الملخص التنفيذي

  • مع تراجع سُلطة الدولة المركزية لصالح صعود تشكيلات دون دولتية، منها ذات طابع قومي وديني؛ برزت نماذج مختلفة من أنماط الحكم المحلي في الجغرافية السورية، والتي تأثرت بالخارطة العسكرية المُتغيّرة، ما أدى إلى نهاية بعض النماذج وانحسار أخرى مقابل استقرار نسبي وحذر لبعضها الآخر.
  • قدمت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" نفسها، بوصفها نموذجاً منافساً لباقي النماذج الإدارية التي فرضها الواقع العسكري، وعلى الرغم من مرور سبعة أعوام على الإعلان الفعلي للإدارة الذاتية بسُلطاتها ومؤسساتها المختلفة؛ إلا أن مستوى وطبيعة الحوكمة في هذا النموذج الإداري لا تزال إشكاليّة ومحط تساؤلات عدة.
  • تنطلق الدراسة للبحث في هذا النموذج الإداري من مدخل السُلطة القضائية، وذلك لما تعكسه دراسة القضاء من مؤشرات مهمة عدة، لا تنحصر فقط على مستوى المحاكم والنشاط القانوني لها، وإنما تمتد إلى المستويات السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
  • حددت الدراسة عينتها بمؤسسات الجهاز القضائي ومنهجها بالوصفي التحليلي بما فيه دراسة الحالة، واعتمدت على مصادر بيانات عدة، على رأسها المقابلات المُعمّقة مع العديد من القضاة والمحامين القائمين على رأس عملهم، إضافة إلى عدد من الإداريين في مؤسسات القضاء وغيرهم من العاملين في مؤسسات السُلطة التنفيذية، مقابل بعض المنظمات الحقوقية العاملة في المنطقة، ومقابلات متفرقة فرضتها خصوصية كل منطقة.
  • طرحت الدراسة مجموعة تساؤلات، حول بُنية القضاء وهيكلية مؤسساته واختصاصاتها وآليات عملها، إضافة إلى المرجعيات القانونية التي تستند إليها، مقابل طبيعة التوزع العلمي والديموغرافي للقضاة القائمين على عمل هذا الجهاز، ومستوى فاعليته واستقلاليته وعلاقته مع باقي السلطات في الإدارة، خاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وطبيعة القضاء العسكري القائم، مقابل العلاقة بين ملف القضاء وحزب العمال الكردستاني في المنطقة.
  • ضمن المُتغيرات محلّ البحث، تطرّقت الدراسة إلى طبيعة التعاطي القضائي والقانوني مع ملف "الإرهاب"، تحديداً معتقلي تنظيم الدولة السابقين، خاصة مع إنشاء الإدارة الذاتية محاكم استثنائية خاصة بـ"الإرهاب" (محكمة الدفاع عن الشعب)، وفي هذا السياق رُصِدَت مستويات عدة للتعامل مع هذا الملف خارج نطاق المحاكم والقانون.
  • فَرَدَت الدراسة سبعة فصول للبحث في طبيعة الجهاز القضائي بمختلف مؤسساته ودرجاته، انطلق الفصل الأول من فلسفة النشأة والنظريات التي استندت إليها الإدارة الذاتية وتبنتها في نموذجها الإداري بما فيه الجهاز القضائي، في حين توزعت خمسة فصول على دراسات حالة مُعمّقة لخمسة مناطق أعلنتها الإدارة الذاتية كـ "أقاليم" ضمن سُلطتها، وهي: (الحسكة، الرقة، دير الزور، منبج، عين العرب/كوباني).
  • فُرِدَ الفصل السابع لما توصلت إليه الدراسة من نتائج وخُلاصات، والتي انقسمت بدورها إلى مستويين، الأول: على مستوى الجهاز القضائي، ببنتيه ومرجعيته وفاعليته وكفاءته مقابل الاستقلالية والحياد. في حين مثّلت النتائج في المستوى الثاني: تحليلاً شاملاً لبيانات دراسات الحالة واستخلاص نتائج منها على مستوى النموذج الإداري ككل، سواء شكل اللامركزية المتبع، ومستوى العلاقات المدنية-العسكرية، وأثر القضاء على السلم الأهلي والأمن المجتمعي، مقابل آليات إدارة ملف "الإرهاب" وانعكاساتها، وطبيعة العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني وأثرها على المنطقة.

للمزيد حول الإصدار انقر هنا

التصنيف الكتب

استكمالاً لورقته البحثية التي أصدرها بعنوان شرق الفرات بين تزاحم القوى الدولية وتحاور القوى المحلية؛ عقد مركز عمران للدراسات الاستراتيجية ندوة بحثية افتراضية بعنوان: "الحوارات الكُردية، آفاق النجاح ومالات الفشل وتداعياتها المحتملة على الملف السوري"، وذلك بتاريخ 22 تموز/ يوليو 2020. وتناولت الندوة أربع محاور رئيسية؛ ركز الأول على سياقات الحوار الكردي وتحدياته بينما تناول المحور الثاني توازنات المجلس الوطني الكُردي وعلاقاته الإقليمية والمحلية؛ في حين نوه المحور الثالث  على  آليات تطوير الحوار الحالي ليشمل بقية مكونات المنطقة. واستعرض المحور الأخير  دور منظمات المجتمع المدني في تقريب وجهات النظر.

شارك بالحوار كلاً من: أ. فؤاد عليكو، سياسي وقيادي كُردي، أ. نجاح هيفو، ناشطة في حقوق المرأة، أ. بدر مُلا رشيد، باحث في مركز عمران، أ. منى فريج ناشطة سورية. كما حضر الندوة عدد من الخبراء والنشطاء والفاعلين المحليين. الذين شكلت مشاركاتهم وتساؤلاتهم  عامل إثراء مهم للندوة.

 

التصنيف الفعاليات

على الرغم من جولات الحوار السابقة المتعثرة؛ أحدثت دعوة قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" للحوار بين الأطراف الكردية، صدىً بين الأحزاب الكردية و"الإدارة الذاتية". دعوةٌ ترافقت مع دفعٍ أمريكي واضحٍ للتيارات الكُردية للوصول إلى صيغة توافق معقّدة؛ تتمكن عبرها من "التمكين المحلي"، و"التفاعل أكثر" مع المعارضة السورية و"تهدئة" الجانب التركي.  ولقياس هذا الصدى وطبيعته، وتلمُّس مالاته، يحاول تقدير الموقف، تسليط الضوء على السياقات السياسية، والعسكرية التي أدّت إلى ما وصلت إليه العلاقة الكُردية البينيّة حالياً، وتحليل غايات هذا التقارب، وتتبّع مؤشرات بناء الثقة بين الأطراف الكُردية، ومن ثم استشراف مآلات هذا التقارب وتحدياته.

سنوات والتعثُّر ديدن المحاولات

حاول الطرفان الكُرديان (حزب الاتحاد الديمقراطي، والمجلس الوطني الكُردي) الدخول  في مفاوضات تؤدي لتقاسُم، وتشارُك السلطة خلال الأعوام 2012-2015([1])، عبر عدّة اتفاقيات وتفاهمات (هولير1، هولير2، دهوك([2]))، إلا أنها باءت بالفشل؛ لأسبابٍ عدّة مرتبطةٍ بسياسة المحاور الوطنية، والإقليميّة من جهة، ومتعلِّقةٍ بأسبابٍ  ذاتيةٍ نابعةٍ من طبيعة الاْطراف الكُردية نفسها من جهةٍ ثانية؛ وليدخل الملف السوري من بداية العام 2015 مرحلة جديدةً مع انخراطٍ مباشرٍ لقوىً إقليميّةٍ، ودوليّةٍ في الصراع السوري، كالولايات المتحدة الأمريكية بدعمها "لوحدات حماية الشعب" في مواجهة "تنظيم الدولة"، والاتحاد الروسي بدعمه المباشر للنظام، وتركيا عبر الدخول البري المباشر؛ لتحقيق عدّة أهدافٍ متعلِّقةٍ بأمنها القومي كإنهاء، وإعاقة مشروع "الإدارة الذاتية"،  والحفاظ على بعض  المناطق تحت سيطرة المعارضة. وفي هذا العام اتسعت مساحة الخلاف بين الأطراف الكُردية، وكادت تنعدم محاولات التوفيق بين الطرفين؛ باستثناء بعض المبادرات المجتمعية من شخصيات، أو منظمات المجتمع المدني، والتي لم تتكلّل بالنجاح، وتعرَّض "المجلس الوطني الكردي" لمضايقاتٍ، واعتقالاتٍ من قبل أجهزة الإدارة الذاتية أدّت لإيقاف شبه كامل لنشاطه في سورية، بينما منح تحالف "وحدات حماية الشعب" و"قسد" مع قوات التحالف الدولي منحهم جرعةً زائدةً من الثقة بديمومة مشروعهم، دون الأخذ بالحسبان غياب أيَّة توافقاتٍ سياسية سواءً محليةٍ، أو وطنيةٍ تُأطّر بقائها في المشهد. 

قُوبلت الثقة الزائدة التي اكتسبتها الإدارة الذاتية بالدخول الأمريكي بوجود فيتو مزدوج من تركيا، والمعارضة السورية على دخول "الإدارة" في المسار السياسي كطرف ثالث، أو ضمن لوائح وفد المعارضة للمفاوضات، وعليه وخلال عامي 2017 -2018 توجهت "الإدارة" للوصول إلى التفاوض مع النظام عبر الوساطة الروسية في "قاعدة حميميم"، إلا أن معظم جولات التفاوض بين الطرفين باءت بالفشل.([3])

ومع بداية عام  2018 شهدت منطقة عفرين بدء العملية التركية " غصن الزيتون" والتي أدّت لإنهاء وجود الإدارة الذاتية فيها، وهو ما شكّل نقطة تحوّل في العلاقة الكُردية البينيّة؛ حيث هاجمت "الإدارة الذاتية وأحزابها" المجلس الوطني الكُردي؛ كونه أحد مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي دعم العملية، وفي عام 2019 مع "الانسحاب الأمريكي "الجزئي المفاجئ"، وبدء عملية " نبع السلام " وسيطرة تركيا على المنطقة  الممتدّة من مدينة رأس العين إلى تل أبيض شمالاً، وجنوباً وصولاً إلى الطريق الدولي، M4، بدى جلياً التغيُر في المواقف، والتصريحات الكُردية البينيّة خلال هذه العملية غايرت شاكلتها خلال " غصن الزيتون"، لتكون من جهة قيادة " قسد" مطالبة بإنهاء حالة الانقسام الكُردي، ومن جهة المجلس مطالبة بتوافقٍ يُنهي سلطة الحزب الواحد على مفاصل "الإدارة الذاتية"، ويفتح المجال لتشارُك السلطة، مدعوماً برغبة أمريكية غير واضحة المعالم؛ أتت ضمن محاولات واشنطن الحفاظ على ما تبقى من الإدارة الذاتية؛ بصيغة تلبي مطالب تركيا من جهة، وتُطمئن الفواعل المحلية من جهة أخرى.

تطورت الرغبة الأمريكية، والنداءات الكُردية البينيّة لتصل إلى مرحلة البدء بخطوات بناء الثقة أقدم عليه الطرفان، فمن جهتها وبعد نداء قائدها " مظلوم عبدي" بضرورة الكشف عن مصير المختطفين، والمُغيّبين من أنصار المجلس الوطني الكردي قامت " قوات سوريا الديمقراطية" بنشر بيانٍ يتطرق لمصير عشرة أسماء قدّمها المجلس الكُردي، وفي حين أن البيان اتسم بتشتيت المسؤولية حول مصير المختطفين والمغيبين، إلا أن البعض اعتبره بادرةً يمكن البناء عليها، ليتطور الأمر لاحقاً إلى عودة المجلس الكُردي لفتح بعض مكاتبه، بالإضافة لقيام بعض أحزابه بخطوات مماثلة.

"الوحدة الكُردية" مخدر الأزمات

ارتبط ملف التفاوض الكُردي البيني بعوامل ثابتة، وأخرى متغيرة خلال سنوات الصراع السوري، فمن الثوابت التي استمرت منذ تشكّل "الإدارة الذاتية"، كان ما يتعلق بالاصطفاف الداخلي، فالمجلس الكُردي توجه للاتفاق مع الائتلاف الوطني السوري، ودخل ضمن إطاره السياسي، كما حصل على مقاعد ضمن هيئة المفاوضات، واللجنة الدستورية، تحت مظلّة الائتلاف، بينما الإدارة الذاتية وإن حاولت أن تبقي على سياسة الطرف الثالث ضمن المشهد السوري، إلا أنها لم تنجح في تحقيقها بدرجة صلبة سليمة، فهي من جهة ضمن إطار " منصّة القاهرة لبعض قوى المعارضة"، ومن جهة أخرى تتجه لتفاوض دمشق، وموسكو منفردة، في وقتٍ تحاول الحفاظ  على ما تبقيه واشنطن من علاقة معها. ويمكن إضافة الموقف الثابت من النظام من أيّة عملية تفاوض، وتوجهه لإبقائها ضمن حدود عودة الطرف الآخر "لحضن الوطن"، والتنازل عن كُل، أو معظم ما اكتسبه خلال سنوات الصراع من أُطر لامركزية، أو قوات عسكرية وأمنية، وهو ما أبقى على نتيجة كافة المفاوضات بين الإدارة الذاتية، والنظام ضمن نطاق محادثاتٍ أولية، دون أن تتقدم للبحث في تفاصيلٍ مُعمّقةٍ، أو اتفاقاتٍ على خطوطٍ عريضةٍ، أو ضيقةٍ حول مصير الإدارة الذاتية.

أما بعض المتغيرات التي حصلت، فمنها انسحاب واشنطن "الجزئي" من المنطقة، ولاحقاً العودة، والتمركز فيما تبقى من مناطق لم يدخلها النظام أو الروس، ومحاولة إعادة رسم الخريطة الجغرافية العسكرية، بطريقة تمنع موسكو من التمدد أكثر في محيط مدينة القامشلي باتجاه الشرق، ومع هذا الغياب الميداني، نشهد تطوراً ملحوظاً في نشاط الولايات المتحدة فيما يخص عملية التفاوض بين المجلس الوطني الكُردي، والإدارة الذاتية، إلا أنه نشاطٌ مبهمٌ، فواشنطن إلى الآن تعطي إشاراتٍ للمجلس بضرورة بقائه ضمن المعارضة السورية، على أنها المكان الطبيعي له ، كما أنها تقوم بدور الوسيط بين المجلس، والإدارة بصورةٍ غير مُعلنة التفاصيل والخطوات، ولم يُقدّم المسؤولون الأمريكيون إلى الآن للطرفين أيّة صيغة للتوافق تستطيع أن توافق بين تخوفات "المجلس"، وطلبات "الإدارة الذاتية"، بالتوازي مع ما يقبل به الجانب التركي، الذي دخل بقوة صلبة أكثر ضمن الجغرافية السورية، سواءً عبر العمليات الثلاث التي استهدفت إنهاء مشروع "الإدارة الذاتية، أو عبر "ملف إدلب" الذي رغم معاناة تركيا فيه من خرق موسكو، ودمشق لاتفاقاتهم، إلا أنه يشهد انخراطاً تركياً متزايداً، سيمنح تركيا في حال استمراره كلمةً أقوى في مستقبل سورية السياسي، لذا سيكون من الصعب التوصل لصيغة توافقٍ ثنائية في ظل انخراطٍ، وتواجدٍ تركي أكبر ضمن الجغرافية السورية، إلا في حالة تقديم واشنطن صيغة حلٍ تؤدي في النهاية لإحداث تغييراتٍ شاملة ضمن المنظومة الحاكمة شمال شرق الفرات.

تُشكّل هذه العوامل نقاطاً مهمة ضمن عملية التفاوض الكُردية البينية، فالمجلس الكُردي لا يمتلك رفاهية البقاء ضمن المعارضة السورية، والوصول مع "الإدارة الذاتية" لاتفاقية لم يُدرك المجلس إلى الآن مصيره ضمنها، مع وجود هواجس لديه من أن تؤدي أيّة خطوة تَوافق مع "الإدارة الذاتية" إلى ابتلاعه بهيكله السياسي وقواه الشعبية، كما أن النظام من جهته_ وفي الفترة الأخيرة_ أشار بأصابعه إلى عدم تمثيل "الإدارة الذاتية" لجميع الكُرد، وركّز على ضرورة أن يتوحّد الكُرد، في مطالبهم، ووفدهم المستقبلي، ولا يغيب عن هذا المشهد العامل التركي؛ المتمثل برفضه لبقاء أيّة سلطة نوعية "لحزب الاتحاد الديمقراطي" ضمن منظومة حكم شمال شرق سورية، إلا في حالة وصول الولايات المتحدة في جهودها لحلٍ يرضي الأطراف جميعها، وتطور موقف رأس النظام مؤخراً لينفي وجود قضيةٍ كردية في سورية، لا بل وضع مطالب "الكُرد بالحكم الذاتي" في خانة أطروحات تبناها الانفصاليون، وبالأخص المجموعات التي وصفها بانها نزحت لسورية من تركيا خلال القرن الماضي. وحول القضية الكُردية في سورية قال الأسد" ما تسمى القضية الكردية هي عبارة عن عنوان غير صحيح، عبارة عن عنوان وهمي كاذب"، هذا التصريح جاء كإشارة لانهيار محاولة التفاوض بين النظام والإدارة الذاتية، إلا أن الإدارة لاتزال تحاول الإبقاء على بعض الخطوط مفتوحة، وهو ما يمكن ملاحظته من تصريح إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، في ردها على الأسد حيث قالت "تصريحات الرئيس السوري لا تخدم وحدة الأراضي السورية، ولا تخدم الحوار السوري الداخلي".

يُعتبر شعار "الوحدة الكُردية" من أكثر الشعارات المستخدمة شعبياً، فمعظم بيانات حالات الانشقاق الكثيرة؛ التي أصابت الأحزاب الكُردية خلال مدة تزيد عن خمسين، عاماً، بدأت بالدعوة لوحدة الصف الكُردي، أما في مرحلة ما بعد الثورة، فتلازمت الدعوة لوحدة الصف الكُردي عادةً مع التهديدات الخارجية، من احتمال انهيار النظام في مرحلة ما بين عامي 2012-2014، أو في تنامي خطر "تنظيم الدولة " عام2015، ومن إمكانية إنهاء الآمال لأي مشروع بغالبية كُردية في شمال سورية في مرحلة عام2018 وما بعدها.

تشبه الدعوة الجديدة للوصول لاتفاق كردي بيني سابقاتها، إلا أن المُتغير الأهم هذه المرة يكمن في " الشخصية الجدلية لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي". مظلوم عبدي، أو مظلوم كوباني، الذي بقي بعيداً عن الشاشات لسنواتٍ عدّة، مثل معظم الكوادر الكُردية سواءً ذات الهوية السورية أو التركية، ممن قَدِمُوا ضمن بعثات "حزب العمال الكُردستاني" منذ العام 2012، في محاولة الحزب تشكيل كيانٍ لتطبيق نظرية "الأمة الديمقراطية على بقعة جغرافية".

المُتغير في حالة "مظلوم" أنه يحاول محاولةً هي الأولى من نوعها ضمن المنظومة الحاكمة لشمال شرق سورية، وهي التبرئة من إرث (الإدارة الذاتية، ووحدات حماية الشعب)، وبقية الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لها، فيما يخص الاتفاق الكردي-الكردي، وفصل "قسد" بمرحلة ما بعد 2015 عمّا  قبلها، والعمل على تكوين شخصية عسكرية " تحاول خلق حيادٍ للجهة العسكرية المسيطرة"، عن الأطراف السياسية المتنازعة، ولا يخفى دور الولايات المتحدة الامريكية في رسم وتقوية هذه الشخصية العسكرية، عبر ملازمة مسؤولي الملف السوري لمظلوم في الداخل، ونقل مواقفه لبقية الأطراف الكُردية والإقليمية، كما تجنّب "مظلوم" نفسه خلال عملية " نبع السلام"، القيام برفع سقف تهديدات المواجهة، بل قدّم خلالها، وبعد انتهاء العملية دعواتٍ عدّة للتفاوض؛ سواءً مع المجلس الوطني الكُردي، أو حتى تركيا، التي من جهتها لم تُقلِّل من سقف سواءً تهديدها بالاستمرار بعملياتٍ عسكرية مستقبلية، أو رفضها لأيّة محاولات لإعطاء مقعدٍ "للإدارة الذاتية"، وقواتها ضمن الأطر التفاوضية المتمثلة بعملية جنيف وأستانا، والقوى السياسية المنخرطة فيها من هيئة التفاوض ومنصاتها، أو اللجنة الدستورية ومرشحيها.

بين حالة الأزمة التي تدفع بالأطراف الكردية لدعوات الحوار، وبين وجود متغيّرٍ جديد يتمثل في دفع واشنطن سواءً لشخص "مظلوم عبدي"، أو الأطراف السياسية للتقارب، تظهر كافة المعوّقات القديمة التي أدّت لانهيار اتفاقات الأطراف الكُردية.

 إرثٌ قديم وتحديات مستقبلية

يستمر موضوع الارتباطات سواءً الإقليمية، أو المحلية بإلقاء ظلاله على أي اتفاق تصل له الأطراف الكُردية، أما في الوضع الحالي فيتم تلمّس انخراط مباشر من الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يقلل لدرجة معينة من تأثير التيارات الكُردية الإقليمية على صيغ التوافق بين الطرفين، إلا أن مطالبات "المجلس" بالعودة للاتفاقيات السابقة بين الطرفين، في ظل رغبة " قسد" بشكلٍ أساسي البدئ بعملية تفاوض جديدة، سيُلقي بظلاله على تطور المحادثات بينهم. في مجمل الاتفاقيات السابقة بين الطرفين لم يكن العامل "الأيديولوجي" هو المانع الرئيس لوصول الأطراف الكُردية لتطبيق الاتفاق، بل كانت آليات التطبيق، وانعدام وجود طرفٍ ضامنٍ ضاغط كالولايات المتحدة الأمريكية، هو أحد أهم المسبّبات في فشل تطبيق المتفق عليه، وهنا لا يمكن تجاهل الدور الذي لعبه "إقليم كُردستان" في أن يكون المُيسّر والضاغط على الأطراف جميعها للوصول وتطبيق الصيغ المتفق عليها. إلا أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" بشكلٍ رئيس كان يرفض أي تشارُكية حقيقية للسلطة، ولا يمكن حساب درجة تحسن حالة قبول "حزب الاتحاد" للتخلص من هذه الإشكالية إلا عبر الوصول للاتفاق ومشاهدة مستقبله.

ومع تغير الوقائع على الأرض بشكلٍ كبيرٍ، منذ آخر صيغة للاتفاق بين الطرفين عام 2015 في "اتفاقية دهوك"، إلا أن النقاط الخلافية التي أدّت لإنهاء الاتفاقيات قبل البدء في تطبيقها لاتزال مستمرة وهي:

  • الشكل المستقبلي للقوات العسكرية في المنطقة: فسابقاً كانت "وحدات حماية الشعب"، ومصيرها أحد أهم بنود الخلاف. واليوم يظهر أن " قسد "، ومن خلفها واشنطن يغلقان الأبواب أمام نقاش مصير القوات العسكرية في المنطقة، عبر لعبهم دور المُيسّر للحوار وأحد الضامنين له.
  • الخلافات التنظيمية داخل "المجلس الوطني الكُردي": كانت سبباً معوّقاً هاماً في السير ببنود الاتفاقات وتطبيقها، "فالمجلس" كان مُشكّلاً من عدد كبير من الأحزاب، والعديد من الأحزاب ضمن "المجلس" لا تمتلك الكادر الذي يغطي هيكلية التنظيم في بضعة مدن، وأحياناً في مدينة واحدة. وأثَّرّ على هذه الهياكل الحزبية أيضاً العصبية الحزبية، والمُزاحمة الشخصية على الحصص. ومنذ عام2015 إلى الآن، زادت انشقاقات بعض أحزاب المجلس، وحركاته الشبابية أكثر.
  • هذا الواقع الهش لأحزاب "المجلس" كان يقابله حركية مستمرة وقوية، وقدرة متقدمة في تحشيد الأنصار من قبل "حزب الاتحاد الديمقراطي" وتنظيماته، وفي حين أن هذه الحركية كانت إيجابية من الناحية النظرية؛ إلا أنها كانت سلبية من ناحية قيام "حزب الاتحاد الديمقراطي" بحرق الخطوات اتجاه تثبيت مشروعه بشكلٍ أحادي، بالتحالف مع أحزاب أخرى تفتقر للقاعدة الشعبية.
  • عملية التفاوض والجهة المفاوضة: سيكون التفاوض مع النظام، أو الدخول إلى أحد أجسام المعارضة ككتلة جديدة أحد العوائق الهامة في أيّة عملية تفاوضية كُردية بينية، كون تفاوض "المجلس" مع "الإدارة الذاتية"، والوصول لاتفاق يعني بالمقابل إعادة التفكير في موقع "المجلس الكُردي" ضمن أُطر المعارضة، كما أنه يمكن تَوقُّع توجه الأحزاب الكُردية لمفاوضة النظام مباشرة بعد الاتفاق، للحصول على مكاسب سياسية وإدارية، وهو ما يمكن أن يصطدم بعملية التفاوض الجارية بين النظام، والمعارضة ضمن الرعاية الروسية –التركية، وفي أفضل السيناريوهات يمكن توقع أن يتفق لاحقاً النظام، والمعارضة على شكلٍ من أشكال "الحكم المحلي"، يوافق ما تم الاتفاق عليه بين النظام، والأحزاب، والمجالس الكُردية.
  • تباين الموقفين الروسي والأمريكي: فروسيا من جهتها تحاول كسر احتكار "المجلس الوطني الكُردي" لملف تمثيل الكُرد في المحافل الدولية، والوصول إلى صيغة للتوافق بين الأطراف الكُردية والنظام، بحيث تصل لمرحلة يتم إنهاء دور المجلس الكُردي ضمن الائتلاف، واللجنة الدستورية، وهو ما يعني خسارة الائتلاف، واللجنة الدستورية من جهتهم لطرفٍ سياسي يمتلك شعبية تمثيلية على الأرض. من جهتها لم تقم الولايات المتحدة الامريكية إلى الآن بتقديم أيّة وعودٍ حقيقية للأطراف الكُردية؛ سوى دعوتهم للحوار والاتفاق، إلا أن هذه الدعوة يرافقها تأكيدٌ مستمرٌ من قبل واشنطن للمجلس الوطني الكُردي؛ بأن مكانه الطبيعي هو بين قوى المعارضة السورية، وبهذه الطريقة تدفع واشنطن بالمجلس الكُردي لحالة من عدم اليقين في عملية اتخاذ القرار النهائي فيما يخص التفاوض مع "الإدارة الذاتية"، وهو الأمر الذي كما ذكرنا سيؤدي لنتائج مصيرية فيما يخص تواجد المجلس ضمن أطر المعارضة.
  • الموقف التركي: تبقى المساحة الهامة ضمن خارطة المواقف الإقليمية للموقف التركي من أيّة عملية تفاوضٍ كُرديةٍ بينية، فأنقرة التي ترى أن "الإدارة الذاتية" أحد المهددات التي تقف على رأس الهرم اتجاه أمنها القومي، لن تتقبل أيّة صيغة اتفاق ترى بأنها ستؤدي لتثبيت سيطرة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتمكينه على نطاقٍ وطني، كما أن لها تأثيرٌ مباشر على دور الفصائل العسكرية، والجيش الوطني الحر، وهم كانوا رأس الحربة في ثلاثة عملياتٍ عسكرية اتجاه "الإدارة الذاتية"، لذا سيتوقف مصير أيّة عملية تفاوضية على مدى إمكانية إقناع واشنطن لتركيا بجدواها، خصوصاً في ظل انهيار، أو هشاشة اتفاقيات أنقرة-موسكو.
  • تستمر "الإدارة الذاتية " ومجلس سوريا الديمقراطية " بالتفاوض مع نظام دمشق بشكلٍ منفرد، وصدرت تصريحات من الشخصية القيادية في "مسد/ مجلس سوريا الديمقراطية"، "إلهام أحمد"، إن دمشق وافقت بوساطة روسية على البدء بمفاوضات سياسية، وإمكانية تشكيل "لجنة عليا" مهمتها مناقشة قانون الإدارة المحلية في سورية، والهيكلية الإدارية للإدارة الذاتية" لشمال شرقي سوريا"، وهذا ما يضع عملية التفاوض مع المجلس الوطني الكُردي كتحصيل حاصل، ففي حال عدم، أو حتى اتفاق الطرفين الكرديين فإن "الإدارة الذاتية" تقوم لوحدها بعملية تفاوضية مستمرة مع النظام في دمشق.

يبقى كيفية الوصول إلى ألياتٍ لتطبيق "صيغة اتفاق"، أحد أصعب العوائق التي تنتظر الأطراف الكُردية، فالاتفاقيات السابقة كانت تنهار دوماً بحكم استخدامها من قبل "الإدارة الذاتية" كأداة مرحلية للحصول على دعمٍ من واشنطن من جهة أولى، أو لتقليل ضغوطات أربيل، والحاضنة الشعبية عليها من جهة ثانية، أو بحكم هشاشة البنية المؤسساتية لدى أحزاب المجلس الوطني الكُردي، وبالنتيجة للمجلس نفسه من جهة ثالثة، ويعترض  محاولة التقارب الأخيرة  عدّة عقبات  مرتبطة بآلية حل الإشكال المتأتي من ملفي الجهاز الأمني، والقضائي في المنطقة.


([1]) تمحورت الجهود الكُردية بداية الثورة حول تشكيل جبهة داخلية تستطيع التفاوض مع دمشق وأطراف المعارضة المشكلة حديثاً حول شكل سوريا المستقبلي، واستطاعت الأحزاب الكُردية أن تبلور مطالب شعبية عامة وكُردية خاصة باستجابة سريعة خلال الفترة الممتدة من 2011- 2012، وبدأت بطرح مقاربات "لأشكال حكم خاصة" تراوحت بين الفدرالية السياسية الموحدة لشمال سورية، وبين الإدارات الذاتية على اختلاف نسب العلاقة بين هذه النماذج المطروحة والمركز في المستقبل، وتوجت هذه الجهود بداية الثورة في شهر نيسان بالتوصل لـ" مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكُردية ".  هذا التوافق الكُردي سرعان ما بدء بالدخول لمفترق طرق، مع تشكيل المجلس الوطني الكُردي نهاية 2011، وسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المدن والمناطق الكُردية منتصف العام 2012، ليتشكل إطاران كرديان، أحدهما ويتمثل بالمجلس الوطني الكردي يرى نفسه قريباً من اهداف المعارضة السورية، والإطار الثاني ويتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي ومنظوماته، وسلطة الأمر الواقع التي شكلها، ورأى بضرورة النأي بالنفس عن المحاور المباشرة، مع دخوله لاتفاقاتٍ غير معلنة مع النظام حول إدارة المناطق والمجتمعات الكُردية.

([2])  للمزيد حول مسيرة محاولات الاتفاق والتفاهم بين الأطراف الكُردية يمكن العودة للورقة المنشورة لمركز عمران بعنوان" المظلة الكردية المفقودة في سورية.. بين التناحر على السلطة والاتفاقيات الهشة"، والمنشورة بتاريخ 20/03/2019، الرابط: https://bit.ly/2HBEQEJ

([3]) للوقوف على اسباب التعثر راجع: بدر ملا رشيد:" تطورات العلاقة بين الإدارة الذاتية والنظام وروسيا خلال عامي 2016 – 2017"، ورقة بحثية صادرة عن مركز عمران للدراسات الاستراتيجية،22/1/2018، الرابط: https://2u.pw/l0pVq

التصنيف تقدير الموقف

بدعوة من مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى ومركز الجزير للدراسات والجزيرة مباشر؛ حضر الباحث في مركز عمران معن طلاع، ندوة نقاشية حول (عملية نبع السلام وانعكاساتها على سورية والمنطقة)، وقدم طلاع مداخلة مجدولة ضمن المحور الثاني حول تموضعات الجديدة للمعارضة والنظام والأكراد وداعش في سورية بعد نبع السلام، كما ناقشت الندوة  محور ميزان القوى ودور اللاعبين الإقليميين والدوليين والتوافقات الدولية بعد عملية نبع السلام ومحور تشكل وإدارة المنطقة الآمنة واستحقاقاتها كإعادة الإعمار وإدارة المنطقة الآمنة  والمساهمات الدولية في ملف المنطقة الآمنة.

التصنيف أخبار عمران
الإثنين, 21 كانون2/يناير 2019 11:57

الخلاف الأميركي التركي بشمال سورية يتأرجح

في تصريحه لموقع الجزيرة نت بتاريخ 18 كانون الثاني 2019، حول الخلاف الأميركي التركي على إدارة الأوضاع في شمال سورية؛ وضح معن طلاع الباحث في مركز عمران أن أنقرة تريد تلك المناطق غير مهددة لأمنها وبالتالي سحب كافة أنواع التسليح من الحدود فيما تسعى واشنطن لتوفير إطار سياسي يكفل لحلفائها في سورية الأمن والحفاظ على مكتسباتهم، وما بين الطموحين ستبقى تلك المنطقة أسيرة التفاهم الأمني القلق الذي ربما يبقى مجالا للشد والجذب واحتمال لجوء أنقرة إلى مسار أستانا لتحقيق هدفها". 

كما بيّن طلاع أن المسرح السوري سيبقى محكوماً بمنطق "التفاهمات الأمنية الظرفية" بين الفواعل الدولية والإقليمية، إلا أن تلك التفاهمات لم تشهد تطوراً ملموساً على مستوى التركي الأميركي وبشكل يفضي إلى إدارة مشتركة لبعض الملفات العالقة، في ظل سعي واشنطن لتسليم قواعدها بعد انسحابها إلى الأكراد في سورية، في حين تصر أنقرة على إلغاء القواعد نهائيا أو تسليمها إليها لتسلم لاحقا إلى قوى محلية سورية.

 

المصدر الجزيرة نت: http://bit.ly/2T6c0QW

الملخص التنفيذي

  • تستقي الأجساد العسكرية التابعة لـ “الإدارة الذاتية" مرجعيتها من تظافر مجموعة من العوامل المتسقة مع طبيعة التوجه السياسي الشمولي للحزب المسيطر على تفاعلات هذه الإدارة، أي لا تنبع هذه المرجعية من ضرورات شعبية وتمثيلية بقدر ما هي " متطلبات المشروع السياسي" و"التمكين المحلي"، وبالعموم يمكن اسناد تلك المرجعية لجهتين رئيسيتين الأول: المستندات السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي  ناهيك عن أدوار منظومتي" KCK ROJAVA”، و"TEV_DEM" في عملية التشكيل المرجعي للأجسام العسكرية والثاني: الربط الإداري مع المنظومة الإدارية أو لتشريعية والتنفيذية لـ"الإدارة الذاتية".
  • يمكن ارجاع بدايات التكوين العسكري للمنظومات العسكرية التابعة والموالية لـ PYD إلى فترتين زمنيتين، الأولى تتجلى في تشكيل خلايا بسيطة عقب انتفاضة 2004 في بعض القرى لكن لم تتطور لتشكيل اي فصيل عسكري تابعٍ لحزب PYD في الفترة السابقة للثورة في سورية، حيث كانت كافة نشاطات الحزب العسكرية مرتبطة بحزب العمال الكُردستاني كتجنيد الشباب والفتيات. أما الفترة الثانية فيمكن تتبع خيوطها الأولى بقيام PYD بتشكيل خلايا منظمة للعمل العسكري ضمن صفوف ما يعرف بـ"حركة شبيبة الثورة" بإمرة "خبات ديريكي.
  • وعلى الرغم السيطرة العسكرية للبنى العسكرية التابعة للإدارة الذاتية أتت نتيجة تظافر مجموعة من العوامل الداخلية (كتوظيف الازوداجية في البنى ما بين النظام والإدارة الذاتية في دعم الاستقرار) والخارجية (كدعم التحالف الدولي) إلا أن هذا لا ينفي البعد الذاتي لتلك البنى.
  • تمثل YPG وYGJعماد القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية، واعتمدت الوحدات على عناصر حزب العمال الكُردستاني في التدريب الفكري والعسكري. ويقدر عدد مقاتليه ما بين 20 إلى 30 ألف وذلك بخلاف ما يتم الإعلان عنه. وفيما يتعلق بالتراتبية العسكرية والهيكل التنظيمي، فقد استنبطت هذه الوحدات ذلك من تجربة حزب العمال الكُردستاني. وضمن النظام الداخلي لوحدات حماية الشعب يتم الإقرار بوجود أكاديميتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء باسم "أكاديمية الشهيدة شيلان "، كما استفاد الذراع النسوي العسكري من تجربة حزب العمال الكُردستاني والذي كان قد التحق بصفوفه المئات من الفتيات من المناطق الكُردية في سورية، وعادت الكثيرات منهن ليقمن بتدريب وتنظيم الجناح النسوي ضمن صفوف وحدات حماية الشعب بداية الثورة
  • اتجهت الإدارة الذاتية نحو إعادة الهيكلة والترويج لتشكيل أفواجٍ عسكرية منذ بداية العام 2017، هذا التوجه جاء بالتوازي مع التحالف الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية دعمها " لقوات سوريا الديمقراطية"، واتساع المساحات التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب وقوات قسد، ولم يظهر حتى الآن اختلاف كبير بين هيكلية الافواج المعلنة عن تلك التي تقوم وحدات حماية الشعب بتطبيقها على عناصرها في الوقت الحالي وهي: الوحدة (Tîm)؛ الفصيل (Taxim) ويتألف من ثلاث وحدات؛ السرية (Belûk). وتتألف من أربع إلى ستة فصائل؛ الكتيبة Tabûr). من أربع إلى ثمانية فصائل، يكون عدد عناصرها من أربعين إلى خمسين عسكري؛ الفوج (Foc). من أربع إلى ثمانية كتائب، وسيصل عدد عناصرها من ثلاثمئة إلى أربعمائة عسكري.
  • ومن القوى الرئيسية العسكرية الفاعلة تبرز أيضاً قوات الدفاع الذاتي HPX والقوى "المسيحية"، كما يردف وحدات حماية الشعب أيضاً مجموعة من القوى الأجنبية أهمها: كتيبة الحرية العالمية في رأس العين/ سريه كانيه بتاريخ 10/06/2015، وينتمي أفرادها لجنسيات وخلفيات إيديولوجية متعددة في مقدمتها اليسار التركي وبشكل رئيسي من قبل الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني MLKP التركي ”، وجيش العمال والقرويين لخلاص تركيا إضافةً إلى الحركات اليسارية المنتشرة في أوربا الشرقية وتنقسم الكتيبة إلى عدة تشكيلات أهمها لواء (بوب كرو BCB ) نسبةً إلى زعيم نقابي بريطاني. ولواء (هنري كرازوكي) نسبةً إلى قائد شيوعي فرنسي. وتابور العالميين المقاومين للفاشية   وطابور مناهضة الفاشية العالمية AIT.
  • أعلن عن تشكيل قوات الأسايش كقوة أمنية مركزية بالتزامن مع سيطرة "مجلس غربي كردستان" على المدن والمناطق ذات التواجد الكردي، وبدأت عملها بعد انسحاب قوات النظام من مدن عين العرب "كوباني" ومدن رميلان والمالكية "ديريك"، ومنذ اعلانها أعلنت الأسايش تبعيتها لسلطة الهيئة الكردية العليا والتي كانت قد تشكلت من المجلس الوطني الكُردي ومجلس غربي كردستان، والآن ترى نفسها تابعةً لمجلس سوريا الديمقراطية، وللمجلس التشريعي الخاص بالإدارة الذاتية.

ويتبع لها عدة مؤسسات كشرطة المرور (ترافيك) وقوات مكافحة الإرهاب HAT وأسايش المرأة و أمن الحواجز وجهاز الأمن العام وشعبة مكافحة الجريمة المنظمة.

  • مما لا شك فيه أن البنى الأمنية والعسكرية أعلاه تشكل العصب الرئيسي للإدارة الذاتية، إلا أن التحالف العسكري الذي أنشأته قوات وحدات حماية الشعب مع فواعل آخرين بالمنطقة شكلاً بعداً إضافياً ومهماً ضمن هذه البنى، وذلك نظراً لتنامي حضور هذا التحالف (الذي يشكل الـ YPG عصبه الرئيس والمتحكم) سياسياً وعسكرياً في المشهد السوري عامة وفي مشهد "معركة الإرهاب" خاصة بعد توكيله من قبل التحالف الدولي بالمهام الميدانية والبرية في هذه المعركة.
  • شارك في الاجتماع التأسيسي لقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة إلى وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية ال مرأةYPJ، وقوات السوتورو المتحالفة YPG كلاً من جيش الثوار والمجلس العسكري السرياني MFS وجيش الصناديد وجبهة ثوار الرقة (لواء ثوار الرقة) وكتائب شمس الشمال وتجمع ألوية الجزيرة ولواء التحرير ولواء 99 مشاة، كما انضم لاحقاً لقوات قسد عدة كتائب وفصائل أهمها تجمع الضباط الأحرار ، مجلس منبج العسكري المكون من (ثوار منبج، لواء جند الحرمين، تجمع ألوية الفرات، لواء القصي، كتيبة تركمان منبج، وكتائب شمس الشمال التي تم التوسع فيها أعلاه )، وجيش العشائر، أما قوات النخبة  فهي قوات متحالفة مع قسد.
  • يشكل الدعم الأمريكي لـ"قسد" أحد أهم أسباب استمراره، هذا الدعم الذي تم عبر عدة اتجاهات ساهمت في تمتين بناه وتطوير قدراته إذ يبدأ الدعم في تقديم الغطاء الجوي خلال المعارك وضمان عدم تعرض وحدات الحماية  خطواتٍ هجومية ضدها  والاستمرار في  إرسال الخبراء والمستشارين وعناصر قوات المارينز ووحدات أمريكية أخرى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة " قسد" ورافق هذه الاتجاهات في الدعم استمرار قيادة التحالف بزيادة الدعم المسلح لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب وبناء عدد من القواعد العسكرية والتي تقدر بين 5_6 قواعد في ريف الحسكة وريف حلب وريف الرقة.
  • يظهر العديد من الاختلافات البنيوية بين القوى الرئيسية المنضوية تحت مظلة قسد وكان بشكل دائم وحدات حماية الشعب أحد أطرافها وهي خلافات مستمرة إلى الآن، لكنها في وضعية التجميد، وتعود بعضها إلى المرحلة السابقة لتشكيل " قوات سوريا الديمقراطية"، خصوصاً تلك التي حدثت بين YPG وجيش الصناديد، وبعد تشكيل "قسد" حدثت خلافات كبيرة مع " جيش العشائر"، ولاحقاً لواء التحرير، وخلال معركة الرقة ظهرت الخلافات بين وحدات حماية الشعب وقوات " النخبة" التابعة لتيار الغد.
  • رغم الاتساق والتوافق الشكلي مع مبررات التكوين العسكري وضروراته الهيكلية، فإن الأجسام العسكرية والأمنية وحتى التحالف العسكري الذي تشكل قوات حماية الشعب عصبه الرئيس ترتبط وظيفياً وسياسياً بحزب الاتحاد الديمقراطي ذو الحضور الاشكالي في المشهد السوري والإقليمي وهو ما يجعله أذرع تابعة له ولأجندته التي يختلط فيها الأداء السياسي المحلي مع العابر للوطنية بطريقة تعود بآثار بالغة السلبية على المستوى المحلي والإقليمي.

 

*لقراءة المادة كاملة انقر هنا لتحميل الملف المرفق..

التصنيف أوراق بحثية

شهد شهر آب/أغسطس 2016 تطوراتٍ أمنية وعسكرية حاصرت خيارات "الإدارة الذاتية"، وتتمثل في مواجهات الحسكة التي استعمل فيها النظام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة لأول مرة مهدداً بشل الحياة الإدارية في المحافظة، كما أحدثت عملية "درع الفرات واقعاً عسكرياً ساهم في تعقيد تنفيذ مشروع "الإدارة الذاتية" المتعلق بوصل "الكانتونات الثلاث". أما على المستوى السياسي فلعل الحدث الأبرز هو الدفع الأمريكي لأطراف المعارضة السورية لتتعامل وتعترف بالإدارة الذاتية في سبيل تسهيل دخولها للعملية السياسية.

الحركية السياسية "للإدارة الذاتية"

 يتحكم في الحركية السياسية "للإدارة الذاتية" عاملان أساسيان، هما :1) سير الأحداث العسكرية، 2) سير عملية التفاوض. وبينما حصلت الإدارة الذاتية على شبه اعتراف عسكري بها من خلال العلاقة الحاكمة بين قوات YPG والتحالف الدولي، إلا أنها -سياسياً-لا تزال محكومةً وفق بوصلة طرفٍ واحد. ولم تحصل على أي شكل يضمن لها الشرعية السياسية، وهذا ما بدى واضحاً في مواجهات الحسكة، حيث اتضح أنه على الرغم من ضعف النظام عسكرياً في المدينة لم يقدم على أية خطوة نحو الاعتراف "بالإدارة الذاتية" بل هدد بسحب كافة إداراته من المحافظة، وقام بقطع شبكة المصرف المركزي عن المحافظة.

أما على الصعيد الدولي فيُلحظ توجه الإدارة الأمريكية نحو دفع مؤسسات المعارضة الرسمية للتعامل مع "الإدارة الذاتية"، وقد تجلى هذا في حديث المبعوث الأميركي إلى سورية، مايكل راتني في لقائه مع الائتلاف، حيث نفى وجود علاقة لبلاده مع PYD بينما أكد وجود علاقة عسكريّة مع وحدات الحماية الشعبية-YPG وحصرها بشراكة "عسكريّة لقتال داعش". أما بخصوص تفضيل بلاده للعلاقة مع وحدات الحماية الشعبية فقد صرح " كنّا نرغب أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال الأسد بالتزامن مع قتال داعش، والمشكلة أنّ قتال الأسد عسكرياً ليس ضمن خطّتنا حالياً"، مضيفاً: "نحن نريد شريكاً قويّاً على الأرض، والـ YPG شريك قوي". كما نصح راتني الائتلاف بالتحدث مع PYD، وحسب تقييمه فإن الأخير مكوّن سوري ولن يختفي من الساحة السّوريّة، وشدد على انعدام أية علاقة سياسية بين بلاده و"الإدارة الذاتية" قائلاً" نحن لا نعترف بمصطلح "روج آفا" ولا ندعمه سياسيّا"([1]). وفي تناغم مع هذه النصائح صرح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أنه «ليس قلقاً» من تقارب موسكو وأنقرة إذ أن "الجميع سيتعاملون مع الوقائع على الأرض، وهناك تعاون عسكري بين الأميركيين وقوات قسد" الكردية -العربية. وتوقّع قيام واشنطن بـ "تطبيع سياسي"، مستشهداً بحديث راتني مع الائتلاف قائلاً: ننصح الائتلاف بالتواصل مع الاتحاد الديمقراطي ومع صالح مسلم شخصياً ([2]).

في المجال السياسي أيضاً، أعلن مستشار رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبوا عن عزم "افتتاح الإدارة الذاتية" مكتب ممثلية له في العاصمة الأمريكية واشنطن في الفترة القريبة، بالإضافة لعواصم أوربية أخرى.([3]) كما قام وفدٌ من "الإدارة الذاتية" بزيارة دولة جنوب إفريقيا برئاسة صالح مسلم والقيادية في وحدات حماية المرأة "شاها عبدو" والرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني ريبوار رشيد وعضو لجنة العلاقات الخارجية في المؤتمر يلماز أوركان. وقد عقد الوفد خلال الزيارة لقاءات مع مساعد وزير خارجية جنوب إفريقيا، ووزير البيئة ومسؤول العلاقات الخارجية، والمستشار الأول لرئيس جنوب إفريقيا ووزير الدولة، طالبوا خلالها جنوب إفريقيا بالاعتراف بالإدارة الذاتية ([4]).

من جهة أخرى ومع استمرار التوتر بين المجلس الوطني الكُردي وPYD، فند الأخير اتهامات المجلس له بالقيام بأعمال ترهيبية ضد السكان المدنيين وقيامه بوضع قنبلة أمام مكتب "الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة، وقام بترهيب السكان في ناحية راجو بعفرين في محافظة حلب شمالي البلاد. واتهم بالمقابل الاتحاد الديمقراطي المجلس الوطني الكردي بمحاولة إشعال الفتنة بين المكونات المختلفة، كما طالب "الإدارة الذاتية" بمحاكمة المجلس الكردي([5]).

تجاوزات "الإدارة الذاتية"

يعتبر شهر آب/أغسطس أعلى الأشهر من حيث عدد ونوعية الانتهاكات والاعتقالات من قبل “الإدارة الذاتية” ومناصريها بحق المجلس الوطني الكُردي والمواطنين المعارضين لها، حتى أنها دفعت بالشارع الكُردي لحالة شديدة من الاحتقان. وكانت البداية في 31/07/2016، مع قيام "مجهولين" بتفجير قنبلة في مكتب الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا في بلدة كركي لكي/ معبدة بمحافظة الحسكة([6])، لتتبعها مدينة عفرين التي أدانت منظمة الحزب الديمقراطي الكُردستاني فيها قيام قوات الأسايش في المدينة وريفها بحملة اعتقالات واسعة لسحب الشباب للتجنيد الإجباري([7])، لترتفع حدة التوتر لاحقاً وبتاريخ 11/8/2016 مع قيام أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي PYD باقتحام مكاتب كل من حزبي PDK-S ويكيتي، وإقدامهم على إنزال العلم الكُردي وإهانته بكتابة عبارات تخوينيه للمجلس ورئاسة إقليم كُردستان عليه([8]). استمرت الأسايش بحملات الاعتقال حتى شملت رئيس المجلس الوطني الكُردي إبراهيم برو في 13/8/2016([9])، لتقوم بنفي رئيس المجلس لاحقاً إلى إقليم كُردستان العراق مع توجيه التهديد له في حالة العودة لمناطق “الإدارة الذاتية” 2016/08/14([10])، الأمر الذي أدانه رئيس إقليم كُردستان العراق.([11]) وعلى إثر هذه الاعتقالات دعت منظمات حقوقية "“الإدارة الذاتية”" للإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم منها: الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركز العدالة السوري لحقوق الإنسان([12])، فيما دعا المجلس الوطني الكُردي أنصاره للتظاهر ضد القمع الذي تمارسه “الإدارة الذاتية”([13]).

لم تهتم “الإدارة الذاتية” بالاعتراضات والدعوات([14]) والإدانات الموجهة لها للتوقف عن الاعتقالات والاقتحامات التي تعتبر العامل الرئيسي في هجرة السكان واحتقان السكان المقيمين في المنطقة وفق بيان من KDP_S([15])، وهذا ما يظهر من قيام أنصار PYD باقتحام مكتب حزب يكيتي مجدداً في الحي الشرقي لمدينة القامشلي وإهانة العلم الكُردي مرةً أخرى في 13/08/2016([16])، أتبعتها الأسايش باعتقال خمسة قياديين من حزب KDP-S وهم: سكرتير المكتب السياسي للحزب، محمد اسماعيل، وعضو المكتب السياسي للحزب، نشأت ظاظا، وأعضاء اللجنة المركزية الثلاثة نافع عبد الله، عبد الكريم حاجي، صالح جميل في 15/8/2016([17])، وفي ذات اليوم طال الاعتقال نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح، عضو اللجنة المركزية في ذات الحزب، عبد الله كدو([18]).

وفي مدينة تربه سبي/القحطانية طال الاعتقال عضوي المجلس المنطقي للديمقراطي الكُردستاني عبد الرحيم علي محمود ومحسن خلف، بالإضافة لصلاح بيرو عضو الهيئة الاستشارية للحزب نفسه([19])، بينما تعرض أنصار حزب PYD لجنازة عنصر من قوات "بيشمركة روج آفا" والذي فقد حياته في إقليم كُردستان العراق، بصورة استفزازية وقامت بخطف الجنازة لساعات عدة وتم تحويل سير المشيعين لعدة مرات على مداخل المدن التي مر بها المشيعون. في مواجهة هذه الحملة الشرسة من قبل “الإدارة الذاتية” والتنظيمات المنضوية ضمنها، دعا المجلس الكُردي جماهيره لالتزام الهدوء والاستمرار في الاعتصامات والتظاهرات في كافة المناطق الكُردية([20])، وأعلنت الأمانة العامة للمجلس عن إصرارها على عودة رئيس المجلس الكُردي في أقرب وقت([21]).

أما “الإدارة الذاتية” فقد بررت الاعتقالات العشوائية على لسان القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم) عبد السلام أحمد قائلاً بأن التوقيف طال أناساً خالفوا “قوانين “الإدارة الذاتية” الديمقراطية” "وهذا لا يعتبر اعتقالاً، حيث لم يتم توقيفهم بناءً على إبداء رأي مخالف، بل هم مخالفون للقوانين وعلى رأسها عدم حصول المجلس الكُردي على "الترخيص القانوني الناظم لعمل الأحزاب السياسية"([22]). جاء التبرير ذاته من سكرتير الحزب الديمقراطي الكُردي في السوري "جمال شيخ باقي" معللاً الاعتقالات بأنها أمنية وليس لها علاقة بالسياسة، فالأسايش تنفذ مهامها فقط ولا يهمها الخلفية السياسية لأي إجراء تتخذه وبحسب تعبيره فإن الأسايش عندما تعتقل فإنها تؤدي مهمة أمنية وفي نظر الأسايش كان هناك مسألة تتعلق بالشغب في الشارع على حد قوله([23]).

وفي ذات السياق وفي محاولة للتغطية على حجم الانتهاكات الحاصلة بحق المعارضين للإدارة الذاتية قامت الأسايش بتوقيف عدد من أنصار حزب الاتحاد الديمقراطيPYD ومؤيديه([24])، ونشرت بياناً بالحادثة ورد فيه "تم توقيف بعض من أنصار حزب الاتحاد وبعض أفراد عوائل الشهداء، أثناء استغلالهم مراسيم تشييع أحد عناصر البيشمركة، ومحاولة التهجم على المشيعين لتتدخل قواتنا في الوقت المناسب وتسيطر على الموقف"، بينما دعا رئيس قوات الأسايش جوان إبراهيم لتفهم قيام عناصره بعمليات التوقيف، مشيراً إلى عدم صوابية جعل الشعب ضحية الخلافات الحزبية بين السيّد مسعود البارزاني والـ (PYD) أو الـ (PYD) والـ (ENKS) حسب قوله([25]).

التفجيرات المستهدفة لمناطق "الإدارة الذاتية"

تشهد المدن الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” بين الحين والآخر اختراقات أمنية من طرف "تنظيم الدولة" الذي يشن هجماتٍ لا تُميز بين أهداف أمنية أو مدنية مما يوضح هدف التنظيم في نشر الرعب والفوضى في المنطقة كلها. وكان آخر هذه العمليات تفجير انتحاري استهدف حاجزاً للأسايش في الحي الغربي من مدينة قامشلو/القامشلي يوم الأربعاء 27/7/2016، وقد نجم عن التفجير دمار هائل في الأبنية ووصل عدد الضحايا إلى 54 بينهم 9 مفقودين([26]) لم يعثر لهم على أثر([27]).

تُعاني مدينة القامشلي من نقص حاد في الدواء نتيجة قلة الشحن إليها من باقي المحافظات([28])، وخصوصاً مع استمرار إغلاق الحدود السورية التركية منذ عدة سنوات وتأثر المعبر مع إقليم كردستان بالتجاذبات السياسية بين طرفي المعبر، لذا قامت حكومة إقليم كردستان العراق وبإيعازٍ من رئيس الإقليم مسعود البرزاني بتجهيز مستشفيات محافظة "دهوك" وإرسال حاجات مستشفيات القامشلي من الأدوية([29]). واعترض المجلس الوطني الكُردي على استلام هيئات “الإدارة الذاتية” لشحنة الأدوية باعتبارها قادمة من طرفٍ داعم للمجلس([30])، في حين أعلنت رئيسة الهيئة الصحية المشتركة عبير حصاف استلام الهيئة فقط لطن واحد، داعية الإقليم للاستمرار في إرسال الأدوية حتى لا يحدث نقصٌ مشابه في المستقبل([31]). ومع قدوم شحنة الأدوية استطاعت مستشفيات المدينة تخريج غالب الجرحى المستقرة حالتهم خلال 3 أيامٍ عقب التفجير([32]).

نددت عدة أطراف بالتفجير منها: المجلس الوطني الكُردي، ورئاسة “الإدارة الذاتية” التي أعلنت الحداد العام لثلاثة أيام([33])، ومبعوث الرئيس الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة برت ماكغورك، والذي تعهد باستمرار الدعم للإدارة الذاتية([34])، ورئاسة إقليم كُردستان العراق([35])، والرئيس العراقي فؤاد معصوم([36])، والائتلاف الوطني السوري([37]).

لم يكن التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة القامشلي إلا واحداً من سلسلة عملياتٍ مشابهة ارتفعت سويتها خلال شهر تموز وما سبقه، حيث فقد على الأقل خمسة أشخاص حياتهم من مدينة تل أبيض بالتفجير في 29/06/2016([38])، لتقضي مدينة الحسكة آخر إفطار في شهر رمضان في الخامس من تموز على وقع تفجير استهدف المخبز الآلي في حي الصالحية، وأودى بحياة 27 جلهم من المدنيين وفق آخر إحصائية حولها، وتبنى "تنظيم الدولة" العملية أيضاً([39]).

شهدت مدينة عامودا في 28/07/2016 انفجار سيارة بالقرب من فرن، جُرح إثرها شخصان فقد أحدهما حياته وهو مؤيد موسى الكلاح من قرية بهيرة، والذي تناقضت الروايات حوله، فمن جهة اتهمه شهودٌ من المنطقة بمحاولة زرع عبوة ناسفة إلا أنها انفجرت به([40])، ومن جهة أخرى برأه من التهمة أهالي قريته "بهيرة" التي شهدت حملة اعتقالات من قبل الأسايش في سياق التحقيق بالتفجير وفق ذات المصدر([41]). في 10/08 قامت قوات الأسايش في ريف القامشلي بتفكيك عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين مدينتي تل حميس والقحطانية، دون وقوع خسائر([42]).

دفعت الحالة التي خلقتها التفجيرات المستهدفة للمنطقة خلال شهرٍ واحد بالتخوفات لأعلى مستوى، كما أوجد بيئة مناسبة لنشوء حالة من الهلع، تغذيها جملة من الأخبار غير الموثوقة عن دخول آلياتٍ مفخخة أخرى إلى المحافظة([43])، وهذا ما دفع بالكثير من المواطنين والشخصيات الكُردية للتساؤل حول كيفية نجاح التنظيم باختراق المنطقة ولمسافاتٍ طويلة، وعبور العديد من الحواجز التي تقوم بالتحقق من الوثائق الثبوتية والبضائع. وحمَّلت هذه الشخصيات “الإدارة الذاتية” مسؤولية التفجير نتيجة قمعها للأحزاب الأخرى وعدم قبولها تشاركية السلطة([44]). ولم يتم حتى ساعة إعداد التقرير الإعلان عن أية نتائج للتحقيقات بخصوص التفجير([45]) أو لحجم الخسائر مع أن الرئاسة المشتركة لبلدية القامشلي أعلنت عن تشكيل لجنة من المهندسين لحصر الأضرار([46])، ولاحقاً أعلنت قوات الأسايش إعفاء مجموعة من الضباط والمسؤولين الأمنيين في المؤسسة وهم: مدير مؤسسة مرور روج آفا (عبد الباسط محمد كوتي)، مسؤول أمن الحواجز في أساييش روج آفا (شيخموس أحمد أحمد)، المتحدث الرسمي باسم الأساييش (عبدالله محمد السعدون(، وتكفلت الأسايش بتخصيص 200 مليون ليرة من مخصصاتها كمساهمة في إعادة إعمار المباني المتضررة([47]).

وأعلن رئيس المؤسسة جملةً من التوضيحات كان أهمها:

  • يدفع إغلاق معبر سيمالكا للقبول بالبضائع المستوردة من المناطق الأخرى والتي تمر عبر مناطق سيطرة التنظيم.
  • مؤسسة الأسايش بعيدة عن التجاذبات الحزبية.
  • التأكيد على إمكانية حدوث التفجيرات في ظل الحرب والحصار من كل الأطراف.
  • اتخاذ إجراءات جديدة من الممكن أن تخفف من سوية التفجيرات المستهدفة لمناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”([48]).

يذكر أن “الإدارة الذاتية” تملك العديد من الحواجز على مداخل كافة المدن، ووضعت المئات من أجهزة المراقبة حول أغلب النقاط الحساسة على الحواجز وداخل المدن، بالإضافة إلى وجود قوانين سابقة تمنع دخول الشاحنات في ساعات محددة إلى داخل المدن وخصوصاً في الصباح، وتمنع استخدامها للطرق الداخلية كما في وضع مدينة القامشلي حيث يجب على كافة الشاحنات الضخمة استخدام طريق الحزام الدائري. وأيضاً كانت “الإدارة الذاتية” قد خصصت مناطق تفريغ وتحميل خارج المدن، في محاولة لمنع وقوع هجمات إرهابية.

معارك الحسكة

تشهد محافظة الحسكة توتراً شبه دائم بين عناصر مليشيا الدفاع الوطني "المقنعين"، التابعة للنظام وبين الأذرع العسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مدينتي القامشلي والحسكة نتيجة انعدام وجود النظام في المحافظة إلا في هاتين المدينتين وبعض القطع العسكرية والمناطق المحيطة بها. وخلال هذا العام كانت اشتباكات مدينة قامشلو/ القامشلي التي حصلت بتاريخ 16/3/2016 الأهم في المحافظة([49])، لتحدث بعد ما يقارب الشهرين في مدينة الحسكة بتاريخ 18/05([50]) سقط على إثرها بعض القتلى من الطرفين وتوقفت بسرعة. وعلى خلفية مناوشات بين عناصر الهجانة والأسايش حدثت اشتباكات في 03/07/2016([51]) وفي 25/07/2016([52])، وأهم ما يميز هذه المعارك أن قوات الأسايش نجحت بتقليل نقاط تمركز ميلشيات الدفاع الوطني.

منذ بداية العام الحالي لا يكاد يمر شهرٌ في مدينة الحسكة دون حدوث اشتباكات بين النظام والدفاع الوطني من جهة وبين القوى التابعة للإدارة الذاتية من جهة أخرى ولأسبابٍ متعددة، فالنظام يحاول عبر تسليح بعض الأفراد من عشائر المنطقة تشكيل قوة عسكرية تستطيع مع مرور الزمن مواجهة قوات الأسايش وYPG، وليعيد سيطرته على المناطق التي خسرها، بينما تحاول “الإدارة الذاتية” القيام نزع السلاح عن النظام في المحافظة وإبقاء وجوده الإداري والأمني ضمن مقراته فقط، وهي حسب مسؤولين من “الإدارة الذاتية” خطوات تهدف لإبقاء الروابط مع المركز، وعدم خسارة الرواتب التي يقدمها للموظفين بالإضافة للوثائق الرسمية والمواد الضرورية للمعيشة كالأدوية التي تدخل المحافظة عبر المطار والذي يعتبر المعبر الوحيد الآمن والمستمر لدخولها.

ومع سيطرة قوات سورية الديمقراطية على منبج وحصولها على دعمٍ كبير من التحالف الدولي، وإعلانها المضي في مشروعها الفدرالي، ازدادت الاحتكاكات بين عناصر الأسايش والنظام. وفي هذا السياق يذكر أن النظام وضح موقفه الرافض للفدرالية على لسان كافة مسؤوليه وكان أشدها تصريحات بشار الجعفري حيث وصفها ب «مجرد أوهام». وبالعودة لمدينة الحسكة والمواجهات الأخيرة التي بدأت باستنفار كامل بين عناصر الطرفين وتحولت لاعتقالات متبادلة بحق المدنيين من العرب والكُرد وصلت لأكثر من 35 شخص من قبل عناصر الطرفين في 05/08/2016([53])، فقد عقد النظام وقيادات من وحدات الحماية اجتماعاً لاحتواء الأزمة. وتشير بعض التقارير إلى أن وحدات YPG طالبت بلقاء مسؤول من الحكومة فتم الرد بأن المحافظ محمد زعال العلي يمثل رئيس "الجمهورية"، فتم عقد الاجتماع معه وقدم خلاله وفد الوحدات ورقة تتضمن 11 بنداً أهمها:

  • حل قوات الدفاع الوطني وجميع التشكيلات الأخرى الرديفة للجيش السوري في الحسكة.
  • سحب جميع القطع العسكرية الموجودة (4 قطع عسكرية موجودة في الحسكة) وتسليم المقار الأمنية وقيادة الشرطة.
  • الاعتراف بفدرالية روج آفا مقابل تقديم ضمانات بعدم الانفصال، وبالحفاظ على المقرات الحكومية السورية وتسيير شؤون المدينة. وكان رد المحافظ بالرفض بشكل نهائي على جميع هذه المقترحات وهو ما أدى إلى فشل المفاوضات([54]). بالرغم من محاولات التهدئة بين الطرفين([55]) فقد تحولت الاعتقالات المتبادلة إلى معركة في 16/08/2016، بعد استهداف عناصر مقنعين حاجزاً للأسايش([56]).

تطورت الأحداث في الثامن عشر من الشهر ليستخدم النظام الأسلحة الثقيلة في قصف مختلف مناطق المدينة، كما استخدم ولأول مرة الطائرات الحربية ضد المدنيين وبالأخص ضد عناصر وحدات حماية الشعب، حيث استهدف مناطق قريبة من أماكن تواجد عناصر من الجيش الأمريكي القائمين بمهمة تدريب قوات سورية الديمقراطية([57])، وهو ما دفع البنتاغون لوصف الخطوة " بغير العادية" ([58])، ولتقوم طائرات التحالف لاحقاً بالتعرض لطائرة للنظام ومنعها من الاقتراب من أجواء المدينة والتهديد بمواجهة "خطر فقدان طائرة" في حال تكرار الأمر([59]). كما تم نقل القوات الأمريكية إلى مكانْ آخر أكثر أمناً([60])، وتمت اتصالات بين واشنطن وموسكو في محاولة لمنع الطيران الروسي من مساندة النظام ودفع الأخير للتوقف عن استخدام الطيران الحربي في العمليات([61]). وتُشير بعض التقارير إلى تواجد قرابة 45 عنصراً من سلاح البحرية الأمريكي في المنطقة القريبة من القصف، كانوا قد وصلوا إلى بلدة المبروكة بدعوى إزالة الألغام في حين أن بعض المراقبين يشيرون إلى نية واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة([62]). وخلال هذه المدة استطاعت وحدات YPG محاصرة بناء محافظة الحسكة، ولاحقا السيطرة على حي الغويران، وحي النشوة والمدخل الغربي للمربع الأمني([63]).

أدى توسع “الإدارة الذاتية” الجغرافي العسكري ومحاولاتها إلى اكتساب اعتراف دولي سياسي لتثبيت وجودها ضمن الخارطة السياسية السورية المستقبلية. ودفعت بحالة من عدم الاصطدام المعلن، والتسهيل المتبادل بينها وبين النظام، للتعرض لصدماتٍ، واستمرار النظام في رفضه الاعتراف بها كما ظهر من خلال بيان القيادة العامة لجيش النظام في 19/08/2016، والذي وصف وللمرة الأولى قوات الأسايش بالجناح العسكري لحزب العمال الكُردستاني واتهمها بالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط وخطف المواطنين ولذا توجب القيام بالرد من قبل الحكومة. ويبدو من هذه التصريحات محاولة النظام تذكير “الإدارة الذاتية” بالأوراق التي يملكها والتي تمكنه من ربطها عضوياً بحزب العمال([64])، في حين اعتبر المتحدث باسم قوات الحماية الشعبية ريدور خليل تصريحات النظام بأنها محاولة لتحريف الحقائق وورقة يقدمها النظام لتركيا في سبيل عقد تفاهمات معها لاسيما مع زيادة التصريحات التركية حول إمكانية الحوار مع النظام السوري ودفعه إلى الرحيل لاحقاً([65]).

تطور الوضع في المدينة لاحقاً لتقوم قوات الحماية الشعبية بحصار كافة نقاط تمركز النظام خصوصاً بمحيط جبل كوكب حيث تتواجد كتيبة المدفعية، وتم أسر ما يقارب 230 عنصراً من الدفاع الوطني والجيش السوري([66]). على إثرها أطلق محافظ الحسكة نداءً لقوات الحماية يذكرها بالاحترام المتبادل بينهم ومذكراً بأن قواته أمدت وحدات حماية الشعب بالأسلحة والذخائر وحتى العتاد الثقيل لضرب المجموعات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار الحسكة على حد وصفه، وقد اعتبر حديث المحافظ تنازلاً كبيراً أمام البيان الذي كان قد أعلنه المتحدث باسم قوات الجيش السوري سابقاً([67]).

تدخلت روسيا لإنقاذ التواجد العسكري للنظام في الحسكة في خطوة لمنع تسليم كامل الشمال السوري لأمريكا، وعقدت على إثر ذلك سلسلة من اللقاءات في مطار حميميم لإعلان الهدنة بين الطرفين فشل الأول في 21/08/2016([68]) لتعلن في 23/08 عن التوصل لاتفاق نهائي، وقد كانت أهم مطالب “الإدارة الذاتية” حسب المتحدث باسمها: حصر حماية المدينة بيد قوى الأمن الداخلي والأسايش فقط، تسليم الأماكن والمحلات التي سيطرت عليها YPG لقوات الأسايش، خروج الجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام إلى خارج المدينة([69]).

تقييم المواجهات من قبل المراقبين

تعددت المواقف من المواجهات في الحسكة بناءً على مواقف الأطراف من النظام و”الإدارة الذاتية”، فمن جهته طالب المجلس الوطني الكردي بالوقف الفوري للقتال، وبدخول قوات بيشمركة كُردستان (قوات روج) بعد التنسيق والترتيب مع الجهات المعنية للدفاع عن جميع مكونات المنطقة من عرب وكُرد وكلدو آشور السريان([70])، في حين أدان الائتلاف المواجهات بين الطرفين والتي تدور رحاها حول المدنيين، مذكراً بالعلاقة بين النظام و”الإدارة الذاتية” سابقاً كما دعا المواطنين بكافة مكوناتهم للحذر واليقظة من ألاعيب النظام([71]).

فمن جهته أوضح فؤاد عليكو عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكُردي والهيئة العليا للمفاوضات بأن ما حدث في الحسكة يرجع لثلاثة احتمالات في كونه:

  • حادثاً عرضياً كالتي سبقها من الحوادث.
  • خلافاً سياسياً متعلقا بتخوف النظام من ابتعاد PYD في تحالفه معه والاقتراب أكثر فأكثر من أمريكا.
  • ضغطاً من النظام على PYD في سياق تفاهمات حصلت بينه وبين إيران وتركيا، ووجوب تقليم أظافر PKK وفرعه السوري PYD تلبيةً لرغبة تركيا([72]).

بالمقابل رأى نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي حسن صالح بأن ما حدث في الحسكة توتر ناجم عن "التفاهمات التركية -الروسية الإيرانية والسورية"، وبأن النظام يحاول إرسال رسالة مفادها ضرورة وضع حد لتجاوزات الـ PYD. ومن جانب آخر هي رسالة إلى تركية بأن النظام "يتناغم" مع تركيا ويتصادم مع الــ YPG انسجاماً مع التوجهات الجديدة، مشيراً إلى أن هذا "العدوان" على الأحياء الكردية في الحسكة شكل "صدمة" وأدى إلى نزوح جماهيري كبير وقصف للأحياء الكُردية مما كان له أثر سيء على الشعب بشكل عام، منوهاً إلى أن الهدوء الحالي إيجابي ليعود المدنيين إلى مساكنهم آمنين حسب وصفه([73]).

اختلفت أطراف معارضة مع هذه الرؤى حيث وصفت ما حدث بأنه محاولة لفرض حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، كعضو في المعارضة السورية وشريك في المفاوضات، وإلغاء صفة التعاون مع الأسد، من خلال إطلاق "أول" مواجهة عسكرية بين الطرفين([74]).

تعددت واختلفت التحليلات عن أسباب ومآلات الاشتباكات التي حصلت في مدينة الحسكة، فمنهم من وصفها ب"المسرحية" الهادفة لإدخال “الإدارة الذاتية” إلى وفد المعارضة، أو للتغطية على تجاوزات مؤسساتها بحق المعارضين، ومنهم من وضعها في خانة تطبيع العلاقة بين النظام وتركيا. بينما تطرقت أخرى إلى التناقضات التي تعيشها حالة "المصلحية المتبادلة " بين الطرفين والتي ستقود بالضرورة إلى مواجهاتٍ بين الحين والآخر بينهما وذلك في إطار محاولة كل منهما زيادة مناطق نفوذه بما يعزز من موقفه في أية تسوية سياسية مستقبلية، وهذا يظهر في تصريحات جوان إبراهيم قائد قوات الأسايش حينما قال "فليسمع النظام جيداً... الحسكة تابعة لحكومة “الإدارة الذاتية” الديمقراطية قولاً واحداً لا غبار عليه"([75]).

عملية "درع الفرات"

يُشكل أي توسعٍ للإدارة الذاتية في سورية "تهديداً" لتركيا بناءً على الموقف التركي من حزب العمال الكُردستاني وارتباطه ب PYD الحزب المُشكل للإدارة الذاتية. وقد ارتفعت سوية التصريحات التركية من الكيان "الكُردي" خصوصاً بعد انهيار عملية السلام في تركيا عَقب انتخابات حزيران 2015، وعودة حزب العمال لحمل السلاح بعد قرابة عامين من المشاركة في عملية السلام. لذا كانت تركيا تعتبر دوماً أي ممرٍ مكتملٍ من القامشلي/ قامشلو إلى عفرين خطراً على أمنها القومي وعلى وحدة أراضي تركيا. ومع استمرار الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحداتYPG عمادها، وعدم انسحاب "قسد" لشرق نهر الفرات حسب اتفاق سابق بين تركيا والأطراف المشاركة([76]) في عملية السيطرة على منبج التي تمت بتاريخ 06/08/2016([77]تتكرر المطالبة التركية لعدة مرات([78]) مع استمرار تقدم قوات "قسد" باتجاه مدينة جرابلس الحدودية. وقد دفع هذا المنحى في سير الأحداث بتركيا للإسراع بإنهاء مشاكلها مع الدول الإقليمية والعالمية، فبعد زيارة تطبيع للعلاقات مع روسيا من قبل الرئيس التركي09/08([79])، صادق البرلمان التركي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل([80])، وتم إجراء زيارات متبادلة مع إيران بدأت بزيارة وزير الخارجية التركي لطهران بشكل مفاجئ، أكد خلالها توافق وجهات نظر البلدين حول وحدة الأراضي السورية([81])، تبعها لاحقاً تصريحاتٌ من رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أفاد فيها بأن أنقرة ستضطلع بدور "أكثر فعالية" في التعامل مع القضية السورية في الأشهر الستة القادمة، مشدداً على رفض بلاده تقسيم سورية على أسس عرقية مضيفاً بأن "النظام السوري بدأ ينظر إلى الأكراد كتهديد"([82])، بالتساوي مع تقارير تشير إلى قيام إيران بمفاوضات سرية بين حكومتي إيران وسورية.

بدأت تركيا بالعملية العسكرية بعد تحقيقها توافقاً دولياً حول الدخول للأراضي السورية، وكانت البداية بعملية إخلاء لبلدة كركميش التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد المقابلة لمدينة جرابلس في2016/08/23([83])، ليبدأ التحرك في 24/08/2016، حيث تقدمت كتائب الجيش الحر خلال ساعات بقيادة الضابط التركي الذي أفشل "انقلاب 15 تموز" في تركيا([84])، واستطاعت اجتياز أكثر من 3كم بإسناد مدفعي وجوي تركي([85]). وقد لخص الرئيس التركي أهداف عملية "درع الفرات" بأنها تستهدفُ تنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية([86]). كما دافع وزير الداخلية التركي عن التدخل بوصفه مشروعاً وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة المحددة لحق الدفاع عن النفس، وأكد على إنهائها في وقتٍ سريع([87]).

مع تأكيد قيام تركيا القيام بعملية في شمال سورية وإعلان قسد "انسحابها لشرق الفرات" بناءً على اتفاق مسبق، قامت قسد بتشكيل مجلس جرابلس العسكري المؤلف من 3 فصائل([88])، وأعلنت الأخيرة نيتها التوجه نحو المدينة وحذرت تركيا من التدخل البري. بالفعل انطلق مجلس جرابلس العسكري التابع لقسد من مدينة منبج باتجاه الشمال بعد استقدام قواتٍ إضافية لمدينة منبج([89])، وبالتوافق مع دخول فصائل الجيش الحر للمدينة من الطرف الشمالي، استطاعت قوات مجلس جرابلس الوصول إلى الحدود الجنوبية للمدينة، ورد الجيش التركي بقصف مواقعها بالطيران والمدفعية وحدثت مواجهات بين قوات قسد وفصائل الجيش الحر جنوب مدينة جرابلس، ليتدخل سلاح الجو والمدفعية التركية مسانداً الأخيرة مما دفع بقوات قسد للتراجع إلى قرية العمارنة حيث اشتدت الاشتباكات حولها، استخدمت خلالها قوات قسد صواريخ مضادة للدروع ضد دبابتين للجيش التركي مما أدى لمقتل أول جندي تركي في العملية([90])، وعلى إثر المواجهات سيطرت فصائل الجيش الحر على القرى الواقعة شمال نهر الساجور بينما بقيت قوات قسد جنوب النهر([91]).

المواقف من عملية درع الفرات

تنوعت المواقف السورية والدولية إزاء العملية العسكرية التركية في شمال حلب، دولياً، استطاعت الحملة في بدايتها الحصول على تأييد علني من قبل العديد من الدول، لتتبنى الدول لاحقاً مواقف حذرة إزاء الحديث عن توسع نطاق الحملة داخل سورية، تباينت المواقف لتكون وفق الشكل التالي:

1.     موقف إيران

التزمت إيران سياسة المراوغة تجاه عملية درع الفرات، حيث فضلت الصمت الرسمي في بداية العمليات، ودفعت صحافتها الرسمية للقيام بمهمة تقييم العملية، وكان أبرزها لوكالة فارس التي صرحت أن التدخل التركي جاء دون أخذ إذن من النظام، وهو لا يتناسب مع القوانين الدولية، وبأن عناصر تنظيم الدولة هربوا من جرابلس إلى تركيا([92])، ليعلن المتحدث باسم الخارجية عن موقف بلاده لاحقاً عبر مطالبة تركيا بوقف عملية درع الفرات بسرعة لأن "استمرار الوجود العسكري لتركيا في سورية يزيد من تعقيد الوضع" حسب تعبيره([93]).

سبق عملية درع الفرات إعلان روسيا استعمال قاعدة همدان العسكرية في ضرب أهدافٍ داخل سورية بتاريخ 16/08([94])، وهي المرة الأولى التي تسمح إيران لقوات أجنبية باستعمال مطاراتها العسكرية منذ إعلان الثورة "الإسلامية"، لتعود وتغلق القاعدة في وجه الطائرات الروسية بعد أسبوعٍ واحد([95]). يذكر أن إغلاق القاعدة ترافق مع تصريحات متناقضة في تركيا حول إمكانية استخدام روسيا للقواعد في تركيا، حيث صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بإمكانية استخدام روسيا لقاعدة إنجرليك في حالة الحاجة لها، مذكراً بوجود قواعد روسية في سورية مما ينفي حاجتها([96]). هذا الموقف كان قد أعلنه سابقاً وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 04/07/2016 في تصريحاتٍ لوكالة روسية([97])، لتعود عن تصريحاتها السابقة حول المطار قبل يومٍ واحد من بدء عملية "درع الفرات" حيث صرح نعمان قورتلموش نائب رئيس الوزراء بأن روسيا لا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجيرليك وذلك لأن القاعدة يُديرها حلف شمال الأطلسي([98]). ومن الجدير بالذكر أن وكالة فارس كانت أعلنت في 17/08 عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى طهران خلال ذات الشهر، إلا أنها لم تتم([99]).

2.     موقف روسيا

باركت روسيا العملية والجهود التركية في محاربة الإرهاب على الحدود المشتركة مع سورية، كما طالبت موسكو أنقرة بالتنسيق مع دمشق لتكون الجهود أكثر فاعلية([100])، لتعود موسكو عن موقفها الإيجابي، وتعرب عن قلقها من تداعيات عملية درع الفرات على التسوية السورية([101])، ومحذرة من أن العملية تضع وحدة الأراضي السورية في خانة الشك.

3.     موقف النظام

طالب النظام السوري في بداية العملية بتنسيق جهود محاربة الإرهاب على الأراضي السورية مع الحكومة السورية، وأدانت اختراق تركيا للسيادة السورية([102]). وقد تقدم النظام برسالتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن تضمنت حديثاً عن سقوط 35 من المدنيين 20 منهم في قرية جب الكوسا و15 في قرية العمارنة نتيجة القصف التركي، داعياً لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب معه مرة أخرى([103]).

4.     مواقف غربية

وصل نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا في ذات اليوم الذي بدأت فيه تركيا عمليتها ضد تنظيم داعش من جهة وإعلانها استهداف قوات الحماية الشعبية أيضاً. وفي حين جاء الموقف الأمريكي داعماً بشكل حذر للعملية في بدايتها([104])، فمع استمرار العمليات وحدوث مواجهات بين قوات قسد وفصائل المعارضة -والطرفان يحصلان على الدعم الأمريكي- طالبت أمريكا جميع الأطراف بالتركيز على المناطق التي يوجد فيها تنظيم الدولة. ومع استمرار المواجهات أعرب البنتاغون عن قلقه حول حدوث اشتباكات في أماكن لا وجود لداعش فيها([105])، ودعت وزارة الدفاع الأمريكي وحدات الحماية لتحقيق انسحابٍ كامل لشرق الفرات. أما بخصوص تركيا فقد دعاها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بالتركيز في عملياتها على قتال تنظيم الدولة([106]).

نالت العملية على تأييد من ألمانيا([107])، أما فرنسا فقد أعربت عن تفهمها للعملية دون أن يلغي ذلك مخاوف الرئيس الفرنسي من المواجهات بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد والتي تحمل خطر تصعيد شامل([108]).

5.     موقف “الإدارة الذاتية”

حتى قبل أن تبدأ عملية درع الفرات ومع ارتفاع حدة التهديدات التركية لحزب PYD   وذراعه العسكري YPG، اتهمت “الإدارة الذاتية” تركيا عبر منابرها الإعلامية باغتيال القائد العام "لمجلس جرابلس العسكري" عبد الستار الجادر والذي اغتيل بعد إعلانه تشكيل المجلس ب 3 ساعات فقط في 22/08/2016([109]). واعتبر المتحدث باسم YPG ريدور خليل العملية "اعتداء سافراً على الشؤون الداخلية السورية"، مشيراً بأنه نتيجة اتفاق بين تركيا وإيران والحكومة السورية([110]). واعتبر الرئيس المشترك لحزب PYD صالح مسلم العملية في حقيقتها استهدافاً للكُرد بعد حدوث توافق بين الحكومتين السورية والتركية، وتوعد مسلم تركيا بــ "هزيمة" ستلحق بها في المستنقع السوري([111]). في السياق نفسه، وصفت قسد عملية درع الفرات "بالاحتلال للأراضي السورية"، إلا أنها أكدت على "عدم" قيادتها للعملية ضد الجيش التركي وفصائل الجيش الحر حيث أفاد المتحدث باسمها أن مجلس جرابلس العسكري هو الذي يواجه تركيا وحده([112]).

6.     موقف المعارضة

جاءت معظم مواقف المعارضة السورية موافقة ومباركة لعملية درع الفرات حيث نشر الائتلاف بياناً جاء فيه "أن الائتلاف يرحب بالدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية العسكرية في جرابلس"، مؤكداً أن التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش السوري الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية"([113])، وجاءت مباركة أخرى من حركة الإخوان المسلمين([114]).

من جهة أخرى: أعلنت فصائل مقربة من “الإدارة الذاتية” والمنضوية تحت لواء قسد ومجلس جرابلس العسكري إدانتها لما سمته "الاحتلال التركي" الأراضي السورية([115]). ونقلت مصادر إعلامية للمعارضة روايات تدعي فيها محاولات تشكيل مجلس عسكري تركماني من قبل تركيا، لإدارة مدينة جرابلس. على إثرها رفض مجلس جرابلس المحلي التدخلات التي تهدف لتشكيل مجلس يخلف الموجود حالياً والمنتخب وفق قوانين المجالس المحلية([116])، وبالتوازي مع تحركات “الإدارة الذاتية” ضد عملية درع الفرات تم تشكيل مجموعة تحت مسمى " المقاومة السورية الوطنية" والتي تعهدت –حسب قولها-بمقاومة تركيا حسب بيانٍ نشرته([117]).

الهدنة

بالعودة إلى المعارك التي حدثت بين فصائل الجيش الحر وقوات مجلس جرابلس العسكري التابع لقوات قسد، والتي ترافقت مع إرسال تركيا مزيداً من الدبابات إلى الشمال السوري([118])، وإعلانها نيتها الدخول إلى مدينة منبج، بالإضافة إلى تحذيرها لبريطانيا من اعتبار أنقرة للمقاتلين الإنكليز إرهابيين في حال تم قتلهم في المواجهات([119]). وكما ذكر سابقاً فقد ارتفعت حدة الاشتباكات حول قرية العمارنة الواقعة جنوبي جرابلس، حيث تم فيها إعطاب دبابات تركية ووقوع حالات أسر متبادلة بين قسد ولواء السلطان مراد([120]). أمام هذا التطور في الأحداث تدخلت الولايات المتحدة ليتم إبرام هدنة غير مكتوبة بين الطرفين، وقد رفضت تركيا وصفها بالهدنة أو وضعها في ذات الخانة مع قوة مسلحة غير نظامية باعتبارها دولة ذات سيادة على لسان وزير الشؤون الأوربية عمر جليك. وشددت تركيا على وفاء الأمريكيين بوعودهم التي تنص على انسحاب كامل لقوات الحماية الشعبية لشرق الفرات([121]). من جهتها أكدت قيادة "مجلس جرابلس العسكري" على عقد مجلسهم هدنة مؤقتة مع تركيا، والتي يبدو أنها تحققت حيث توقفت المواجهات بين الطرفين من تاريخ 30/08/2016([122]).

 

ختاماً؛ يوازي الدفع الأمريكي للاعتراف "بالإدارة الذاتية” توجهاً سورياً عاماً وإقليمياً لمنع هذا الاعتراف، كما يبدو من مواقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها الإقليميين وتجاه “الإدارة الذاتية” محاولاتها المستمرة مما يزيد عن عامين بعدم التضحية بأحدهما لصالح الآخر، في المقابل نلحظ استمرار “الإدارة الذاتية” بالضغط على نظام الأسد للحصول منه على أية ضمانات تستطيع من خلالها تأمين نظامها الذي دأبت على بنائه منذ إعلانها. ويتبين من طريقة تعامل هذه الإدارة مع الأحزاب الكُردية المنافسة لها محاولاتها في تهجين كافة المعارضين أو البدلاء الممكنين لها.


 

 ([1]) نصائح أميركية للائتلاف السوري: الاتصال بموسكو و"PYD"،الموقع: العربي الجديد،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://goo.gl/4byvh0

 ([2]) أكراد سورية يتوقّعون «تطبيعاً» أميركياً مع« إدارتهم»،الموقع: الحياة،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sHdRxF

 ([3]) الاتحاد الديمقراطي يفتتح قريبا ممثلية في واشنطن،الموقع: كوردستان24،التاريخ: 31/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yj1B2

 ([4]) وفد من روج آفا والمؤتمر الكوردستاني يزورون جنوب افريقا،الموقع: آ ن ف،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/iLqrJv

([5]) حزب الإتحاد الديمقراطي يدعو ‹الإدارة الذاتية› لملاحقة المجلس الكردي قانونياً،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 04/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bhO2Ce

([6])  مجهولون يحاولون تفجير مكتب PDK-S في كركي لكي بالحسكة، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 31/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iOr

([7])  الديمقراطي الكُردستاني يدين ممارسات الآسايش والتجنيد الإجباري في عفرين،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/faCa1w

([8])  أنصار PYD يقتحمون مقرات أحزاب المجلس الوطني الكُردي في القامشلي، الموقع: روداو، التاريخ: 11/08/2016، الرابط: http://goo.gl/6QcksC

([9]) آسايش قامشلو تختطف إبراهيم برو رئيس المجلس الوطني الكُردي، الموقع: آرانيوز، التاريخ:13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ph8Liv

 ([10]) الآسايش تنفي إبراهيم برو إلى إقليم كُردستان العراق،الموقع: آرنيوز،التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/u2Oj8R

 ([11])   بارزاني يدين تصرف حزب البي واي دي ضد برو ويعده سابقة مرفوضة،الموقع: شفق نيوز،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q48v2m

 ([12])منظمات حقوقية سورية تطالب ‹الإدارة الذاتية› بالإفراج عن إبراهيم برو،الموقع: آرانيوز، التاريخ: 14/08/2016،الرابط:http://goo.gl/KXFvUX

([13]) المجلس الكُردي يدعو الشعب الكُردي للوقوف إلى جانبه ودعمه، الموقع: آرانيوز، التاريخ 14/08/2016، الرابط:http://goo.gl/7C7Xyk

([14]) نشطاء يطلقون هاشتاغ ‹خلافاتكم سبب قتل شعبنا› بعد تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 31/07/2016،الرابطhttp://wp.me/p4OhLR-iOX

([15]) البارتي: بي واي دي يدفع بالأمور نحو التصادم والاقتتال الذي نرفضه،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/r1sdxa

([16]) التنظيم الشبابي لـل بي واي دي يعتدي على العلم الكُردي في قامشلو مجدداً، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 13/08/2016، الرابط: http://goo.gl/ZymHpR

([17]) القوات الأمنية (الآسايش) تعتقل 5 قياديين من الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا، الموقع: روداو، التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/krkSrR

([18]) الآسايش تعتقل حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي الكُردي،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ: 15/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Q2NKMD

([19]) مسلحو (ب ي د) يصعّدون الموقف ضد المجلس الوطني الكُردي ويعتقلون 30 سياسياً،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/uwXj54

([20]) المجلس يدعوا لاعتصامات في الداخل والخارج تنديداً بممارسات الإدارة الذاتية،الموقع: روزآفا نيوز،التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/c5CCXf

([21]) المجلس الكُردي: ابراهيم برو سيعود الى الوطن قريبا جدا،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 14/08/2016،الرابط: http://goo.gl/EsTlb2

([22]) عبد السلام أحمد “توقيف الذين خالفوا قوانين لا يعد اعتقالا"،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0g0M7E

([23]) الكُردي السوري: تنسيق وحدات الحماية مع النظام كانت تكتيكات الحرب، الموقع: كوردستريت، التاريخ: 25/08/2016،الرباط: http://goo.gl/xRtmLR

([24]) الآسايش تعتقل مؤيدين لحزب بي واي دي والمجلس الوطني الكُردي في قامشلو، الموقع: آرانيوز، التاريخ: 16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Vm8E5K

([25]) جوان ابراهيم: من الخطأ أن يصبح الشعب في روجآفا ضحيّة الخلافات الحزبية، الموقع: بوير برس: الرابط: http://goo.gl/A7PS4N

([26])  ارتفاع عدد ضحايا تفجير قامشلو، وداعش يتبنى، موقع: آرانيوز، التاريخ: 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHs

([27]) عوائل الشهداء: حصيلة تفجير قامشلو /50/ شهيداً و/9/ مفقودين،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 29/07/2016،الرابط: http://goo.gl/GrmU97

([28])  محافظة الحسكة تواجه أزمة حقيقية في قطاع الأدوية،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 26/07/2016،الرابط: http://goo.gl/3By9Mf

([29])  بارزاني يعزي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون،الموقع: آرانيوز،التاريخ 27/07/2016، الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iHK

([30])  المجلس الكُردي يتهم PYD بمنع وصول الدواء إلى جرحى تفجير قامشلو،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 28/07/2016 http://wp.me/p4OhLR-iJB

([31])  مستشفيات القامشلي تستلم الادوية المرسلة من اقليم كُردستان،الموقع: كُردستان24،التاريخ: 01/08/2016 http://goo.gl/41YZXv

([32])  مشافي قامشلو تخرّج معظم جرحى التفجير بعد تلقيهم للعلاج،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iMN

([33]) المجلس الوطني الكُردي يندد بتفجير قامشلو،و‹الإدارة الذاتية› تعلن الحداد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/4h5y50

([34])  ماكغورك يندد بهجوم قامشلو ويتعهد بمواصلة دعم الكُرد،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iIF

([35])  مصدر سابق: بارزاني يعزي ذوي ضحايا تفجير قامشلو،ويأمر مسؤولي الإقليم بتقديم المساعدة والعون.

([36])  الرئيس العراقي يدين تفجير قامشلو ويؤكد انها دليل على هزيمة داعش،الموقع: روج نيوز،التاريخ:28/07/2016،الرابط: http://goo.gl/b53X0F

([37])  الائتلاف يدين التفجير الإرهابي بالقامشلي،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 27/07/2016،الرابط: http://goo.gl/9yXCyb

([38])  استشهاد خمسة أشخاص جراء انفجار سيارة مفخخة في تل أبيض،الموقع: آرتا إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: https://goo.gl/HUWuqu

([39]) 27قتيل و29 جريح حصيلة شبه نهائية لتفجير الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ 06/07/2016/ الرابط: http://goo.gl/jkHBlW

([40]) عامودا: إرهابي يفشل بزرع عبوة ناسفة في سيارة انفجرت به وأردته قتيلاً،الموقع/ ولات إف إم،التاريخ: 29/06/2016،الرابط: http://goo.gl/4uMA4E

([41]) اتهامات لـ “أسايش” باعتقالات “تعسفية” على خلفية انفجار عامودا،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 30/07/2016،الرابط: http://goo.gl/JLs6PQ

([42]) الآسايش تفكك مجموعة عبوات ناسفة بريف الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 10/08/2016،الرابط: http://goo.gl/2eO10m

([43]) أنباء عن دخول آليات مفخخة إلى الحسكة،وحواجز الآسايش تستنفر،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 08/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j5v

([44]) حسن صالح نائب سكرتير حزب يكيتي يتحدث عن التفجيرات التي استهدفت قامشلو،الموقع يكيتي ميديا،التاريخ: 25/07/ 2016،الرابط:https://goo.gl/5P9764

([45])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز: التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-j0w

([46]) الرئيسة المشتركة لبلدية قامشلو: شكلنا لجنة للنظر في وضع المباني المتضررة،الموقع: بوير برس،التاريخ: 02/08/2016،الرابط: http://goo.gl/FrVMzp

([47]) الآسايش تعفي ضباط وتخصص 200 مليون لتعويض المتضررين،الموقع: رئاسة الإدارة الذاتية،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/b9crKO

([48])  قائد الآسايش: التحقيقات مستمرة بخصوص مرور شاحنة داعش من حواجزنا،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/5yd2Vg

([49]) اشتباكات بين ميليشيا الدفاع الوطني والوحدات الكردية في القامشلي، الموقع: أورينت نيوز،التاريخ: 16/03/2016،الرابط: http://goo.gl/t6TI0u

([50]) بعد القامشلي… اشتباكات بين وحدات الحماية وقوات النظام في الحسكة،الموقع: كلنا شركاء،التاريخ: 18/05/2016،الرابط: http://goo.gl/POQLXG

([51]) إشتباكات بين عناصر عناصر النظام والقوى التابعة لحزب الإتحاد،الموقع :قاسيون،التاريخ 03/07/2016،الرابط:http://goo.gl/uqEFpz

([52]) اشتباكات جديدة بين قوات الاساييش وقوات النظام في المربع الأمني،الموقع: يكيتي ميديا،التاريخ:25/07/2016،الرابط:http://goo.gl/bAXio9

([53]) استنفار واعتقالات متبادلة بين الآسايش وقوات النظام في الحسكة،الموقع: آرانيوز،التاريخ:06/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-iZz

([54]) الحسكة: ضغوط كردية لإكمال «الفدرلة».. ومفاوضات «تحت النار»،الموقع: السفير،التاريخ: 20/08/2016،الرابط:http://goo.gl/Q8kPLR

([55]) ميليشيا الدفاع الوطني تفرج عن المعتقلين المدنيين لديها في الحسكة،الموقع آرانيوز،التاريخ: 11/08/2016،الرابط: http://wp.me/p4OhLR-jbU

([56]) هدنة في الحسكة بين النظام والأسايش بعد اشتباكات بين الطرفين،الموقع: راديو روزنة، التاريخ:17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/B4quWz

([57]) طائرات النظام السوري تقصف المدنيين في الحسكة،الموقع: آ ان أف. التاريخ: 18/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ZSvJPt

([58]) البنتاغون: قوات الأسد قصفت مواقع قرب جنودنا في الحسكة،الموقع: عنب بلدي،التاريخ:19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O93L86

([59]) غارة الحسكة... مسؤول لـCNN: سوريا ستواجه خطر فقدان طائرة بتكرار ذلك،الموقع: سي ان ان،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zskRKF

([60]) واشنطن تسحب قواتها من الحسكة بشكل مفاجئ بعد قصف النظام ؟ الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/0aAJgK

([61]) ملخص المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم البنتاغون الجمعة 19 أب 2016 حول ‏الحسكة، الموقع: خبر24،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/sWU0D1

([62]) نظام الأسد والوحدات الكردية يقتربان من نقطة اللاعودة،الموقع: صحيفة العرب اللندنية،التاريخ:07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ssMjV0

([63]) آخر أيام "الدفاع الوطني" في الحسكة؟،الموقع: المدن،التاريخ: http://goo.gl/4QK4gF

([64]) بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة،الموقع: وزارة الدفاع في الجمهورية العربية السورية،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/7zsfn7

([65]) بيان من القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بشأن الاحداث الاخيرة في الحسكة،الموقع: خبر24،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hquhkd

([66]) أسر 230 من عناصر النظام ومرتزقته بعد محاصرتهم،الموقع،آ ن أف،التاريخ:23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/tk171Z

([67]) محافظ النظام في الحسكة: قدمنا مساعدات عسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني»،الموقع: قاسيون،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/IymN1C

([68]) الحسكة بانتظار هدنتها.. "من يشعل النيران ومن يطفئها"؟،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/TSILv1

([69])  هذا ما قاله تلفزيون النظام عن اتفاق الحسكة،الموقع: باس نيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XtusOu

([70]) الENKS يطالب بالوقف الفوري للقتال في الحسكة ويدعو لوحدة الصف،الموقع: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/M97eeY

([71]) الائتلاف: المدنيون في الحسكة هم ضحايا القصف الوحشي واقتتالِ النظام مع حلفائه،الموقع: الائتلاف،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xFDj8g

([72]) فؤاد عليكو لحزب “الاتحاد الديمقراطي” : مشروعكم ( الطوباوي) فشل،الموقع: كوردستريت،التاريخ: 19/08/2016،الرابط: http://goo.gl/ehwcgr

([73]) قيادي في حزب اليكيتي:” التدخل التركي جاء لوأد المشروع القومي الكوردي،الموقع: كورد ستريت،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/O0oNFy

([74]) هل يعود سكان حي "غويران" إليه بعد سيطرة الوحدات الكردية؟ الموقع: شبكة شام،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/3pUz2s

([75]) جوان ابراهيم: فليسمع النظام الحسكة تابعة لحكومة الإدارة الذاتية قولا واحداً ،الموقع: بوير بريس،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KPfM7D

([76]) أردوغان: معظم القوات التي تقاتل في منبج عربية وليست كوردية،الموقع: روداو،التاريخ 02/06/2016،الرابط: http://goo.gl/3oNrhz

([77]) سوريا الديمقراطية تسيطر على كامل مدينة منبج،الموقع: الميادين،التاريخ: 06/08/2016،الرابط: http://goo.gl/h5X758

([78]) تركيا تتوقع انسحاب “وحدات حماية الشعب” بعد عملية منبج،الموقع:آدار بريس،التاريخ: 15/08/2016،الرابط http://goo.gl/7fGgC6

([79]) أردوغان يصل روسيا ويصافح بوتين،الموقع: بوابة الفجر،التاريخ: 09/08/2016،الرابط: http://goo.gl/VYmx9f

([80]) برلمان تركيا يصادق على التطبيع مع إسرائيل،الموقع: إيلاف،التاريخ: 21/08/2016،الرابط: http://goo.gl/1fjV3R

([81]) جاويش أوغلو: أمن إيران من أمن تركيا ومتفقون على وحدة سوريا،الموقع: سي ان ان،التاريخ: 12/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([82]) يلدريم: الأسد لمرحلة انتقالية ولا دور له بمستقبل سورية،الموقع: العربي الجديد،التاريخ:20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/bP0NME

([83]) تركيا تخلي بلدة كركميش مقابل جرابلس بعد سقوط عدة قذائف أطلقها داعش،الموقع: آرانيوز،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/6P2akO

([84]) الضابط التركي الذي أفشل الانقلاب يقود عملية ” درع الفرات ” في سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/k4I8b9

([85]) بإسناد جوي ومدفعي تركي ..الجيش الحر يتوغل 3 كم في محيط جرابلس،الموقع: مدار اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/q8fhfQ

([86]) أردوغان: "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة وضد "PYD" الكردي،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/efi51V

([87]) وزير الداخلية التركي: عملية جرابلس مشروعة ولن تستمر طويلا،الموقع: عربي21،التاريخ:24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/JsyAyr

([88]) ثلاثة فصائل مسلحة تعلن تشكيل مجلس جرابلس العسكري،الموقع: روداو،التاريخ:22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/YOjzFi

([89]) وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج السورية،الموقع: ان ار تي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/KF6Ang

([90]) مقتل أول جندي تركي في مواجهات شمال سوريا،الموقع: فرانس24،التاريخ: 28/08//2016،الرابط: http://goo.gl/FYsCEi

([91])  “الحر” يسيطر على قرىً من “سوريا الديمقراطية” غرب جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Eq7diK

([92]) إيران "الرسمية" تلتزم الصمت إزاء عملية "درع الفرات" وإعلامها يزيف الحقائق،الموقع: الأناضول: التاريخ:25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/dD7b1l

([93]) إيران لتركيا: عملية درع الفرات تزيد الوضع تعقيدا في سوريا،الموقع: تركيا بوست،التاريخ: 31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/85o2V1

([94]) مقاتلات روسية تنطلق من إيران وتقصف مدنا سورية،الموقع: الجزيرة،16/08/2016،الرابط: http://goo.gl/cj78wz

([95]) طهران تغلق قاعدة همدان بوجه موسكو. وأميركا تشكك،الموقع: العربية،التاريخ: 23/08/2016،الرابط: http://goo.gl/jCwyOa

([96]) تركيا: روسيا يمكن أن تستخدم قاعدة إنجرليك الجوية،الموقع: فيتو،التاريخ: 20/08/2016،الرابط: http://goo.gl/G4D5bh

([97]) قاعدة انجرليك التركية قد تُفتح أمام الطائرات الروسية،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 04/07/2016،الرابط: http://goo.gl/hsXwTR

([98]) أنقرة: لا يمكن لروسيا استخدام قاعدة إنجرليك،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 23/08/2016،الرابط http://goo.gl/FtQ1S0

([99]) أردوغان إلى طهران لإطلاق تحالف تركي -إيراني - روسي في سورية،الموقع: النهار،التاريخ: 17/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Rpc7Mg

([100]) موسكو تبارك التدخل التركي. والنظام السوري يعتبره “خرقًا سافرًا للسيادة"،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Cuw5bO

([101]) موسكو تعرب لأنقرة عن قلقها إزاء عمليات القوات التركية شمال سوريا الموقع: رأي اليوم، : التاريخ:31/08/2016،الرابط:http://goo.gl/oUvwGC

([102]) نظام الأسد يعلق على عملية "درع الفرات" التركية داخل سوريا،الموقع: عربي21،التاريخ:،24/08/2016،http://goo.gl/xyHk5V

([103]) وزارة الخارجية الخروقات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية مدانةٌ،الموقع: الفداء،التاريخ: 30/08/2016،http://goo.gl/ghRKCH

([104]) البيت الأبيض:"درع الفرات" التركية مثال على دعم أنقرة لمكافحة داعش،الموقع: ديلي صباح،التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/imipWr

([105]) البنتاغون: الاشتباكات في شمال سوريا تقع في أماكن لا وجود لـ “داعش” بها،الموقع: صوت كوردستان،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/WtL28C

([106]) وزير الدفاع الأمريكي يدعو تركيا للتركيز في عملياتها العسكرية ضد داعش،الموقع: رحاب نيوز،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/p2R5uF

([107]) تباين المواقف من عملية "درع الفرات"،الموقع: روسيا اليوم،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zxNqzH

([108]) تعزيزات تركية جديدة.وهولاند يتفهم التدخل التركي،الموقع: المدن،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/zwwDOf

([109]) الاستخبارات التركية تغتال القائد العام لمجلس جرابلس العسكري،الموقع: روج نيوز،التاريخ: 22/08/2016،الرابط: http://goo.gl/xqAEik

([110]) وحدات حماية الشعب الكردية: التدخل التركي في سوريا اعتداء سافر،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/u0Udzs

([111]) صالح مسلم: ثلاث دول توحدت لضرب الكورد وسنهزم الاتراك،الموقع: كودستان24،التاريخ: 30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/vt3i8c

([112]) سلو: قرار الانسحاب من منبج إلى شرق الفرات قرارٌ عائد للقيادة العامة،الموقع: آدار بريس،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/s5QLtF

([113])  "الائتلاف" يؤكد دعمه للجيش الحر في عملية و"يرحب" بدعم تركيا والتحالف،الموقع: سمارت نيوز،التاريخ: 24/08/2016،الرابط: http://goo.gl/HwROrQ

([114]) ردود فعل السوريين حول معركة "درع الفرات"،الموقع: نون بوست: التاريخ: 25/08/2016،الرابط: http://goo.gl/joMhqz

([115]) فصائل من الجيش الحر تعلن وقوفها إلى جانب مجلس جرابلس العسكري،الموقع: آ ن ف نيوز،التاريخ: 29/08/2016،الرابط: http://goo.gl/XyNEam

([116]) مصادر: تركيا تحاول فرض مجلس “تركماني” لإدارة جرابلس،الموقع: عنب بلدي،التاريخ: 06/09/2016،الرابط: http://goo.gl/9vZn7n

([117]) الإعلان عن المقاومة الوطنية السورية في جرابلس،الموقع: الماسة السورية،التاريخ: 07/09/2016،الرابط: http://goo.gl/ygtx7n

([118]) خمسة عشر ألف جندي تركي قد يشاركون في إقامة ” منطقة آمنة ” شمال سوريا،الموقع: تويت بوك،التاريخ: 26/08/2016،الرابط: http://goo.gl/Hz9Xbq

([119]) ميدل إيست آي: المتطوعون البريطانيون يواجهون قوات تركيا بمنبج،الموقع: عربي21،التاريخ: 03/09/2016،الرابط: http://goo.gl/6cxKni

([120]) مجلس منبج العسكري يأسر عناصر من كتيبة "السلطان مراد"،الموقع: ان آر تي،التاريخ: 01/09/2016،الرابط: http://goo.gl/G1qBLo

([121])  «تهدئة» بين حلفاء الأتراك والأكراد،الموقع: الحياة،التاريخ:31/08/2016،الرابط: http://goo.gl/W6Aqya

([122]) مجلس جرابلس العسكري يعلن عن توقيع هدنة مع تركيا،الموقع،صوت أمريكا،التاريخ:30/08/2016،الرابط: http://goo.gl/gOR08E

التصنيف أوراق بحثية