تحليل يلفت النظر إلى بعدٍ غير مشهور عن واقع الثورة السورية، وهو أن المناطق التي تفلّتت من قبضة النظام نجحت في تنظيم مناطقها وفق صيغة تمثيلية انتخابية، فحازت على شرعية سياسية لها أهمية تفوق أهمية قيامها بالخدمات الأساسية.
تشكل مجالس المحافظات إحدى أهم البنى الإدارية للمعارضة السورية، وبغض النظر عن السياق الذي تشكلت فيه فإن أهميتها تتزايد لا سيما مع تزايد الاحتياجات وتشتت الجهود، واستكمالاً لدراسة مجلس محافظة درعا (2/1) تأتي هذه الدارسة لتقييم أداء المجلس الراهن بغية استخلاص الدروس وتحسين الأداء، وقد خلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
طرحت في الآونة الأخيرة مجموعة من المقاربات السياسية على أمل إحداث اختراقات تسهم في توطئة آليات دافعة للحل السياسي بعدما تبين صعوبة الحسم العسكري لأي من طرفي الصراع. وقد شكلت الهُدن القاسم المشترك بين هذه الطروحات باعتبارها نقطة البدء في مسار طويل من الإجراءات لحل الصراع الدائر في سورية، ولكن السؤال الذي يتم إغفاله في هذه الطروحات، هل تمتلك الهُدن مقومات النجاح وفرص الاستمرارية لكي تكون مدخلاً لحل سياسي، أم أنها تختزل في طياتها عوامل تداعيها وبالتالي لا تعدو عن كونها مجرد آلية تسكينيّة للصراع؟
تأتي هذه القراءة التحليلية في محاولة لاستقراء واقع عمل المجالس المحلية وسعياً نحو فهم أعمق لطريقة تشكيلها وآليات عملها. حيث اعتمدت في منهجيتها مؤشرات أربعة دُرس على أساسها واقع عمل المجالس المحلية كمرحلة أولية ضمن إطار الشرعية، وهذه المؤشرات هي التشكيل، العضوية، علاقات القوى والسيطرة، إدارة الموارد.وقد تم تناول هذه المؤشرات على جزأين من القراءات التحليلية لإعطاء كل مؤشر حقه من التحليل، وسيستعرض هذا الجزء شرعية المجالس المحلية في محافظة إدلب من حيث التشكيل والعضوية وعلاقات القوى والسيطرة، على أن يتم تناول مؤشر الأداء في جزء لاحق.
تشكلت المجالس المحلية في سورية كأداة لإدارة حالة الفراغ الناشئة عن انحسار سلطة النظام، وباعتبارها ساحة للتمثيل والتنفيذ فقد تجاذبتها تيارات سياسية وقوى محلية وخارجية لتمسي جزءاً من عملية التنافس السياسي والمحلي التي تدور رحاها ضمن الصراع المركب الدائر في سورية.
وبعد تشكيل إدلب وحلب لمجالس محافظات بداية العام 2013 بواسطة الانتخابات أعلنت درعا تشكيل أول مجلس محافظة لها بالقاهرة في الشهر السابع من عام 2013 بنفس الطريقة، لينتقل بعدها المجلس إلى مدينة إربد لممارسة مهامه. ولا نغفل وجود مجالس للمحافظات شُكِلت من قبل بالتوافق كمجلس محافظة حمص المؤسس عام 2012، ولكن نُركز على التأسيس الذي أخذ طابعاً رسمياً. وعند تقييم أداء مجلس محافظة درعا الأول يمكن القول إنه نجح إلى حد ما في تقديم العديد من الخدمات والمشاريع للمحافظة رغم ما واجهه من تحديات ضعف الفاعلية وإشكالية الشرعية وهو ما تلخصه النتائج التالية:
يمكن تفسير إشكاليتي الشرعية والفاعلية من جهة بالسياق العام لمسار تشكل المجالس المحلية في عموم سورية، ومن جهة أخرى بخصائص البيئة المحلية للمحافظة والمؤثرات الخارجية الناتجة عن البيئة التي وجد بها مجلس المحافظة.
إنَّ الهُدن لم تكن اتفاق تلاقٍ للمصالح يوطّئ للانفراج والتوافق السياسي، وإنما كانت اتفاق وقاية شرٍّ لم يغيّر جوهر علاقة النظام بالمجتمع، تلك العلاقة القائمة على الإكراه من خلال القمع.
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على إعلان الحكومة السورية المؤقتة لأهدافها الاستراتيجية، كان لا بد من إجراء محاولةٍ لتقييم أداء تلك الحكومة، تأكيداً على المبادئ التي قامت من أجلها الثورة، بدءاً من حرية التعبير والشفافية مروراً بمعايير الكفاءة والفعالية ووصولاً إلى تعزيز الرقابة على العمل العام. تسعى هذه الدراسة إلى مراجعة أداء الحكومة وفق ما عكسه تقرير عملها الربعي لعام 2014، من خلال تحليل مادة هذا التقرير - في ظل شحّ الوثائق الرسمية الصادرة عن الحكومة والتي تساعد على تقييم أدائها الكلي- ثم عرضه على الأصول المنهجية المتّبعة في إعداد التقارير لقياس مدى قدرته على عكس نتائج عمل الحكومة من جهة، وتحليل مضمونه كوثيقة تعبّر عن أداء الحكومة بحدّ ذاته من جهة أخرى. في سعيٍ نحو تصويبٍ للعمل، ينعكس إيجابياً على الحكومة ذاتها ويطمئن شعبنا الصامد تجاه الحكومة التي تسعى لخدمته.
جاء تأسيس المجلس الإسلامي السوري في 14 نيسان/أبريل 2014 استجابةً لحاجة ماسّة في واقع الثورة، حيث غلب الاختلال في الفهم الشرعي وسوء الفهم لمقولات الفقه، في زمن امتحانٍ رهيبٍ تزهق فيه الأرواح وتهدم البيوت ويُخرج الناس من ديارهم. وتعمّقت الحاجة بشكل أكبر من أي وقت سبق لخطاب شرعي مسؤول. تقدّم هذه الورقة قراءة توضيحية حول المجلس الإسلامي السوري بدءاً من بيان تأسيسه ومروراً ببعض الملاحظات والشروط التي يُرجى أن تجعل من هذا المجلس عملاً فاعلاً يتجاوز التطمين العرفي. أملاً منّا في ان يثبت المجلس نفسه فاعليةً ومبادرةً.