحصاء سكان بعض المناطق في محافظة الحسكة، الموقع: ارانيوز، التاريخ: 19/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1BQh9c

([60]) حزب آزادي الكُردستاني يرفض عمليات الإحصاء في المناطق الكُردية، الموقع: آدار برس، التاريخ: 23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/3Efm0b

([61])مفاوضات بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي حول إعلان الفيدرالية بكُردستان سوريا، الموقع: روداو، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/zdaVQu

([62]) في الإحصاء (رقم 2) الاستثنائي الجائر، الموقع: يكيتي ميديا، التاريخ: 19/09/2016، الرابط: https://goo.gl/QMsV8J

([63]) الإدارة الذاتية بكُردستان سوريا ترد على تصريح وزير المصالحة الوطنية حول الإحصاء السكاني، الموقع: روداو، التاريخ:21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/EetE5X

([64]) مفاوضات بين دمشق وحزب الاتحاد الديمقراطي حول إعلان الفيدرالية بكُردستان سوريا، المصدر السابق، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/zdaVQu

([65])قرارات وتوصيات الداخلية وقيادة الأسايش، الموقع: هيئة الداخلية في الجزيرة‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OX96AM   

([66])رئيس المجلس التنفيذي يؤكد استقالة رئيس لهيئة الطاقة، الموقع: هيئة الادارة، التاريخ: 27/08/2016، الرابط: http://goo.gl/PhG3FA

([67])المصادقة على قانون المخالفات للاستجرار الغير مشروع للكهرباء، الموقع: هاوار، التاريخ:23/08/2016، الرابط: https://goo.gl/vpUojP

([68])بنود مرسوم رقم /16/ ل عام2016 قانون قمع المخالفات، الموقع: المجلس التشريعي، التاريخ:16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OBgSQI

([69])إقرار قانون ضريبة الدخل في مقاطعة الجزيرة، الموقع: وكالة هوار، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/mKPGg9

([70])بمناسبة العيد الأضحى مجلس كوباني التشريعي يصدر المرسوم رقم3، موقع: كانتون كوباني، التاريخ:17/09/2016 https://goo.gl/uMOEMV

([71]) تبديل الوصلات للخط الرئيسي للمضخات، الموقع: هيئة الطاقة في الجزيرة، التاريخ: 08/11/2016، الرابط: https://goo.gl/Rrfyhn، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: صيانة محولات الدرباسية، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/fS0mMs، صيانة المضخة الثالثة في عنفة السويدية، التاريخ:15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/CKBVGa

([72])مشروع تعزيل نهر الجغجغ (مجرى+ اكتاف )، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Nu4md0

([73])جولات الدائرة الصحية، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/zEoQvx

([74])تعلن بلدية الشعب بالحسكة عن إجراء مناقصة/الشدادة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/dNjnjL

([75])مشروع: تجهيز طرقات بلدة توينة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OXjCp9

([76])أجراء مناقصة باتلظرف المختوم، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/QIySSK

([77])إعلان مناقصة بالظرف المختوم،محطةعلوك، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/3rvhNf

([78])تجهيز طرقات، صرف الصحي، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/CYEMlp

([79])خدمات بلدية الشعب بالحسكة، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:24/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/QRKYtu

([80])توزيع اسطوانات الغاز، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Ivk4CX

([81])حملة نظافة في منطقة غويران، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/1xYHBQ

([82]) إدارة PYD تنقل60 ألف أسطوانة غاز من سادكوب إلى مراكز خارج المدينة، الموقع: باس، التاريخ:04/09/2016 https://goo.gl/ueA7nm

([83])تفعيل محطتي مخروم وجبسة، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:23/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/VBl3nK

([84])حل أزمة عمرها خمس سنوات لمياه الشرب، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/WjeuSO

([85])اعلان مناقصات، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية‏، التاريخ:17/09/2016، الرابط: https://goo.gl/O6HSsp

([86]) دائرة المياه في هيئة البلديات تعلن مناقصة، الموقع: هيئة البلديات الديمقراطية‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/t3DI5v

([87])صيانة الخطوط الرئيسية للمياه في مدينة القامشلي، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Gj3NgS

([88])بلدية شعب القامشلي مستمرة بترميم منصفات الشوارع، الموقع: انها، التاريخ:26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J6tCwH

([89])حل أزمة البسطات، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ:18/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/nhZZKg

([90])اللجنة الفنية تستمر في تفريش البقايا، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/T1CKjj

([91])البلدية الشرقية تستمر بتزفيت حي الآربوية، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/nFFs7y

([92])حملة واسعة في المنطقة الشرقية لقتل الكلاب المذعورة، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/82cpuV

([93])لجنة الخدمات تضبط حالة مخالفة، الموقع: بلدية القامشلي الشرقية،‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:https://goo.gl/Pb51L1

([94])فتح الشارع العريض بحي الكورنيش، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/OudnFd

([95])استمرار الترقيعات الزفتية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:08/09/2016، الرابط:https://goo.gl/38bPBN

([96])مشروع تجهيز حديقة عامة، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/9qO52a

([97])لجنة المخالفات تهدم الأبنية المخالفة، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/ZmhFgq

([98])اعلان مناقصة فوهات مطرية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/1YHzuU

([99])اعلان مناقصة 125 فوهة مطرية، الموقع: بلدية القامشلي الغربية‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/D8kvzP 

([100])ترقيع الطرق الرئيسية في ريف مدينة عامودا، الموقع:  بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط: https://goo.gl/uWs6G8

([101])شروع تزويد طريق (بريفا- سنجق سعدون ) بالمجبول،  بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:29/09/2016، الرابط  https://goo.gl/NTdlyq

([102])مشروع صيانة الطريق بين قريتي قجلة وجناق، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/fJt9CS

([103])شق طريق قرية كرنكو -كندور، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:25/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/N5QEcQ

([104])مشروع بقايا لطريق قريتي تل العشق وقرميتلو، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:07/09/2016، الرابط: https://goo.gl/0mWqds

([105])مشروع فرش بقايا للكراج جانب ساحة المرأة، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/2s3KIf

([106])استكمال بناء الفرن في قرية ام الربيع، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:06/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/9INJ21

([107])البدئ بتوزيع مادة المازوت، الموقع: بلدية الشعب في عامودا‏، التاريخ:01/09/2016، الرابط: https://goo.gl/qvc8Wz

([108])اعلان مناقصة: طرق- (صرف صحي – حجر مكسر)، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 03/09/2016،الرابط: https://goo.gl/btMgbH

([109])اعلان مناقصة: طرق- (صرف صحي)، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 08/09/2016،الرابط: https://goo.gl/w2Rlyi

([110])جولة تنظيف عامة للمنصفات الثلاثة وعلى مداخل المدنية، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 20/09/2016، الرابط: https://goo.gl/WXggs6

([111])امت شعبة التموين والدائرة الصحية بجولاتها اليومية، بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 21/09/2016،الرابط: https://goo.gl/FN9b4n

([112])بلدية قيروان تنتهي من تنفيذ عدد مشاريع، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:28/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/7u31KQ

([113])اعلان مناقصات،الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:08/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J7iyUc

([114])لجنة الخدمات تباشر بفتح الفوهات المطرية، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/6znJev

([115])مشروع فتح الشوارع في قرية جطل،الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:05/09/2016، الرابط : https://goo.gl/xEKi6r

([116])بلدية الدرباسية تعقد عقدا بالتراضي مع دائرة الاقتصاد، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:27/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/L67dji

([117])قسم الإعلام مستمر بحملة تعليق لافتّات، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:04/09/2016، الرابط :   https://goo.gl/q75DRL

([118])إنشاء شبكات الصرف الصحي في حي زور آفا، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:04/09/2016، الرابط : https://goo.gl/THZ2kV

([119])اعمال الصيانة في مدارس سري كانييه قبل بدء السنة الدراسية الجديدة، التاريخ:06/09/2016، الرابط : https://goo.gl/g3uaDV

([120])الإنتهاء من إنشاء دورات مياه عامة، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:02/09/2016، الرابط : https://goo.gl/HtSSeu

([121])حملة نظافة موسعة استعدادا" لعيد الاضحى المبارك، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:02/09/2016، الرابط : https://goo.gl/oclaRQ

([122])تنفيذ مشروع تركيب شبكة مياه الري بالتنقيط، بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ:22/09/2016، الرابط : https://goo.gl/nircs8

([123])توزيع مازوت التدفئة في مدينة سري كانييه، بلدية الشعب في سري كانييه، التاريخ:19/09/2016، الرابط : https://goo.gl/jtSJjg

([124])ترميم وصيانة الطرق ضمن مدينة سري كانييه بتكلفة 42 مليون، التاريخ:27/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/aFFvm8

([125])اعلان مناقصة محلية،الموقع: بلدية الشعب في سري كانييه، التاريخ:07/09/2016، الرابط : https://goo.gl/ZSKpSc

([126]) المباشرة في توزيع مادة المازوت (التدفئة ) ،الموقع: بلدية الشعب في تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/lpkCAQ

([127])تنفيذ مشروع صرف صحي لكل من قريتي قطينة والناصرية، بلدية تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط :  https://goo.gl/Hz8ZbI

([128])منظمة كون سيرن تقوم بحملة تشغيل الأبار الأرتوازية، بلدية تل حلف، التاريخ:18/09/2016، الرابط : https://goo.gl/J4DpB7

([129])مشروع اعلان مناقصة، بلدية تل حلف، التاريخ:20/09/2016، الرابط :https://goo.gl/FmVKNm

([130]) مناقصة حجر مكسر وصرف صحي، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:01/09/2016:  https://goo.gl/jEe2mG

([131])مشاريع صرف صحي لبلديات قرى الحلوة وعطشان، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:04/09/2016 https://goo.gl/zEZZxV

([132])مشروع بقايا و حجر مكسر لقربة التنورية ، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:28/09/2016   https://goo.gl/7OGHct

([133])المباشرة بمشروع المجرور الصرف صحي لقرية الشيبانية، بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:24/09/2016    https://goo.gl/b5zBAX

([134])إنهاء مشروع ترقيعات القرى التابعة لعطشان، بلدية الشعب في تربي سبي، التاريخ:01/09/2016:  https://goo.gl/6CjiVj

([135])مشروع: تنفيذ وصيانة فوهات مطرية في ديرك،الموقع:  بلدية الشعب في ديريك، التاريخ:21/09/2016: https://goo.gl/P8C9pP

([136])توسيع المنطقة الصناعية في ديرك،الموقع:  بلدية الشعب في ديريك، التاريخ:24/09/2016:  https://goo.gl/ia0Lgu

([137]) وضع ارمات بعدم رمي القمامة في أماكن الحاويات القديمة،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 10/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/a79T6Z

([138])بلدية ديرك توحد ملابس عمال النظافة،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 28/09/2016، الرابط:   https://goo.gl/wRRTnB

([139])تنظيف المجاري الصحية وتركيب اغطية لها،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 28/09/2016، الرابط:    https://goo.gl/TL7NOI

([140])المرحله الثانية بمشروع بقايا مقالع لطريق المحلق الشمالي،الموقع: بلدية ديريك، التاريخ: 18/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Si5YJu

([141])مشروع مناقصة بقايا وصرف صحي،الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 04/09/2016، الرابط: https://goo.gl/k4QIqX

([142])مشروع مناقصة عبارات وبقايا مقالع،الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 04/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/zUztsS

([143])تواصل بلدية الشعب في مقاطعة كوباني بتزفيت الطرق وترميمها، التاريخ: 08/09/2016، الرابط: https://goo.gl/xEFKBC

([144])بلدية الشعب في المقاطعة تقوم الآن بوضع الاحجار الأرصفة، الموقع: مقاطعة كوباني، التاريخ:04/09/2016،الرابط: https://goo.gl/GJO5Yr

([145])هيئة الصحة تفتتح 7 نقاط طبية، الموقع: مقاطعة كوباني، التاريخ:10 /09/2016،الرابط:   https://goo.gl/2gR43Q

([146])مديرية التموين تواصل في مصادرة المواد المنتهية الصلاحية، التاريخ:21 /09/2016،الرابط: https://goo.gl/WTCWV4

([147])  بلدية "معراتة" بمساعدة أهالي "كفرشيل" يقومون بتسوية الطرقات الرئيسية، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 26/09/2016، الرابط: https://goo.gl/ySd6zN

([148]) توسيع الطرقات في ناحية "شيه"، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 10/09/2016، الرابط: https://goo.gl/68wTHG

([149]) تزفيت طرقات "ميدان أكبس "، الموقع: بلدية عفرين، التاريخ: 05/09/2016، الرابط: https://goo.gl/W9pHVx

([150])تنفيذ مشروع توسيع وترميم الطريق الواصل بين "شرا ودير صوان"، الموقع: الإدارة الذاتية في عفرين، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/tmB5LG   

([151]) تسوية الطريق المؤدي إلى بلدية الأشرفية، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 25/09/2016، الرابط: https://goo.gl/J74BWC

([152]) فتح الطريق الحراجي في موقع "بوذية"، الموقع: هيئة الزراعة، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Sx5Eos

([153]) بلدية الشعب في عفرين تعد مشروع حديقة الجامعة، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/KNrhY0

([154]) مديرية الحراج تقوم بتسوية قطعة أرض في مشتل الشهيد رفعت، الموقع: هيئة الزراعة، التاريخ: 24/09/2016، الرابط: https://goo.gl/onVOYP

([155])بلدية الشعب في بلبله تنفذ عدة مشاريع، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/njTREA   

([156]) قطاع عفرين الجديدة والقديمة اليوم بترحيل بقايا الأتربة والأحجار، الموقع: قطاع عفرين الشرقي والغربي، التاريخ: 28/09/2016، الرابط: https://goo.gl/B2YA48

([157]) بلدية الشعب في "شيه" تنفذ مشروع انشاء دوار، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/DHpRHa

([158])تخديم أهالي “ميدانكه” بالصرف الصحي، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 21/09/2016، الرابط: https://goo.gl/RY9jmy 

([159])توصيل كبل ضوئي يربط مركز مدينة عفرين بمنطقة "معراته"، الموقع: الإدارة الذاتية في عفرين، التاريخ: 27/09/2016، الرابط: https://goo.gl/crtaKu

([160])تفريش أرضية مخيم روبار للنازحين بمادة البحص، هيئة العمل والشؤون الاجتماعية، التاريخ:29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Xh4cNb

([161])الانتهاء من مشروع بناء كتل الحمامات في مخيم روبار للنازحين، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/Ugv2KG

([162])توزيع /600/ سلة غذائية على نازحي مخيم روبار، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/BzJPIR

([163]) توزيع مواد إغاثية على نازحي "مخيم كفرجنة" الموقع: الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين، التاريخ: 22/09/2016، الرابط: https://goo.gl/FpHxnH  

([164]) إيواء النازحين من قرى "ام الحوش وحربل" في مخيم الشهباء، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في عفرين، التاريخ: 01/09/2016، الرابط:  https://goo.gl/ibWCyA   

([165])بالتنسيق مع جمعية بهار توزيع /50/ سلة صحية على نازحي مخيم الشهباء، هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، التاريخ: 11/09/2016، الرابط: https://goo.gl/LMu8xe

([166]) لجنة الرعاية الاجتماعية تقوم بجولة إلى دار "نوبال" للأيتام في عفرين , و توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الأطفال، 11/09/2016 https://goo.gl/ZJbuAy

([167])التحضير للموسم الدراسي الثاني الخاص بالطلاب الصم والبكم، الموقع: ولات أف ام، التاريخ:23/09/2016، الرابط: https://goo.gl/4JGFI9

([168]) تنفيذ مشروع تعبيد طريق "الداودية"، الموقع: بلدية الشعب في الحسكة، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/djlVpa

([169]) طرح مناقصة تعبيد طرق بلدة "توينه، المصدر نفسه، التاريخ: 10/10/2016، الرابط: https://goo.gl/GBiIpL

([170]) تنفيذ بناء جسور القرى التابعة لبلدية "صفيا"، مصدر سابق، التاريخ:11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ISspMD

([171]) تنفيذ مشروع بناء جسر قرية "كوندك"، مصدر سابق، التاريخ: 29/10/2016، الرابط: https://goo.gl/DpqRXm

([172]) تنفيذ مشروع بناء جسر قرية "الحديدية"، مصدر سابق، التاريخ:23/10/2016، الرابط: https://goo.gl/x2t1N5

([173]) تنفيذ مشروع تجهيز وتركيب مطريات، مصدر سابق، التاريخ: 30/10/2016، الرابط: https://goo.gl/YR21PY

([174]) تنفيذ مشروع الصرف الصحي لضاحية نوروز، ذات المصدر، التاريخ: 26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/XkoiR1

([175]) البلدية تقوم بتنظيف منصفات طريق "صباغ"، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/rhkWHv

([176]) البلدية تنفذ حملة نظافة في حي الصناعة، المصدر نفسه، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/FiKBaq

([177]) البلدية تنفذ حملة نظافة في قرية الفلاحة، المصدر نفسه، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/g6mk7L

([178]) البلدية تصدر قراراً بمنع الرواية بمياه نهر جغجغ، المصدر نفسه، التاريخ:22/10/ الرابط: https://goo.gl/IN4F38

([179]) جولة على الاراضي الزراعية التي تسقي بمياه الصرف الصحي، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/YImCdw

([180]) البلدية تقوم بإتلاف مواد منتهية الصلاحية، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/piyv7i

([181]) بلدية الحسكة تنسق مع بلدية الشدادي لتفعيل شبكة نقل داخلي، المصدر نفسه، التاريخ: 30/10/2016، الرابط: https://goo.gl/jUmnaH

([182]) بلدية الشدادة تنفذ مشروع تعبيد طريق، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/BxBGbc

([183]) البلدية تدعم خط المياه في حي الميسلون، الموقع: بلدية القامشلي الكبيرة، التاريخ: 10/10/201، الرابط: https://goo.gl/Xfe9hc

([184]) البلدية تقوم بتنظيف حديقة القامشلي، ذات المصدر، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/KQdgv7

([185]) البلدية تقوم بتنظيف وترميم منصفات الطرق، ذات المصدر، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/p5Lks7

([186]) شعبة التموين تقوم بضبط واتلاف المواد المنتهية الصلاحية، ذات المصدر، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/290Yzj

([187]) قرار بمنع بيع اللحوم والحلويات مكشوفةً، ذات المصدر، التاريخ: 25/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ETflde

([188]) حملة ترقيع لشوارع حي كورنيش، الموقع: بلدية القامشلي الغربية، التاريخ:01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/C81Dv8

([189]) البلدية تقوم باعمال ترميم شبكة الصرف الصحي، الموقع ذاته، التاريخ: 03/10/2016، الرابط:  https://goo.gl/kkYD5l

([190]) البلدية تباشر تخطيط حديقة حلكو، المصدر نفسه، التاريخ: 29/09/2016 ، الرابط: https://goo.gl/Mz0VuH

([191]) البلدية تنفذ حملة تنظيف الحدائق، الموقع ذاته، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/t67UoN

([192]) بلدية القامشلي تنفذ حملة تنظيف المدارس، المصدر نفسه، التاريخ: 27/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kh4Yqx

([193]) بلدية الشعب تشرف على اعمال تعبيد الطرق، المصدر: بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/lKmCe3

([194]) فرش بقايا المقالع في كومين الشهيدة سما، المصدر ذاته، التاريخ: 03/10/2016، الرابط: https://goo.gl/QWfOUM

([195]) البلدية تشرف على مشروع طريق قرية سنجق سعدون، المصدر ذاته، التاريخ: 07/10/2016، الرابط: https://goo.gl/RcduU8

([196]) البلدية تقوم بتشجير دوار المرأة الحرة، المصدر ذاته، التاريخ: 18/10/2016، الرابط: https://goo.gl/DtBgIJ

([197]) تركيب مولدة كهربائية لتقوية دفق المياه، المصدر ذاته، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/yDL1qP

([198]) منظمة M.R.F.S تنفذ مشروع تركيب مولدة لخزان الحي الغربي، المصدر ذاته، التاريخ: 14/10/2016، الرابط: https://goo.gl/HYfDoQ

([199]) ادارة المسلخ تتلف ذبيحة فاسدة، المصدر ذاته، التاريخ: 06/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Lg5gE2

([200]) التموين تقوم بإتلاف لحوم فاسدة، المصدر ذاته، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Lq2kOq

([201]) البلدية تصدر قراراً بتعليق لوحات المحلات باللغة الكُردية، المصدر نفسه، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/GH1ADR

([202]) البلدية تنهي دورة تدريب ل 50 امرأة، المصدر ذاته، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pFWh9c

([203])  جولة ميدانية على المشاريع الانشائية في المدينة، الموقع: بلدية الدرباسية، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/tmso2x

([204]) البلدية تقوم بترحيل بقايا الاتربة، المصدر نفسه، التاريخ: 15/10/2016، الرابط: https://goo.gl/s4fhSU

([205]) جولة ميدانية لشعبة التموين، المصدر نفسه، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/97ETmO

([206]) البلدية تقوم بإتلاف لحوم وجلود فاسدة، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/NZiFcb

([207]) البلدية تقوم بتمديد خط صرف صحي ضمن المدينة، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pG5uXR

([208])  البلدية تنفذ مشروع صرف بمساندة منظمة IRD، المصدر نفسه، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/pnw2rd

([209]) بطول 600 تمديد الصرف الصحي في قرية "جطل"، المصدر نفسه، التاريخ: 20/10/2016، الرابط: https://goo.gl/a7piul

([210]) البلدية تقوم بإنجاز تجهيز الفتحات المطرية، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/qDZgoP

([211]) البلدية تقوم بفرش الحجر مكسر في شوارع قرية "تل أيلول"، المصدر نفسه، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/CBTjWT ، وفي قرية "عمر زوباش" التاريخ: 26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/MtXnge ، وفي قرية " تل تشرين" 30/10/2016 https://goo.gl/BavmQJ

([212]) الحالة الخامسة لهبوط الارض في مدينة رأس العين، المصدر: بلدية سريه كانيه، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/9Pc7Xd

([213]) البلدية تنفذ مشروعاً بقيمة 25مليون ل.س لمعالجة الحفر، المصدر نفسه، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/4g8vL6

([214]) البلدية تقوم بتعبيد طرق عدة قرى بطول 3200م، المصدر نفسه، التاريخ: 14/10/2016، الرابط: https://goo.gl/oyTxhE

([215]) تنفيذ مشروع تعبيد طريق "الأمانة"، المصدر نفسه، التاريخ: 03/10/2016، الرابط: https://goo.gl/X4O9ld

([216]) البدئ بتعبيد طرق قرى رأس العين بقيمة 25 مليون ل.س، التاريخ:06/10/2016، الرابط: https://goo.gl/LGWqdI

([217]) البلدية بالتعاون مع منظمة الاغاثة السورية تقوم بتركيب مولدة، المصدر نفسه، التاريخ: 15/12/2016، الرابط: https://goo.gl/tKUqfn

([218]) بلدية تربي سبيه تقوم بفرش البقايا لطرق قرية "خزنة" المصدر بلدية الشعب في تربي سبيه، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Q9CXgh ، للمزيد يرجى مراجعة ذات المصدر فيما يخص قرية "مزكفت، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OuK4z0 ، وقرية "خويتله" التاريخ: 19/10/2016، الرابط: https://goo.gl/uTtW2u ، فيما يخص الطرق داخل المدينة، التاريخ:31/10/2016، الرابط: https://goo.gl/5PrW7m

([219]) المباشرة في تنفيذ مشاريع المجرور الصحي، المصدر ذاته، ، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/xBy4Hv ، للمزيد يرجى مراجعة مشاريع المجرور لقرى "مزكفت ،و تنورية وحلوة، التاريخ: 16/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kyjZEI

([220]) البلدية تبدئ المرحلة الثانية من طريق الحزام الجنوبي، المصدر السابق، التاريخ:09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/OQAgbl، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: تجهيز طرفي الطريق لزراعة الأشجار، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/fC8HSt ، البلدية تطرح مناقصة لبناء رصيف الحزام الجنوبي، التاريخ:24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/kdsZCe، البلدية تقوم بصيانة طريق قرية "قصر ديب" التاريخ: 10/10/2016، الرابط:  https://goo.gl/bq84kx، البلدية تقوم بترميم طريق "خربة عدنان" التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/jaJoEM، صيانة طريق "شكر خاج"، التاريخ: 17/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ERiuAJ، البلدية تقوم بصيانة طريق "روباريا" التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Yb0GG1، البدء برش طريق قرية "بورز" بالحجر المكسر التاريخ:26/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Ds0Gye، البلدية تبدئ بصيانة طريق قرية "ركافا- تليلون" التاريخ: 31/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Xzxjyd ، البدئ بصيانة طريق قرى "عدنان – مامشور، التاريخ: 09/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Xmi2eQ، البلدية تعن عن مشروع مناقصة لإنارة المدينة، التاريخ: 24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/fgWKNQ

([221])  رئاسة الهيئة التنفيذية تقوم بجولة على ورشة المرأة والحضانة، الموقع: هيئة كوباني، التاريخ: 08/10/2016، الرابط: https://goo.gl/dxQIlx، للمزيد يرجى مراجعة: هيئة التموين تقوم بمصادرة المواد المنتهية الصلاحية واتلافها، التاريخ: 11/10/2016، الرابط: https://goo.gl/woinuS، البلدية تقوم بوضع الحجارة المصنفة للطرقات، التاريخ:05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/1eTtOs، الاسايش تجتمع مع أصحاب صالات الافراح، التاريخ:19/10/2016، الرابط: https://goo.gl/Gl75Yg

([222]) تقديم بذار القمح والسماد للمزارعين، الموقع: هيئة الزراعة في عفرين، التاريخ: 24/10/2016، الرابط: https://goo.gl/JDZ6Za

([223]) قرار من المكتب الفني في البلدية،المصدر: بلدية الشعب في عفرين، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/81eVWS

([224]) بلدية الشعب تقوم بمد خط جديد للمياه إلى منطقة الاشرفية، المصدر نفسه، التاريخ: 04/10/2016، الرابط: https://goo.gl/k6NalW، للمزيد يرجى مراجعة تركيب قساطل مياه في "قرية رندة"، التاريخ:13/10/2016، الرابط: https://goo.gl/ZQHncI، صيانة خط الصرف الصحي في "الأشرفية فوقا"، التاريخ: 05/10/2016، الرابط: https://goo.gl/AWQXrF

([225]) البدء ببناء حديقة جديدة بالقرب من مشفى "آفرين"، الموقع: هيئة الإدارة المحلية في عفرين، التاريخ: 02/10/2016، الرابط: https://goo.gl/cnJ85F، للمزيد يرجى مراجعة الروابط: الاستمرار في بناء حديقة جديدة بجانب الهلال الأحمر، التاريخ: 22/10/2016، الرابط: https://goo.gl/XQwlg0 ، البلدية تستمر في مشاريعها لتعبيد الطرق داخل المدينة، التاريخ: 29/09/2016، الرابط: https://goo.gl/gCbSsp،  البلدية تقوم بحملة نظافة في (كفر جنة) التاريخ: 08/10/2016، الرابط: https://goo.gl/TyCr98  

([226]) جامعة عفرين تحدد موعد التسجيل، الموقع: جامعة عفرين، التاريخ: 01/10/2016، الرابط: https://goo.gl/K1CNNd

([227]) إتلاف مادة الملح الغير صالح للاستهلاك البشري من قبل بلدية الحسكة، المصدر: هيئة البلديات، التاريخ:02/!1/2016، الرابط: https://goo.gl/mBfG0s، للمزيد يرجى مراجعة: التموين تتلف مواد منتهية الصلاحية، المصدر نفسه، التاريخ: 10/11/2016، الرابط: https://goo.gl/yO3r2w، تنفيذ حملة نظافة شاملة في حي النشوة الغربية، التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/333YR4، وصل مطريات لنهر جغجغ، المصدر نفسه، التاريخ: 26/11/2016، الرابط: https://goo.gl/pI7cfZ

([228])  افتتاح مجبل مدينة الحسكة، المصدر نفسه، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ztgjKE ، للمزيد يرجى مراجعة: البدئ بتنفيذ مشروع مطريات ورصيف شارع المفتي، المصدر نفسه، التاريخ:13/11/2016، الرابط: https://goo.gl/DZkP6E، البدء بفرش الحجر المكسر لأحياء "العزيزية -ضاحية نوروز وطريق قرية برزان" التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/71uZzT، البلدية تفتتح مركزاً جديداً لخدمة المنطقة الجنوبية، المصدر نفسه/ التاريخ:04/11/2016، الرابط: https://goo.gl/Ds8uMh ، تعميم بوجود وضع اللوحات باللغات الثلاثة: التاريخ: 29/11/2016، الرابط: https://goo.gl/7NpZvg، متابعة سير العمل في مشروع الإنتاج الزراعي الخاص بالمرأة التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/HXA4u7

([229]) شعبة التموين تقوم بجولة للوقف على محتكري مادة السكر، المصدر السابق، التاريخ: 15/11/2016، الرابط: https://goo.gl/9DPLHg، الشعبة تقوم بتحديد سعر الطحين المصدر نفسه، التاريخ: 05/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gOiR3p، للمزيد يرجى مراجعة: الاجتماع بهدف زيادة المساحات الخضراء في المدن ، المصدر نفسه، التاريخ: 30/11/2016، الرابط: https://goo.gl/dHKGlR، مناقصة لشراء الأشجار الحراجية والأقلام الشجرية، المصدر نفسه، التاريخ: 28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/LQBrza، شهبة التموين تقوم باتلاف المواد المنتهية الصلاحية، التاريخ:28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gtX9Nr، أزمة المياه في القامشلي باتت محلولة، المصدر نفسه، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/M4EseF، حل ازمة المياه في الحي الغربي ،المصدر السابق، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/T3SUfl

([230]) الدائرة الفنية تعمل على توسيع المخطط التنظيمي للمدينة، الموقع: بلدية الشعب في عامودا، التاريخ: 20/11/2016، الرابط: https://goo.gl/TAejoS، للمزيد يرجى مراجعة: البلدية تستمر في عملها لتوسعة المنطقة الصناعية، التاريخ: 25/11/2016، الرابط: https://goo.gl/jHmvHT، تجهيز طريق بطول 12كم يربط بين 6 قرى، التاريخ:03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/OL6gxs، البلدية تقوم بتمديد الطريق الرابط بين طريق الحسكة والحزام، 03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/6haNsc، البلدية بالتعاون مع منظمة ( IRD ) تقوم بوضع احهزة تنظيف المياه، التاريخ: 07/11/2016، الرابط: https://goo.gl/sUTbl1، بلدية الشعب في عامودا بتعاون مع منظمة ( IRS ) تقوم بتنظيف الفوهات المطرية التاريخ: 07/11:2/2016، الرابط: https://goo.gl/BLvk7V، شعبة التموين تقوم باتلاف خروف فاسد، التاريخ: 17/11/2016، الرابط: https://goo.gl/HAcPxw

([231]) البلدية توجه انذاراً للمتجاوزين على آراضي الغمر، الموقع: بلدية الشعب في الدرباسية، التاريخ: 03/11/2016، الرابط: https://goo.gl/zG82lx، للمزيد يرجى مراجعة: دائرة المياه تقوم بصيانة خطوط المياه داخل المدينة، التاريخ: 09/11/2016، الرابط: https://goo.gl/gXLwQg،

([232]) بلدية الشعب تصادر وتتلف 2 طن من المواد المنتهية الصلاحية، الموقع: بلدية الشعب في راس العين، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/nFefqc، للمزيد يرجى مراجعة: الموقع: المصدر السابق، التاريخ: 14/11/2016، الرابط: https://goo.gl/yY4My3،

([233]) تفعيل (12) بئر في بلدة تل حميس، وتسليم صهريج لتوزيع المياه، المصدر: هيئة البلديات، التاريخ:14/11/2016، الرابط: https://goo.gl/geblRF

([234]) بلدية "سيحة" تقوم بصيانة الطرق، الموقع: بلدية الشعب في تربي سبيه، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/xzBQPc، البلدية تجهز مولدات لتغذية أربعة آبار، المصدر نفسه، التاريخ: 12/11/2016، الرابط: https://goo.gl/UX2mN2، تنظيف ما يقارب 25 فوهة مطرية، المصدر نفسه، التاريخ: 18/11/2016، الرابط: https://goo.gl/qED2gT، حملة تنظيف مجرة نهر جراح المار في وسط المدينة ، المصدر نفسه، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/xDWw03، الاستعداد لتزفيت مدخل المعمل بالتنسيق مع شركة "زاغروس" للإنشاءات ، المصدر نفسه، التاريخ: 25/11/2016، الرابط: https://goo.gl/pedEtP

([235]) مشروع تنفيذ بقايا المقالع لطريق قرية ركافا – تليلون، الموقع: هيئة البلديات: التاريخ: 01/11/1016، الرابط: https://goo.gl/rX288o،  البلدية تقوم بترقيع طرق حارة صور، المصدر السابق، التاريخ: 06/11/201605، الرابط: https://goo.gl/FlG5On ، فرش مادة بقايا المقالع في كومين "الشهيد جودي"، المصدر السابق، التاريخ: 03/11/201605، الرابط: https://goo.gl/gfBqGX،  بلدية الشعب في ديرك بالتعاون مع بلدية السويدية تقوم بصيانة الطريق العام لقرية، المصدر السابق، التاريخ: 09/11/201605، الرابط: https://goo.gl/a4I1LX،  بلدية الشعب في قرية كرزيرو التابعة لبلدية ديرك تقوم بحملة فرش بقايا المقالع لبعض الطرق الفرعية ضمن قرية سيمالكا، المصدر السابق، التاريخ: 09/11/201605، الرابط: https://goo.gl/Q5vdti، البلدية تقوم بفرش طريق قرية زغات بالحجر المكسر ويبلغ طول الطريق 3,5كم، المصدر السابق، التاريخ: 13/11/201605، الرابط: https://goo.gl/J6EE2L، البلدية تنهي صيانة الطريق العام لقرية تلدار بطول بلغ 800م، المصدر السابق، التاريخ: 16/11/201605، الرابط: https://goo.gl/WBVSOJ، تنفيذ ترقيع الطريق العام من مدينة ديرك الى قرية عين ديوار بمادة المجبول الزفتي ويبلغ طوله 12كم، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/1jkCPb، البلدية تقوم بتنظيف يقارب 500فوهة مطرية و500 ريكار، المصدر السابق، التاريخ: 07/11/201605، الرابط: https://goo.gl/KZrWKu

([236]) المكتب الفني يتابع تنفيذ مشاريع صيانة طرق قرى " جل آغا"، الموقع: بلدية جل آغا، التاريخ: 02/11/2016، الرابط: https://goo.gl/3gEjJe، للمزيد يرجى مراجعة: تم الانتهاء من تنفيذ مشروع بقايا مقالع للطريق الرابط بين "الطريق الدولي وقرية خراب باجار" المصدر السابق، التاريخ: 21/11/2016، الرابط: https://goo.gl/ZGrvyY، تهيئة الشريط الأخضر لحرم الطريق في المدخل الغربي للمدينة، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/2016، الرابط: https://goo.gl/D3EJWR، ووضع مولدات كهربائية لبئري حي صلاح الدين والصناعة ، المصدر السابق، التاريخ: 22/11/2016، الرابط: https://goo.gl/FFWeoH.  تمديد شبكة جديدة للمياه إلى قرية بورز واحتاج إلى ما يقارب 3500متر، المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/QRKkZL، البلدية توزيع 52 حاوية في المدينة المصدر السابق، التاريخ: 29/11/201605، الرابط: https://goo.gl/ac0GF2

([237]) هيئة الزراعة تفتح مزرعة للدجاج، المصدر: مقاطعة كوباني، التاريخ: 26/11/2016، الرابط: https://goo.gl/XtIm1b، للمزيد يرجى مراجعة: هيئة الزراعة تقوم بزرعة الخضروات في البيوت البلاستيكية، المصدر السابق، التاريخ: 07/11/2016، الرابط: https://goo.gl/k8kPoA، مديرية التموين تقوم باتلاف 1طن من المواد الفاسدة، المصدر السابق، التاريخ: 28/11/2016، الرابط: https://goo.gl/UCGs9N، المصدر: مقاطعة كوباني: التاريخ: 19/11/2016، الرابط: https://goo.gl/S5hYrd

التصنيف تقارير خاصة
الإثنين تموز/يوليو 22
المُلخَّص التنفيذي: قسَّمت الدراسة مبناها المنهجي وسياقها المعلوماتي والتحليلي إلى فصول ثلاثة، مثّل الفصل الأول منها: مدخلاً ومراجعة لتاريخ القبائل والعشائر في الجغرافية السورية بشكل عام وفي محافظتي حلب وإدلب…
نُشرت في  الكتب 
الأربعاء آب/أغسطس 23
يأتي نشر هذا الكتاب في وقت عصيب على سورية، خاصة في أعقاب الكارثة الطبيعية التي حلت بالبلاد، إضافة إلى الزلازل السياسية التي شهدها الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية عام…
نُشرت في  الكتب 
الخميس نيسان/أبريل 29
الملخص التنفيذي مع تراجع سُلطة الدولة المركزية لصالح صعود تشكيلات دون دولتية، منها ذات طابع قومي وديني؛ برزت نماذج مختلفة من أنماط الحكم المحلي في الجغرافية السورية، والتي تأثرت بالخارطة…
نُشرت في  الكتب 
يرى المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمار قحف، في تصريح صحفي لجريدة عنب…
الثلاثاء نيسان/أبريل 02
شارك الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية الأستاذ سامر الأحمد ضمن برنامج صباح سوريا الذي…
الأربعاء تشرين2/نوفمبر 29
شارك المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمار قحف في فعاليات المنتدى الاقتصادي الخليجي…
الجمعة تشرين2/نوفمبر 24
شارك المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمار قحف في رؤية تحليلية للحرب على…
الإثنين تشرين2/نوفمبر 20