تشهد محافظة حلب مع بدأ شهر نيسان 2016 احتدامً للصراع في أغلب الجبهات، حيث يشهد الريف الشمالي معارك كر وفر بين قوى الثورة السورية ومقاتلي تنظيم الدولة، كما تشهد جبهات حندرات على معارك شديدة بين قوى الثورة السورية وقوات النظام بالإضافة إلى هجمات بين الحين والأخر من قبل قوى سورية الديمقراطية على الشيخ عيس وتل رفعت، أما ريف حلب الجنوبي فيشهد معار بين قوى الثورة السورية وفصائل إسلامية أخرى من جهة وقوات النظام والميلشيات الإيرانية من جهة أخرى.
أحدث هجوم تنظيم الدولة الأخير على مناطق الثوار في ريف حلب الشمالي والسيطرة على عقدة صوران وعدة قرى حولها خلال تقدم جيش الفتح على مواقع النظام في إدلب، أوسع موجة ردود أفعال ضد التنظيم وتدعو لقتاله، نظريّاً على مستوى المواقف المعلنة من قبل المنظّرين الجهاديين، أو ميدانيّاً على مستوى ردة فعل الفصائل الثورية والجهادية. وبات التنظيم في هذا الهجوم في أقرب مواقعه لمدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي، ما دفع لقدوم مؤازرات ضخمة من فصائل حلب وإدلب لمنع تقدمه ومحاولة استعادة المناطق التي احتلّها، ولكن تأخير الحسم والتقدم دفع التنظيم للتثبيت في مواقعه حوالي صوران ومحاولة التقدم من خلال الخواصر الرخوة في سعيه للسيطرة على مدرسة المشاة ذات الأهمية الرمزية والاستراتيجية. ومع عدم امتلاك الفصائل الثورية لخطة استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم، أو للتنسيق ضمن غرفة علميات مشابهة لجيش الفتح، أو اعتبار الجبهة مع التنظيم معركة مفتوحة وذات أولوية، فإن الاكتفاء بردود الفعل والمؤازرات المؤقتة يبدو من صالح التنظيم ومن صالح النظام معاً، حيث يستغل الطرفان تشتت جبهات فصائل الثورة في حلب واستنزافها الطويل.