تشكل لحظات التغيير الكبرى منعطفات حاسمة في حياة الشعوب، فهي تفتح الباب أمام احتمالات واسعة، لكنها في الوقت ذاته تضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة. وفي سورية، حيث تلاشت حقبة طويلة من الاستبداد، يصبح التحدي الأكبر هو اختيار قيادات جديدة قادرة على قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل. والسؤال الأهم: هل سنتجاوز أخطاء الماضي أم سنعيد إنتاجها بصور أخرى؟
لطالما اعتمدت المجتمعات في مراحل التحول على شخصيات "مستهلكة"، استنادًا إلى اعتبارات مكانتها أو جملة ممارساتها السياسية أو الاجتماعية، فيعتبرون هذه الشخصيات "آمنة" بالنسبة لهم، بحجة أنَّ أياديها لم تتلطخ بالدماء، ورغم ظاهر الأمر المطمئن؛ إلا أن ذلك لا يكفي، لأن الاعتماد على هذه النماذج غالبًا ما يعيد تدوير نفس الأفكار والممارسات التي أثبتت فشلها خلال عدة عقود مضت.
هذه الشخصيات التي لم تقدم إنجازات تُذكر في الماضي، لن تكون قادرة على تقديم أي جديد في الحاضر. واستمرار وجودها في المشهد العام يُثقل مسار الإصلاح ويُضعف مصداقية العملية الانتقالية، مما يجعلها أقرب إلى إعادة إنتاج النظام السابق بدلاً من تجاوزه.
التحدي الحقيقي اليوم ليس مجرد إيجاد شخصيات "نظيفة"، بل شخصيات قادرة على العمل بجدية وكفاءة. إذ نحتاج إلى قيادات تحمل رؤية واضحة، وخططًا تنفيذية، وجدولًا زمنيًا محددًا لتحقيق الأهداف. فالمطلوب هو تعزيز مبدأ التنافسية بين المؤسسات والوزارات لخدمة الصالح العام، ومحاسبة كل مسؤول يتقاعس عن تحقيق الأهداف. وعلى هذه الشخصيات أن تكون مستعدة لتحمل المسؤولية والعمل بجد لتحقيق نتائج حقيقة وملموسة.
مع اختيار الكفاءات المناسبة، يبرز تحدٍ آخر لا يقل خطورة عما سبق؛ وهو تحميل الشخصيات الجادة أعباءً ضخمة فوق طاقتها، ثم مطالبتها بتحقيق نتائج شبه مستحيلة في وقت قصير. في هذا السياق، قد يُطلب من هؤلاء تصحيح مسارات خاطئة امتدت لأكثر من نصف قرن، والارتقاء بالبلاد بسرعة إلى مصاف الدول المتقدمة.
فهل يمكن لبلد عانى من التخبط لعقود أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى نموذج متقدم؟ مثل هذه التوقعات غير الواقعية غالبًا ما تؤدي إلى إفشال القيادات الواعدة وتشويه صورتها أمام الناس، لتصبح المقارنة بينهم وبين من سبقهم –رغم الفارق في الظروف والتحديات– بمثابة الرصاصة القاتلة.
لذلك، يجب أن ندرك أن المقدمات السليمة هي التي تؤدي إلى النتائج المرجوة، وليس العكس. فالإصلاح الحقيقي يتطلب وقتًا وخططًا مدروسة وليس وعودًا زائفة أو عصا سحرية. والتغيير الحقيقي لا يأتي من إعادة إنتاج الماضي، ولا من المطالبات غير الواقعية. ما نحتاجه اليوم هو وعي مجتمعي بأهمية إعطاء الفرصة لشخصيات تحمل مشاريع حقيقية للنهوض بالبلاد التي خرجت من غيبوبة طويلة وبجسد منهك، ولا مجال لإضاعة الوقت في تجارب فاشلة أو خيارات مألوفة. علينا أن ندرك أن التغيير الناجح يتطلب رؤية واضحة، ووقتًا كافيًا، والتزامًا مشتركًا بين القيادات والمجتمع.
يلعب المجتمع المدني دورًا محوريًا في دعم مسارات التغيير والإصلاح، فهو يشكل جسرًا بين الحكومة والشعب، ويساهم في تعزيز الوعي العام وتحفيز المشاركة المجتمعية. عبر مؤسساته المختلفة، يراقب الأداء الحكومي ويقدم رؤى وحلولًا مبتكرة للتحديات القائمة، مع تمكين الفئات الشعبية التي قد لا تجد صوتًا في القنوات التقليدية.
إضافة إلى ذلك، يعول على منظمات المجتمع المدني بناء ثقافة الشفافية، حيث تُسلط الضوء على مواطن الخلل وتقترح بدائل عملية. وتُعزز التعاون بين مختلف مكونات المجتمع، مما يُسهم في تقوية النسيج الاجتماعي وتجاوز الانقسامات التي قد تعيق التغيير، بفضل قدرتها على التحرك خارج الإطار الرسمي. لذلك تُمثل منظمات المجتمع المدني عاملًا أساسيًا في الحفاظ على زخم التغيير وضمان استمراريته.
من جهة أخرى، يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تكون حاضنة للإبداع والابتكار. فهي تُوفر مساحة مرنة لتجربة حلول جديدة للتحديات القائمة، كما أن قدرتها على التنسيق بين الجهود المحلية والدولية تمكّنها من جذب التمويل والخبرات التي تساعد في تسريع عملية التعافي الوطني.
لكن في الوقت نفسه، نجاح المجتمع المدني في أداء هذا الدور يتطلب بيئة مشجعة تضمن له الاستقلالية والحرية في العمل. فبدون إطار قانوني يتيح لهذه المنظمات التحرك بحرية، ومناخ سياسي يدعم التعددية، سيكون من الصعب تحقيق الأهداف المرجوة.
لذلك، تُعد الشراكة بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة عاملًا حاسمًا لتحقيق التغيير المنشود. هذه الشراكة يجب أن تقوم على أسس واضحة من التعاون والاحترام المتبادل، بحيث يتم تسخير طاقات المجتمع المدني لدعم الأولويات الوطنية، مع الحفاظ على استقلاليته التي تُمكنه من لعب دوره الرقابي والتنموي بفعالية.
في الختام، يُمثل المجتمع المدني الأمل في الحفاظ على زخم التغيير وضمان استمراريته، ليكون حاميًا للحقوق ومُحفزًا للإصلاح، وحلقة وصل بين الدولة والمجتمع قادرة على تجاوز عثرات الماضي وبناء مستقبل أكثر عدلًا واستقرارًا. فأمام سورية فرصة نادرة للنهضة، ربما لن تدوم طويلاً. علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي وأن نختار بعناية الشخصيات القادرة على تحمل المسؤولية وإحداث الفرق. فمستقبل البلاد يعتمد على قدرتنا على تجاوز الأنماط التقليدية واختيار قيادات تمتلك الكفاءة والرؤية. وفرصة التغيير قد لا تتكرر إلا بعد عقود، والتاريخ لن يغفر لمن أضاعها.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إثر عملية "طوفان الأقصى" بتاريخ 7 أكتوبر 2023، تحولت سورية إلى هدف مباشر للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت بوتيرة متفاوتة وشكل متسارع. إذ اتخذت تلك الهجمات وتيرة منخفضة ونوعية خلال التصعيد على غزة، وتركّزت في أغلبها على مواقع المليشيات الإيرانية وبعض المنظمات الفلسطينية العاملة في سورية وقياداتها، إضافة إلى مواقع وقيادات من حزب الله. ومع انخفاض زخم العمليات الإسرائيلية في غزة وانطلاقها إلى لبنان؛ تصاعدت الضربات التي شنتها إسرائيل على سورية بشكل غير مسبوق، مستهدفة قيادات ومليشيات ومواقع استراتيجية تابعة لإيران وحزب الله، إضافة إلى مواقع متنوعة للنظام السوري.
ومع بداية عام 2024 وحتى أواخر الشهر العاشر من العام ذاته، ووفقاً للمراصد الحقوقية؛ نفذَّت إسرائيل 178 استهدافاً للأراضي السورية، 152 منها جوية و26 برية. وقد أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 332 هدفاً، تنوعت بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وقيادات وآليات عسكرية([1]). إضافة إلى مراكز تطوير صواريخ في مناطق مثل دمشق ومصياف وحمص. وقد جاء هذا التصعيد كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع لضرب النفوذ الإيراني في المنطقة وتحجيم تهديداته الإقليمية.
وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2024، تصاعدت وتيرة الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية واللبنانية، فبحسب تقارير الرصد الخاصة بمركز عمران للدراسات؛ سجلت سورية خلال هذا الشهر قرابة 17 هجوماً جوياً إسرائيلياً، طال 38 موقعاً بغارات عدة تكررت على بعض المواقع، متركّزة على معابر ونقاط عسكرية حدودية، ومواقع عسكرية حيوية في مناطق مختلفة من البلاد، إضافة إلى مواقع عسكرية متفرقة في محيط العاصمة دمشق، بما في ذلك مطار المزّة ومنطقة السيدة زينب، ناهيك عن الضربات المركزة على مواقع عسكرية في ريفي حمص وحماة. واستهدفت الضربات بشكل خاص نقاطاً استراتيجية تُستخدم من قبل حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية، مما أسفر عن أضرار كبيرة في البُنية التحتية، وسقوط ضحايا، وتعطيل عدد من المعابر الاستراتيجية التي تربط البلدين.
وقد تزامن التصعيد الإسرائيلي على سورية، خلال تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2024، مع متغيرات سياسية عدة دولياً وإقليمياً ومحلياً، أبرزها على المستوى الدولي الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز الرئيس دونالد ترامب. أما على المستوى الإقليمي، فقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، ولم تمضي ساعات على هذا الاتفاق الهش؛ حتى اشتعلت جبهة سورية بتاريخ 27 نوفمبر إثر إطلاق فصائل المعارضة المسلحة عملية "ردع العدوان"، والتي تصاعدت بشكل سريع لتؤدي بتاريخ 8 ديسمبر 2024 إلى سقوط نظام بشار الأسد، وهروب الأخير خارج البلاد.
وخلال هذا التطور المفصلي على مستوى سورية والشرق الأوسط؛ تصاعدت الغارات الإسرائيلية بشكل جنوني على كامل الجغرافية السورية، مُستهدفة مواقع عدة خلال فترة زمنية قصيرة، ناهيك عن التوغل البري في بعض المناطق الجنوبية كالقنيطرة وجبل الشيخ. وعليه يستعرض هذا التقرير أبرز الهجمات الإسرائيلية على سورية خلال الفترة الواقعة بين 27 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2024، و11 كانون الأول/ ديسمبر 2024. علماً أن هذا التقرير يرصد أبرز الأهداف التي طالتها الهجمات الإسرائيلية، ولا يحصي عدد الغارات بقدر ما يوضح طبيعة بنك الأهداف والمواقع التي طالتها الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية، والتي تكررت على بعض المواقع. كما يقدم هذا التقرير تحليلات أولية حول الأهداف والآثار المترتبة على تلك الهجمات، مقابل رصد أبرز ردود الأفعال السياسية المحلية والإقليمية والدولية.
شهدت العشرية الأولى من شهر كانون الأول/ديسمبر 2024 تصاعداً واضحاً في وتيرة الضربات الإسرائيلية، بالتزامن مع عملية "ردع العدوان" وسقوط نظام بشار الأسد. وقد شملت الهجمات الإسرائيلية ما يزيد عن 53 موقعاً، توزَّعت على 9 محافظات، مع تكرار الضربات على أغلب المواقع. فقد طالت الهجمات قرابة 13 موقعاً في دمشق ومحيطها، و قرابة 13 في حمص وريفها، و10 في درعا، و5 في اللاذقية، و4 في دير الزور، و2 في الحسكة، و2 في السويداء، و1 في طرطوس، و1 في حماة، و1 في القنيطرة. علماً أن أغلب المواقع المستهدفة تعرضت لغارات عدة. وقد أكدت إذاعة "الجيش الإسرائيلي" تنفيذ جيش الاحتلال خلال 48 ساعة تلت سقوط الأسد؛ أكثر من 250 غارة على سورية([2]). بالإضافة إلى عملية عسكرية برية قامت عبرها إسرائيل باحتلال جبل الشيخ قرب الجولان وبعض القرى والبلدات في محافظة القنيطرة. وقد توزعت المواقع السورية المستهدفة من قبل الإسرائيلين على تصنيفات عدة، أبرزها:
تركزت الغارات الإسرائيلية، خاصة قبل سقوط النظام، على عدة معابر حدودية بين لبنان وسورية، أبرزها المعابر التابعة لريف حمص الغربي، وبالتحديد التابعة لمدينة القصير، التي تتميز بموقع استراتيجي كبير ما بين لبنان وسورية، وكانت نقطة عبور مهمة بالنسبة لحزب الله، وقد تعرضت تلك المواقع حتى تاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر لقصف عنيف من قبل القوات الجوية الإسرائيلية. وتوزعت تلك الغارات على المعابر الحدودية والبنية التحتية في المنطقة، إضافة لنقاط عسكرية ومستودعات أسلحة. ومن أهم المعابر والمناطق الحدودية التي تم استهدافها: جسور الجوبانية والحوز والعاصي، ومعابر جوسية والدبوسية والجوبانية في ريف القصير([3]). بالإضافة إلى معبر العريضة في طرطوس، والذي استهدف للمرة الأولى، ما أدى إلى إقفال المعبر بشكل تام وخروجه عن الخدمة نهائياً([4]).
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بتاريخ 3 كانون الأول/ديسمبر أن إسرائيل نفذت هجوماً استهدف سيارة على طريق مطار دمشق الدولي مما أدى إلى انفجارها. وأوضحت نقلاً عن مصدر في شرطة ريف دمشق أن الهجوم استهدف السيارة بشكل مباشر، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول الضحايا أو الأضرار .وفي سياق متصل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلاً عن مصدر عسكري، بأن العملية استهدفت قيادياً بارزاً في حزب الله داخل دمشق([5])، وأعلن الجيش الإسرائيلي في اليوم ذاته استهداف واغتيال القيادي في "حزب الله" سلمان نمر جمعة، عبر غارة جوية على دمشق، وهي الأولى بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، شغل جمعة دوراً محورياً كموفد "حزب الله" لدى قوات النظام السوري، وكان مسؤولاً عن نقل الوسائل القتالية بين سورية ولبنان، كما عمل كحلقة وصل رئيسة بين الحزب وعناصر النظام السوري، واحتل مناصب قيادية بارزة منها مسؤول العمليات في دمشق .وقد أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن استهداف جمعة يمثل ضربة لاستراتيجية "حزب الله" في تعزيز وجوده العسكري داخل سورية([6]) .
شن الطيران الإسرائيلي غارات عدة على مراكز البحوث العلمية، حيث تدار وتطور برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية([7]). فقد استهدفت الغارات بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر مركزاً للبحوث العلمية ضمن المربع الأمني في دمشق، متسببة بحرائق اندلعت بعد انفجارات عدة([8]). كما استهدفت بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر مركز البحوث العلمية قرب بلدة الزاوي في ريف مصياف/محافظة حماة. كما شنت في اليوم نفسه غارات عدة على مركز البحوث العلمية في برزة ضمن العاصمة دمشق، دون وجود معلومات عن حجم الأضرار حتى إعداد هذا التقرير([9]).
أعلن الجيش الإسرائيلي بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر أن غارات جوية شنتها طائراته استهدفت بتاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر موقعاً عسكرياً في ريف منطقة القصير بمحافظة حمص قرب الحدود مع لبنان. وأوضح المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، أن الموقع يُستخدم من قبل "حزب الله" لنقل أسلحة، مشيراً إلى أن الهجوم جاء بعد الكشف عن استمرار عمليات نقل الأسلحة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما يشكل تهديداً لإسرائيل وينتهك بنود الاتفاق( ([10]. كما شن الجيش الإسرائيلي بتاريخ 6 كانون الأول/ديسمبر غارات جوية عدة على مواقع عسكرية في ريف حمص الغربي وأخرى في منطقة القصير، مستهدفة بنى تحتية تُستخدم من قبل "حزب الله" لنقل أسلحة من سورية إلى لبنان، إذ صرّح الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت بعد الكشف عن استمرار عمليات نقل الأسلحة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً ذلك تهديداً لإسرائيل وانتهاكاً لبنود الاتفاق. كما أشار إلى أن "حزب الله"/قوات "الرضوان"، بدعم من النظام السوري، يستغل البُنى التحتية المدنية لنقل المعدات القتالية لاستخدامها ضد إسرائيل([11]).
أما بالنسبة لدمشق ومحيطها، فقد شن الطيران الإسرائيلي بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر غارات جوية استهدفت ثكنة عسكرية في محيط مطار المزة العسكري بالعاصمة السورية، إلى جانب نقاط عسكرية في حي المزة، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت المربع الأمني في دمشق متسببة بانفجارات عدة تلتها حرائق([12]). وفي تاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع في منطقة جبل قاسيون ضمن دمشق، بالإضافة إلى المربع الأمني وسط المدينة، وذلك ضمن سلسلة غارات ثانية تستهدف العاصمة([13]). وفي التاريخ السابق نفسه، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية جديدة استهدفت مستودعات لتخزين الأسلحة تابعة لقوات نظام الأسد في جبال منطقة القلمون بريف دمشق، منها مستودعات (دنحة) في القلمون والتي تحتوي على مضادات الدروع، مما أدى إلى تدميرها إثر انفجارات عنيفة هزت المنطقة([14](. كما شهد اليوم ذاته (9 كانون الأول/ديسمبر)، غارات على مقر إدارة الحرب الإلكترونية بالقرب من البهدلية المحاذية لمنطقة السيدة زينب، ومستودعات للأسلحة بقرية عين منين التابعة لمنطقة التل، كما شن طيران الاحتلال غارات جوية شمال مدينة قارة ومستودعات في منطقة السومرية على أطراف العاصمة دمشق([15]).
خلال هذا الشهر، كان الجنوب السوري تحت بنك الأهداف الإسرائلية أيضاً، فقد نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 10 غارات جوية استهدفت بعضها مواقع عسكرية في ريف القنيطرة، إضافة لمنطقة تل الحارة في ريف درعا، وتم استهداف مستودعات أسلحة ومواقع استراتيجية. ناهيك عن غارات أخرى في محيط مدينة إزرع بريف درعا استهدفت مواقع عسكرية أخرى، تشمل الفوج 175 واللواء 12 وقيادة الفرقة الخامسة([16]). وقد استمرت الهجمات خلال يوم 9 كانون الأول/ديسمبر مستهدفة قرية الغارية الشرقية في درعا، واللواء 15 شرق مدينة إنخل، والفرقة التاسعة في مدينة الصنمين، ومستودعات الكم شرقي درعا([17]). كما شنت أيضاً الطائرات الإسرائيلية في اليوم نفسه غارات على مواقع في اللواء 112 بين مدينتي الشيخ مسكين ونوى في الريف الغربي لدرعا( ([18].
بالمقابل، لم يسلم شمال شرق البلاد من الهجمات الإسرائيلية خلال هذا الشهر، فقد شنت الطائرات بتاريخ 9 ديسمبر غارات على محافظة الحسكة - منطقة مطار القامشلي والفوج 54 المعروف بفوج طرطب( ([19]. وبتاريخ 9 ديسمبر شنت طائرات إسرائيلية غارات استهدفت مستودعات أسلحة في موقع عسكري سابق قرب مدينة دير الزور، ومستودعات كانت لـ"الحرس الثوري الإيراني" في البادية جنوب البوكمال، ومخازن ومستودعات أسلحة في منجم الملح و مراكز سابقة لقوات النظام والإيرانيين في بادية دير الزور(.([20]
تعرّضت محافظة السويداء بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر لغارات عدة، طال بعضها قاعدة خلخلة الجوية، وأيضاً استهدفت بـ 6 ضربات القاعدة الجوية الرئيسة الواقعة شمالي مدينة السويداء، والتي تضم مخزوناً كبيراً من الصواريخ والقذائف التي تركتها القوات السورية وراءها([21]). كما طالت الغارات الإسرائيلية بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر مطار الشعيرات في مدينة حمص، دون توافر معلومات عن حجم الأضرار([22]). وفي اليوم نفسه استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع في مطار المزة العسكري ومنطقة جبل قاسيون في دمشق، وذلك ضمن سلسلة غارات ثانية تستهدف العاصمة([23]). كما استهدفت غارات إسرائيلية أخرى مطار عقربا العسكري في ريف دمشق، وتواردت أنباء عن تدمير مروحيات وطائرات حربية رابضة([24]). كما شهد تاريخ هذا اليوم أيضاً استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لمواقع عسكرية عدة غرب البلاد، منها منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية على الساحل السوري( ([25]. بالمقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي بتاريخ 10 ديسمبر غارات جوية استهدفت مطار دير الزور العسكري شرقي دير الزور، مما أسفر عن تدمير طائرات ومعدات رادارية(.([26]
طالت الغارات الإسرائيلية أيضاً غرب البلاد وتحديداً محافظة اللاذقية، فاستهدفت إسرائيل بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر مواقع عسكرية عدة قرب ميناء اللاذقية على الساحل السوري، وطالت الأضرار سفناً للبحرية السورية، ومستودعات أسلحة في الكورنيش والمشيرفة ورأس شمرا في ريف اللاذقية. وفي اليوم نفسه نفذ سلاح البحرية الإسرائيلي عملية واسعة استهدفت تدمير أسطول البحرية السورية بالكامل. العملية تمت باستخدام سفن صاروخية، وتركزت على مناطق ميناء البيضا وميناء اللاذقية( ([27]، وأدى الهجوم إلى تدمير سفن حربية سورية عدة تحمل صواريخ بحر-بحر. ووفقاً للتقارير، الهدف من العملية كان منع وصول قدرات ومعدات الأسطول إلى أيدي فصائل المعارضة المسلحة. كما ذكرت شركة "أمبري" للأمن البحري أن الهجوم الإسرائيلي استهدف 6 قطع بحرية سورية في ميناء اللاذقية، إذ أظهرت صور الأقمار الصناعية غرق 5 سفن عسكرية من أصل 6، وأكدت التقارير أن البُنية التحتية للميناء لم تتضرر نتيجة القصف([28]).
قامت إسرائيل بتاريخ 8 ديسمبر باحتلال مرتفعات جبل الشيخ الحدودية مع سورية بعد انسحاب القوات السورية، وأعلنت إنشاء منطقة عازلة تحت سيطرتها "مؤقتاً". كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاحتلال يهدف لمنع أي تهديد أمني على الحدود، معلناً انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. كما عزز الجيش الإسرائيلي قواته في الجولان منعاً لوصول أسلحة الجيش السوري إلى المعارضة المسلحة( ([29]. وقد تجاوزت القوات الإسرائيلية حدود المنطقة العازلة المنصوص عليها ضمن الاتفاقات الدولية والممتدة من زاوية جبل الشيخ إلى الحدود الأردنية مروراً بوادي اليرموك والركاد،. وقد سيطرت القوات الإسرائيلية على نقاط استراتيجية في المنطقة، وأبرزها المرتفعات التي تطل على سورية ولبنان وفلسطين بارتفاع 2200 متر. وهي منطقة قريبة جداً من حدود بلدة اسمها حرفا، وتبعد هذه المنطقة عن دمشق بحدود 30 ك.م. وقد استولت إسرائيل على مناطق عدة منها: الحميدية، والحرية، وصولاً إلى مدينة البعث والتي تتركز فيها مؤسسات الدولة السورية، إضافة إلى بلدة أم باطنة حيث قاموا بعمليات تفتيش. كما توغلت القوات الإسرائيلية مؤخراً إلى بلدة جملة التي تتبع إدارياً لمحافظة درعا؛ حيث قامت بعمليات تفتيش بحثاً عن أسلحة، وتعتبر جملة أولى بلدات ريف درعا الغربي التي تتصل بشكل مباشر مع أراضي الجولان المحتلة والحدود الإدارية لمحافظة الفنيطرة. كما أصدرت القوات الإسرائيلية في وقت سابق تحذيرات لأهالي جباثا الخشب أوفانيا والحميدية والصمدانية الغربية والقحطانية في محافظة القنيطرة بعدم مغادرة منازلهم، وصرح الأهالي بوجود قوات إسرائيلية في هذه المناطق. بينما طلبت من سكان بلدتي الحميدية والحرية تسليم الأسلحة، ومغادرة المنطقة، حيث رفض بعض الأهالي مغادرة منازلهم ([30]).
الضربات الإسرائيلية.. (من استهداف نوعي إلى تدمير الشامل)
يلحظ من خلال الجدول السابق أن الضربات الإسرائيلية توزعت بحسب بنك الأهداف كالتالي: استهداف البنية التحتية والمواقع العسكرية (26 هدفاً، 50%)، خطوط النقل والمعابر الحدودية (11هدفاً، 20%)، قواعد وأهداف بحرية (4 أهداف، 8%)، المطارات ومنظومات الدفاع الجوي (8 أهداف، 15%). قيادات وعناصر الميليشيات الإيرانية (1%)، ومراكز بحوث علمية (4 أهداف، 6%). وقد توزعت تلك الأهداف بنسب متفاوتة على محافظات: دمشق وريفها، حمص،حماه، درعا، اللاذقية، طرطوس، دير الزور، الحسكة، القنيطرة.
ومن خلال الأرقام السابقة وتسلسلها الزمني، يلحظ بأن ليلة سقوط النظام في دمشق بتاريخ الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 شكلت نقطة تحول محورية في تطور أهداف وحجم التدخلات العسكرية الإسرائيلية في سورية، وكان لهذه اللحظة أهمية فاصلة في تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي امتدت منذ قبيل إطلاق عملية "ردع العدوان" في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وتطورت وفقاً لعدة مراحل موزعة على الشكل التالي:
استهدفت الضربات الإسرائيلية، خلال هذه المرحلة، مواقع محددة ترتبط بشكل مباشر بالميليشيات الإيرانية وحزب الله، وركزت على خطوط إمدادها ونقاط تمركزها الحدودية ، كما طالت بعض المنشآت مثل مخازن الأسلحة، ومراكز الأبحاث في منطقة السفيرة بحلب، والرادارات في السويداء، فضلاً عن استهداف معابر حدودية حيوية كالمصنع والقصير، مع التركيز على شخصيات إيرانية وقادة من حزب الله في مناطق مثل السيدة زينب والمزة في العاصمة دمشق. كانت هذه الضربات محدودة بشكل عام لناحية نطاقها التدميري، إذ تمحورت حول استهدافات نوعية دون أن تؤدي إلى تغييرات استراتيجية .
خلال هذه المرحلة، ارتفع مستوى التوسع العملياتي الإسرائيلي ليشمل ضربات مركّزة على خطوط الإمداد الرئيسة، خاصة تلك التي تربط لبنان بسورية، في محاولة لمنع تحركات حزب الله وميليشيات إيران، عبر غارات متعددة على منطقة القصير في ريف حمص، ومعبر المصنع. شملت هذه المرحلة استهداف الثكنات العسكرية والقطع التي أخلاها نظام الأسد، مع تدمير مخازن الأسلحة في المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، لا سيما في القنيطرة، ريف درعا، السويداء، دمشق وحمص، بما في ذلك اغتيال أحد المسؤولين لحزب الله قرب مطار دمشق الدولي. في هذا الوقت، تمكنت إسرائيل من تعطيل العديد من خطوط النقل والإمداد الخاصة بحزب الله، في وقت أعلن فيه مجلس الوزراء الإسرائيلي اتخاذ قرار بالتوغل في القنيطرة.
اتسمت هذه المرحلة بتصعيد غير مسبوق في الضربات الجوية، مع تدمير شامل للمواقع العسكرية والإستراتيجية التي أخلتها مسبقاً قوات نظام الأسد، بما في ذلك الثكنات، ومراكز الأبحاث، والمطارات العسكرية، وإدارات الحرب الإلكترونية، والأسطول البحري. كما شملت الضربات تدمير الألوية القتالية بما تحويه من مدرعات وصواريخ، وتتراوح الضربات الإسرائيلية بين 250-332 غارة جوية استهدفت العديد من المواقع في المحافظات السورية: دمشق، ودرعا، والسويداء، وحمص، وحماه، وحلب، ودير الزور، والحسكة، واللاذقية وطرطوس والقنيطرة([31])، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تمكنت هذه الغارات من تدمير مخازن الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية بما في ذلك الدبابات والطائرات، ومراكز الرادارات، ومقرات الألوية الدفاعية، والأسطول البحري، ومراكز الأبحاث العسكرية.
ترافق هذا التصعيد، مع عمليات توغل برية، شملت بداية احتلال قوات إسرائيلية مواقع قوات نظام الأسد على قمة جبل الشيخ، تلاها عمليات توسع إلى المنطقة العازلة "منطقة فض الاشتباك" المرسمة بموجب اتفاقية عام 1974([32])، ثم إلى ما بعد المنطقة العازلة توغلاً في بعض قرى وبلدات محافظة القنيطرة. ويبدو أن الأهداف الإسرائيلية من هذا التوغل تشمل تحقيق عمق آمن داخل الأراضي السورية يمنع أي تحرك من مجموعات فصائلية أو محلية يسبب خرقاً أمنياً داخل هضبة الجولان، بينما تراقب إسرائيل باهتمام بالغ توجهات السلطات الجديدة في قدرتها على ضبط الفوضى الداخلية وتأمين الحدود.
وخلال المراحل السابقة، يعكس الموقف الإسرائيلي انتهازية منهجية للوضع الأمني والعسكري المتدهور في سورية لتعزيز مصالحها الاستراتيجية، كما يظهر في تصريحات رئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو" بشأن "ضم الجولان إلى الأبد"، وتبرير تدخلاتها العسكرية بحماية أمنها القومي. وتعتمد إسرائيل في هذا السياق على ذرائع تتعلق بمنع وصول الأسلحة الأكثر خطراً إلى أيدي المعارضة المسلحة، التي تصف أفرادها بـ"المتمردين"، وعرقلة توسع خصومها الإقليميين، إيران وحزب الله، مع إرسال رسائل مطمئنة إلى المجتمع الدولي بأن إجراءاتها "مؤقتة ومحدودة". ورغم التطمينات الأخيرة إلا أن التوغل الإسرائلي ضمن محافظة القنيطرة لم يتوقف على الأرض، خاصة وسط تصريحات مقلقة لوزارة الدفاع الإسرائيلية التي طلبت من جيشها الاستعداد للبقاء طوال فترة الشتاء داخل الأراضي السورية. كما لم يتوقف القصف الجوي الإسرائيلي لبعض المواقع حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، إذ سجِلت اليومين الماضيين عدة استهدافات طالت محيط العاصمة دمشق وكذلك مطار خلخلة العسكري في محافظة السويداء.
وقد ترافق التصعيد الإسرائيلي مع انحياز تقليدي من الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل بشكل مباشر، وتواصل التنسيق مع جماعات داخل سورية لضمان عدم استغلال الوضع الراهن من قبل "تنظيم الدولة" أو خصومها الإقليميين لتهديد أمن المنطقة، بما في ذلك أمن إسرائيل. بالمقابل، أبدى الاتحاد الأوروبي موقفاً دبلوماسياً متحفظاً، مكتفياً بإصدار بيان يدعو إلى احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، دون الإشارة الصريحة إلى إسرائيل، مما يعكس انحيازاً غير مباشر لإسرائيل([33]). أما إيران، فقد عبرت عن إدانتها للتحركات الإسرائيلية، التي عدّتها محاولة لتقويض نفوذها الإقليمي، مع انتقادها لصمت الغرب([34]). ومع ذلك، أظهرت لهجة أقل حدة، مما يعكس حالة من العجز والتراجع في تأثيرها على الوضع السوري.
على الصعيد الإقليمي، أصدرت بعض الدول العربية، مثل السعودية ومصر وقطر وتركيا والإمارات، بيانات تدين الانتهاكات الإسرائيلية وتطالب باحترام القانون الدولي ووحدة الأراضي السورية([35]). كما أصدرت لجنة الاتصال العربية بشأن سورية في 14 كانون الأول/ديسمبر، بياناً إثر اجتماعها أدانت عبره الهجمات الإسرائيلية والتوغل البري وخرق اتفاقية فض الاشتباك، مؤكد بأن الجولان عربية وعلى القوات الإسرائيلية الانسحاب منها ومن الأراضي التي توغلت فيها مؤخراً، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، ولافتة بأن المرحلة دقيقة وتحتاج حوار وطني شامل في سورية وتكاتف الشعب بكل مكوناته. أما على المستوى الأممي، فقد أعرب المبعوث الأممي الخاص لسورية عن قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي، داعياً لوقف القصف واحترام السيادة السورية، لكنه لم يقدم أي خطوات عملية لاحتواء الوضع([36]). من جهة أخرى، غابت التصريحات الرسمية اللبنانية والفلسطينية، باستثناء حركة الجهاد الإسلامي التي أشادت بتضامن الشعب السوري مع القضية الفلسطينية وأدانت الهجمات الإسرائيلية([37]). ويعكس هذا المشهد عجزاً دولياً وإقليمياً عن مواجهة الأطماع الإسرائيلية، ما يترك سورية عرضة لمزيد من الانتهاكات في غياب ردع حقيقي.
أما على الصعيد المحلي، فقد صرح أحمد الشرع/الجولاني قائد العمليات العسكرية، أن "الناس منهكة من الحرب. لذا، البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تنخرط في حرب أخرى"([38]). ويعكس التصريح حالة الإرهاق العميقة التي يعاني منها المجتمع نتيجة الحروب والصراعات المستمرة. ويُظهر أن البلاد ليست مهيأة مادياً أو معنوياً أو عسكرياً لخوض نزاع جديد. كما يحمل التصريح دعوة ضمنية للابتعاد عن التصعيد، والتركيز على إعادة بناء الداخل قبل التورط في أي نزاعات أخرى.
بالمقابل أصدرت مجموعة من الأحزاب السياسية السورية، والتي كان أغلبها يندرج ضمن "الجبهة الوطنية التقدمية" بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، بياناً نددت فيه بالهجمات الإسرائيلية على سورية، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته. بينما شهدت بلدة حضر الحدودية الواقعة ضمن محافظة القنيطرة ويسكنها المكون الدرزي، اجتماعات لوجهاء البلدة وسكانها حول التطورات الأخيرة، عبر بعضهم خلالها عن قلقهم من التوجهات الجديدة للفصائل المسيطرة على دمشق ومن محيطهم في القرى والبلدات، خاصة وأن نظام الأسد استخدم البلدة سابقاً كنقطة هجوم على باقي البلدات الثائرة في محيطها، وضمن تلك الاجتماعات التي ظهر بعضها في فيديوهات مصورة، تم التلميح من البعض إلى "رغبة في الانضمام إلى أراضي الجولان المحتل في حال تصاعد التهديدات ضدهم". الأمر الذي يزيد من تعقيد الأوضاع على الحدود السورية الجنوبية ويترك الاحتمالات مفتوحة أمام مستقبل التدخلات الإسرائيلية وتوجهات السُلطة الجديدة في سورية، ومابينهما من آثار وتداعيات محتملة على مستوى الأمن القومي والمحلي.
([1]) "استمرارا لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية..."، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/djWA7
([2]) "الاحتلال الإسرائيلي يهاجم أكثر من 250 هدفاً في سورية منذ سقوط الأسد"، العربية، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024،الرابط: https://bitly.cx/PGFw0
([3]) "غارات إسرائيلية استهدفت معابر حدودية بين سورية ولبنان بريف حمص"، تلفزيون سوريا، 06 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/W5MJZ
([4]) يوسف دياب، إسرائيل تقطع آخر المعابر بين لبنان وسورية... وضبط الحدود من ضبط الجبهات، الشرق الأوسط، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. الرابط: https://bitly.cx/g83Eu
([5])" غارة إسرائيلية تستهدف سيارة على طريق مطار دمشق الدولي"،الجزيرة، 03 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/amigW
(6) " اغتيال موفد "حزب الله" لدى قوات النظام السوري بغارة على دمشق"، تلفزيون سوريا، 04 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/eF6c
(7) " إسرائيل تقصف مركز البحوث العلمية بدمشق"، الجزيرة،08 كانون الأول/ ديسمبر 2024،الرابط: https://bitly.cx/wyxQ
(8) "إسرائيل تقصف مركز البحوث العلمية بدمشق"، الجزيرة، 08 كانون الأول/ ديسمبر 2024،الرابط: https://bitly.cx/Mo6mp
(9) "استمرارا لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/1CwuF
([10]) "إسرائيل تعلن استهداف "بنى تحتية" في سورية تستخدم لنقل أسلحة إلى حزب الله"، تلفزيون سوريا، 01 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/NG6nQ
([11]) "غارات إسرائيلية استهدفت معابر حدودية بين سورية ولبنان بريف حمص"، تلفزيون سوريا، 06 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/W5MJZ
([12])"إسرائيل تقصف مركز البحوث العلمية بدمشق"، الجزيرة، 08 كانون الأول/ ديسمبر 2024،الرابط: https://bitly.cx/Mo6mp
([13]) "طائرات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ عشر غارات على القنيطرة وريف درعا"، تلفزيون سوريا، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/HKVI8
([14]) "غارات جوية إسرائيلية تستهدف مستودعات لسلاح الديكتاتور “بشار الأسد” في ريف القلمون"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/zocVl
([15]) "استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/1CwuF
([16]) " طائرات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ عشر غارات على القنيطرة وريف درعا"، تلفزيون سوريا، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/HKVI8
([17] ( "الطائرات الإسرائيلية تواصل غاراتها في درعا.. 4 مواقع جديدة تحت القصف"، تلفزيون سوريا، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/qimGJ
([18]) "استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان ،12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/1CwuF
([20])"غارات إسرائيلية تستهدف أسراب طائرات ورادارات في مطار دير الزور"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/337gx
([21])"إسرائيل تقصف مركز البحوث العلمية بدمشق"، الجزيرة، مصدر سبق ذكره.
([22])"استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان ،مصدر سبق ذكره.
([23]) " طائرات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ عشر غارات على القنيطرة وريف درعا"، تلفزيون سوريا، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/HKVI8
([24]) "استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مصدر سبق ذكره.
([26])"غارات إسرائيلية تستهدف أسراب طائرات ورادارات في مطار دير الزور"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/337gx
([27]) "استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، مصدر سبق ذكره.
([28])"الأسطول السوري دُمر.. سفن إسرائيلية قصفته تحت جنح الليل"، العربية، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/cnR62
([29]) " إسرائيل تحتل جبل الشيخ وتحذر سكان 5 بلدات حدودية سورية"، الجزيرة، 08 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/W8N5
([30])مصادر خاصة بمركز عمران للدراسات الاستراتيجية في مدينة القنيطرة.
([31])"استمراراً لتدمير إسرائيل مقدرات سورية العسكرية"، المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/djWA7
([32]) "إسرائيل تحتل جبل الشيخ وتحذر سكان 5 بلدات حدودية سورية"، الجزيرة، 08 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/W8N5
([33]) " الاتحاد الأوروبي يدعو كافة الدول لاحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها"، وكالة الأناضول، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/RLqgn
([34]) "إيران تدين عمليات "العدوان والاحتلال" الإسرائيلي في سورية"، وكالة الأناضول، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/Vluf
([35]) "إدانات عربية ودولية واسعة للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية"، قناة العالم، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/Wca45
([36]) "بيدرسون يحذر من عدم إشراك مختلف الأطراف بحكم سورية"، الجزيرة، 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/lh0N
([37])"حركة الجهاد: عدوان إسرائيل اعتداء صريح على الشعب السوري واستغلال للأوضاع"، الجزيرة، 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، الرابط: https://bitly.cx/naLi
([38])" الجولاني: سورية لن تنخرط «في حرب أخرى»"، الشرق الأوسط، 1، 12، 2024، الرابط: https://bitly.cx/6wBZ3