تقتضي العملية السياسية إطلاق مرحلة انتقالية سيعاد خلالها إعادة تعريف وتأطير وإنشاء مؤسسات الدولة بمختلف الملفات بالإضافة إلى إطلاق عملية تغيير الدستور السوري والنظام السياسي والإداري والاقتصادي في البلاد. يقدم مركز عمران مجموعة من الدراسات والسياسات نظرية وأخرى عملية من أجل التحضير لهذه المرحلة بالشكل الأنسب والأقوم. كما تشمل العملية السياسية كافة التفاعلات المحلية الناجمة عن الحراك السياسي والعسكري والاجتماعية بالإضافة إلى جملة الأفكار السياسية المؤسسة لفكر الممارسة السياسية الدولتية.

أدّى انحسار حضور مؤسسات الدولة عن قطاعات واسعة من البلاد بالإضافة إلى تردي أداء مؤسساتها الأمنية في المناطق التي تسيطر عليها نمو حالة انعدام الأمن والأمان في سورية. كما نشأ عن نمو التنظيمات العابرة للحدود مجموعة من المتغيرات الجديدة على المشهد السوري الداخلي وما تنذره من تبعات على أمن الإقليم ودول الجوار. يقدم مركز عمران مجموعة من الدراسات والسياسات للحد من ظاهرة انعدام الأمن وإعادة بناء أجهزة الدولة الأمنية تحت سيادة القانون بالإضافة إلى قراءات وتحاليل للواقع تسمح للمتتبع والباحثين معرفته عن كثب.

نتج عن أعمال العنف الممنهج من قبل أجهزة الدولة الأمنية وأعمال الحرب لاحقاً خلل في العقد الاجتماعي القائم في سورية، وإذ يعتبر إطلاق عملية المحاسبة والعدالة الانتقالية مطلباً شعبياً واسعاً وضرورةً لإعادة استباب الأمن في البلاد، يقوم مركز عمران بطرح مجموعة من السياسات والأطر الفكرية والنظرية العامة لتأطير عودة سيادة القانون والأمن المجتمعي للسوريين.

عرفت سورية تحت حكم حزب البعث والأسد حالة إدارية مركزية عالية أدّت إلى سلب حقوق وميزات المجتمعات المحلية. يؤمن باحثو مركز عمران للدراسات الاستراتيجية بمبدأ اللامركزية الإدارية لما تقدمه للمواطنين من نماذج تمكين محلية تحول دون عودة تسلط أجهزة الدولة على المجتمعات المحلية وتحقق التكامل المطلوب والمرجو على المستوى الوطني.

نتج عن الأعمال العسكرية واستخدام سلاح الجو من قبل قوات النظام السوري ضرراً بالغاً في البنية التحتية للبلاد، وإذ أن إعادة الأمن والأمان في سورية يعتمد بشكل رئيس على توفير سبل العيش الكريم للمواطنين السوريين، ينبغي على مؤسسات المعنية تخطيط وتنفيذ عدد من مشاريع الاستراتيجية لإعادة تأهيل مرافق الدولة وخدماتها. يقوم مركز عمران بطرح إحصاءات ودراسات علمية دقيقة عن حالة البنية التحتية السورية والضرر الذي لحق بها كما يقدم مجموعة من السياسات والاستراتيجيات الناجعة والبنّاءة لإتمام هذه الخطط بالشكل الأنسب والأقوم.

أسفرت أعمال العنف وإرهاب الدولة التي مارستها أجهزة النظام الأمنية والعسكرية بحق المدنيين إلى نزوح وهجرة الملايين من السوريين إلى مناطق أكثر أمناً بحثاً عن الأمان وسبل العيش. ويعتبر البعد الإنساني للأزمة السورية أهم اهتمامات المجتمع الدولي وعلى الأخص دول الجوار لما شكلت ظاهرة اللجوء من أعباء إضافية أرهقت البنية التحتية لبلادهم. يقدم مركز عمران حزم من السياسات لتسهيل عودة اللاجئين والنازحين السوريين الطوعية والكريمة إلى مدنهم وقراهم بشكل علمي ومضبوط لا يرهق عاتق الدولة السورية أثناء المرحلة الانتقالية ويساهم في إطلاق عجلة إعادة بناء البلاد.

مع التدهور المستمر لمقومات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للسكان في عموم المناطق السورية المحررة، يسعى مركز عمران لتقديم دراسات وأوراق تحليلية لتناول هذه المقومات وتقديم حلول تمكينية تسهم في توطيد دعائم استقرار السكان، من خلال استخدام مداخل التنمية الاقتصادية المحلية في ظروف الأزمات.

تتميز سورية بموقعها الجغرافي الحسّاس مما يجعلها في قلب الصراعات الإقليمية والدولية ومما يضفي بعداً وتعقيداً للمسائل الداخلية، وهنا تكمن أهميّة دراسة المتغيرات والثوابت في فضاء المشرق العربي ومعادلاته الأمنية والجيوسياسية من أجل الحفاظ على سيادة البلاد واستقرارها وتحقيق التوازن الإقليمي المرجو منها.

إن مستقبل سورية بعد أربعة عقود قضتها في إخلال أمن دول الجوار يقتضي بناء علاقات دبلوماسية وطيدة مع جيرانها العرب والأتراك، يقوم مركز عمران بدراسة وتحليل شؤون واهتمامات دول المشرق العربي في غرض إيجاد التقاطعات وبناء علاقات ثنائية متينة معها تحقق صداقة وشراكة مستدامة ومفيدة لشعوب المنطقة.