شهد النصف الأول من شهر أيار 2016 تقدماً لصالح قوى الثورة السورية على حساب كلٍ من تنظيم الدولة والنظام السوري في محافظتي حلب وريف دمشق. كما تمكنت قوى سورية الديمقراطية من تحقيق تقدماً طفيفاً على حساب تنظيم الدولة في ريف الحسكة الجنوبي. أما جبهات النظام والتنظيم فشهدت تصعيداً في كلٍ من ريف حمص الشرقي ومدينة دير الزور مما مكن الأخير من السيطرة على عدو مواقع جديدة، ولكن هذه الجبهات لم تمنع قوات النظام من التقدم في الغوطة الشرقية على حساب قوى الثورة السورية، مستفيدةً من حالة الاقتتال بين فصائل قوى الثورة السورية في الغوطة الشرقة.
طالما كان موقف جبهة النصرة لغزاً في كونها ذات منهجٍ قاعدي بعيد عن روح الثورة السورية في حين أن سلوكها المبدئي أظهر تفهماً لنسق الحاضنة الاجتماعية التي تتواجد فيها. ويبدو أن الأحداث الأخيرة حسمت القول في ميلها ونياتها. وتناقش هذه الورقة الخيارات المتعددة لجبهة النصرة والأثمان المترتبة على ذلك.