ملخص تنفيذي
- تأتي انتخابات حزب البعث خلال المؤتمر العام في سياق إعادة الأسد تشكيلَ وتصميم مراكز القوة داخل حزب البعث بما ينسجم مع استحقاقات النظام وتحدياته، وتأتي بعد سنوات من إقرار نظام داخلي جديد، ثم تغيير آلية تحديد مرشحي الحزب في الانتخابات التشريعية، ولاحقاً إنشاء لجنة للانتخابات تحضيراً للمؤتمر.
- شهد المؤتمر العام زيادة عدد مقاعد اللجنة المركزية من 80 إلى 125 مقعداً، على أن يعين "الأمين العام" بشار الأسد 45 عضواً منهم. وقد زاحم الأعضاء المدعوون من قبل الأسد أولئك الناجحين من الفروع، حيث وصل إلى عضوية اللجنة المركزية 49 عضواً فقط من الفروع، مقابل 18 عضواً من المدعوين و13 عضواً من كتلة حزب البعث في مجلس الشعب، بالإضافة إلى 45 عضواً آخرين عينهم بشار الأسد بشكل مباشر.
- بناءً على عملية تحليل بيانات واسعة لأعضاء اللجنة المركزية، تبين أن هناك 22 عضواً من اللجنة السابقة، و77 عضواً يعملون في مؤسسات الدولة، إضافة إلى وجود أعضاء من العسكريين أو المرتبطين بالميليشيات والشبكات الأمنية والعسكرية أو الخاضعين للعقوبات.
- سيطرت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص كمحافظات أصل لأعضاء اللجنة المركزية على 37.6% منها، بمقابل 23.3% لدمشق وريف دمشق وحلب، في حين توزعت النسبة الباقية على المحافظات الأخرى. وصلت 20 سيدة فقط لعضوية اللجنة المركزية، منهن 11 سيدة تم تعيينهن مباشرة من قبل بشار الأسد، كما وصل 68 سُنياً، و40 علوياً و10 مسيحيين، و5 دروز و2 إسماعيليين، ويلاحظ وجود انحراف في تمثيل بعض الفروع.
- أفرزت الانتخابات قيادة مركزية جديدة بالكامل، مؤلفة من 14 عضواً يضاف لهم بشار الأسد، من ضمنهم 13 عضواً يعملون في مؤسسات الدولة بينهم 3 من أصحاب المناصب السيادية، و3 عسكريين، و3 من المُعاقبين.
- أظهرت نتائج الانتخابات عموماً قيام قيادة الحزب بعملية تضليل وتلاعب في نسب تمثيل الفروع ومزاحمة نتائجها، وإقصاء بعض الكوادر ذات الشعبية على مستوى الفروع بعد تنفيذ الانتخابات كدائرة انتخابية واحدة من أجل خلق آلية لضبط المركزية.
- تشير الانتخابات وتفاصيلها وديناميات تدخل بشار الأسد فيها، إلى إعادة هندسة مراكز القوة داخل الحزب وفلسفة النظام حيال شكل القوة السياسية (البعث) وقدرتها على تجاوز الترهل وتعزيز تسيّد المشهد الجديد بغض النظر عن أي سياق سياسي.
- ينطلق الأسد في مقاربته للتغييرات الحزبية من ضرورة التحكم والسيطرة المطلقة والاعتماد على شبكات داخل الحزب تنقله من حالة وعاء سياسي شكلاني يهتم فقط بالتحشيد والاستحواذ على الدولة إلى قوة سياسية منضبطة ببوصلة الأسد وتوجهاته، وقادرة على "التفاعل والريادة" مع أي مشهد سياسي جديد.
للمزيد: https://bit.ly/3VGTNeh