سعياً من المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للاستفادة من مخرجات مراكز الأبحاث المهتمة بدراسة تطورات القضية السورية، ونظراً للجهود التي يبذلها مركز عمران للدراسات الاستراتيجية في هذا المجال؛ فقد طلب من المركز القيام بندوة لمناقشة كتاب التحولات الكبرى في المشرق العربي، والمعدّ من قبل الدكتور مازن هاشم مدير البحوث في مركز عمران، والصادر من قبل المركز بتاريخ 15 تموز/يوليو 2014م.
وعقد المركز الندوة بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2014م تحت عنوان "نحو فهم التحولات السياسية في المشرق العربي"، وبإشراف الدكتور مازن هاشم، وحضرها كل من السادة (صلاح فارس، وبشر سعيد، وكمال الطويل، وكومان حسين، وسارة قرقور، ومصطفى سخطة)، إضافة إلى أعضاء فريق مركز عمران.
الجلسة الأولى:
افتتحت بالترحيب بالحضور، وشكرهم على المبادرة الجادة في الاستفادة من الدراسات المهتمة بالشأن العربي بشكل عام، وبالقضية السورية بشكل خاص، ومن ثم استهلت الندوة بالحديث عن المدخل العلمي المعتمد عند إعداد هذه الدراسة. حيث أكد الباحث على ضرورة اعتبار العوامل الموضوعية المتعلقة بالحدث، وعدم محاولة تفسيره من خلال المواقف الشخصية. والعوامل الموضوعية قائمة بذاتها، وتتفاعل مع العوامل الثقافية. وينبغي ألا يفهم من ذلك أن المسألة هي مسألة حيازة على المادة فحسب. فالدول التي استوردت الآلة والمنتجات ليست دولة متحضرة، ولن تكون دول منجزة في مسار الحضارة، فامتلاك الأشياء لا يعني امتلاك الحضارة، بل عن طريق المعرفة والخبرة تبنى حضارة الأمة.
ثم تناول المحاضر مدى أهمية الأبعاد الجيوسياسية ومدى تأثيرها على الواقع السياسي. وأورد مثالاً لذلك في الميزة التي يتمتع به البحر الأحمر الذي تحيط بمعظم شواطئه بلاد عربية يمكنها من خلال التنسيق والتعاون أن تستثمره كمصدر قوة على الصعيدين السياسي والعسكري. وأشار إلى الوضع الجيوسياسي لسورية بعد التقسيم الذي جعل الدول الناتجة كلها ضعيفة بذاتها.
بعد ذلك ترك المتحدث مجالاً لمداخلات الحضور التي تمحورت حول موضوع الندوة لتنتهي بذلك الجلسة الأولى.
الجلسة الثانية:
ابتدأها الدكتور مازن هاشم بعرض الواقع السياسي في سوريا، والخارطة الدولية الحاضرة. ونبّه إلى إشكالية التفسيرات التآمرية. وإن التفسير الذي يحيل إلى المبهمات ولا يراقب الأسباب المفهومة هو تفسير تآمري. وكذلك هنالك إشكال في منطق الثنائيات الصلدة.
بعد ذلك أجاب د. مازن على أسئلة الحضور، وتمت بعض الحوارات والنقاشات التي أغنت الندوة.
واختتمت الجلسة بتوصية قدمت من أحد الحاضرين تفيد بضرورة إعداد دورات للشباب السوري حول هذه المعطيات المغيبة عن الوسط الثقافي، حيث يجب تعميم مثل هذه المحاضرات وهذه الرؤية والفكر التنويري على شبابنا الواعد.
وفي الختام تم شكر الحضور على أمل اللقاء في ندوات أخرى تساهم في تعزيز العلاقة بين الائتلاف ومكوناته الأخرى وبين مراكز الأبحاث والدراسات التي تعني بالشأن العربي ولاسيما السوري منه.