شارك الباحث معن طلاع من مركز عمران بتقرير أعده موقع سوريا 24، بعنوان: "إدلب معادلة معقدة بين أطراف الصراع على الأرض السورية"، والذي استطلع فيه أراء عدد من الشخصيات الغربية والسياسية العربية فيما يخص تطورات الوضع في إدلب.
حيث رأى طلاع بقراءته للتطورات الأخيرة (بدء القصف الروسي على مناطق في جسر الشغور؛ وزيادة التمترس التركي في قواعده، وكثرة الحديث عن ضغوطات تمارسها أنقرة تجاه هيئة تحرير الشام، وتجهيزات وتحضيرات النظام والميليشيات الإيرانية لحرب كبرى وما استلزمته من حرب نفسية؛ والتصريحات الغربية والأمريكية المحذرة من استخدام الكيماوي) دلالات على أن هناك توافقاً غير مكتمل الأركان حول إدلب، فالمؤشرات العسكرية توضح أن خطوط التفاهم الأمني قد أنجزت، وهي تحديد خارطة الأهداف المتعلقة “بتحرير الشام” و”حراس الدين” بما لا يؤثر على مقاربات أنقرة الأمنية التي تعتبر إدلب خطاً دفاعياً متقدماً لمنطقتي درع الفرات وغصن الزيتون،؛ ومجالاً حيوياً أمنياً ينبغي أن لا يخضع لسلطة الأسد.
المصدرموقع سوريا 24 : https://bit.ly/2xg5wFj
مثلت الشهادة الجماعية لقيادات حركة أحرار الشام الإسلامية في 9/9/2014م، أحد التواريخ المأساوية والمؤسسة في ذاكرة الثورة السورية عامة، وحركة أحرار الشام خاصة، والتي دخلت في طور آخر يتجاوز رهان التماسك إلى التكيف والتطور خلال عام كامل من قيادة (أبو جابر الشيخ) للحركة بعد الحادثة، على مستوى بنية الحركة والمشروع السياسي والجناح العسكري والعلاقة مع الفضاء الثوري والجهادي الذي أعيد تشكيله في منطقة نفوذ الأحرار مع حملة الإمارة التي قامت بها جبهة النصرة.
وقد حافظت الحركة على تماسكها البنيوي وتوسعت أفقياً ولكن على حساب إقصاء قيادات فاعلة، وكان للجناح العسكري إنجازات ضخمة خلال هذه المرحلة، إضافة إلى تنامي الحراك السياسي للحركة. وكرّست الحركة انحيازها الثوري وحراكها السياسي دون التفريط بشرعيتها الجهادية، ولكن لم تترجم هذا الانحياز في تحالفاتها الميدانية، كما لم تطوّر حراكها السياسي ضمن مؤسسة تمثيل ثورية، ولم تكرّس قوّتها ورمزيّتها كنفوذ أو سلطة على الأرض.
ومع انتهاء قيادة (أبو جابر الشيخ) للحركة، تقف القيادة الجديدة بعد عام طويل وحافل بالتحولات على المستوى الميداني والسياسي، أمام مرحلة جديدة ضمن رهانات أصعب وتدفع نحو تحالفات أوسع من مرحلة ما بعد الشهادة.
موضوع هذه الورقة التوثيقية التحليلية، دراسة تجربة حركة أحرار الشام وتحولاتها الداخلية وتطوراتها العسكرية والسياسية وعلاقتها بالفضاء الثوري والجهادي، خلال العام اللاحق على حادثة رام حمدان، والذي يمثل مرحلة قيادة أبو جابر للحركة (10/9/2014م – 12/9/2015م)، وهي مرحلة حافلة بالأحداث والتطورات على المستوى السوري عامة، وعلى مستوى الحركة خاصة، كما تقدم من خلال نتائج الدراسة استشرافاً أوليّاً لمآلات المرحلة القادمة.