Omran Center

Omran Center

تشكلت المجالس المحلية في سورية كأداة لإدارة حالة الفراغ الناشئة عن انحسار سلطة النظام، وباعتبارها ساحة للتمثيل والتنفيذ فقد تجاذبتها تيارات سياسية وقوى محلية وخارجية لتمسي جزءاً من عملية التنافس السياسي والمحلي التي تدور رحاها ضمن الصراع المركب الدائر في سورية.

وبعد تشكيل إدلب وحلب لمجالس محافظات بداية العام 2013 بواسطة الانتخابات أعلنت درعا تشكيل أول مجلس محافظة لها بالقاهرة في الشهر السابع من عام 2013 بنفس الطريقة، لينتقل بعدها المجلس إلى مدينة إربد لممارسة مهامه. ولا نغفل وجود مجالس للمحافظات شُكِلت من قبل بالتوافق كمجلس محافظة حمص المؤسس عام 2012، ولكن نُركز على التأسيس الذي أخذ طابعاً رسمياً. وعند تقييم أداء مجلس محافظة درعا الأول يمكن القول إنه نجح إلى حد ما في تقديم العديد من الخدمات والمشاريع للمحافظة رغم ما واجهه من تحديات ضعف الفاعلية وإشكالية الشرعية وهو ما تلخصه النتائج التالية:

  • نجح المجلس في توفير آلية مبسطة لتسهيل تمرير الدعم للمجالس المحلية الفرعية وتنظيمه.
  • ساهم المجلس في تحفيز المجتمعات المحلية على تأسيس مجالسها لإدارة شؤونها.
  • بلغ عدد المشاريع التي قام بها مجلس محافظة درعا بحسب البيانات الموثقة إلكترونياً 78 مشروع موزعة على سبعة قطاعات، تصدرتها المشاريع في قطاع الإغاثة بنسبة 49%، يليها المشاريع في قطاع الخدمات بنسبة 28%، في حين قدرت نسبة المشاريع في القطاع الطبي بـــــــــــ 13%.
  • لم يُتح للمجلس إثبات نفسه في قطاع الخدمات والبنية التحتية ذات الأولوية لاستقرار المجتمعات المحلية.
  •  تشير البيانات إلى ضعفٍ في بناء القدرات وتأهيل الكوادر العاملة في المجلس.
  • لأسباب موضوعية ولوجود مؤثرات خارجية لم يتم تفعيل آليات الرقابة والمحاسبة.
  • افتقد مجلس محافظة درعا لاستراتيجية عمل واضحة ذات أهداف تنفيذية محددة بإطار زمني.
  • هناك ضعف في الجانب الإداري للمجلس لعدم اكتمال هيكليته الإدارية، وعدم الاستقرار في القيادات الإدارية.

يمكن تفسير إشكاليتي الشرعية والفاعلية من جهة بالسياق العام لمسار تشكل المجالس المحلية في عموم سورية، ومن جهة أخرى بخصائص البيئة المحلية للمحافظة والمؤثرات الخارجية الناتجة عن البيئة التي وجد بها مجلس المحافظة.

إنَّ الهُدن لم تكن اتفاق تلاقٍ للمصالح يوطّئ للانفراج والتوافق السياسي، وإنما كانت اتفاق وقاية شرٍّ لم يغيّر جوهر علاقة النظام بالمجتمع، تلك العلاقة القائمة على الإكراه من خلال القمع.

بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على إعلان الحكومة السورية المؤقتة لأهدافها الاستراتيجية، كان لا بد من إجراء محاولةٍ لتقييم أداء تلك الحكومة، تأكيداً على المبادئ التي قامت من أجلها الثورة، بدءاً من حرية التعبير والشفافية مروراً بمعايير الكفاءة والفعالية ووصولاً إلى تعزيز الرقابة على العمل العام. تسعى هذه الدراسة إلى مراجعة أداء الحكومة وفق ما عكسه تقرير عملها الربعي لعام 2014، من خلال تحليل مادة هذا التقرير - في ظل شحّ الوثائق الرسمية الصادرة عن الحكومة والتي تساعد على تقييم أدائها الكلي- ثم عرضه على الأصول المنهجية المتّبعة في إعداد التقارير لقياس مدى قدرته على عكس نتائج عمل الحكومة من جهة، وتحليل مضمونه كوثيقة تعبّر عن أداء الحكومة بحدّ ذاته من جهة أخرى. في سعيٍ نحو تصويبٍ للعمل، ينعكس إيجابياً على الحكومة ذاتها ويطمئن شعبنا الصامد تجاه الحكومة التي تسعى لخدمته.

جاء تأسيس المجلس الإسلامي السوري في 14 نيسان/أبريل 2014 استجابةً لحاجة ماسّة في واقع الثورة، حيث غلب الاختلال في الفهم الشرعي وسوء الفهم لمقولات الفقه، في زمن امتحانٍ رهيبٍ تزهق فيه الأرواح وتهدم البيوت ويُخرج الناس من ديارهم. وتعمّقت الحاجة بشكل أكبر من أي وقت سبق لخطاب شرعي مسؤول. تقدّم هذه الورقة قراءة توضيحية حول المجلس الإسلامي السوري بدءاً من بيان تأسيسه ومروراً ببعض الملاحظات والشروط التي يُرجى أن تجعل من هذا المجلس عملاً فاعلاً يتجاوز التطمين العرفي. أملاً منّا في ان يثبت المجلس نفسه فاعليةً ومبادرةً.